q

يعد الإدمان والإفراط في شرب الخمور واحداً من أهم الموضوعات التي يناقشها المجتمع العالمي، حيث يقول البعض إن الخمر ثالثة المشروبات استهلاكا في العالم بعد الماء والشاي، وفي معظم الدول لا يسمح بشراء الكحول إلى حد عمر معين، كما هي الحالة مع التدخين في أوروبا، فيكون هذا العمر عادة 18عاماً، أما في الولايات المتحدة فهو 21، وفي اليابان هو 20عاماً، لما له من آثار صحية مدمرة للجسم على المدى القصير والطويل، وتؤثر في حياة الشخص الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والأمنية، كما لها عواقب وخيمة على المجتمعات.

وفي المجتمع الإسلامي يعد شرب الخمر كبيرة من الكبائر (أم الكبائر)، ويجب الابتعاد عنها واجتنابها، ونهى عنها الباري عز وجل في كتابه العزيز {يا أيُّها الَّذين آمنوا إنَّما الخمرُ والميسرُ والأنصابُ والأزلامُ رجسٌ من عملِ الشَّيطانِ فاجتنبوه لعلَّكم تُفلحون(90) إنَّما يُريدُ الشَّيطانُ أن يُوقِعَ بينَكُم العداوةَ والبغضاءَ في الخمرِ والميسرِ ويَصُدَّكم عن ذكرِ الله وعن الصَّلاةِ فهل أنتم منتهون(91)} وحذر منها نبينا محمد (ص) في قوله: « إنها مفتاح كل شر»، لأنها تؤدِّي جميعاً إلى الفجور وإفساد بنية المجتمع وتعد من أخطر الأفعال على الكيان الإنساني.

فقد خلق اللّه الإنسان وأحسن خلقه، وأنعم عليه بنعمة الإسلام، وأكرمه بالعقل، وشرب الخمر يذهب العقل ويؤثر على المخ ومسارات التواصل العصبية، مما يؤدي إلى إعاقة القدرة على الحكم على الأمور والتلعثم في الكلام، وعدم القدرة على تنسيق حركات الجسم مثل المشي أو القيادة، بالإضافة إلى الاضطراب وصعوبة التركيز وغالباً ما يؤدي الإفراط في الكحول إلى الموت، وفي هذا الشأن أظهرت دراسة إحصائية إن الإفراط في شرب الكحول مسؤول عن 40 % من حالات الوفاة المتصلة بأمراض الكبد في السنوات الأخيرة، مع الإشارة إلى إن معظم أمراض الكبد يمكن تجنبها من خلال إزالة أسبابها، كالسمنة، والإفراط في الكحول المسؤول وحده عن ثلث الوفيات من أمراض الكبد.

وفي بعض البلدان كفرنسا يصل معدل ما يحتسيه الفرنسي الواحد من النبيذ في العام إلى 44,2 لترا، ما يجعل من فرنسا الدولة الأكثر استهلاكا للخمر في العالم، هذا إذا استثنينا الفاتيكان الذي

هو خارج المنافسة مع 73,8 لترا للشخص الواحد، وفي أمريكا أظهرت دراسة أن 10 بالمئة فقط من البالغين الأمريكيين الذين يحتسون المشروبات الكحولية بشراهة مدمنون لها على عكس الرأي العام السائد، وتتضمن علامات إدمان الكحوليات عدم القدرة على التوقف عن احتساء المشروبات الكحولية أو الحد منها ومواصلة الاحتساء حتى بعد أن يتسبب ذلك في مشكلات في محيط الأسرة أو العمل، وبحسب الدراسة فإن إدمان الكحوليات شائع بين من يقل دخلهم الأسري السنوي عن 25 ألف دولار.

بينما أفادت دراسة أخرى في الولايات المتحدة أن واحدة من كل عشر نساء حوامل في سن 18 إلى 44 عاما تحتسي الكحوليات خلال حملها وأن كثيرا منهن يشربن بإفراط، وكان الإفراط في تناول الكحوليات أعلى عند الحوامل عما هو بين النساء غير الحوامل، وان أي تناول للكحوليات خلال الحمل يرتبط بزيادة مخاطر العيوب والعاهات الخلقية، والنساء اللواتي يشربن الكحول بتتابع سريع يعانين على الأرجح من مشاكل إدمان الخمر.

