تعد المرأة العراقية من بين أكثر النسوة في العالم تعاني من مرض ارتفاع ضغط الدم، المسمى بـ"القاتل الصامت" لسطوته الكبيرة وتزايد خطورته بإصابة المريض بأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الكلى، جاءت المرأة العراقية بـ(المرتبة الثامنة بين عشر دول) ترتفع فيها الاصابة بمرض ضغط الدم...
تعد المرأة العراقية من بين أكثر النسوة في العالم تعاني من مرض ارتفاع ضغط الدم، المسمى بـ"القاتل الصامت" لسطوته الكبيرة وتزايد خطورته بإصابة المريض بأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الكلى.
جاءت المرأة العراقية بـ(المرتبة الثامنة بين عشر دول) ترتفع فيها الاصابة بمرض ضغط الدم، وذلك وفق ما ذكرته منظمة الصحة العالمية في أحد تقاريرها الطبية في عام 2019 والذي اعادة نشره على موقعها الرسمي في الأسبوع الفائت، أرفقته مع توصيات لعلاجات حالات ارتفاع ضغط الدم.
وبحسب احدى الدراسات الحديثة ان هذه الحالة المرضية مرتبطة بالفقر وليس الثراء أي ان الدول الفقيرة وذات الدخل المتوسط ترتفع لديهم معدلات انتشار المرض، ومع إن العراق الذي احتل المركز الخامس عالمياً والثاني عربياً من ناحية احتياطي النفط الخام بحسب مؤسسة GFP العالمية، ألا انه يعتبر من الدول الفقيرة فما زال يعاني من الإهمال والتدهور في البنى ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ وارتفاع نسبة الفقر والبطالة، وهذا الامر وحده كفيل ان يجلب للمرأة العراقية ليس فقط ارتفاع ضغط الدم والسكري والجلطات والقالون والمفاصل وهي بالفعل تعاني من هذه الامراض وغيرها الكثير.
إن موضوع ارتفاع ضغط الدم بهذه النسبة العالية ومن المتوقع ان النسبة زادت منذ نشر تقرير الصحة العالمية الى يومنا هذا، عده العراقي خطير ولكنه غير مستغرب او مستبعد فكم امرأة في عائلته وقريباته تعاني من هذا المرض؟ كما يتساءل ماذا فعلت الحكومة العراقية منذ الكشف عن هذا التقرير الى الأن؟
فهل سيبقى حالها حال الظواهر الخطيرة والسلبية التي انتشرت في البلاد ما بعد عام 2003 دون حلول وتوسعت ورمت بظلالها على المجتمع؟
هذه الأسئلة لا نعرف من يملك الدراية والمعرفة وحس المسؤولية ليجيب عليها، لكننا نعلم اننا اليوم بحاجة ماسة وضرورية الى بحوث ودراسات لهذه الحالة المرضية الخطيرة التي تنهك اجساد وارواح امهاتنا واخواتنا وبناتنا، ومن واجب الحكومة والمختصين اذا كان هناك مختصين فعليين يتابعون مثل هذه التقارير وتأخذ حيزا من اهتمامهم للوصول الى الاسباب والمسببات وايجاد الحلول الناجعة والعملية لها.
وهذا ليس معناه ان الرجل العراقي في منأى من هذا المرض بل الكثير من الرجال والشباب وحتى صغار العمر يعانون من هذا المرض، إلا أن معدلات الإصابة عند المرأة مرتفعة، كما ان هناك اخبار تقول ان الرجل العراقي ترتفع نسب اصابتهم بمرض السكري أكثر من المرأة.
من المعروف ان ضغط الدم هو مقياس القوة التي يستخدمها القلب لضخ الدم في انحاء الجسم، واسباب ارتفاع الضغط يأتي من الافراط في استهلاك الملح والعامل الوراثي والسمنة والتدخين والتقدم بالعمر، ويتسبب الضغط النفسي باضطرابات القلق، والاكتئاب يؤدي الى نمط حياة وسلوكيات غير صحية والتي تسبب أضرارًا في الأوعية الدموية، وبالتالي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
وجميع من يعيش بالبقعة المسماة العراق يتفق ان السبب الأول لانتشار المرض بين العراقيات هو الضغوط النفسية لتحملها الصعاب التي تفوق طاقتها وكيف لا يفترس المرض فؤادها وهي ام الشهيد والسجين والمغدور، وزوجة العاطل عن العمل والفقير والعليل والمصاب.
وهي الخريجة التي لم تجد تعيينا ينصف تعب السنين، وهي ام الأطفال التي تترك العمل او ترفض التعيين رغم الحاجة الماسة للراتب الشهري من اجل اولادها لأنه وببساطة الحكومة لم توفر ما وفرته الحكومات في الدول التي تهتم بمواطنيها من احتياجات الأم الموظفة من وسائل نقل ودور رعاية الأطفال لتستطيع توفير لقمة العيش وتحقيق اهدافها وهي مطمئنة على اولادها في اماكن صحية وسليمة.
الكثير من الصعاب والمآسي والعقبات تعيشها المرأة العراقية وتكافح لتذليلها، ومن خلق هذا الوضع هو المسؤول الذي يلبس ارقى انواع الملبوسات ويركب اجود انواع السيارات وكسب اعلى المناصب بجهود ومساندة الدولة التي تدعمه وصنعت منه عميلا ذو شأن في الساحة السياسية وانضوى تحت لوائه خونة صغار وهم ايضا لديهم اذرع والسنه تدافع عنهم وتساندهم، وكل مجموعة كونت شبكة من العملاء والمتواطئين والسارقين يسيطرون على مقدرات البلد ويتحكمون بمصائر مواطنيها، والمرأة العراقية واحدة من المجتمع الذي يدفع ثمن فساد الحكومة وضياع الحقوق من عمره وصحته.
اضف تعليق