q
تعددت الدراسات والأبحاث حول صحة الاطفال وكيفية العناية بهم، نظرا لتزايد الامراض في عصرنا الحالي وتغير نمط العيش في الحياة اليومية، مما قد يشغل الوالدان عن العناية بصحة اطفالهم وتقليل فرص أصابتهم بالأمراض خصوصا في فصل الشتاء...

تعددت الدراسات والأبحاث حول صحة الاطفال وكيفية العناية بهم، نظرا لتزايد الامراض في عصرنا الحالي وتغير نمط العيش في الحياة اليومية، مما قد يشغل الوالدان عن العناية بصحة اطفالهم وتقليل فرص أصابتهم بالأمراض خصوصا في فصل الشتاء، ولعل من ابرز الدراسات في الاونة الاخيرة هي التي اشارت الى إن احتمالات إصابة الرضع والأطفال في سن ما قبل المدرسة الذين يكتسبون زيادة سريعة في الوزن، مرتبط بارتفاع ضغط الدم في مرحلة الطفولة قد تزداد بمعدل يزيد عن المتوسط، ويقول الباحثون إن الفروق الصغيرة نسبيا في ضغط الدم المرتبطة بالزيادة السريعة في الوزن لدى الصغار الذين شملتهم الدراسة ربما تتعلق بزيادة مخاطر صحية أخرى في مرحلة الشباب مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول والسكر في الدم.

على نجو ايجابي قال خبراء دوليون إن العالم بات الآن أقرب من أي وقت مضى في مجال القضاء نهائيا على مرض شلل الاطفال مع عدم تسجيل أي حالات من هذا المرض العضال في شتى أرجاء القارة الافريقية هذا العام وأقل من 25 حالة عالميا.

وشلل الأطفال مرض فيروسي يهاجم الجهاز العصبي وقد يتسبب في شلل غير قابل للعلاج في غضون ساعات ويمكنه الانتشار بسرعة لاسيما بين الأطفال وفي ظل الظروف التي تفتقر الى الاحتياطات الصحية بمناطق تمزقها الحروب او في مخيمات اللاجئين وفي مناطق تنقصها الرعاية الطبية.

وفي عام 1988 عندما تم إعلان المبادرة العالمية لاستئصال شلل الاطفال للقضاء على المرض كان متوطنا آنئذ في 125 بلدا وكان يصيب ألف طفل كل يوم بالشلل لكن منذ ذلك الحين وبفضل حملات التطعيم المكثفة تم القضاء على المرض عالميا بنسبة 99 في المئة.

لكن منظمة الصحة العالمية قالت مرارا إنه ما دام هناك طفل واحد مصاب بشلل الاطفال في أي مكان فان جميع أطفال العالم يصبحون عرضة لخطر الاصابة به.

ويقول الخبراء إن التقدم بشأن مكافحة شلل الأطفال سريع الزوال لا سيما في مناطق تفتقر الى الاستقرار مثل باكستان وافغانستان ففي عام 2013 عاود المرض الظهور في سوريا بعد غياب استمر 14 عاما ما استدعى القيام بحملات تطعيم اقليمية ضخمة ومكثفة وباهظة التكلفة.

من جانب مأسوي أظهرت دراسة دولية رعتها منظمة الصحة العالمية أن أكثر من ثلث المستشفيات والعيادات الطبية في الدول النامية لا يوجد بها مكان يمكن للعاملين أو المرضى أن يغسلوا ايديهم بالصابون وأن حوالي 40 بالمئة لا يوجد بها مصدر للمياه النظيفة.

على صعيد مختلف، في بحث تتعارض نتائجه مع نصائح طبية راسخة ظلت تتردد سنوات طويلة أعلن العلماء أن الاطفال المعرضين لخطر الاصابة بفرط الحساسية بعد تناول الفول السوداني كان يمكنهم تجنب ذلك لو كانت أمهاتهم أعطتهم الفول السوداني بصفة منتظمة خلال الأشهر الإحدى عشر الاولى من حياتهم.