أما في الدنمرك أفادت دراسة أن ممارسة الرياضة في جميع مراحل الحياة مرتبط بانخفاض مخاطر إدمان الكحوليات الذي يتطلب علاجا، وضمن مجموعة من البالغين تمت متابعتهم على مدى 20 عاما كان الذين أفادوا بأنهم يمارسون قدرا أكبر من النشاط البدني في أوقات فراغهم أقل عرضة للاحتياج للعلاج بسبب إدمان الكحوليات لكن تفسير هذه العلاقة ليس واضحا.

وعلى صعيد مختلف أظهرت دراسة إن الإجهاد المفرط في العمل قد يدفع إلى تناول الكحول، محذرة من المخاطر الصحية لمثل هذه الممارسات، وتناولت الدراسة أكثر من 400 ألف شخص إلى إن الأفراد الذين زادت ساعات العمل الأسبوعية لديهم عن 48 ساعة، وهو الحد الأقصى الموصى به من الاتحاد الأوروبي، كان لديهم ميل اكبر لاحتساء كميات "خطيرة" من الكحول.

دراسة تظهر كيف تدمر الكحوليات الخلايا الجذعية وتزيد فرص الإصابة بالسرطان

أظهرت دراسة نشرت أن تناول المشروبات الكحولية ينتج مواد كيماوية ضارة بجسم الإنسان يمكن أن تؤدي إلى إلحاق أذى دائم بالحمض النووي والخلايا الجذعية وتزيد من احتمالات الإصابة بالسرطان.

واستخدم علماء بريطانيون يعملون على فئران التجارب في معمل تحليل الكروموسومات وتسلسل الحمض النووي لدراسة الخلل الجيني الناتج عن الأسيتالديهايد وهي مادة كيماوية ضارة يفرزها الجسم عندما يهضم المواد الكحولية، وقدمت النتائج التي توصلوا إليها المزيد من التفاصيل عن كيف يزيد احتساء الخمور فرص الإصابة بسبعة أنواع من السرطان ومنها الأنواع الشائعة مثل سرطان الثدي وسرطان الأمعاء وأظهرت كذلك كيف يسعى الجسم إلى مقاومة الضرر الذي تحدثه الخمور.

وقال كيتان باتل الأستاذ بمعمل مجلس الأبحاث الطبية للبيولوجيا الجزيئية الذي شارك في قيادة العمل في الدراسة ”بعض أنواع السرطان تنتج عن خلل في الحمض النووي للخلايا الجذعية وبعض الأضرار تحدث بالصدفة وتشير نتائجنا إلى أن تناول الخمور يمكن أن يزيد من هذه الأضرار“، وتصنف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية المشروبات الكحولية باعتبارها من الفئة الأولى المسببة للسرطان مشيرة إلى ”أدلة مقنعة“ على أنها تسبب السرطان للإنسان.

وكانت دراسة نشرت في 2011 قد أظهرت أن الكحوليات مسؤولة عن نحو أربعة بالمئة من حالات السرطان في بريطانيا وهو ما يعادل نحو 12800 حالة في السنة، وفي الدراسة الأخيرة المنشورة في دورية نيتشر أعطى فريق باتل خمورا مخففة للفئران ثم فحصوا أثرها على الحمض النووي ووجدوا أن الأسيتالديهايد يمكنه أن يلحق الضرر بالحمض النووي داخل الخلايا الجذعية بالدم ويغير بشكل دائم تسلسل الحمض النووي في هذه الخلايا، ويقول باتل إن ذلك أمر خطير لأن الخلايا الجذعية عندما تعطب تفسح المجال لظهور الخلايا السرطانية.

