تتفاقم أعراض الربو في ساعات الليل أو أثناء ممارسة الرياضة. وهناك "محرضات" أخرى شائعة قد تزيد من تفاقم أعراض الربو. وتختلف المحرضات من شخص لآخر، غير أنها قد تشمل حالات العدوى الفيروسية نزلات البرد، والغبار، والدخان، والأبخرة، والتغيرات في الطقس، والعشب ولقاح الشجر، وفراء وريش الحيوان، وأصناف الصابون القوية، والعطور...
يعد الربو من الأمراض المزمنة التي تصيب المجاري التنفسية بشكل يؤدي إلى نوبات في ضيق التنفس. ونظرا لحدة النوبات فإنها تشكل عائقا للشخص المصاب في حياته اليومية وتجعله أقل مناعة إزاء الفيروسات والأمراض المعدية.
يرافق ضيق التنفس الناتج عن الربو أزيز أو صفير في الصدر مصحوب بقحة وحساسية. أما أسبابه فتعود لعوامل مختلفة أبرزها الأسباب الوراثية وتلوث المحيط والهواء الذي نعيش فيه. والربو من أكثر الأمراض شيوعا في صفوف الأطفال.
يؤدي التهاب المسالك الهوائية الصغيرة في الرئتين وضيقها إلى ظهور أعراض الربو التي قد تجمع بين السعال والأزيز وضيق التنفس وضيق الصدر، أو اثنين من هذه الأعراض فأكثر، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يؤدي تلوث الهواء المتزايد إلى تفاقم الربو ومشاكل الجهاز التنفسي المختلفة.
يُعتقد أن خطر الإصابة بالربو يزداد نتيجة التعرض لمجموعة من المواد المسببة للحساسية والمهيجات البيئية، ومنها تلوث الهواء داخل المباني وخارجها، وعث الغبار، والعفن، والتعرض أثناء العمل لمواد كيميائية أو أبخرة أو غبار، ويعاني حوالي 70 في المائة من مرضى الربو من الحساسية وستكون لديهم أعراض أنفية متزامنة مثل الاحتقان.
تتفاقم أعراض الربو في ساعات الليل أو أثناء ممارسة الرياضة. وهناك "محرضات" أخرى شائعة قد تزيد من تفاقم أعراض الربو. وتختلف المحرضات من شخص لآخر، غير أنها قد تشمل حالات العدوى الفيروسية (نزلات البرد)، والغبار، والدخان، والأبخرة، والتغيرات في الطقس، والعشب ولقاح الشجر، وفراء وريش الحيوان، وأصناف الصابون القوية، والعطور.
لا يمكن علاج الربو، بيد أن الإدارة الجيدة بتناول الأدوية المستنشقة يمكنها أن تخفف من مرض الربو وتمكن الأشخاص المصابين به من الاستمتاع بحياة طبيعية ونشطة، وقد يحتاج الأشخاص المصابون بالربو إلى استخدام جهاز الاستنشاق كل يوم. ويتوقف علاجهم على مدى تواتر الأعراض وأنواع أجهزة الاستنشاق المتاحة.
فهم جديد لآلية حدوث الربو
بلغ عدد المصابين بالربو نحو 262 مليون شخص في عام 2019.. ويؤدي المرض إلى وفاة ما يزيد على 460 ألف شخص سنويًّا حول العالم.
خلال القرن الماضي خطت البشرية خطواتٍ كبيرةً نحو القضاء على العديد من الأمراض المُعدية أو وضعها تحت السيطرة، وبعد الانتصار على العديد من مسببات هذه الأمراض من خلال برامج التطعيم، تبقَّى الصراع مع الأمراض غير المعدية، التي تتسبب هي الأخرى في خسائر بشرية ومادية كبيرة، ومن بين هذه الأمراض يطل "الربو" برأسه، باعتباره أحد هذه الأمراض التي تصيب الأطفال والكبار على حدٍّ سواء.
ووفق بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية، فإن "التهاب المسالك الهوائية الصغيرة في الرئتين وضيقها يؤدي إلى ظهور أعراض الربو التي قد تجمع بين السعال والأزيز وضيق التنفس وضيق الصدر، أو اثنين فأكثر من هذه الأعراض، وبلغ عدد المصابين بالمرض في عام 2019 نحو 262 مليون شخص، أما عدد الوفيات الناتجة عن المرض فيقدر بـ461 ألف شخص حول العالم.
