q
حالة الإرهاق الكبيرة أصابت الطواقم الطبية التي تعمل لمواجهة فيروس كورونا المستجد نتيجة عملهم لساعات طويلة، بينما يخضع الملايين للحظر المنزلي، في العديد من بقاع العالم، من أجل الحد من تفشي فيروس كورونا، يخوض ما بات يعرف بالجيش الأبيض، حربهم ضد تلك الجائحة التي وقفت عجلة الحياة حول العالم.

حالة الإرهاق الكبيرة أصابت الطواقم الطبية التي تعمل لمواجهة فيروس كورونا المستجد نتيجة عملهم لساعات طويلة، بينما يخضع الملايين للحظر المنزلي، في العديد من بقاع العالم، من أجل الحد من تفشي فيروس كورونا، يخوض ما بات يعرف بالجيش الأبيض، حربهم ضد تلك الجائحة التي وقفت عجلة الحياة حول العالم، الكوادر الطبية اليوم تقف موقف مشرف في مساعدة المجتمع ويقدمون خدمات جلية لا تقدر بثمن واصيب الكثير منهم والبعض قضى نحبة بذلك الفيروس.

وسط النقص في المعدات الطبية ومعدل الوفيات المرتفع بين المرضى، يطال الإحباط الطواقم الطبية التي تخوض معركة شرسة ضد وباء كوفيد-19، وسط تحذيرات بأن "العواقب النفسية ستكون أكبر لاحقا" في مستشفيات المنطقة الباريسية كما في أماكن أخرى من أوروبا، لخص رئيس قسم الإنعاش في مستشفى "أفيسين" في بوبينيي بضاحية باريس إيف كوهين الوضع بالقول "نواجه كل يوم بيومه"، لكنه يخشى منذ الآن "نهاية الأزمة"، حين "يزول الضغط عن العاملين في الرعاية الصحية" بعدما عملوا بأكثر من طاقتهم في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجدّ.

وارتفع معدل الوفيات جراء وباء كوفيد-19 في مقاطعة "سين سان دوني" بنسبة 63% بين 21 و27 آذار/مارس بالمقارنة مع الأسبوع السابق. وإن كانت وفيات عديدة لم تحصل في المستشفيات، فإن الوطأة النفسية لهذه الحصيلة العالية تثير قلقا شديدا بين أفراد الطواقم الطبية، وتحدث أمين عام نقابة "سود-سانتي" في مستشفى فرساي سيباستيان بوان عن "المعاناة النفسية للزملاء الذين يتحتم عليهم إغلاق الأغطية على جثمان مريض لفظ أنفاسه"، وأضاف "حتى في أقسام الإنعاش، يكون الأمر قاسيا مهما كانوا مهيّئين له"، وروت ناتالي (تم تغيير اسمها) الممرضة في مستشفى "كرملين-بيسيتر" بجنوب باريس "ثمة كثيرون ينهارون، وكثيرون يبكون" ورأت أن "الأضرار النفسية ستكون كبيرة. وخصوصا على الطلاب".

وقالت الممرضة "أعتقد أن بعض (الطلاب) سيتخلون عن هذا الاختصاص نضعهم في مواجهة وضع صعب وهم في التاسعة عشرة، ليسوا مهيئين"، وهي لا تزال صامدة في الوقت الحاضر، لكنها منذ بدء الأزمة لا تنام جيدا وتعاني من حرقة في المعدة، وفي فريقها، أصيب تسعة من زملائها بفيروس كورونا المستجد، ويواجه العاملون في الرعاية الصحية المعاناة ذاتها في دول أخرى مثل إيطاليا وإسبانيا.

