في الآونة الأخيرة بات مرض الملاريا أحد أبرز التحديات على صعيد الصحة العامة إذ أن أكثر من 40 % من سكان العالم يعيشون في مناطق معرضة للخطر جراء هذا المرض، ففي كل دقيقة، "يموت طفل بسبب مرض الملاريا، ويكلف هذا المرض 12 مليار دولار سنويا في افريقيا"، ولا يوجد اي لقاح حتى الآن لهذا المرض الذي اودى بحياة 438 الف شخص في العام 2015، وفقا لارقام منظمة الصحة العالمية.
ومعظم الضحايا هم من الاطفال دون سن الخامسة في دول افريقيا جنوب الصحراء، فيما تسعى منظمة الصحة العالمية الى تقليص الوفيات الناجمة عن الملاريا بنسبة 90 % بحلول العام 2030.
وتنتشر الملاريا جراء لدغات من البعوض المصاب، وهي من بين المسببات الرئيسية لوفيات في العالم، حيث انه أكثر من نصف سكان العالم عرضة لخطر الإصابة بالملاريا. وأغلب الضحايا من الأطفال الرضع، وتقول منظمة الصحة العالمية إنه تم تحقيق تقدم كبير مؤخرا ضد المرض الذي ينقله البعوض وانخفضت أعداد المصابين به بشكل كبير لكن المرض لا يزال يحصد أرواح أكثر من 420 ألف شخص سنويا.
فيما يخص تطورات هذا الوباء العالمي، قال علماء إن بكتيريا ملاريا مقاومة للعديد من العقاقير استوطنت أجزاء من تايلاند ولاوس وكمبوديا مما ينذر بتقويض التقدم في مكافحة المرض، وانتشرت البكتيريا -وهي طفيليات ملاريا يمكنها التغلب على أفضل علاجات موجودة حاليا للمرض- في كمبوديا بل وهناك طفيليات أكثر قدرة على مقاومة العديد من العقاقير تنتشر في جنوب لاوس وشمال شرق تايلاند.
على صعيد ذي صلة، قالت منظمة الصحة العالمية إنه تم توفير التمويل للمرحلة الأولى التجريبية لاستخدام أول لقاح ضد الملاريا في العالم وتجري في أفريقيا جنوب الصحراء وإن حملات التحصين ستبدأ في عام 2018.
اللقاح المعروف باسم آر.تي.إس.إس أو (موسكويركس) طورته شركة جلاكسوسميث كلاين البريطانية للأدوية وهو محدود الفعالية ويحتاج من يجري تطعيمه للحصول على أربع جرعات منفصلة منه لكنه أول لقاح ضد المرض الذي ينقله البعوض تتم الموافقة على استخدامه، كانت المنظمة قالت العام الماضي إن لقاح آر.تي.ٍإس.إس واعد لكنها قالت إنه ينبغي استعماله على أساس تجريبي قبل أي استخدام على نطاق واسع وأرجعت السبب إلى فعاليته المحدودة، من جانب مهم، قال تحالف الزعماء الأفارقة لمكافحة الملاريا إن الحكومات الافريقية واثقة من إمكان القضاء على الملاريا في غضون 15 عاما مع تطوير واختبار ابتكارات بحثية من بينها لقاح ضد المرض.
وحققت القارة الافريقية تقدما طيبا في مكافحة هذا المرض الذي ينقله البعوض في العقود الأخيرة مقلصة عدد حالات الوفيات 66 في المئة منذ عام 2000. ومع ذلك فما زالت افريقيا أسوأ منطقة متأثرة بهذا المرض في العالم حيث يبلغ نصيبها 88 في المئة من حالات الإصابة الجديدة و90 في المئة من حالات الوفاة.
