أصبحت ظاهرة التدخين وبحسب بعض الخبراء من أهم واخطر المشكلات العالمية، لما لها من أضرار صحية وبيئية واقتصادية كبيرة، خصوصا وان العديد من التقارير قد أثبتت اتساع رقعة الإدمان على التدخين في الكثير من المجتمعات، وهو ما قد يزيد من مخاطر انتشار الأمراض المزمنة، كالأمراض القلبية وتوابعها والسرطان. وعملية التدخين كما تشير المصادر تتم من خلال حرق مواد مخدرة غالبا ما تكون التبغ الذي يحتوي على النيكوتين بشكل أساس حيث يتم تذوق الدخان واستنشاقه وامتصاصه من خلال الرئة. والإدمان لا يقتصر التدخين على السجائر، فهناك الغليون، والسيجار، والأرجيلة، وتدخين الحشيش والأفيون وغيرها الكثير. كما أنّه ضار للاقتصاد لأنّه يسبّب خسائر ماليّة فادحة تقدر بالمليارات.
تلك المخاطر والأضرار الكبيرة دفعت بعض الدول والجهات الى اعتماد قوانين جديدة، تهدف الى محاربة وحظر التدخين والحد من انتشاره، هذا بالإضافة الى ان بعض الجهات والمنظمات قد سعت الى اتخاذ خطط وبرامج خاصة ضد الشركات المنتجة والعمل على مقاضاتها بطرق قانونية.
قاتل خطير
وفي هذا الشأن فقد أظهرت دراسة أن خطورة حدوث الوفاة بسبب التدخين قد تكون أكبر من المتوقع، إذ من الممكن أن يقتل التدخين اثنين من كل ثلاثة مدخنين، وليس واحدا من كل اثنين. وتتبعت الدراسة أكثر من مئتي ألف أسترالي من المدخنين وغير المدخنين، ممن تزيد أعمارهم على 45 عاما، وذلك في بحث استمر لأكثر من ستة أعوام. وأوردت التقارير أن خطورة الوفاة زادت بتدخين السجائر. وقد ضاعف تدخين 10 سجائر في اليوم من خطر الوفاة، في حين يؤدي تدخين 20 في اليوم إلى مضاعفة احتمال الوفاة لأربعة أو خمسة مرات.
ورغم أن المدخن قد يعيش لعمر طويل، فإن التدخين قد يؤثر على هذا الاحتمال. ويزيد التدخين من خطورة الإصابة بعدد من الأمراض، من بينها أمراض القلب والسرطان. وقالت منظمة بحوث السرطان في المملكة المتحدة إن حوالي نصف المدخنين المزمنين قد يموتون بسبب السرطان أو الأمراض المتعلقة بالتدخين. لكن أدلة جديدة تشير إلى أن هذه النسب قد تكون أعلى.
وتقول إميلي بانكس، قائدة البحث في الدراسة الأسترالية، إن دراسات حديثة في منظمة المرأة بالمملكة المتحدة، والأطباء البريطانيين، ومنظمة السرطان الأمريكية، قدرت نسبة الوفيات الناتجة عن التدخين بحوالي 67 في المئة. وقال بانكس: "وبالرغم من أن نسب التدخين منخفضة في أستراليا، فقد اكتشفنا أن المدخنين يواجهون خطر الوفاة المبكرة أكثر من غير المدخنين بحوالي ثلاثة أضعاف. كما اكتشفنا أن المدخنين قد يموتون قبل غير المدخنين بحوالي عشرة أعوام".
وبحسب جورج بتروورث، مدير سياسات التبغ في منظمة أبحاث السرطان بالمملكة المتحدة، فإن الدراسة الأسترالية أثبتت أن الأذى الذي يسببه التدخين قد يكون أكبر من التقديرات السابقة، "لكن عادات التدخين تختلف في أستراليا عنها في بريطانيا، من حيث أعداد المدخنين وأعمارهم، لذا لا يمكن الجزم بأن النسبة التي قدروها، بوفاة اثنين من كل ثلاثة مدخنين، تنطبق على بريطانيا". وفي أستراليا، تبلغ نسبة المدخنين بين البالغين حوالي 13 في المئة، في حين تصل إلى 20 في المئة في بريطانيا.
