يعود الفضل في حماية كوكبنا من الأشعة فوق البنفسجية إلى طبقة الأوزون التي تشكل جزءا حيويا من الغلاف الجوي للكرة الأرضية. وعليه فإن استنزاف هذه الطبقة يؤدي إلى تغيرات خطيرة جدا على البشر والكائنات الحية، تم اكتشاف طبقة الأوزون في عام 1913 على ارتفاع 35 كيلومترا...
يعود الفضل في حماية كوكبنا من الأشعة فوق البنفسجية إلى طبقة الأوزون التي تشكل جزءا حيويا من الغلاف الجوي للكرة الأرضية. وعليه فإن استنزاف هذه الطبقة يؤدي إلى تغيرات خطيرة جدا على البشر والكائنات الحية.
تم اكتشاف طبقة الأوزون في عام 1913 على ارتفاع 35 كيلومترا. تحمي هذه الطبقة كوكبنا من الأشعة فوق البنفسجية ألتي يؤدي تعرض الجسم الشديد إليها إلى الاحتراق وحدوث تغيرات وراثية وأمراض سرطانية.
توجد طبقة الأوزون بشكل كبير في الجزء السفلي من طبقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي للأرض، وهي ذات لون أزرق، يتحول فيها جزء من غاز الأوكسجين إلى غاز الأوزون بفعل الأشعة فوق البنفسجية القوية التي تصدرها الشمس وتؤثر في هذا الجزء من الغلاف الجوي نظرا لعدم وجود طبقات سميكة من الهواء فوقه لوقايته.
ولهذه الطبقة أهمية حيوية بالنسبة لنا فهي تحول دون وصول الموجات فوق البنفسجية القصيرة بتركيز كبير إلى سطح الأرض، وفقا لموقع ويكيبيديا، اكتشف كل من شارل فابري وهنري بويسون طبقة الأوزون في 1913، وتم معرفة التفاصيل عنها من خلال غوردون دوبسون الذي قام بتطوير جهاز لقياس الأوزون الموجود في طبقة الستراتوسفير من سطح الأرض، بين سنة 1928 و1958 قام دوبسون بعمل شبكة عالمية لمراقبة الأوزون والتي ما زالت تعمل حتى وقتنا هذا.
وتعد طبقة الأوزون ومشكلة استنزافها من أهم المشكلات البيئية، التي تهدد كوكب الأرض وسكانه، لأن هذا الاستنزاف أو التآكل يسمح بتسريب جزء كبير من الأشعة الضارة للأرض، مما ينعكس سلباً على الإنسان والحيوان.
وبسبب أهمية هذه المشكلة وزيادة التوعية لمخاطرها، خصص يوم 16 سبتمبر من كل عام يومياً عالمياً لحماية طبقة الأوزون، لكن هل للأوزون أهمية كبيرة لتخصيص يوم عالمي له؟ كلمة أوزون في اللغة اللاتينية تعني(الرائحة)، ويتكون الأوزون من مركب كيميائي يتحد مع ثلاث ذرات أكسجين، وهو ذو رائحة مميزة تشبه رائحة البحر التي تعزى لتصاعد كميات قليلة من الأوزون، ويعد العالم ( ماتينوس فان ماركوس) أول من اكتشف وحضر الأوزون في عام 1758، ومن بعده (كريستيان سشونيين) في عام 1860، وأطلق عليه (الأوزون). يمكن تحضير الأوزون في المختبر، وذلك بالاعتماد على تحليل جزيئات الأكسجين واستخدام الطاقة، وتحرير غاز الأكسجين الجاف والمبرد حتى درجة الصفر المئوي في جهاز خاص يسمى (مولد الأوزون)، ثم يتم إحداث تفريغ كهربائي هادئ داخل الجهاز، فيتولد بذلك غاز الأوزون.
ما هي طبقة الأوزون؟ وما أهميتها؟، طبقة الأوزون هي عبارة عن طبقات عدة للغلاف الجوي، وسميت بهذا الاسم، لأنها تحتوي على ذرات غاز الأكسجين مرتبطة ببعضها، ويطلق عليها الرمز الكيميائي (O3).
