تعد الجينات أحد المعجزات الكثيرة التي أودعها الله في خلقه، فهي المسؤولة عن الوظائف الحيوية في الجسم، وتساعد الانسان في تخطي الأزمات التي يصاب بها ، كما أن الجينات تمكن الانسان من متابعة التفاعلات الكيميائية الداخلية في الجسم ، بدون الحاجة إلى الوصول لطبيب . وتختلف الجينات من حيث النوم ومن حيث القدر والكمية، لان هذه الجينات متناثرة في جسم الانسان بشكل كامل، لا بد من التوصل مع الدماغ من أجل القيام بكافة الأمور التي يجب على الجسم القيام بها ، ومن أهمها البروتينات ، والفيتامينات وغيرها ،كما أن الجينات تساعد في تكوين سلسلات الأحماض الأمينية .
تختلف وظائف الجينات من مكان لآخر في الجسم ، ومن أهمها تلك التي تكون في الدماغ ، والتي تبث الدم من القلب ، فهذه الوظائف هي المسؤولة بشكل كبير عن توصيل الجسم إلى مراحل مهمة من حياته ، وتساعده في متابعة كافة الامور , وزاد الإهتمام بالتركيب الجيني للإنسان، لأن الطفرات الجينية قد تحدث أمراضاً عنده، والجين هو الذي يحدد كل شيء في الإنسان ابتداءً من لون شعره، مروراً بلون بشرته، وانتهاءً إلى صحته العامة.
وتقع أغلب العوامل الوراثية داخل نواة كل خلية من خلايا الجسم، ولكن بعض الجينات تتواجد داخل العضية وهي الجزء المسؤول عن إنتاج الطاقة لأجل الخلية، وأنتَ ترث نصف جيناتك من والدتك، ونصفها الآخر من والدك، وتحدث هذه العملية منذ لحظة دخول الحيوان المنوي إلى البويضة.
يمتد تأثير الجينات الوراثية إلى الأبناء والأحفاد أو حتى أبناء الأحفاد، فيما يقترب علماء من تخليق حياة من لا شيء ورواد التكنولوجيا يتابعون ذلك مع ضخ مبالغ قياسية في مجال قد يؤدي إلى إنتاج عقاقير ومواد وكيماويات جديدة بل وعطور أيضا، وبالرغم من مخاوف تتعلق بالقيم الأخلاقية والسلامة العامة فقد اجتذبت سوق تكنولوجيا الأحياء الاصطناعية التي من المحتمل أن تكون واسعة وانخفاض تكلفة الحمض النووي الاصطناعي اهتمام مستثمرين. والحمض النووي (دي.إن.إيه) المخلق يدخل بكتابة الشفرة الجينية التي تحدد كيف تعمل الكائنات الدقيقة إلى النطاق الصناعي، وفيما تستخدم التكنولوجيا الحيوية بالفعل في إنتاج أدوية مثل الإنسولين والمحاصيل المعدلة وراثيا فقد يعد تخليق جينات بأكملها فرصة لإدخال تغييرات أكثر استفاضة.
كيف يمكن للحياة الاصطناعية أن تنتج صناعة تقدر بمليارات الدولارات
يعتقد مات أوكو وهو مستثمر في وادي السليكون أن الصناعة الناشئة تخطت مرحلة "الاستيعاب" لتثبت أنها قادرة على تحقيق قيمة اقتصادية، وقال "شركات البيولوجيا الاصطناعية أصبحت الآن مثل المقترحات الثورية على نطاق صناعي التي تحدد مكانة أي عمل تكنولوجي... العوامل التي تدعم وتسرع من وتيرة تلك الصناعة أصبحت أكثر فاعلية اليوم.. تكلفة أقل وإحكام أكثر وقابلية للتكرار. هذا يجعل من الأسهل استخلاص قيمة قادرة على تغيير القطاع"، وأوكو ليس وحده من يبدي اهتماما متزايدا بل هناك مستثمرون آخرون مخضرمون في مجال التكنولوجيا يدعمون التوجه الجديد من بينهم أقطاب كان لهم دور في ياهوو ونتسكايب وبايبول وجوجل. بحسب رويترز.
