يعد ألزهايمر من أكثر الأمراض العصبية التنكسية انتشارًا في العالم. وتقدر السلطات الصحية الألمانية وجود 1.3 مليون مريض ألماني بلغوا مرحلة متقدمة من المرض، ويصعب علاجهم حاليًا. كما لا يتوافر عقار ناجح ضد المرض حتى الآن، وتعتمد معظم الأدوية السائدة على تقليل الأعراض الناجمة منه فقط.
ضمن اطار الموضوع فان التغذية الصحية لا تساعد على تجنب الإصابة بمرض الألزهايمرفحسب، بل إنها تحمل أهمية كبرى حتى للمصابين بهذا المرض. إتباع أسلوب الطعام الصحي والحرص على تناول بعض الفيتامينات قد تقي أو تؤجل شبح هذا المرض، ويعتبر الطعام من أكبر مشكلات مرضى الألزهايمر، فإعراضهم عن بعض الوجبات قد يعود أحيانا إلى نسيانهم لها أو إلى اضطرابات البلع والهضم المرتبطة بهذا المرض. وينصح الخبراء في هذه الحالات، بإدخال المريض للمطبخ ومتابعته لعملية تحضير الوجبة لاسيما وأن رائحة إعداد الطعام نفسها قد تكون أحد أسباب فتح الشهية.
ويفضل الابتعاد عن البهارات الحارة لأنها قد تثير المعدة وبالتالي تزيد من الشكاوى الخاصة بالهضم. من ناحية أخرى يميل مرضى الألزهايمر للوجبات الحلوة، لذا ينصح الخبراء بالإكثار من السكر في الطعام على عكس الملح الذي يجب تقليله تجنبا لارتفاع ضغط الدم. ويعتبر تناول الوجبات في مجموعات من أهم الأسباب التي تفتح شهية المريض مع الحرص على عدم الإثقال عليه بضرورة إتباع آداب المائدة المتعارف عليها وإلزامه بالإمساك بالشوكة والسكين بالطريقة الصحيحة.
على صعيد ذي صلة، فوائد عديدة يكتشفها العلماء باستمرار للنوم، الذي يرتبط بصحة المخ، إذ رصدت دراسات حديثة ارتباط قلة النوم بخطورة الإصابة بالزهايمر على المدى الطويل. فما هي اضطرابات النوم التي قد تعد مؤشرا على الإصابة بهذا المرض؟
الزهايمر، كلمة مرعبة للكثيرين خاصة وأن معاناة الإصابة بهذا المرض لا تقتصر على المريض وحده بل على جميع المحيطين به والمتعاملين معه. النسيان وفقدان القدرة على معرفة أقرب الأشخاص، كلها مخاوف مرتبطة بالمرض المعروف بـ"خرف الشيخوخة" والذي لم ينجح الطب حتى الآن في إيجاد علاج حاسم له. وفي الوقت الذي تسير فيه الدراسات العلمية على قدم وساق لمعرفة الأسباب المحتملة للزهايمر، ربطت دراسة طويلة الأمد بين قلة واضطرابات النوم وبين علامات وأسباب الإصابة باها المرض.
ويساعد الاكتشاف المبكر للزهايمر على الحد من آثاره على الأقل حتى الآن. وقال باحثون من مدرسة جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة في الولايات المتحدة، إن تكرار حالات النسيان وعدم القدرة على ضبط الاتجاهات من العلامات التقليدية التي قد تشير إلى الإصابة بالزهايمر وأضافوا إليها اضطرابات النوم.
فيما قد تؤثر أمراض اللثة الشديدة والتهابات الفم والأسنان على وضائف المخ لدى المصابين بمرض الألزهايمر، وهي بالتالي دليل على تدهور القدرات الإدراكية والمعرفية للمرضى بحسب ما توصلت إليه نتائج دراسة بريطانية.