وينتج الأوزون عن تفاعل المواد الكيميائية إلى جانب الطاقة المنبعثة من ضوء الشمس المتمثلة في الأشعة فوق البنفسجية، وفى طبقة الاستراتوسفير، (وهي إحدى طبقات الغلاف الجوى) التي ترتطم بغاز الأكسجين، الذي يتكون بشكل طبيعي من جزيئات ذرات الأكسجين، وبالأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس، وهذه الذرات تصبح حرة لكي تنسجم مع أجسام أخرى، ويتكون غاز الأوزون عندما تتحد ذرة أكسجين واحدة، مع جزئي أكسجين من الذي يستنشقه الإنسان.
وأهمية هذه الطبقة تتشكل في حماية سطح الأرض من الأشعة الضارة المنبعثة من الشمس أن تصل لسطحها، مثل الأشعة فوق البنفسجية، التي تسبب أضراراً بالغة للإنسان منها، سرطانات الجلد، وضيق في التنفس، وحالات من الإرهاق والصداع، وغيرها من الاضطرابات التي ينعكس تأثيرها على الجهاز العصبي والتنفسي، وكذلك تركيز الأوزون بشكل كبير يشكل خطرا على الحيوانات والنباتات.
ما هو غاز الصوبات الخضراء؟ وما علاقته بالأوزون؟، يبلغ ارتفاع غاز الأوزون عن سطح الأرض نحو 30-50 كيلومترا، وسمكه يتراوح بين 2-8 كيلومترات، وتتكون طبقة الأوزون في ارتفاع أقل من 30 كم، ويتم ذلك من خلال تفاعل المواد الكيميائية عدة منها، الهيدروكربون وأكسيد النتريك إلى جانب ضوء الشمس بطريقة نفسها التي يتحد بها الأكسجين مع الطاقة المنبعثة من الشمس، ونتيجة هذا النوع من التفاعل تتكون (سحابة ضباب ودخان)، بحيث تأتي هذه المواد الكيميائية من عوادم السيارات.
ولذلك نرى وجود هذه السحابة فوق سماء المدن خصوصاً المزدحمة منها، وبالرغم من وجود غاز الأوزون بعيداً عن الأرض فهو لا يسبب أي أذى مباشر لسكانها، عكس ما يمكن أن يسببه بالنسبة للنباتات.
بحيث يمتص غاز الأوزون الطاقة الحرارية التي تنعكس من سطح الأرض، مما يدل على أن الطاقة تظل قريبة من سطحها، ولا يسمح لها بالنفاذ وهذا ما يمكن أن يطلق عليه ظاهرة الاحتباس الحراري، أي أن غاز الأوزون هو غاز الصوبات الخضراء.
طبقة الأوزون بدأت في استعادة عافيتها
أكد تقرير حديث أصدره عدد من العلماء لحساب الأمم المتحدة أن طبقة الأوزون في طريقها للتعافي بشكل كامل خلال العقود الأربعة القادمة. ويشير خبراء إلى أن الالتزام الدولي بحظر استخدام المواد المدمرة لهذا الغاز كان له أكبر الأثر، قال الخبراء إن انخفاضاً بنسبة 99٪ تقريباً في انبعاثات المواد المحظورة الضارة بالأوزون قد تم تسجيله على مدى سنوات قالت لجنة من العلماء إن طبقة الأوزون في طريقها للتعافي التام خلال العقود الأربعة المقبلة.
وفي تقييم يتم إجراؤه كل أربع سنوات ويقدمه علماء للأمم المتحدة حول ما تم إنجازه في بروتوكول مونتريال قال الخبراء إن انخفاضاً بنسبة 99٪ تقريباً في انبعاثات المواد الضارة بالأوزون - والمحظور استخدامها بموجب الاتفاقية - قد تم تسجيله، الأمر الذي يسمح لطبقة الأوزون بالتعافي تدريجياً.
وبروتوكول مونتريال هو اتفاق وُقع عام 1987 بين أكثر من 180 دولة للتخلص التدريجي من المواد الكيميائية المسببة لاستنفاد طبقة الأوزون.
