الماء هو عصب الحياة وأهم مكون من مكوناتها، وله فوائد لا تعد ولا تحصى فلا توجد حياة بدونه، فهو مطلب حيوي للإنسان وسائر الكائنات الحية، سواء للشرب أو للري أو توليد الطاقة واستخدامه في الصناعة ومهم أيضاً للحفاظ على التوازن الحراريّ للأرض، وكما قال تعالى في كتابه العزيز "وَجَعَلْنَاْ مِنَ المَاْءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاْ يُؤْمِنُوْنَ"، لبيان مدى أهمية الماء وفائدته لكل ما يوجد على سطح الأرض.
وبحسب الخبراء والمختصين فان الماء يوجد في الخلية الحية بنسبة تتراوح بين 50-60 % من وزن الخلية كما يوجد بنسبة 70 % من الوزن الكلى للخضروات وتزيد النسبة إلى أكثر من 90 % من وزن الفاكهة، فهو العنصر الأساسي لاستقرار الإنسان وازدهار حضارته وأينما وجد الماء وجدت مظاهر الحياة.
وعلى الرغم من حاجة الإنسان الماسة للماء إلا أن مصادره معرضة للتلوث بشكل كبير ودائم، وأوضحت الدراسات إن التلوث يحدث نتيجة أي تغير فيزيائي أو كيميائي في نوعية المياه، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ويؤثر سلبياً على الكائنات الحية، ويجعل المياه غير صالحة للاستخدامات المطلوبة، وبالتالي يؤثر تأثيراً كبيراً في حياة الفرد والأسرة والمجتمع، وقد يكون سبباً رئيسياً في إنهاء الحياة على الأرض.
ومن مسببات تلوث المياه (مخلفات الصرف الصناعي، مخلفات مياه الصرف الصحي، المبيدات الكيمياوية، الأسمدة الكيمياوية الزراعية، مياه الصرف الزراعي، الملوثات الإشعاعية ، الطحالب، النفط ومشتقاته، التلوث ببعض الآثار الكونية كـتغير المناخ وتدمير طبقة الأوزون والأمطار الحمضية)
وفي السنوات الأخيرة تفاقمت مشكلة تلوث المياه، فأخذت تشكل خطراً كبيراً على الكائنات الحية وفي بعض البلدان كالصين أوضحت وزارة البيئة أن أكثر من 60 بالمئة من المياه الجوفية لا تصلح للاستهلاك الآدمي، وفي سوريا حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي مرض الكوليرا في الشهور المقبلة في سوريا حيث زاد عدد الإصابات بالأمراض المنقولة عبر الماء مثل التيفود والالتهاب الكبدي الوبائي بسبب تدهور مستوى النظافة.
فيما اكد باحثون إن الأمراض التي تنتشر عن طريق المياه الملوثة وسوء الصرف الصحي تعد خامس أكبر سبب لوفاة النساء في أنحاء العالم إذ تسبب وفيات أكثر من الإيدز أو مرض السكري أو سرطان الثدي وإن نحو 800 ألف امرأة تلقى حتفها سنويا بسبب افتقارها لدورات مياه آمنة ومياه نظيفة، لذا لابد من الحفاظ على المياه الطبيعية والعمل على تنقيتها للحد من تلوثها للمحافظة على سلامة الكائنات الحية، وقد رصدت (شبكة النبأ المعلوماتية) بعض الأخبار والدراسات نستعرض أبرزها في التقرير أدناه.
ماذا يقتل النساء أكثر من الإيدز وسرطان الثدي؟
من جهتهم يقول باحثون إن الأمراض التي تنتشر عن طريق المياه الملوثة وسوء الصرف الصحي تعد خامس أكبر سبب لوفاة النساء في أنحاء العالم إذ تسبب وفيات أكثر من الإيدز أو مرض السكري أو سرطان الثدي، قالت منظمة (ووتر إيد) التي حللت بيانات من مركز أبحاث صحية مقره سياتل إن نحو 800 ألف امرأة تلقى حتفها سنويا بسبب افتقارها لدورات مياه آمنة ومياه نظيفة. بحسب رويترز.
وقالت باربرا فروست المدير التنفيذي في منظمة ووتر إيد في بيان "هذا الوضع غير المقبول على الإطلاق يؤثر على تعليم النساء والفتيات وصحتهن وكرامتهن وفي النهاية كثيرا ما يؤدي إلى وفاتهن"، ووفقا للتقرير فإن الأسباب الأخرى التي تعد من أكثر ما يؤدي إلى وفاة النساء الأزمات القلبية والسكتات الدماغية والإصابة بالتهابات في الجهاز التنفسي السفلي والانسداد الرئوي المزمن.
