في السنوات الخمس الأخيرة، أعاد التقدم المفاجئ في المعرفة تغيير طريقة تفكيرنا بشأن الشيخوخة. لقد لاحت بارقة أمل في أن نتمكن من التغلب على أكبر عدو لنا – عملية التراجع البيولوجي، هل يمكن تأخير التقدم بالسن؟ يجيب العلماء بالإيجاب، فهناك نمط معين في الحياة يمكن أن يؤخر التقدم بالعمر...
في السنوات الخمس الأخيرة، أعاد التقدم المفاجئ في المعرفة تغيير طريقة تفكيرنا بشأن الشيخوخة. لقد لاحت بارقة أمل في أن نتمكن من التغلب على أكبر عدو لنا – عملية التراجع البيولوجي.
هل يمكن تأخير التقدم بالسن؟ يجيب العلماء بالإيجاب، فهناك نمط معين في الحياة يمكن أن يؤخر التقدم بالعمر، مثلما يعيش سكان جزيرة اوكيناوا اليابانية الذي يعيشون أعمارا أطول من غيرهم.
أكثر عبارة مزعجة للبعض منا حين يحتفل بعيد ميلاده: لقد كبرت عاما آخر. عبارة مقلقة؛ فالعمر يحسب بعدد السنين. لكن بعض الدراسات تشير إلى أن العمر يحسب بيولوجيا وليس بالسنين. حسبما نشرت مجلة "PNAS"، الصادرة عن الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم، فلو تمكن المرء من تأخير الإصابة بالأمراض المزمنة، فإنه سيتمكن من تأخير الشعور بالكبر وتقدم السن. حسبما يقول الباحثون، والسبب حسب رأيهم يعود إلى أن التقدم في العمر يشبه إلى حد كبير عملية التقدم في السن بالنسبة لخلايا الجسم.
القول بأنه يمكن تأخير التقدم بالسن، هي حقيقة ليست جديدة، فهي معروفة منذ مدة. فتقليل تناول السعرات الحرارية إلى مستوى 15 بالمائة والحركة المستمرة، ممكن أن يؤخر من الإصابة بالأمراض.
ولعل هذا هو السر في طول أعمار سكان جزيرة اوكيناوا اليابانية الذين يعيشون فترة أطول. فهم يتحركون أكثر ويأكلون أقل من سكان اليابان الآخرين. وإذا ما انتقل سكان هذه الجزيرة إلى البرازيل مثلا وغيروا من طبيعة حياتهم، فإن معدل أعمارهم سيقل 17 عاما تقريبا عن المعدل الطبيعي في اوكيناوا.
كذلك الصوم يساهم في تأخير عملية التقدم في السن. وتناول عناصر مثل ريسفيراتول الموجود في العنب الأسود، ودواء السكري مثل ميتوفورمين، يمكن لها أن توقف عملية التقدم بالسن. هذه النصائح قدمها العلماء في الدورية المتخصصة "Cell" العام الماضي. لكن اتباع حمية والصيام وتناول الأدوية أو حتى التمارين الرياضية، كلها يجب أن تتبع بإشراف طبي، حتى تحقق نتائج ملموسة.
السؤال الأهم هو كيف تبقى شابا؟ تعرف على آخر الأبحاث التي تمكنك من فرملة عملية التقدم في السن. اكتشف الأطعمة التي تضيف سنوات إلى حياتك.
في ظل التطورات والتقدم العلمي الكبير الذي يشهده العالم اليوم، اصبحت قضايا صحة الانسان من اهم الامور لدى العديد من العلماء والمؤسسات البحثية التي تسعى الى إطالة عمر البشر والبحث عن حياة مديدة، من خلال بعض البحوث والدراسات و ابتكار بعض العلاجات والعقاقير التي قد تساعد في تأخير أمراض الشيخوخة وزيادة سنوات العمر التي يعيشها الإنسان وهو بصحة جيدة. وعانى البشر عبر التاريخ وكما نقلت بعض المصادر، من مرض لم يستطيعوا أبدا التخلص منه، وهو الشيخوخة. فعندما يتقدم بنا العمر، تكف خلايا أجسامنا عن العمل بنفس الكفاءة، ويمكن أن تتلف بشكل يؤدي إلى حالات مثل السرطان، وأمراض القلب، وألزهايمر، والتهاب المفاصل.
وتعتبر الأمراض المرتبطة بتقدم السن مجتمعة مسؤولة عن وفاة مئة ألف شخص كل يوم، بينما تنفق المليارات حول العالم لمحاولة إبطاء تقدمها الحثيث نحو أجسادنا. لكن بعض الباحثين يعتقدون أننا ربما نفكر في هذه الحالات بطريقة خاطئة. ويقولون إن علينا البدء في التعامل مع الشيخوخة نفسها كمرض يمكن الوقاية والشفاء منه أيضا. وبحسب أوبري دي غراي، أخصائي طب الشيخوخة، وربما المدافع الأكبر في العالم عن إطالة الحياة، فإن هناك اعتقادا بأن التقدم الطبي سيُمكّن البشر من العيش لمئات السنين.