وقال ميج سيكي، السكرتير التنفيذي لأمانة الأوزون لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، في بيان: "لا يمكن المبالغة في التأثير الذي أحدثه بروتوكول مونتريال على التخفيف من آثار تغير المناخ". "على مدى السنوات الـ 35 الماضية ، أصبح البروتوكول نصيرًا حقيقيًا للبيئة." وفق ما نشر موقع ياهوو.كوم.
تم اكتشاف ظاهرة استنفاد الأوزون لأول مرة في السبعينيات، وعلى إثر ذلك حظرت الولايات المتحدة في عام 1978 استخدام مركبات الكربون الكلورية فلورية "غير الضرورية" (كلوروفلوروكاربون CFC) والتي تباع للمستهلك في صورة علب تحتوي على سائل مضغوط يخرج في شكل رذاذ، ولكن اكتشاف ثقب آخر في طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية عام 1984 دفع المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل.
قال بول إيه. نيومان، الرئيس المشارك في كتابة التقرير العلمي، في تصريحات لوكالة أسوشيتيد برس: "في الجزء العلوي من الستراتوسفير وفي ثقب الأوزون، نرى الأمور تتحسن"، واضاف أن التقرير الحديث وجد أن انبعاثات المواد المستنفدة للأوزون التي ينتجها الإنسان مثل CFC، والتي كانت تستخدم على نطاق واسع في يوم من الأيام ، "انخفضت بشكل كبير".
وأضاف نيومان أن مستويات المواد المستنفدة للأوزون في الغلاف الجوي مستمرة في الانخفاض ومنها مستويات البروم، وهو مادة أخرى مستنفدة للأوزون، قد تراجع مستواه بنسبة 14.5٪ عن ذروة عام 1999، وفقًا للتقرير.
وبحسب تقرير العلماء، فإنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية في التحسن، فإن التقييم يتوقع أن يعود متوسط سماكة طبقة الأوزون إلى المستويات التي كان عليها عام 1980 بحلول عام 2040.
وبما أن طبقة الأوزون قد ضعفت أكثر من غيرها في القطبين، فمن المتوقع أن يستغرق الأمر حتى عام 2045 للعودة إلى مستويات ما قبل النضوب في القطب الشمالي وحوالي عام 2066 في القطب الجنوبي.
وفي الوقت الحالي يوجد ثقب تبلغ مساحته 8.91 مليون ميل مربع في طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، لكن هذا الثقب يتقلص تدريجياً منذ عام 2000.
ويتركز غاز الأوزون (وهو جزيئ من ثلاث ذران أكسجين) في جزء من طبقة الستراتوسفير وهي إحدى طبقات الجو وتحتوي على تركيزات عالية من هذا الغاز والذي يمتص الأشعة فوق البنفسجية (UV) القادمة من الشمس ويشكل درعاً شديد الأهمية لحماية الحياة على الأرض، بحسب ما ذكر موقع (ايه بي سي نيوز) الأمريكي.
ويسمح ترقق طبقة الأوزون للأشعة فوق البنفسجية بالوصول إلى الأرض، مما يزيد من انتشار الأمراض بما في ذلك إعتام عدسة العين وحتى سرطان الجلد، والتسبب في تلف المحاصيل.
ما هو سبب ثقب الأوزون؟
هدم طبقة الأوزون الحامية للكرة الأرضية وسكانها أو تآكلها، يحدث عن طريق حدوث تفاعلات عدة منها، قيام الأشعة فوق البنفسجية بتدمير مركبات الكلوروفلوروكربون، مما يؤدي إلى انطلاق ذرة كلور نشطة، وتتفاعل ذرة الكلور النشطة مع جزيء من غاز الأوزون، وينتج عن تفاعل ذرة الكلور مع جزيء الأوزون مساو لجزيء أكسجين وأول أكسيد الكلورين، وتتفاعل ذرة أكسجين نشطة مع أول أكسيد الكلور، حيث تنطلق ذرة كلور نشطة لتدمير جزيء أوزون جديد.
