بات تلوث الهواء من الأسباب الرئيسة للوفاة المبكرة، كما أنه يتسبب بمرض ملايين الناس حول العالم، خاصة في المدن الكبرى بالدول النامية، في ظل النمو الاقتصادي الذي تعرفه بعض مدن العالم التي تزايدت فيها أعداد أكشاك الوجبات السريعة وارتفاع تلوث الجو الأمر الذي تسبب في استياء السكان فيها ما دفع بالمسؤولين إلى اتخاذ إجراءات صارمة للحد من أخطار التلوث، أذ تعاني تلك المدن من نسبة تلوث كبيرة في الهواء تسببت فيها عوامل عدة منها ما هو راجع لعوامل طبيعية ومنها ما هو من صنع الإنسان في وقت السلم أو الحرب، فقد أصبحت قضية تلوث المناخ من القضايا العالمية المثيرة للجدل بين الدول الفقيرة والغنية من جهة وبين المنظمات البيئية من جهة أخرى.
في الآونة الأخيرة خلصت نتائج دراسة جديدة إلى أن تلوث الهواء بالأوزون له علاقة بالوفاة المبكرة لمليون شخص سنويا، وأشارت أرقام الدراسة إلى أن عدد الوفيات بلغ ضعف عدد حالات الوفاة المسجلة في تقديرات سابقة.
من جهتها حذرت منظمة الصحة العالمية من أن تلوث الهواء يأتي ضمن أبرز التهديدات التي تواجه الصحة العامة على مستوى العالم، في دراسة حديثة، توصل علماء في إيجاد صلة محتملة بين تلوث الهواء والإصابة بمرض الزهايمر. ووجد فريق البحث جزيئات ممغنطة صغيرة ناتجة عن تلوث الهواء مستقرة في أمخاخ أفراد مصابين بالمرض يشاركون في الدراسة.
على صعيد مختلف، التغذية غير الصحية وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، هي الأسباب التقليدية للسمنة، لكن تلوث الهواء هو أيضا من أسباب السمنة التي أثبتتها دراسة حديثة. الأطفال هم الأكثر تأثرا بتلوث الهواء الذي يزيد من فرصة إصابتهم بالسكري.
لا تقتصر مخاطر التلوث الناتج عن الغبار الموجود في المدن الكبرى، على أمراض الجهاز التنفسي فحسب، إذ خلص العلماء إلى أن ارتفاع نسبة الغبار في الجو، تزيد من مخاطر إصابة الأطفال بالسكري. وأوضح علماء بمؤسسة هيلمهولتس العلمية الألمانية، أن ذرات الغبار الخفيفة تؤدي لأكسدة البروتين والدهون أو تعطي إشارات الأكسدة للخلايا.
الى ذلك زراعة الأشجار في المدن طريقة فعالة من حيث التكلفة لمكافحة تلوث الهواء، وهي المشكلة التي يعانيها الكثير من المدن، وقالت دراسة أعدتها منظمة الحفاظ على الطبيعة والمعروفة اختصارا بـ (TNC)، ومقرها الولايات المتحدة، إن معدل تخفيض جسيمات التلوث بالقرب من شجرة يتراوح بين 7و 24 في المئة، وجسيمات التلوث المعروفة بـ (PM) هي جسيمات ميكروسكوبية، تعلق في رئات الأشخاص الذين يتنفسون الهواء الملوث، ويمكن أن يتسبب التلوث الناتج عن تلك الجسيمات في وفاة نحو 6.2 مليون شخص سنويا حول العالم، بحلول عام 2050.
تلوث الهواء بالأوزون يسبب وفاة مليون شخص سنويا
خلصت نتائج دراسة جديدة إلى أن تلوث الهواء بالأوزون له علاقة بالوفاة المبكرة لمليون شخص سنويا، وأشارت أرقام الدراسة إلى أن عدد الوفيات بلغ ضعف عدد حالات الوفاة المسجلة في تقديرات سابقة.
