تتزايد المخاوف في العراق من تفشي فيروس كورونا على نطاق واسع، لأشخاص قدموا جميعا من إيران، واتخذت الحكومة حزمة إجراءات لمواجهة الفيروس، منها تعليق الدراسة في الجامعات والمدارس، وإغلاق مراكز التجمع العامة ليوم 21 مارس، ومنع سفر المواطنين الى بعض الدول، فهل العراق مستعد فعلاً لمواجهة هذا الفيروس؟...
تتزايد المخاوف في العراق من تفشي فيروس كورونا على نطاق واسع، لأشخاص قدموا جميعا من إيران، واتخذت الحكومة حزمة إجراءات لمواجهة الفيروس، منها تعليق الدراسة في الجامعات والمدارس، وإغلاق مراكز التجمع العامة لعشرة أيام، ومنع سفر المواطنين إلى كل من الصين، إيران، اليابان، كوريا الجنوبية، تايلاند، سنغافورة، إيطاليا، الكويت والبحرين، باستثناء الوفود الرسمية والأجنبية والهيئات الدبلوماسية.
العراق الذي تربطه حدود مع إيران وتمتد نحو 1485 كلم، أعلنت السلطات فيه منع الوافدين من إيران من دخول أراضيه عبر كافة المنافذ الحدودية، وعلقت الرحلات الجوية مع طهران. كما طالبت اللجنة العراقية الخاصة بمكافحة فيروس كورونا المواطنين بعدم السفر إلى إيران، ولكن السؤال الذي طرح نفسه على وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصا بعد ارتفاع حالات الاصابة بفيروس كورونا في عدد من المدن العراقية، هل العراق مستعد على الصعيد الصحي لمواجهة هذا الفيروس؟
الغاء صلاة الجمعة وثلاث وفيات خلال يوم واحد
قالت العتبة الحسينية المقدسة بالعراق في بيان يوم الخميس إنها قررت عدم إقامة صلاة الجمعة لهذا الأسبوع في مدينة كربلاء بسبب مخاوف تتعلق بفيروس كورونا، وجاء في البيان أن ”العتبة الحسينية المقدسة تقرر عدم إقامة صلاة الجمعة لهذا الأسبوع بسبب الظرف الصحي الراهن الذي يمر به العراق“، وتجذب مدينتا كربلاء والنجف المجاورة زوارا شيعة من داخل العراق وخارجه. بحسب رويترز.
اعلنت السلطات في بغداد غداة الكشف عن ثلاث وفيات في يوم واحد جراء فيروس كورونا المستجد، تعليق المبادلات التجارية مع ايران والكويت، داعية الى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بين المدرسين والطلاب لضمان تعليم بديل، وأعلنت وزارة الصحة إصابة 35 شخصاً بالفيروس. لكن كوفيد-19 أسفر للمرة الأولى عن وفيات في بلد الأربعين مليون نسمة الذي يعاني نقصاً مزمناً في الأطباء والأدوية والمستشفيات. بحسب فرانس برس.
ومساء الأربعاء، أعلنت الوزارة وفاة شخصين في بغداد، أحدهما يعاني من "اعتلالات مناعية"، والآخر "يبلغ من العمر 65 عاماً ويعاني من أمراض مزمنة عديدة"، وقبل ذلك، أعلن أياد النقشبندي المتحدث باسم دائرة صحة محافظة السليمانية الأربعاء وفاة رجل في السبعين من العمر بالفيروس. وكان الرجل وهو إمام مسجد في مدينة السليمانية، يخضع لحجر صحي قبل وفاته، وتتخذ السلطات إجراءات صحية مشددة بهدف منع انتشار الوباء خصوصا في العتبات المقدسة لدى الشيعة التي يقصدها خصوصاً زوار إيرانيون.
واغلقت المدارس والجامعات ودور السينما والأماكن العامة الأخرى رسميًا الاسبوع الماضي. لكن رغم ذلك هناك ازدحام في العديد من المطاعم ومراكز التسوق والمقاهي، وكان من المقرر العودة الى المدرسة الاحد المقبل بعد انتهاء الاسبوع الذي فرضته السلطات كاجراء احترازي اثر تزايد الاصابات، لكن وزارة التربية دعت جميع المدرسين الى التواصل مع طلابهم عبر وسائل متعددة ومتاحة منها مواقع التواصل الاجتماعي، والمدارس الالكترونية لتوفير فرص تعليمية بديلة، وفي الوقت نفسه، أعلنت سلطة المنافذ الحدودية ايقاف التبادل التجاري مع إيران- التي يصل حجم صارتها الى العراق الى تسعة مليارات دولار سنويًا في سلع تتراوح من السيارات والخضراوات إلى الأجهزة المنزلية، بعد ان كانت توقفت لاسبوع.
