الكورونا "زمرة واسعة من الفيروسات" نادر جداً، ظهرت في الآونة الأخيرة في المملكة العربية السعودية، ولم يتم تحديد مصدره، ربما يكون نتيجة تحول فيروس آخر ولا يوجد له لقاح وقائي إلى الآن بحسب المختصين، فهو ينتقل من شخص لآخر عن طريق العدوى عبر السعال والعطاس ويصيب الأشخاص الذين هم في سن الشيخوخة بالإضافة إلى ضعيفي المناعة.
وأعراض هذا الفيروس تشبه إلى حد ما أعراض الأنفلونزا، حيث يشعر المصاب بالكورونا بالاحتقان في الحلق، والسعال، والقيء، وارتفاع درجة الحرارة، وضيق في التنفس، وصداع، وربما تتطور الأعراض ويسبب التهابا حادا في الجهاز التنفسي ويؤدي بسرعة إلى الفشل الكلوي، وقد يؤدي إلى الوفاة، وبحسب الدراسات يعتقد إن فترة حضانة فيروس كورونا الشرق الأوسط تستمر لمدة ١٢ يوماً في الغاب.
ومع قدوم موسم الحج واستمرار توافد قوافل الحجيج من مختلف البلدان على المملكة، فقد ارتفع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس "كورونا"، التي تم تسجيلها منذ ظهور المرض في يونيو/ حزيران 2012، إلى 1209 حالات، توفيت 514 حالات منها، بينما تماثلت 614 حالة للشفاء، ومازالت 67 حالة تحت العلاج، و14 حالة معزولة منزلياً.
وللوقاية من الفيروس لابد من الانتباه لبعض الأمور كتجنب رذاذ المريض أثناء العطاس، وعدم ملامسة الأسطح الملوثة، عدم ملامسة العين والأنف والفم قدر المستطاع، عدم استخدام الأغراض الشخصية للمريض، مثل الوسادات والألحفة، غسل اليدين جيداً باستخدام الماء والصابون، ارتداء الكمامات الواقية في الأماكن المزدحمة، تجنُّب مخالطة الشخص المصاب عن قُرب.
ونظراً لتزايد حالات الإصابة بالفيروس فعلى الحكومات أن تتعاون على الوجه الأكمل لمكافحة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا)، ولابد أن تقوم بعض الدول بواجبها فيما يتعلق بإبلاغ منظمة الصحة بظهور حالات جديدة لكي يتم حماية المريض والتقليل من مخاطر المرض، وقد رصدت (شبكة النبأ المعلوماتية) بعض الأخبار والدراسات نستعرض أبرزها في التقرير أدناه.
كورونا يرفع ضحاياه
من جهتها أعلنت السلطات الصحية في المملكة العربية السعودية، عن تسجيل حالة وفاة جديدة بفيروس "كورونا"، المسبب لمرض "متلازمة الشرق الأوسط التنفسية"، بالإضافة إلى تسجيل أربع إصابات جميعها في منطقة الرياض، وذكرت وزارة الصحة السعودية، في بيان حصلت عليه CNN بالعربية، أن حالة الوفاة المسجلة في الرياض، لمواطن سعودي يبلغ من العمر 78 عاماً، وأكدت أنه ليس من العاملين في القطاع الطبي، وكان يعاني من الإصابة بـ"أمراض أخرى". حسب السي ان ان.
وبالنسبة للإصابات الجديدة، فقد جاء في بيان لوزارة الصحة، يأتي مع استمرار توافد قوافل الحجيج على المملكة، أنها تشمل أربعة ذكور، منهم ثلاثة سعوديين ووافد واحد، تتراوح أعمارهم بين 45 و61 عاماً، أحدهم يعمل كممارس صحي، ووفق بيانات وزارة الصحة.
في حين أكدت وزارة الصحة السعودية على موقعها على الانترنت اكتشاف 58 حالة إصابة جديدة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) في البلاد منذ بداية أغسطس/آب، وهو العدد الأعلى الذي يتم تسجيله منذ فبراير/شباط، أعلنت مديرة الطب الوقائي بمستشفى مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض، الدكتورة حنان بلخي، أنه تم إغلاق قسم الطوارئ بالمستشفى بشكل كامل بعد إصابة 46 حالة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية كورونا. بحسب رويترز.
وأوضحت بلخي في بيان لها أن قرار الإغلاق اُتخذ احترازيا بعد ارتفاع الإصابات بفيروس " كورونا " في المستشفى إلى 46 إصابة، مشيرة إلى أن 20 حالة أخرى لا تزال قيد الفحص والتدقيق الطبي، لافتة إلى إصابة 15 شخصا من الكوادر الطبية في المستشفى، كما أعلنت بلخي أن الإجراءات الاحترازية ستستمر لأسبوعين، منوهة إلى أن المستشفى يعمل على نقل الحالات المنومة إلى مستشفيات أخرى.