وفي عام 2015 أصيب نحو 188 مليون افريقي بالملاريا توفي منهم 395 ألف شخص معظمهم أطفال دون الخامسة وذلك حسبما قال التحالف الذي يعمل على إنهاء حالات الوفاة بالملاريا في افريقيا، ووافق الاتحاد الافريقي في الآونة الأخيرة على خارطة طريق للقضاء على المرض بحلول عام 2030 ليحذو بذلك حذو الأمم المتحدة التي جعلت إنهاء وباء الملاريا أحد أهدافها للتنمية المستدامة لعام 2030.
على صعيد مقارب، اعلن الملياردير الأميركي بيل غيتس ووزير المال البريطاني جورج اوزبورن الاثنين عن خطة بقيمة ثلاثة مليارات جنيه استرليني (4,28 مليارات دولار) للقضاء على الملاريا "القاتل الأكثر فتكا في العالم".
اما فيما يخص أحدث الدراسات، ظهرت دراسة جديدة أنه على الرغم من أن مسؤولي الصحة العامة في الولايات المتحدة أعلنوا انتصارهم على مرض الملاريا عام 1951 لكن هذا المرض الذي ينقله البعوض مازال يؤثر ويفتك بأمريكيين يسافرون إلى الخارج.
فيما يمكن للسكر الطبيعي في الازهار او الفاكهة الذي يستهلكه البعوض وفقا للحالات ان يزيد او يلجم قدرتها على نقل عدوى الملاريا على ما افاد باحثون، واشار هؤلاء الباحثون الى انه انطلاقا من هذه النتائج قد يشكل زرع انواع نباتية تؤثر سلبا على قدرة البعوض على نقل هذا المرض استراتيجية جيدة لمكافحة الملاريا. وقد نشرت اعمال هؤلاء الباحثين في مجلة "بلوس باثوجنز" المتخصصة، بينما قال باحثون إن العناية بالحدائق قد يكون سلاحا قويا للتصدي للملاريا لأنه يساعد في القضاء على تجمعات البعوض بالتخلص من مصدر تغذيته، واختبر فريق من الباحثين فكرتهم في تسع قرى في منطقة باندياغارا القاحلة في مالي، في غرب القارة الافريقية، الى ذك أوصت منظمة الصحة العالمية بشبكة جديدة للبعوض تحتوي على نوع جديد من المبيدات أنتجته شركة باسف الألمانية للكيماويات وتأمل أن تساعد في مكافحة مرض الملاريا.
بكتيريا مقاومة للعقاقير تهدد السيطرة على مرض الملاريا
قال نيكولاس وايت وهو أستاذ بجامعة أوكسفورد في بريطانيا وجامعة ماهيدول في تايلاند وشارك في قيادة الدراسة "نحن نخسر سباقا خطيرا للقضاء على الملاريا المقاومة لعقار أرتيميسينين... قبل أن يجعل انتشار المقاومة واسعة النطاق للأدوية المضادة للملاريا ذلك مستحيلا، "نتائج انتشار المقاومة أكثر في الهند وأفريقيا قد تكون خطيرة إذا لم يتم التصدي لمقاومة العقاقير من منظور حالة طوارئ عالمية للصحة العامة".
فشل علاج رئيسي لمرض الملاريا لأول مرة في تحقيق نتائج إيجابية على مرضى في بريطانيا، حسبما أفاد أطباء، ولم تتمكن التركيبة الدوائية من علاج أربعة من المرضى كانوا قد زاروا جميعا بلدانا أفريقية، في أول إشارة على أن هذا المرض الطفيلي يكتسب مناعة ضد العلاج.
وقال فريق من كلية لندن للصحة العامة والطب الاستوائي إنه من المبكر جدا الشعور بالانزعاج لهذه النتائج، لكنه حذر من أن الأمور قد تسوء فجأة، وطالب بتقييم عاجل لمستويات مقاومة المرض للعقار في أفريقيا.