وتربط الجارتان علاقات اقتصادية وتجارية وسياسية ودينية وثيقة للغاية، لكن العراق توقف منذ الشهر الماضي عن السماح بدخول اي شخص باستثناء العراقيين العائدين من ايران والكويت كذلك، يخشى العراق بشكل خاص انتشار الوباء في الأماكن الاضرحة والمقامات الشيعية التي يقصدها ملايين الزوار خصوصا من إيران.
واغلقت العديد من الاضرحة ابوابها فيما اثير جدل بين الشخصيات الدينية حيال اغلاق دور العبادة، ودفع ذلك بالزعيم الشيعي مقتدى الصدر شخصيا إلى إعادة فتح الروضة الحيدرية، ضريح الامام علي في النجف بينما أعلنت السلطات الدينية في كربلاء الغاء صلاة الجمعة للمرة الأولى في هذا المكان المقدس لدى الشيعة في العالم تجنبا للتجمع المفرط وخطر العدوى التي تصاحب ذلك، واصدر محافظ السليمانية هفال أبو بكر خلال مؤتمر صحافي الأربعاء أمراً بمنع أي تجمعات وسمح بتنظيم مباريات كرة القدم على ملاعب المحافظة بدون جمهور، كما أعلنت دار الأفتاء في محافظة السليمانية عن وقف صلاة الجماعة وصلاة الجمعة حتى إشعار أخر، كما تم ايضا منع الرحلات إلى إيران التي تعد بين أكثر البلدان تضرراً بالوباء، وأعلنت طهران اكتشاف اكثر من 3500 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس و107 وفيات، وتم ارجاء معرض بغداد للكتاب، الذي يحظى بشعبية كل عام، في حين لم يعد يسمح بزيارات للمحتجزين من قبل عائلاتهم، بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الإدارات - مثل تلك المسؤولة عن رخص القيادة أو تصاريح الإقامة- مغلقة تقريبا أمام الجمهور، كما ألغت المحاكم العديد من جلسات الاستماع، وفقًا للوكالة الرسمية.
واعلنت وزارة الصحة عن اصابة 35 شخصا بالكورونا وجميعهم عراقيون عائدون من إيران، وتعاني البلاد من نقص مزمن في الأطباء والأدوية والمستشفيات، ويعبر العديد من العراقيين عدم ثقفتهم بالاجراءات الطبية وعدم التعامل الجدي مع حالات الاصابات بالمرض، الى ذلك، أكدت وزارة الصحة تقديم منحة لجميع الكوادر التي تعمل على تماس مباشر مع مرضى كورونا قيمتها 500 الف دينار، اي 400 دولار.
العراق يحظر التجمعات العامة والسفر لتسع دول
قال وزير الصحة العراقي يوم الأربعاء إن العراق حظر كل التجمعات العامة ومنع المسافرين من الكويت والبحرين من دخول البلاد، ليرتفع عدد الدول التي وضعت على قائمة منع الدخول إلى تسع في ظل تنامي المخاوف من انتشار فيروس كورونا.
وقال الوزير جعفر علاوي في بيان اطلعت عليه رويترز إن المواطنين منعوا أيضا من السفر للدول التسع وهي الصين وإيران واليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند وسنغافورة وإيطاليا والبحرين والكويت، وأضاف أن الحظر لا يشمل العراقيين القادمين من الدول التسع والدبلوماسيين لكنهم سيخضعون للفحص.
كما أمر علاوي كذلك بتعليق الدراسة في المدارس والجامعات وإغلاق دور السينما والمقاهي والنوادي والمنتديات الاجتماعية من 27 فبراير شباط وحتى 7 مارس آذار، ولم يتضح إن كان المحتجون المناهضون للحكومة والمحتشدون في ساحة التحرير ببغداد وغيرها من أماكن الاحتجاج سيمتثلون لأوامر الحظر.