قالت فرانسيسكا بوناري العاملة في قسم الطوارئ في مستشفى كريمونا في إيطاليا "أُنهكنا جسديا ومعنويا"، ونشرت زميلتها الممرضة ميلان أليسيا بوناري صورة لوجهها تظهر عليه آثار الكمامة الواقية، موضحة أنها "متعبة نفسيا، مثل جميع زملائي"، وأوضح عميد نقابة الأطباء النفسيين في مدريد فرناندو تشاكون "إنهم يخضعون لعبء عمل هائل يضاف إليه إرهاق عاطفي، فهم يأخذون قرارات تؤثر على حياة أشخاص، ويتملكهم إحساس باليأس بسبب نقص المعدات"، بحسب ما نقلت عنه هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة الإسبانية على موقعها الإلكتروني في أواخر آذار/مارس.

في إسبانيا، طلبت نقابة العاملين في الرعاية الصحية "ساتسي" من السلطات إقامة "برامج للدعم النفسي (...) مع الأخذ بالاعتبار أن عواقب الضغط النفسي والإنهاك العاطفي على العاملين في هذا القطاع ستظهر على المدى القريب والمتوسط والبعيد"، وأوضح تشاكون أن عناصر الطواقم الطبية لن يعانوا جميعهم حكما من ضغط ما بعد الصدمة "لكن الأشخاص الأكثر ضعفا على الصعيد النفسي" معرضون لذلك.

وفي منطقة إيل دو فرانس، يزيد نقص المعدات التي يتم تقنينها، من الضغط على الطواقم الطبية ويقول العاملون فيها إنهم يواجهون نقصا في كل المعدات وخصوصا في القمصان الواقية الضرورية للاقتراب من المرضى والاهتمام بهم، وقالت كاتي لو غاك الممرضة في قسم الإنعاش في مستشفى بوجون بمنطقة كليشي "سوف ينفد المخزون في قسمي خلال يوم أو يومين ربما".

وفي ظل الغموض حول ما سيحصل بعد ذلك الحين، تقول الممرضة "يطلبون منا إعادة استخدامها" في حين أنها معدة لاستخدام واحد، وفي فرساي أو مدريد، قام بعض العاملين في المجال الصحي بصنع قمصان واقية يدوية بواسطة أكياس قمامة، وعلقت كاتي لو غاك بغضب "كل شيء مرتجل، وكل الإمدادات آنية"، ويترقب العاملون في المستشفيات مواصلة المعركة ضد الوباء لأسابيع مديدة وعلقت ناتالي "لا أفهم كيف يمكن أن يتكلموا عن رفع الحجر المنزلي، ما زال (المرضى) يتوافدون باستمرار" متسائلة "متى سينتهي كل ذلك؟".

إيطاليا.. ارتفاع وفيات الأطباء جراء كورونا

قال اتحاد نقابات الأطباء في إيطاليا،، إن عدد الوفيات بين الأطباء الإيطاليين المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ارتفع إلى 63، ونقلت وكالة "أنسا" الإيطالية الرسمية عن الاتحاد قوله إن ارتفاع حصيلة الأطباء المتوفين جراء الإصابة بفيروس كورونا، جاء بعد وفاة طبيبين آخرين اليوم، وهما الطبيبة غويدا ريفا، من منطقة بيرغامو في إقليم لومبارديا (شمال البلاد)، إضافة إلى طبيب أمراض النساء، فالتر تارانتيني، من مدينة فورلي الكائنة في الشمال الشرقي لوسط إيطاليا.

وأشار اتحاد نقابات الأطباء في إيطاليا إلى أن حوالي 8.538 عاملاً في مجال الصحة مصابون الآن بالوباء، أي بزيادة قدرها 595 حالة في اليوم السابق، ومنذ تفشي فيروس كورونا، يواجه الأطباء الإيطاليون أوقاتا عصيبة، حيث تخطت الإصابات في البلاد 100 ألف حالة، ليصبح الإجمالي 101739، بعد 40 يومًا من اكتشاف المريض رقم واحد في مدينة كودوغنو في لومبارديا.

ورغم تسجيل إيطاليا 812 حالة وفاة في الساعات الـ24 الأخيرة، إلا أن هناك تباطؤ في وتيرة تسجيل الإصابات الجديدة، وتعافى 1590 شخصًا، وهو أعلى مستوى للشفاء منذ ظهور الوباء وهو ما يجعل إجمالي المتعافين 14,620.