هل توجد عوامل أخرى تساعد على زيادة هذا التدمير؟، من الأسباب المساعدة وجود أكاسيد النيتروجين ومنها، أول أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد النيتروجين، اللذان ينطلقان من بعض أنواع الطائرات التي تطير بمستوى طبقة الأوزون، وكذلك ظاهرة الاحتباس الحراري التي تسببها انبعاثات المصانع، ومركبات (الكلوروفلوروكربون) المستخدمة في أجهزة التبريد، والمواد المستخدمة في تركيب العطور والمبيدات الحشرية والأدوية أيضاً، وبعض المذيبات المستخدمة في عمليات تنظيف الأجزاء الميكانيكية والدوائر الإلكترونية، ومنها البروميد الميثيل، وهو غاز عديم اللون والرائحة، ويُستخدم كمبيد حشري لمقاومة الآفات الزراعية.
وكذلك في تخزينها، مما يسبب تهيجا شديدا للجهاز التنفسي بعد التعرض له من 4 إلى 12 ساعة، ومن أعراضه التي تظهر على الإنسان بعد التعرض له مباشرة، الصداع، والدوار، والغثيان، والرعشة، وضعف في رد فعل العضلات، وقد يسبب حروق للجلد عند ملامسته.
ما هي الأضرار الناتجة عن الثقب، إن استنزاف طبقة الأوزون، وزيادة الأشعة فوق البنفسجية، يؤديان إلى تكون السحابة السوداء (الضباب الدخاني)، التي يمكن أن تبقى معلقة في الجو لأيام عدة، مما يؤدي إلى إحداث نسبة وفيات عالية، لما ينتج عنه من أضرار في وظائف التنفس والاختناق، كما أن تآكل طبقة الأوزون، واختراق الأشعة البنفسجية لسطح الأرض بكميات كبيرة، يضعف من كفاءة جهاز المناعة عند الإنسان، ويجعله أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات، أو الإصابة بالبكتريا، ومع زيادة التآكل يلحق بالعين أضراراً كبيرة ينتج عنها الإصابة بالمياه البيضاء أو المياه الزرقاء.
كما أن إصابة الإنسان بالسرطانات الجلدية التي من المتوقع أن تصل على مستوى العالم إلى (300) ألف حالة سنوياً، ومع زيادة تفاقم أزمة الاحتباس الحراري، وتأثرها على الحياة الزراعية، حيث إن هناك بعض النباتات لها حساسية كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية، مما يؤثر على إنتاجها ويضر بمحتواها المعدني وقيمتها الغذائية، وبالتالي محصول زراعي ضعيف، كما أن الحياة البحرية، لا تستطيع التخلص من الآثار المدمرة لاختلال طبقة الأوزون، فهذه الكائنات الحية البحرية لها دور كبير في المحافظة على التوازن البيئي، وخاصة العوالق النباتية، بحيث تمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو، وتمنح الأكسجين للكائنات الحية والتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري.
بالإضافة إلى التغيرات المناخية في الطقس، وخاصة عند ارتفاع درجات الحرارة، والتي تزيد بدورها من مشكلة التلوث الهوائي، بحيث ان درجة حرارة سطح الأرض تؤثر على حركة الهواء صعوداً وهبوطاً، ومما يؤدي إلى حركة تلوث جوي بين التشتيت والإرساب، فيتبع صعود الملوثات عملية التسخين المستمرة للطبقة السفلية من الغلاف الغازي الموجود على سطح الأرض أثناء ساعات النهار، والتي تبلغ ذروتها خلال أشهر الصيف، ونتيجة لذلك يحدث انتشار للملوثات مع حركة الهواء.
أما هبوط هذه الملوثات وعدم انتقالها مع الهواء ينشأ من عملية التبريد المستمرة أثناء ساعات الليل والتي تزيد خلال فصل الشتاء، مما يؤدي إلى عملية ترسيب الملوثات، كما أن حرائق الغابات، وظاهرة التصحر، والارتفاع في مستوى سطح البحر كل ذلك من جراء ثقب طبقة الأوزون.