قال خبراء اجتمعوا في لندن إن تلك الأداة العلمية تتطور بسرعة كما قلت تكلفة تخليق الحمض النووي بمئة مرة عما كانت عليه في 2003 على الرغم من وجود شكوك عالقة بشأن القواعد التنظيمية وشهية العامة حيال التلاعب بالحياة، ويأتي المؤتمر العالمي الذي استضافته (إمبريال كوليدج لندن) ليجمع بين العلماء والمستثمرين بعد أربعة أسابيع من إعلان باحثين أنهم اقتربوا من بناء جينوم كامل لفطر الخميرة من لا شيء.
ومشروع جينوم الخميرة الطموح قرب العملاء بوثبة كبيرة صوب تخليق أشكال معقدة من الحياة لأن فطر الخميرة كائن تحتوي خلاياه على نواة مثل خلايا الإنسان، والاعتماد المتنامي على الحوسبة يقلص الفجوة بين الأحياء والتكنولوجيا التقليدية على الرغم من أنها منطقة ما زالت غير متوقعة النتائج ومتنوعة ومعقدة.
وقال توماس بوستيك وهو قائد سابق لكتيبة المهندسين في الجيش الأمريكي ويقود الآن وحدة البيئة في شركة إتيركسون للتقنية الحيوية "التقاطع بين علم الأحياء والتكنولوجيا منطقة صعبة بسبب اختلاف الثقافات واللغات بين المجالين لكنني أعتقد أننا نحقق انفراجات في بعض تلك الحواجز"، وفكرة تحويل الهندسة الوراثية لأشكال الحياة إلى بيانات لها شفرة يمكن إدخالها على أجهزة كمبيوتر ليصبح أمرا قابلا للبرمجة هو أحد مطالب المستثمرين في مجال التكنولوجيان وتظهر بيانات من شبكة (سينبايوبيتا) أن استثمارا قياسيا بلغ 1.21 مليار دولار أنفق على القطاع عالميا في 2016 وهي زيادة مقدارها ثلاثة أمثال مقارنة بمقدار الاستثمار فيه قبل خمس سنوات فيما تضاعف تقريبا عدد الشركات العاملة في القطاع إلى 411 شركة، ويقول بوستيك "دائما هناك مميزات وعيوب ونحن ندين للناس بتقديم تقييم عادل ومتوازن" لتلك التكنولوجيا.
تصميم جينوم الخميرة يقرب العلماء من تخليق حياة معقدة
خطا علماء خطوة كبرى صوب تخليق أشكال معقدة من الحياة من لا شيء من خلال تركيب خمسة كرموسومات صناعية جديدة من فطر الخميرة وهو ما يمثل ثلث جينات هذا الكائن المجهري الدقيق أو مخططه الوراثي، واستخدم الفريق الدولي أجهزة كمبيوتر لإيجاد نسخ معملية من التكوينات التي تشبه الخيوط التي تحمل الرمز الجيني داخل الخلايا.
وقد تقلق المساعي الرامية لتخليق الجينوم بعض من يرون أن علماء التكنولوجيا الحيوية يحاولون القيام "بمهمة الرب" لكن العلماء يعتبرون أن تلك التجارب امتداد منطقي للهندسة الوراثية المستخدمة بالفعل لصنع أدوية مثل الإنسولين والمحاصيل المعدلة وراثيا، وسبق أن استغرق الفريق العلمي الدولي سبع سنوات لتخليق أول كرموسوم للخميرة في 2014. وإضافة خمسة كروموسومات أخرى يوضح تسارع تحقيق تقدم في علم الأحياء التخليقية بما يؤذن بعهد جديد من أشكال الحياة غير الطبيعية.