إسبانيا: إصابة 19 ألفًا من الطواقم الطبية بفيروس كورونا

قالت ماريا خوسيه سييرا المسؤولة بمركز الطوارئ الصحية في إسبانيا، في مؤتمر صحفي، إن نحو 19400 من الطواقم الطبية العاملة في جهود مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، أصيبت بالمرض، وهو ما يمثل حوالي 15% من إجمالي عدد الإصابات في البلاد، وأوضحت المسؤولة بمركز الطوارئ الصحية في إسبانيا، أن معظم هؤلاء العمال المصابين بفيروس كورونا يتماثلون للشفاء في منازلهم، وأن 10% فقط منهم دخلوا المستشفى أو تم نقلهم إلى المستشفى، وبحسب سييرا، فقد تم تسريح حوالي 20% من العاملين الصحيين المصابين، فيما لم تذكر أي تفاصيل حول أعداد المتوفين بين الطواقم الطبية، نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا.

وفيما يتعلق بأعداد الإصابات الجديدة المسجلة بفيروس كورونا، قالت ماريا خوسيه سييرا، إن أعداد الإصابات الجديدة آخذ في التناقص في "جميع المناطق" تقريبا عبر إسبانيا، وأضافت أنه "من المهم أن تمر بضعة أيام لتأكيد هذا الاتجاه، لكن البيانات تسمح لنا بملاحظة أن معدل نمو جائحة فيروس كورونا، يتناقص تقريبًا في جميع المجتمعات في إسبانيا".

وبحسب وزارة الصحة الإسبانية، فقد توفي 637 شخصًا خلال الـ24 ساعة، نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، ليصل العدد الإجمالي للوفيات في البلاد إلى 13 ألفًا و55 حالة وفاة، ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 5.1% مقارنة بأرقام يوم الأحد، وهو ما يعد أقل ارتفاع يومي من حيث النسبة المئوية، وأظهرت بيانات وزارة الصحة الإسبانية، أن هناك 81 ألفًا و540 حالة إصابة بالفيروس، بزيادة 1279 حالة، وهو أقل ارتفاع يومي منذ 14 مارس آذار.

وبحسب بيانات السلطات الصحية في إسبانيا، فقد شهدت أعداد الذين تم إدخالهم إلى وحدات العناية المركزة في البلاد خلال الـ24 ساعة الماضية، تباطوءًا كبيرًا، حيث لم تسجل السلطات الإسبانية سوى 70 حالة وهي أدنى زيادة منذ 16 مارس آذار.

وفاة طبيب مصري بفيروس كورونا

نعت وزارة الصحة المصرية، طبيبا توفي جراء إصابته بفيروس كورونا المستجد، وهو الدكتور أحمد اللواح، أستاذ التحاليل الطبية بجامعة الأزهر، وكشفت المراحل العلاجية التي مر بها قبل أن يفارق الحياة، وقال المتحدث باسم الصحة المصرية، خالد مجاهد، إن الجهات الصحية المعنية نقلت الطبيب إلى مستشفى التضامن بمدينة بورسعيد، بعد أن علمت بأن حالته حرجة نتيجة إصابته بفيروس كورونا المستجد.

وأشار مجاهد، في بيان تلقت CNN نسخة منه، إلى أن اللواح استُقبل في غرفة الحالات الحرجة بقسم الطوارئ المزودة بجهاز تنفس صناعي و"ماسك"، وقد أشرف على حالته مدير المستشفى وطبيب الرعاية المركزة وطبيب الطوارئ وطاقم التمريض المدرب على التعامل مع حالات كورونا المستجد، وأشار المتحدث باسم الصحة المصرية إلى أن الطبيب المتوفي تلقى الرعاية الطبية اللازمة، ونُقل إلى مستشفى للعزل بعد استقرار حالته ورافقه مدير مستشفى التضامن، حيث وضع على جهاز للتنفس الصناعي، وتحسنت حالته بشكل ملحوظ قبل أن تشهد تدهورا مفاجئا في الدقائق الأولى من صباح الإثنين لتوافيه المنية.