ثقب الأوزون في أصغر حجم له منذ 37 عاما
أفاد علماء ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بأن أنماط الطقس غير الطبيعية في الغلاف الجوي العلوي، فوق القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) قد قللت بشكل كبير من استنفاد الأوزون في سبتمبر/أيلول الماضي وأكتوبر/تشرين الأول الجاري، مما أدى إلى تقلص الثقب الموجود في طبقة الأوزون إلى أصغر حجم له منذ بدء التسجيلات الأولى له في عام 1982.
جاء ذلك في البيان المشترك الصادر عن وكالة ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، الذي نشر في موقعيهما يوم الاثنين 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تأتي هذه الملاحظات تأكيدا للتصريحات السابقة التي أدلى بها خبراء برنامج مراقبة الأرض التابع للاتحاد الأوروبي كوبرنيكوس، والتي صدرت في 16 سبتمبر/أيلول الماضي بمناسبة اليوم الدولي لحفظ طبقة الأوزون.
تصريحات توقعوا فيها أن يكون ثقب الأوزون هذا العام قد بلغ أصغر حجم له مقارنة بالسنوات الثلاثين الماضية، وذلك بفعل تأثيرات التوعية بالاحتباس الحراري والتغير المناخي ومعاهدة مونتريال التي حظرت عددا من المواد المستنزِفة لطبقة الأوزون.
لماذا تقلص ثقب الأوزون؟، وفقا لموقع وكالة ناسا توصلت ملاحظات خبراء وكالة الفضاء الأميركية ناسا، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) إلى أن ثقب الأوزون الذي بلغ ذروته عند 6.3 ملايين ميل مربع (16.4 مليون كيلومتر مربع) في يوم 8 سبتمبر/أيلول الماضي، ثم تقلص إلى أقل من 3.9 ملايين ميل مربع (عشرة ملايين كيلو متر مربع) للفترة المتبقية من سبتمبر/أيلول الماضي وأكتوبر/تشرين الأول الجاري، وذلك وفقا لقياسات الأقمار الاصطناعية لكل من وكالة ناسا وبرنامج مراقبة الأرض الأوروبي خلال السنوات التي تسودها الظروف المناخية العادية، أن الثقب عادةً ما يبلغ حجمه حوالي ثمانية ملايين ميل مربع (حوالي 13 مليون كيلومتر مربع) في أواخر سبتمبر/أيلول أو أوائل أكتوبر/تشرين الأول خلال هذا الوقت من العام، وأضاف بيان ناسا "تشير درجات الحرارة الأكثر دفئا خلال هذه الفترة من العام، إلى انخفاض السحب القطبية الستراتوسفيرية، ما يحد من استنفاد طبقة الأوزون".
وكانت درجات الحرارة المسجلة خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي، على ارتفاع نحو عشرين كيلومترا، أكثر ارتفاعا من المعدل المتوسط، حيث بلغت 16 درجة مئوية، وهي بذلك الأكثر دفئًا في السجل التاريخي منذ أربعين عاما.
أخبار سارة لطبقة الأوزون، وفي هذا الصدد، قال بول نيومان، كبير خبراء علوم الأرض في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في غرينبيلت بولاية ماريلاند، في تصريح له ضمن البيان الصادر عن وكالة ناسا "إنها أخبار سارة بالنسبة لطبقة الأوزون في نصف الكرة الجنوبي، ولكن من المهم أن ندرك أن ما نراه هذا العام يرجع إلى ارتفاع درجات حرارة الستراتوسفير، إنها ليست علامة على أن الأوزون الموجود في الغلاف الجوي يسير فجأة على المسار السريع للتعافي".
من ناحية أخرى، قالت سوزان ستراهان، عالمة الغلاف الجوي في جمعية أبحاث الفضاء التابعة للجامعات الأميركية، والتي تعمل في ناسا، إن هذه هي المرة الثالثة خلال الأربعين سنة الماضية التي تُسبب فيها أنظمة الطقس درجات حرارة دافئة تحد من استنفاد الأوزون، وقالت إن أنماط الطقس المماثلة في الستراتوسفير بالغلاف الجوي العلوي، فوق القارة القطبية الجنوبية أنتاركتيكا في سبتمبر/أيلول 1988–2002 أنتجت أيضا ثقوبا صغيرة غير طبيعية من الأوزون.