لا يحدث الربو بسبب حدوث التهابات في مجرى الهواء فقط، بل يرتبط أيضًا بحدوث ما يُعرف بـ"إعادة تشكيل مجرى الهواء"، ويُقصد بذلك حدوث تغيرات هيكلية في تركيب هذا المجرى وبنية مكوناته، وتحديدًا في الشعب الهوائية مع استمرار الالتهاب أو حدوث نوبات متكررة.
توضح أسماء علي -استشاري أمراض الصدر بالمستشفى الجوي التخصصي- في تصريحات لـ"للعلم" أن "عملية إعادة تشكيل مجرى الهواء تتم نتيجة حدوث تغيرات في تركيب مجرى الهواء (أعضاء الجهاز التنفسي) لدى مرضى الربو مقارنةً بالأصحاء بسبب التغيُّرات التي تطرأ على الخلايا والمكونات المحيطة بها، من جرَّاء التعرُّض المستمر للمؤثرات البيئية التي تسبب الربو؛ إذ تتكاثر خلايا العضلات الملساء وتنشط الخلايا المسببة لحدوث تليف في هذه الأعضاء".
ويتسبب الربو في تضخم عضلات مجرى الهواء وحدوث تليف في النسيج المحيط بتلك العضلات؛ إذ تتكاثر العضلات اللاإرادية لأعضاء الجهاز التنفسي، وتفرز العديد من السيتوكينات (وهي مواد كيميائية تؤثر على وظائف الخلايا الأخرى)، ما يؤدي إلى تفاقُم المرض، ويؤدي الكالسيوم وقنواته -بوجه خاص- دورًا مهمًّا في هذه التغيرات؛ إذ يؤثر على انقباض العضلات وتكاثرها والتمثيل الغذائي الخاص بها.
وتحدث تلك التغيرات في المرضى المصابين بأعراض بسيطة وشديدة على حدٍّ سواء، ولحسن الحظ، تنجح الأدوية المستخدمة لعلاج الربو في التحكم في الأعراض في كثير من الأحيان، لكن العديد من المرضى يعانون من مقاومة المرض لتأثير هذه الأدوية، ما يؤدي إلى ضعف وظائف الرئة لديهم، وتتطلب هذه المضاعفات السعي لفهم الربو بشكل أفضل، من أجل الوصول إلى أهداف جديدة يمكن استهدافها لعلاجه.
تناول اللحوم المصنعة قد يسبب الربو
ذكرت دراسة فرنسية حديثة أن تناول كميات كبيرة من الحوم المصنعة، مثل المرتديلا والبسطرمة، يزيد من أعراض مرض الربو. وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى ارتباط اللحوم المصنعة بسرطان الرئة والانسداد الرئوي المزمن.
توصلت دراسة فرنسية إلى أن تناول كميات كبيرة من اللحوم المصنعة قد يكون مرتبطا بأعراض ربو بالغة السوء. واللحوم المصنعة هي تلك اللحوم المحفوظة والمضاف إليها الملح والنترات والنتريت والسكر، مثل لحوم المرتديلا والبلوبيف واللانشون والبسطرمة والبيبروني. ويوضح الدكتور تشين لي قائد البحث أن "تناول اللحوم المصنعة، هو طعام تقليدي في المجتمعات الصناعية، يرتبط بكثير من الأمراض المزمنة مثل سرطان الرئة والانسداد الرئوي المزمن إلا أن ارتباطه بالربو لم يتضح بعد". والدكتور لي باحث في معهد إنسيرم للأبحاث الطبية ومستشفى بول بروس في فيلجويف.
