تعد السمنة (البدانة) من أهم واخطر أمراض التغذية في عصرنا الحديث ومنتشرة في اغلب بلدان العالم، والبدانة تعني زيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم بحسب الخبراء والمختصين، وقد ينظر الكثير إليها على أنها أمر بسيط، والبعض الآخر يرى أنها مجرد منظر غير مقبول أو تشويه لجمال أجسادنا، وقد يفطن القليل إلى خطورتها ومع ذلك يقفوا مكتوفي الأيدي غير قادرين على إيقافها.
ويقسم خبراء الصحة السمنة إلى عدة أنواع منها: السمنة نتيجة زيادة الخلايا الدهنية في الغدد ويظهر هذا النوع عند الأطفال، السمنة نتيجة الزيادة في حجم الخلايا الدهنية وهذا النوع شائع لدى الشباب، السمنة المؤقتة وتظهر في بعض مراحل العمر ومن غير المستبعد أن تصبح مزمنة إذا لم ينتبه المرء لها و من هذه المراحل: مرحلة المراهقة، والمرأة بعد الولادة.
وأسباب السمنة تكمن في عدم وجود ثقافة غذائية لدى الفرد العادي كما أنها تحدث نتيجة تناول الأغذية والمشروبات بشكل عشوائي وغير منظم وعدم ممارسة الرياضة باستمرار، كذلك توجد أسباب جسمية مثل قلة النشاط والحركة وأمراض الجهاز الهرموني كنقص إفراز الغدة الدرقية وأمراض الجهاز العصبي والهيكلي والمناعي، وأسباب فسيولوجية كالشهية الزائدة للطعام وتقدم السن وغيرها، وأسباب اجتماعية كوجود بعض العادات والتقاليد والثقافات، أسباب نفسية وروحية ومعتقدات دينية، بالإضافة إلى العوامل الوراثية.
وفي السياق ذاته وصلت نسبة المصابين بالبدانة في الولايات المتحدة ارتفاعها في العام 2014 وصولا الى 27,7 % وهو المستوى الأعلى منذ بدء إعداد معهد غالوب إحصاءاته حول الوزن الزائد في البلاد، وكانت نسبة المصابين بالبدانة إلى إجمالي السكان 27,1 % في العام 2013، و26,2 % في العام 2012، و25,5 % في العام 2008، وبحسب المعهد، فان نسبة الأشخاص المصابين بالبدانة ارتفع بشكل خاص لدى من هم فوق سن الخامسة والأربعين.
بينما قال المركز الوطني للإحصائيات الصحية ان 34.3 في المئة من الأطفال والشبان الامريكيين يحصلون على نسبة كبيرة من غذائهم اليومي من مطاعم الوجبات السريعة، وذكر المركز في تقريره الذي غطى الفئة العمرية من عامين وحتى 19 عاما ان الوجبات السريعة "مرتبطة بزيادة السعرات الحرارية وتدني جودة النظام الغذائي"، وتقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ان انتشار السمنة بين الأطفال مشكلة خطيرة في الولايات المتحدة، وتقول ان معدلات السمنة تقف عند نحو 17 في المئة وتؤثر على نحو 12.7 مليون طفل وشاب أمريكي.
وعليه تتواصل الأبحاث والدراسات للتقليل من مشكلة البدانة لكونها تؤثر على جميع الفئات العمرية من الأطفال والشباب وكبار السن، وقد رصدت شبكة النبأ المعلوماتية بعض الأخبار والدراسات نستعرض أبرزها في التقرير أدناه.
البدانة الى ازدياد في الولايات المتحدة
بينما وصلت نسبة المصابين بالبدانة في الولايات المتحدة ارتفاعها في العام 2014 وصولا الى 27,7 % وهو المستوى الأعلى منذ بدء اعداد معهد غالوب احصاءاته حول الوزن الزائد في البلاد، وكانت نسبة المصابين بالبدانة الى اجمالي السكان 27,1 % في العام 2013، و26,2 % في العام 2012، و25,5 % في العام 2008، وبحسب المعهد، فان نسبة الاشخاص المصابين بالبدانة ارتفع بشكل خاص لدى من هم فوق سن الخامسة والاربعين. بحسب فرانس برس.