والإقلاع عن التدخين قد يقلل من المخاطر الصحية التي تهدد المدخن. وبحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، فإنه بعد 10 أعوام من الإقلاع عن التدخين، يقل احتمال الإصابة بسرطان الرئة إلى النصف. كما تعود احتمالات الإصابة بأزمة القلبية إلى ما هي عليه لدى غير المدخنين. بحسب بي بي سي.
من جانب اخر تقول دراسة جديدة إن التدخين قد يكون مسؤولا عن وفاة ما يتراوح بين 60 ألفا و120 ألف أمريكي أكثر مما كان يعتقد من قبل. وفحصت الدراسة ما وصل الى 181377 حالة وفاة مسجلة في خمسة من قواعد البيانيات. وحتى الان هناك ربط بين 21 مرضا والتدخين منها السكري و12 نوعا من السرطان وستة أشكال من أمراض أوعية القلب. وقد توسع الدراسة التي نشرت في دورية نيو انجلاند جورنال الطبية من هذه القائمة.
وقال إريك جيكوبز الذي شارك في كتابة الدراسة "كنا مهتمون بأن نعرف ما اذا كان التدخين يتسبب في أمراض أكثر من الواردة في القائمة. وبالقطع وضعنا أيدينا على بعضها. حقيقة ان 17 في المئة من حالات الوفاة الاضافية التي تحدث بين المدخنين حدثت لأسباب غير واردة في قائمة الجراح العام (أكبر طبيب حكومي) أثار دهشتي قليلا." وقال انه اذا طبقت هذه النتائج على مستوى البلاد ستزيد عدد حالات الوفاة التي لم يربط بينها وبين التدخين من قبل على عدد حالات الوفاة بسبب الانفلونزا أو أمراض الكبد.
وحتى موعد نشر هذه الدراسة يعتقد ان 480 ألف أمريكي يموتون كل عام بسبب التدخين. ووجد الباحثون ان المخاطر الصحية العالية تتراجع مع الاقلاع عن تدخين السجائر. وحين بحث الدارسون عما هو أبعد من أسباب الوفاة التقليدية خلصوا الى ان التدخين يضاعف مخاطر الوفاة من الفشل الكلوي وأيضا من العديد من الأمراض التنفسية. وقالوا ايضا ان التدخين قد يزيد بستة امثال مخاطر الوفاة من فقر الدم المعوي الذي يؤدي الى تضرر الامعاء بسبب نقص تدفق الدم.
اما مخاطر الوفاة من الامراض المعدية فتزيد لدى المدخنين 2.3 مرة بينما تزيد مخاطر الوفاة من التليف الكبدي بين المدخنين 3.1 مرة. وفي سرطان الثدي زادت حالات الوفاة بين المدخنات بنسبة 30 في المئة. وارتفعت معدلات الاصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 40 في المئة. وفي حالات كثيرة ارتفعت المخاطر كلما دخن المرضى أكثر. وقال جيكوبز وهو مدير قسم علم الاوبئة والعقاقير في الجمعية الامريكية للسرطان "ليس مستغربا ان التدخين يقتل. نعرف ذلك منذ سنوات. لكن المهم ان يدرك الناس التأثير الكامل للتدخين فيما يتعلق بحالات الوفاة في الوطن. لذلك فان القضاء على التدخين يجب ان يصبح أولوية وطنية."
وقال الدكتور جراهام كولدز الاستاذ بكلية الطب بجامعة واشنطن إنه في الولايات المتحدة تشيع عادة التدخين بين الفقراء والاقل تعليما. وقال "في عام 2013 كان 29 في المئة من البالغين الذين يعيشون تحت خط الفقر يدخنون وتراجعت النسبة الى 16 في المئة لمن يعيشون عند خط الفقر او فوقه وتدنت الى ستة في المئة فقط بين البالغين الذين يحملون درجات علمية جامعية وارتفعت الى 41 في المئة بين البالغين الذين لا يحملون درجات جامعية."
كروموسوم (واي)
على صعيد متصل أظهرت دراسة جديدة أن المدخنين الذكور أكثر عرضة لفقد الكروموسوم (واي) بثلاث مرات من غير المدخنين مما قد يسفر السبب في إصابة الرجال بأنواع كثيرة من السرطان وما ينجم عنها من وفيات بمعدلات غير متكافئة مقارنة بالنساء. وتوصل الباحثون بجامعة اوبسالا بالسويد في الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية (ساينس Science) إلى ان الكروموسوم (واي) الذي يلعب دورا مهما في تحديد الجنس وانتاج الحيوانات المنوية يختفي من خلايا الدم عند المدخنين بشكل اكبر ممن لم يدخنون مطلقا أو اقلعوا عن التدخين.