وتزايدت معدلات الاصابة بفرط الحساسية الغذائية في العقود الاخيرة فيما يصيب فرط الحساسية من الفول السوداني بين واحد وثلاثة في المئة من الاطفال في اوروبا الغربية واستراليا والولايات المتحدة. ويسبب الفول السوداني تفاعلات خطيرة تتعلق بفرط الحساسية لدى 0.9 في المئة من سكان تلك المناطق منهم نحو 400 ألف طفل في سن الدراسة، وينشأ فرط الحساسية من الفول السوداني في مراحل مبكرة من حياة الاطفال وقلما يتخلصوا منه مع زيادة السن، وتتفاوت أعراض هذه الحساسية بين صعوبة التنفس وانخفاض ضغط الدم وتورم اللسان او العينين او الوجه وآلام المعدة والغثيان والقئ والطفح الجلدي والبثور والالتهاب والألم والوفاة في بعض الحالات.

من جهة أخرى قال باحثون إن عددا كبيرا من الامهات يمكن أن يعترفن بمعانتهن من السمنة أو زيادة في الوزن لكن لا يعترفن بأن أطفالهن يواجهون هذه المشكلة وهو ما قد يعطل حصول الأطفال على المساعدة اللازمة لانقاص الوزن، على صعيد اخر أشارت نتائج دراسة حديثة إلى ان الأطفال في الدنمرك ممن أصيبوا بالسعال الديكي في المراحل المبكرة من طفولتهم يبدو انهم عرضة للاصابة بالصرع في وقت لاحق من هذه المرحلة، فيما قالت نتائج دراسة حديثة في المملكة المتحدة إن لقاحا للوقاية من الانفلونزا في صورة رش بالأنف يحتوي على فيروسات انفلونزا مضعفة وكمية ضئيلة من بروتين البيض لا يحدث آثارا عكسية لدى صغار السن حتى بالنسبة الى من يعانون من الحساسية المفرطة للبيض أو حالات الربو المتوسطة.

الى ذلك أفادت نتائج دراسة بان زيادة معدلات إصابة الأطفال بالربو يبدو انها توقفت لدى مجموعات كبيرة بالولايات المتحدة لكن ذلك لم يحدث بين الأطفال الفقراء أو من هم في سن العاشرة فما فوق، فيما يلي ادناه احدث الدراسات والتقارير رصدتها شبكة النبأ المعلوماتية حول صحة الطفل.

الزيادة في الوزن ترتبط بارتفاع ضغط الدم

في سياق متصل قالت دراسة أمريكية إن احتمالات إصابة الرضع والأطفال في سن ما قبل المدرسة الذين يكتسبون زيادة سريعة في الوزن بارتفاع ضغط الدم في مرحلة الطفولة قد تزداد بمعدل يزيد عن المتوسط، ويقول الباحثون إن الفروق الصغيرة نسبيا في ضغط الدم المرتبطة بالزيادة السريعة في الوزن لدى الصغار الذين شملتهم الدراسة ربما تتعلق بزيادة مخاطر صحية أخرى في مرحلة الشباب مثل ارتفاع نسبة الكوليسترول والسكر في الدم.

وتعقب الباحثون التغييرات في الوزن والطول لدى 957 طفلا حتى سن الرابعة ووجدوا أن الأطفال الذين يكتسبون وزنا زائدا بالنسبة لطولهم كما يتضح من ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لديهم تزداد مخاطر إصابتهم بضغط الدم المرتفع مقارنة بأقرانهم في سن السادسة إلى العاشرة، وكانت كل زيادة بمقدار درجة واحدة في مؤشر كتلة الدم لدى الأطفال ترتبط بارتفاع يتراوح بين واحد و1.5 ملليمتر زئبق وهو الوحدة المستخدمة في قياس ضغط الدم الانقباضي. بحسب رويترز.

وقالت الدكتورة ماندي بيلفورت التي قادت فريق الدراسة وتعمل في مستشفى (بريجهام اند ومين) في بوسطن "أبرزت الدراسات السابقة أهمية زيادة الوزن السريعة في مرحلة الطفولة المبكرة في تحديد الإصابة بضغط الدم في وقت لاحق. تضيف الدراسة الحالية إلى البيانات الجديدة التي تقترح أن زيادة الوزن خلال سنوات ما قبل المدرسة لها نفس أهمية اكتساب الوزن في الطفولة المبكرة في الاصابة بضغط الدم".