أما بين النساء والسود والطبقات الافقر من السكان في جنوب البلاد مثل ميسيسيبي ولويزيانا، فان النسبة ظلت على حالها، وتبين في الاستطلاع الذي يدرس محيط الشخص وبيئته الاجتماعية والمالية ان الاشخاص المصابين بالسمنة هم من بين الاقل رفاها، وقالت جانا لاكاتيل المشرفة على اعداد الاستطلاع ان "التغذية الجيدة والتمارين الرياضية مهمة للحد من البدانة لكنها غير كافية، ينبغي ايضا معالجة عوامل اخرى مثل الرفاه المالي والاجتماعي"، وشملت الدراسة 176 الفا وسبع مئة وشخصين من البالغين، واجريت بين الثاني من كانون الثاني/يناير الى الثلاثين من كانون الاول/ديسمبر من العام 2014.
البدانة تتسبب بخسائر سنوية في الإنتاجية
بينما تكلف البدانة في العمل حوالى 8 مليارات دولار من الخسائر في الإنتاجية بسبب ازدياد تغيب الموظفين في الولايات المتحدة، وفق ما جاء في دراسة صادرة عن جامعة ييل، وهذه الدراسة المنشورة في مجلة "جورنل أوف أوكيوبيشونال أند انفايرونمنتل ميديسن" هي أول دراسة تتطرق إلى حالات التغيب عن العمل بسبب البدانة، وفق القيمين عليها الذين قدروا الخسائر السنوية بين 14,4 مليون دولار في وايومينغ (الغرب) و907 ملايين دولار في كاليفورنيا (الغرب). بحسب فرانس برس.
وقدرت الكلفة الإجمالية ب 8,65 مليارات دولار في السنة الواحدة، أي ما يشكل 9,3 % من مجموع الخسائر الناجمة عن التغيب للأسباب جميعها، وصرحت تاتيانا أندرييفا القيمة الرئيسية على هذه الدراسة أن "تحديد جميع التكاليف الناجمة عن البدانة، من بينها الخسائر في الإنتاجية، مهم جدا لمعرفة كيفية تفاديها"، وتطال البدانة في الولايات المتحدة بالغا واحدا من كل ثلاثة، أي 78 مليون شخص. وتكثف السلطات المبادرات الخاصة والعامة للتطرق إلى هذه المشكلة الكبيرة في مجال الصحة العامة التي تقدر تكلفتها الطبية بحوالى 190 مليار دولار في السنة الواحدة، بحسب معهد الطب.
الوجبات السريعة
في السياق ذاته قال المركز الوطني للإحصائيات الصحية ان 34.3 في المئة من الاطفال والشبان الامريكيين يحصلون على نسبة كبيرة من غذائهم اليومي من مطاعم الوجبات السريعة، وذكر المركز في تقريره الذي غطى الفئة العمرية من عامين وحتى 19 عاما ان الوجبات السريعة "مرتبطة بزيادة السعرات الحرارية وتدني جودة النظام الغذائي"، وتقول المراكز الأمريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها ان انتشار السمنة بين الاطفال مشكلة خطيرة في الولايات المتحدة، وتقول ان معدلات السمنة تقف عند نحو 17 في المئة وتؤثر على نحو 12.7 مليون طفل وشاب أمريكي. بحسب رويترز.
وطبقا لبيانات المركز الوطني للإحصائيات الصحية وهو وحدة تابعة للمراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها كان اكثر من 12 في المئة من الاطفال والشبان الذين شملهم المسح يحصلون على 40 في المئة من سعراتهم الحرارية من مطاعم الوجبات السريعة والبيتزا، وجاء في التقرير ان من تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عاما يستهلكون ضعف المتوسط اليومي من سعراتهم الحرارية من الوجبات السريعة مقارنة بالاطفال الاصغر سنا.
