لم يكن العبث البشري هو السبب الوحيد لتدمير البيئة وإلحاق الضرر الفادح بها، وهو ما نعكس على حياة الإنسان من حيث لا يعلم، وفي مظاهر جديدة ألحقت التغيرات المناخية أضرارا إضافية على البيئة، فتعاضدت بذلك مع جهود الإنسان الخاطئة لإلحاق الضرر بالبيئة، وقد أكد دراسة دولية متخصصة في هذا السياق 3 على أن دفء القطب الشمالي بسرعة يذيب الجليد أسفل المباني والطرق من سيبيريا إلى ألاسكا مما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه في البحار واضطراب أنماط درجات الحرارة جنوبا. وقدرت الدراسة أن الاقتصاد العالمي قد يتكبد خسائر مليارات الدولارات هذا القرن لأن تحول المنطقة المتجمدة إلى أحوال طقس دافئة وممطرة بدرجة أكبر يؤدي إلى إذابة الجليد في مختلف أرجائها.
وتؤثر هذه التغيرات المناخية على حياة الكائنات الأكثر ضعفا حيث تؤدي الى انقراضها أو الحد من تناسلها، ما يعرض الطبيعة الى آثار فادحة، وقد تسبب دفء الجليد في مزيد من الانهيارات الأرضية بحقل بوفانينكوفو الروسي للغاز بمنطقة سيبيريا. كما أغلق ارتفاع الحرارة والفيضانات النادرة في الربيع الطريق السريع إلى حقول نورث سلوب النفطية بألاسكا لمدة ثلاثة أسابيع في 2015، ويهدد ارتفاع درجات الحرارة حياة الصيادين من السكان الأصليين ويمثل جليد البحار أهمية حيوية لحيوانات برية مثل الدب القطبي والفقمة.
وفي ظاهرة مناخية ربما هي الأحدث في التاريخ العلمي المتخصص في هذا المجال، تصاعدت التغييرات التي تطول المحيطات المائية في عموم العالم، حيث أكد علماء مختصون إن الاحتباس الحراري سيؤثر على أربعة أخماس محيطات العالم بحلول عام 2050 إذا استمرت الغازات المسببة لهذه الظاهرة في التزايد وهو ما سيهدد الأسماك التي هي المصدر الرئيسي للغذاء لمليار شخص. ولكنهم أضافوا أن القيود على الانبعاثات التي يسببها الإنسان ستتيح للحياة البحرية مزيدا من الوقت للتكيف مع ظروف الاحتباس الحراري أو أن تنتقل الكائنات البحرية من الطحالب لأسماك القد إلى مياه أكثر برودة قريبة من القطبين.
ولم تفلت الشعب المرجانية من الأضرار التي ألحقتها التغييرات في دراجات الحرارة هبوطا وارتفاعا، حيث قضت مياه البحر الدافئة حول الحاجز المرجاني على حوالي ثلثي الشعب المرجانية التي تمتد 700 كيلومتر في العام الماضي بعد أن تسببت المياه الدافئة بطرد الطحالب الحية مما جعلها تتكلس وتتخذ لونا أبيض في عملية تعرف باسم الابيضاض.
ولم تحدث عملي من هذا النوع على مر القرون، لكنها اليوم باتت أكثر حدوثا وأشد تأثيرا حيث فرضت تغييرات ألحقت الموت بكائنات تأثرت بما حدث مؤخرا، واعتبرت هذه العملية أكبر عملية موت للشعب المرجانية في تاريخ الحاجز، وقال العلماء من مركز "أرك" للدراسات الموسعة عن الحاجز المرجاني في تقرير إن المساحات التي نجت من هذه العملية لن تستعيد عافيتها بالكامل إذ أن ارتفاع حرارة المياه بات أكثر تكرارا مما يسبب تزايد حالات ابيضاض الشعاب.