ويمكن توظيف سلالات جديدة من الخميرة التخليقية في إنتاج أدوية جديدة وكيماويات وأنواع من الوقود الحيوي. كما يمكن أن يكون هذا العمل أساسا لمشروع أكثر طموحا لتخليق جينوم بشري خلال السنوات العشر المقبلة، وترتبط الخميرة ارتباطا وثيقا بالبشر على المستوى الجيني بدرجة تدعو إلى الدهشة إذ تتشارك مع الإنسان في 26 بالمئة من جيناته على الرغم من أن الجينوم البشري أضخم بنحو 250 مرة.
وفيما تمكنت فرق بحثية أخرى من تخليق كروموسومات البكتيريا والحمض النووي للفيروسات فإن مشروع جينوم الخميرة هو أول مشروع يتضمن إدخال كروموسومات تخليقية في كائن تحتوي خلاياه على نواة مثل خلايا الإنسان، وفي بحثهم الذي نشروه في دورية (ساينس) قال العلماء، وهم فريق من الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا شاركوا في هذا البحث الحديث، إن الخميرة التي تحتوي مادة جينية تخليقية في حالة جيدة مثل الخميرة الطبيعية، وقال جيف بويك من مركز لانجون الطبي بجامعة نيويورك وأحد كبار الباحثين في المشروع إن تخليق جنيوم للخميرة يبشر بإمكانية تخليق مجموعة مختلفة من الجينومات المخلقة للوفاء باحتياجات لم يتم الوفاء بها بعد في مجال الأدوية وفي الصناعة.
وقال "تشير (النتيجة) إلى أن بإمكاننا الاستمرار في أن نكون حتى أكثر جرأة في تصميماتنا المستقبلية وأن ندخل المزيد من التعديلات الجذرية وأن نستكشف حقا إلى أي مدى يمكننا استخدام الجينوم لنجعل الخميرة تفعل ما نريد وتنتج المزيد من المنتجات المفيدة"، وقال توم إليس من (إمبريال كوليدج) في لندن "إنها نقطة تحول في أكبر مشروع في العالم لعلم الأحياء التخليقية"، ويتألف الجينوم من الحمض النووي (دي.إن.إيه) وهو سلسلة من أربع مواد كيماوية. وتوصل العلماء إلى طريقة للتلاعب بثنائيات تلك المواد الكيماوية لإعادة كتابة الشفرة الجينية، ويتألف جينوم الخميرة الطبيعية من 12 مليون ثنائية لكن النسخة التخليقية أصغر بنسبة نحو ثمانية بالمئة بعد أن حذف العلماء بعض ما اعتبروه حمضا نوويا لا علاقة له بالشفرة الجينية وغير مرغوب فيه، وتقنيات تخليق الحمض النووي تتحسن باستمرار وتنخفض كلفتها أيضا مما دفع الباحثين للقول إن ذلك سيسمح بأن يكون تخليق جينومات بأكملها أمرا روتينيا في المستقبل.
خبراء أمريكيون يخففون قيودا على التعديل الجيني لخلايا تكاثر بشرية
ذكر تقرير أعده علماء ومعنيون بالأخلاق العلمية في الولايات المتحدة أن أدوات التحرير الجيني أو تعديل الحمض النووي (دي.ان.أيه) قد تستخدم في يوم من الأيام على الأجنة والبويضات والحيوانات المنوية البشرية للتخلص من جينات تتسبب في أمراض وراثية.
ووصف التقرير الذي صدر عن الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم والأكاديمية الوطنية للطب التقدم العلمي الذي يستخدم تعديل الجينات في خلايا التكاثر البشرية بأنه "إمكانية واقعية تستحق بحثا جديا"، ويشير هذا البيان إلى نهج أكثر تساهلا في استخدام التكنولوجيا المسماة (كريسبر-كاس9) التي تسمح للعلماء بتغيير أي جين يستهدفونه فعليا والتي فتحت آفاقا جديدة في الطب الوراثي بسبب قدرتها على تعديل الجينات بسرعة وفاعلية.
وفي ديسمبر كانون الأول 2015 قال علماء ومتخصصون في مجال الأخلاق العلمية في اجتماع دولي عقد في مقر الأكاديمية الوطنية للعلوم في واشنطن إن استخدام تكنولوجيا تعديل الجينات على الأجنة البشرية لأغراض علاجية مثل تصحيح الجينات التي تتسبب في أمراض وراثية سيكون أمرا "غير مسؤول" لحين التوصل لحل لقضايا السلامة والفاعلية.