وقد أنفق دي غراي ملايين الجنيهات من ماله الخاص في بحوث الشيخوخة، وهو كبير موظفي العلوم في مؤسسة سينس للبحوث، وتمتلك مختبرات في وادي السيليكون، بولاية كاليفورنيا الأمريكية. وقال لي :"لم ألتق حتى الآن بشخص يريد الإصابة بمرض الزهايمر، اعتلال الصحة كنتيجة للشيخوخة هي المشكلة الأكبر التي تواجه العالم".
ويعتقد أن الطب قريب من حل المشكلة إذ يقول "لن يكون هناك حدود للمدة التي يمكن أن يعيشها الناس عندما نتمكن من إخضاع الشيخوخة والسيطرة عليها". وأضاف دي غراي :"سيظل الناس يموتون، ما زالت هناك شاحنات تصدمهم، ولكن في الحقيقة سوف يعيش الناس في المتوسط لفترة أطول بكثير، ولن يموتوا إلا عند حدوث بعض الأمور الغريبة مثل كويكب يضرب الأرض". والأهم من ذلك يعتقد الدكتور دي غراي أن التقدم الطبي يعني أننا سنقضي تلك السنوات الإضافية في صحة جيدة قوية.
عشر سنوات إضافية
وفي هذا الشأن توصلت دراسة أمريكية إلى أنه يمكن للمرأة أن تنعم بعشر سنوات إضافية من الحياة بدون سرطان أو أمراض قلبية أو مرض السكري من النوع الثاني، ويمكن للرجل أن ينعم بسبع سنوات إضافية من ذلك النوع من الحياة الصحية. وقالت الدراسة، التي نشرتها المجلة الطبية البريطانية، إنه يتعين للحصول على تلك النتائج ممارسة تمارين اللياقة البدنية بانتظام، وعدم الإفراط في شرب الخمور، والحفاظ على وزن صحي ووجبات غذائية صحية والإقلاع عن التدخين.
وتابع القائمون على الدراسة حالات 111 ألف شخص على مدى أكثر من عشرين عاما. وقال قائد فريق الباحثين، فرانك هو، من جامعة هارفارد، إن الدراسة تبعث "رسالة إيجابية للعامة مفادها أنهم لن يعيشوا سنوات إضافية فحسب، وإنما سيحيون حياة أفضل عبر اتباع نمط حياة صحي". في سن الخمسين، طولبت الحالات التي شملتها الدراسة بأن تلبي أربعة على الأقل من بين خمسة معايير هي: عدم التدخين نهائيا؛ واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن؛ وممارسة 30 دقيقة من النشاط المتوسط أو القوي يوميا؛ والحفاظ على مؤشر كتلة الجسم بين 18.5 و24.9؛ وعدم الإفراط في شرب الكحول حتى لا يتعدى كأسا صغيرة من النبيذ يوميا للنساء وكأسا من البيرة للرجال.
وتوصلت الدراسة إلى أن النساء اللائي التزمن بتلك المعايير تمتّعن، مقارنة بغيرهن، بأكثر من عشر سنوات إضافية بدون سرطان ولا أمراض القلب والأوعية الدموية ولا النوع الثاني من السكري. وبالنسبة للرجال، فإن الذين التزموا بالمعايير تمتعوا بأكثر من سبع سنوات إضافية خالية من هذه الأمراض مقارنة بغيرهم. وكشفت الدراسة عن أن الرجال والنساء الذين يدخنون أكثر من 15 سيجارة يوميا، والبدناء ممن يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 30، كان نصيبهم أقلّ من الحياة الخالية من الأمراض.
ومن النتائج التي انطبق ظهورها على الجنسين، أن اتباع نمط حياة صحي لا يقلّص خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والنوع الثاني من السكري فحسب، وإنما يحسّن كذلك من قدرة الرجال والنساء على المقاومة حال الإصابة بأي من تلك الأمراض. السرطان ومشاكل الأوعية الدموية والنوع الثاني من السكري هي الأمراض الثلاثة الأكثر شيوعا في السن المتقدمة، وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بنمط الحياة المتبّع.