وتأتي المخاوف بخصوص انتشار الفيروس في وقت يواجه فيه العراق أزمة داخلية مع مقتل زهاء 500 شخص منذ بدء مظاهرات جماهيرية ضد الحكومة في أول أكتوبر تشرين الأول، وتأكدت إصابة أسرة عراقية مكونة من أربعة أفراد وعادت من إيران بفيروس كورونا في محافظة كركوك يوم الثلاثاء. وهذه أول حالات إصابة لعراقيين بعد تسجيل أول حالة إصابة في العراق وهي لطالب إيراني في محافظة النجف.
وقال علاوي، الذي يرأس فريق المهام الحكومي المسؤول عن التعامل مع الفيروس، إن كل التجمعات العامة لأي سبب ممنوعة وإن على السلطات المعنية اتخاذ كل الإجراءات لفرض ذلك.
الرعاية الصحية في العراق .. قطاع تخلف كثيرا
قبل 50 عاما كانت الحكومة العراقية أغنى كثيرا مما هي الآن وكانت تنفق بسخاء على تمويل قطاع الصحة، كانت الشركة العامة المسؤولة عن استيراد الدواء والمعروفة اختصارا باسم كيماديا تتمتع بعلاقة وثيقة مع كبرى شركات الأدوية العالمية حتى أنها كانت ترسل الطلبيات بالفاكس مباشرة وكانت الشحنات تصل حتى قبل صياغة العقد الرسمي.
وعلى النقيض من تلك الأيام التي كانت فيها الشركة في أوج نشاطها في السبعينيات والثمانينيات أصبحت كيماديا لا تملك من المال ما يكفي لتغطية احتياجات العراق من الأدوية، في العام 2018 خصصت موازنة الدولة للأدوية 800 مليون دولار وتجاوزت كيماديا هذا المبلغ وتراكمت عليها ديون إضافية قدرها 455 مليون دولار لشركات الأدوية. وقال مديرها العام مظفر عباس إنها لم تستورد في النهاية سوى 12 في المئة من قائمة الأدوية الأساسية المؤلفة من 535 صنفا بكميات تكفي لتلبية الطلب المحلي.
وفي العام التالي واستجابة لنداءات وزير الصحة في ذلك الوقت علاء علوان طلبا لأموال إضافية، وافقت الحكومة على زيادة ميزانية كيماديا إلى 1.27 مليار دولار، لكن بعد تسوية ديون الشركة لم يتبق سوى 810 ملايين دولار وهو تقريبا المبلغ نفسه الذي كان مخصصا لها في العام السابق، ويقول مسؤولون إن تغييرات في أسلوب اتخاذ قرارات الشراء وحملة لوقف الهدر أدت إلى تحسن المشتريات.
وتحت وطأة استمرار نقص الموارد وضعت الوزارة أيضا خططا طارئة للشراء مباشرة من حكومات أخرى منها تركيا والأردن ولبنان وإيران والهند كما اعتمدت بكثافة على منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). وأسفرت تلك الجهود في 2019 عن تأمين الحكومة 235 دواء تمثل 52 في المئة من الاحتياجات.
واكتشفت رويترز أن أشد الأدوية تأثرا بأزمة الميزانية في العامين الأخيرين كانت أدوية السرطان وذلك بناء على مقابلات مع مسؤولين وتحليل لوثائق مشتريات كيماديا. وتعد أدوية السرطان وخاصة بعض أنواع العلاج الكيماوي من بين أغلى الأدوية ثمنا، وفي العام 2018 لم تشتر الحكومة العراقية سوى أربعة فقط من 59 صنفا من الأدوية الأساسية التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية ضرورية لعلاج السرطان.
وفي 2019 اشترت الحكومة 37 من هذه الأدوية أي ما يعادل 63 في المئة من إجمالي الأدوية الموصى بها، وكانت نسبة كبيرة من الأصناف التي لم يتم شراؤها أدوية للعلاج الكيماوي مثل بروكاربازين وفلودارابين المخصصة لعلاج سرطانات الدم مثل اللوكيميا وأورام الغدد الليمفاوية الهودجكينية وهي الأمراض المعروف أن علاجها صعب.