وعلى الرغم من أن استخدام هذه التكنولوجيا لا يزال قيد التطوير إلا أن التقرير الأخير الصادر عن الأكاديمية يقول إن التجارب السريرية لتعديل الجينات في خلايا التكاثر البشرية قد يسمح به "لكن بسلسلة من الشروط وتحت رقابة صارمة".
ومثل ذلك التعديل الجيني ليس قانونيا في الولايات المتحدة ووقعت دول أخرى معاهدة تحظر تلك الممارسة خشية استخدامها لإنتاج ما يطلق عليه "أطفال حسب الطلب"، وتتيح هذه التقنية للعلماء تعديل الجينات من خلال "مقص" جيني يضاهي في عمله برنامجا لمعالجة النصوص يمكنه رصد التشوهات الجينية واستبدالها بعناصر أخرى في الحمض النووي (دي.إن.إيه).
ويتم التخطيط بالفعل لاستخدام التعديل الجيني في تجارب سريرية على أشخاص لتصحيح أمراض يسببها تشوه في جين واحد مثل مرض فقر الدم المنجلي. لكن تلك العلاجات لا تؤثر إلا في المريض، لكن المخاوف المتعلقة باستخدام تلك التكنولوجيا في خلايا التكاثر البشرية أو الأجنة في مراحلها المبكرة تتمثل في أن التغييرات ستنتقل للأجيال التالية.
ويمضي الباحثون الذين يستخدمون تلك التكنولوجيا قدما في أبحاثهم على الرغم من أن باحثين من جامعة كاليفورنيا ومعهد برود لأبحاث الطب الوراثي يخوضون معركة ضد إجازة استخدام كريسبر.
وقالت اللجنة في بيان إنه رغم أن التعديل الجيني في خلايا التكاثر البشرية لتصحيح الأمراض الوراثية "يجب أن يستخدم بحذر إلا أن الحذر لا يعني المنع"، ووصفت سارة نوركروس من (بروجرس إديوكيشينال ترست) وهي مؤسسة تدافع عن حقوق المرضى بأمراض وراثية التوصية الأخيرة بأنها "حكيمة ومتزنة".
لكن مارسي دارنوفسكي من مركز (سنتر فور جينيتكس آند سوسيتي) قالت إن التوصية "مقلقة ومخيبة للآمال" مضيفة أنها "تعني إعطاء ضوء أخضر للمضي قدما في جهود تعديل الخلايا البشرية" وهي تغييرات يمكن أن تنتقل للأجيال القادمة.
علماء يطرحون مشروعا لتخليق جينوم بشري اصطناعي
طرحت مجموعة من العلماء مشروعا طموحا لتخليق جينوم بشري اصطناعي أو خريطة جينية في مسعى سيثير مخاوف بشأن مدى إخضاع الحياة البشرية للهندسة الوراثية، ويهدف المشروع الذي جاء نتيجة اجتماع لعلماء الشهر الماضي في جامعة هارفرد إلى تخليق الجينوم الاصطناعي واختباره في خلايا بالمعمل خلال عشرة أعوام. وكشف الخبراء المشاركون في المشروع النقاب عن مساعيهم في دورية ساينس.
وقد يجعل الجينوم البشري الاصطناعي من الممكن خلق البشر دون وجود أبوين بيولوجيين. وسينطوي الأمر على استخدام مواد كيماوية لتخليق الحمض النووي الموجود في الكروموسومات البشرية. ويثير هذا احتمال تخليق البشر بالطلب بصفات جينية محسنة، ويقول العلماء إن هذا ليس هدفهم ويقولون إن التطبيقات المحتملة للجينوم الاصطناعي تتضمن تطوير أعضاء بشرية يمكن زراعتها وهندسة المناعة ضد الفيروسات ومقاومة السرطان وتسريع وتيرة تطوير اللقاحات وتطوير الأدوية باستخدام الخلايا والأعضاء البشرية.
