q
حتى هذه اللحظة وعلى الرغم من الدراسات والبحوث المستمرة، لايزال هناك نقص في المعلومات المتعلقة بالآثار الجانبية لهذه اللقاحات المختلفة، والتي قد تكون شديدة، إن كان المريض يعاني من أمراض سابقة أو حساسية، ومن الطبيعي حدوث تفاعلات معينة بعد التطعيم، مثل الاحمرار أو التورم...

يشهد العالم اليوم ومع الانتشار الخطير لفيروس كورونا المستجد، سباق محتدم في إنتاج اللقاحات المختلفة، التي تتهافت الدول للحصول عليها من اجل انقاذ مواطنيها واقتصادها والعودة إلى ما قبل أزمة كورونا كما نقلت بعض المصادر، ومع ذلك حتى هذه اللحظة وعلى الرغم من الدراسات والبحوث المستمرة، لايزال هناك نقص في المعلومات المتعلقة بالآثار الجانبية لهذه اللقاحات المختلفة، والتي قد تكون شديدة، إن كان المريض يعاني من أمراض سابقة أو حساسية.

ومن الطبيعي حدوث تفاعلات معينة بعد التطعيم، مثل الاحمرار أو التورم، أو ألم حول موقع الإبرة، والتعب والحمى، والصداع وآلام الجسم في الأيام الثلاث الأولى. وهذه التفاعلات عادة ما تكون خفيفة وتهدأ بعد بضعة أيام، وتعني أن اللقاح فعال وبدأ بالعمل.

ويرى بعض الخبراء ان الفترة القادمة ومع ازدياد اعداد الاشخاص الملقحين حول العالم، ربما ستشهد ظهور حالات واعراض مرضية جديدة، وهو امر طبيعي بسبب سرعة الابحاث والتجارب التي اجريت على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، ويقول مدير معهد علم الأحياء الدقيقة السريرية والمناعة والصحة في مستشفى جامعة إرلانغن كريستيان بوغدان، إن الأعراض والاثار الجانبية، لا تظهر إلا بعد تقديم اللقاح للأفراد، ولكن هنا تدخل حسابات الخسر والربح. ويضرب مثالاً، "إن كانت نسبة وفاة شخص طاعن بالسن بفيروس كورونا هو 20 في المئة، وفي المقابل فإن احتمالية حصول أثر جانبي للقاح هو 1 لكل 5000، فبالتالي يفضل إعطاؤه اللقاح، أما الأطفال الذين احتمالية وفاتهم من الفيروس تقدر بصفر في المئة، ففي هذه الحالة ليس هناك ضرورة لتطعيمهم".

ووباء كورونا وكما اكدت منظمة الصحة العالمية لن ينتهي قبل تطعيم 70% من سكان العالم على الأقل، و اعربت المنظمة عن قلقها حيال سرعة انتقال العدوى بالنسخ المتحورة للفيروس، وانتقدت عمليات بطء التطعيم" في أوروبا وباقي دول العالم. وحذّر مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية هانز كلوغه في وقت سابق من أنه لن يكون بالإمكان تجاوز كوفيد-19 قبل تطعيم 70 في المئة من سكان العالم. وقال كلوغه "سينتهي الوباء عندما نصل إلى نسبة تطعيم قدرها 70 في المئة على الأقل.

وأعرب كلوغه عن قلقه حيال المستوى المرتفع لانتقال العدوى بالنسخ المتحوّرة لفيروس كورونا كالبريطانية والهندية، وأضاف: "نعرف مثلاً بأن بي.1617 (المتحوّرة الهندية) أشد عدوى من بي.117 (المتحوّرة البريطانية) التي كانت في الأساس معدية أكثر من النسخة السابقة" من الفيروس، لكنه شدد على أن اللقاحات فعالة ضد النسخ المتحورة الحالية من الفيروس.