بيد أن صحيفة "الحياة" اللندنية قالت إن عدد الإصابات بكورونا وصلت إلى 58 حالة في هذا المستشفى خلال الخمسين يوما الماضية، وقعت معظمها في الأسبوع الماضي، بينها 18 إصابة تعرض لها ممارسون صحيون وإداريون، و40 حالة كانت لأفراد من خارج المستشفى، وأكدت مصادر مطلعة لـ"الحياة" أن المستشفى يرفض حاليا قبول أية حالة إصابة بالفيروس، والاكتفاء بالعزل المنزلي لضمان سلامة الممارسين الصحيين والمرضى.
وفيات جديدة
فيما تسبب فيروس "كورونا" في وفاة 19 شخصا في السعودية خلال أسبوع بحسب أرقام وزارة الصحة بالمملكة، ولا يزال هذا المرض يفتك بمزيد من الضحايا مع اقتراب موسم الحج، وتوفي 502 شخص في السعودية منذ ظهور الفيروس في 2012، أظهرت أرقام وزارة الصحة السعودية أن 19 شخصا توفوا خلال أسبوع واحد في المملكة جراء الإصابة بفيروس كورونا، في ارتفاع ملحوظ للوفيات بسبب هذا المرض في فترة تستعد فيها البلاد لاستقبال ملايين الحجاج. بحسب فرانس برس.
وتوفي 502 شخص في السعودية منذ ظهور فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) في 2012 بحسب الأرقام المحدثة التي نشرت على موقع وزارة الصحة، وبينهم 19 شخصا توفوا جميعهم من السعوديين، وقد دفع الارتفاع في وتيرة تفشي المرض بالسلطات الصحية إلى إغلاق قسم الطوارئ في مستشفى بالرياض الأسبوع الماضي، بعد أن التقط 46 شخصا العدوى بينهم موظفون في القطاع الصحي.
والمملكة، التي تستعد لاستضافة أكثر من مليوني مسلم من جميع أنحاء العالم لأداء فريضة الحج المتوقع أن تبدأ شعائره في 21 أيلول/سبتمبر، كانت الأكثر تضررا من الفيروس على مستوى العالم، وفيروس كورونا أشد فتكا من فيروس الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد "سارس" لكنه أقل قدرة منه على الانتشار، وكان "سارس" حصد حوالي 800 ضحية في العالم في 2003، وتبلغ نسبة الوفيات لدى المصابين بكورونا 35 بالمئة تقريبا، بحسب منظمة الصحة العالمية، علما بأنه لا يوجد حتى الساعة أي لقاح أو علاج لهذا الفيروس.
خبراء الصحة يحذرون من انتشار الكورونا
من جانبها قالت لجنة من الخبراء بمنظمة الصحة العالمية إن الحكومات لا تتعاون على الوجه الأكمل لمكافحة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا)، وقالت لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة -التي تجتمع بشكل دوري للبحث في حشد رد دولي لمكافحة المرض- في بيان إن الحكومات لا تلتزم بصورة كاملة مع نصائحها فيما لا تقوم بعض الدول بواجبها فيما يتعلق بابلاغ المنظمة بظهور حالات جديدة. بحسب رويترز.
وقالت اللجنة "الحالات التي لا تظهر فيها الاعراض والتي تأكدت اصابتها بالمرض لا يتم الابلاغ عنها عادة وفقا للمعايير" وأشارت الى انه لا يجري اشراك مراكز البحث العلمي ومواقع الترصد الفيروسي في الوقت المناسب، وأضافت "لم يتحقق تقدم ملائم فيما يتعلق على سبيل المثال بفهم كيفية انتقال الفيروس من الحيوان للانسان وبين البشر في العديد من الحالات، وتشعر اللجنة بخيبة الأمل لعدم توافر معلومات من قطاع الثروة الحيوانية".
وقالت اللجنة إنها تسعى الى تنبيه سلطات الصحة العامة ووكالات صحة الحيوان والهيئات الزراعية الى "المخاطر الجمة على الصحة العامة" التي يشكلها المرض وحثت هذه الهيئات على التعاون والتنسيق فيما بينها على الصعيد الدولي، وظهرت أول حالة اصابة بشرية بالمرض في منطقة الشرق الأوسط عام 2012 وهو ينجم عن فيروس ينتمي إلى نفس السلالة التي تسببت في تفش فتاك لالتهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) في الصين عام 2003، ولا يوجد علاج ولا لقاح مضاد لفيروس كورونا.
وتم ابلاغ المنظمة الدولية بعدد 1493 حالة مؤكدة معمليا منها 527 حالة وفاة على الاقل منذ سبتمبر ايلول من عام 2012 وتركزت معظم حالات الاصابة في السعودية حيث اصيب أكثر من ألف شخص، ويسبب المرض السعال والحمى ومشاكل في التنفس ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي والفشل الكلوي.
وقالت اللجنة إن الفيروس لا يزال في حالة انتشار بسبب غياب الوعي بشأن مخاطره وعدم مجابهة المرض وعدم بذل مساع كافية لاحتواء المرض بالمستشفيات، واضافت ان التفشي الحالي يجئ قرب موسم الحج فيما سيعود الحجيج الى بلادهم دون وجود اجراءات كافية لترصد المرض مع غياب المنظومة الصحية ما يهدد بتكرار تجربة كوريا الجنوبية بحدوث ارتفاع مفاجئ في حالات الاصابة.
اضف تعليق