تحاول كوبا التي تعاني من ازمات ومشكلات اقتصادية بسب أزمة فيروس كورونا المستجد والحظر التجاري الأميركي المستمر، تعزيز اقتصادها الذي يعتمد بصورة رئيسية على السياحة، من خلال فتح حدودها أمام السياح الأجانب من جديد، وأفسد الوباء كما نقلت بعض المصادر التطلعات الاقتصادية لكوبا...
تحاول كوبا التي تعاني من ازمات ومشكلات اقتصادية بسب أزمة فيروس كورونا المستجد والحظر التجاري الأميركي المستمر، تعزيز اقتصادها الذي يعتمد بصورة رئيسية على السياحة، من خلال فتح حدودها أمام السياح الأجانب من جديد، وأفسد الوباء كما نقلت بعض المصادر التطلعات الاقتصادية لكوبا. فقد توقفت السياحة، وهي أحد المصادر الأساسية للعملة الصعبة بشكل مفاجئ. كما تعاني من نقص في الوقود بسبب تشديد العقوبات الامريكية على السفن التي تنقل النفط من فنزويلا إلى الجزيرة. وهو ما اجبرها على تبني مجموعة من التدابير الطارئة لتسيير أمورها، مثل خفض خدمات الحافلات والقطارات وتقليص ساعات العمل في القطاع العام وغيرها من الاجراءات الاخرى.
وتفاقمت مشكلات كوبا المالية بشكل كبير.. مع تولي دونالد ترامب الرئاسة، حيث تم تشديد الحظر الأمريكي المطبق منذ 1962 عبر ضغوط على المصارف والشركات الأجنبية التي تعمل مع الجزيرة وفرض قيود على زيارات الأمريكيين. وبذلك تراجع عدد السياح الأمريكيين بنسبة 9.3 % في 2019 وهو انخفاض تفاقم خلال أول شهرين من 2020 إلى 16.5% حتى قبل إغلاق الحدود. وتتهم كوبا الولايات المتحدة الامريكية ايضاً بالتدخل في شؤونها الداخلية والعمل على زعزعة امن واستقرار البلاد من خلال دعم بعض الحركات.
وبهدف طمأنة السياح، تعتمد الجزيرة شعار "كوبا، وجهة آمنة". وتعد أعداد الإصابات فيها من أدنى المعدلات في الأميركتين. وأشار بعض الخبراء إلى أن الجزيرة التي تستورد 80% مما تستهلكه خفضت وارداتها بنسبة 75% في الربع الأول من 2020، بسبب نقص الاحتياطي الأجنبي لتسديد ثمن الواردات. واكدوا ان هذا الوضع، أسوأ مما حدث في "الفترة الخاصة" أي الأزمة الاقتصادية في تسعينات القرن الماضي.
وتسعى كوبا ايضاً، إلى تعليق تسديد ديونها لمجموعة "نادي باريس" حتى عام 2022. ولم تتمكن الجزيرة من تسديد استحقاقاتها لعام 2019، المدرجة في اتفاقها مع نادي باريس، لست دول وهي فرنسا وإسبانيا وبلجيكا والنمسا وبريطانيا واليابان، في الوقت المحدد. وكانت الحكومة الكوبية التي تعاني من تشديد العقوبات الأمريكية طلبت إمهالها حتى نهاية مايو/أيار لتستكمل تسديد دفعات 2019.
والاتفاق مع نادي باريس ضروري للجزيرة الاشتراكية.. ففي 2015، تفاوضت هافانا مع هذه الهيئة لإعادة هيكلة دينها لـ 14 دولة وشطب 8.5 مليارات من أصل 11.1 مليار دولار يتوجب عليها تسديدها. وأسفرت المفاوضات عن تحويل جزء من الديون إلى مشاريع استثمارية وإعادة جدولة جزء آخر منها حتى 2033. لذلك كان يتوجب على كوبا تسديد 82 مليون دولار في 2019. وسمح ذلك بإنعاش الاقتصاد في البلاد بعد شطب كل ديونها تقريبا من قبل الصين (6 مليارات دولار) في 2011 والمكسيك (500 مليون دولار) في 2013 وروسيا (35 مليار دولار) في 2014.
إعادة جذب السياح
تعيد هافانا المغلقة منذ أشهر، فتح حدودها أمام السياح الأجانب، لكن لا يزال عليها إقناعهم بالعودة... فكوبا التي تبحث عن العملات الأجنبية، تعتمد على نتائجها الجيدة في مواجهة الوباء. وقال فرانسيسكو كامبس نائب المدير العام لسلسلة فنادق "ميليا" الإسبانية في كوبا حيث كانت موجودة منذ 30 عاما مع 34 مؤسسة تعمل منها 10 فقط في الوقت الراهن "إنه تحد كبير". وقد أعيد فتح خمسة مطارات دولية في البلاد في منتصف تشرين الأول/أكتوبر لبدء استقبال الرحلات الجوية.
