ولعل من اهم القضايا والتحديات هي محاربة جائحة فيروس كورونا التي ستحظى بالأولوية في برنامجه نظرا لما تسببت فيه من خسائر بشرية واقتصادية. وتعهد بايدن بأنه سيسعى كرئيس للولايات المتحدة إلى توحيد البلاد وحشد القوى لمواجهة وباء كوفيد-19، وإعادة بناء الازدهار الاقتصادي وتأمين الرعاية الصحية للأسر الأمريكية...
يواجه الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الكثير من الازمات والمشكلات الداخلية والخارجية، التي خلفها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب والتي يجب على بايدن معالجتها. ومنها قضايا الامن والاقتصاد وملفات العنصرية والهجرة والقضايا السياسة الخارجية والتعهدات الدولية التي تخلت عنها الولايات المتحدة في فتره ترامب، وفي خطاب تنصيبه، بعد أداء القسم أمام مبنى الكابيتول أتى على ذكر بعض منها، على رأسها إعادة الهدوء إلى البلاد والحفاظ على النسيج الاجتماعي الأمريكي من خلال "إلحاق الهزيمة بنزعة تفوق العرق الأبيض والإرهاب الداخلي". وقبل الخوض في ترتيب الأولويات الداخلية والخارجية الكبرى، أقدم بايدن في غضون ساعات من دخوله البيت الأبيض على إصدار 15 أمرا رئاسيا عاجلا أبطلت كلها إجراءات كثيرة اتخذها الرئيس السابق دونالد ترامب.
ولعل من اهم القضايا والتحديات وكما نفلت بعض المصادر، هي محاربة جائحة فيروس كورونا التي ستحظى بالأولوية في برنامجه نظرا لما تسببت فيه من خسائر بشرية واقتصادية. وتعهد بايدن بأنه سيسعى كرئيس للولايات المتحدة إلى توحيد البلاد و"حشد القوى" لمواجهة وباء كوفيد-19، وإعادة بناء الازدهار الاقتصادي وتأمين الرعاية الصحية للأسر الأمريكية واجتثاث العنصرية المنهجية من جذورها.
وأعلن بايدن في وقت سابق، أنه سيشكل خلية أزمة خاصة بفيروس كورونا المستجد، تضم علماء وخبراء، وقال "سأشكل خلية تضم علماء وخبراء" من أجل العمل على "خطة تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 20 كانون الثاني/يناير 2021". وكان بايدن قد وضع خطة تقضي بإعداد استراتيجية وطنية "للمضي قدما" في محاربة جائحة كوفيد-19، من خلال سن قانون رئيسي في الكونغرس لتمويل حملة اختبار وطنية "ستكون نتائجها متاحة على الفور"، وصناعة منتجات ومعدات طبية في الولايات المتحدة وجعل وضع الكمامات إجباريا في المباني الفدرالية وفي وسائل النقل المشترك بين الولايات، وتوفير لقاح مجاني "للجميع" في المستقبل.
وسجلت الولايات المتحدة في الفترة الاخيرة، فورة في أعداد الإصابات الجديدة بالفيروس. وبايدن الذي يتهم ترامب بتقويض سلطة خبراء الصحة في البلاد، وعد خلال الحملة الانتخابية بأخذ النصيحة من كبير الأطباء أنطوني فاوتشي الذي يحظى باحترام كبير في خلية أزمة البيت الأبيض الخاصة بفيروس كورونا. كما وعد بإلغاء مفاعيل القرار الذي اتخذه ترامب في تموز/يوليو وأمر بموجبه بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية.
قيود جديدة
وفي هذا الشأن سيُعيد الرئيس الأميركي جو بايدن فرض حظر على دخول الولايات المتحدة يشمل معظم المواطنين غير الأميركيّين الذين زاروا بريطانيا والبرازيل وايرلندا ومعظم دول أوروبا، بحسب ما أعلن مسؤول في البيت الأبيض، في وقت تُكثّف الإدارة الجديدة عملها بهدف الاستجابة للجائحة. وأضاف المسؤول أنّ بايدن سيوسّع هذا الحظر ليشمل أيضا المسافرين الذين توجّهوا في الآونة الأخيرة إلى جنوب إفريقيا، مؤكدا بذلك معلومات أوردتها وسائل إعلام أميركية، وذلك على خلفية تقارير تشير إلى أنّ نسخا متحوّرة من فيروس كورونا المستجدّ تُعتبر أكثر قابلية للانتشار بدأت تظهر في الولايات المتحدة.