البدانة أو السمنة المفرطة على سبيل المثال يُعتقد ارتباطها بـ 13 نوعا مختلفا من السرطانات، بينها سرطان الثدي والأمعاء والكُلى والكبد والمريء. وأفادت إحصاءات مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة بأن أربعا بين كل عشر إصابات بالمرض يمكن تفاديها عبر تغيير نمط الحياة المتبّع، كتقليص المقدار المتناول من اللحوم المصنعة، وزيادة المقدار المتناول من الألياف وحماية الجلد حين التعرّض للشمس. بحسب بي بي سي.
واتسمت هذه الدراسة بأنها موسعة وراصدة، ومن ثم لم يكن لها أنْ تُغفل تلك العوامل المتعلقة بأسلوب الحياة والمسؤولة بشكل مباشر عن إضافة سنوات من الحياة الخالية من الأمراض. ولقد أشارت الدراسة إلى عوامل أخرى، كالتاريخ المرضي في العائلة والخلفية العِرقية والسِنّ، وهي عوامل كفيلة بالتأثير على نتائج الدراسة.
إكسير الشباب
في الوقت الذي نعرف فيه المزيد عن الأمراض التي تؤثر علينا، نحقق تحسنا أيضا في كيفية السيطرة عليها. لكن هل من سبيل على الإطلاق للتغلب على الشيخوخة كمرض حتمي؟ تثير قائمة الأمراض التي تمكن الجنس البشري من علاجها إعجابا كبيرا، فأمراض التيفوئيد، والحمى الصفراء، والجدري، وشلل الأطفال، والحصبة، والتيتانوس، والدفتيريا (الخناق) قُضي عليها بشكل كامل تقريبا في كثير من أرجاء العالم. فقد أتاحت اللقاحات والأدوية القوية لنا كبشر التصدي للبكتيريا والفيروسات والطفيليات التي تهدد حياتنا.
وأظهرت أبحاث أُجريت على الحيوانات أنه من الممكن إطالة عمر مخلوقات معينة، ما يعطي أملا بأن ذلك يمكن تطبيقه أيضا في حالة البشر. فقد توصل باحثون إلى أن أحد أدوية مرض السكري، وهو "ميتفورمين"، يمكن أن يطيل عمر القوارض. وفي بدايات التسعينيات، أثبتت سينثيا كينيون التي تعمل نائبة لرئيس شركة كاليكو لابس لأبحاث الشيخوخة، والمدعومة من شركة غوغل، أن الديدان المستديرة يمكن أن تعيش ستة أسابيع بدلا من ثلاثة بمجرد تغيير رمز واحد في شفرتها الجينية.
ويقول أوبري دي غري، أحد الباحثين البارزين المهتمين بمجال إطالة عمر الإنسان، إن هناك تفكيرا في طرق مماثلة لإطالة عمر البشر. ويعمل دي غري ككبير علماء في مؤسسة أبحاث "سينز"، والتي تمثل حروفها اختصارا لـ "خطط مستقبلية لشيخوخة محدودة ومهندسة"، وهي شركة للأبحاث الطبية المتجددة مقرها كاليفورنيا، وتركز على إطالة أمد الحياة الصحية للبشر. ويوضح أن هدفهم تطوير مجموعة من العلاجات الطبيعية لمتوسطي العمر، والمتقدمين في السن، والتي من شأنها أن تجعلهم متساوين جسديا وذهنيا مع شخص تحت سن الثلاثين. ويضيف: "بالطبع بدون مسح ذاكرتهم".
ويقول دي غري إنه وأعضاء فريقه يريدون "إصلاح أشياء لا نحبها تتعلق بالتغيرات التي تقع بين سن 30 و70 عاما". فهناك سبعة عوامل بيولوجية يقول دي غري إنها مسؤولة بشكل كبير عن الضرر الخلوي الذي يصاحب الشيخوخة، ويظهر طبيعة الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر. ويشمل ذلك عدة حالات: عندما لا تتجدد الخلايا المكونة لنسيج معين بالجسم بالسرعة الكافية، وعندما تتناسخ الخلايا بطريقة خارجة عن السيطرة، كما يحدث في السرطان، وعندما لا تموت الخلايا عندما ينبغي أن تفعل ذلك، وهو ما يمثل مشكلة أخرى في السرطان، وعندما يصيب ضرر ما الحمض النووي لمصانع الطاقة الصغيرة الموجودة في الخلايا، والمعروفة باسم ميتوكوندريا، وعندما تتراكم الفضلات داخل الخلايا، وهو ما يتيح للأنسجة التمدد والانثناء.
ويقول دي غري وفريقه في مؤسسة "سينز" للأبحاث إنهم تعرفوا على طرق لمواجهة كل مشكلة من هذه المشاكل عن طريق علاجات لإعادة التأهيل، يعكفون حاليا على تطويرها. ويقول دي غري: "حل المشكلة الأولى، المتمثلة في وجود عدد قليل من الخلايا، هو علاج الخلايا الجذعية". فهذا من شأنه تزويد الأنسجة بإمدادات من الخلايا الجديدة لتحل محل تلك التي تموت مع التقدم في العمر.