حتى الاعتدال في شرب الخمر مرتبط بتغيرات في بنية المخ

قال علماء إن شرب الكحوليات ولو بقدر معتدل مرتبط بتغيرات في بنية المخ وارتفاع خطر تدهور وظائفه، وفي دراسة أجريت على مدى 30 عاما وشملت 550 شخصا في منتصف العمر تنوعوا بين الإفراط في الشرب و الاعتدال والامتناع عنه توصل الباحثون إلى أن من يفرطون في شرب الكحوليات أكثر عرضة لخطر الإصابة بضمور جزء في المخ مما يؤثر على الذاكرة، وقال الباحثون إن الأشخاص الذين احتسوا أكثر من 30 وحدة من الكحوليات أسبوعيا في المتوسط كانوا معرضين للخطر الأكبر لكن حتى من شربوا بصورة معتدلة أي ما بين 14 إلى 21 وحدة أسبوعيا كانوا أكثر عرضة على الأرجح للإصابة بهذا الضمور بالمقارنة مع الممتنعين عن شرب الخمر، وأضافوا "لم نجد سندا لتأثير وقائي للشرب الخفيف على بنية المخ"، وقال الباحثون وهم من جامعتي أوكسفورد وكلية لندن الجامعية إن نتائجهم تدعم إرشادات بريطانية حديثة للحد من الشرب لكنها تثير تساؤلات حول توصيات الحد من شرب الخمر في الولايات المتحدة، وتشير الخطوط الإرشادية الأمريكية إلى أن شرب 24.5 وحدة من الكحول أسبوعيا آمن للرجال غير أن الدراسة خلصت إلى ارتفاع خطر حدوث تغيرات في بنية المخ عند شرب من 14 إلى 21 وحدة فقط من الكحوليات أسبوعيا، وتعرف الوحدة بعشرة ملليلترات من الكحول الخالص. وتحتوى زجاجة الجعة الكبيرة على وحدتين تقريبا بينما تصل الكمية إلى تسع وحدات في زجاجة النبيذ، ونشرت نتائج الدراسة في دورية (بريتيش ميديكال جورنال) الطبية.

احتساء الكحول أثناء الحمل مرتبط بحدوث "تشوهات في وجه الأطفال"

خلصت دراسة حديثة إلى أن النساء اللاتي يحتسين الكحول، وإن كانت كميات قليلة، أثناء الحمل قد يكن أكثر عرضة من غيرهن من الأمهات لأن يلدن أطفالا بتشوهات طفيفة في الوجه ترتبط بمشاكل التطور.

وعندما فحص باحثون البيانات الخاصة لصور وجوه 415 طفلا عمرهم عام واحد، وجدوا تغييرات طفيفة في وجوه الأطفال، خاصة حول الأنف والعينين والشفاه مرتبطة بكل معدلات التعرض للكحول، بغض النظر عما إذا كان احتساء الكحول كان في الأشهر الثلاثة الأولى أو طوال الحمل.

وقالت إيفيلن موغلي في معهد مردوخ لأبحاث الطفل في جامعة ملبورن في استراليا "دهشنا لرؤية هذه الاختلافات في شكل الوجه مع التعرض للكحول بجرعات طفيفة، وقالت موغلي في رسالة بالبريد الالكتروني "هذا يعني أن أي معدل للكحول يسهم في كيفية بناء الوجه ويطرح تساؤلات عن التأثير المحتمل على تطور المخ، وهو ما تطلب المزيد من الأبحاث"، وقالت موغلي إن التغيرات في وجه الأطفال دقيقة للغاية بحيث لا يمكن اكتشافها بالعين المجردة، ولا يمكن اكتشافها إلا باستخدام تحليل متطور ثلاثي الأبعاد لشكل الوجه.

وأضافت أن الأمر لا يعني بالضرورة حدوث ضرر للأجنة إذا احتست الأمهات بعض الكحول أثناء الحمل، وخلصت الدراسة إلى أن الاختلاف في الوجه كان أكثر وضوحا بين الأطفال الذين لم يتعرضوا للكحول في الرحم والأطفال الذين تعرضوا له بكميات طفيفة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

تناول الكحوليات بمستويات عالية الخطورة يزداد بين الأمريكيين

أشارت دراسة جديدة إلى أن معدل تناول المشروبات الكحولية بمستويات عالية الخطورة زاد في الولايات المتحدة بنحو 30 بالمئة في الفترة ما بين 2001-2002 و2012-2013 ووصفت نسبة إدمان الكحول بين الأمريكيين بأنها ”أزمة صحة عامة“.

وعرفت الدراسة تناول المشروبات الكحولية بمستويات عالية الخطورة بأنه استهلاك منتظم للمشروبات الكحولية أربع مرات يوميا بالنسبة للنساء وخمس بالنسبة للرجال. ووجد الباحثون أن الأمريكيين المدمنين للكحوليات زادوا أيضا بنسبة 50 بالمئة تقريبا خلال فترة الدراسة، ووجدت الدراسة أن الزيادة في معدلات تناول المشروبات الكحولية كانت أكبر بين النساء والبالغين الأكبر سنا والأقليات العرقية ومحدودي التعليم والدخل.