وحتى المستوردين من القطاع الخاص يواجهون، كما اكتشفت رويترز، صعوبات في إدخال الأدوية إلى العراق. فقد قال مستوردون إن لوائح تسجيل المنتجات تغيرت ثلاث مرات في السنوات الخمس الأخيرة فقط، ويستغرق تسجيل المصنع لدى وزارة الصحة تسعة أشهر بينما يستغرق تسجيل الدواء عامين.
وعندما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على طريق دولي يربط العراق بالأردن كان المتطرفون يستوقفون سائقي الشاحنات ويجبرونهم على دفع إتاوات وكانوا يحصلون على إيصالات بها، وعندما استطاعت الشركات الأجنبية إدراج هذه الاتاوات في نماذج العمل الخاصة بها أبلغتها الحكومة بأن دفع الاتاوات يمثل تمويلا للإرهاب، وقال عدد من المستوردين ممن حاورتهم رويترز إنهم اتجهوا للبحر. غير أن مسؤولين في ميناء البصرة يطلبون رشوة تبلغ 30 ألف دولار للحاوية الواحدة من أجل السماح بدخول الأدوية حتى إذا كانت الوثائق مكتملة، ويرى كثيرون أنه لا يوجد حافز لإنجاز المطلوب على المكشوف.
وقال مستورد طالبا الحفاظ على سرية هويته ”لازم يبقى عندك حد يحميك“، وتبين تصريحات عامة لمسؤولي قطاع الصحة أن أكثر من 40 في المئة من الأدوية في السوق مهربة نتيجة لذلك من دول من بينها تركيا وإيران والأردن ولبنان والهند والصين.
وقال عباس رئيس كيماديا ”ما يزيد الأمر سوءا في العراق هو عدم سيطرة الدولة على المنافذ الحدودية بشكل كامل. وبالتالي دخول (تهريب) الأدوية قد يكون ليست فقط المغشوشة، حتى الأدوية المسجلة والمتداولة بشكل رسمي، ”البعض من الشركات بسبب عدم السيطرة على المنافذ الحدودية أيضا يحاول يدخل (يهرب) المادة تخلصا مثلا من الضرائب ومن الرسوم. هذا كله في خانة الفوضى الدوائية“، ويقدر عباس أن سوق الأدوية في العراق تتراوح قيمته بين أربعة وخمسة مليارات دولار لا تمثل كيماديا سوى 25 في المئة منها.
انهيار سياحة بسبب كورونا والاحتجاجات
توقف بدر الجلاوي، وهو مدير فندق عراقي، برهة كي يتذكر متى وصل آخر ضيف إلى مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة، والتي كانت في السابق مقصدا لملايين الزوار. بحسب رويترز.
ومع انتشار فيروس كورونا، فرضت السلطات حظرا على الزوار الأجانب، مما أصاب بالشلل صناعة كانت تترنح بالفعل تحت وطأة الاحتجاجات المناهضة للحكومة وأزمة اقتصادية في إيران الشيعية، التي يأتي منها في العادة خمسة ملايين زائر سنويا.
وصارت الفنادق خاوية في النجف، التي يوجد بها ضريح الإمام علي، وكربلاء المجاورة، وبها ضريح الإمام الحسين وهما من أقدس بقاع العالم بالنسبة للشيعة، في حين راحت محلات الهدايا التذكارية والمطاعم تحصي خسائرها.
قال الجلاوي ”توقف العمل. لم يزرنا زائر واحد منذ حوالي ستة أشهر، ربما جاء حوالي خمسة عراقيين.. لكن لم يزرنا أي أجنبي“ مضيفا ”قفزت معدلات البطالة (في النجف)“، وقام الجلاوي بتسريح جميع موظفيه الأربعين باستثناء ثلاثة منهم في مكتب الاستقبال ذي الإضاءة المنخفضة، وقال صائب راضي أبو غانم، رئيس جمعية الفنادق والمطاعم المحلية، إن حوالي 4000 شخص يعملون في قطاع الضيافة أصبحوا عاطلين في النجف لأن معدل الإشغال في 350 فندقا تضم 40 ألف سرير هو في واقع الأمر ”صفر“.