تقدم تاريخي في القضاء نهائيا على شلل الاطفال

من جهة أخرى ينتاب القلق علماء في مجال استئصال شلل الاطفال ويحجمون عن إعلان نجاح قبل أوانه محذرين من أن التهاون قد يؤذن بانهيار البرنامج لكن مع اعلان دولتين فقط هما باكستان وافغانستان اكتشاف حالات شلل أطفال عام 2015 فانهم يرون ضوءا في نهاية النفق، وقال بيتر كرولي من منظمة الامم المتحدة للطفولة "لم نكن قط في هذا الوضع الممتاز ما يدعونا للتمسك بالأمل في قدرتنا على استئصال هذا المرة مرة واحدة والى الأبد"، وقال جاي وينجر رئيس قسم القضاء على شلل الاطفال بمؤسسة جيتس للصحفيين "التقدم مذهل للغاية ونتطلع الى الانتهاء من هذه المهمة". بحسب رويترز.

وأضاف في اتصال تليفوني مع خبراء من منظمة الصحة العالمية والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الاطفال والمراكز الأمريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها "لا نعتقد ان بامكاننا اعلان النصر لكنا لم نصل الى مثل هذه المرحلة من قبل بحيث لا نجد فيروس شلل الاطفال في نيجيريا أو افريقيا ككل".

نصف مليون رضيع يموتون كل عام

الى ذلك أظهرت دراسة دولية رعتها منظمة الصحة العالمية أن أكثر من ثلث المستشفيات والعيادات الطبية في الدول النامية لا يوجد بها مكان يمكن للعاملين أو المرضى أن يغسلوا ايديهم بالصابون وأن حوالي 40 بالمئة لا يوجد بها مصدر للمياه النظيفة، وقال التقرير الذي اعدته مؤسسة ووتر إيد الخيرية ومنظمة الصحة العالمية إن نصف مليون رضيع يموتون كل عام قبل ان يتموا شهرهم الاول بسبب نقص المياه النظيفة والافتقار الي صرف صحي آمن. بحسب رويترز.

وتوصل التقرير الذي نشر الي انه بالامكان منع وفاة 20 بالمئة من هؤلاء الرضع اذا اتيح لهم الاغتسال بالماء النظيف واعتنى بهم اشخاص يغسلون ايديهم بالصابون في بيئة نظيفة وآمنة، وقالت باربرا فورست الرئيسة التنفيذية لووتر إيد "الولادة في بيئة لا تتوفر لها شروط الصحة العامة تودي بإطفال كثيرين جدا... على نحو مأساوي الي وفاة مبكرة كان يمكن تجنبها"، وقالت ماريا نييرا -وهي خبيرة في الصحة العامة والاجتماعية والبيئية بمنظمة الصحة العالمية- ان النتائج التي توصلت اليها المراجعة -وهي أول تقييم من نوعه يشمل 54 دولة نامية- صادمة جدا لانه حتى في العيادات الطبية التي جرى تحديدها على انها يتاح لها الماء فان مصدره ربما يكون على مسافة تصل الي نصف كيلومتر بدلا من نقله الي الموقع في أنابيب، وتوصل التقرير الي انه بالاضافة الي قتل المواليد الصغار فإن نفس البيئة التي تفتقر لشروط الصحة العامة تغذي ايضا تفشي امراض وبائية مثل الكوليرا في جمهورية الكونجو الديمقراطية وهايتي ومالاوي وتنزانيا وجنوب السودان.