مؤشرات إيجابية
قال علماء إن صور الأقمار الاصطناعية تثبت أن ثقب الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية يتقلص بشكل ملحوظ، مشيرين إلى أن حلولا مشابهة قد توجد للتعامل مع تغير المناخ ومسائل البيئة الأخرى، وأكدت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) هذه الأنباء بعدما بحثت دراسة جديدة مباشرة في المواد الكيميائية المدمرة لطبقة الأوزون في الغلاف الجوي.
وقال الدكتور جون شانكلين من المركز البريطاني الأنتاركتيكي للإحصاء، وهو أحد خبراء الأرصاد الجوية والذي كان أول من اكتشف ثقب الأوزون عام 1985، "من الجيد دائما سماع قصة إخبارية جيدة، وهذه بالتأكيد قصة إخبارية جيدة".
وقال إن الأمر "بدأ مع نجاح بروتوكول مونتريال عندما وقعت كافة أعضاء الأمم المتحدة على المعاهدة، وبات الآن الدليل واضحا على أن هذا ينجح"، وبروتوكل مونتريال هو معاهدة دولية لتنحية استخدام مركبات الكلوروفلوروكربون (CFC) المسؤولة إلى حد كبير عن تراجع طبقة الأوزون فوق القطب المتجمد الجنوبي، لأن تحللها في الجو ينتج عنه ذرات الكلور التي بدورها دمرت جزيئات الأوزون.
وفي الدراسة الجديدة، التي نشرت في دورية جيوفيزيكال ريسيرتش ليترز، استخدم فريق بحثي من ناسا رصد طبقة الأوزون وكذلك الكلور في طبقتي الأتموسفير والستراتوسفير لتحديد حالة ثقب الأوزون، وقالت معدة الدراسة الدكتورة سوزان ستراهان، وهي عالمة في الغلاف الجوي في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا، "رأينا للمرة الأولى أن مستويات الكلور تنخفض بشكل مؤكد وأن مستويات الأوزون تستجيب لذلك".
وبشكل عام، فإن البحث الجديد يضيف إلى أدلة متنامية أن طبقة الأوزون تنتعش من جديد، وفقا للبروفيسور جون بايل العالم في الغلاف الجوي في جامعة كامبريدج، لكن ليست له صلة بالدراسة الأخيرة، وقال "إن المجتمع العلمي واثق تماما من أن طبقة الأوزون تتجه نحو الاتجاه الصحيح"، ويتوقع أغلب العلماء أن يلتئم ثقب الأوزون تماما بحلول منتصف القرن الحالي.
تلوث الهواء بالأوزون يسبب وفاة مليون شخص سنويا
خلصت نتائج دراسة جديدة إلى أن تلوث الهواء بالأوزون له علاقة بالوفاة المبكرة لمليون شخص سنويا، وأشارت أرقام الدراسة إلى أن عدد الوفيات بلغ ضعف عدد حالات الوفاة المسجلة في تقديرات سابقة.
وكشف علماء بمعهد ستكهولم للبيئة، التابع لجامعة يورك، أن الأرقام الواردة في نتائج الدراسة تُظهر أن التعرض لفترة طويلة لتلوث الهواء بالأوزون خارج الأماكن المغلقة، مسؤول عن وفاة نحو شخص من مجموع خمسة أشخاص متأثرين بأمراض الجهاز التنفسي في شتى أرجاء العالم، كما أظهرت النتائج أن المستويات جاءت أعلى بكثير من تقديرات سابقة ترجع إلى عام 2003، أشارت إلى وفاة مبكرة لنحو 400 ألف شخص بسبب أمراض الجهاز التنفسي، واعتمدت نتائج الدراسة، التي نشرتها دورية معنية بشؤون الصحة البيئية، على معلومات مستقاة من تحليل أمريكي حديث، تناول علاقة التعرض لفترات طويلة للأوزون والوفاة نتيجة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي لنحو 670 ألف شخص بالغ.