وأكد على ضرورة تسريع وتيرة التطعيم لوضع حد للوباء الذي طال أمده "أكثر مما كان متوقعاً"، وأفاد: "خلال أي وباء، السرعة مهمة"، مشيراً إلى غياب هذا العامل في بداية انتشار كوفيد-19، وتابع: "الوقت يداهمنا... علينا تسريع وتيرة (حملة التطعيم)، علينا زيادة عدد اللقاحات" المتاحة. وتأتي تصريحات كلوغه في وقت تعتزم فيه العديد من الدول العودة تدريجياً لمسار الحياة الطبيعي مع اكتساب تلقي لقاحات الوقاية من كوفيد-19 الزخم.

تحذير أمريكي

على صعيد متصل وبعد تسجيل أكثر من ألف إصابة بالتهاب في القلب بعد تلقي لقاحي بيونتيك-فايزر وموديرنا، أضافت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية تحذيراً من إصابة نادرة بالتهاب في القلب بعد تلقي اللقاحين. ولم يرد تعليق من الشركات المصنعة بعد. وأضافت هيئة تنظيم الأدوية الأمريكية تحذيراً إلى التعليمات المصاحبة لجرعات لقاحي فايزر/بايونتيك وموديرنا المضاد لكوفيد-19 للإشارة إلى الخطر النادر للإصابة بالتهاب عضلة القلب بعد استخدامهما.

وقالت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية إنه بالنسبة للقاحين تمت إضافة تحذير يقول إن تقارير الآثار السلبية تشير إلى زيادة مخاطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب ولا سيما بعد الجرعة الثانية ومع ظهور الأعراض في غضون أيام قليلة بعد التطعيم. وتم الإبلاغ عن أكثر من 1200 إصابة بالتهاب في عضلة القلب من بين نحو 300 مليون جرعة لقاح تم إعطاؤها.

وكانت الإصابات أعلى بشكل ملحوظ على ما يبدو بين الذكور وخلال الأسبوع الذي يلي جرعة اللقاح الثانية. وحددت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها 309 حالات دخول إلى المستشفى بسبب التهاب القلب بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً وخرج 295 منهم من المستشفى. وتقوم هيئات تنظيم الصحة في عدة دول بالتحقيق في حالات إصابة بالتهاب عضلة القلب تم اكتشافها بشكل متكرر بين شبان بعد تلقي جرعة من لقاحي بيونتيك-فايزر أو موديرنا. ولم ترد الشركات المصنعة للقاحين بعد على طلبات للتعليق. بحسب DW.

وأبلغ عن مثل هذه الحالات للمرة الأولى في إسرائيل حيث كان التطعيم فيها أسرع منه في سائر البلدان. وأشارت وزارة الصحة الإسرائيلية في نهاية أيار/مايو إلى "صلة محتملة" بين لقاح فايزر وحالات التهاب عضلة القلب أصيب بها شباب، لكنها قالت إن 95% منها كانت حميدة. كذلك سُجل عدد قليل من هذه الحالات في فرنسا. في الولايات المتحدة. من جانبها قالت وزارة الصحة اليابانية وكما نقلت بعض المصادر، إنها تأكدت حتى 13 يونيو/حزيران من تعرض 11 شخصا لحالات التهاب في القلب بعد تلقيهم لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا في البلاد. وتقول الوزارة إن أعمارهم تراوحت بين 25 و 72 عاما وإن امرأة تبلغ من العمر 72 عاما قد توفيت، مضيفة أنه من المستحيل تحديد ما إذا كانت هناك أي صلة بين التطعيم ووفاتها. وتقول الوزارة أيضا إن 9 أشخاص أصيبوا بالتهاب عضلة القلب أو التهاب المفاصل بعد تلقيهم الحقنة الثانية من اللقاح.

ويظهر رقم الوزارة أنه كان هناك نحو شخص واحد من بين 1.56 مليون شخص يعاني من هذه الحالات، حيث تم تطعيم أكثر من 17 مليون شخص بلقاح فايزر في اليابان. ولم يتم الإبلاغ عن حالات التهاب في القلب حتى 13 يونيو/حزيران بين الأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاح موديرنا. وتقول وزارة الصحة إنه لم يتم تأكيد أي مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة حتى الآن، مشيرة إلى أن فوائد لقاح فايزر تفوق مخاطرة.