وكشف علماء بمعهد ستكهولم للبيئة، التابع لجامعة يورك، أن الأرقام الواردة في نتائج الدراسة تُظهر أن التعرض لفترة طويلة لتلوث الهواء بالأوزون خارج الأماكن المغلقة، مسؤول عن وفاة نحو شخص من مجموع خمسة أشخاص متأثرين بأمراض الجهاز التنفسي في شتى أرجاء العالم، كما أظهرت النتائج أن المستويات جاءت أعلى بكثير من تقديرات سابقة ترجع إلى عام 2003، أشارت إلى وفاة مبكرة لنحو 400 ألف شخص بسبب أمراض الجهاز التنفسي. بحسب بي بي سي.
واعتمدت نتائج الدراسة، التي نشرتها دورية معنية بشؤون الصحة البيئية، على معلومات مستقاة من تحليل أمريكي حديث، تناول علاقة التعرض لفترات طويلة للأوزون والوفاة نتيجة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي لنحو 670 ألف شخص بالغ.
كما أظهرت إحصاءات أن نصيب الهند من إجمالي عدد الوفيات يصل إلى نحو 400 ألف حالة وفاة، تليها الصين التي سجلت نحو 270 ألف حالة وفاة. في حين سجلت قارات أفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية عدد وفيات تراوح بين 50 ألف إلى 60 الف حالة وفاة كل على حدة، وتراجعت الأرقام في أمريكا اللاتينية وأوقيانوسيا.
التغيرات الطفيفة التي يحدثها تلوث الهواء بداخلك
تستخدم دراسة كندية عددا من المتطوعين وتعرضهم لتنفس الهواء الملوث الذي نجده في الكثير من مدننا، وذلك لمعرفة تأثير المواد السامة على الجينات لدينا، لا يبدو استنشاق عادم الديزل لمدة ساعتين في الطابق السفلي لإحدى المستشفيات الطريقة المثلى للاستمتاع بساعات الصباح. لكن هذا بالضبط ما تفعله جوليا، إحدى المتطوعات في دراسة لمعرفة تأثير التلوث علينا، داخل مقصورة زجاجية لا تسمح بنفاذ الهواء، ولا يتجاوز عرضها أربعة أقدام في ستة أقدام، وطولها سبعة أقدام، وهي تشاهد أفلامها المفضلة على شبكة "نيتفليكس" على جهاز الأيباد الخاص بها، وتمارس جوليا بين الحين والآخر التمرينات على دراجة ثابتة لتحسن عملية التنفس، وتعادل كمية عادم الديزل التي تستنشقها تقريبًا مستويات تلوث الهواء في مدينة المكسيك أو بيكين، ولم تكن مهمة جوليا تتعلق بدعم السياحة في هاتين المدينتين الكبيرتين ذواتي نسبة التلوث المرتفعة، بل كان الغرض من استنشاق العادم داخل تلك المقصورة المغلقة هو المساعدة في زيادة معرفتنا بما يُحدِثه تلوث الهواء من آثار، مع الإشارة إلى الضرورة المتزايدة لتنقية الهواء الذي نتنفسه، والتركيز على ما يواجهه الأشخاص الأكثر تأثرًا بالتلوث من صعوبات في التنفس.
لقد حظي تلوث الهواء باهتمام كبير في الآونة الأخيرة، ففي أواخر سنة 2014، تورطت شركة "فولكسفاغن" الألمانية لصناعة السيارات في فضحية مدوّية، بعد الكشف عن قيامها بتركيب "أجهزة للتحايل على اختبارات انبعاثات الغازات" في سياراتها التي تعمل بالديزل لكي تبدو أنظف مما كانت عليه أثناء تلك الاختبارات. بحسب بي بي سي.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن تصبح الإصابة بمرض "الانسداد الرئوي المزمن (سي أو بي دي)" ثالث مسبب رئيسي للوفاة المبكرة في شتى أنحاء العالم بحلول عام 2030. وهذا المرض يرتبط عادةً، وليس دائمًا، بالتدخين. وتشير الأبحاث إلى أن تلوث الهواء، ولا سيما بعادم الديزل، ربما يكون أحد أسباب إصابة غير المدخنين بهذا المرض.
ففي لندن وحدها، يُعتقد أن جودة الهواء المنخفضة تقتل ما يناهز 10 آلاف شخص سنويًا، على الرغم من أن معدلات الوفيات إبان الفترات التي سادت فيها ظروف جوية استثنائية، مثل حادثة الضباب الدخاني الهائل الذي غطى لندن سنة 1952، كانت أعلى بفارق كبير.