طفلة في الثالثة تصاب بالسكري
في حين أصيبت طفلة أمريكية في الثالثة من العمر بداء السكري من النوع الثاني وهي حالة مرتبطة بزيادة الوزن لتصبح بذلك واحدة من أصغر من يعانون من المرض، وكان يطلق على النوع الثاني من السكري اسم مرض "بداية البلوغ" لانه يكثر بين متوسطي العمر والمسنين لكن خلال العشرين عاما الماضية زاد عدد الاطفال الذين اصيبوا به نتيجة عادات التغذية السيئة وعدم ممارسة التدريبات البدنية. بحسب رويترز.
ويعرض التفاصيل المتعلقة بحالة طفلة الثالثة الأمريكية مايكل يافي مدير قسم طب الاطفال والغدد الصماء بجامعة تكساس في هيوستون خلال اجتماع سنوي تعقده الرابطة الاوروبية لدراسات السكري في ستوكهولم، وفي غياب تسجيل للحالات على مستوى العالم يستحيل القول بشكل قاطع ان الطفلة الامريكية هي أصغر مريضة بالسكري لكن يافي قال ان البحث الذي قام به لم يكشف عن اي حالة اصابة اخرى بالمرض في هذه الفئة العمرية.
وقال لرويترز "انا متأكد ان هناك آخرين لكن لم تشخص اصابتهم بالمرض او لم تسجل حالاتهم بعد"، ويقول الاتحاد الدولي للسكري ان هذا الداء هو مشكلة آخذة في التفاقم على مستوى العالم وقدر عدد المصابين به عام 2014 بما يصل الى 387 مليون مريض ومن المتوقع ان يرتفع العدد الى 592 مليونا بحلول عام 2035، وقال يافي "هذه مشكلة عالمية، الان حين يجيئني أطفال يعانون من السمنة أجري لهم اختبار السكري من النوع الثاني".
إعلانات ترويجية
من جهة أخرى تستهدف مطاعم الوجبات السريعة في الولايات المتحدة إلى حد كبير جدا أطفال العائلات السوداء والريفية وتلك ذات الدخل المتوسط، على ما جاء في دراسة، وقد شملت هذه الدراسة التي أجراها باحثون من جامعتي أريزونا وإيلينوي 6716 مطعما للوجبات السريعة لتحليل الحملات الترويجية المخصصة للزبائن الصغار، ويعتمد أكثر من 20 % من هذه المطاعم هذا النوع من الحملات الذي قد تقدم في إطاره ألعاب مجانية أو شخصيات على شكل نجوم رياضة أو أبطال رسوم متحركة أو عروضات خاصة لحفلات عيد الميلاد، فضلا عن تخصيص أماكن لألعاب الأطفال. بحسب فرانس برس.
وتبين من هذه الدراسة أن المطاعم الواقعة في "الأحياء ذات الغالبية السوداء والمناطق الريفية وتلك المتوسطة الدخل تلجأ أكثر إلى استراتيجيات التسويق هذه التي تستهدف الأطفال"، بالمقارنة مع تلك الواقعة في مناطق أخرى، وكشفت الدراسة أن أطفال هذه المناطق "معرضون بطريقة غير تناسبية (لهذه الحملات الترويجية)، لا سيما منها الألعاب المجانية"، وجاء فيها أنه "نظرا لهذه النتائج، من المهم أن يحد قطاع الوجبات السريعة من تعرض الأطفال لهذه الحملات التي تروج لنظام غذائي غير متزن".
وتخصص مجموعات المطاعم السريعة في الولايات المتحدة حوالى ربع ميزانيات التسويق لاستهداف أطفال تراوح أعمارهم بين سنتين و 17 عاما. وفي العام 2009، بلغت هذه الموارد 700 مليون دولار وخصص نصفها للهدايا، من قبيل ألعاب للأطفال، وتزيد الوجبات السريعة من انتشار البدانة في الولايات المتحدة حيث تطال هذه المشكلة الصحية بالغا واحدا من كل ثلاثة.