وقالت ديبورا هاسين من جامعة كولومبيا في نيويورك والتي قادت الدراسة ”تناول الكحوليات تناولا خفيفا مفيد للصحة بصفة عامة لكن الإفراط في تناولها قد يؤدي لأضرار وخلل“، وكتبت هاسين وزملاؤها في دورية جاما للطب النفسي أن الإفراط في تناول الكحوليات وإدمانها من عوامل الخطر التي تساهم في مشكلات صحية مثل ارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب والسكتة الدماغية والسرطان والالتهابات.

ووجدت دراسات سابقة أن استخدام الكحول في الولايات المتحدة تضاءل في الفترة ما بين السبعينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي. لكن بحثا أحدث وجد زيادات في استخدام الكحول بين تسعينيات القرن الماضي ومطلع القرن الحالي، والاستنتاجات الجديدة مبنية على مقابلات أجريت في 2001-2002 و2012-2013 مع عينات من البالغين تمثل شرائح مختلفة من السكان، وارتفعت نسبة البالغين الذين تناولوا كحوليات في العام السابق من حوالي 65 في المئة إلى حوالي 73 في المئة خلال فترة الدراسة. ووجد الباحثون أن نسبة تناول مشروبات كحولية أكثر من أربع أو خمس مرات في جلسة واحدة زادت أيضا من حوالي عشرة بالمئة إلى 13 بالمئة.

وزادت نسبة البالغين الذين تنطبق عليهم معايير الإدمان من تسعة بالمئة إلى 13 بالمئة، وقالت هاسين ”الناس بحاجة في الواقع لوضع بعض المعلومات عن الأضرار المحتملة للإفراط في تناول الكحوليات في الحسبان عند تحديد مواعيد وكميات المشروبات الكحولية التي يتناولونها“، وأضافت ”واضعو السياسات والعاملون في مجال الصحة بحاجة لإدراك ذلك أيضا“، ولا توضح الدراسة سبب الزيادة في معدلات تناول الكحوليات والإفراط في استخدامها، لكن الباحثين أشاروا إلى احتمال أن يكون السبب تغير القواعد الاجتماعية والاستعانة بالكحوليات للتأقلم مع ظروف الحياة، وقالت هاسين ”سيسعى الباحثون للتوصل لسبب حدوث تلك التغيرات“.

هل تراجع استهلاك روسيا من الكحول بواقع 80 بالمئة فعلا؟

هناك اختلاف بين إحصائيات رسمية روسية وأخرى أجرتها منظمة الصحة العالمية لمعدل استهلاك الكحول في روسيا، قالت فيرونيكا سكوفورتسوفا، وزيرة الصحة الروسية، إن معدل استهلاك الكحول في روسيا تراجع بحوالي 80 في المئة مقارنة بالمستويات المسجلة منذ خمس سنوات، لكن عند الأخذ في الاعتبار أن الشعب الروسي من أكثر الشعوب حبا للخمور، يعتبر هذا الرقم صادما، خاصة في الدولة المتخصصة في صناعة الفودكا وتعتبرها المشروب الوطني، رفضت سكوفورتسوفا الإدلاء بمزيد من التفاصيل عن الرقم الذي أعلنته، كما لم ترد وزارة الصحة على أسئلة مكتب بي بي سي في روسيا بشأن هذا الرقم. لذلك سوف نحاول التوصل إلى النسبة الصحيحة لاستهلاك الكحول في روسيا.

وهناك مجموعتان من الإحصائيات، الأولى أجراها مكتب الإحصاء الوطني في روسيا (روستات) في حين أجرت منظمة الصحة العالمية المجموعة الثانية من الإحصائيات، ولنبدأ بمكتب الإحصاء الروسي الذي استمد أرقامه من المبيعات المسجلة لاستهلاك هذه المادة، الذي تراجع دون شك، لكن بواقع 30 في المئة، لا 80 في المئة. وتحسب نسبة استهلاك الشعب الروسي للكحول بقسمة إجمالي الاستهلاك على عدد سكان روسيا.

ولم ينشر روستات الإحصائيات الخاصة بإجمالي استهلاك الكحول في 2017. لكن البيانات المتوافرة عن الاستهلاك في الفترة من يناير/ كانون الثاني وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين تشير إلى زيادة في المعدل مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقا ليفغيني ياكوفليف، الأستاذ بكلية الاقتصاد الجديدة في موسكو، والمتخصص في دراسات اقتصاديات الصحة واستهلاك الكحوليات في روسيا.