طبيب في نيويورك يستعد للأسوأ في أزمة كورونا

مع الارتفاع السريع لأعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد الذين نقلوا للمستشفيات ونظام صحي يقترب من بلوغ قدرته الاستيعابية، يستعد الطبيب النيويوركي شاميت باتيل للأسوأ في الأيام القليلة القادمة آملا بألا يضطر للاختيار بين المرضى المحتاجين للعلاج، قبل عشرة أيام فقط، كان نصف المرضى الذين يعالجهم الطبيب البالغ 46 عاما والمختص بالأمراض الباطنية في مستشفى بيث اسرائيل -- أحد مستشفيات ماونت سايناي في مانهاتن -- مصابين بكوفيد-19.

وقال "لم نتخط طاقتنا بعد، لكننا نستعد لذلك السيناريو" معربا عن اعتقاده بأن المستشفى "خطط بشكل جيد"، وتتوافق أعداد المرضى بالفيروس في مستشفى بيث اسرائيل مع الارتفاع الكبير لحالات الإصابة المسجلة مدينة نيويورك والتي ازدادت من 463 حالة مؤكدة قبل أسبوعين فقط إلى 36 ألف إصابة، وقال باتيل "بهذه النسبة التي أراها، فإن الذروة قد تكون في أي وقت بين نهاية هذا الأسبوع إلى أي يوم الأسبوع المقبل".

وتحت ضغوط هائلة في الأسبوعين الماضيين يستعد باتل للأسوأ حتى "وإن كان أمرا نتمنى ألا نضطر إلى رؤيته"، والأسوأ بالنسبة لباتيل قد يكون وضعا شبيها بما شهدته بعض المناطق في إيطاليا، حيث تخطى النظام الصحي قدرته ولم يعد بإمكانه رعاية جميع المرضى، وقال "يتعين علينا أن نكون أسرع في الرصد والتخمين ووضع خطة العلاج لكل مريض" متوقعا أن "يزداد عدد المرضى بمرتين أو ثلاث مرات عن الأعداد التي تشاهد الآن"، لكنه أضاف بقلق "لا يمكن التعامل مع ازدياد عدد المرضى الذي نشهده يوميا بأكثر من ثلاث مرات وتوفير العلاج الفعال لهم".

إضافة إلى قلقه حيال الأعداد المحدودة لفرق الرعاية الصحية، يخشى باتيل من النقص المحتمل في المعدات وخصوصا أجهزة التنفس فحاكم نيويورك أندرو كومو ورئيس بلديتها بيل دي بلازيو، يتحدثان يوميا عن الحاجة لتلك الأجهزة، وقال باتيل "اذا ارتفع عدد المرضى المحتاجين لعلاج في المستشفى بسرعة ولديك عددا محدودا من أجهزة التنفس، لا يمكنك بالضرورة وضع المرضى على الأجهزة" مضيفا "ثم تضطر للبدء بالاختيار".

خارج المستشفى، يخشى باتيل بشأن احتمال نقل العدوى إلى عائلته فهو يقيم مع والده البالغ من العمر ثمانين عاما، والذي يعاني من مرض باركنسون، وعمته المصابة بالسرطان، وقال "لا أريد أن أعود إلى هناك وأنقل العدوى إليهما لأني لا أعتقد أنهما سيتحملان ذلك على الإطلاق"، ويبقي باتيل مسافة مترين معهما، ويستخدم المناديل المضادة للبكتيريا بكثرة، ويحرص على أن يكون لديهما ما يكفي من الطعام.