ويُعدّ قرار الرئيس الديموقراطي هذا جزءا من خطة الإدارة الأميركية الجديدة لكبح كوفيد-19. وتوقّع بايدن أن يُسفر كوفيد-19 عن أكثر من 600 ألف وفاة في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرّراً في العالم بسبب الجائحة.وقال خلال مؤتمر صحافي "انتشار الفيروس يتفاقم. عدد الوفيات الآن 400 ألف، ويُتوقّع أن يتجاوز 600 ألف"، معطياً أعلى حصيلة وفيات متوقّعة جرّاء تفشّي الفيروس في الولايات المتحدة.
وأضاف بايدن "العائلات تُعاني الجوع. الناس معرّضون لخطر إخلاء منازلهم. خسارة الوظائف ترتفع مجدّداً. علينا التحرّك". وشدد الرئيس الجديد على قواعد وضع الكمامات وأمر بخضوع المسافرين إلى الولايات المتحدة لحجر صحي. وقال بايدن "نحن في حالة طوارئ وطنية. حان الوقت لأن نتعامل معها على أنها كذلك".
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد أعلن أنّ الحظر المفروض على المسافرين الآتين من البرازيل وبريطانيا وايرلندا والدول الأوروبية المنضوية في فضاء شنغن سيُرفع في 26 كانون الثاني/يناير حين سيتعيّن على جميع الراغبين بالسفر للولايات المتحدة إبراز نتيجة فحص سلبية لكوفيد-19. وقال ترامب في بيان أصدره البيت الأبيض إنّ "هذا الإجراء هو الطريقة المثلى للاستمرار في حماية الأميركيين من كوفيد-19 وفي الوقت نفسه استئناف السفر بأمان"، مشيراً إلى أنّ حظر السفر سيظلّ بالمقابل سارياً على المسافرين من الصين وإيران. بحسب فرانس برس.
لكنّ المتحدّثة باسم بايدن قالت في وقت سابق إنّ الإدارة الجديدة لن تطبّق القرار الذي أصدره ترامب برفع الحظر المفروض على المسافرين إلى الولايات المتّحدة من البرازيل وغالبية الدول الأوروبية. وفي تغريدة على تويتر قالت جين ساكي المتحدّثة باسم البيت الأبيض إثر أداء بايدن اليمين الدستورية إنّه "مع تدهور الوضع الوبائي وظهور نسخ متحوّرة أكثر عدوى حول العالم، فإنّ هذا ليس الوقت المناسب لرفع القيود المفروضة على السفر الدولي".
خطة للتطعيم
في السياق ذاته تعد السيطرة على جائحة فيروس كورونا الجديد الأولوية القصوى للرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، ولهذا فإنه يخطط لإعطاء الأمريكيين 100 مليون جرعة من لقاح "كوفيد-19" في غضون 100 يوم من توليه منصبه. ومع ذلك، لا يزال هذا الهدف يواجه العديد من الصعوبات نظرا للوضع الحالي، وما لا يقل عن ثلاثة مضايق تعترض تحقيق هدفه.
وفقا لبيانات صادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية، حتى 25 يناير بالتوقيت المحلي، تجاوز إجمالي عدد اللقاحات الموزعة في الولايات المتحدة 41 مليون جرعة، وبلغ عدد الأشخاص الذين تلقوا أكثر من جرعة واحدة من لقاح "كوفيد-19" 19 مليون شخص.
وعلى الرغم من أن حجم التطعيم أقل من 50% من حجم التوزيع، إلا أن فعالية التطعيم قد ارتفعت بشكل كبير مقارنة مع نهاية العام الماضي.