وكان آخر ضيف وصل إليه في أكتوبر تشرين الأول عندما اندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة وأغلقت الطرق. وأثارت الأخبار عن مقتل 500 محتج مخاوف كثيرين من إيران والخليج وباكستان ولبنان ودول أخرى مبعدة إياهم، وقد تؤدي زيادة البطالة إلى تأجيج الاحتجاجات، التي تحركها شكاوى الكثير من العراقيين من الفساد وسوء الإدارة ونقص الخدمات الأساسية على الرغم من ثروة العراق النفطية.
ولا يزال الزوار العراقيون يأتون ولكن في رحلات يومية في كثير من الأحيان، مما يعود بنفع زهيد على الاقتصاد. وأغلقت الكثير من المتاجر في الشوارع الضيقة حول الضريح أبوابها أما المتاجر المفتوحة فلا نشاط يذكر فيها، قال عمار سعدون الذي يعمل خياطا ”كانت النجف دائما مقصدا للزوار لكن لم يعد لدي عمل يذكر أقوم به الآن“.
وكان يدير متجرا من غرفة واحدة منذ 40 عاما، لكن الأعمال نادرا ما كانت سيئة مثلما صار إليه الحال الآن، ولا حتى في عهد صدام حسين، الذي كان يقمع الشيعة وأطاح به غزو قادته الولايات المتحدة عام 2003.
والسياحة صناعة رئيسية ليس في النجف فحسب، بل في كربلاء وبغداد وسامراء، التي توجد بها مزارات وأماكن عبادة شيعية، وقال أبو غانم إن أكثر من عشرة ملايين شخص كانوا يصلون سنويا إلى النجف وحدها، نصفهم من الإيرانيين، وكان يتم حجز الفنادق عادة في هذا الوقت من العام الذي يتزامن مع عطلات مدرسية في بعض دول الخليج، وتواجه صناعة السياحة القائمة على زيارة العتبات المقدسة صعوبات منذ سنوات بسبب الأزمة الاقتصادية في إيران التي انهارت عملتها عام 2018 بسبب العقوبات الأمريكية.
وتفاقمت الأزمة بفعل الفراغ السياسي في العراق. وتنحى عادل عبد المهدي القائم بأعمال رئيس الحكومة يوم الاثنين وذلك بعد يوم واحد من سحب رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي ترشحه للمنصب، وقال الجلاوي ”هذا فيروس كورونا ثان ولا توجد دولة ولا رئيس للوزراء“ مضيفا ”لدي مصاريف شهرية قدرها 10 آلاف دولار كهرباء وضرائب ومياه. يجب أن نحصل على إعفاءات“.
ولا يزال هناك فندق واحد يعمل، وهو فندق قصر الدر من فئة النجوم الخمس، حيث يشغل الزوار الكويتيون حوالي 120 من غرفه البالغ عددها 420 غرفة. ويقيم هؤلاء الزوار في الفندق إلى حين تتوصل سفارتهم إلى طريقة لإعادتهم. ويقوم طبيب بفحصهم بشكل مستمر، وقال محمد جاسر وهو زائر كويتي ”لم تعد هناك رحلات جوية، لذا لا نعرف متى نستطيع العودة إلى بلادنا“، وبمجرد رحيلهم، يفكر مالك الفندق، نوري نور، في إغلاق أبوابه وتسريح موظفيه الستين الذين يرتدون الكمامات، وقال نور ”ربما أغلق (الفندق) في غضون أسبوع أو نحو ذلك“.
وتفحص السلطات المسافرين غير المقيمين عند حواجز الطرق المؤدية إلى النجف وكربلاء التي ألغت صلاة الجمعة لأول مرة منذ عام 2003، لكن زوارا كثيرين لا يردعهم رادع فلا يرتدي سوى عدد قليل منهم الكمامات ويقبل كثيرون ضريح الإمام علي، وقال زائر يدعى سعيد الموسوي وهو رئيس مجموعة من مدينة البصرة الجنوبية يبلغ من العمر 67 عاما ”جئت إلى هنا أكثر من ألف مرة“ مضيفا ”الله يحفظنا فلماذا أخاف“؟.
التسلسل الزمني
24 شباط: أعلنت وزارة الصحة عن أول حالة اصابة مؤكدة بالفيروس في النجف لطالب دين إيراني الجنسية. واودع المصاب في الحجز الصحي في مستشفى الحكيم وحجر على تسعة أشخاص لامسوا المريض وكانوا برفقتهِ. وأعلنت المديرية العامة للتربية في محافظة النجف تعطيل الدوام الرسمي في مدارس المحافظة كافة حتى إشعار آخر.