وقالت ووتر إيد إن أكثر من مليار إمرأة أو واحدة من بين كل ثلاث نساء في أنحاء العالم تفتقر لدورات مياه خاصة وآمنة كما تفتقر 370 مليون إمارة أو واحدة من بين كل عشر نساء إلى مياه نظيفة، والمياه الملوثة وسوء الصرف الصحي هما جذور مشاكل بينها وفاة الأم والطفل والعنف الجنسي، وتلد كثير من النساء في الدول النامية في المنزل دون أن تتوفر مياه نظيفة مما يعرضهن هن وأطفالهن للإصابة بعدوى.
ودون امتلاك دورات مياه تضطر النساء والفتيات إلى الخروج من المنزل لقضاء حاجتهن وكثيرا ما يكون ذلك ليلا مما يعرضهن للتحرش والاعتداءات الجنسية، كما أن جلب المياه في كثير من الدول الفقيرة يكون مسؤولية النساء والفتيات اللائي يمضين ساعات طويلة كل يوم في الذهاب والعودة من عند الآبار مما يحرمهن من الدراسة أو رعاية عائلاتهن.
اختبارات تكشف أن ربع مياه الشرب دون المستوى
في حين كشفت اختبارات أجرتها أعلى هيئة للرقابة في الصين أن نحو ربع كميات المياه النقية الصالحة للشرب في البلاد دون المستوى المطلوب وأن العديد من المنتجات احتوت على مستويات عالية من البكتريا، وأبرزت النتائج تحديات الرقابة على عمليات انتاج وتوزيع السلع الغذائية في الصين بعد سلسلة من الفضائح المتعلقة بسلامة الغذاء على مدار العام الماضي شملت اكتشاف معادن ثقيلة في أغذية مخصصة للأطفال. بحسب رويترز.
وذكرت صحيفة شنغهاي ديلي الرسمية أن إدارة الأغذية والعقاقير الصينية اكتشفت نسبا كبيرة من البكتريا في منتجات مياه نقية لأكبر مصنعي المشروبات في البلاد وهي واهاها جروب وسيستبون بيفيريدج وروباست، وفي بيان بث على وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) قالت واهاها إنها سحبت من السوق المنتجات الملوثة وقطعت علاقتها بمحطة المياه التي وصفتها بأنها سبب التلوث.
ويقوم المستهلكون في الصين إما بغلي الماء للشرب أو يعتمدون على المياه المعبأة او تلك التي تصل إليهم عبر مواسير بسبب المستويات المرتفعة من التلوث في المجاري المائية، وذكرت الصحيفة أن الإدارة اختبرت 2088 صندوقا من عبوات المياه النقية واكتشفت ان 23 في المئة منها دون المعدلات المطلوبة وأن اغلبها سقطت في الاختبار بسبب مستويات مرتفعة من البكتريا.
رصد ملوثات بشبكات مياه الشرب
بينما يقول تقرير إن الشبكات العامة لمياه الشرب في كاليفورنيا تجاوزت حدود الأمان بالنسبة للملوثات بأكثر من ألف مرة خلال السنة المالية 2012-2013 مشيرا إلى وجود مستويات مرتفعة في بعضها من الزرنيخ والنترات والملوثات الأخرى، يجئ التقرير الذي طلبته لجنة الجودة البيئية بالولاية التابعة لمجلس الشيوخ في إطار جهود أوسع نطاقا لتحسين الالتزام باللوائح الخاصة بمياه الشرب بعد انتقادات بشأن إهمال الولاية وتسوية قضائية. بحسب رويترز.
وقال الباحثون بمجلس الشيوخ في تقرير نشر "على الرغم من ان السواد الأعظم من سكان كاليفورنيا -ممن ترد اليهم مياه الشرب من خلال شبكة عمومية للمياه- تلقوا في السنوات الاخيرة امدادات تفي بمعايير الجودة إلا انه لا يزال هناك كثيرون ممن ربما يكونون قد استهلكوا مياها غير آمنة".
يقول التقرير إن 98 في المئة من المياه الواردة من الشبكة العمومية لمياه الشرب بالولاية خلال عام 2013 كانت تفي بمعايير جودة المياه إلا ان الشبكات التي تديرها الولاية -والتي تضخ المياه لنحو 38 مليونا من اهالي كاليفورنيا- تعاملت مع نحو 1800 قرار من الجهات الرقابية بالولاية خلال السنة المالية 2012-2013.