العلاج بالفن قد يساعد الأطفال في التغلب على مشاكل السلوك

من جهة أخرى تشير دراسة جديدة إلى أن العلاج بالفن في المدارس البريطانية يساعد الأطفال المضطربين على العودة لحياتهم الطبيعية، وبدأ برنامج غرفة الفن في عام 2002 بهدف مساعدة الأطفال بين الخامسة والسادسة عشرة الذين يقول مدرسوهم إنهم بحاجة لدعم معنوي وسلوكي، وفي الوقت الحالي يوجد تسعة برامج لغرفة الفن في مدارس ببريطانيا. وشارك في هذه البرامج أكثر من عشرة آلاف طفل منذ بدايتها، وفي الدراسة التي نشرت في مطبوعة ذا أرتس إن سايكوثيرابي The Arts in Psychotherapy كشف الباحثون أن الأطفال خرجوا من برنامج غرفة الفن الذي يستغرق عشرة أسابيع وهم أقل اكتئابا ومشاكلهم السلوكية أقل. كما تحسنت صورتهم عن أنفسهم، وقالت ميليسيا كورتينا وهي استشارية في أبحاث علم النفس في برنامج غرفة الفن ومقره أكسفورد بانجلترا إن غرفة الفن توفر مساحة رعاية وإبداع يستطيع الأطفال من خلالها "التعلم والانجاز من خلال الفن"، وقالت لرويترز إن البرنامج "يعمل عن كثب مع المدارس لدعم الأطفال داخل بيئة المدرسة ومساعدتهم على إيجاد طرق مبتكرة لتعزيز صورتهم عن أنفسهم. انه يعمل مع الأطفال والصبية الذين يعانون من مشاكل خطيرة وربما يكونون معرضين للعزلة في المدرسة"، وذكرت أن برنامج غرفة الفن يعمل مع الأطفال على تطوير المهارات الاجتماعية والتعليم والعلاج. ويتم تدريب القائمين على البرنامج من خلال منهج فريد، والهدف من البرنامج في النهاية هو مساعدة الأطفال والصبية على معاودة الانخراط في التعليم، وقالت في رسالة بالبريد الالكتروني "بمجرد أن يدركوا أن باستطاعتهم تحقيق النجاح في غرفة الفن يستطيعون أن يعودوا إلى مدارسهم وحياتهم الطبيعية بهذه الثقة الجديدة."

تناول الفول السوداني في سن مبكرة يمنع اصابة الاطفال بالحساسية منه

في بحث تتعارض نتائجه مع نصائح طبية راسخة ظلت تتردد سنوات طويلة أعلن العلماء أن الاطفال المعرضين لخطر الاصابة بفرط الحساسية بعد تناول الفول السوداني كان يمكنهم تجنب ذلك لو كانت أمهاتهم أعطتهم الفول السوداني بصفة منتظمة خلال الأشهر الإحدى عشر الاولى من حياتهم.

وأظهرت هذه الدراسة -وهي الأولى التي توضح ان تناول أطعمة معينة هو خير سبيل فعال لمنع الاصابة بفرط الحساسية- تراجعا بنسبة 80 في المئة في شيوع الاصابة بفرط الحساسية من الفول السوداني بين الاطفال الاكثر عرضة للاصابة ممن تناولوه بين الحين والآخر في طفولتهم وذلك بالمقارنة بالاطفال الذين تجنبوا ذلك. بحسب رويترز.

وقال جديون لاك الذي أشرف على الدراسة في كينجز كوليدج بلندن "إنه تطور اكلينيكي مهم يتعارض مع الإرشادات السابقة"، وأضاف "ربما يتطلب الامر توجيهات جديدة للحد من معدلات الاصابة بفرط الحساسية من الفول السوداني بين أطفالنا".

وتضمنت دراسة لاك اختيار عينات عشوائية وأخرى للمقارنة شملت 640 طفلا تراوحت اعمارهم بين أربعة أشهر و11 شهرا من مستشفى ايفلينا لندن للاطفال ممن يعتبرون عرضة لخطر الاصابة بفرط الحساسية من الفول السوداني لانهم يعانون بالفعل إما من الاكزيما الحادة واما من فرط الحساسية من البيض أو كليهما، وطلب من نصف عدد هؤلاء الاطفال تناول اطعمة تحتوي على الفول السوداني ثلاث مرات أو أكثر اسبوعيا فيما تجنب النصف الآخر تناول الفول السوداني حتى بلغوا من العمر خمس سنوات. ووردت النتائج في دورية (نيو انجلاند) New England الطبية.