وسجلت مبيعات الفودكا، المشروب الكحولي الشعبي في روسيا، قفزة بحوالي 10 في المئة في الفترة ما بين يناير/ كانون الثاني ونوفمبر/ تشرين الثاني 2017 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

وبلغ متوسط استهلاك الفرد من الكحول الخالص في روسيا العام الماضي حوالي 6.6 لتر، وفقا لروستات. وأضافت إحصائيات المكتب الوطني أن متوسط استهلاك الجعة بلغ حوالي 57 لتر للفرد سنويا، علاوة على تسجيل متوسط استهلاك النبيذ، والشمبانيا، ومشروبات كحولية أخرى حوالي 7.3 لتر للفرد سنويا.

ونشرت منظمة الصحة العالمية إحصائياتها عن استهلاك الخمور في روسيا عن الفترة نفسها التي غطتها إحصائيات روستات لتكشف عن ضعف الكميات التي أعلنتها الجهات الروسية الرسمية. وأشار تقرير المنظمة العالمية إلى أن استهلاك الفرد من المشروبات الكحولية في روسيا بلغ 13.9 لتر سنويا في 2016.

وقد يكون الاختلاف بين الإحصائيتين ناتجا عن اختلاف في طريقة حساب الاستهلاك، إذ توصلت منظمة الصحة العالمية إلى تلك الأرقام عبر قسمة إجمالي استهلاك الكحول في روسيا على عدد السكان الذين تتجاوز أعمارهم 15 سنة، لا إجمالي عدد سكان روسيا كما حدث في حسابات المكتب الوطني للإحصاء، وأوضح ياكوفليف أن هناك سببا آخر للاختلاف بين الاحصائيات الروسية الرسمية وإحصائيات منظمة الصحة العالمية، وهو أن هناك كميات تستهلك من الكحوليات دون أن تتضمنها الإحصائيات، علاوة على كيمات الكحول المستخدمة في المنظفات وغيرها من المنتجات مثل العطور، وأكد أن المبيعات غير الرسمية يصعب رصدها، مرجحا أن تقرير منظمة الصحة العالمية قد ينطوي على بعض المبالغة.

وأضاف أن "الدراسات أظهرت أن كمية الكحول التي تستهلك بشكل غير شرعي، والتي لا يمكن الاعتماد عليها في إجراء الإحصائيات، في بلادنا لم تشهد الكثير من التغير في السنوات القليلة الماضية، إذ تقدر بحوالي 10 في المئة من إجمالي الاستهلاك".

رغم ذلك، لا تظهر الإحصائيات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية أن استهلاك الكحوليات تراجع بحوالي 80 في المئة، وحتى عند النظر إلى تقرير المنظمة، فسوف نلاحظ تراجعا في الاستهلاك بحوالي 3.9 في المئة، لكن ليس 80 في المئة مقارنة بالكميات المستهلكة منذ خمس سنوات.

تراجع مبيعات المشروبات الكحولية في أنحاء العالم

تراجعت نسبة استهلاك الأفراد للمشروبات الكحولية على مستوى العالم، بحسب تقرير حديث يرصد حجم الصناعة، واستمر تراجع مبيعات البيرة (الجعة) خلال العام الماضي، فيما تباطأ الإقبال على السَيدر المصنوع من أنواع مختلفة من الفاكهة.

وخلصت هيئة السجل العالمي للنبيذ والمشروبات الروحية إلى أن السوق العالمي للمشروبات الكحولية انكمش في عام 2016 بنسبة 1.3 في المئة، مدفوعا بانخفاض بنسبة 1.8 في المئة في مبيعات البيرة، واتخذت مبيعات السَيدر اتجاها عكسيا، إذ انخفضت 1.5 في المئة بعد سنوات من النمو، ويزيد الانكماش الكلي لمبيعات المشروبات الكحولية في العالم عن متوسط الانخفاض في السنوات الخمس السابقة عند 0.3 في المئة.

