إذا كنت ترغب أن تعيش الحياة على أكمل وجه، فيجب أن تبدأ بالاهتمام بجسمك وعقلك. الآثار طويلة المدى للعادات الصحية الجيدة والسيئة تراكمية.. وبعبارة بسيطة، لا يمكنك تجاوز ماضيك. أن ممارسة النشاط البدني الكافي ورؤية طبيبك بانتظام يشكل مكانًا جيدًا للبدء في ممارسة عادات صحية...
سواء كان الأمر يتعلق بممارسة مهنة مطلوبة، أو تناول طعام أفضل، أو الحفاظ على الصداقات، فإن تحقيق أهدافنا يتطلب أساسًا صحيًا.
وإذا كنت ترغب أن تعيش الحياة على أكمل وجه، فيجب أن تبدأ بالاهتمام بجسمك وعقلك.
وقال الدكتور ويليام روبرتس، الأستاذ في قسم طب الأسرة وصحة المجتمع في جامعة مينيسوتا: "الآثار طويلة المدى للعادات الصحية الجيدة والسيئة تراكمية.. وبعبارة بسيطة، لا يمكنك تجاوز ماضيك".
وأوضحت المحللة الطبية في CNN، الدكتورة لينا وين، أن ممارسة النشاط البدني الكافي ورؤية طبيبك بانتظام يشكل مكانًا جيدًا للبدء في ممارسة عادات صحية.
وفيما يلي، إليك بعض العادات التي يجب أن تحرص على اتباعها حتى تمنح نفسك فرصة لحياة أطول وأكثر سعادة.
الفحوصات المنتظمة
إن الشباب يميلون إلى الإصابة بأمراض مزمنة أقل من كبار السن، لكن الوقاية هي المفتاح.
إذا كانت نتيجة فحصك إيجابية لمقدمات السكري، على سبيل المثال، فهناك خطوات يمكنك اتخاذها لمنع تقدم إصابتك بمرض السكري.
نشاط بدني متسق
ويمكن لممارسة النشاط البدني الكافي أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، بحسب ما أوضحته وين.
وقالت الدكتورة نيكا غولدبرغ، الأستاذة المساعدة الإكلينيكية للطب في كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك: "هناك مجموعة هائلة من الأبحاث التي تدعم التمارين الهوائية المنتظمة، ليس فقط للعيش لفترة أطول، ولكن أيضًا للحفاظ على الوظيفة الإدراكية لفترة أطول".
مؤشر كتلة الجسم الصحي
ويُعد مؤشر كتلة الجسم مقياسًا للدهون في الجسم، حيث يقوم بتقييم فئة وزن الشخص والمخاطر المحتملة للمشاكل الصحية، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ووجدت دراسة أجريت عام 2018 أن الحفاظ على مؤشر كتلة جسم صحي يمكن أن يطيل حياتك لأكثر من عقد من الزمن، وقد تم ربطه بانخفاض خطر الوفاة جرّاء أمراض القلب، والأوعية الدموية، والسرطان.
ويمكن أن يساعدك النشاط البدني المنتظم وتناول الأطعمة الصحية في تحقيق هذا الهدف.
التغذية السليمة
إن تناول المزيد من الأطعمة النباتية يوفر مصدرًا كبيرًا لمضادات الأكسدة.
الأكسدة علامة على الإجهاد في نظامنا، ويمكن أن تؤدي إلى تغييرات في تراكم الترسبات في الشرايين وما إلى ذلك.. وهذه الأكسدة مرتبطة أيضًا بالشيخوخة".
ويمكنك إطالة حياتك من خلال تناول كميات أقل من اللحوم الحمراء والمعالجة، والمزيد من الفاكهة، والخضار، والبقوليات، والحبوب الكاملة، والمكسرات، وفقًا لدراسة نشرت في شهر فبراير/ شباط في مجلة "PLOS Medicine".
وتكون الفوائد المحتملة قوية بشكل خاص إذا بدأت في سن مبكرة.
يجب أن يتألف نصف طبقك على الأقل من الفاكهة والخضار.
وأضافت أنه ليس من المهم "فقط ما هو موجود في الطعام، ولكن كيفية تحضيره.. ولذلك فإن الشواء أفضل من القلي".
انتبه للصحة العقلية
إن الصحة العقلية غالبًا ما تكون "جزءًا مهملاً من صحتنا العامة، لكنها في الواقع تساهم بقدر كبير في الصحة العامة والرفاهية".
وأوضح الخبراء أن تخصيص 15 دقيقة فقط للعناية بالصحة العقلية يمكن أن يجعل حياتك أسهل. وحاول أن تأخذ أنفاسًا عميقة عند الاستيقاظ، وأن تكون حاضرًا مع قهوتك الصباحية، والذهاب في نزهة مشيًا على الأقدام، وتدوين يومياتك، وإراحة عينيك من الشاشات الإلكترونية.