ولأن الكروموسوم (واي) يوجد لدى الرجال فقط فإن نتيجة الدراسة تطرح اجابة محتملة للسبب في ان التدخين من العوامل المؤدية لخطر ارتفاع إصابة الرجال بالسرطان مقارنة بالنساء. وقال جان دومانسكي الاستاذ بجامعة اوبسالا الذي شارك في الدراسة "يوجد ارتباط بين خطر شائع يمكن تجنبه وهو التدخين والتحور البشري الاكثر شيوعا وهو فقد الكروموسوم (واي)." "ربما يفسر هذا جزئيا السبب في ان الرجال بوجه عام تقل أعمارهم عن أعمار النساء والسبب في ان التدخين اكثر خطورة على الرجال من النساء." بحسب رويترز.
وإلى جانب سرطان الرئة الناجم عن التدخين والقاتل في الغالب فإن تدخين التبغ من العوامل الرئيسية للاصابة بمجموعة من الامراض الخطيرة. والتدخين مسبب رئيسي للوفاة المبكرة بسبب امراض القلب والجلطات وارتفاع ضغط الدم. وحلل فريق الدراسة بيانات اكثر من ستة آلاف رجل مع الاخذ في الاعتبار اعمارهم وعاداتهم البدنية ومستويات الكولسترول والحالة التعليمية واحتسائهم للمشروبات الكحولية وعوامل اخرى صحية وسلوكية كثيرة. ووجد الباحثون ان فقد الكروموسوم (واي) لدى المدخنين يعتمد على معدل التدخين اي انه كلما زاد التدخين زاد فقد الكروموسومات.
تعويضات ودعوى قضائية
في السياق ذاته قالت ثلاث شركات تبغ انها ستستأنف الحكم الذي أصدرته محكمة كندية بتغريمها 15 مليار دولار كندي (11.98 مليار دولار) في قضيتي تعويض عما سببته من أضرار لمدخنين في اقليم كيبيك. وستذهب هذه التعويضات الى نحو 100 ألف مدخن حالي وسابق في كيبيك زعموا في دعواهم ان الشركات تبيع منتجا تعرف انه مضر للصحة يسبب السرطان وأمراض أخرى. ويقول أصحاب الدعوى ان الحكم يقضي بأن تدفع الشركات مليار دولار كندي خلال 60 يوما بغض النظر عما اذا كانت ستستأنف الحكم أم لا.
لكن الشركات الثلاث وهي إمبيريال توباكو كندا وجيه.تي.آي ماكدونالد كورب وروثمانز-بينسون آند هيدجيز أصدرت بيانا مشتركا قالت فيه انها تختلف مع الحكم الذي أصدره قاضي محكمة كيبيك العليا برايان ريوردان. ورفعت القضيتان في باديء الامر عام 1998 ثم بت القضاء الكندي لصالح النظر فيهما عام 2005.
وبدأت المحاكمة الرسمية في 12 مارس آذار عام 2012 واستمعت المحكمة خلالها لما وصل الى 76 شهادة واطلعت على أكثر من 43 ألف وثيقة. وقال ماريو بوجولد مدير جماعة مكافحة التدخين في كيبيك التي مثلت أصحاب الدعوى "هذا يوم عظيم لضحايا التبغ الذين ظلوا ينتظرون هذه اللحظة منذ 17 عاما." وقالت شركة إمبيريال توباكو كندا إن صناعة التبغ يجب الا تتحمل مسؤولية القرارات التي يتخذها المستهلكون بمحض ارادتهم. بحسب رويترز.
الى جانب ذلك رفعت جمعية فرنسية مناهضة للتدخين دعوى قضائية في حق شركات "مارلبورو" و"كامل" و"لاكي سترايك" و"غولواز" بتهمة الاتفاق غير القانوني على الاسعار بهدف عدم تقليص استهلاك السجائر لدى المدخنين، على ما اعلن رئيسها. وقال ايف مارتينيه رئيس اللجنة الوطنية الفرنسية لمكافحة التدخين "اننا رفعنا دعوى امام النيابة العامة في باريس". وهذه الدعوى امام القضاء الجنائي بتهمة الاتفاق غير القانوني تمثل سابقة من نوعها في فرنسا بحسب هذه الجمعية.