لكن جوهرة الجزيرة لم تكن متاحة للزوار... فهافانا الساحرة ومركزها التاريخي المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، تجذب مئات الآلاف من الزوار كل عام. ولا يريد الكثير من السياح خصوصا الأوروبيين، تفويت فرصة رؤيتها. وأوضح كامبس "هافانا مهمة لأنها مطار للرحلات المنتظمة، وهو أمر يسمح بالاتصال بأوروبا". وأعيد فتح المدينة أمام الرحلات التجارية التي حظرت منذ 24 آذار/مارس في الوقت المناسب لموسم الذروة (تشرين الثاني/نوفمبر-نيسان/أبريل).
وتابع "يسمح هذا الأمر أيضا بتدفق الزوار الذين لا يأتون فقط لرؤية المدينة بل أيضا يقومون بجولات سياحية بحيث لا يكتفون بالذهاب إلى الشاطئ"... خصوصا أن هذا النوع من السياحة يدر المزيد من الأموال. ومن الناحية الاقتصادية، هناك حالة طوارئ: فبعد حرمانها من هذا المحرك الاقتصادي (2,645 مليار دولار في العام 2019)، اضطرت كوبا لخفض وارداتها بشكل كبير والتي عادة ما تغطي 80 في المئة من حاجاتها الغذائية. وفي كل مكان، تطول طوابير الانتظار أمام محلات السوبرماركت مع نقص في القهوة والحليب وورق المرحاض...
وأشار الاقتصادي ريكاردو توريس من جامعة هافانا إلى أن "النقص الذي نمر به كبير جدا وأعتقد أنه الأكثر حدة منذ التسعينات" عقب انهيار الاتحاد السوفياتي. وأوضح أن السياحة تحديدا هي "القطاع الذي تمكن من إخراج كوبا من أعماق (هذه) الأزمة الاقتصادية" التي أصابت جيلا من السكان بالصدمة. لكن فتح أبوابها يعرضها للخطر أيضا. فبعد وصول السياح البريطانيين والروس أخيرا إلى شواطئ هافانا، اكتشفت إصابة عدة بفيروس كورونا، ما اضطر السلطات لعزل عشرات المسافرين.
وقال البروفيسور فرانسيسكو دوران كبير علماء الأوبئة في وزارة الصحة "إنه بلا شك خطر كبير. أعتقد أنه من الضروري أن يكون السكان على دراية به حتى يحموا أنفسهم والأشخاص القادمين". وينص بروتوكولها على أن يخضع السياح لمسحة "بي سي آر" (بكلفة 30 دولارا) عند الوصول وتجنب الخروج حتى ظهور النتائج بعد 24 ساعة، ووجود فريق طبي دائم في الفنادق. وقال ريكاردو توريس "الاستراتيجية الفعالة لمكافحة الوباء هي ورقة رابحة لكوبا" لأن "السياح في الأشهر المقبلة سيبحثون عن وجهات آمنة، من الناحية الصحية".
واستضافت البلاد في بداية تشرين الثاني/نوفمبر ندوة ضمت 150 وكيلا سياحيا ألمانيا. وذهب رئيس الوزراء مانويل ماريرو لملاقاتهم. لكن العديد من الدول الأوروبية مغلقة بسبب الوباء. وكندا، المصدر الرئيسي للسياح إلى كوبا، تفرض حجرا صحيا عند العودة إليها. كذلك، لن تستأنف "إير فرانس" روابطها التجارية مع الجزيرة حتى كانون الأول/ديسمبر، مع تسيير رحلتين في الأسبوع مقابل رحلة يوميا في السابق. وعموما، لا تتوقع منظمة السياحة العالمية انتعاشا في القطاع قبل نهاية العام 2021. بحسب فرانس برس.
ومن هنا تأتي الحاجة إلى الإبداع: تقدم سلسلة فنادق "ميليا" الآن إقامات طويلة (شهرين إلى ثلاثة أشهر) للسياح الكنديين الراغبين في الهروب من الشتاء. والأكثر إثارة للدهشة عرضها للعمل عن بعد... من كوبا. واوضح كامبس "من الواضح أن أحد العناصر المهمة هو ضمان الاتصال" في بلد غالبا ما يكون فيه الإنترنت بطيئا وغير مستقر. وأضاف "لذلك، وفرنا خدمة الانترنت السريع في خمسة فنادق تم اختيارها" لتكون مشمولة في العرض. لكن "ميليا" ليست السلسلة الوحيدة التي اقترحت العمل عن بعد على الشاطئ. فسلسلة فنادق "حياة" تقدم أيضا هذه الخدمة في وجهات أخرى مثل كوستاريكا وجزر الباهاماس. لكن "ميليا" تريد أن تكون "واقعية" وستبقي ثلث فنادقها في كوبا مغلقة في العام 2021، ولا تأمل في العودة إلى وضعها الطبيعي قبل "عامين على الأقل".