الكثير من النوم
الأشخاص الذين ينامون أقل من سبع ساعات ليلًا يميلون إلى أن تكون لديهم مستويات أعلى من هرمونات التوتر، وسكر الدم، وضغط الدم.
ويمكنك تحسين نوعية نومك من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. وحافظ على غرفة نومك مظلمة وهادئة وباردة في الليل، واستخدمها فقط للنوم.
تجنب شرب الكحول
ووجدت دراسة أُجريت عام 2020 أن تجنب تناول المشروبات الكحولية يمكن أن يضيف عدة سنوات على الأقل إلى حياتك من خلال تقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، والسرطان، والأمراض المزمنة الأخرى.
لا تدخن
التدخين عامل خطر رئيسي يزيد من احتمالية الإصابة بسرطانات متعددة، ليس فقط سرطان الرئة ولكن أيضًا سرطان الثدي، على سبيل المثال".
يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وغيرها من الحالات التي تُقصّر حياة الناس. وإذا كنت مدخنًا، فلم يفت الأوان على الإقلاع عن التدخين لإطالة حياتك.
بناء علاقات قوية
وأوضح الخبراء أن وجود علاقات وثيقة وإيجابية يضيف السعادة والراحة إلى حياتنا، ويقلّل من التوتر.
وأظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم علاقات مُرضية مع العائلة والأصدقاء والمجتمع يعانون من مشاكل صحية أقل، ويعيشون لفترة أطول، ويعانون من اكتئاب أقل في وقت لاحق من الحياة، بحسب ما ذكرته "Harvard Health".
الأنشطة البدنية
اذا كنت تريد أن تعيش حياة أطول وأكثر صحة؟ اختر نشاطًا بدنيًا تستمتع به، وباشر به فورًا.
وتتوفر العديد من الرياضات التي يمكن الاختيار ما بينها، مثل الجري، والسباحة، ولعب التنس، وركوب الدراجات، وممارسة الغولف، أو حتى المشي.
وأظهرت دراسة جديدة نُشرت يوم الأربعاء في مجلة JAMA Network Open أن جميع هذه الأنشطة تقلل من خطر الموت المبكر، فضلاً عن الوفاة بسبب أمراض القلب، والأوعية الدموية، والسرطان.
وحلًلت الدراسة التي أجراها المعهد الوطني للسرطان إجابات أكثر من 272 ألف شخص، تتراوح أعمارهم بين 59 و82 عامًا، ممن أكملوا استبيانات حول الأنشطة التي يمارسونها خلال أوقات فراغهم.
وفي الدراسة، تابع الباحثون جميع المشاركين على مدى حوالي 12 عامًا، وقاموا بتحليل السجلات الصحية للوفيات الناجمة عن السرطان، وأمراض القلب، وغيرها.
وتوصي إرشادات النشاط البدني في الولايات المتحدة البالغين الأمريكيين بممارسة 2.5 إلى 5 ساعات من النشاط البدني الهوائي متوسط الشدة أو 1.25 إلى 2.5 ساعة من النشاط البدني الهوائي المُكثّف كل أسبوع.
ووجد الباحثون أن أي مجموعة من الأنشطة الهوائية التي يتم إجراؤها خلال المدة الموصى بها في الأسبوع كانت مرتبطة بانخفاض خطر الوفاة بنسبة 13٪ جرّاء أي سبب، مقارنة بعدم القيام بأي من الأنشطة.
وكان لممارسة رياضات المضرب أعلى عائد فيما يتعلق بمشاكل القلب والأوعية الدموية.
وفي الواقع، كان هناك انخفاض بنسبة 27٪ في خطر الوفاة من أمراض القلب، وانخفاض خطر الوفاة المبكرة بنسبة 16٪.
وأوضحت الدراسة أن أكبر انخفاض في مخاطر الإصابة بالسرطان (19٪) كان مرتبطًا بالجري، والذي قلّل أيضَا من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 15٪.
ووجدت الدراسة أن رياضة المشي كانت الأكثر فائدة لتقليل مخاطر الموت المبكر بعد رياضتي المضرب والجري.
ويُذكر أن جميع الأنشطة، التي تمت دراستها، كانت مرتبطة بمخاطر أقل للوفاة.
وكتب مؤلف الدراسة إليانور واتس، وهو زميل ما بعد الدكتوراه في علم الأوبئة في المعهد الوطني للسرطان: "ارتبطت المشاركة في أي من الأنشطة بانخفاض معدل الوفيات مقارنة بأولئك الذين لم يشاركوا في كل نشاط، بما في ذلك الأنشطة متوسطة الشدة".
ويمكن أن تظهر الدراسة ارتباطًا فقط، وليس السبب والنتيجة.
اضف تعليق