حالات نادرة

على صعيد متصل أفاد باحثون أن الأشخاص الذين يتلقون لقاح كوفيد-19 الذي أنتجته شركة أكسفورد – أسترازينيكا وكما نقلت بعض المصادر, كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة باضطراب النزيف وربما مشاكل الدم النادرة الأخرى. نُشرت النتائج، من دراسة أجريت على 2.53 مليون بالغ في اسكتلندا تلقوا جرعاتهم الأولى من لقاح أسترازينيكا أو اللقاح الذي صنعته شركة فايزر-بيونتك، في مجلة طب الطبيعة. حوالي 1.7 مليون من الجرعات كانت لقاح أسترازينيكا. ولم تجد الدراسة زيادة في خطر الإصابة باضطرابات الدم مع لقاح فايزر-بيونتك.

ولقاح أسترازينيكا غير مصرح باستخدامه في الولايات المتحدة، ولكن تم ترخيصه من قبل وكالة الأدوية الأوروبية، أكبر منظم للعقاقير في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى العديد من البلدان خارج الكتلة. لكن التقارير التي تحدثت عن اضطرابات تخثر ونزيف نادرة لدى البالغين الأصغر سنًا، بعضها مميت، قادت عددًا من البلدان إلى قصر استخدام اللقاح على كبار السن ، والبعض الآخر يسقطه تمامًا. وجدت الدراسة الجديدة أن لقاح أسترازينيكا مرتبط بزيادة طفيفة في خطر الإصابة باضطراب يسمى فرفرية نقص الصفيحات المناعي، أو ITP، والذي يمكن أن يسبب كدمات في بعض الحالات ولكن أيضًا نزيفًا خطيرًا في حالات أخرى.

وقُدرت المخاطر بـ 1.13 حالة لكل 100 ألف شخص يتلقون جرعتهم الأولى، حتى 27 يومًا بعد التطعيم. وسيكون هذا التقدير بالإضافة إلى الحدوث المعتاد في المملكة المتحدة، قبل بدء استخدام اللقاح، والذي كان يقدر بست إلى تسع حالات لكل 100.000. وقال الباحثون إن الحالة قابلة للعلاج، ولم تكن أي من الحالات في متلقي اللقاح قاتلة. وشددوا على أن فوائد اللقاح تفوق بكثير المخاطر الصغيرة، وأشاروا إلى أن كوفيد-19 نفسه أكثر احتمالا بكثير من اللقاح للتسبب في ITP.

ووجدت الدراسة في اسكتلندا أيضًا أن مخاطر الإصابة بجلطات الدم الشرياني والنزيف قليلة جدًا والتي من المحتمل أن تكون مرتبطة بلقاح أسترازينيكا. لكن الباحثين قالوا إنه لا توجد بيانات كافية لاستنتاج أن اللقاح مرتبط بنوع نادر من الجلطة الدموية في الدماغ يسمى تجلط الجيوب الوريدية الدماغية. وفي وقت سابق من هذا العام، قادت تقارير عن تلك الجلطات الدماغية بعض البلدان إلى تعليق استخدام اللقاح أو الحد منه.

من جانب اخر حددت هيئة تنظيم الأدوية في أوروبا في وقت سابق حالة دموية نادرة أخرى كأثر جانبي محتمل للقاح كوفيد-19 من أسترازينيكا ، وقالت إنها تبحث في حالات التهاب القلب بعد التلقيح بجميع حقن فيروس كورونا. وقالت لجنة السلامة التابعة للوكالة الأوروبية للأدوية (EMA) إنه يجب إضافة متلازمة التسرب الشعري كأثر جانبي جديد لوضع العلامات على لقاح أسترازينيكا، المعروف باسم فاكسزيفريا.