دفء القطب الشمالي ينذر بمليارات الدولارات من الخسائر
في هذا السياق خلصت دراسة دولية إلى أن دفء القطب الشمالي بدأ يذيب الجليد بسرعة مضاعفة أسفل المباني والطرق والمنشآت الحيوية المختلفة من منطقة سيبيريا الجليدية وصولا إلى ألاسكا، مما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه في البحار واضطراب أنماط درجات الحرارة جنوبا، وقد ألحق ذلك أضرار وتصدعات بطبيعة الحياة.
وقدرت الدراسة أن الاقتصاد العالمي قد يتكبد خسائر بتريليونات الدولارات هذا القرن لأن تحول المنطقة المتجمدة إلى أحوال طقس دافئة وممطرة بدرجة أكبر يؤدي إلى إذابة الجليد في مختلف أرجائها، وحث التقرير الذي شارك فيه 90 عالما بينهم خبراء أمريكيون الحكومات التي لها مصالح في القطب الشمالي على خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. ويشكك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أن الأنشطة البشرية وعلى رأسها استخدام الوقود الأحفوري هي المسبب الرئيسي لتغير المناخ.
وجاء في الدراسة التي قامت بتحديث نتائج علمية ترجع لعام 2011 "القطب الشمالي يزداد دفئا بسرعة مقارنة بأي منطقة أخرى على سطح الأرض ويصبح بوتيرة متسارعة دافئا وممطرا بدرجة أكبر"، وقال العلماء في الدراسة التي أجريت لصالح مجموعة المجلس القطبي التي تضم الولايات المتحدة وروسيا وكندا والسويد والدنمرك والنرويج وفنلندا وأيسلندا "تزايد انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري نتيجة للأنشطة البشرية هو السبب الرئيسي"، وأضافت الدراسة أن دفء القطب الشمالي يمكن أن يؤدي لخسائر تتراوح بين سبعة تريليونات و90 تريليون دولار بين عامي 2010 و2100 وأن الضرر الناجم عن ذلك يتجاوز النفع المتمثل في سهولة التنقيب عن النفط والغاز وتيسير الشحن، وتابع التقرير أن الفترة بين عامي 2011 و2015 كانت الأكثر دفئا منذ بدء تسجيل البيانات في 1900. وقال إن جليد البحار، الذي انكمش إلى مستوى قياسي في 2012، قد يختفي في فصول الصيف بحلول ثلاثينيات القرن الواحد والعشرين أي في موعد يسبق توقعات كثيرة.
وتسبب دفء الجليد في مزيد من الانهيارات الأرضية بحقل بوفانينكوفو الروسي للغاز بمنطقة سيبيريا. كما أغلق ارتفاع الحرارة والفيضانات النادرة في الربيع الطريق السريع إلى حقول نورث سلوب النفطية بألاسكا لمدة ثلاثة أسابيع في 2015، ويهدد ارتفاع درجات الحرارة حياة الصيادين من السكان الأصليين ويمثل جليد البحار أهمية حيوية لحيوانات برية مثل الدب القطبي والفقمة.
وأوصى التقرير الدول القطبية والمعنية في المنطقة "بضرورة قيادة... جهود عالمية في سبيل تنفيذ طموح ومبكر وكامل" لاتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 بين قرابة 200 دولة بهدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض، ومن المقرر أن تعقد دول مجموعة المجلس القطبي اجتماعا لوزراء خارجيتها في مدينة فيربانكس بولاية ألاسكا الأمريكية في 11 مايو أيار، لكن لم يتضح إن كانت نصيحة العلماء ستلقى صدى في نتائج الاجتماع، وهدد ترامب في حملته الانتخابية بالانسحاب من اتفاقية باريس ووصف تغير المناخ في تغريدات على تويتر بأنه إنذار كاذب وقال إنه يفضل تعزيز صناعة الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة.
انفصال جبل جليدي هائل
وفي هذا السياق قال أحد العلماء إن صدعا في جرف من أكبر الجروف الجليدية في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) بدأ في الاتساع بشدة وبوتيرة أسرع وربما يتسبب في ظهور جبل جليدي في حجم ولاية ديلاوير الأمريكية.