ويشرح قائلا "أمضي الكثير من الوقت في غرفتي" مضيفا "اخرج من الغرفة لاتفقدهما بانتظام"، لكن الإجهاد والقلق ماثلان دائما في العمل وفي المنزل بالنسبة لباتيل وزملائه الذين بحسب الحاكم كومو، يسابقون الزمن، ويرى باتيل أنه "إذا كان (الوباء) مجرد أمر يأتي ومن ثم يتراجع بعد بلوغ ذروته، فعندها يمكننا التعامل معه لفترة قصيرة، لكن وجود وضع طارئ يستدعي جهودا مكثفة على مدى أشهر هو أمر يصعب تحمله"، وتابع "ستكون معركة طويلة الأمد".

أطباء الهند يكافحون كورونا في غياب وسائل الوقاية

دفع نقص وسائل الوقاية الصحية في الهند بعض الأطباء إلى استخدام معاطف المطر وخوذات الدراجات النارية أثناء مكافحة فيروس كورونا الأمر الذي يكشف عن حالة الضعف التي تعتري نظام الصحة العامة قبل زيادة متوقعة في حالات الإصابة بمرض كوفيد-19، وقالت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إن الهند تحاول شراء كميات من هذه المعدات التي تسمى وسائل الحماية الشخصية من السوق المحلية ومن كوريا الجنوبية والصين لسد العجز، غير أن أكثر من عشرة أطباء على خطوط المواجهة الأمامية في معالجة المصابين بفيروس كورونا المستجد قالوا لرويترز إنهم يشعرون بالقلق خشية أن يصبحوا حاملين للفيروس في غياب الأقنعة الواقية السليمة وأردية الوقاية.

وقد أصاب المرض 1251 شخصا في الهند وراح ضحيته 32 شخصا، وتشير توقعات إلى أن أكثر من 100 ألف شخص قد يصابون بالعدوى بحلول منتصف مايو أيار الأمر الذي سيفرض ضغوطا شديدة على نظام الرعاية الصحية الذي لا يحصل على إنفاق كاف في الهند ويثير فزع الأطباء، وفي مدينة كلكتا الشرقية تسلم أطباء صغار في المنشأة الطبية الرئيسية التي يعالج فيها مرضى كورونا معاطف مطر بلاستيكية لفحص المرضى وهم يرتدونها وذلك وفقا لما رواه طبيبان وما اطلعت عليه رويترز من صور، وقال أحد الطبيبين ممتنعا عن ذكر اسمه لأنه يخشى أن تعاقبه السلطات "لن نعمل إذا كان الثمن أرواحنا" وامتنع الدكتور أسيس مانا الذي يتولى الإشراف الطبي في المستشفى عن التعليق.

وفي ولاية هاريانا الشمالية قرب نيودلهي قال الدكتور سانديب جارج بمستشفى إي.إس.آي إنه استخدم خوذة دراجة نارية لأنه لم يكن لديه أقنعة من نوع إن95 الذي يوفر حماية كافية من الفيروسات، وأضاف أن الخوذة بها قناع أمامي يغطي الوجه بما يتيح حماية إضافية مع القناع الطبي، ولم ترد وزارة الصحة الهندية على الفور على استفسارات رويترز.

وسلطت محنة الأطباء في هذا الوباء العالمي الضوء على نظام الصحة العامة المتداعي الذي يعمل بما يفوق طاقته وظل لسنوات لا يتلقى الأموال الكافية وتنفق الهند حوالي 1.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على الصحة العامة وهي من أقل النسب في العالم، وفي مستشفى تديره الدولة في مدينة روهتاك بولاية هاريانا امتنع عدد من صغار الأطباء عن معالجة المرضى ما لم يتسلموا معدات أمان كافية، كما قال أحد الأطباء إنهم أنشأوا صندوقا غير رسمي لكوفيد 19 ساهم فيه كل طبيب بمبلغ ألف روبية (13.27 دولار) لشراء أقنعة ووسائل لتغطية الوجه.

وقال "الرعب استحوذ على الجميع ولا أحد يريد أن يعمل دون حماية".