وأضافت الوكالة أن الأشخاص الذين عانوا سابقًا من هذه الحالة، حيث تتسرب السوائل من أصغر الأوعية الدموية مما يتسبب في حدوث تورم وانخفاض في ضغط الدم ، يجب ألا يتلقوا اللقاح. وبدأ المنظم لأول مرة في النظر في هذه الحالات في أبريل، وتضيف التوصية إلى مشاكل أسترازينيكا بعد أن ارتبط لقاحها بحالات نادرة جدًا ومميتة لتخثر الدم والتي تأتي مع انخفاض عدد الصفائح الدموية. وفي وقت سابق، نصح EMA بعدم استخدام جرعة أسترازينيكا الثانية للأشخاص الذين يعانون من حالة التخثر، والمعروفة باسم التخثر مع متلازمة نقص الصفيحات.

اللقاحات المختلطة

في السياق ذاته أشارت دراسة ألمانية إلى أن المزج بين لقاحي فايزر-بيونتيك واسترازينيكا وأخذهما معا قد يؤدي إلى تقوية المناعة أكثر من الاعتماد على أخذ لقاح واحد فحسب. أوصت لجنة التطعيم الدائمة في ألمانيا بحصر استخدام لقاح أسترازينيكا المضاد لكورونا على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما عقب اكتشاف أن النساء الأصغر سنا اللائي حصلن على اللقاح تعرضن لمخاطر متزايدة تمثلت في حدوث جلطات دموية خطيرة في الدماغ. وبموجب موافقة وكالة الأدوية الأوروبية على ترخيص لقاح أسترازينيكا في يناير / كانون ثان، أخذ البالغون في ألمانيا الجرعة الأول من اللقاح. ويعني هذا أن عددا قليلا ممن حصلوا على الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا تعين عليهم أخذ الجرعة الثانية أما من لقاح بيونتيك فايزر أو لقاح موديرنا.

وأسفر هذا الأمر عن أن جميع البالغين في ألمانيا – بغض النظر على أعمارهم - يمكن تطعيمهم بلقاح أسترازينيكا مرة أخرى إذا تحدث الطبيب مع المريض بشأن المخاطر الصحية قبل أخذ التطعيم. وكشفت دارسة جديدة عن أن خلط لقاحين مختلفين معا ربما يكون أفضل من الاعتماد على الاستخدام الطارئ، إذ اكتشف باحثون في جامعة سارلاند غرب ألمانيا أن الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا والجرعة الثانية من لقاح بيونتيك ـ فايزر كانت مناعتهم أقوى من الذين حصلوا على الجرعتين من لقاح واحد بعينه.

وقد يفتح هذا الأمر الباب أمام توجه عالمي جديد للتحصين يعتمد على أخذ جرعتين من لقاحين مختلفين لكنهما متطابقين، وتعد النتائج التي خلصت إليها جامعة سارلاند أولية إذ لم يتم تقييمها علميا بشكل كامل وهو الأمر الذي أشارت إليه الجامعة في بيان صحافي بشأن الدراسة. وقبل الإعلان عن النتائج بشكل رسمي، يعتزم الباحثون في جامعة سارلاند النظر في عوامل تتمثل في السن والجنس وأيضا على سبيل المثال دراسة ما هي اللقاحات المختلطة التي قد تؤدي إلى أثار جانبية خطيرة. وعبر الفريق الذي قام بالدراسة عن تفاجئه إزاء نتائجها رغم أن التقييم الكامل لما خلصت إليه لم ينته بعد.