هذه المهمة لا يصلح للقيام بها متطوع من ذوي القلوب الضعيفة. ففي مرحلة لاحقة، سيضع أخصائي التنفس، الطبيب كريس كارلستن، أنبوبًا يمر إلى أسفل عبر حلقْها الذي يكون تحت تأثير المُخدِّر، ويحقن ماء مالحًا على قمة رئتيها، ويسحب أجزاء صغيرة للغاية من النسيج الرئوي بعد فصلها بفرشاة ذات أشواك.
يُدرَس تلوث الهواء في الغالب من خلال تتّبع أنماط المرض وتأثير الملوثات التي تندرج ضمن قائمة طويلة. بيد أن هواء المدن يعجّ بالغازات والجسيمات الصغيرة، ولذا كانت مهمة تتّبع أنماط المرض، أو بالأحرى علم الأوبئة، بحثًا عن روابط بين السبب والأثر، تبدو مهمة شاقّة.
ولهذا السبب، تعدّ هذه الأساليب القائمة على التجربة مفيدة ومهمة. فإن تعريض كل متطوع لخليط مُراقب من الهواء النظيف، أو هواء ملوث بالديزل، بترتيب عشوائي، يعني أن المتطوع لا يعرف إن كان الهواء الذي يتنفسه ملوثًا أم نظيفًا، ومن ثم يقوموا أيضًا بدور المجموعة الضابطة لمقارنة النتائج.
واستنادّا إلى هذه الطريقة، يقوم كل من كارلستون وهيروتا، وهما أستاذين في كلية الطب بمركز الأمراض التنفسية الناتجة عن أسباب بيئية ومهنية، بجامعة بريتش كولومبيا، بدراسة كيفية تأثير جسيمات التلوث علينا فور استنشاقها.
كما تشير أعمال كارلستون السابقة إلى أن التعرض لتلوث الهواء لساعتين فقط يؤثر على الجينات التي نحملها. غير أن هذه التغيرات لا تطرأ على تسلسل الحامض النووي، أو بالأحرى "الوصفة" التي تميز كل منّا عن غيره، بل يبدو أن تلوث الهواء يضيف مادة كيميائية إلى التسلسل الجيني في أجسامنا.
التلوث مرتبط بـ1.7 مليون حالة وفاة بين الأطفال
من جهتها حذرت منظمة الصحة العالمية من أن تلوث الهواء يأتي ضمن أبرز التهديدات التي تواجه الصحة العامة على مستوى العالم.
وفي مقابلة مع بي بي سي، قالت مارغريت تشان، المديرة العام للمنظمة، إن تردي نوعية الهواء يمثل مشكلة أوسع نطاقا بالمقارنة مع فيروسي نقص المناعة المكتسب والإيبولا، منبهة إلى أن ذلك له انعكاسات سلبية على الصغار.
وقالت المنظمة إن المخاطر البيئية - مثل تلوث الهواء في الأماكن المغلقة والأماكن المفتوحة ودخان التبغ غير المباشر وتردي الصرف الصحي والنظافة غير الكافية - تودي بحياة 1.7 مليون طفل دون سن الخامسة سنويا.
وأوضحت تشان أن الإحصائيات تظهر أن تلوث الهواء في الأماكن المغلقة والمفتوحة مرتبط بوفاة 600 ألف طفل تحت عمر خمس سنوات كل عام، وذلك بسبب زيادة مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي (مثل الالتهاب الرئوي والربو).
ودعت المسؤولة حكومات دول العالم إلى اتخاذ خطوات لمكافحة تلوث الهواء، وقالت تشان: "البيئة الملوثة بيئة مميتة، خاصة للأطفال الصغار. أعضاؤهم النامية وأنظمتهم المناعية وأجسادهم الصغيرة وشعبهم الهوائية تجعلهم على وجه الخصوص أكثر عرضة للتأثر سلبا بالمياه والهواء الملوثين".