وأضاف دان ماكجراث عالم الجيوفيزياء في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية يوم الأربعاء أن الشق الجديد اقترب من حافة الجرف الجليدي المطلة على المحيط وهو ما قد يعجل بانفصال الجبل الجليدي. وماكجراث شريك أيضا في مشروع بحثي لمجموعة (بروجيكت ميداس) للمراقبة ومقرها بريطانيا وهي المجموعة التي كشفت عن الصدع.
ويرى غالبية العلماء أن النشاط الإنساني، الذي يتضمن حرق النفط والغاز والفحم، هو السبب الرئيسي وراء ارتفاع درجة حرارة الأرض عالميا، ويأتي الصدع الجديد الواقع على الجرف الجليدي (لارسن سي)، رابع أكبر جرف في أنتاركتيكا، بعد ملاحظة صدع كبير في عامي 2014 و2016 توقع العلماء أن يتسبب في انفصال الجبل الجليدي الهائل الذي تبلغ مساحته نحو 5000 كيلومتر مربع خلال الأعوام المقبلة. بحسب رويترز.
والجروف الجليدية مناطق من الجليد العائم في البحر سمكها عدة مئات من الأمتار في نهايات الأنهار الجليدية، ويخشى علماء أن يسمح فقدان الجروف الجليدية حول القارة المتجمدة لمياه الأنهار الجليدية بالانزلاق على نحو أسرع نحو البحر مع ارتفاع درجات حرارة الأرض بفعل الاحتباس الحراري الأمر الذي سيزيد مناسيب المياه في البحار حول العالم، وتصدع عدد من الجروف الجليدية في الأجزاء الشمالية من أنتاركتيكا في السنوات القليلة الماضية ومن بينها (لارسن بي) الذي تفكك في 2002.
الاحتباس الحراري يؤثر على محيطات العالم
قال علماء إن الاحتباس الحراري سيؤثر على أربعة أخماس محيطات العالم بحلول عام 2050 إذا استمرت الغازات المسببة لهذه الظاهرة في التزايد وهو ما سيهدد الأسماك التي هي المصدر الرئيسي للغذاء لمليار شخص.
ولكنهم أضافوا أن القيود على الانبعاثات التي يسببها الإنسان ستتيح للحياة البحرية مزيدا من الوقت للتكيف مع ظروف الاحتباس الحراري أو أن تنتقل الكائنات البحرية من الطحالب لأسماك القد إلى مياه أكثر برودة قريبة من القطبين.
وقالت ستيفاني هنسون من المركز الوطني البريطاني لعلوم المحيطات في ساوثهامبتون والتي قادت الدراسة لرويترز "بحلول عام 2050 سيتأثر نحو أربعة أخماس سطح المحيطات للتحمض وارتفاع درجة حرارة المياه"، ويكون ثاني أكسيد الكربون وهو الغاز الرئيسي المسبب للاحتباس الحراري حمضا ضعيفا في المياه. وقالت ستيفاني إن في الوقت الحالي يقع نحو عشرة في المئة من المحيطات تحت ضغط من التأثير المزدوج لارتفاع درجات الحرارة والتحمض، وقال العلماء إن خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بما يتفق مع الأهداف التي حددتها نحو 200 دولة بموجب اتفاق باريس لتغير المناخ عام 2015 يمكن أن يحد من الأثر ليقتصر على ثلثي المحيطات بحلول عام 2050 وهو ما سيعطي الحياة البحرية المزيد من الوقت للتكيف، وأشاروا في دراستهم إلى أن التراجع في كمية الأكسجين في المياه وانخفاض المغذيات والمرتبطان بتغير المناخ سيزيدان من الضغط على المحيطات في القرن الحالي.
ويقول خبراء في ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا والنرويج وبريطانيا إن تحديد آثار ذلك مهمة لأن واحدا من كل سبعة من سكان العالم أو مليار شخص تقريبا يعتمدون على المحيطات كمصدر رئيسي للبروتين، وكتب الباحثون في الدراسة التي نشرت بدورية نيتشر كوميونيكيشنز أن الآثار على كل نوع على حدة مثل الكركند وأسماك الرنجة والقروش والحيتان وعلى الحياة في المحيطات بالكامل "غير مفهومة جيدا".