واقترح العلماء تدشين ما سموه مشروع الجينوم البشري في وقت لاحق هذا العام. ويقر العلماء بأن مشروعهم مثير للجدل ويقولون إنهم سيسعون لإشراك الجماهير وسيضعون في حسبانهم التداعيات الأخلاقية والقانونية والاجتماعية.
وقال العلماء إنهم يأملون الحصول على مئة مليون دولار في صورة تمويل عام وخاص لتدشين المشروع هذا العام ويتوقعون أن تقل التكلفة الإجمالية للمشروع عن ثلاثة مليارات دولار وهي تكلفة المشروع الأصلي للجينوم البشري الذي رسم للمرة الأولى خريطة كاملة للحمض النووي البشري، وقال العلماء وعددهم 25 بقيادة جيف بويك المتخصص في علم الوراثة من مركز لانجون الطبي بجامعة نيويورك في دورية ساينس إن المشروع الجديد سيتضمن "هندسة للجينوم بالكامل لخطوط الخلايا البشرية والكائنات الحية الأخرى ذات الأهمية للزراعة والصحة العامة أو تلك التي تكون هناك حاجة لها لتفسير الوظائف الحيوية البشرية".
وتضم المجموعة علماء من مؤسسات مثل كلية الطب بجامعة هارفرد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومختبر لورنس بيركلي الوطني الحكومي وكلية الطب بجامعة جونز هوبكنز وجامعة ييل وجامعة إدنبره وجامعة كولومبيا وجامعة واشنطن ومجموعة أوتوديسك بايو نانو للأبحاث وجهات أخرى، وقالوا إن تخليق الجينوم هو "امتداد منطقي" لأدوات الهندسة الوراثية التي تستخدم بأمان في قطاع التكنولوجيا الحيوية منذ نحو 40 عاما وإنها "قدمت مكاسب اجتماعية مهمة"، وقال علماء غير مشاركين في المشروع إن لهذا العمل منافع محتملة منها معرفة وظائف الأجزاء المختلفة من الجينوم التي لا تزال غامضة والمساعدة في فهم أفضل لكيفية تنظيم الجينات ولماذا يوجد تفاوت جيني كبير بين البشر.
تحديد اول تسلسل وراثي لمجين فينيقي يعود الى 2500 عام
حدد باحثون للمرة الاولى التسلسل الوراثي لمجين كامل عائد لفينيقي عاش قبل 2500 عام، ما يكشف معلومات اضافية عن خفايا هذه الحضارة القديمة التي ازدهرت في منطقة شرق المتوسط خصوصا عند السواحل اللبنانية.
وأوضح هؤلاء الباحثون الذين نشرت نتائج اعمالهم في مجلة "بلوس وان" الاميركية أن هذا التسلسل الوراثي اجري على اقدم حمض نووي فينيقي معروف تم الحصول عليه من شاب سمي "اريش" او "شاب بيرصا". ويعني اسم "اريش" باللغة الفينيقية الفتى العزيز والمحبوب، وقد اجري هذا البحث على ما يعرف ب"الحمض النووي للمتقدرات" (دي ان ايه الميتوكوندريا) الذي ينتقل عبر الوالدة.
وكشف التسلسل أن هذا الرجل كان ينتمي الى مجموعة وراثية نادرة معروفة ب"يو 5 بي 2 سي 1" كان السلف المشترك لجهة الأم متحدرا من منطقة ساحلية في شمال المتوسط، على الارجح في شبه الجزيرة الايبيرية، بحسب البروفسور ليزا ماتيسو سميث من جامعة اوتاغو في نيوزيلندا وهي من المعدين الرئيسيين لهذه الدراسة.
وقالت إن هذا الاكتشاف يشير الى وجود اقدم مجموعة جينية اوروبية "يو 5 بي 2 سي 1" في شمال افريقيا. وقد أعاد الباحثون تاريخها الى نهاية القرن السادس قبل الميلاد على الأقل، واشارت ماتيسو سميث الى ان "المجموعة الوراثية +يو 5 بي 2 سي 1+ تعتبر من الاقدم في اوروبا ولها صلة بشعوب حقبة الصيد وجمع الثمار"، مضيفة ان "هذه المجموعة الوراثية نادرة جدا لدى الشعوب المعاصرة الاوروبية اذ تقل نسبتها عن واحد في المئة".
