من صفات الداعي بالخير المحبة الصادقة للأخرين ونقاوة القلب من الغل وصفاء النية، وهذه الصفات ان وجدت عند شخص نفرح كثيرا اذا عرفتنا الأقدار به ونشكر الله على هذا التعارف، ففي ايامنا هم نادري الوجود، لقد تغيرت وتناقصت الكثير من صفات المسلم التي اوصى بها ديننا الحنيف...
طلب الله عز وجل من عباده ان يدعوه وحده وهو القادر المجيب السميع في قوله تعالى: "أمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)، وقال (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)، والدعاء أحب العبادات وأفضلها عند الله أذا كان خالصا لوجه الله تعالى.
وكل عبد يدعوا بما شاء وكيفما شاء دون صيغة او كلمات محددة فقط قول ما تجود به نفسه في قلبه او لسانه لقضاء حاجته ولزوال غمته وبطريقته الخاصة لترتيب كلماته والجميع عند الله سواسية او تقضى حاجته او كتب الله له ثوابها.
وجاءت روايات المصطفى صلى الله عليه وعلى أهل بيته الأطهار ترشدنا لدعاء المسلم لأخيه المسلم، وقد ذكر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يا علي، أربعة لا ترد لهم دعوة: إمام عادل، والوالد لولده، والرجل يدعو لأخيه بظهر الغيب، والمظلوم، يقول الله: وعزتي وجلالي لانتصرن لك ولو بعد حين.
من صفات الداعي بالخير المحبة الصادقة للأخرين ونقاوة القلب من الغل وصفاء النية، وهذه الصفات ان وجدت عند شخص نفرح كثيرا اذا عرفتنا الأقدار به ونشكر الله على هذا التعارف، ففي ايامنا هم نادري الوجود.
لقد تغيرت وتناقصت الكثير من صفات المسلم التي اوصى بها ديننا الحنيف، واحدة منها دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب وتزايد الدعاء عليه بالشر، لارتفاع منسوب الانانية والطمع واللهاث وراء المصالح والمنافع ازداد الاستغلال والجشع مما يجعل الحليم يفقد حكمة التصرف ويخرج عن طوره ويرى ان لا شفاء لغليله سوى الدعاء عليهم بالسوء والضرر وحين تزول غمامة الغضب يستغفر ويندم.
وهناك صنف اخر مصاب بعدوى الدعاء بالشر وتلهجها الالسن بكثرة ولا يفلت فلان او فلانة اذا اذى احدهم إلا ويمطره بوابل من ادعاء الشر دون علم منه ان هناك ملائكة موكلة ترد عليه وتقول: ولك مثله.
ومع ان هناك من يذهب بالرأي ان قول الملائكة: ولك مثله، يكون لمن دعا لأخيه المسلم، لا لمن دعا عليه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به: ولك مثله.
يؤكد الاخر بالقول، يشمل الداعي عليه والداعي له، وما يثبت هذا الرأي قوله تعالى: (ويدعُ الانسان بالشر دعاءهُ بالخير وكان الانسان عَجُولً)، وقوله عز وجل (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كِفلٌ منها وكان الله على كل شيءٍ مُقيتاً).
وهناك قول متفق عليه، للرسول محمد عليه افضل الصلاة والسلام في معركة اليهود والمسلمين اراد ان يدعو للمسلمين فقال: اللهم انصر المسلمين. ولم يقل اللهم اهزم اليهود، ومن المعلوم ان الرأي الثاني هو الأصح، فقد تربينا على الصبر الجميل وعدم الدعاء بالشر على الأخر مهما كانت أذيته ومساوئه، ومنذ الصغر ونحن نسمع اهلنا يرفضون ردة الفعل هذه وتمني الشر للغير، اذ يقولون وبتعبيراتهم البسيطة لبساطة ونقاوة قلوبهم، لا يجوز هذا القول وسيرد الله الدعاء عليك.
خير دعاء نمسك به اعصابنا ونهدأ ثورة بركان غضبنا هو ترديد: حسبنا الله ونعم الوكيل، فكم صعب علينا حين نقول اللهم انتقم من فلان فترد الملائكة: ولكم مثله.
اضف تعليق