وأكد مارتينيه ان "الشركات الصناعية الكبرى الاربع في مجال التبغ تعمل كأنها كارتل، انها تبذل كل الجهود الممكنة كي ترتفع الاسعار بشكل معتدل بهدف عدم تقليص مستوى الاستهلاك". وقال ايف مارتينيه ان الشركات المستهدفة بالشكوى "تكتفي بزيادات صغيرة في الاسعار لا تمثل سوى تعويض لمستوى التضخم ولا تؤدي الى تغيير في سلوكية المدخنين". وذكر محامي الجمعية بيار كوب بأن اسعار بيع السجائر تقرر بشكل حر مع الالتزام فقط بالزيادات المقررة من جانب الدولة. وفي فرنسا التي تضم حوالى 13 مليون مدخن، يودي التدخين الذي يمثل اول سبب يمكن تفاديه للوفيات، بحياة 73 الف شخص سنويا.
ولع كبير
من جهة اخرى وفي اقليم يونان الصيني الذي يعد من أكبر منتجي التبغ، يجري التدخين في المطاعم والمكاتب وسيارات الأجرة، وحتى المستشفيات ... وباتت هذه العادة تشكل تحديا كبيرا في الصين أكبر منتجي التبغ ومستهلكيه. ويعمل ياو شينغانغ في ورشة عمل وهو ينتهز فترة الاستراحة لتدخين غليون مائي تقليدي يعرف بالبونج شائع الاستخدام في جنوب غرب البلاد حيث يصنع عادة من خشب الخيزران. وقال العامل الذي يدخن ما يوازي علبتي سجائر في اليوم الواحد "إنه أقل ضررا بالصحة إذ أن الدخان يصفى في المياه داخل الأنبوب".
ولم يعد تدخين الغليون الرائج في أوساط الأقليات الإثنية شائعا كالسابق وباتت السجائر المعقولة الكلفة رائجة في المنطقة. وشرح زهانغ جي وهو يدخن سيجارة على مكتبه "الكثيرون يدخنون هنا والأمر مرتبط بالاقتصاد، فكثيرة هي مجموعات التبغ التي لديها مراكز في المنطقة". ويشتري هذا الخبير في التجارة الذي يعيش في مدينة باوشان علبة سجائر في مقابل 10 يوان (1,5 يورو). وهو يشدد على ان التدخين "يعود بالنفع على الاقتصاد ويزيد من مداخيل الريفيين".
وتدخن أكثر من ثلث السجائر المصنعة في العالم في الصين وحدها. وتضم البلاد أكثر من 300 مليون مدخن، أغلبيتهم من الرجال. وفي العام 2010، كان أكثر من رجل واحد من بين اثنين مدمنا على التبغ، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية. ويتسبب التدخين في الصين بوفاة شخص واحد كل 30 ثانية وتقدر كلفته على الصعيد الوطني بمليارات اليوروهات. في المقابل، تجني الدولة 7% من عائداتها من صناعة التبغ التي درت عليها العام الماضي 911 مليار يوان (135 مليار يورو). وارتفعت عائدات هذا القطاع بمعدل 12% في السنة الواحدة.
وتعد الشركة الحكومية "تشاينا ناشونال توباكو كوربورايشن" (سي ان تي سي) أول مصنع عالمي للتبغ بلا منازع، مع إنتاج يتخطى بثلاث مرات إنتاج أكبر منافسة لها "فيليب موريس". وتتمتع هذه الشركة بنفوذ كبير وهي تحتكر تقريبا السوق الصينية. وكان رقم أعمالها في العام 2012 يساوي 170 مليار دولار، أي أكثر من رقم اعمال مجموعة "آبل". وبناء على ما سبق، ليس من المستغرب أن يكون مبتكر السيجارة الإلكترونية وهو الصيني هون ليك قد واجه صعوبات جمة عند تسويق منتجه في بلاده. وتعد السجائر الإلكترونية نادرة في الصين.