وفي تقرير بعنوان "توريث عالم مستدام: الأطلس الخاص بصحة الطفل والبيئة"، قالت المنظمة إن المخاطر يمكن أن تبدأ في رحم الأم، وتزيد من احتمال الولادة المبكرة، كما يزيد ذلك من مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي خلال مرحلة الطفولة، وكذلك مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي المزمنة على مدى الحياة مثل الربو، وأضاف التقرير أن تلوث الهواء يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغة والسرطان، على مدى الحياة.
دراسة تكشف العلاقة بين تلوث الهواء ومرض الزهايمر
وجد مشروع بحثي بريطاني مكسيكي مشترك صلة محتملة بين تلوث الهواء والإصابة بمرض الزهايمر بعد إجراء دراسات مفصلة لنسيج المخ. ودرست باربرا ماهر التي شاركت في وضع الدراسة، وهي أستاذة في جامعة لانكستر وزملاؤها في فريق البحث نسيج المخ لعينة من 37 شخصا يعيشون في مكسيكو سيتي أو مانشستر وهما بؤرتان لتلوث الهواء. وبالاستعانة بالتحليل المجهري والتحليل الطيفي وجد الفريق جزيئات ممغنطة صغيرة من جراء تلوث الهواء مستقرة في أمخاخ أفراد العينة. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف ذلك.
وقالت ماهر لرويترز "أول ما فعلناه هو أننا حللنا قطاعات رقيقة للغاية من النسيج باستخدام مجهر إلكتروني بدرجة وضوح عالية في جلاسجو. تمكنا من فحص هذه القطاعات الرقيقة لتحديد ما إذا كانت هذه الجزيئات موجودة في الخلايا وشكلها وحجمها وحجم توزيعها وأجرينا تحليلا كيميائيا لمعرفة ما إذا كانت هذه الجزيئات من الحديد الأسود".
والحديد الأسود هو معدن عالي المغناطيسية وسام يساعد في إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية (بما في ذلك الجذور الحرة) في المخ البشري. ولطالما ارتبطت هذه بالأمراض العصبية التنكسية مثل الزهايمر.
وأوضح تحليل مفصل لأكثر ست عينات من نسيج المخ احتواء على الحديد الأسود أن أغلبية الجزيئات كروية وهو ما يميزها عن جزيئات الحديد ذات الزوايا التي يعتقد العلماء أنها تتكون بصورة طبيعية في المخ. وتشير أحجام الجزيئات التي يتراوح قطرها بين خمسة نانومتر و150 نانومترا إلى أنها تشكلت في درجة حرارة مرتفعة ويقدر فريق الدراسة أن مصدرها الصناعة أو محركات المركبات خاصة التي تعمل بوقود الديزل أو الحرائق.
تلوث الهواء يسبب السمنة والسكري
ووفقا للدراسة التي نشرتها دورية " Diabetologia" العلمية المتخصصة، فإن نسبة الخلل في عملية الأيض بالجسم، تزيد مع زيادة درجة تلوث الهواء. وأوضح الخبراء أن عملية الأكسدة الناتجة عن ذرات الغبار الخفيف هي السبب وراء زيادة مقاومة الإنسولين في الجسم. ويؤدي اضطراب عملية الأيض لزيادة الشهية وزيادة تخزين الدهون في الجسم.
وأوضح الباحث البيئي غيرا دهوك من جامعة أوتريخت الأمر في تصريحات نشرتها صحيفة "دي فيلت" الألمانية، قائلا: "ثمة بيانات متزايدة على مستوى العالم تؤكد هذا الارتباط (بين التلوث وزيادة الوزن)". وفي نفس السياق قالت الباحثة آنيتا بيترز من مؤسسة هيلمهولتس: "تؤكد المؤشرات بوضوح أن الغبار والمواد الضارة الناتجة عن وسائل المواصلات، تزيد من خطورة الإصابة بالسكري".
ويقصد بالغبار الخفيف، ذرات الغبار التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة والتي تنتشر على سبيل المثال في المناطق الصناعية. ويحمل الخبراء هذا النوع من الغبار مسؤولية الأزمات القلبية والتهاب الأذن الوسطى عند الأطفال.