لكن مشاكل أخرى، مثل عدم موت الخلايا التي ينبغي أن تموت في وقت ما، ربما تحتاج إلى حلول أكثر تعقيدا. ويضيف دي غري: "من حيث المبدأ، من الممكن أن نستخدم ما يُعرف باستهداف الجينات، وذلك بهدف إيجاد جينات انتحارية، أي جينات تحتاجها الخلايا لصناعة البروتينات التي ستتولى ببساطة قتل الخلية". والصعوبة هنا هي هندسة الجينات بطريقة تؤدي فقط إلى توليد بروتينات قاتلة للخلايا إذا كان نمو هذه الخلايا يتم بطريقة تحدث ضررا أكثر من الفائدة. ولا يعتقد دي غري أنه من الممكن إيقاف الشيخوخة بشكل كامل بمثل هذا النوع من الوسائل، لكن من شأنها أن تمنح المرضى 30 عاما أو نحوها من الزيادة في العمر.
ويتوقع دي غري مستقبلا قريبا يمكن فيه إدارة "تقنيات التجديد" لكبار السن بهدف إعادة خلاياهم للوضع الذي كانت عليه في وقت شبابهم، لمنحهم مزيدا من السنين. والفكرة هي أن شخصا ما، عمره 60 سنة، سيكون من الممكن أن يصبح في سن الثلاثين من الناحية البيولوجية. لكن لأن مثل هذه العلاجات لا تمثل حلولا دائمة، فإن الأمر ينتهي بالخلايا نفسها إلى العودة إلى سن الستين مرة أخرى بعد ثلاثين عاما.
ويأمل دي غري أنه بحلول ذلك الوقت، يمكن إعادة تطبيق العلاجات كنسخة جديدة لإعادة تجديد ذات الأشخاص مرة أخرى، لتصبح خلاياهم أصغر سنا. ونتيجة لذلك، لن يصبح عمر خلايا ذلك الشخص 60 سنة مرة أخرى حتى يصبح عمر الشخص 150 عاما. لكن هناك حاجة لبعض الحذر عند التعاطي مع مزاعم مثل هذه، فلا يوجد دليل مبني على تجربة علمية أكيدة يُظهر استجابة أجسادنا لمثل هذا التحديث "للبرمجيات" داخلها. فكما يحدث للكمبيوتر الذي يخضع لتحديثات كثيرة ومبالغ فيها، يمكن أن تؤدي في النهاية إلى توقف أجسامنا عن العمل.
ويقول بعض الباحثين إن السر في طول العمر يتمثل ببساطة في خفض عدد السعرات الحرارية التي نستخدمها اليوم. لكن دي غري يعتقد أن هذا النوع من التفكير يؤخر تقدم التقنيات المضادة للشيخوخة. والمشكلة كما يقول هي أننا نتقبل عمليا الشيخوخة كأمر لا يمكن تلافيه. لذا، فإن أي محاولات لوقف الضرر الذي تسببه غالبا ما تلقى اعتراضا، وتوصف أحيانا بأنها مجرد دجل علمي.
وليس هو الوحيد الذي يعتقد أن الأمراض المرتبطة بالشيخوخة يمكن علاجها، أو الوقاية منها. فقد أخبرنا عالم الوراثة في جامعة هارفارد، جورج تشيرش، أنه في الوقت الذي يقول فيه زملاؤه إن كثيرا من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة معقدة جدا بحيث لا يمكن علاجها، فإنه يجد أن مثل هذا التفكير غير صحيح. ويقول تشيرش: "إذا أمكنك التحكم في كل من البيئة والجينات، فإن بإمكانك أن تجعل الناس من أصحاب الحياة الشبابية الصحية أن يعيشون أطول من الآخرين بشكل استثنائي". بحسب بي بي سي.
ويضيف تشيرش: "في الأمم الصناعية، ترتبط معظم الأمراض بالشيخوخة، وأعتقد أن ذلك أمر يمكن علاجه". ومن بين الطرق البارزة المطروحة في سياق إطالة عمر الإنسان طريقة تبدو بشعة جدا، وتعرف باسم "علاج مصاص الدماء". فمرضى الخرف الذين أُجريت لهم عمليات نقل بلازما الدم من متبرعين أصغر سنا، بين أعمار 18 و 30 عاما، بدت عليهم علامات التحسن في تجارب أجريت مؤخرا. فالمصابون بمرض ألزهايمر المبكر استعادوا القدرة على أن يستحموا، أو يرتدوا ملابسهم بأنفسهم، أو أن يقوموا بمهمات أخرى مثل الأعمال المنزلية.
اضف تعليق