الاميركيون يأكلون كميات اقل بقليل لكن نوعيتها افضل
في حين يأكل الاميركيون كميات اقل ولا سيما خارج المنزل وفي مطاعم الوجبات السريعة خصوصا، مع تحسين نوعية الاغذية على ما اظهرت دراسة اجرتها وزارة الزراعة اعتبرت ان هذه النتائج "مشجعة" في اطار مكافحة البدانة، بين عامي 2005 و2010 تراجع عدد السعرات الحرارية المستهلكة بنسبة 5 % يوميا مع نسبة اقل من الدهون وكمية اكبر من الالياف على ما جاء في الدراسة التي شملت عشرة الاف بالغ.
من جهة اخرى تراجعت النفقات على الاغذية المحضرة خارج المنزل (مطاعم ووجبات معدة مسبقا) بنسبة 13 % فضلا عن عدد السعرات الحرارية المستهلكة بهذه الطريقة التي تتأتى 40 % منها تقريبا من الوجبات السريعة، وتبين ان 30 % تقريبا من السعرات الحرارية المستهلكة اتت من وجبات معدة مسبقا خارج المنزل في العام 2010 في مقابل 35 % في 2005 فيما ارتفع عدد الوجبات المتناولة في المنزل بشكل طفيف من 5,8 وجبات في الاسبوع الى 6,29 وجبات.
وافادت الدراسة ان عدم تناول الطعام خارج المنزل يساهم في 20 % في تحسين نوعية الحمية المتبعة، هذه الدراسة التي تشهد على تغيير في التصرفات، "تظهر نتائج مشجعة"على ما قال كيفين كونكانون المسؤول الكبير في وزارة الزراعة المكلف شؤون التغذية والاستهلاك" معتبرا ان على البلاد "خفض المخاطر المرتبطة" بالوزن الزائد والبدانة، ويعاني بالغ من كل ثلاثة من البدانة (34,9 %) في الولايات المتحدة اي 78 مليون شخص، وتكثر المبادرات الخاصة والعامة لمواجهة هذه الظاهرة التي تشكل تحديا كبيرا للصحة العامة تقدر كلفته الطبية ب190 مليار دولار سنويا.
واحد من أصل ثلاثة يعد بدينا
يعد أكثر من بالغ أميركي واحد من أصل ثلاثة بدينا، وهذه المشكلة هي على رأس أولويات قطاع الصحة العامة في الولايات المتحدة حيث لا تزال نسبة البدانة مرتفعة ولم تتغير كثيرا منذ سنة، وفق ما كشف تقرير، وجاء في هذا التقرير الصادر عن مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) أن أكثر من 78 مليون بالغ (34,9 %) كانوا بدناء في الفترة 2011 - 2012. ولم تتغير هذه النسبة كثيرا بالنسبة إلى تلك المسجلة في الفترة 2009 - 2010 (35,7 %). بحسب فرانس برس.
والفئة العمرية الأكثر تأثرا بهذه المشكلة الصحية هي تلك التي تراوح بين 40 و 59 عاما، وذلك عند الرجال والنساء على حد سواء (39,5 %)، وأكثر من 50 مليون بدين هم من البيض ، لكن اذا ما اخذت كل الفئات فان هذه المشكلة تطال خصوصا 47,8 % من ذوي البشرة السوداء (12,2 مليون شخص) و42,5 % من ذوي الأصول الأميركية اللاتينية (13,4 مليون شخص)، أما ذوو الأصول الآسيوية، فهم الأقل تعرضا لهذه المشكلة (10,8 % و1,2 مليون شخص).
وتقدر البدانة بحسب مؤشر كتلة الجسم، ويعد المرء بدينا عندما يتخطى مؤشره الثلاثين، وتعتبر البدانة مشكلة كبيرة من مشاكل قطاع الصحة في الولايات المتحدة حيث تكلف 190 مليار دولار، وفق دراسة صادرة عن جامعة كورنل، كما أن ثلث الأطفال والمراهقين الأميركيين يعانون وزنا زائدا أو البدانة.