وكتب الباحثون في دورية ثوراكس إنهم جمعوا بيانات من 971 شخصا بالغا من خمس مدن فرنسية أجابوا على أسئلة عن عاداتهم الغذائية والوزن وأعراض الإصابة بالربو في الفترة في الفترة بين عامي 2003 و2007. وأوضحت الدراسة أن المشاركين بها تناولوا 2.5 وجبة من اللحوم المصنعة في المتوسط أسبوعيا. وقال ما يزيد بقليل عن 40 بالمائة من المشاركين إنهم أصيبوا بالربو في مرحلة ما وقال نحو نصف المشاركين إنهم لم يدخنوا أبدا. ووضعت نقاط لكل مشارك تراوحت بين صفر وخمسة لقياس أعراض الربو اعتمادا على مدى صعوبة التنفس وضيق الصدر خلال العام السابق. وأوضحت أبحاث لاحقة جرت بين عامي 2011 و2013 أن نحو نصف المشاركين لم تتغير درجاتهم المسجلة وقال أكثر من الربع إن أعراض الربو لديهم تحسنت في حين قال نحو 20 بالمائة إنهم يشعرون أن أعراض الربو زادت سوءا.
وبعد حساب عناصر أخرى مثل التدخين والنشاط البدني والسن والعادات الغذائية الأخرى والتعليم توصل الباحثون إلى أن المشاركين الذين كانوا يتناولون اللحوم المصنعة أربع مرات أو أكثر في الأسبوع زادت لديهم أعراض الربو بنسبة تزيد 76 بالمائة عمن تناولوا أقل من وجبة واحدة كاملة من اللحوم المصنعة في الأسبوع. وقدر الباحثون أن 35 بالمائة من المشاركين يعانون من زيادة في الوزن ونحو عشرة بالمائة يعانون من السمنة. وفي هذا السياق يقول لي "تشير نتائج دراستنا وما توصلنا إليه من قبل إلى أن مرضى الربو قد يستفيدون بإتباع برنامج متعدد الوصفات... وهو ما يعني إنه إضافة إلى العلاج يمكن أن يساعد تحكمهم في الوزن والانتباه لما يتناولونه من طعام مثل التقليل من تناول اللحوم المصنعة في السيطرة على أعراض الربو".
الربو.. كيف تتعامل معه؟
أكد الدكتور نيروشان ثيروتشيلفام أن وضع خطة للتعامل مع حالات الربو بالتشاور والتنسيق مع الطبيب المختص يعد خطوة في غاية الأهمية بالنسبة للمرضى لتجنب نوبات الربو غير المتوقعة، لافتا إلى أهمية أن يتحلّى المرضى وكذلك الأشخاص الذين يعتنون بهم بمستوى كافٍ من الفهم والوعي حول آلية وضع خطة التعامل مع حالات الربو ومتابعتها.
وقد شدّد مختص طب الرئة في مستشفى كليفلاند كلينك على أهمية أن يفهم مرضى الربو وأولئك الذين يعتنون بهم، ماهية الأعراض المتعلقة بنوبات الربو والخطوات، التي يجب عليهم اتخاذها عندما تزداد الحالة سوءا، مشيرا إلى أهمية التنسيق بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية للتعامل مع الأعراض وعدم السماح لها بالتفاقم.
تزداد حساسية مرضى الربو مع وجود الغبار، فما أهم النصائح التي تقلل أعراضه؟تزداد حساسية مرضى الربو مع وجود الغبار، فما أهم النصائح التي تقلل أعراضه؟
خطة التعامل مع الربو، وتساعد خطة التعامل مع الربو في تعزيز جهوزية المرضى في حالة حدوث أية نوبات، فضلا عن تحسين أنماط حياتهم اليومية. ويمكن أن تكون هذه الخطة بمثابة أداة مهمة للمرضى وكذلك لمقدمي الرعاية والأطباء للتعامل مع الحالة وأعراضها. وبالنسبة للآباء وأولياء الأمور، تشكل مثل هذه الخطط موردا إرشاديا مهما للممرضات والمدرّسين للتعامل مع الأطفال الذين يعانون من الربو.
وتتضمن خطط التعامل مع نوبات الربو عادة معلومات الاتصال وقائمة الأدوية التي يتم تقسيمها إلى ألوان أو "مناطق"، وعادة ما يتم ترميزها بألوان الأخضر والأصفر والأحمر. وتساعد هذه المناطق في تحديد الخطوات التي يجب اتخاذها اعتمادا على شدة الأعراض.