التغذية المساعد الاول
لم يتوصل الطب حتى الآن إلى لطريقة تقي بشكل قاطع من تلف الخلايا العصبية والذي يتسبب بعد ذلك في مرض الألزهايمر (خرف الشيخوخة)، لكن المؤكد حتى الآن هو أن التغذية المتوازنة وأسلوب الحياة الصحي يقلل من مخاطر الإصابة بالألزهايمر.
وتأتي الحركة على رأس قائمة وسائل الوقاية من الألزهايمر، يليها التغذية الصحية التي تشمل كميات كبيرة من الخضروات والفواكه والقليل من الدهون الحيوانية والكوليسترول والدهون غير المشبعة. وتنصح الجمعية الألمانية للتغذية، بالحرص على أن تكون نسبة الكربوهيدرات في الطعام حوالي 60 بالمئة مقابل 30 بالمئة فقط من الدهون، وفقا لموقع "غيزوندهايت" الألماني. ويفضل التخلي عن الدهون الحيوانية، الاستعاضة عنها بالزيوت النباتية كزيت الزيتون وعباد الشمس.
وهناك مجموعة من الفيتامينات التي تساعد على التقليل من مخاطر الألزهايمر ومن بينها فيتامين "سي" و "دي" و"بي". وتوافر هذه الفيتامينات في الفلفل والبروكولي والكيوي والمكسرات والبرتقال والمخبوزات المصنوعة من الدقيق الداكن. وبالنسبة لمن لا يمكنه الحصول على هذه الفيتامينات من مصادرها الطبيعية، فيمكن الاعتماد على أقراص الفيتامينات. وتعتبر الأوميغا 3 من أهم المواد التي أثبتت العديد من الدراسات، فاعليتها في الحماية من الألزهايمر. وينصح الأطباء بالأسماك كمصدر للأوميغا.
ولا يتوقف دور التغذية السليمة على الوقاية من الألزهايمر فحسب، بل إن المصابين بالمرض يجب أن يخضعوا لنظام غذائي معين، لاسيما وأن الشعور بالجوع يتراجع وأحيانا ينعدم لديهم وفقا لموقع "الألزهايمر انفو" الألماني. ومن المهم الحرص على حصول المصابين بالألزهايمر على كميات كافية من السؤال والأغذية المتوازنة، بهدف تقليل بعض أعراض الألزهايمر ومنها التوتر وفقدان الرغبة في النوم.
النوم السليم
أجرى الباحثون دراستهم التي نشرتها وسائل إعلام عديدة، على أكثر من 100 شخص ممن تجاوزا الستين عاما، وامتدت الدراسة على مدار ستة أعوام قام خلالها الأشخاص بتدوين كل ما يتعلق بنومهم خلال هذه الفترة. في الوقت نفسه تابع الباحثون، وفقا لمجلة "فوكوس" الألمانية، التغيرات التي تحدث في مخ الخاضعين للدراسة والمرتبطة بخرف الشيخوخة.
وبعد هذه المدة خلص الباحثون إلى أن النوم المضطرب ليلا والمصحوب بحالة من التعب المستمر نهارا، هي علامة تشير إلى ارتفاع خطورة الإصابة بالألزهايمر. وتؤكد هذه الدراسة ما سبق وخلص إليه باحثون كنديون في دراسة سابقة، قالت إن اضطراب النوم خاصة في مرحلة "نوم حركة العين السريعة"، قد يعد علامة على الإصابة بالألزهايمر ربما بعد فترة تصل إلى 15 عاما.
ترجع الإجابة على هذا السؤال لعدة سنوات عندما بدأ علماء أبحاثهم على الفئران لمعرفة تأثير النوم على المخ. وخلص الباحثون إلى أن النوم يؤدي إلى ما يمكن وصفه "بإزالة السموم من المخ"، إذ تتسع المساحة بين خلايا المخ خلال النوم ما يساعد على التخلص من جميع المواد الضارة عن طريق آلية معينة تحدث خلال النوم. بدأت هذه التجارب على الفئران والآن يسعى الباحثون للمزيد من الدراسات التي تؤكد نفس هذا الارتباط والآلية لدى الإنسان أيضا.