في الوقت نفسه ركزت دراسة إسبانية على تأثير التلوث والغبار على المخ، إذ كشفت الدراسة التي أجريت على 2700 من طلبة المدارس، أن الأطفال الذين يعيشون بالقرب من أماكن مزدحمة بوسائل المواصلات، كانوا أقل في نتائج اختبارات الذكاء مقارنة بغيرهم من الطلاب، ويرجح الخبراء تأثير ذرات الغبار الخفيف على مراكز الإحساس بالشبع في المخ، الأمر الذي يبرر أيضا انتشار السمنة بين سكان المناطق الأكثر تلوثا.
وجاءت هذه الدراسات بعد ا أجراها علماء أمريكيون عام 2009، على الفئران وخلصت إلى أن الفئران التي تعيش في أجواء ملوثة تعاني من زيادة الوزن واضطراب في تنظيم معدلات السكر في الجسم. وأثبتت الدراسة وقتها أن الحيوانات التي تعيش في أجواء ملوثة لمدة ستة أشهر، تترسخ لديها مشكلات الوزن والسكر. المثير للاهتمام أن الدراسة الأمريكية أثبتت وقتها أن الفئران الأصغر سنا هي الأكثر تأثرا بالآثار السلبية للتلوث من حيث زيادة الوزن واضطراب السكر في الدم، ما كان دافعا لإجراء المزيد من الدراسات حول تأثير التلوث على البشر.
التوسع في تشجير المدن "يمكن أن يقلل تلوث الهواء"
قال روب مكدونالد، المشرف على الدراسة، إن أشجار المدن تجلب بالفعل العديد من الفوائد، للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحضرية، ويقول: "متوسط انخفاض الجسيمات بالقرب من شجرة يتراوح بين 7:و 24 في المئة، وانخفاض درجة الحرارة يصل إلى درجتين مئويتين"، وقال مكدونالد إن دراسة فوائد الأشجار في 245 مدينة حول العالم أظهرت فوائد انخفاض تكلفة الأشجار، مقارنة بالوسائل الأخرى في تبريد وتنظيف الهواء.
وأضاف لبي بي سي نيوز: "من هذه الناحية، فإن الأشجار تتمتع بميزة كبيرة من ناحية التكلفة، مقارنة بالوسائل الأخرى"، لكن دراسة منظمة الحفاظ على الطبيعة أشارت إلى أن معظم المدن التي شملتها الدراسة تفقد الأشجار، ولا تكتسب المزيد منها.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن نحو 90 في المئة من سكان المدن حول العالم عام 2014 تعرضوا لجسيمات عالقة في الرئتين، تزيد عن معدلات المنظمة لجودة الهواء.
وتقول المنظمة إن تلوث الهواء في المناطق المفتوحة تسبب في ثلاثة ملايين حالة وفاة مبكرة عام 2012، ومعظم هذه الحالات وقعت في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وتقول إحصاءات منظمة الصحة العالمية لعام 2016 إن تلوث الهواء "سببه الأساليب غير الصحيحة لإنتاج الطاقة وتوزيعها واستخدامها"، وإن أنظمة النقل، المعتمدة بالأساس على وسائل النقل الفردية، قد تؤدي إلى مزيد من التدهور في جودة الهواء، وتقول المنظمة إن جودة الهواء في الكثير من المدن غير مراقبة، مما يصعب الفهم الدقيق للأثر العالمي لتلوث الهواء.
ويقول مكدونالد: "لقد درسنا كيف يمكن أن تساعد زراعة مزيد من الأشجار في خفض تلوث الهواء. كل المدن التي درسناها إذا أنفق كل شخص من سكانها ما قيمته أربعة دولارات سنويا على زراعة الأشجار، فيمكن إنقاذ حياة ما بين 11و 36 ألف شخص سنويا. وهذه هي تقريبا نتيجة الحصول على هواء نظيف".
لكن زراعة الأشجار في المناطق الحضرية لا تخلو من مسالب محتملة، وأحدها صعوبة تدفق الهواء في الشوارع الملوثة، خاصة المزدحمة بالمرور، وكذلك الستائر السميكة يمكن أن تحد من تدوير الهواء، مما يحصر الهواء الملوث في مستويات منخفضة حيث يتنفسه الإنسان.
اضف تعليق