للمحافظة على القيم الإسلامية، يمكن لنا اتباع مجموعة من الخطوات التي تجمع بين الوعي الديني والعمل بالنية الصادقة مع الله والتجديد المنضبط والموافق للدين الإسلامي، فالفهم العميق للدين الإسلامي والقيم يجب ان يكون الفهم صحيحا من مصادره الاصلية: القران الكريم والسنة النبوية ومنهاج اهل البيت وسيرتهم العطرة...
إن قواعد الدين الإسلامي منظومة خلقية وقيمّية شاملة، حيث كانت هذه القواعد اطار متكاملا يواكب التقدم دون ان يتخلى عن أصالته، وفي هذا الزمن تتسارع المتغيرات وتتشابك القضايا الفكرية والاجتماعية وزادت معالم الفساد والانحراف، مما تبرز الحاجة الى استحضار القيم الإسلامية كمرجعية أخلاقية وثقافية قادرة على التفاعل مع تحولات العصر دون ان تفقد اصالتها أو قدرتها على التأثير، فالإسلام بمنظومته المتكاملة لا يقدم نفسه كبديل عن التقدم، بل اطار يوجه مساراته ويضبط التوازن في عالم يتغير بسرعة مذهلة.
ومن هما، تبرز الحاجة الماسّة الى إعادة تنظيم المنظومة الإنسانية في ضوء تحديات العصر وفقا للقيم الإسلامية، فلابد من تفعيل وتجديد الوعي وثقافة الفرد والمجتمع، الا ان التكنولوجيا تطرح تحولات في مفاهيم الهوية الإسلامية والاسرة المسلمة والمجتمع العصري، هذه التغيرات تفرض تحديات حقيقية على الفرد المسلم والمجتمع.
وتعني القيم الإسلامية هي المبادئ والمثل والتعاليم الإسلامية التي توجه سلوك الانسان وتشكل ضميره واخلاقه نحو مسيرة سليمة، ومصدر هذه القيم هي القران الكريم والسنة النبوية ومنهاج اهل البيت (ع)، والقيم هي التي تعد ثوابت لا تتغير بمرور الزمن او تبدل الظروف لأنها مرتبطة بمقاصد الشريعة الإسلامية، ومنها العدل والصدق والأمانة وكرامة الانسان والرحمة والتسام فهذ القيم هي الجوهر الأخلاقي الذي لا يخضع للزمان والمكان، فهي القيم تتسم بعمقها الإنساني وشمولها، وقدرتها على توجيه السلوك البشري عبر العصور، واما التجدد فلا يعني التغيير في الجوهر بل في التطبيق والصياغة، فالتجدد مطلوب لمواكبة التطور الإنساني والمعرفي، ولا يعني التبديل بل تطوير وسائل تنزيلها في الواقع.
فالقيم الإسلامية ليست عبئاً على العصر بل هي منارة يمكن ان تهدي الإنسانية الحائرة في زحمة المادية والجفاء الروحي، ولابد من تفعيل هذه القيم بشكل واقعي يجعلها حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية، ويعيد للإسلام صورته الحضارية الناصعة.
والسؤال الذي يطرح في مقالنا هذا هو؟
كيف نحافظ على القيم الإسلامية امام تحديات العصر؟
للمحافظة على القيم الإسلامية، يمكن لنا اتباع مجموعة من الخطوات التي تجمع بين الوعي الديني والعمل بالنية الصادقة مع الله والتجديد المنضبط والموافق للدين الإسلامي، فالفهم العميق للدين الإسلامي والقيم يجب ان يكون الفهم صحيحا من مصادره الاصلية: القران الكريم والسنة النبوية ومنهاج اهل البيت وسيرتهم العطرة على تقوم على المبادئ الإسلامي والقواعد الشرعية، كما يمكن استخدام وسائل الاعلام ومنصات التواصل والتقنيات الحديثة وإنتاج محتوى اعلامي هادف (كالبرامج والأفلام والمنشورات) لنشر القيم الإسلامية بأسلوب معاصر وجذاب يراعي لغة الجيل الجديد ويستوعب همومه وتساؤلاته، ويواجه التشويه والتزييف، كما للتربية والتربية لها دور في ترسيخ القيم التي تبدأ من البيت والمدرسة عبر نماذج اهل البيت (ع) والاقتداء بهم في الحياة العملية وهؤلاء هم القدوة الصالحة التي تظهر جمال الإسلام.
ومنها أيضا الحوار والانفتاح من خلال مخاطبة الأجيال بروح مرنة وبلغة عقلانية وإنسانية، وان هذه القيم الإسلامية تعد رسالة رحمة وعمران لا كأداة اقصاء او صراع، وكما ان للتحصين الثقافي والفكري له دور بارز في توعية الناس خاصة الشباب بكيفية التعامل من الثقافات الوافدة والانفتاح الإعلامي دون الابتعاد او التخلي عن الهوية الإسلامية، فالمراجعة الذاتية المستمرة مع النفس وتشجيع الافراد على محاسبة النفس ومراجعة سلوكهم وافكارهم لضبطها مع روح الإسلام وتعاليمه ومبادئه وأهدافه.
حيث لا يسعنا في مقالنا هذا ذكر كل الخطوات والوسائل التي يمكن بها المحافظة على القيم الإسلامية ولكن نتأمل من الافراد جميعا الالتزام بها ولو لبعض منها تحقيقا لمرضات سبحانه وتعالى.
فالقيم الإسلامية لا تقف عند حدود الزمان والمكان، بل تمتلك من العمق والمرونة ما يجعلها قادرة على الاستمرار والتفاعل، شريطة ان يفهم الثابت منها على انه جوهر الرسالة، وان يُفعّل المتجدد بروح الاجتهاد المقاصدي، لتظل هذه القيم منارة للهداية في كل العصور.
اضف تعليق