وتنتشر الملاريا جراء لدغات من البعوض المصاب، وهي من بين المسببات الرئيسية لوفيات الأطفال الأقل من الخمس سنوات، إذ أنه يقتل طفلا واحدا كل دقيقتين، ويُعالج ما بين 1500 إلى 2000 شخص من الملاريا في بريطانيا كل عام، وغالبا بعد قيامهم بزيارة خارجية، لكن التقارير السريرية التي أوردتها دورية "الوسائل المضادة للجراثيم والعلاج الكيميائي" أظهرت أن العقار فشل في علاج أربعة مرضى بين أكتوبر/تشرين أول عام 2015 وفبراير/شباط 2016، وكانت هناك استجابة جيدة في بادئ الأمر من جميع المرضى للعلاج وسُمح لهم بالعودة لمنازلهم، لكنهم أدخلوا المستشفى مرة أخرى بعد مرور شهر تقريبا حينما ظهرت العدوى مجددا، وقال الدكتور كولن سزرلاند لبي بي سي: "إنه من المثير للاهتمام حدوث أربع حالات فشل للعلاج (من الملاريا)، ولم يكن هناك أي رواية أخرى (مماثلة) نُشرت (في بريطانيا عن فشل العقار المضاد للملاريا).، وشُفي جميع المرضى الأربعة من المرض في نهاية المطاف لكن باستخدام طرق علاجية أخرى. بحسب البي بي سي.
توفير التمويل للمرحلة التجريبية لأول لقاح ضد الملاريا في العالم
قال بيدرو ألونسو مدير برنامج الملاريا العالمي بمنظمة الصحة في تصريح إن توفير التمويل والنجاح في تجريب اللقاح في أفريقيا سيمثلان لحظة فارقة في الحرب على الملاريا، وقال "هذه المشروعات التجريبية ستقدم الدليل الذي نحتاجه من أماكن حقيقية لاتخاذ قرارات بناء على معلومات بشأن ما إذا كان يمكن استخدام اللقاح على نطاق واسع"، وجاءت الموافقة على بدء استخدامه بعد أن أقر الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا يوم الخميس تقديم 15 مليون دولار لتنفيذ المرحلة التجريبية للقاح. بحسب رويترز.
وكان الاتحاد العالمي للقاحات والتحصين (جافي) ومنظمة يونت إيد تعهدا بتقديم ما يصل إلى 27.5 مليون دولار و9.6 مليون دولار على الترتيب للأعوام الأربعة الأولى من البرنامج، وطورت جلاكسوسميث كلاين اللقاح في إطار شراكة مع مبادرة (باث) التي لا تهدف للربح للقاح الملاريا ومؤسسة بيل ومليندا جيتس الخيرية.
ابتكارات تعطي تحالفا لمكافحة الملاريا أملا في إمكان القضاء على المرض بحلول 2030
قالت جوي فومافي الأمين التنفيذي لتحالف الزعماء الافارقة لمكافحة الملاريا إن التحالف "مرتاح نسبيا" بشأن إمكانية تحقيق الهدف في الوقت الذي من المتوقع أن يتم فيه تسويق منتجات جديدة لمكافحة الملاريا خلال الفترة التي تتراوح بين الخمس والعشر سنوات المقبلة. بحسب رويترز.
وقالت لمؤسسة تومسون رويترز في مقابلة "لدينا لقاح جديد ولدينا علاج جديد للملاريا ولدينا مبيدات حشرية جديدة"، ويجري حاليا تطوير أكثر من 30 لقاحا ضد الملاريا. وفي العام الماضي أصبح لقاح موسكيريكس أول لقاح يحصل على موافقة تنظيمية من وكالة الأدوية الأوروبية ولكن دراسات تقول إن فعاليته محدودة، وقالت مؤسسة بيل أند ميليندا جيتس إنه بحلول 2019 قد يتوافر دواء قادر على إبادة كل الطفيليات في الجسم بجرعة واحدة .
ويعمل الباحثون أيضا على مبيدات حشرية جديدة تُستخدم لرش البيوت من الداخل وفي الشبكات التي تغطي أسرة النوم بعد أن أصبح البعوض مقاوما للمبيدات الموجودة بالفعل، وقالت فومافي إن التكنولوجيا وحدها لا تكفي لمكافحة الملاريا وإنه يتعين أيضا على الحكومات معالجة الفساد وإصلاح أنظمتها للرعاية الصحية لضمان إدارة الموارد بشكل أكثر كفاءة.