وتظهر سمات الحمض النووي للمتقدرات لدى شاب بيرصا تشابها مع تلك العائدة للبرتغاليين اليوم وفق هذه العالمة، وقد حلل الباحثون الحمض النووي للمتقدرات العائد ل47 شخصا من اللبنانيين المعاصرين ولم يجدوا في المقابل اي اثر للسلالة الوراثية "يو 5 بي 2 سي 1"، وتعود اصول الفينيقيين الى منطقة موجودة حاليا بشكل رئيسي في لبنان. وقد كان لهذه الحضارة انتشار على كامل مناطق حوض المتوسط حيث انشأت مدنا ومواقع لها كما في مدينة قرطاجة التونسية التي تحولت الميناء التجاري الرئيسي للحضارة القرطاجية.
وقرطاجة التي تقع في تونس على الشاطئ الشمالي لافريقيا، شيدتها اليسار ابنة ملك صور (جنوب لبنان حاليا) في العام 814 قبل الميلاد، وعرف سكانها بالتجارة والزراعة، وكانت بحوث سابقة اكتشفت هذه المجموعة الجينية في الحمض النووي لشخصين من حقبة الصيد وجمع الثمار عثر عليه في موقع اثري في شمال غرب اسبانيا بحسب العلماء، وأضافت ماتيسو سميث "في حين حلت موجة من شعوب المزارعين الاتين من الشرق الادنى محل المنتمين الى مجموعات الصيد وقطف الثمار الذين كانوا في اوروبا، وقد صمدت بعض السلالات الوراثية لهؤلاء لفترة اطول في اقصى جنوب شبه الجزيرة الايبيرية وعلى جزر مجاورة قبل الانتقال الى نقطة الالتقاء في قرطاجة بفعل الانشطة التجارية للحضارة القرطاجية".
ولفتت الباحثة الى ان الثقافة والتجارة الفينيقيتين كان لهما اثر كبير على الحضارة الغربية، مذكرة بأن الفضل يعود للفينيقيين في اختراع الابجدية، غير أن ماتيسو سميث لفتت الى ان "المعلومات المتوافرة قليلة في شأن الفينيقيين انفسهم باستثناء نصوص تفتقر على الارجح الى الموضوع اعدها خصومهم الرومان والاغريق"، مبدية املها في ان يسمح هذا الاكتشاف الوراثي الاخير وغيره من الاعمال العلمية في كشف معلومات اضافية عن اصول الفينيقيين وثقافتهم وتأثيرهم.
وداعا للشيب.. العلماء اكتشفوا الجين المسبب له
نجح علماء في تحديد الجين المسبب للشيب ويقولون إن هذا الكشف قد يؤدي إلى تطوير أساليب جديدة تؤخر أو تمنع تماما هذه الصفة الحتمية المصاحبة للتقدم في العمر.. فماذا لو نجح العلماء في تعطيل الجين المسبب للشيب؟، ولأول مرة تمكن العلماء من عزل الجين الذي تلقى عليه اللائمة في إصابة الإنسان بالشيب واسمه آي.آر.إف4.
وجمع العلماء عينات الحمض النووي (دي.إن.ايه) لأكثر من 6000 متطوع من أمريكا اللاتينية والتي اختارها العلماء لتنوع السكان الأصليين الذين عاشوا فيها، وخلص العلماء إلى أنه إذا كانت جذورك أوروبية فعلى الأرجح سيزحف الشيب إلى رأسك.