مكاتب ويسترن يونيون
الى جانب ذلك يشكل إغلاق مكاتب "ويسترنن يونيون" في كوبا نبأ ليس بسار لسكان هذه الجزيرة لكنهم باتوا يراهنون على المسافرين الوافدين من ميامي ليحملوا في حقائبهم الدولارات الثمينة وسلعا أخرى. وفي صدفة سعيدة، أعاد مطار هافانا المغلق منذ نهاية آذار/مارس فتح ابوابه أمام الرحلات التجارية قبل أيام على إغلاق شركة التحويلات المالية الأميركية مكاتبها في الجزيرة الشيوعية. ويشكل ذلك فرصة لتنشيط وسيلة غير رسمية لتعويض خسارة "ويستر وينيون" التي شكلت على مدى عقدين من الزمن تقريبا السبيل الرسمي لتحويل الأموال من الخارج. وقد أغلقت المجموعة أبوابها في كوبا بعد تعرضها لتهديدات من واشنطن بفرض عقوبات عليها.
وتشكل تحويلات الكوبيين المالية من الخارج إلى أقاربهم في الجزيرة سندا ثمينا للكثير من الأسر. وقدر خبير الاقتصاد كارلو ميسا-لاغو قيمة هذه التحويلات العام 2017 بحوالي 3,5 مليارات دولار سنويا أي أكثر من إيرادات السياحة. ويقول إرنستو بيريس (42 عاما) الذي وصل من ميامي لزيارة والديه إن نقل المال مع المسافرين "يشكل مساعدة قيمة للعائلات خصوصا في ظل الإجراءات" المتخذة في حق ويسترن يونيون. وفي هذا البلد الذي تقوده حكومة شيوعية والخاضع لحصار أميركي منذ ستة عقود، لا يعترف أحد بأنه يلجأ إلى هذه القنوات غير الرسمية خصوصا مع كشف التلفزيون الكوبي كل مساء عن حالات كوبيين يتعاملون في السوق السوداء ويدخلون السجن.
إلا أن السلطات تغض الطرف عن ذلك لأن الجائحة فاقمت النقص في الجزيرة فلم تعد بعض المتاجر تبيع إلا الماء والعسل ومشروب الرام الكحولي المحلي. ويوضح ريكاردو توريس من مركز الدراسات حول الاقتصاد الكوبي "الأمر لا يقتصر على المال فالكثير من البضائع تصل أيضا عبر المطار". ويضيف "تختفي قناة واحدة مع رحيل ويسترن يونيون، لكن ثمة قنوات أخرى وانا على ثقة أن كثيرين على جانبي مضيق (فلوريدا) يستعدون لمواصلة هذا التدفق".
وإلى جانب معاودة الرحلات، ثمة نبأ سار آخر يتمثل بإزالة وجوب الاكتفاء بحقيبتين من 32 كيلوغراما لكل مسافر وهو تدبير وضع خلال الجائحة. ويمكن التعرف سريعا على الوافدين من ميامي في مطار هافانا إذ أنهم ينقلون أكبر عدد من الحقائب. ويشعر نيي اسكون (53 عاما) بالارتياح ويقول مصلح الأدوات الكهربائية المنزلية في حي لا فيبورا "في الفترة الأخيرة كنا نعمل من دون توافر بضائع كثيرة. فثمة قطع غير متوافرة هنا ويمكن إرسالها" بفضل الرحلات الجوية. وفيما تبدو رفوف المتاجر العامة نصف خالية، تنتشر في شوارع هافانا أكشاك صغيرة في الشهرين الأخيرين تبيع معجون الانسان وملابس داخلية وبن من ميامي. لكن كيف وصلت هذه السلع؟ لا بد أن يكون جزء منها أتى في حقائب بعض الكوبيين الخمسة آلاف الذين أعيدوا من الخارج إلى بلدهم خلال الجائحة.
ويرى الكثير من الكوبيين أن فوز جو بايدن في الانتخابات الأميركية يحمل وعدا بمستقبل أفضل لأنه أعلن انه سيسمح مجددا بالتحويلات المالية. لكن بانتظار ذلك، سيتم إرسال الأموال إلى الجزيرة "عبر ركاب يحملون في حقائبهم دولارات أميركية إلى أقاربهم على ما يقول جون كافلويتش رئيس المجلس التجاري والاقتصادي الأميركي الكوبي . ويشدد على أن ثمة 12 رحلة يومية بين الولايات المتحدة وكوبا يوميا أي نحو 1800 مسافر في الإجمال. ويمكن لكل واحد منهم حمل خمسة آلاف دولار بطريقة قانونية إلى الجزيرة. بحسب فرانس برس.