ويجب أن تشمل الخطة أيضا معلومات وعناصر أخرى مثل سجل التطعيم الخاص بالمريض، بما في ذلك تواريخ تلقي لقاحي الإنفلونزا وكوفيد-19، وأشار الدكتور ثيروتشيلفام إلى أن المراحل المختلفة لخطة التعامل مع الربو يجب أن توضح الأدوية التي يجب استخدامها والخطوات الإضافية التي يجب اتخاذها بناء على الأعراض. كما ينبغي أن تأخذ خطة العمل بعين الاعتبار كل ما يمكن أن يواجه المريض خلال نوبات الربو وما يجب القيام به للتعامل مع الحالة ومعالجة الأعراض.
تجنب المسببات، ولفت الدكتور ثيروتشيلفام إلى أن الرعاية الفردية هي أساس التعامل مع حالات الربو، قائلا "عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع حالات الربو على وجه الخصوص، فيجب على المريض الحرص على تجنب المسببات والتحلي بمستوى كافٍ من الوعي لمعالجة الأعراض، التي قد تطرأ خلال النوبة المرضية".
وأضاف "بكل تأكيد تختلف خطة التعامل مع المرض وفقا لحالة كل مريض، وسيحتاج المرضى للتنسيق مع أطبائهم بشأن الخطط الأفضل بالنسبة لحالاتهم. ويجب مناقشة الخطة مع الطبيب خلال الزيارات وتحديثها لمراقبة أية تطورات في الأعراض، فربما يحتاج الطبيب إلى تغيير الأدوية التي يتناولها المريض للسيطرة على نوبة الربو"، وحدّد الدكتور ثيروتشيلفام فيما يلي عناصر الخطة النموذجية للتعامل مع حالات الربو، بالإضافة إلى الخطوات الإضافية، التي يجب اتخاذها في حالة إصابة طفل بنوبة ربو.
معلومات الاتصال، يجب أن تحتوي خطة التعامل مع حالات الربو على معلومات اتصال مهمة، بما في ذلك اسم المريض ومعلومات الطبيب واسم ورقم هاتف جهة الاتصال في حالات الطوارئ. ويجب أن تتضمن أيضا تاريخ إنشاء خطة العمل، ليتسنى لأي شخص يقوم بمراجعتها معرفة مدى حداثتها.
الأعراض والأدوية وفق المناطق، يجب أن يتضمن أحد الأقسام في خطة العمل قائمة بالأعراض التي يجب تحديدها. وبناءً على ذلك، يقوم الطبيب المختص بكتابة الخطوات المناسبة التي يجب على المريض اتباعها. واعتمادا على المسببات والأعراض والخطوات المتخذة سابقا، تحدد كل منطقة في خطة العمل الأدوية والإجراءات التي يجب اتخاذها.
وتحدد منطقة "الاستقرار" (Go) الخضراء الأدوية التي يتناولها المريض يوميا للسيطرة على نوبات الربو. ويستطيع المريض في المنطقة الخضراء الحصول على قسط جيد من النوم ليلا، والتنفس بمعدل جيد من دون أي سعال أو صوت صفير، فضلا عن العمل واللعب في أثناء النهار. وتدرج المنطقة الخضراء أيضا الأدوية التي يجب تناولها في حالة الربو الناجم عن ممارسة الرياضة.
بينما تحدد منطقة "الحذر" (Caution) الصفراء الخطوات الإضافية التي يجب على المريض اتخاذها، إلى جانب ضرورة مواصلة تناول جميع الأدوية المحددة في المنطقة الخضراء، ويتّبع المرضى هذه الخطوات إذا ظهرت عليهم علامات أولية لنزلات البرد أو التعرض لمحفّزات غير معروفة أو شعورهم بأية أعراض مثل السعال أو الصفير الخفيف أو ضيق في الصدر أو سعال في الليل. ويجب على المريض -بالإضافة إلى تناول الأدوية المشار إليها في المنطقة الصفراء- الاتصال بالطبيب المختص لتحديثه بشأن الحالة.
ويأتي دور منطقة "الخطر" (Danger) الحمراء، وذلك إذا استمرت نوبة الربو في التفاقم حتى بعد تناول المريض الأدوية الموضحة في المنطقتين الخضراء والصفراء. ويحدد هذا القسم الأدوية الإضافية، التي يجب على المريض تناولها عندما لا تساعد الأدوية الاعتيادية في السيطرة على الحالة ويكون التنفس صعبا وسريعا أو يعاني المريض من صعوبة في الكلام أو توسع في فتحتي الأنف.