ورصد تقرير السوق السنوي للهيئة أن مبيعات النبيذ ظلّت ثابتة نسبيا، إذ انخفضت بنسبة 0.1 في المئة، وأن استهلاك المشروبات الروحية زاد بنسبة 0.3 في المئة، وبحسب صندوق النقد الدولي، زاد الناتج المحلي الإجمالي في العالم بنسبة 3.5 في المئة خلال عام 2016، وبالرغم من ارتباط النمو الاقتصادي بزيادة استهلاك المشروبات الكحولية، فقد شهد عدد من الاقتصادات الرئيسية في العالم - وهي الصين وروسيا والبرازيل - تباطؤا أو ركودا.

شركات الخمور تضلل المستهلكين بشأن مخاطرها المتعلقة بالسرطان

أفادت دراسة بأن صناعة الكحوليات تلجأ إلى الإنكار والتشويه والإلهاء لتضليل الناس بشأن مخاطر الإصابة بالسرطان جراء تناول هذه المشروبات وأنها كثيرا ما تستخدم أساليب مماثلة لتلك التي تستخدمها صناعة التبغ.

وذكرت الدراسة التي قادها علماء في كلية لندن للصحة العامة ومعهد كارولينسكا السويدي أن صناعة الكحوليات تقدم غالبا العلاقة بين الكحول والسرطان على أنها بالغة التعقيد مما يعني أنه لا يوجد دليل واضح على وجود رابط ثابت.

ووجدت الدراسة أن من الاستراتيجيات الأخرى إنكار وجود أي علاقة أو القول دون تحري الدقة أنه لا يوجد خطر من الاعتدال في الشراب. وقالت الدراسة إن الصناعة تسعى أيضا إلى ذكر نطاق واسع من عوامل الخطر الفعلية والمحتملة الأخرى للإصابة في مسعى لتقديم الكحوليات على أنها واحد من عوامل عديدة.

وحلل الفريق البحثي الذي أعد الدراسة معلومات تتعلق بالسرطان على المواقع الإلكترونية وفي الوثائق الخاصة بنحو 30 مؤسسة لصناعة الكحوليات في أنحاء العالم بين سبتمبر أيلول 2016 وديسمبر كانون الثاني 2016.

وقال مارك بيتيكرو أستاذ الصحة العامة بكلية لندن للصحة العامة والطب المداري والذي شارك في رئاسة الفريق المعد للدراسة ”قوة الدليل العلمي واضحة...شرب الكحوليات يزيد خطر بعض الأشكال الشائعة من السرطان“.

وأضاف ”ثمة نقاش بأنه كلما زاد الوعي العام خاصة بخطر الإصابة بسرطان الثدي زاد التهديد لصناعة الكحوليات. تحليلنا يشير إلى أن منتجين عالميين كبارا للكحوليات ربما يحاولون التخفيف من هذا بنشر معلومات مضللة“.

وحدد فريق بيتيكرو ثلاث استراتيجيات رئيسية تلجأ إليها الصناعة وهي إنكار أي صلة بالسرطان أو حذف انتقائي للعلاقة والتشويه بذكر بعض مخاطر السرطان مع تحريف حجمها أو التعتيم عليه والإلهاء بالسعي لإبعاد التركيز عن مخاطر الكحوليات وتوجيهها صوب مخاطر أخرى للسرطان.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن شرب الكحوليات من عوامل الخطر المؤكدة للإصابة بأنواع مختلفة من السرطان بما في ذلك الفم والكبد والثدي والقولون والأمعاء. ويزيد خطر السرطان بزيادة استهلاك الكحوليات.

سائق مخمور يصيب 28 شخصا في نيو أورليانز

قالت الشرطة إن سائق شاحنة مخمورا فيما يبدو دهس حشدا من المتفرجين في مهرجان ماردي جرا في نيو أورليانز مما أدى إلى إصابة 28 شخصا، وقالت شرطة نيو أورليانز إن الشاحنة كانت تسير في شارع جانبي مفتوح أمام حركة المرور وصدمت ثلاث سيارات قبل أن تنحرف باتجاه مشاهدي المهرجان.

ونقل تلفزيون فوكس عن شهود قولهم إن الشرطة ألقت القبض على سائق الشاحنة على الفور وقد بدا عليه أنه تحت تأثير المخدرات أو الكحول، وقال قائد الشرطة مايكل هاريسون في مؤتمر صحفي إن 28 شخصا أصيبوا نقل منهم 21 بينهم ضابط شرطة إلى المستشفى، وأضاف هاريسون أن الشرطة تعتقد أن السائق كان مخمورا ويجري استجوابه في مقر الشرطة.