طعام الاطفال واضطرابات عاطفية

على صعيد آخر اظهرت دراسة حديثة نشرت نتائجها مجلة "بيدياتريكس" الاميركية أن الاطفال الذين يتقبلون بصعوبة تناول الطعام يواجهون ازديادا واضحا في خطر مواجهة مشكلات عاطفية تتطلب تدخلا طبيا، واشارت الدراسة التي اجريت على مجموعة من 3433 مشاركا الى ان اكثر من 20 % من الاطفال في الولايات المتحدة بين سن الثانية والسادسة يتقبلون بصعوبة الاطعمة التي تقدم لهم. ومن اصل هذا العدد، 18 % من هؤلاء يظهرون "صعوبة معتدلة" على هذا الصعيد في حين أن 3 % يصنفون في خانة "الصعوبة الشديدة" في تقبل الاغذية.

ولفتت مديرة مركز "ديوك" في شأن اضطرابات التغذية والمعدة الرئيسية للدراسة نانسي زوكر الى ان "الاطفال الذين نتحدث عنهم في هذه الدراسة ليسوا اولئك الذين يرفضون احيانا أكل البروكلي بل اولئك الذين يبدون صعوبة كبيرة في تقبل تناول الاطعمة لدرجة ان هذا الموضوع بدأ يسبب مشكلات لديهم". بحسب فرانس برس.

وأوضحت الباحثة أن "هذا السلوك المتطرف يمكن أن يتخذ اشكالا عدة ويؤثر على صحة الطفل ونموه والعلاقة بين الاهل واطفالهم"، وخلصت الدراسة الى ان الاطفال الذين صنفوا في خانة الصعوبة المعتدلة الى الشديدة في تناول الاطعمة يواجهون خطرا اعلى بكثير في الاصابة بأعراض الاكتئاب والقلق، كما أنهم قد يواجهون اعراض اضطراب جديد يسمى "افويدانت/ريستريكتيف فود إينتايك ديزورد" ويقوم على التفادي او الحد من تناول الطعام. وهذا التشخيص الجديد اضيف الى الموسوعة الاميركية للامراض العقلية سنة 2014، وقد يستفيد بعض الاطفال من علاجات ترمي من بين جملة اهدافها الى المساعدة على كسر حالة الرفض لتناول الاطعمة التي تمثل مصدر قلق لهؤلاء، إلا أن هذه الوسائل قد لا تكون كافية بالنسبة للاطفال الذين يعانون حساسية مفرطة على صعيد الحواس وللذين يبدون انزعاجا كبيرا من رائحة او مذاق بعض الاطعمة، بحسب هؤلاء الباحثين الذين اكدوا اهمية اعتماد مقاربات علاجية تتناسب مع سن الاطفال.

الاطفال الخدج ومستقبل حياتهم الاقتصادية

اظهرت دراسة بريطانية حديثة شملت حوالى 15 الف شخص أن الاطفال الخدج ينجحون بدرجة اقل على المستوى الاقتصادي خلال مرحلة البلوغ، وكانت بحوث علمية سابقة خلصت الى وجود رابط بين ولادة الاطفال قبل اوانهم و"صعوبات في نمو الدماغ" لكن أي دراسة سابقة لم تتطرق الى اثار الولادة المبكرة على الظروف الاقتصادية والاجتماعية للاطفال الخدج خلال مرحلة البلوغ، وحلل باحثون من جامعة واريك في وسط انكلترا مستويات التأهيل العلمي والمعيشة والوظائف لدى 8573 شخصا في سن الثانية والاربعين مولودين (قبل اوانهم او في الاوان الطبيعي) سنة 1958 اضافة الى 6698 اخرين مولودين سنة 1970.

وفي مراحل سابقة، خضع هؤلاء الاشخاص خلال طفولتهم الى اختبارات لمعدل الذكاء ولمهاراتهم في القراءة والرياضيات. وأظهرت النتائج كما هو متوقع أن الاطفال الخدج حققوا نتائج اضعف مقارنة مع الاطفال المولودين في اوانهم الطبيعي كما اظهرت ايضا دراسات اجريت سابقا، وأظهرت متابعة هؤلاء الاشخاص في سن البلوغ وتحليل ظروف حياتهم أن هذه المؤهلات الاضعف على المستوى الفكري المدرسي ترجمت عبر تأهيل علمي اضعف واوضاع اقتصادية اقل نجاحا، فعلى سبيل المثال، كان عدد الاشخاص ذوي المهارات اليدوية العالية ادنى بوضوح لدى البالغين المولودين قبل اوانهم الطبيعي مقارنة مع الاخرين. بحسب فرانس برس.