وبالإضافة إلى تناول الأدوية المدرجة في المنطقة الحمراء، يجب على المريض أو الشخص الذي يعتني به الاتصال بالطبيب على الفور، وإذا لم يكن ذلك ممكنا، فيجب الانتقال مباشرة إلى غرفة الطوارئ.
أفضل معدل لتدفق الزفير، يشير معدل تدفق الزفير إلى السرعة التي يمكن من خلالها للمريض دفع الهواء خارج الرئتين عندما ينفخ بقوة وبأسرع ما يمكن. ويختلف معدل تدفق الزفير بين الأشخاص ويتم تحديده باستخدام مقياس تدفق الزفير. ويجب تسجيل أفضل معدل لتدفق الزفير لدى المريض ضمن خطة العمل، بالإضافة إلى معدلات تدفق الزفير لكل منطقة ضمن الخطة.
المسببات/ المحفّزات، كل شخص لديه مسببات مختلفة يمكن أن تؤدي إلى حدوث نوبة ربو، سواء كان ذلك تغيرا في الطقس أو المواسم، أو أطعمة معينة، أو غبارا، أو تمارين رياضية، أو حتى مسببات أو محفزات عاطفية، ويجب ذكر جميع المسببات في الخطة.
قاعدة "4 4 4" للأطفال، بالإضافة إلى الخطوات الواردة في خطة العمل، فإن قاعدة "4 4 4" مهمة لمعرفة كيفية التصرف في الأوقات التي يتعرض فيها الأطفال لنوبة ربو نشطة. وسيساعد هذا الاختصار ولي الأمر أو مربية الأطفال أو المعلم على تذكر التفاصيل لمساعدة الطفل على استخدام جهاز الاستنشاق في أثناء النوبة المرضية، وعندما يظهر على الطفل أعراض مثل ضيق التنفس أو ضيق الصدر أو صفير عند التنفس أو أية أعراض أخرى مرتبطة بالربو، تكون القاعدة "4 4 4" كما يلي:
يجلس الطفل بشكل منتصب.
يُعطى 4 نفثات واحدة تلو الأخرى من جهاز الاستنشاق.
الانتظار 4 دقائق.
إذا لم يطرأ تحسن، يُعطى 4 نفثات أخرى.
ومن خلال وضع خطة إرشادية للتعامل مع حالات الربو ومعرفة قاعدة "4 4 4″، يمكن للمرضى والأشخاص الذين يعتنون بهم أن يكونوا واثقين من أنهم مستعدون للتعامل مع نوبات الربو المحتملة. ويجب أن تتوفر نسخ من خطة العمل في المنزل ومكتب الطبيب والمدرسة ومركز الرعاية الخاص بالأطفال.
العلاج البيولوجي.. أمل جديد لمرضى الربو الحاد!
ضيق التنفس والشعور بالاختناق من أصعب أعراض مرض الربو. وفي الغالب ما يتم اللجوء لدواء الكورتيزون لمواجهة تلك الأعراض، بيد أن الباحثين في الأعوام الأخيرة تمكنوا من تطوير علاج جديد وواعد للسيطرة على مرض الربو.
عدد كبير من الأطفال المصابين بالربو تحدث لهم الإصابة في السنوات القليلة الأولى من العمر. لدرجة أن البعض يقول بأن الإصابة بالربو سبقت تعلمهم للكلام. وغالبا ما يتم ذلك في العامين أو ثلاثة أعوام الأولى من العمر وقد تمتد إلى الأربعة أعوام.
الربو هو مرض مزمن يصيب الممرات الهوائية للرئتين، وينتج عن التهاب وضيق الممرات التنفسية مما يمنع تدفق الهواء إلى الشعب الهوائية وهو ما يؤدى إلى نوبات متكررة من ضيق بالتنفس مع أزيز بالصدر ما يثير مشاعر خوف قوية من الاختناق. وهو من أكثر الأمراض شيوعًا بين الأطفال.
وعلى الرغم من أن الربو ليس مرضًا وراثيًا عادة، إلا أنه ينتشر بين العائلات. ويفترض الأطباء أن مرض الربو في حد ذاته ليس وراثيًا ، وإنما الاستعداد للإصابة بالربو هي التي قد تكون وراتية. ويبقى انتشار الإصابة في العائلة رهين بمجموعة من الأشياء منها تعرض الشخص في مرحلة الطفولة للعدوى.