كما أظهرت إحصاءات أن نصيب الهند من إجمالي عدد الوفيات يصل إلى نحو 400 ألف حالة وفاة، تليها الصين التي سجلت نحو 270 ألف حالة وفاة. في حين سجلت قارات أفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية عدد وفيات تراوح بين 50 ألف إلى 60 الف حالة وفاة كل على حدة، وتراجعت الأرقام في أمريكا اللاتينية وأوقيانوسيا.
وقال كريس مالي، المشرف على الدراسة : "تسلط هذه الدراسة الضوء على أن التعرض للأوزون قد يسهم على نحو كبير في مخاطر الإصابة بالمرض عالميا على خلاف المعتقد"، وأضاف أن هناك مساحة من عدم التأكد من التقديرات نظرا لأن التحليل اعتمد على دراسة التعرض للأوزون في الولايات المتحدة، كما أن عوامل خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي تتفاوت على نحو كبير من منطقة لأخرى في العالم.
ويتكون الأوزون في الغلاف الجوي من انبعاثات مصادر ملوثة، مثل ثاني أكسيد الكربون المنبعث من عوادم السيارات، والمركبات العضوية، واستخدام المذيبات، والميثان من الزراعةـ ويبقى الأوزون في الغلاف الجوي لأسابيع، وينتقل لمسافات طويلة من مصادر الانبعاثات في جميع أنحاء الدول والقاراتـ ويدرس خبراء سحابة كيميائية غامضة، أثرت على نحو 150 شخصا في شرق مقاطعة ساسكس البريطانية في عطلة نهاية الأسبوع، سجلت ارتفاعا في مستويات الأوزون في المنطقة ، وقال جوهان كولينستيرنا، مشرف مشارك في الدراسة ومدير بمعهد اسكتهولم للبيئة :"زملاؤنا في دول، مثل غانا وبيرو ونيجيريا وبنغلاديش، سلطوا الضوء على أهمية تأثير تلوث الهواء على الصحة كدافع لخفض الانبعاثات"، وأضاف :"لخفض تلوث الأوزون، نحتاج إلى السيطرة على الانبعاثات من مصادرها المختلفة الكثيرة. ويتضمن ذلك الانبعاثات من وسائل النقل، واستخدام الطاقة المنزلي، فضلا عن انبعاثات الميثان من الزراعة"، وقال :"نظرا لطبيعة تحرك الأوزون لمسافات طويلة، يصبح اتخاذ إجراء مهما على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية. ويعني ذلك أن التعاون الإقليمي لازم لحل المشكلة".
حماية طبقة الأوزون منعت ملايين حالات سرطان الجلد
قبل 35 عاما لم يكن أحد يدري أنه في منطقة تعلو القطب الجنوبي بعشرين كيلومترا كانت انبعاثات بعض المواد الكيميائية تقوم بثقب طبقة الأوزون، التي تحمي كوكب الأرض من مخاطر الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
وطبقة الأوزون موجودة في منطقة "ستراتوسفير" في الغلاف الجوي، وتتكون من تركيز مرتفع من جزيئات غاز الأوزون، التي تتكون من ثلاث ذرات من الأكسجين (O3). وتقوم بامتصاص جزء كبير من الأشعة فوق البنفسجية، حيث يؤدي التعرض لها إلى مخاطر صحية مثل الحروق وسرطان الجلد والتهاب القرنية والمياه البيضاء (كاتاراكت) وإضعاف المناعة.
واكتشف الثقب جو فورمان من محطة هالي باي البريطانية في قارة إنتركتيكا مطلع الثمانينيات، وفي 16 مايو/أيار من ذلك العام، كتب فريق من الخبراء في مجلة "نيتشر" أن معدلات الأوزون تغيرت بصورة مخيفة، وقد تسبب نشر هذا التحقيق في هزّ جميع أوساط خبراء البيئة ورجال السياسة أيضا.