وقال بايدن إنه يتوقع أن يصل عدد التطعيمات اليومية في الولايات المتحدة إلى 1.5 مليون جرعة بسرعة. ومع ذلك، يشعر الرأي العام بالقلق من أنه قد يواجه قريبا عنق الزجاجة في إنتاج اللقاحات بحسب فعالية التطعيم الحالية. وعلى سبيل الذكر لا الحصر، فإن شركة مودينا، تلتزم بتسليم 100 مليون جرعة من لقاح "كوفيد-19" بنهاية مارس، ويجب أن يصل الإنتاج إلى 1.1 مليون جرعة يوميا، ولكن من الواضح أن سرعة الإنتاج الحالية لا يمكن أن تبلغ هذا الهدف. حتى مع إضافة لقاحات من شركات أخرى، فإن تحقيق أهداف إدارة بايدن ليس بالأمر السهل. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الجهات الرسمية الامريكية لا تعرف جيدا عن الوضع العام لإمدادات اللقاح الحالية. حيث لا يمكن للولايات ترتيب خطط توزيع اللقاح والتطعيم دون معرفة حالة الإمدادات.
وقالت الحكومة الأمريكية إنه من أجل وقاية من انتشار سلالة متحورة من فيروس كورونا الجديد، سيتم تقييد وصول المسافرين من جنوب إفريقيا. قال أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الإدارة الأمريكية إنه يتابع عن كثب أنباء السلالة المتحورة من فيروس كورونا الجديد الموجودة في جنوب إفريقيا لأنها الأكثر نشراً للعدوى. وتطرح السلالات المتحورة من فيروس كورونا الجديد قضايا جديدة على مصنعي اللقاحات.
يرى ميشيل نوسينزويج، عالم المناعة في جامعة روكفلر، أنه كلما زاد عدد المصابين، زادت فرصة ظهور سلاسة متحورة جديدة من الفيروس، لأن كل شخص مصاب بفيروس كورونا الجديد سيوفر المزيد من فرص التحور لفيروس كورونا الجديد. هذا تحد كبير للولايات المتحدة، التي لا تزال تعتمد على اللقاحات للوقاية من جائحة فيروس كورونا الجديد بشكل كبير. كما أن شكوك الأمريكيين في اللقاحات قد يكون بعيد المنال لنتائج لتطعيم.
ووفقاً لمسح أجرته مؤسسة عائلة كايزر في وقت سابق، فإن 27% من الأمريكيين مازالوا يرتابون بشأن رغبتهم "بل ربما غير مستعدين للتطعيم بلقاح "كوفيد-19"." تجدر الإشارة إلى أن الأمريكيين من أصل أفريقي ليس لديهم درجة عالية من الثقة في اللقاحات، حيث قال 35% من البالغين الأمريكيين من أصل أفريقي الذين شملهم الاستطلاع إنهم بالتأكيد أو قد لا يستعدون لتطعيم اللقاح.
وخلصت دراسة كلية بايلور للطب إلى أنه إذا لم يتم توفير معلومات كافية لتخفيف مخاوف أبناء الشعب وقلقهم بشأن التطعيم، فحتى ولو كانت هناك لقاحات كافية، فهذا لا يكفي لتلبية معدل التطعيم المطلوب لخلق مناعة جماعية. وقال رئيس المعاهد الوطنية للصحة، فرانسيس كولينز: "بصراحة، إذا لم نتمكن من تطعيم حوالي 80% من الأمريكيين في منتصف عام 2021، فقد تستمر جائحة فيروس كورونا الجديد إلى أجل بلا نهاية." بحسب فرانس برس.
كما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّه يتوقّع أن تكون الولايات المتّحدة قد قطعت بحلول الصيف المقبل شوطاً بعيداً على طريق بلوغ "مناعة القطيع"، أي المناعة الجماعية ضدّ فيروس كورونا المستجدّ، مشيراً إلى أنّ عمليات التلقيح ستتمّ بوتيرة متسارعة خلال الربيع. وقال بايدن "أشعر بالثقة بأنّنا سنكون، بحلول هذا الصيف، قد قطعنا شوطاً بعيداً في طريقنا لبلوغ مناعة القطيع". وأضاف "أعتقد أنّ هذا يمثّل تحدّياً لوجيستياً غير مسبوق في تاريخ بلادنا ولكن أعتقد أنّه بإمكاننا القيام بذلك".
امريكا والصحة العالمية
الى جانب ذلك عادت الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية متعهدةّ الإيفاء بالتزاماتها المالية حيال المنظمة، ومطلقةً بذلك الاستجابة الدولية للوباء في وقت تنتشر النسخة البريطانية المتحوّرة من الفيروس في العالم. وبحسب الإدارة الأميركية الجديدة التي أعلنت العودة إلى منظمة الصحة، تنوي الولايات المتحدة "الإيفاء بالتزاماتها المالية حيال المنظمة" وفق ما جاء على لسان خبير الأمراض المعدية أنتوني فاوتشي أثناء اجتماع للمجلس التنفيذي في الوكالة الأممية في جنيف.