معدلات السمنة في تزايد
من جهتها أظهرت بيانات مسح من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن البالغين في الولايات المتحدة قللوا بشكل منتظم من السعرات الحرارية في وجباتهم منذ نحو عشر سنوات ورغم ذلك استمرت الزيادة في معدلات السمنة، وحلل الباحثون الذين نشرت نتائج دراستهم في الدورية الأمريكية للتغذية الإكلينيكية الاتجاهات منذ السبعينات ووجدوا أنه بين البالغين ارتفع معدل الاستهلاك اليومي للسعرات الحرارية لما يصل إلى 314 سعرا حراريا من 1971 إلى 2003 ثم تراجع بواقع 74 سعرا حراريا خلال الفترة بين 2003 و2010. بحسب رويترز.
وقال وليام ديتز المدير السابق لإدارة التغذية والنشاط البدني والسمنة في المراكز الأمريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها الذي شارك في إعداد الدراسة لخدمة رويترز هيلث الإخبارية "من الصعب التوفيق بين ما تظهره هذه البيانات وما يحدث من حيث انتشار السمنة"، ويعاني نحو 35 من النساء البالغات في الولايات المتحدة من السمنة وظلت هذه النسبة ثابتة منذ عام 1999 كما تظهر بيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وبالنسبة للرجال ارتفعت السمنة من 27 في المئة إلى 35 في المئة خلال الفترة ذاتها.
وأضاف ديتز أنه كان يتوقع استقرار معدلات السمنة لكلا الجنسين وان تبدأ في التراجع في هذه المرحلة إذا كان الناس يستهلكون كميات أقل من السعرات الحرارية، وقال خبراء إنه ربما تكون هناك حاجة لمزيد من الوقت كي تشهد معدلات السمنة انخفاضا نتيجة لانخفاض ما يستهلكه الأمريكيون من سعرات حرارية.
كما أنه من الممكن أن يكون الأمريكيون قد غيروا من عاداتهم الغذائية لكنهم رغم ذلك لا يمارسون ما يكفي من الرياضة لإحراق السعرات الحرارية التي يستهلكونها أو أن الدراسة ربما تكون مخطئة، وأشار ديتز الى ان زيادة الوعي بالأغذية غير الصحية ربما تجعل الناس يتحرجون من تناول الوجبات السريعة واحتساء الصودا وأنهم ربما ما زالوا يتناولون مثل هذه الأطعمة لكنهم قد لا يعترفون بذلك خلال الدراسة.
اول تراجع للبدانة
فيما سجلت البدانة تراجعا طفيفا في صفوف الاطفال الاميركيين الصغار المنتمين الى عائلات ذات دخل متدن ذلك بعد عقود من الارتفاع على ما جاء في تقرير للسلطات الصحية الفدرالية، وهذا التراجع في فئة السنتين الى اربع سنوات سجل في 19 ولاية اميركية وفي الاراضي الاميركية ما وراء البحار بين 2008 و2011 على ما اوضحت هذه الدراسة للمراكز الفدرالية لمراقبة الامراض والوقاية منها (سي دي سي). بحسب فرانس برس.
ويستند التقرير الى مؤشر كتلة الجسم وشمل نحو 12 مليون طفل في 40 ولاية، الا ان طفلا من كل ثمانية في سن الذهاب الى المدرسة لا يزال يعاني من الوزن الزائد في الولايات المتحدة مع نسب اكبر لدى السود ومن هم من اصول اميركية لاتينية وهي اوساط تعاني كثيرا من الفقر، وسجل التراجع الاكبر في فلوريدا وجورجيا وميسوري ونيوجيرسي وداكوتا الجنوبية حيث تجاوزت النسبة 1 %.
وسجل تحسن لكنه طفيف اكثر في كاليفورييا وايوا وايداهو وكنساس وماساتشوستس وميريلاند وميشيغان ومينيسوتا وميسيسيبي ومونتانا ونيوهامبشر ونيومكسيكو، وسجلت هاواي النسبة الادنى للبدانة في صفوف هذه الفئة من الاطفال بين عامي 2008 و2011 مع 9 % في حين ان كاليفورنيا سجلت النسبة الاعلى 17 % على ما اوضح تقرير "سي دي سي"، وزادت نسبة البدانة في هذه الفئة من الاطفال من عائلات فقيرة في ثلاث ولايات في الفترة نفسها وهي كولورادو وبنسيلفانيا وتينيسي.