كذلك سجل الباحثون عددا اكبر من العاطلين عن العمل لدى الاشخاص المولودين قبل اوانهم الطبيعي كما ان هؤلاء كانوا يواجهون صعوبات مالية بوتيرة اكبر مقارنة مع الاخرين، وأكدت مجموعة الباحثين في مقال نشرته هذا الاسبوع مجلة "سايكولوجيكل ساينس" المتخصصة أن اثار الولادة قبل الاوان الطبيعي على "النجاح الاقتصادي في مرحلة البلوغ" تظهر حتى مع الأخذ في الاعتبار التأثير الكبير للوضع الاقتصادي الاجتماعي للاهل على مستقبل ابنائهم، الا ان الاخصائي اوليفييه بو من مستشفى روبير دوبريه للاطفال في باريس اشار في تصريحات لوكالة فرانس برس الى ان هذه النتائج لا تنسحب بالضرورة على الاطفال الخدج المولودين في زمننا الراهن، وقد ازداد عددهم مقارنة مع الماضي لكنهم باتوا يتلقون عناية طبية افضل، وتشير التقديرات الى ان حوالى 15 مليون طفل في العالم يلدون قبل اوانهم الطبيعي، اي 11 % من اجمالي عدد الولادات.

الامهات يجدن صعوبة في الاعتراف بأن أطفالهن يعانون من السمنة

قال باحثون إن عددا كبيرا من الامهات يمكن أن يعترفن بمعانتهن من السمنة أو زيادة في الوزن لكن لا يعترفن بأن أطفالهن يواجهون هذه المشكلة وهو ما قد يعطل حصول الأطفال على المساعدة اللازمة لانقاص الوزن، وحلل فريق الدراسة في أيرلندا بيانات عينة شملت نحو 8000 أم وأطفالهن في سن التاسعة وخلص إلى انهن غالبا ما يتحدثن بنزاهة عن أوزانهن. لكن نسبة الامهات اللاتي يدركن ان أطفالهن يعانون من زيادة "معتدلة" او "مفرطة" في الوزن تتقلص الى 17 في المئة فقط، وقال كيران داود وزملاؤه في جامعة ليميرك لرويترز هليث في رسالة بالبريد الإلكتروني "إذا لم تدرك الام ان هناك مشكلة في وزن طفلها لن تسعى لأي تدخل لحلها ولن تنفذه. سيزداد وزن الطفل على الأرجح طوال فترة الطفولة والمراهقة والبلوغ".

وبالمقياس الموضوعي كان نحو واحد في المئة من الامهات نحيفات و47 في المئة وزنهن طبيعي و32 في المئة وزنهن زائد وثمانية في المئة يعانين من السمنة، وبين الاولاد كان 78 في المئة أوزانهم صحية و17 في المئة أوزانهم زائدة وخمسة في المئة يعانون من السمنة وبين البنات كان 70 في المئة وزنهن صحي و22 في المئة وزنهن زائد وثمانية في المئة يعانين من السمنة.

اصابة الاطفال بالسعال الديكي مرتبطة باصابتهم بالصرع لاحقا

أشارت نتائج دراسة حديثة إلى ان الأطفال في الدنمرك ممن أصيبوا بالسعال الديكي في المراحل المبكرة من طفولتهم يبدو انهم عرضة للاصابة بالصرع في وقت لاحق من هذه المرحلة، وقال مورتن اولسن كبير المشرفين على هذه الدراسة بالمستشفى الجامعي ارهوس بالدنمرك "على الرغم من ان الارتباط الذي توصلنا اليه ربما يكون مهما على مستوى السكان إلا انه على المستوى الفردي فان الطفل الذي ينقل للمستشفى مصابا بالسعال الديكي يكون أقل عرضة للاصابة بالصرع"، وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن السعال الديكي عدوى حادة تصيب الجهاز التنفسي تشيع بين الأطفال وتكون نوبات السعال شديدة للغاية لدرجة تؤثر سلبا على الأكل والشرب والتنفس لديهم وقد تستمر هذه النوبات أسابيع وربما تؤدي الى الالتهاب الرئوي ونوبات مرضية وتلف بالمخ والوفاة. بحسب رويترز.