وقد حددت منظمة الصحة العالمية هدفا عالميا يقضي بتخفيض التدخين بنسبة 30% بحلول العام 2025. وفي حال استمر الوضع على هذا المنوال في الصين، لن تتمكن المنظمة الأممية من تحقيق هدفها. ففي بلد تعرض فيه إعلانات في المدارس تفيد بأن التدخين "يساعد على التركيز"، لا شك في أن مكافحة الأفكار السائدة ستستغرق وقتا طويلا.
وقد أظهرت التجربة أن رفع أسعار السجائر هي الوسيلة الأكثر فعالية للتخفيض من الاستهلاك. وقد أدرج هذا التدبير في قلب التدابير التي اعتمدتها منظمة الصحة العالمية في الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ سنة 2005. وأوصت المنظمة بأن يكون 70% من سعر السيجارة بالتجزئة يذهب للضرائب غير المباشرة. وصدقت الصين على هذه الاتفاقية، لكن مسؤولين كثيرين يتخوفون من التداعيات الاجتماعية لزيادة أسعار السجائر بشدة، لافتين إلى أنها ستلقي بظلالها في المقام الأول على الفقراء الذين ينفقون قسما كبيرا من مداخيلهم على التبغ. بحسب فرانس برس.
ويدحض الخبراء هذه الفرضية مشددين على المنافع المالية والصحية المتـأتية من تراجع استهلاك التبغ. وأظهرت دراسة دولية نشرت في مجلة "ذي لانست" أنه من شأن زيادة سعر التبغ بنسبة 50% في الصين من خلال فرض ضرائب غير مباشرة أن تجعل السكان يكسبون 231 مليون سنة عيش في خلال 50 عاما. ومن المفترض أن يدخل قانون طموح لمكافحة التدخين حيز التنفيذ في بكين في حزيران/يونيو، وذلك في العاصمة الصينية لا غير. وهو ينص، في جملة بنوده على الحظر التام للإعلانات ولبيع التبغ على الانترنت للقاصرين . كما أنه يمنع التدخين في باحات المدارس والمراكز الرياضية والمستشفيات المخصصة للنساء والأطفال. ومن شأن تطبيق هذا القانون أن يعكس مدى التزام السلطات بتدابير مكافحة التدخين، بعد عدة تعهدات لم تف بها.
السيجار الكوبي في امريكا
الى جانب ذلك تعمل ميلاجروس دياز في لف السيجار الكوبي الشهير منذ 48 عاما وباتت لا تتحمل استنشاق رائحة التبغ غير أن بهجة عارمة غمرتها عندما علمت أن السوق الأمريكية ستفتح أبوابها أخيرا أمام سيجار "الهابانو" الكوبي الملفوف يدويا. ومنذ أعلن الرئيس الأمريكي عودة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا وبدء رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها يتدفق الأمريكيون على متجر السيجار في فندق ناسيونال في هافانا حيث تعكف دياز على لف السيجار بيديها مستخدمة تقنيات لم تشهد تغيرا يذكر منذ القرن التاسع عشر.
وقالت ووجهها تضيئه البهجة وهي تصفق بيديها عاليا فوق رأسها "(جاء) الأمريكيون". وأضافت "لم يعودوا خائفين وأنا سعيدة جدا لأنني لم أتصور أبدا انني سأشهد في حياتي وانا في السادسة والسبعين من العمر عودة العلاقات الدبلوماسية (بين البلدين). نعتقد أننا سنبيع المزيد لأن الامر لا يزال في بدايته." والسيجار هو المنتج الكوبي التقليدي المميز منذ أن شاهد كريستوفر كولومبوس مكتشف الأمريكتين السكان الأصليين وهم يدخنون أوراق التبغ الملفوفة على الجزيرة الكاريبية عام 1492. ويعتبر السيجار الكوبي الأفضل في العالم. بحسب رويترز.
وبموجب القواعد الجديدة التي ستطبق قريبا ستسهل الولايات المتحدة على عدد من الأمريكيين السفر إلى كوبا وسيكون بمقدورهم العودة إلى البلاد وبحوزتهم ما قيمته 100 دولار من الكحول والتبغ. ومن المتوقع أن تخف العقوبات أكثر بمرور الوقت. ويتطلب تصدير السلع بالجملة من كوبا إلى الولايات المتحدة موافقة الكونجرس على رفع الحظر أو أن يعلن أوباما استثناء السيجار من هذه العقوبات بموجب قانون "التجارة مع العدو".
اضف تعليق