وأضاف التقرير إن مياه الشرب بكاليفورنيا خالفت معايير الجودة الاتحادية بأكثر من ألف مرة خلال السنة المالية ما دفع إلى رفع تقارير إلى الوكالة الاتحادية للحماية البيئية، وأضاف التقرير ان من أشيع المخالفات ارتفاع مستويات ملوثات منها الزرنيخ والنترات ومعادن مشعة توجد طبيعيا والبيركلورات.
وقال التقرير إن -النيترات التي قد تسبب أمراضا خطيرة منها متلازمة الرضيع الازرق- يمكن ان تنشأ عن الكميات المتسربة الزائدة من المخصبات واختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي والتجريف، واضاف التقرير ان الزرنيخ -الذي يسبب تلف البشرة ومشاكل في الدورة الدموية وزيادة مخاطر الاصابة بالسرطان- يوجد عادة في الطبيعة لكن وجوده بمستويات مرتفعة يضر عادة بالإنسان.
روبوت تراقب مستويات الجودة
الى ذلك طور باحثون في سنغافورة بجعة آلية (روبوت) تجمع البيانات عن جودة المياه في مسعى لتحسين وسائل مراقبة خزانات المياه، تبدو كطائر حقيقي لكنها روبوت اطلق عليه اسم (نوسوان) صمم لمراقبة جودة المياه في خزانات سنغافورة، بدأ الباحثون مشروعهم قبل ست سنوات وكانت الخطة الاصلية هي تطوير مركبات آلية تعمل تحت سطح الماء لتوفير بيانات عن جودة المياه لكن كبير الباحثين ماندار تشيتري وجد ان الحل الاسهل هو استخدام البنية التحتية القائمة وكان هذا يتطلب روبوتا عائما. بحسب رويترز.
ويقول تشيتري رئيس معمل الابحاث الصوتية في معهد العلوم البحرية الاستوائية "يمكن للبجع لانه يسير على السطح ان يستخدم نظام تحديد المواقع (جي.بي.اس) ويمكنه استخدام الشبكات الخلوية وكلها بنية تحتية موجودة وبوسعنا ان نضيف اليها بسهولة مجسات مختلفة الانواع ويمكنك ان تستخدمها كوسيلة مراقبة على مدار الاربع والعشرين ساعة طوال أيام الاسبوع".
وتستخدم البجعة الروبوت مجموعة مجسات لجمع مختلف البيانات عن مستوى الحموضة والاكسوجين والكلورفيل كما يمكنها جمع عينات للقيام بفحوص أدق، وتتلقى البجعة نوسوان التوجيهات من خلال الرسائل النصية كما يمكن ان تعمل بشكل ذاتي، وكشف تشيتري انه قبل ان يقدم نموذج البجعة الحسناء كان يجري أبحاثه على نموذج بطة قبيحة.
ويقول "الفكرة بدأت ببطة قبيحة قبل ان تتحول الى بجعة لكن في المرحلة الاولى اتضح ان البطة أصغر حجما مما كنا نود لها ان تفعله ولذلك قررنا التحول الى البجع والناس تحب البجع لأنه يسبح عادة في المياه النظيفة وهناك ربط لفظي بين المياه النظيفة ووجود البجع"، ويقول الباحثون ان الفائدة لن تقتصر فقط على امدادات المياه في سنغافورة لكنها ستعم فالبجعة الروبوت ستهاجر شمالا لمراقبة جودة المياه في أكبر خزانات الصين لتثبت ان النوسوان فكرة يمكن ان تظل طافية.
مياه جوفية لا تصلح للاستهلاك
من جهتها أعلنت وزارة البيئة في الصين أن نحو ثلث المياه الجوفية في الصين وثلت المسطحات المائية صنفت على انها غير صالح للاستهلاك الآدمي المباشر خلال عام 2014 ، وتشن الصين "حربا على التلوث" في محاولة لتلافي بعض الأضرار البيئية الناجمة عن أكثر من ثلاثة عقود من النمو الصناعي السريع الذي أدى الى مزيد من تلويث إمدادات المياه التي أصبحت غير صالحة للاستهلاك الآدمي او الري. بحسب رويترز.
وتصنف الصين مواردها المائية الى ستة مستويات وتقول وزارة حماية البيئة إن 3.4 في المئة فقط من نحو ألف من المسطحات المائية كان يستوفي العام الماضي أعلى معايير "المستوى الأول"، وفي النشرة السنوية الخاصة بالبيئة قالت الوزارة إن 63.1 بالمئة من المواقع التي خضعت للمراقبة كان عند "المستوى الثالث"، وقالت النشرة إن بقية المواقع إما كانت غير قابلة للاستهلاك الآدمي او انها لا تصلح إلا للإغراض الصناعية او الزراعية.