وباتت كوبا بحاجة إلى الدولارات بشكل أكبر منذ سنة لأن الحكومة تعاني من نقص في العملات الأجنبية وقد فتحت سلسلة من المتاجر حيث لا يمكن الدفع إلا بالعملة الصعبة. وقد أدى ذلك إلى رفع قيمة الدولار في السوق السوداء بنسبة 50 % في مقابل العملة المحلية. إلا أن إغلاق ويسترن يونيون قد لا يكون سلبيا بالكامل "قد يكون ذلك في جانب منه أفضل بكثير لأن ويسترن يونيون تسلم المال بالعملة المحلية فيما بعض السلع والخدمات تباع بالعملة الصعبة إذا ما نحتاجه هو الدولار" على ما يؤكد ريكاردو توريس.
اسقاط الثورة
على صعيد متصل اعتبر الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل في تصريح أن تظاهرة "حركة سان إيسيدرو" التي تقوم بها مجموعة من الفنانين المطالبين بالحق في حرية التعبير في هافانا، هي "آخر محاولات" إدارة دونالد ترامب لـ"إسقاط الثورة الكوبية". وقال دياز كانيل في كلمة أمام مئات الشبان المشاركين في نشاط "دفاعاً عن الثورة" في حديقة في العاصمة "تعلمون أنهم حاولوا الإيقاع بنا، لقد أقاموا سيركاً إعلامياً". ورأى أن احتجاج حركة الفنانين شكّل "المحاولة الأخيرة التي يمكن لـجماعة ترامب والمافيا المناهضة لكوبا (في ميامي)، قيادتها"، في إطار "استراتيجية حرب غير تقليدية في محاولة للإطاحة بالثورة".
وأضاف "كانوا يخططون... لأن تسقط الثورة الكوبية قبل نهاية العام، نيكاراغوا سوف تسقط، فنزويلا سوف تسقط، وعليهم الاكتفاء بهذا التمني فقط" لفشلهم في تحقيق أهدافهم. وعبر 14 فنانا في الحركة عن احتجاجهم لمدة عشرة أيام في منزل في وسط هافانا للمطالبة بالإفراج عن مغني الراب دينيس سوليس الذي اعتقل في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر وحكم عليه بالسجن ثمانية أشهر بتهمة "الازدراء" للسلطة. وطردتهم الشرطة بالقوة. ولتبرير تدخلها تحدثت السلطات عن خطر انتشار وباء كوفيد-19 لأن الصحافي والكاتب الكوبي كارلوس مانويل ألفاريز الذي يتعاون مع صحيفتي "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" الأميركيتين انتهك الإجراءات الصحية بانضمامه إلى التجمع.
وقال الرئيس الكوبي الذي كان يرتدي قميصاً بألوان علم بلاده "لن نعترف بأي تدخل آت من الشمال. مشاكلنا نعالجها في ما بيننا، ونحن نقرر بناء على سيادتنا الخاصة. وهنا، توجد مساحة للحوار عن كل ما يتعلق بالاشتراكية". وتجمع نحو مئتي فنان لساعات أمام وزارة الثقافة للمطالبة بمزيد من حرية التعبير. واستقبلهم نائب وزير الثقافة فرناندو روخاس في اجتماع دام خمس ساعات.
واتهمت وزارة الخارجية الكوبية القائم بالأعمال الأميركي في كوبا تيموثي زونييغا براون "بتدخل فاضح واستفزازي" في "حركة سان إيسيدرو" التي تقوم بها مجموعة من الفنانين المطالبين بالحق في حرية التعبير. واستدعى مدير إدارة الولايات المتحدة في الوزارة كارلوس فرنانديز دي كوسيو القائم بالأعمال الأميركي ليبلغه بأن "كوبا لا تسمح للولايات المتحدة أو أي دولة أخرى بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد"، كما ذكرت وزارة الخارجية في بيان. بحسب فرانس برس.
وتتهم الوزارة زونييغا براون بأنه زار حركة سان إيسيدرو عدة مرات وبأنه نقل ودعم أشخاصا خالفوا القواعد الصحية. وأضافت أن مثل هذه الأعمال تشكل "انتهاكات خطيرة لوظيفته كدبلوماسي ورئيس بعثة وتدخلا فاضحا واستفزازيا في الشؤون السياسية الداخلية لكوبا". وأكدت الخارجية الكوبية أن هافانا "تدرك تماما تورط حكومة الولايات المتحدة في تمويل وتوجيه وتحريض أفراد وجماعات في كوبا على تحدي سلطة الحكومة بوسائل سلمية أو عنيفة".
اضف تعليق