25 شباط: أعلنت وزارة الصحة عن أربع إصابات بفيروس كورونا في محافظة كركوك ضمن عائلة واحدة قدمت من إيران. وحجر على 20 شخصاً في فندق در الندى بالنجف للاشتباه في إصابتهم بفيروس كورونا بعد ملامستهم للمصاب الايراني. وأعلنت دائرة صحة المثنى عن تخصيص 500 مليون دينار لشراء مستلزمات طبية وتمويل الخطة الخاصة بمكافحة فيروس كورونا في المحافظة. وعطل الدوام الرسمي في مدارس المحافظات العراقية. وأعلنت دائرة صحة النجف ترحيل الطالب الإيراني المصاب بفيروس كورونا إلى بلادهِ بعد الاتفاق والتنسيق بين وزارة الصحة والقنصلية الإيرانية في النجف وموافقة منظمة الصحة العالمية ونقل من مستشفى الحكيم العام في النجف حيث كان يرقد فيها منذ يومين إلى إيران عن طريق البر وبواسطة سيارة إسعاف. وتوقفت جميع الرحلات السياحية في محافظات الشمال (أربيل والسليمانية ودهوك) مؤقتاً من قبل الهيئة العامة للسياحة.
26 شباط: اعلنت وزارة التربية تمديد عطلة نصف السنة في بغداد والبصرة لمدة اسبوع واحد بسبب انتشار فيروس كورونا. وقررت خلية الأزمة غلق جميع دور السينما والنوادي والمقاهي والمنتديات لمدة 10 أيام وتعطيل الدوام في المؤسسات التربوية والجامعات لمدة 10 أيام (لغاية 7 آذار).
27 شباط: اعلنت وزارة الصحة تسجيل أول اصابة في العاصمة بغداد لرجل يبلغ من العمر 42 سنة كان عائدا من سفرهِ من إيران واودع الحجز الصحي في مستشفى الفرات العام. واعلنت عن تسجيل إصابة جديدة في كركوك لرجل يبلغ من العمر 51 سنة عائد من إيران ليرتفع عدد الإصابات في العراق الى 7 حالات.
28 شباط: أعلنت وزارة الصحة تسجيل حالة ثانية في العاصمة بغداد لإمراة تبلغ من العمر 32 سنة عائدة من إيران نقلت إلى الحجر الصحي في مستشفى الفرات العام.
29 شباط: أعلنت وزارة الصحة اكتشاف خمس حالاتٍ جديدة مؤكدة بفيروس كورونا أربعة منهم في بغداد (ثلاثة في الكرخ وواحدة في الرصافة) والخامسة في محافظة بابل. تركيا تعلق جميع رحلات الطيران من وإلى العراق وتغلق المعابر البرية بسبب تفشي فايروس الكورونا.
1 آذار: أعلنت وزارة الصحة اكتشاف ستة حالاتٍ جديدة مؤكدة بفيروس كورونا أثنان منهم في بغداد (واحدة في الرصافة والثانية في الكرخ) وأربع حالات في السليمانية وجميعهم كانوا في إيران مؤخراً.
2 آذار: أعلنت وزارة الصحة خمس حالاتٍ جديدة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، ثلاث منها في بغداد (اثنان في الرصافة وواحدة في الكرخ) وحالة في ميسان والخامسة في النجف. وأعلنت صحة أقليم كردستان العراق اكتشاف حالة جديدة مؤكدة في السليمانية لرتفع حالات الاصابة المؤكدة في السليمانية الى 5 حالات.
3 آذار: أعلنت وزارة الصحة خمس حالاتٍ جديدة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، واحدة في بغداد وواحدة في كربلاء وواحدة في النجف واثنان في واسط (سكنة قضاء الصويرة عادوا من إيران مؤخرا).
4 آذار: أعلنت صحة السليمانية وفاة رجل يبلغ عمره 63 سنة بفيروس كورونا، وكان الرجل وهو إمام جامع في مدينة السليمانية يخضع لحجر صحي قبل وفاته ليصبح أول حالة وفاة في العراق بسبب كورونا. وأعلنت وزارة الصحة تسجيل ثلاث حالات اصابة مؤكدة اثنان في ديالى وواحدة في النجف. وأعلنت الوزارة في وقت متأخر من الليل تسجيل حالتي وفاة في بغداد بسبب كورونا لامرأة عمرها 26 سنة ورجل عمر 65 سنة، ليرتفع عدد الوفيات في العراق الى ثلاثة.
