في الآونة الاخيرة اجتاحت معظم دول العالم موجات من الصقيع والثلوج، أدت الى شلل الحياة ونشرت الفوضى في الساحل الشرقي الأمريكي وشرق أسيا، حيث هيمنَ الصقيع على اوروبا الذي كان مصحوباً بتساقط مكثف للثلوج، ما أدى الى استمرار الاضطراب في قطاع النقل ولا سيما في أمريكا وكوريا الجنوبية، إذ لا تزال واشنطن في حالة من الشلل الجزئي مع العمل على مواجهة تبعات العاصفة الثلجية في حين يكافح السكان لازالة اكوام من الثلوج تراكمت نهاية الاسبوع الماضي، إذ قال الخبراء في الارصاد الجوية ان العاصفة التي ضربتها على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، تسببت التي تضرر منها 85 مليون شخص بوفاة 33 شخصا في المناطق وتوفي عدد كبير من الضحايا بازمة قلبية اثناء ازالة الثلج او قتلوا في حوادث طرق بسبب الجليد او اختناقا بسبب استنشاق اول اكسيد الكربون من اجهزة التدفئة في المنزل او السيارة، ولا يزال ملايين الاطفال في واشنطن الكبرى في المنزل بسبب اقفال المدارس في حين يجري العمل على ازالة الثلوج عن الباصات وباحات المدارس، وكان من الصعب على كثيرين التوجه الى اعمالهم حيث عجز عشرات الالاف من سكان الضواحي عن تحريك سياراتهم التي حجزتها الثلوج بانتظار وصول عربات ازالة الثلج الذي اعاق جمع القمامة وتوزيع البريد.
وقال هؤلاء الخبراء ان مدينتي واشنطن ونيويورك ومدن أخرى في الساحل الشرق الأمريكي لعاصفة ثلجية شديدة وأعدت اسطولا من جرافات الجليد كما أُلغيت أو تأجلت آلاف الرحلات الجوية وخزن السكان احتياجاتهم من الطعام قبل العاصفة التي من المنتظر أن تهيل على المنطقة ثلوجا بارتفاع 76 سنتيمترا.
فيما قال معنيون ومراقبون ان كمية الثلج هذه هي الاكبر التي عرفتها واشنطن. نحن نعمل بصعوبة لفتح كل الطرقات والشوارع السكنية، في حين اثرت العاصفة كذلك على فيلادلفيا وبلتيمور بشكل خاص، وسجلت وفيات في اركنسو وديلاوير وكولومبيا وكنتاكي ومريلاند ونيويورك ونيوجرزي وكارولاينا الشمالية واوهايو وبنسلفانيا وكارولاينا الجنوبية وتينيسي وفرجينيا، وفي نيوجرزي توفيت امرأة في الثالثة والعشرين وابنها البالغ من العمر سنة اختناقا بغاز اوكسيد الكربون داخل السيارة ونقلت ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات الى المستشفى في حالة حرجة، ويرى هؤلاء المراقبون ان العاصفة الثلجية القوية التي تهدد الساحل الشرقي للولايات المتحدة مطلع هذا الأسبوع تشكل خطرا مضاعفا بالنسبة للمناطق الساحلية في ولايتي نيويورك ونيوجيرزي يتجاوز درجات الحرارة المنخفضة إلى درجة التجمد وانقطاع الكهرباء والطرق الزلقة.
فبعد أكثر من ثلاث سنوات على السيول العارمة التي تسببت فيها العاصفة ساندي بالمنطقة قال مسؤولون إنهم لا يتوقعون أن تكون العاصفة الوشيكة على هذه الدرجة من القوة لكنهم مستعدون لأي شيء.
أما في القارة الصفراء، فقد أدت موجة صقيع اجتاحت شرق أسيا إلى موت أكثر من 50 شخصا في تايوان وإلى تقطع السبل بـ 60 الف سائح في كوريا الجنوبية، وتسببت موجة صقيع وثلوج تضرب آسيا بحالات وفاة والغاء رحلات وفوضى في نهاية الاسبوع في مناطق معتادة على طقس معتدل عموما وسجلت درجات حرارة متدنية بلغت مستويات قياسية، كما سجلت وفيات بسبب الطقس في اليابان وتايوان فيما الغيت مئات الرحلات في مختلف انحاء المنطقة وعلق عشرات الاف الاشخاص في جزيرة سياحية في كوريا الجنوبية فيما تسببت موجة صقيع في هونغ كونغ تعتبر الاقسى منذ 59 عاما بفوضى في اعلى قممها، فيما يلي ادناه ابرز الاخبار رصدتها شبكة النبأ المعلومات حول موجات الصقيع في العالم.