أفغانستان إصابة عاملين بالقطاع الطبي

قال مسؤولون إن السلطات في أفغانستان وضعت 16 من العاملين بالقطاع الطبي، منهم ستة أطباء، قيد الحجر الصحي بعد أن ساعد فرار أفغان من إيران المتضررة بشدة من التفشي في انتشار الفيروس في إقليم هرات على الحدود الغربية للبلاد، وسجلت أفغانستان، التي تعاني بالفعل من نقص في الغذاء والدواء وسط تمرد تشنه حركة طالبان، 170 إصابة بالفيروس منها 131 حالة في هرات، الإقليم المزدحم الذي تربطه حدود غير محكمة مع إيران الدولة الأكثر تضررا من الوباء في الشرق الأوسط، وقال خالد عهدي من الإدارة الصحية في هرات "ستة أطباء وتسعة من العاملين بالرعاية الصحية ومساعد أصيبوا بفيروس كورونا"، وأضاف "لدينا عدد قليل من الأطباء ولا نتحمل فقدهم" ودفعت المخاوف من التقاط العدوى في إيران أعدادا قياسية من الأفغان للعودة من هناك وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن الأفغان يعودون من إيران بمتوسط يومي أكثر من تسعة آلاف.

استقالة كبيرة أطباء اسكتلندا بعد خرقها قواعد خاصة بفيروس كورونا

استقالت كاثرين كالديروود كبيرة المسؤولين الطبيين في اسكتلندا بعد أن خالفت نصائحها الشخصية بالبقاء في المنازل للمساعدة في إبطاء انتشار فيروس كورونا وقيامها بزيارة منزلها الصيفي، وقالت كالديروود إنها وافقت خلال مناقشاتها مع رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستيرجن على أن تصرفاتها مثلت تشتيتا للعمل المهم للغاية الذي يتعين على الحكومة ومهنة الطب القيام به لانتشال البلاد من جائحة فيروس كورونا وأعلن بحزن شديد استقالتي ككبيرة المسؤولين الطبيين.

وكانت الشرطة قد وجهت في وقت سابق تحذيرا لكالديروود بشأن سلوكها واستبعدتها ستيرجن من رئاسة حملة معالجة فيروس كورونا، ونشرت صحيفة صن باسكتلندا صورا لكالديروود وهي تزور منزلها الصيفي في إيرلسفري على الساحل الشرقي لاسكتلندا والتي تبعد ساعة بالسيارة من العاصمة ادنبرة، واعتذرت كالديروود في وقت سابق عندما ظهرت بجوار ستيرجن خلال مؤتمر صحفي كان من المفترض أن يتم خلالها تقديم أحدث التطورات في جهود مكافحة فيروس كورونا ولكن تصرفاتها هيمنت على المؤتمر الصحفي.

وقالت "لم ألتزم بالنصيحة التي قدمتها للآخرين وإنني أسفة فعلا على ذلك" وأضافت أنها اطلعت على التعليقات التي اتهمتها بالنفاق وبعدم المسؤولية، وقالت "ما فعلته كان خطأ وأنا آسفة جدا" واعتذرت أيضا للشرطة ولزملائها بهيئة الصحة الوطنية، ولكن هذا الاعتذار لم يفلح في تهدئة عاصفة الانتقادات من ساسة المعارضة والناس.

متدربون بمستشفى في طوكيو يصابون بكورونا

اعتذر مستشفى من أرقى المنشآت العلاجية في اليابان عن "خطأ فادح لا يغتفر" بعدما حضر 40 طبيبا متدربا حفلا فأصيب 18 منهم بفيروس كورونا، وقال مستشفى جامعة كيو إن أحد الأطباء المتدربين تأكدت إصابته بالفيروس وأظهر إجراء الفحص على 98 شخصا إصابة 17 منهم بالفيروس، وأكد المستشفى أن 40 متدربا حضروا الحفل بعد أوقات العمل وأن 14 من الذين حضروا أظهرت الفحوص إصابتهم بالفيروس، وقال يوكو كيتاجاوا مدير المستشفى في بيان "ما حدث كان خطأ فادحا لا يغتفر من جانب المتدربين" وأضاف "إنهم للأسف يفتقرون للوعي الذاتي المطلوب ليكونوا أطباء"، وعلى الرغم من دعوة يوريكو كويكي حاكمة طوكيو الناس لعدم الخروج في عطلة نهاية الأسبوع وتجنب التجمعات المسائية، ظلت الحياة في العاصمة اليابانية كعادتها في ظل تفشي فيروس كورونا.