اختلاف أنواع الربو، يميز الأطباء أساسًا بين شكلين من الربو: الربو التحسسي وغير التحسسي. وينتشر هذان النوعان من الربو بنسبة متساوية بين الأطفال. "غالبًا ما يختفي المرض لديهم عندما يكبرون قليلاً ويبلغون سن 6 إلى 10 أعوام بعد أن كانوا قد عانو من مشاكل كبيرة في سن ما قبل المدرسة. رغم ذلك يبقى هناك أطفال سيئو الحظ. الأعراض ببساطة لا تتوقف معهم"، توضح إيريكا فون موتيوس، رئيسة قسم الربو والحساسية في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ.
يتم الحديث عن الربو التحسسي، إذا كانت على سبيل المثال حبوب لقاح هي المحفز، ويحدث ذلك غالبًا بشكل موسمي بحيث يتفاعل جهاز المناعة مع مادة غير ضارة، مثل حبوب اللقاح، برد فعل دفاعي مفرط. وإلى جانت حبوب اللقاح هناك العديد من المواد المسببة للحساسية مثل شعر الحيوانات.
وبالنسبة لحوالي ثلاثين إلى خمسين بالمائة من البالغين المصابين بالربو، تكون الحساسية هي مسؤولة عن الإصابة بالربو، ويمكن للربو التحسسي أن يتطور أيضًا إلى ما يُعرف باسم الربو "المختلط". هذا يعني أن نوبات الربو يمكن أن تحدث ليس فقط بسبب المواد المسببة للحساسية، ولكن أيضًا من خلال محفزات أخرى كالالتهابات والأدوية والهواء البارد وكذلك العطور أو دخان السجائر.
أما النوع الآخر وهو الربو غير التحسسي فيتميز بالتهاب مزمن وحساسية مفرطة لمجرى الهواء. وينتج على سبيل المثال، بسبب العدوى. ويبدأ فقط في مرحلة البلوغ وعادة بالتحديد في العقد الرابع من العمر. ويسبب في كثير من الحالات في مضاعفات شديدة.
ويرغب الباحثون في المركز الألماني لأبحاث الرئة في معرفة ما إذا كانت هناك عوامل قابلة للقياس للإصابة بالربو والتي يمكن أن تساعد في التنبؤ بتطور المرض بشكل أفضل وأكثر دقة. وتقول فون موتيوس بهذا الخصوص "عندئد يمكننا التعامل بشكل أفضل وأكثر دقة مع المرض ولكن لا يزال الأمر يتطلب الكثير من البحث".
حتى الآن، كان الكورتيزون على وجه الخصوص هو الدواء الأكثر استخداما لعلاج الربو. "لكن في السنوات العشر الماضية، تم تطوير علاج فعال للغاية للأعراض الحادة. فبالعلاجات البيولوجية والصيدلانية الحديثة، خطونا خطوة عملاقة إلى الأمام"، يقول ماتياس فالته من كلية الطب في هانوفر.
يتم إنتاج المستحضرات البيولوجية من خلايا بشرية أو حيوانية حية في عملية هندسة وراثية معقدة. وتهدف إلى التدخل بشكل خاص في جهاز المناعة البشري وإعاقة جهاز المناعة العام ووقف الالتهاب قدر الإمكان.
ويكون الهدف من ذلك هو منع تفاقم الأعراض بشكل كبير وأيضًا تقليل تناول الكورتيزون على المدى الطويل. ويُخصص العلاج البيولوجي مبدئيًا فقط للمرضى الذين يصعب لديهم السيطرة على تطور المرض والذين لا يمكن علاجهم بشكل كافٍ باستخدام الأساليب المعتادة.
وتصل المواد البيولوجية عبر مجرى الدم إلى الرئتين ويبدأ مفعولها هناك. يتم حقنها مرة أو مرتين في الشهر تحت الجلد أو عبر التسريب الوريدي.
بالنسبة للكثيرين من المصابين بالربو فإن العلاج البيولوجي غير من قواعد اللعبة، حسب فون موتيوس التي تلخص الأمر بالقول "هناك الكثير من الأشياء تتم الآن. والبيولوجيا فعلا قد تستطيع السيطرة على مرض الربو".