وقال جيرت كوينج لانجلو خبير معهد الفريد فيجنر، ومدير نيوماير3 (محطة الأرصاد بقارة إنتركتيكا) إن المثير للدهشة أن هذا الثقب حدث عند نهاية العالم، وهو المكان الوحيد الخالي من انبعاثات الهيدركربون المشع.
ويعد حدوث ثقب الأوزون في منطقة غير مأهولة بالسكان من حسن حظ البشرية، نظرا لأنه لو حدث في منطقة مكتظة بالسكان فإن نقص الطبقة التي تحمي من الأشعة فوق البنفسجية الضارة كان سيتسبب في حدوث ملايين من حالات الإصابة بسرطان الجلد.
وحتى مطلع السبعينيات كانت مشتقات الهيدروكربون المشبع تعد الوسيلة الأنسب لعمليات الاحتراق والغازات الأفضل لعمليات التبريد، نظرا لأنها قابلة للصرف، وشفافة وغير سامة، وتعد مستقرة من ناحية التفاعل الكيميائي.
وهكذا، تدفقت ملايين الأطنان من انبعاثات هذه الغازات إلى الغلاف الجوي، إلى أن جاء أول تحذير عام 1974 على يد الباحثين ماريو مولينا وشيروود رولاند اللذين أفادت نتائج أبحاثهما بأن مركبات الكلورفلورو كربون (CFC) -وتعرف بالاسم التجاري "فريون"- الناتجة عن هذه الانبعاثات يمكن أن تدمر طبقة الأوزون بالكامل.
كرد فعل على هذا التحذير قررت الولايات المتحدة والدول الإسكندنافية حظر البخاخات المضغوطة التي تحتوي على غاز الفريون، كما بدأت حملات لزيادة الوعي بمخاطر دمار طبقة الأوزون، خاصة بعد نشر فورمان نتيجة أبحاثه عام 1985، والتي دعمها خبراء ناسا بعد مطابقة النتائج بالإحداثيات التي حصلت عليها بواسطة الأقمار الصناعية عن حالة ثقب الأوزون.
بعد ذلك بعامين في 16 سبتمبر/أيلول 1987 أقرت مئتا دولة بروتكول مونتريال، الذي دخل حيز التنفيذ عام 1989، ونص في البداية على الحد من انبعاثات مركبات الكلورفلورو كربون ليتم حظرها نهائيا بحلول عام 1996.
وفي عام 2000 بلغ تركيز مشتقات الكلورفلورو كربون في الغلاف الجوي أقصى درجاته، ومنذ ذلك الحين بدأ في التناقص إلى أن تراجعت النسبة الآن بمعدل 5%. في الوقت نفسه، بلغ ثقب الأوزون أقصى اتساع له عام 2006، حيث قدّر في ذلك الوقت بنحو 27 مليون كيلومتر مربع، أي ما يقرب من مساحة قارة أفريقيا بالكامل.
يذكر أن طبقة الأوزون تعرضت للانكماش في مناطق أخرى من كوكب الأرض، مثل أوروبا الوسطى على سبيل المثال، بنسبة تتراوح بين 5 و10%، وفقا لدراسات الخبير الألماني فولفجانج شاينبريخت.
وفي 2014 أعلنت المنظمة الدولية للأرصاد (OMM) أن بروتوكول مونتريال حقق نجاحا كبيرا، بالرغم من أن توقعات الخبراء تشير إلى أن ثقب الأوزون لن يلتئم قبل حلول عام 2070، وأن مشتقات الكلورفلورو كربون ستبقى في الغلاف الجوي لكوكب الأرض حتى نهاية القرن الحالي.
يشار إلى أن كلا من رونالد والمكسيكي مولينا حصلا عام 1995 على جائزة نوبل في الكيمياء مناصفة مع الباحث بول كروتسن، تقديرا لأبحاثهم. ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة فقد حالت هذه الأبحاث دون وقوع ملايين الإصابات سنويا بسرطان الجلد منذ التسعينيات وحتى عام 2030، ويرى الخبراء أن التعامل مع مشكلة ثقب الأوزون أظهر نموذجا إيجابيا في سرعة تعامل البشرية مع التهديدات الخطيرة التي تواجهها البيئة.
اضف تعليق