تناول الكحوليات أثناء الحمل "ليس آمنا تماما للأجنة"

أظهرت دراسة حديثة نتائج أشارت إلى أن هناك "أدلة محدودة على غير المتوقع" لوجود ضرر من تناول النساء القليل من المشروبات الكحولية.

وقالت باحثون بريطانيون إنهم اكتشفوا، من خلال مراجعة الدراسات التي أجريت في هذا الموضوع منذ الخمسينيات من القرن العشرين، عدم وجود أي أدلة علمية على أن كأسا أو كأسين من الخمور أسبوعيا قد يضر بالأجنة.

لكن فريق بحث في جامعة بريستول أكد أن عدم وجود دليل لا يعني أن تناول القليل من الكحوليات للمرأة الحامل يعد أمرا "آمنا تماما".

وأضاف أن على المرأة الحامل أن تتأكد أن الكميات القليلة من الشراب لن تضر بالجنين.

تناول الكحوليات أثناء الحمل

وحدثت سالي دايفيز، أستاذة الطب وكبيرة مسؤولي الرعاية الصحية في بريطانيا، الإراشادت الطبية التي تقدمها للناس والتي صدرت العام الماضي، والتي تضمنت ضرورة الامتناع الكامل عن تناول الحوامل الكحوليات.

وقبل ظهور هذا التحديث، كانت النساء الحوامل ينصحن بأنه يمكنهن تناول كمية صغيرة من الخمور، تعادل كأسا أو اثنين، أسبوعيا.

ولكن لا توجد كمية يمكن وصفها بالآمنة من الشراب، يمكن للمرأة أن تتناولها أثناء الحمل، مع ثبوت الأضرار البالغة للإفراط في الشراب أثناء الحمل بالأدلة العلمية.

فالإفراط في الشراب حتى الثمالة، أو المشاركة في احتفالات تتضمن تناول الشراب بكميات كبيرة، يزيد من خطر الإجهاض، والولادة المبكرة، التي قد تؤدي إلى مشكلات عقلية ونفسية يعاني منها الأطفال، وغيرها من المشكلات المعروفة باسم "متلازمة الجنين الكحولية".

ولاتزال المخاطر التي قد تنتج عن تناول النساء الحوامل كميات قليلة من الخمور، في المقابل، غير واضحة حتى الآن.

وقالت لويزا زوكولو، أستاذة الطب هي وزملاؤها في الفريق البحثي من جامعة بريستول، إنها تحققت من 26 دراسة تناولت هذا الموضوع.

وأثبتت مراجعة الفريق لتلك الدراسات أنه لا دليل علمي على وجود ضرر قد ينتج عن تناول الحوامل للمشروبات الكحولية.

لكنها أشارت إلى أن سبعة من تلك الدراسة أشارت إلى أن هناك مخاطرة بنسبة 8.00 في المئة بأن تنجب الحامل طفلا أصغر حجما، إذا تناولت القليل من الكحوليات أثناء الحمل، مقارنة بمن لم تتناول الخمور طوال فترة الحمل.

زوال "الشعور بالذنب"

وأسفرت مراجعة الدراسات السابقة أيضا عن وجود خطر حدوث ولادة مبكرة، وهذا من بين الأضرار التي أشارت إليها تلك الدراسات التي تناولت مدى خطورة تناول القليل من الشراب أثناء الحمل.

وأعربت لويزا زوكولو عن أملها في أن تساعد النتائج التي توصلت إليها دراستها النساء الحوامل على اتخاذ القرار بشأن تناول الشراب أثناء الحمل أو عدم تناوله.

وقال دايفيد سبيغلهولتر، أستاذ الطب بجامعة كامبريدج: "لا يزال الحذر منطقيا، لكن لحسن الحظ، يمكن لتلك النتائج أن تقضي على الشعور بالذنب والقلق لدى النساء اللاتي يتناولن كأسا أو ما شابه من الخمر بين الحين والآخر أثناء الحمل".

وينصح روسل فاينر، الأستاذ بالكلية الملكية لطب وصحة الأطفال للنساء: "نصيحتي ألا تتناولي المشروبات الكحولية إذا كنت تعتزمين الحمل أو لديك حمل بالفعل".

وأضاف أن "الشراب بصفة دورية، ولو بكميات صغيرة، قد يكون ضارا، وينبغي لك أن تتجنبيه، وفقا للحذر اللازم اتباعه أثناء الحمل".

اضف تعليق