وقالت مارتينا سيستر، أستاذة زرع الأعضاء والمناعة المعدية في جامعة سارلاند، إن هذا يعد السبب وراء "رغبتنا في مشاركة النتائج التي توصلنا إليها الآن وليس الانتظار على انتهاء عملية التقييم العلمية." وشارك 250 شخصا في التجارب التي أُجريت في المستشفى الجامعي في سارلاند خلال الشهور القليلة الماضية، إذ تلقى البعض منهم الجرعتين من لقاح أسترازينيكا وتلقى آخرون الجرعتين من لقاح بيونتيك ـ فايزر، فيما تلقت المجموعة الثالثة جرعة من أسترازينيكا ثم كانت الجرعة الثانية من فايزر-بيونتيك. وقام الباحثون بإجراء مقارنة بشأن قوة الاستجابة المناعية للمشاركين في التجربة بعد تلقيهم الجرعة الثانية من اللقاحات بأسبوعين.

وأوضحت سيستر "لم ننظر فقط في اعداد الأجسام المضادة ضد فيروس كورونا، التي تطورت داخل أجسام المشاركين، وإنما أيضا فعالية ما يطلق عليه الأجسام المضادة المعادِلة". وأضافت "هذا الأمر يخبرنا بمدى قدرة هذه الأجسام المضادة في منع الفيروس من الدخول في خلايانا". وفيما يتعلق بتطوير الأجسام المضادة، فقد ثبت أن التطعيم بجرعتين من لقاح بيونتيك والتطعيم باللقاح المختلط بين أسترازينيكا وبيونتيك أكثر فعالية بشكل ملحوظ من التطعيم بجرعتين من لقاح أسترازينيكا وحده. وكشفت الدراسة عن أن الأشخاص الذين حصلوا على لقاح مختلط انتجوا أجساما مضادة أكثر بعشرات أضعاف عن الأشخاص الذين حصلوا على الجرعتين من لقاح أسترازينيكا.

وقالت سيستر إنه بالنظر في الأجسام المضادة المعادلة، فإن نتائج إعطاء مزيج من لقاحين متطابقين "كان أفضل قليلا" حتى من إعطاء جرعتين من لقاح بيونتيك. يشار إلى أن السلطات الصحية توصي بأخذ الجرعة الثانية من نفس لقاح الجرعة الأولى. وبالنظر في عدم وجود تغييرات في التوصيات الطبية المنظمة للتطعيم بشأن لقاحات بيونتيك، فإن اعدادا قليلة من أشخاص حصلوا على جرعة من لقاح بيونتيك ـ فايزر قبل جرعة من لقاح أسترازينيكا. وكشفت تجربة إسبانية أجريت على 663 مشاركا في معهد كارلوس الثالث الصحي في العاصمة مدريد عن نتائج مماثلة. ونشرت نتائج الدارسة الأولية في مجلة " Nature" العلمية ولم يتم إقرار نتائج الدراسة حتى الآن مثل نتائج الدراسة الألمانية فيما يعد النشر في مجلة " Nature" العلمية بمثابة نظرة عامة على ما توصلت إليه الدارسة الإسبانية وليس مراجعة هذه النتائج بشكل كامل ودقيق ومن ثم إقرارها.

وخلال التجربة، أخذ ثلثا المشاركين جرعة من لقاح فايزر-بيونتيك عقب الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا فيما لم تكن المجموعة الباقية من المشاركين قد أخذت الجرعة الثانية خلال وقت إعلان النتائج. وقالت ماغدالينا كامبينس- الباحثة في دراسة "كومبيفاكس" في مستشفى "فال ديبرون" الجامعي في برشلونة بإسبانيا، إن الأشخاص الذين حصلوا على مزيج من لقاحين مختلفين ومتطابقين بدأوا في إنتاج مستويات عالية للغاية من الأجسام المضادة بعد الجرعة الثانية. وأضافت أن هذه الأجسام المضادة كانت قادرة على التعرف على فيروس "السارس-كوف-2" وإبطال مفعوله خلال التجارب السريرية.

وقال تشو شينغ، الخبير في الجهاز المناعي في جامعة ماكماستر الكندية، إن لقاح فايزر- بيونتيك يبدو قد عزز “الأجسام المضادة بشكل ملحوظ في جرعة لقاح أسترازينيكا". وأضاف شينغ الذي لم يشارك في التجربة في مقال نشرته مجلة " Nature" العلمية أن هذا التعزيز في قوة الاستجابة المناعية كان أكثر وضوحا من الأشخاص الذين حصلوا على الجرعة الثانية من لقاح أسترازينيكا.