واشنطن لا تزال شبه مشلولة
في سياق متصل أعلن المكتب الأمريكي لادارة الأفراد أن مكاتب الحكومة الاتحادية في واشنطن ستظل مغلقة مع سعي المنطقة للتعافي من العاصفة الثلجية الشديدة التي ضربتها في مطلع الاسبوع، وتحتاج واشنطن إلى بضعة أيام أخرى حتى تعود الى الحياة الطبيعية بعد أن أهالت عاصفة تاريخية ثلوجا بارتفاع 60 سنتيمترا على الساحل الشرقي الأمريكي مما تسبب في مقتل أكثر من 30 شخصا وألحق أضرارا تقدر بمليارات الدولارات.
وأصيبت العاصمة واشنطن بالشلل حيث تظل المكاتب الحكومية في واشنطن دي.سي (ديستريكت أوف كولومبيا) مغلقة يوم الثلاثاء أيضا كما أُغلقت المدارس في الأحياء والضواحي حتى يوم الأربعاء على الأقل واضطر مجلس النواب الامريكي إلى إلغاء عمليات الاقتراع حتى الاسبوع القادم، وقالت رئيسة بلدية واشنطن موريل باوزر إن المدارس الحكومية ستظل مغلقة يوم الثلاثاء لكن مكاتب البلدية ستستأنف عملها. وحثت السكان على استخدام وسائل النقل العامة بدلا من قيادة السيارات على الطرق التي يغطيها الجليد. بحسب رويترز.
وقالت للصحفيين "نعرف ما ينتظرنا...أمامنا عدة أيام من التنظيف لاننا نعرف اننا سنتعامل مع الثلوج طوال هذا الاسبوع، وأعلن المسؤولون الأمريكيون عن 36 حالة وفاة ذات صلة بالعاصفة منها حوادث الطرق والأزمات القلبية أثناء كسح الجليد في العاصمة واشنطن وولايات ديلاوير وكنتاكي وماريلاند ونيوجيرزي ونيويورك ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا وأوهايو وتنيسي وفرجينيا.
عاصفة ثلجية قوية تهدد الساحل الشرقي الأمريكي
مدينتا واشنطن ونيويورك ومدن أخرى في الساحل الشرق الأمريكي لعاصفة ثلجية شديدة وأعدت اسطولا من جرافات الجليد كما أُلغيت أو تأجلت آلاف الرحلات الجوية وخزن السكان احتياجاتهم من الطعام قبل العاصفة التي من المنتظر أن تهيل على المنطقة ثلوجا بارتفاع 76 سنتيمترا، وأعلنت خمس ولايات على الأقل حالة الطوارئ بحلول مساء الخميس بعد أن بدأت أول عاصفة يشهدها الساحل الشرقي هذا الموسم تتحرك صوب القطاع الجنوبي الأوسط قبل ان تتقدم في مسار متوقع الى الشمال الشرقي حاملة معها كميات كبيرة من الثلوج، وصدرت تحذيرات من عواصف ثلجية شديدة في العاصمة واشنطن وبالتيمور مع توقع ان تصل الأمور الى الذروة مساء يوم الجمعة أما مدينة نيويورك فتتوقع العاصفة الثلجية صباح يوم السبت، وأعلنت هيئة النقل لمنطقة العاصمة واشنطن التي بها ثاني أكبر شبكة لقطارات الأنفاق وأكثرها ازدحاما انها ستعلق العمل من مساء الجمعة وحتى الأحد، وقال الحرس الوطني لولاية فرجينيا انه يعتزم استدعاء 300 جندي للمشاركة في عمليات الرد السريع. بحسب رويترز.
وطُلب من الموظفين الاتحاديين في منطقة واشنطن مغادرة مكاتبهم ظهرا حتى يتمكنوا من الوصول الى منازلهم مبكرا، وخلت أرفف المتاجر من الخبز والحليب والسلع الأساسية مع استعداد ملايين السكان في مسار العاصفة الى تمضية عطلة أسبوع باردة في منازلهم. وحذرت جماعات حماية المستهلك من رفع الاسعار بشكل غير شرعي فيما يتعلق بسلع ضرورية منها المولدات والبطاريات والكشافات وأسعار الفنادق.