وقال الطبيب توم فرايدن مدير راكز "سي دي ي"، "مع ان البدانة تبقى افة فان الميل بدأ ينقلب لدى الاطفال في بعض الولايات"، واضاف "هذا التراجع متواضع لكن للمرة الاولى في جيل كامل بدأت الامور تسير في الاتجاه الصحيح" مشددا على ان الاطفال الصغار الذين يعانون البدانة معرضون لاحتمال اكبر "للاصابة بامراض طوال حياتهم"، فلديهم مثلا احتمال اكبر بخمس مرات مقارنة بالاطفال الاخرين للبقاء بدناء عندما يصبحون بالغين واحتمال الاصابة بنسبة كوليسترول عالية وضغط الشرايين والربو ومشاكل نفسية، وكان التقرير الوطني السابق عن البدانة لدى هذه الفئة من الاطفال غطى فترة 2003-2008 واظهر ارتفاعا في النسب في 24 ولاية، وعياني راهنا ثلث الاطفال والمراهقين الاميركيين فضلا عن اكثر من ثلثي البالغين من الوزن الزائد او البدانة.
محاربة السمنة
من جانبها قالت شركات وجماعات أمريكية أخرى تحاول محاربة معدلات السمنة المرتفعة بين الاطفال الأمريكيين إنها بدأت تحقق بعض النتائج وان الاطفال أصبحوا يمارسون الرياضة أكثر ويأكلون طعاما صحيا، وجاء في تقرير لجماعة (شراكة من أجل صحة أفضل لأمريكا) وهي جماعة غير ربحية تعمل على الزام الشركات والمنظمات بالتعهد باتخاذ تدابير لمحاربة الزيادة في الوزن المنتشرة بشكل وبائي في الولايات المتحدة ان أكثر من 1700 مدينة أمريكية تبنت العام الماضي حملة للترويج لممارسة الرياضة وجعل أكثر من ثلاثة ملايين طفل يمارسونها. بحسب فرانس برس.
لكن الجماعة حذرت انه اذا لم يتم الالتفات الى هذه المشكلة سيعاني نصف الأمريكيين من السمنة بحلول عام 2030، ورحب بعض خبراء الصحة بهذه النتائج لكنهم قالوا ان هناك حاجة لمزيد من الجهد على الاخص من جانب الحكومة، وحاليا يعاني ثلث الشبان الأمريكيين من السمنة وهناك ثلث آخر يعاني من زيادة في الوزن. ويشعر الخبراء بالقلق لان الاطفال الذين يعانون من زيادة في الوزن سيظلون على الارجح على هذا الحال بعد البلوغ وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للاصابة بالسكري وأمراض القلب وحالات أخرى.
شركات كبرى لمكافحة السمنة
على صعيد مختلف تجاوزت خطة طوعية لكبرى شركات الأغذية والمشروبات في العالم لانقاص مليارات السعرات الحرارية من المنتجات التي تبيعها في الولايات المتحدة بهدف مكافحة ظاهرة السمنة الارقام المستهدفة في خمس سنوات، وفي مايو ايار عام 2010 تعهدت 16 شركة من كبرى شركات الأغذية والمشروبات في الولايات المتحدة من كوكاكولا الى كرافت فودز بانقاص تريليون سعر حراري من منتجاتها المعروضة في الاسواق الامريكية بحلول عام 2012 ورفع هذا الرقم الى 1.5 تريليون بحلول عام 2015 مقارنة بما كان عليه الحال عام 2007. بحسب رويترز.