كمائن للبعوض يمكن ان تقلص الاصابات بالملاريا
صمم علماء هولنديون وكينيون فخا للبعوض يجذبها باستخدام رائحة تحاكي رائحة جسم الانسان، في اختراع يعول عليه لمكافحة انتشار مرض الملاريا، على ما جاء في دراسة نشرتها مجلة "ذي لانست"، ونجحت هذه الكمائن في جذب 70 % من البعوض الحامل للملاريا وادى ذلك الى انحسار الاصابة بالمرض بنسبة 30 %، في البيوت التي استخدمت هذه الكمائن، وفقا للدراسة التي استمرت ابحاثها ثلاث سنوات في كينيا.
وجرت هذه الابحاث في جزيرة روزينعا الواقعة في بحيرة فيكتوريا، وشارك فيها كل سكانها البالغ عددهم 25 الفا، ويوضع فخ البعوض داخل المنزل او خارجه، وهو يعمل بالتيار الكهربائي الذي تولده الواح شمسية. بحسب فرانس برس.
وقالت جامعة فاغينينغن الهولندية في بيان "ان الفخ يمكن ان يقدم حلا لامراض مثل حمى الضنك وفيروس زيكا"، اللذين تسببهما طفيليات ينقلها نوع من البعوض يختلف عن النوع الناقل للملاريا، لكن النوعين ينجذبان الى رائحة البشر.
وقال فيليم تاكن المشرف على الدراسة "مكافحة الملاريا من دون استخدام المبيدات هي اكبر احلامي".
علماء يطورون طريقة لتتبع مقاومة الملاريا للعقاقير المعروفة
طور علماء طريقة تتبع انتشار نوع شديد الخطورة من مرض الملاريا، الذي لا يمكن علاجه بالوسائل المعروفة، وأعلن أطباء في كمبوديا هذا العام عن فشل أدوية الملاريا المعتادة، وهي أرتيميسينين وبيبيراكوين، بشكل تام في قتل هذا الطور من المرض.
ويقول خبراء إن الدراسة التي نُشرت نتائجها في دورية لانسيت الطبية، تُعد خطوة كبيرة إلى الأمام وستساعد على مواجهة التهديد بعد اكتشاف أسباب مقاومة العلاج، وكانت فعالية عقار أرتيميسينين في مقاومة المرض معروفة منذ سنوات، لكن مقاومة المرض مؤخرا لعقار بيبيراكوين تعني فشل الأدوية المعتادة التي تعالج الملاريا.
وحلل فريق من الباحثين الدوليين الحمض النووي لمئات الفيروسات من الملاريا، بهدف اكتشاف طريقة مقاومتها لعقار بيبيراكوين. وكشف العلماء البصمة المميزة للملاريا، التي يمكنها مقاومة العقار، وقال الدكتور روبيرتو أماتو، من معهد ويلكوم تراست سانغر، لـ بي بي سي إن "مقاومة (المرض للعقار) أصبحت أمرا منتشرا، وثمة فشل تام للعقار في مقاطعة بغربي كمبوديا، وتكمن مشكلة فشل العقاقير في أنها ستزيد سرعة انتشار المرض في البلاد الأخرى، خاصة أفريقيا".
وقد يصبح الأمر كارثيا إذا انتشرت مقاومة العقاقير في أفريقيا التي يوجد بها 88 في المئة من إجمالي الإصابات بمرض الملاريا في العالم.
وأضاف أماتو: "لكن ثمة أخبار جيدة، فنحن بدأنا في الوصول إلى أدلة للعلاج الذي يمكن استخدامه"، ومن المثير للدهشة أن أنواع الملاريا المقاومة للعقاقير تبدو غير قادرة على مقاومة عقار أقدم، هو ميفلوكوين. وثمة نظرية أن الملاريا لا يمكنها مقاومة كل من بيبيراكوين وميفلوكوين لذا، قد يتمكن الأطباء من تبادل استخدام هذه العقاقير.