ويتم اعطاء الاطفال الأمريكيين عدة جرعات من التطعيمات للوقاية من السعال الديكي في عمر شهرين وأربعة وستة و18 شهرا ثم عامين وستة أعوام وهي تقي أيضا من الدفتريا والتيتانوس والأمراض البكتيرية، واستعان الباحثون في الدراسة بقاعدة بيانات قومية بالدنمرك ضمن 47 ألف مريض ولدوا بين عامي 1978 و2011 ممن أصيبوا بالسعال الديكي وكان نحو نصفهم قد اصيب بالمرض عندما كانوا دون ستة اشهر من العمر.

توقف تزايد معدلات الاصابة بالربو

أفادت نتائج دراسة بان زيادة معدلات إصابة الأطفال بالربو يبدو انها توقفت لدى مجموعات كبيرة بالولايات المتحدة لكن ذلك لم يحدث بين الأطفال الفقراء أو من هم في سن العاشرة فما فوق، وقال الباحثون في دورية طب الاطفال إنه إجمالا ظلت معدلات الإصابة بالربو لأطفال دون سن 18 من العمر في ازدياد عشرات السنين حتى وصلت إلى ذروتها بنسبة 9.7 في المئة عام 2009 ثم ظلت مستقرة حتى عام 2013 عندما هبطت إلى 8.3 في المئة من 9.3 في المئة في العام السابق له، وقالت لارا أكينبامي المشرفة على الدراسة بالمركز القومي لاحصائيات الصحة في هياتسفيل بولاية ماريلاند التابع للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها "تظهر البيانات الدولية لانتشار الربو على مر الزمن انه يبدو ان الاتجاهات في تناقص في الكثير من الدول وتشير الى ان الاتجاه في الولايات المتحدة يبدو انه يسير وفقا للتوجه العام"، وأضافت انه حتى وان كان التراجع الأخير مهم من الوجهة الاحصائية فمن السابق لأوانه القول بان الانخفاض الذي حدث عامي 2012 و2013 ربما يكون بداية تناقص جديد في حالات الاصابة بالربو. بحسب رويترز.

ومن بين نقاط الضعف في هذه الاحصائيات قلة عدد سنوات تقييم التحول في اتجاهات الإصابة بالربو علاوة على الطريقة التي اتبعها الباحثون في جمع المعلومات ما اثر على النتائج التي خلصت اليها الدراسة ومن بين ذلك عدم تضمين عوامل مثل السن والدخل والدين والعرق واللون والمستوى الاجتماعية، وقالت الدراسة إن التراجع في حالات الإصابة بالربو لم يشمل شرائح الفقراء وان ذلك ربما يعود إلى ظروف بيئية مثل التعرض للتبغ وتردي ظروف المعيشة وسوء جودة الهواء وانتشار الحشرات والأتربة علاوة على السمنة والاضطرابات النفسية وعدم دراية الوالدين بالظروف الصحية المثلى وهي جميعها عوامل خطر ترجح الاصابة بالربو، ويؤدي مرض الربو الذي يلازم الشخص على مدار حياته إلى ضيق التنفس والسعال، وأوضحت دراسة أخرى أجريت على عاملات في خدمات النظافة إن روائح المنظفات التي يستخدمنها في العمل قد تزيد حالات الربو سوءا. والمنظفات مثل المبيضات ومواد تنظيف الزجاج والمطهرات ومعطرات الجو تفاقم من الأعراض المرتبطة بالربو عند النساء وتستمر الأعراض حتى صباح اليوم التالي لتعرضهن لهذه الروائح وفي بعض الأحيان تزداد الأمور سوءا مع مضي الوقت.

اضف تعليق