وأظهر تحليل أجراه باحثون في جامعة نورث كارولاينا انه بحلول عام 2012 تمكنت هذه الشركات من خفض 6.4 تريليون سعر حراري، وقال لاري سولر رئيس جمعية (الشراكة من أجل أمريكا أكثر صحة) وهي جميعة لا تسعى للربح ترأسها السيدة الأمريكية الأولى ميشيل اوباما "مثل هذه التقارير وحقيقة انهم تجاوزوا ما تعهدوا به بأربعة امثاله تظهر ان بالإمكان تحقيق تقدم من خلال توفير خيارات صحية للاسر الامريكية."
وتشكلت هذه الجمعية عام 2010 للعمل مع القطاع الخاص لوضع استراتيجية لمكافحة السمنة في الولايات المتحدة، وفي ذلك الوقت قال منتقدون ان الجمعية تركن الى حسن نوايا الشركات ولا يمكن ان تكون بديلا عن المراقبة الصارمة على صناعة الغذاء وما يطرح في الاسواق الامريكية، ويعاني أكثر من ثلثي الامريكيين من زيادة في الوزن او من السمنة.
حلم فقد الوزن
من جانبها قالت لجنة التجارة الاتحادية في الولايات المتحدة ان الامريكيين الذين يحلمون بمعجزات تخلصهم من أوزانهم الزائدة سيصابون بخيبة أمل بعد اتهام اربع شركات بالدعاية الكاذبة لمنتجاتها لانقاص الوزن ومنها كريمات للمناطق التي تتراكم فيها الدهون، وتوصلت اللجنة لاتفاق مع الشركات الاربع يقضي بتوقفها عن الترويج لمزاعم غير مؤكدة في إعلاناتها واعادة الاموال الى المستهلكين في بعض الحالات. بحسب رويترز.
وحثت اللجنة أيضا وسائل الاعلام على التأكد من محتوى الاعلانات وفحصها بدقة لتفادي بث اعلانات قد تكون مضللة مشيرة الى ان بعض تلك الاعلانات لمنتجات منها مكملات غذائية وكريمات للجلد تبث في وسائل الاعلام الرئيسية، ووفرت المفوضية ارشادات للناشرين ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة لكيفية التعامل مع المنتجات التي تزعم انها تساعد على انقاص الوزن، وكان من بين الشركات الاربع التي شملها الاتفاق شركة تروج لمسحوق ينثر على الطعام لانقاص الوزن ونشرت اعلاناتها على شاشات التلفزيون والمجلات وعلى الانترنت، ويتكلف استعمال المسحوق لشهر واحد 59 دولارا وقالت اللجنة ان هذه الشركة وافقت على اعادة 26.5 مليون دولار للمستهلكين.
عودة القلايات
الى ذلك أثار قرار بعودة القلايات وماكينات المشروبات الغازية إلى مدارس ولاية تكساس الأمريكية انتقادات من خبراء في مجال التغذية يقولون إن هذا التحرك سيفاقم مشكلة البدانة بين الأطفال في ثاني أكبر ولاية أمريكية من حيث عدد السكان، وقال مفوض وزارة الزراعة في تكساس سيد ميلر إن عودة الأطعمة المقلية والمشروبات التي تحتوي على السكريات للمدارس تعيد خيارات للمناطق التي لم تستطع على مدى السنوات العشر المنصرمة أن تخفض نسبة البدانة دون المعايير المحددة في الوقت الراهن. بحسب رويترز.
وقال ميلر خلال مؤتمر صحفي "نتج عن هذا عدم تناول طعام بملايين الدولارات... وأنا هنا لأضع حدا لذلك"، وعلى مدى سنوات كان ملف وجبات الغداء في المدارس من القضايا الحساسة سياسيا. وحظرت ولايات مثل كاليفورنيا المشروبات الغازية في المدارس فيما ينتقد مسؤولون محليون في بعض الأحيان سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما من أجل زيادة القيمة الغذائية لوجبات المدارس، وقالت جمعية القلب الأمريكية يوم الجمعة إن التحرك الذي قامت به تكساس غير منطقي واستشهدت بدراسات مسحية تظهر أن عددا أكبر من الآباء يؤيدون معايير التغذية في وجبات المدارس.
اضف تعليق