أما بالنسبة لأماتو، فالهدف بعيد المدى هو القدرة على الاستمرار في استباق المرض. "فهو يتطور كل يوم في محاولة للهرب من الجهاز المناعي للإنسان والحشرات، وهو (المرض) شديد المهارة في هذا الأمر، وهو أمر يجب أن نكون واعين له"، وتابع: "من الهام فهم طريقة واتجاه تطور المرض. وإذا فهمنا العملية الأساسية، سنتمكن من توقع اتجاه التطور"، وبحسب البروفيسور ديفيد كونواي، من كلية لندن للصحة والأمراض الاستوائية، فإن هذه الدراسات "خطوة كبيرة في فهمنا للمرض إذ أن قدرته على التطور والمقاومة يشكلان خطرا شديدا يهدد جهود السيطرة على الملاريا حول العالم".
تبرعات للقضاء على الملاريا
اعلن الملياردير الأميركي بيل غيتس ووزير المال البريطاني جورج اوزبورن الاثنين عن خطة بقيمة ثلاثة مليارات جنيه استرليني (4,28 مليارات دولار) للقضاء على الملاريا "القاتل الأكثر فتكا في العالم"، وأشار الرجلان في مقال نشرته صحيفة "ذي تايمز" الى توزيع هذا المبلغ على خمس سنوات بهدف تمويل البحوث ودعم الجهود الرامية الى القضاء على هذا المرض الذي ينقل عدواه البعوض.
وكتب غيتس وأوزبورن "عندما نتحدث عن مأساة بشرية، ما من مخلوق يسبب خرابا كالخراب الناجم عن البعوض. نعتبر كلانا أن استئصال الملاريا من العالم يمثل احدى الاولويات الصحية العالمية"، وسيأتي 500 مليون جنيه استرليني (713 مليون دولار) من الميزانية البريطانية لمساعدات التنمية في حين ستدفع مؤسسة بيل غيتس سنة 2016 ما مجموعه 200 مليون دولار على أن تليها تبرعات أخرى. بحسب فرانس برس.
وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية لسنة 2015 بشأن الملاريا في العالم، تسببت حوالى 214 مليون حالة جديدة من هذا المرض بوفاة حوالى 438 الف شخص العام الماضي في حين تعتبر الملاريا من الأمراض التي يمكن الوقاية منها وعلاجها، وحذر اوزبورن وغيتس من أنه "في حال عدم اطلاق انواع جديدة من المبيدات الحشرية بحلول سنة 2020، سيصبح الوضع دقيقا وقد يشهد عدد الوفيات ارتفاعا"، لكنهما ابديا "تفاؤلهما ازاء امكان القضاء على الملاريا خلال حياتهما".
رحيق النبات قد يؤثر على نقل عدوى الملاريا
يمكن للسكر الطبيعي في الازهار او الفاكهة الذي يستهلكه البعوض وفقا للحالات ان يزيد او يلجم قدرتها على نقل عدوى الملاريا على ما افاد باحثون، واشار هؤلاء الباحثون الى انه انطلاقا من هذه النتائج قد يشكل زرع انواع نباتية تؤثر سلبا على قدرة البعوض على نقل هذا المرض استراتيجية جيدة لمكافحة الملاريا. وقد نشرت اعمال هؤلاء الباحثين في مجلة "بلوس باثوجنز" المتخصصة.
وقد اظهرت دراسات حديثة ان السكر الذي يتناوله البعوض الذي يقتات ايضا على الدم البشري والحيواني يؤثر على امد حياتها. في المقابل تأثير تنوع النبات على قدرتها على نقل الطفيلي لم يكن معروفا حتى الان، وقد تعمق الباحثون تاليا بما يأكله هذا البعوض.