لحماية طفلك من الربو اعتني بغذائك أثناء الحمل!
يؤكد الخبراء على أن النظام الغذائي الذي تتبعه الحامل يلعب دورا هاما في صحة الجنين مستقبلا. أبحاث عديدة أكدت على تأثير غذاء الأم في صحة الجنين منذ تشكّل الأجنة، خاصة إمكانية الاصابة المستقبلية بمرض الربو، كيف ذلك؟
اعتاد العلماء أن يعزوا إصابة الأجنة بمرض الربو إلى إسراف الحوامل في العناية بالنظافة الجسدية، كما أن تلوث الهواء في الطرق يزيد من احتمالات إصابات الأجنة بهذا المرض، ولكن دراسات عديدة ربطت المرض بالغذاء التي تتبعه الحامل، فالوجبات السريعة مثلا تزيد من تكرار نوبات ضيق التنفس بحسب ما أظهره تقرير لمؤسسة "نيتر كوميونيكيشن".
تقرير لجامعة كلايتون الأمريكية عزز الاعتقاد السائد بأنّ " الغذاء النموذجي الغربي يزيد من احتمالات الإصابة بمرض الربو، فيما تحمي أغذية البحر الأبيض المتوسط التي تعتمد على الأسماك والفواكه والمكسرات والخضروات الأطفال من مخاطر الإصابة بهذا المرض".
ويعد الإكثار من استهلاك الشحوم وتقليل استهلاك الفواكه سببا مباشرا لإصابات ضيق التنفس الحادة، لكون الأنسجة المتوفرة في الفواكه والخضراوات تعد عامل حماية حاسما ضد هذا المرض.
لمرضى الربو.. بهذا النظام الغذائي يمكنكم تقليل أعراض المرض
فصل الربيع هو وقت انتشار حبوب اللقاح٬ وبالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يعانون من مرض الربو يعني ذلك بداية لمعاناتهم السنوية. فما هو النظام الغذائي الذي ينصح به الأطباء لتقليل أعراض مرض الربو أو حتى منع ظهورها؟
ويعاني حوالي ثمانية ملايين من الألمان من هذا المرض المزمن الذي يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي. وعادة ما يمكن علاج الربو بشكل جيد عن طريق الأدوية، لكن هناك نظام غذائي مناسب يمكن أن يساعد أيضاً المتضررين ويخفف عنهم عناء المرض ويساعدهم على عيش حياة تتميز بالنشاط والفعالية، بحسب ما ورد في مقال نشره موقع "هايل براكسيس نيت" الألماني المهتم بالشؤون الصحية.
المقال الذي أصدرته "اللجنة الطبية الأمريكية للطب المسؤول" يلخص الحالة الراهنة للأبحاث حول الروابط بين النظام الغذائي ومرض الربو. فقد خلصت الأبحاث إلى أن اتباع نظام غذائي نباتي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات والقليل من الحليب والمنتجات الحيوانية الأخرى يمكن أن يقلل من احتمال الإصابة بالربو لدى الأطفال والبالغين على حد سواء، حسب ما ذكره موقع "سلوت".
أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الربو، فاتباع هذا النظام الغذائي يحسن وظيفة الرئة وبالتالي تقليل استخدام الأدوية المستعملة لعلاج الربو.
الأبحاث بينت كذلك أن الأطفال الذين يستهلكون الكثير من منتجات الحليب أكثر عرضة للإصابة بالربو من أولئك الذين يستهلكون القليل من هذه المنتجات. ووفقاً للبيانات فإن التناول المفرط للدهون والدهون المشبعة والاستغناء عن منتجات غنية بالألياف يعزز التهاب الجهاز التنفسي وتدهور وظيفة الرئة.
وتوصي "اللجنة الطبية الأمريكية للطب المسؤول" بالإكثار من تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والحد من استهلاك الحليب والمنتجات الحيوانية الأخرى، فالنظام الغذائي الذي يركز على النباتات له تأثير مضاد للالتهابات ويؤثر بشكل إيجابي على الجهاز المناعي ومن المرجح أن يكون لمختلف المغذيات النباتية تأثير وقائي في التغلب على مرض الربو المزمن.
اضف تعليق