وبغض النظر عن أن النتائج لا تزال أولية، فإن هناك مشكلة حيال الدارسة الإسبانية أنها لم تشمل مجموعة المشاركين الذين حصلوا على جرعين من نفس اللقاح، فيما لم يكن إجراء مقارنة مباشرة بين المجموعتين ممكنا. ورغم أن النتائج الأولية واعدة، إلا أن منظمة الصحة العالمية لا تزال توصي بعدم الخلط بين اللقاحات المضادة لفيروس كورونا. وقالت المتحدثة باسم الصحة العالمية مارغريت هاريس إنه لا توجد حتى الآن بيانات كافية لتقييم وحسم ما إذا كان هذا النهج الخاص باللقاحات المختلطة آمنا على الصحة.

ورغم ذلك فإنه في المانيا، يتحقق التطعيم الكامل ضد الفيروس بالحصول على جرعتين من نفس اللقاح أو الحصول على جرعتين من خليط من لقاحين متطابقين. وتتبع الحكومة الألمانية الارشادات التي يقدمها معهد باول ايرليش المسؤول عن إصدار تصاريح اللقاحات في البلاد. ويعتمد لقاح أسترازينيكا على "ناقل فيروسي" وهي تقنية تقليدية إذ يتم استخدام نسخة غير ضارة من فيروس مختلف وليس هذا الأمر الشائع في جميع دول العالم ففي كندا على سبيل المثال تم الموافقة على إمكانية الحصول على لقاحات مختلطة فيما لا تزال الابحاث جارية في الولايات المتحدة حيال الأمر. وفيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، لا يزال الانتظار سيد الموقف حيال ما إذا سيتم الاعتراف باللقاحات المختلطة من خلال بطاقة التطعيم الرقمية التي يُفترض أن تسمح بالسفر بين بلدان التكتل الأوروبي، والمقرر أن تدخل حيز التنفيذ في يوليو / تموز المقبل.

وفي حالة ما إذا ثبتت صحة النتائج الأولية، فإن الخلط بين لقاح أسترازينيكا ولقاح فايزر-بيونتيك سيكون طريقة جيدة وواعدة للتطعيم ضد فيروس كورونا ووقاية أفضل منه. وفي حالة عدم ثبوت صحة النتائج، فإن كلا اللقاحين متشابهان في الخصائص رغم أنهما يمثلان نوعين من لقاحات كورونا المتوافرة حاليا في السوق. ويعتمد لقاح أسترازينيكا على "ناقل فيروسي" وهي تقنية تقليدية، إذ يتم استخدام نسخة غير ضارة من فيروس مختلف لإصدار تعليمات إلى خلايا الجسم لبناء أجسام مضادة ضد فيروس كورونا.

أما لقاح فايزر-بيونتيك فيعتمد على تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" أو (mRNA) وهي تقنية جديدة في التطعيم تعلم خلايا الجسم كيفية صناعة بروتين يحفز بدوره إطلاق ردود فعل مناعية ضد العدوى وانتاج أجسام مضادة. ولم يمتلك الباحثون حتى الآن معلومات كافية حيال السبب وراء أن الخليط بين اللقاحين يؤدي إلى تعزيز المناعة.وقالت مارتينا سيستر - أستاذة زرع الأعضاء والمناعة المعدية في جامعة سارلاند – إنها تتطلع إلى رؤية المزيد من الأبحاث في فعالية اللقاحات المختلطة وايضا التفاعل بينها. وأضافت "نعتقد أنه إذا توصلت فرق بحثية أخرى إلى نتائج مماثلة لما خلصنا إليه، فإنه يتعين النظر بجدية في المزج بين لقاح أسترازينيكا ولقاح فايزر-بيونتيك".

اضف تعليق