واهتم هؤلاء خصوصا بغذاء بعوض ض "انوفيليس كلوتزي" وهو من النواقل الرئيسية للطفيلي في افريقيا جنوب الصحراء، وفي المختبر غذى الباحثون البعوض بسكر طبيعي مأخوذ من رحيق نبتات زينة وفاكهة (مانغا وعنب بري) قطفت من حدائق ومتنزهات في مدينة بوب ديولاسو في بوركينا فاسو.
وتلقت مجموعة اخرى من البعوض من جهتها الماء المحلى بنسبة 5 %. وبعد 24 ساعة قدمت الى البعوض وجبة من الدم الحامل للطفيلي، وعلى مدى 14 يوما وهي مدة تطور الطفيلي في البعوض، استمرت تغذية البعوض مع احد مصادر السكر (زهور وفاكهة او محلول محلى)، واستنادا الى الحسابات وعمليات المراقبة شدد الباحثون على ان التغذية بالسكر الطبيعي تؤثر كثيرا على نمو الطفيلي على خصوبة البعوض وامد حياتها. فحسب النبات التي اقتات عليه تراجعت قدرة البعوض على نقل الملاريا بنسبة 30 % او تراجعت بنسبة تراوح بين 30 الى 40 %. بحسب فرانس برس.
ولا تزال آليات التفاعل المحددة مجهولة الا ان مكونات سامة للطفيلي قد يكون لها دور في ذلك بحسب الباحثين، وينبغي اجراء ابحاث على مجموعة اوسع من النبتات من اجل تحديد الانواع التي قد تعطل انتقال عدوى الطفيلي.
الملاريا مازالت تشكل تهديدا للأمريكيين المسافرين للخارج
تظهر دراسة جديدة أنه على الرغم من أن مسؤولي الصحة العامة في الولايات المتحدة أعلنوا انتصارهم على مرض الملاريا عام 1951 لكن هذا المرض الذي ينقله البعوض مازال يؤثر ويفتك بأمريكيين يسافرون إلى الخارج.
وتشير تقديرات نشرتها الدورية الأمريكية لطب المناطق الاستوائية والصحة العامة إلى أنه من عام 2000 وحتى عام 2014 عولج أكثر من 22 ألف شخص من الملاريا في مستشفيات في الولايات المتحدة من بينهم 182 شخصا توفوا بسبب هذا المرض.
وباستخدام بيانات مستشفيات وجد باحثون أكثر من 2100 حالة إصابة بالملاريا في المتوسط تحدث في الولايات المتحدة سنويا وهو ما يزيد مرتين عن العدد الذي تم إعلانه سابقا، وقالت ديانا خو كبيرة معدي الدراسة إن معظم الذين عولجوا في مستشفيات من الملاريا في الولايات المتحدة كانوا من الرجال. وكان أغلبهم من السود، على الأرجح أجانب سافروا إلى الخارج ،وغالبا إلى أوطانهم حيث لا يدركون في الغالب إنهم لم يعودوا محصنين ضد هذا المرض القاتل، وقال خو "نحتاج لتشجيع المسافرين إلى السعي للحصول على مشورة قبل السفر واستخدام تدابير وقاية شخصية ضد البعوض وعلاج ضد الملاريا عندما يسافرون إلى دول بها ملاريا، "نظرا لأن كثيرين لا يستخدمون هذه الإجراءات الوقائية يسفر ذلك عن كثير من حالات دخول المستشفى ورسوم مستشفيات بلغت نصف مليار دولار خلال الفترة من 2000 إلى 2014"، وساهمت الناموسيات المعالجة بمبيدات حشرية في تراجع بنسبة 41 في المئة في حالات الإصابة بالملاريا على مستوى العالم وتراجع بنسبة 62 في المئة في حالات الوفاة بسبب الملاريا على مستوى العالم خلال الخمسة عشر عاما الماضية.
العناية الفائقة بالحدائق قد تساعد في التصدي للملاريا
قال باحثون إن العناية بالحدائق قد يكون سلاحا قويا للتصدي للملاريا لأنه يساعد في القضاء على تجمعات البعوض بالتخلص من مصدر تغذيته، واختبر فريق من الباحثين فكرتهم في تسع قرى في منطقة باندياغارا القاحلة في مالي، في غرب القارة الافريقية.