الوقاية من أمراض اللثة
أفادت نتائج دراسة بريطانية حديثة بأن ظهور أمراض اللثة لدى المصابين بمرض الألزهايمر، ينبئ بسرعة تدهور القدرات الإدراكية والمعرفية لدى المرضى. وقال كلايف هولمز، كبير المشرفين، على الدراسة من جامعة ساوثامبتون بالمملكة المتحدة "ما أوضحناه أن من لديهم أمراض اللثة الشديدة يعانون من تدهور القدرات الإدراكية بصورة أسرع بغض النظر عن مدى شدة خرف الشيخوخة (الذي تراوح بين الحالات البسيطة والمعتدلة)".
وقال هولمز إنه وفريقه البحثي، توصل في دراسات أخرى إلى أن أمراض الصدر وعدوى المسالك البولية والتهاب المفاصل وداء السكري ترتبط بتفاقم الألزهايمر. وأوضح لرويترز هيلث، أنه وطاقمه البحثي لم يدرسوا من قبل العلاقة بين أمراض اللثة والألزهايمر لأن ذلك يقع ضمن مجال اختصاص أطباء الأسنان.
وراقبت الدراسة على مدى ستة أشهر أحوال 60 شخصا يقيمون في منازلهم وتتراوح حالاتهم بين البسيطة والمعتدلة. ولم يدخن المشاركون في الدراسة خلال تلك الفترة كما أنهم لم يعالجوا من أمراض اللثة خلال الأشهر الستة السابقة لبدء الدراسة ولديهم عشر أسنان على الأقل.
وقبل بدء الدراسة استوفى المشاركون استبيانا لكشف الحالة الإدراكية مع أخذ عينات دم والاستعلام عن حالة الأسنان من خلال طبيب متخصص ثم أعيدت مثل هذه الخطوات بعد ذلك بستة أشهر. ومن بين الستين مريضا كان 22 منهم يعانون من أمراض في اللثة كانت درجتها تتراوح بين معتدلة وحادة في مستهل الدراسة وبعد ستة أشهر توفي مشارك في الدراسة وانسحب ثلاثة ولم يتابعها ثلاثة آخرون. بحسب رويترز.
وقال البحث الذي نشرت نتائجه في دورية "بلوس وان" إن القدرات الإدراكية تدهورت لدى من يعانون من التهاب اللثة بالنسبة إلى غير المصابين بهذه الحالة. وتشير بعض النظريات التي تفسر هذه النتائج إلى أن تدهور القدرات الإدراكية يرتبط بصحة الفم والأسنان بسبب عدم العناية بها فيما تشير تفسيرات أخرى إلى تأثير أمراض اللثة على القدرات الإدراكية بسبب التقدم في السن، حيث تتسبب التهابات الفم والأسنان في التهابات مصاحبة ببقية الجسم ما يؤثر على وظائف المخ.
تقرير دولي: كل 3.2 ثانية يصاب شخص بالخرف
لارتفاع معدلات الأعمار جوانب مظلمة، فالخبراء يتوقعون أن يزيد عدد المصابين بمرض ألزهايمر حول العالم بنحو ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050، حسب ما أوضح التقرير الدولي لمرض ألزهايمر.
لفت التقرير الدولي للألزهايمر 2015 إلى أنه من المتوقع أن تشهد أعداد المصابين بمرض الخرف ارتفاعا شديدا خلال العقود المقبلة وذلك أثناء تقديم علماء لهذا التقرير اليوم الثلاثاء 25 أغسطس/آب في العاصمة البريطانية لندن. وأوضح التقرير أن كل 3.2 ثانية يصاب إنسان بداء الخرف على مستوى العالم.