وفي عام 2013 صنفت الوزارة 71.7 في المئة من المسطحات المائية عند "المستوى الثالث"، وأشار تقرير العام الماضي الى ان نوعية المياه الجوفية في البلاد تسوء وصنف 61.5 في المئة من المواقع على انها إما سيئة نسبيا أو سيئة للغاية، وقد شرعت الصين في تنفيذ خطة عمل لحماية جودة موارد المياه الشحيحة بالبلاد، وتلزم الخطة الشركات في قطاع الصناعات التي تسبب قدرا أكبر من التلوث مثل مصانع الورق والصباغة والكيماويات بمعالجة المياه المنصرفة منها علاوة على توقيع عقوبات مالية رادعة على مخالفي القانون الخاص بتصريف الملوثات.
ويقول الخبراء إن الخطة ستنهض بمستوى شبكات مياه الشرب في المناطق الحضرية بالصين وستساعد في منع صرف المخلفات الصناعية في مجري الانهار والبحيرات والمياه الجوفية وستساهم في توسيع البنية الاساسية للمياه في المناطق الريفية.
بينما أفادت خطة مكافحة تلوث الماء التي كشفت حكومة الصين النقاب عنها بان سلطات البلاد ستوقف تشغيل مصانع الورق الصغيرة ومعامل تقطير الزيوت ومصانع مبيدات الآفات بحلول نهاية عام 2016، وأعلن مجلس الوزراء الصيني في بيان وضع على الموقع الالكتروني للحكومة المركزية انه بدءا من نهاية 2020 ستفرض رسوم تصاعدية على الجهات التي تسرف في استهلاك المياه مثل الشركات التجارية. بحسب رويترز.
وأعلنت بكين حربا على التلوث وتعهدت بالتخلي عن نموذج اقتصادي مضى عليه عقود لتحقيق النمو على حساب أي اعتبار آخر والذي أدى الى الاضرار بمعظم موارد المياه والجو والتربة، وفي إطار مكافحة التلوث في البلاد أعلنت وزارة الحماية البيئية حملة تفتيش تستمر عامين للقضاء على البيانات المزورة التي تصدر بخصوص جودة الهواء.
تجئ هذه الخطوة فيما تسعى الصين لتحسين الشفافية وإجبار المتسببين في التلوث على تقديم بيانات شاملة وفورية عن الانبعاثات الغازية، ويتصدر تلوث الجو قائمة الموضوعات الرئيسية للحكومة منذ ان اجتاحت موجة من الضباب الدخاني مدن البلاد في يناير كانون الثاني من عام 2013.
وأوضحت دراسة أجرتها جماعة جرينبيس (السلام الأخضر) المعنية بالحفاظ على البيئة وعلماء بجامعة بكين بناء على بيانات من عام 2013 ان وفيات تتجاوز 257 ألفا في 31 مدينة صينية ترجع الى الملوثات الدقيقة في الجو التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر لتصبح أكبر من التدخين كأحد الأسباب المسؤولة عن الوفيات، واستحدثت بكين إجراءات للحد من عدد سائقي المركبات في الأيام التي يشتد فيها تلوث الهواء في احدث مسعى للسلطات بالعاصمة الصينية لمكافحة الضباب ألدخاني الذي غطى المدينة بشكل متكرر في الأعوام القليلة الماضية.
مخاوف من تفشي الكوليرا
فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي مرض الكوليرا في الشهور المقبلة في سوريا حيث زاد عدد الإصابات بالأمراض المنقولة عبر الماء مثل التيفود والالتهاب الكبدي الوبائي بسبب تدهور مستوى النظافة، وأضافت أن مياه الشرب الآمنة متوفرة بنسبة ثلث ما كان متوفرا قبل اندلاع الحرب قبل نحو أربعة أعوام، وأشارت إلى أن المياه تقطع لمعاقبة المدنيين في بعض الأحيان. بحسب رويترز.
وقالت الطبيبة إليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا إنه تم رصد نحو 31460 حالة إصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي (أ) في سوريا العام الماضي وأكثر من ألف حالة أسبوعيا منذ يناير كانون الثاني، وأضافت في تصريح صحفي "نرى هذا عادة حينما يكون الجو أدفأ وهكذا.. ولكن ذلك يشي أيضا بأن الناس لم يعد بمقدورهم الوصول إلى مياه شرب آمنة كما كان الحال من قبل".
وأضافت "مع مجيء الموسم الأدفأ فإن ما يشعرنا بالقلق على وجه خاص هو الكوليرا، هذا هو خوفنا الرئيسي ولكننا لم نشهده حتى الآن"، وتابعت "ولكن من الواضح تماما أن الوضع سيصير أخطر بكثير واستخدمت المياه كغنائم حرب وقطعت عن مناطق بعينها مما يدفع الناس للشرب من مناطق غير آمنة".