وأشارت نتائج الدراسة، التي نشرت في دورية "أبحاث الملاريا"، إلى أن نزع الأزهار من الأشجار في المنطقة كان له تأثير في القضاء على إناث البعوض البالغة الأكبر عمرا التي تنقل الملاريا.
ويعتقد العلماء أنه بدون رحيق الأزهار فإن "جدات" البعوض تموت جوعا لذا فالقضاء على إناث البعوض قد يوقف دائرة نقل الملاريا، ويحمل البعوض طفيليات الملاريا في خلايا اللعاب وينقلونه إلى البشر، ويمكن للشخص المصاب آنذاك أن ينقل العدوى لإناث البعوض الأصغر سنا، التي تبحث عن الدماء لوجبة غنية بالغذاء في فترة خصوبتها وإنتاجها البيض، ويتطلب الأمر نحو عشرة أيام لأن تصبح البعوضة الشابة مصدر عدوى للبشر. وقد لا يبدو ذلك فترة طويلة، ولكنها طويلة فيما يتعلق بالحشرات.
وبحلول الوقت الذي تصبح فيه البعوضة ناقلة للملاريا، تكون قد أصبحت في مرحلة الشيخوخة.
وعلى الرغم من أنها تتغذى على الدم، فإنها تعتمد أيضا على رحيق الأزهار للبقاء على قيد الحياة، ويعتقد العلماء أن نوعا منتشرا من النبات في منطقة باندياغارا يعتبر مصدرا رئيسيا للغذاء للبعوض الناقل للملاريا. بحسب البي بي سي.
وتنتشر شجيرة "بروسوبيس جوليفلورا"، التي تجتاح غيرها من النباتات وتغطي مساحات واسعة، على ملايين الهكتارات في افريقيا، وأجرى علماء في مالي، إلى جانب باحثين من جامعة حداسا للطب في الجامة العبرية في إسرائيل وجامعة ميامي في الولايات المتحدة، تجربة زراعية، لمعرفة ما إذا كانت إزالة الأزهار من هذه الشجيرة ستساعد في القضاء على البعوض في المنطقة، وفي القرى التي أزالوا فيها الزهور انخفض إجمالي البعوض بنحو 60 بالمئة، ولا يوجد لدى العلماء دليل مباشر، ولكنهم يعتقدون أن البعوض قتل جوعا نتيجة لنفاد مصدر غذائه.
شركة ألمانية تكشف النقاب عن شبكة بعوض جديدة لمكافحة الملاريا
الى ذلك أوصت منظمة الصحة العالمية بشبكة جديدة للبعوض تحتوي على نوع جديد من المبيدات أنتجته شركة باسف الألمانية للكيماويات وتأمل أن تساعد في مكافحة مرض الملاريا، وتقول المنظمة إن معدلات الوفاة بسبب الملاريا تراجعت بنسبة 60 بالمئة منذ عام 2000 لكن مساعي القضاء على أحد أكثر الأمراض تسببا في الوفيات على مستوى العالم، إذ يقتل نحو 430 ألف شخص سنويا، مهددة بالخطر مع تزايد مقاومة البعوض لإجراءات المكافحة مثل شبكات البعوض المعالجة بالمبيدات والعقاقير المكافحة للملاريا. بحسب رويترز.
وتعتمد شبكة البعوض التي أنتجتها باسف على الكلوروفينابير وهي مادة تستخدم منذ أكثر من 20 عاما في مكافحة الآفات لكن باسف طورتها لتكون أكثر فاعلية على شبكات البعوض ولتفي بالمستويات المستهدفة في سوق الصحة العامة، وقالت الشركة إن الشبكة ستوفر الحماية لمدة ثلاث سنوات أو 20 مرة غسل على الأقل، وقالت باسف إن الشبكة ستكون متاحة لوزارات الصحة ومنظمات الإغاثة قرب نهاية هذا العام.
اضف تعليق