وبدأت شركات الطيران تلغي رحلات الجمعة والسبت وزاد عدد الرحلات الملغاة عن 2400 رحلة معظمها كان في مطاري واشنطن ونورث كارولاينا، وقالت هيئة الارصاد الجوية إن العواصف الثلجية يمكن ان تشكل خطورة على حياة السكان في غالبية المنطقة الوسطى المطلة على المحيط الاطلسي بدءا من مساء الجمعة وحتى صباح السبت.
عشرات الموتى وآلاف المشردين في موجة صقيع شرقي أسيا
على صعيد آخر، نقلت وسائل اعلام تايوانية أنباء الوفيات المتلاحقة، الناتجة عن انخفاض درجة حرارة الجسم وأمراض القلب، التي تلت الانخفاض المفاجئ في درجات الحرارة خلال الأسبوع، وفي الوقت ذاته أدى تساقط الثلوج الكثيفة إلى اغلاق المطار، والغاء كل الرحلات، في جزيرة جيجو الكورية الجنوبية التي تعد مقصدا للسائحين، كما ضربت الموجة الباردة هونغ كونغ، وجنوب الصين واليابان، وأصدرت السلطات تحذيرا للناس، خاصة كبار السن، بأن يبقوا في أماكن دافئة وأن يتجنبوا البرد.
وفي كوريا الجنوبية، الغيت أكثر من 500 رحلة طيران داخلية ودولية في جزيرة جيجو، المعروفة بأجوائها الدافئة وشواطئها، بعد أن انخفضت الحرارة إلى 6 درجات مئوية تحت الصفر. ومن المتوقع اعادة فتح المطار مساء الاثنين، وأدى هذا الى تقطع السبل بآلاف السائحين خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقالت وكالة يونهاب المحلية للأنباء إن المسؤولين المحليين كان يحاولون تدبير وسائل المواصلات وأماكن إقامة للسائحين، وشعر سكان هونغ كونغ بالبرودة الشديدة لانخفاض درجة الحرارة إلى 3 درجات مئوية وهي الأقل منذ 60 عاما.
وشهدت بعض مناطق غوانزو وشنزن في جنوب الصين سقوطا للثلوج وهو مايعد حدثا نادرا في تلك المناطق، كما شهدت جزيرة اوكيناوا جنوبي اليابان سقوطا للبَرد لأول مرة على الإطلاق، وضربت العواصف الثلجية أجزاء واسعة من اليابان ، مما أدى إلى الغاء أكثر من 600 رحلة جوية عبر البلاد خلال يومي الأحد والأثنين، ومات 5 أشخاص وأصيب أكثر من 100 بسبب الثلوج، حتى الآن، في اليابان.
اقليم باكستاني يغلق كافة المدارس بسبب البرد وليس الأمن
من جهة أخرى قال مسؤولونيوم إن أكثر أقاليم باكستان سكانا أمر بإغلاق المدارس خمسة أيام وطلب من 22.5 مليون تلميذ البقاء في منازلهم ليس بسبب المخاوف الأمنية بعد أن هاجم رجال مسلحون إحدى الجامعات لكن بسبب شدة برودة الجو، وقال رانا مشهود أحمد خان وزير التعليم في اقليم البنجاب إن أعدادا كبيرة من الأطفال يصابون بالانفلونزا والإلتهاب الرئوي في ظل انخفاض درجات الحرارة التي بلغت أربع درجات مئوية في العاصمة لاهور وحال النقص الحاد في الغاز دون تمكن المدارس من تدفئة أبنيتها. بحسب رويترز.
وقال خان لرويترز "قبل يومين شكا أولياء الأمور من قسوة الطقس وإصابة الأطفال بالأمراض"، وأضاف "مكتب الأرصاد الجوية أيضا أخبر الحكومة أن موجة الطقس البارد الشديدة ستستمر ثلاثة أو أربعة أيام أخرى. استشرنا جميع المعنيين واتخذنا قرار إعلان العطلة، ونفى خان أن يكون إغلاق أكثر من 100 ألف مدرسة حكومية وخاصة في الاقليم بسبب تهديدات لمتشددين رغم توعدهم مؤخرا بمهاجمة مؤسسات تعليمية.
اضف تعليق