وتفيد منظمة الصحة العالمية أن الكوليرا، وهي إصابة في الأمعاء كثيرا ما ترتبط بمياه الشرب الملوثة تسبب إسهالا حادا وحالة قيء، وتعرض الأطفال الصغار للوفاة بسبب الجفاف، وتتفشى الأمراض المعدية في ظروف الازدحام وتردي مستوى النظافة، ووجهت منظمة الصحة العالمية مناشدة لجمع 116 مليون دولار لتوفير أدوية ورعاية صحية لنحو 12.2 مليون شخص في مختلف أنحاء سوريا هذا العام.
ويصاب نحو 25 ألف شخص كل شهر جراء المعارك وهو ما يتطلب مستلزمات طبية ونقل دم آمن وعقاقير مخدرة، وأدخلت منظمة الصحة العالمية مؤنا طبية وأدوية تشتد الحاجة لها إلى الجزء الشرقي من حلب، ويعيش أكثر من 2.7 مليون شخص في مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.
وتقول هوف إن قوات تنظيم الدولة الإسلامية طلبت بعض الأدوية من منظمة الصحة العالمية من خلال منظمات غير حكومية وإن كان الهلال الأحمر السوري يسلم مساعدات أكثر، وتابعت أن 4.8 مليون آخرين يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها بسبب القتال.
عدم الحصول على المياه النظيفة يعيق مكافحة الأيدز
في السياق ذاته أشارت دراسة نشرت نتائجها بمناسبة يوم الأيدز العالمي إلى أن عدم توفر المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي الأساسية في دول جنوب القارة الأفريقية يعيق جهود مكافحة مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، وذكر تقرير نشرته جمعيتا (ووتر أيد) و(ساف أيدز) الخيريتان أن الحصول على المياه النظيفة شرط أساسي للمرضى المصابين بفيروس الأيدز الذين يتناولون أدوية مضادة للفيروسات الارتجاعية لأنهم يحتاجون إلى 1.5 لتر من المياه يوميا لامتصاص الدواء. بحسب رويترز.
ولفت التقرير النظر إلى أن الإسهال الذي قد تسببه المياه الملوثة يصيب 90 في المئة من الأشخاص المتعايشين مع فيروس الأيدز في جنوب القارة مما ينال من فعالية الأدوية المضادة للفيروسات الارتجاعية، وقالت المديرة التنفيذية لجمعية (ووتر أيد) باربرا فروست في بيان "لم يركزوا على التأكد من أن المتعايشين مع الأيدز قادرون على الحصول على المياه النظيفة والمراحيض والاغتسال والحفاظ على نظافة البيئة المحيطة بهم".
ولا يحصل أكثر من ثلث سكان دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى حيث يعيش 70 في المئة من المصابين بفيروس الايدز على المياه النظيفة كما أن غالبيتهم لا ينعمون بصرف صحي ملائم، وركزت الدراسة على الأشخاص المصابين بالفيروس في ليسوتو وموزامبيق وسوازيلند وزامبيا وهي بين الدول التي سجلت أعلى معدل إصابة بالايدز في العالم.
وأظهرت الأبحاث أن الحصول على المياه النظيفة في هذه الدول الأربعة كان صعبا لأن مصادر التزود بالمياه كانت بعيدة عن أماكن سكن المرضى أو لأن إمدادات المياه متقطعة أو ان لارتفاع سعر المياه، ويحتاج المصاب بفيروس الايدز إلى نحو 100 لتر من المياه النظيفة يوميا للشرب وتحضير الطعام والاغتسال كما تحتاج الأمهات اللواتي يتعايشن مع الفيروس إلى المياه النظيفة من أجل حليب الأطفال.
وقالت الجمعيات الناشطة في مكافحة الأيدز إن العالم قد وصل أخيرا إلى مرحلة "بداية النهاية" للقضاء على وباء الايدز الذي أصاب وقتل الملايين في الثلاثين عاما الأخيرة غير أنها نبهت الى أن هذه المكاسب يمكن ان تنقلب بسهولة رأسا على عقب، وقال لويس شينجاندو المدير التنفيذي لجمعية (ساف أيدز) "إذا لم يتمكن العالم من جعل الموضوعات المتعلقة بنظافة المياه والصرف الصحي ضمن أولوياته فإن جميع المكاسب التي تحققت في مجال مكافحة الايدز قد تنقلب رأسا على عقب".
اضف تعليق