الروبوتات في خدمة الطواقم الطبية بمواجهة كوفيد-19

لم تبرز فائدة الروبوتات في أي مجال تكنولوجي كان أو اجتماعي أو حتى علمي مثلما هي الحال في مساهمتها في مكافحة فيروس كورونا، في مطلع آذار/مارس، اهتم فريق من 14 روبوتا بمرضى مستشفى ميداني في ووهان التي انطلق منها وباء كوفيد-19، وكانت تقاس حرارة هؤلاء بالاستعانة بأدوات قياس تعمل بتقنية الجيل الخامس عند المدخل، فيما كانت تقدم لهم الأطعمة والأدوية بواسطة آلات مستقلة الحركة، وتولى روبوت على شكل حورية يحمل اسم "كلاود جينجر" التواصل مع المرضى.

ويوضح كارل جاو رئيس شركة "كلاود مايندز" التي تتخذ مقرا لها في بكين وكاليفورنيا أن هذا الروبوت "كان يعطي معلومات ويرقص لرفع معنويات المرضى الذين كانوا يعانون الملل"، وكانت حفنة من الأشخاص بينهم طبيب تسيّر الروبوتات من بعد بفضل منصة رقمية وأساور متصلة بالإنترنت يضعها أشخاص يُعالجون في المستشفى، مهمتها قياس ضغط الدم وبيانات حيوية أخرى بصورة مستمرة، ويقر بيل هوانغ بأن إقامة هذه المنشأة "غير المسبوقة" كان أمرا معقدا، وفي المحصلة، لم يستقبل الموقع مرضى سوى بين السابع والعاشر من آذار/مارس، وهو تاريخ علقت فيه المدينة العمل "في كل المستشفيات الموقتة".

تشكل هذه التجربة القصيرة والطموحة في آن مؤشرا إلى ما قد يكون عليه مستقبل الرعاية الطبية بالمصابين بالأمراض الشديدة العدوى، ولا يمكن للأجهزة المزودة بأكثريتها أنظمة ذكاء اصطناعي، أن تحل محل الأطباء لكنها توفر حماية لهم، وفي تايلاند وبلدان أخرى، باتت المستشفيات مجهزة بروبوتات مزودة بشاشات لإجراء الاستشارات عبر الفيديو من دون الاضطرار للدخول إلى الغرفة كما أن بعض هذه الروبوتات قادرة على تفحص رئتي المرضى، ويوضح ألكسندر ييب مدير الشؤون الابتكارية في مستشفى ألكسندرا في سنغافورة خلال مقابلة مع قناة "سي أن إيه" المحلية أن "هذا الأمر يسمح لنا بالتواصل بوتيرة أكبر مع المرضى من دون الحاجة إلى ارتداء البزة (الواقية) الكاملة".

وتنجح الروبوتات أيضا في مهام التنظيف والتعقيم، وهو مجال أساسي في زمن تفشي فيروس كورونا المستجد، فقد عثر على آثار للفيروس على أسطح عدة في مقصورات ركاب في "دايموند برينسس" بعد فترة تصل إلى 17 يوما من إجلائهم من هذه السفينة، على ما أفادت المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) في تقرير نشرته بشأن السفينة التي أصيب أكثر من 700 شخص من ركابها بالفيروس.