ويعيش في الوقت الراهن 46.8 مليون شخص مصاب بمرض الخرف على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 74.1 مليون شخص في عام 2030 وإلى 131.5 مليون شخص في عام 2050. وقدر التقرير التكاليف الاجتماعية والاقتصادية لرعاية مرضى الخرف بـ818 مليون دولار سنويا (نحو 711 مليون يورو). بحسب وكالة الانباء الألمانية.
يشار إلى أن الخرف مصطلح كلي للعديد من الأمراض التي تظهر في العادة في السن المتقدمة، وتشترك هذه الأمراض في تواصل تلف الخلايا العصبية في الدماغ وتراجع القدرات الذهنية والقدرات اللغوية والقدرات الحركية بشكل يجعل المصاب عاجزا عن تحمل أعباء الحياة اليومية، ولا تزال أسباب هذه الظواهر غير معروفة على نطاق واسع.
ذكريات مرضى ألزهايمر "المفقودة" يمكن استعادتها!
قال بحث جديد إن الذكريات التي "يدمرها" مرض ألزهايمر يمكن استعادتها يوما ما، حيث أن المرض لا يمحوها تماما بل يؤدي إلى صعوبة الوصول إليها، وكان يعتقد سابقا بأن الأضرار التي تلحق بالدماغ بسبب المرض تمسح الذكريات بالكامل، ولكن الأبحاث الجديدة التي أجريت على الفئران، تقدم أدلة على أن الذكريات تظل موجودة، وأن المشكلة في الواقع تكمن في كيفية استدعائها.
ويعاني المصابون بالألزهايمر من تكتل ببتيد سام يعرف باسم "أميلويد بيتا"، على سطح خلايا أدمغة المرضى والألياف المعقدة المعروفة باسم "بروتين تاو" داخل خلايا الدماغ، ويشير البحث الذي أجراه علماء من جامعة كولومبيا إلى أن الذكريات "المفقودة" ما تزال موجودة ويمكن استرجاعها.
ووجد الباحثون من خلال تنشيط جزء معين من الدماغ مرتبط بتخزين الذكريات، أنهم كانوا قادرين على إجبار الفئران على استعادة الذكريات "المفقودة"، وأجرى الفريق بحوثهم على مجموعتين من الفئران، واحدة تعاني من حالة تشبه ألزهايمر لدى البشر وأخرى بحالة صحية جيدة، ولاحظ الباحثون أن الخلايا العصبية توهجت باللون الأصفر لدى المجموعة الأولى من الفئران عند تفعيلها أثناء تخزين الذاكرة، وتوهجت باللون الأحمر عند تفعيلها خلال استعادة الذاكرة، وتم اختبار ذاكرتهم مرتين، الأولى، تعرضت خلالها الفئران لرائحة الليمون وأعطيت صدمة كهربائية، وبعد أسبوع تم تعريضهم للرائحة ذاتها، وقد أصدرت الفئران ضمن المجموعة الأولى رد فعل طبيعي، ولكن الفئران المريضة لم تتفاعل، وهذا يشير إلى أن تلك الفئران المصابة بمرض ألزهايمر لم تتذكر الصلة بين الرائحة والصدمة بقوة.
وقام البحثون بفحص عمليات الدماغ أثناء الاختبارات، ووجدوا أن المنطقة التي تسجل الذكريات، "مركز العاطفة والذاكرة والجهاز العصبي اللاإرادي"، عرضت إشارات توضح تصرف الفئران السليمة، ولكن المريضة وُجدت لديها خلايا مختلفة متوهجة حمراء خلال استرجاع الذكريات وتسبب استدعاء ذكريات خاطئة.
وأظهرت النتائج، أن هذه الذكريات، التي كان يعتقد سابقا أنها تُدمر، قد تكون موجودة في الدماغ ومن الممكن استردادها، إلا أنه لا يمكن استخدام هذه التجارب على البشر بسبب المخاطر التي قد تصيب الخلايا العصبية أو خلايا الدماغ.
اضف تعليق