وفور تنصيبه، حذّر الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن من أن بلاده ستدخل في "المرحلة الأكثر فتكاً" للفيروس، في وقت تخطّت حصيلة الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 في الولايات المتحدة عدد قتلاها العسكريين خلال الحرب العالمية الثانية. وتواصل النسخة البريطانية المتحوّرة من الفيروس تفشيها في العالم حيث رُصدت في 60 دولة ومنطقة على الأقلّ حتى الآن، وتقلق عدد كبير من الدول.
وبعد أقل من 24 ساعة على أدائه اليمين الدستورية، أكد الرئيس الأميركي السادس والأربعون خطه المختلف تماما عن سلفه الذي لطالما قلل من خطورة فيروس كورونا المستجد وهاجم منظمة الصحة العالمية معتبرا أنها "دمية" بأيدي الصين، فكلف خبير الأمراض المعدية الطبيب أنتوني فاوتشي القيام بمداخله خلال اجتماع للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية.
وفي كلمته، قال فاوتشي العضو السابق في خلية الأزمة التي شكلها ترامب قبل أن يعيّنه بايدن مستشارا، إن الولايات المتحدة "تنوي الإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه المنظمة". كما شكر المنظمة "لدورها القيادي في الاستجابة الصحية العامة العالمية لهذا الوباء". وأكد أن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل بالشراكة والتضامن لدعم الاستجابة العالمية لوباء كوفيد-19 وتخفيف تأثيره في العالم وتعزيز هيئاتنا وإحراز تقدم في الاستعداد لأوبئة مستقبلية وتحسين صحة كل شعوب العالم ورفاهها".
وقالت منظمة الصحة العالمية إنّ النسخة المتحوّرة الثانية التي ظهرت للمرة الأولى في جنوب إفريقيا ويعتقد أنّها أكثر عدوى من النسخة البريطانية إلا أنها تنتشر بشكل أبطأ. لكنها تطرح مشكلة أخرى، إذ تؤكد العديد من الدراسات الجديدة أنه، على عكس النسخة البريطانية، يبدو أنها أقل تأثرا باللقاحات الموجودة حاليا. وأشارت المنظمة إلى أنها تراقب انتشار نسختين أخريين ظهرتا في البرازيل وهما "بي1" التي رصدت في ولاية أمازوناس وعثر عليها أيضا في اليابان لدى أربعة أشخاص آتين من البرازيل، ونسخة متحورة أخرى.
والولايات المتحدة هي البلد الأكثر تضررا جراء الوباء من حيث عدد الوفيات، وكذلك الإصابات التي تجاوز عددها 24,4 مليونا. وقال فاوتشي متوجها إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس " وقع الرئيس بايدن رسائل تنص على العودة عن إعلان الإدارة السابقة الانسحاب من المنظمة، وهذه الرسائل نقلت إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإليك يا صديقي".
كذلك اعلن أن بايدن سيصدر مذكرة يبدي فيها رغبة الولايات المتحدة في الانضمام إلى آلية "كوفاكس" التي شكلتها منظمة الصحة العالمية لتوزيع اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد على الدول الفقيرة. ورد غيبريسوس "هذا يوم عظيم لمنظمة الصحة ويوم عظيم للصحة العالمية". وأضاف "منظمة الصحة العالمية هي عائلة من الأمم وجميعنا سعداء لبقاء الولايات المتحدة في العائلة. نحن عائلة". بحسب فرانس برس.
وباشرت واشنطن رسميا في تموز/يوليو آلية الانسحاب من الهيئة الدولية منددة بـ"سوء إدارتها" لأزمة الوباء ومتهمة إياها بالانحياز للصين. وكان للقرار انعكاسات فادحة على موارد المنظمة المالية. وتطرق فاوتشي إلى فريق الخبراء الدوليين الذي أرسلته المنظمة إلى الصين حيث يحقق حاليا في منشأ الفيروس، فتمنى أن يكون التحقيق "قويا وشفافا"
اضف تعليق