روبوتات منزلية

باتت المستشفيات تتجه على نحو متزايد إلى الروبوتات القادرة على القضاء على الجراثيم وتعقيم الغرف من الفيروسات والبكتيريا في خلال بضع دقائق، من الستائر إلى مقابض الأبواب، واضطرت شركة "زينيكس" الأميركية و"يو في دي" الدنماركية إلى زيادة إنتاجهما من الروبوتات التي تصدر أشعة ما فوق البنفسجية قادرة على القضاء على العوامل المسببة للأمراض، وتشير المتحدثة باسم "زينيكس" ميليندا هارت إلى أن "خدمات طوارئ باتت تستخدم هذه الروبوتات لتعقيم الغرف بعد خروج كل مريض (...) أو لتعقيم الكمامات الواقية من نوع +أف أف بي 2+".

وفي فرنسا، صممت "شارك روبوتيكس" واختبرت قبل شهر وحدة تعقيم تضاف إلى أحد روبوتاتها العاملة تحت الأرض وفي استطاعتها إجلاء الضحايا وإخماد الحرائق، ويكفي وضع منتج معقم في خزان الروبوت ليتمكن "راينو بروتيكت" من "تنظيف حتى 20 ألف متر مربع في ثلاث ساعات عبر ضخ قطيرات مصغرة على 360 درجة من دون إغراق الغرفة"، بحسب سيريل كبارة أحد مؤسسي الشركة، وتلقت الشركة طلبيات عدة من بلدان أجنبية بينها إيطاليا التي تسعى لتعقيم مستشفياتها وأيضا محطات القطارات قبل إيكال عناصر الإطفاء بأي مهام.

الأطباء الكوبيون يستعيدون دورهم في العالم في مواجهة كوفيد-19

استؤنف إرسال الأطباء الكوبيين إلى الخارج على ما يبدو في خضمّ تفشي فيروس كورونا المستجدّ في العالم، بعد أن سخرت الولايات المتحدة والبرازيل العام الماضي من ذلك فيما ترحّب إيطاليا وأندورا بالأمر اليوم، ويوضح الكوبي أرتورو لوبيز-ليفي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هولي نايمز الأميركية، أن "منذ مطلع القرن، هناك حديث عن احتمال تفشي وباء عالمي وقد حضّرت كوبا جيشها من أصحاب الأثواب البيضاء"، هذه استراتيجية معدّة من قبل، في بلد جعل من الصحة والتعليم ركيزتي ثورته الاشتراكية.

ويذكّر بأنه "في نهاية الحرب الباردة، طوّرت كوبا هذه القدرة وبالتالي منطقياً، أصبحت أداة رئيسية من سياستها الخارجية"، تعطي هذه السياسة اليوم ثمارها منذ بدء تفشي وباء كوفيد-19، أرسلت الجزيرة 593 خبيراً صحياً إلى 14 دولة بينها إيطاليا، الدولة الأوروبية الأكثر تضرراً من المرض مع تسجيلها أكثر من 15 ألف وفاة، وأندورا التي أبلغت عن حوالى 12 وفاة من أصل 77 ألف نسمة، ويبدو أن دولا أخرى مهتمّة بتدخّل هذه الفرقة الإنسانية التي أُطلقت عليها تسمية فرقة "هنري ريف" (وهو اسم مقاتل أميركي شارك في حرب الاستقلال الكوبية)، المتخصصة في الكوارث الطبيعية والأوبئة.

في فرنسا، صدر مرسوم يسمح بتدخّل أطباء كوبيين في بعض أقاليم ما وراء البحار (غيانا ومارتينيك وغواديلوب وسان مارتان وسان بارتيليمي وسان بيار وميكلون) بهدف التعويض عن الافتقار في المجال الطبي، من جهته، دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الصين وكوبا إلى تقديم "مساعدة مباشرة" للبلاد، وأُنشئت هذه الفرقة عام 2005 لتقديم المساعدة للولايات المتحدة بعد مرور الإعصار كاترينا رفضت واشنطن الأمر، إلا أن المجموعة تدخلت في دول عدة خصوصاً للتصدي لإيبولا في إفريقيا عام 2014، بطلب من منظمة الصحة العالمية.

اضف تعليق