5 آذار: إلغاء إقامة صلاة الجمعة في مدينة كربلاء بسبب تفشي فيروس كورونا. أعلنت صحة اقليم كردستان العراق إصابة اثنين من أفراد عائلة رجل الدين الذي توفي أمس الأربعاء بفيروس كورونا، ليرتفع عدد الاصابات في السليمانية الى ثمانية توفي واحد منهم. وأعلنت وزارة الصحة تسجيل ثلاث إصابات جديدة اثنتان منها في كركوك وثالثة في واسط لرجل من أهالي جصان يعمل سائق في المنفذ الحدودي مع إيران.
6 آذار: تسجيل أول حالة شفاء من فيروس كورونا في العراق لرجل عمره 42 سنة في مستشفى الفرات العام في بغداد. خلية الازمة تقرر تعطيل الدوام في المؤسسات التعليمية والتربوية الى يوم 21 اذار. وأعلنت وزارة الصحة عن تأكيد تشخيص 8 حالات جديدة في العراق، خمس في بغداد وتأكيد اصابتين في السليمانية (اعلن عنها سابقاً) والاصابة الثامنة لانثى عمرها 63 سنة من كربلاء وتوفيت لاحقا لتصبح أول حالة وفاة في كربلاء بسبب كورونا. وأعلنت صحة الاقليم تسجيل أول حالة اصابة في اربيل. ليرتفع عدد الوفيات في العراق إلى 4 والاصابات إلى 48.
7 آذار: أعلنت وزارة الصحة تسجيل ثمان اصابات مؤكدة بفيروس كورونا سبعة منها في بغداد (ستة في الرصافة وواحدة في الكرخ) وواحدة في النجف لانثى عمرها 32 سنة من مدينة الكوفة/علوة الفحل عائده من إيران. واعلنت صحة الاقليم تسجيل اصابة في اربيل لانثى عمرها 49 سنة عائده من إيران.
8 آذار: أعلنت صحة بابل وفاة الحالة المصابة بفيروس كورونا لرجل يبلغ من العمر 73 عاماً وكان يرقد بمستشفى المرجان. وأعلنت صحة ميسان تسجيل حالة وفاة بسبب كورونا لمصاب بعد وصوله إلى طوارئ مستشفى "الشهيد الصدر التعليمي"، حيث كان بحالة حرجة جدا. وكان المصاب قد عاد من إيران عن طريق مطار بغداد الدولي، ودخل البلاد في 27 شباط. وأعلنت وزارة الصحة تسجيل ستة اصابات جديدة مؤكدة واحدة في المثنى لامرأة ثلاثينية عائده من كربلاء وهي من سكنة قضاء الخضر، وواحدة في الأنبار لامراة عمرها 64 سنة من سكنة قضاء الخالدية كانت في مدينة الطب مرافقة لمريضة اصيبت بفيروس كورونا، وواحدة في ذي قار لرجل يبلغ من العمر 62 عاما من سكنة قضاء الشطرة عائد من إيران، وواحدة في النجف لرجل من سكنة المحافظة عمره 23 سنة يعمل موظفا في دائرة صحة كربلاء واصيب جراء الملامسة مع المصابة التي توفيت قبل يومين في كربلاء، وواحدة في بغداد وواحدة في ميسان لرجل عائد من إيران توفي لاحقاً. وأعلنت صحة ديالى تسجيل إصابة جديدة بفيروس كورونا في محافظة ديالى لامرأة مسنة عمرها 67 سنة. وأعلنت صحة الاقليم تسجيل ثلاث حالات اصابة واحدة في أربيل لامرأة عمرها 52 سنة وهي شقيقة المرأة التي تم تشخيص اصابتها في أربيل والتي كانت قد عادت من إيران، واثنان في السليمانية لرجلان أحدهما يبلغ من العمر 53 عاماً وهو عائد من إيران، والثاني يبلغ من العمر 52 عاماً أصيب بالعدوى من المصاب المتوفي في السليمانية.
اضف تعليق