وقال الدكتور كوستوبا أدهيكاري المتخصص بعلم الأحياء النمائي بجامعة كوليدج لندن "هذا التنوع الجيني لآي.آر.إف4 له شكلان: شكل موجود في كل أنحاء العالم والآخر موجود لدى الأوروبيين فقط. ورأينا أن هذا الشكل المحدد لدى الأوروبيين يضاعف تقريبا فرص الشيب"، ويساعد هذا الجين على تنظيم الميلانين في الجسم وهي مادة صبغية بروتينية تحدد من بين أشياء أخرى لون الشعر.
والتقدم في العمر وعوامل بيئية تؤثر بالقطع على السرعة التي يبدأ فيها هذا الجين في إطلاق ظاهرة الشيب. لكن الباحثين يقولون إن كشفهم هذا قد يؤدي إلى تطوير علاج يوقف هذا الجين في منبعه، وقال أندريس رويس-ليناريس أستاذ العلوم الحيوية بجامعة كوليدج لندن "تعطيل عمل الجين ممكن بالقطع لكن القضية هي ما إذا كان هذا سيأتي بالآثار المطلوبة وما إذا كان من الصواب فعل ذلك...لكن فيما يتعلق بمحاولة تطوير علاج لتأخير أو منع الشيب فنعم هذا شيء ينطوي على إمكانات واردة"، قد يكون لهذا النبأ وقع محبب على مسامع البعض وإن كانت لندن تفضل بقوة الشيب.
وقال أحد المتسوقين في العاصمة البريطانية "لا مشكلة عندي مع الشيب كما لا أمانع أيضا ألا يخط الشيب رأسي. لا يهمني الأمر حقا"، بينما قالت إحدى المتسوقات "الشيب.. طبعا أحب الشيب أحب أن أكون طبيعية"، وقال اثنان من أصحاب منافذ البيع عن الشيب "أعتقد أنه جذاب. الناس تحبه" و"الشيب هيبة ووقار"، ويقول العلماء إن التوصل إلى علاج لتعطيل الجين الذي يسبب الشيب يحتاج إلى سنوات من الأبحاث. لكن بالنسبة للذين يريدون التخلص من الشيب تماما فقد يجيء اليوم الذي يحقق فيه العلماء حلمهم.
العلماء يتوصلون إلى جين يزيد احتمالات الإصابة بالفصام 35 مرة
يقول علماء إن لديهم أدلة قاطعة على أن تغييرات في جين يعرف باسم (اس.إي.تي.دي.1.ايه) تزيد كثيرا خطر الإصابة بمرض الفصام مما سيساعد في البحث عن علاجات جديدة، وقال فريق العلماء بقيادة باحثين من معهد ويلكام تراست سانجر البريطاني إن التغيرات المضرة في الجين نادرة للغاية لكنها قد تزيد خطر الإصابة بالفصام 35 مرة.
وقال الباحثون إن التغييرات في الجين تزيد أيضا خطر الإصابة بعدد من الاضطرابات العصبية، وفي دراسة نشرتها مجلة (نيوروساينس) العلمية توصل فريق الباحثين إلى أن التحورات الجينية التي تنزع وظيفة الجين تكاد تكون غير موجودة لكنها تصيب واحدا من بين كل ألف شخص بالفصام، وقال الباحثون إن التحورات الجينية تفسر قدرا يسيرا للغاية من الإصابات بالفصام لكنها توفر مفتاحا مهما لدراسة أكثر استفاضة للاضطراب. بحسب رويترز.
والفصام مرض نفسي حاد وشائع يصيب واحدا من بين كل مئة شخص في العالم. وتشمل أعراض الفصام اضطرابات في التفكير واللغة والإدراك ومن الممكن أن يصاب المرضى بهلاوس سمعية وبصرية.
ولم تعرف أسباب الإصابة بالفصام على وجه التحديد لكن الأبحاث التي أجريت حتى الآن تشير إلى مجموعة من العوامل الجسدية والجينية والنفسية والبيئية التي قد تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة، وقال جيف باريت الذي قاد الدراسة من معهد سانجر إن النتائج مفاجئة ومشوقة، وأضاف "الاضطرابات النفسية أمراض معقدة تتضمن عدة جينات ومن الصعب للغاية إيجاد دليل حاسم على أهمية جين بعينه".
اضف تعليق