البحر الجليدي الشمالي قد يختفي حتى لو حقق العالم أهداف اتفاقية المناخ
قال عالمان إن البحر الجليدي في القطب الشمالي قد يختفي خلال عدة مواسم للصيف هذا القرن حتى إذا حققت الحكومات الهدف الرئيسي للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض الذي حددته نحو 200 دولة في عام 2015.
ويتقلص البحر الجليدي في القطب الشمالي بشكل مطرد في العقود الأخيرة مما يلحق أضرارا بأسباب العيش للسكان الأصليين والحياة البرية في المنطقة مثل الدب القطبي بينما يزيد انفتاح المنطقة للملاحة البحرية واستكشاف النفط والغاز.
وحددت الحكومات بموجب اتفاقية باريس في عام 2015 هدفا للحد من زيادة متوسط درجات الحرارة العالمية إلى أقل من درجتين مئويتين فوق المستوى في العصور قبل الصناعية مع التطلع لأن تكون الزيادة 1.5 درجة مئوية. بحسب رويترز.
وكتب جيمس سكرين ودانييل وليامسون من جامعة إكستر في بريطانيا في دورية نيتشور كلايمت تشينج بعد مراجعة إحصائية لتقديرات الجليد "هدف الدرجتين المئويتين قد لا يكون كافيا للحيلولة دون الوصول إلى قطب شمالي دون جليد"، وأضافا أن ارتفاعا بمقدار درجتين مئويتين لا يزال يعني احتمالا بنسبة 39 بالمئة لاختفاء الجليد في المحيط المتجمد الشمالي خلال فصول الصيف. ومن المؤكد تقريبا بقاء الجليد عندما تكون الزيادة 1.5 درجة مئوية.
وقالا إن هناك احتمالا يقدر بنسبة 73 بالمئة بأن الجليد سيختفي خلال فصول الصيف ما لم تجر الحكومات تخفيضات أكبر للانبعاثات تفوق خططها الحالية. وتوقعا أن ترتفع درجات الحرارة بمقدار ثلاث درجات مئوية في ضوء الاتجاهات الراهنة.
وفي مارس آذار 2017 كانت مساحة البحر القطبي مماثلة لمساحته في عامي 2016 و2015 إذ سجل أقل مساحة في ذلك الوقت من العالم منذ أن بدأت سجلات الأقمار الصناعية أواخر السبعينات. ويصل الجليد إلى أقصى مساحة في الشتاء في مارس آذار وأقل مساحة في الصيف في سبتمبر أيلول.
الحاجز المرجاني العظيم لن يعود لسابق عهده
قال علماء إن أجزاء من الحاجز المرجاني العظيم لن تتعافى أبدا من تأثير ارتفاع حرارة المياه في غير موسمها في حين تتعرض أجزاء جديدة من الحاجز المدرج على قائمة مواقع التراث العالمي لمزيد من التهديد جراء هذه الظاهرة.
وقضت مياه البحر الدافئة حول الحاجز المرجاني على حوالي ثلثي الشعب المرجانية التي تمتد 700 كيلومتر في العام الماضي بعد أن تسببت المياه الدافئة بطرد الطحالب الحية مما جعلها تتكلس وتتخذ لونا أبيض في عملية تعرف باسم الابيضاض.
واعتبرت هذه العملية أكبر عملية موت للشعب المرجانية في تاريخ الحاجز، وقال العلماء من مركز "أرك" للدراسات الموسعة عن الحاجز المرجاني في تقرير إن المساحات التي نجت من هذه العملية لن تستعيد عافيتها بالكامل إذ أن ارتفاع حرارة المياه بات أكثر تكرارا مما يسبب تزايد حالات ابيضاض الشعاب.
وقالت جانيس لوف وهي عالمة بارزة في المعهد الأسترالي للعلوم البحرية لرويترز "بمرور الوقت سيتعافى المرجان من الابيضاض لكن المشكلة تكمن في تكرار الحوادث. ومع قصر الفترة الزمنية بين الحادث والآخر فإن قدرة الشعاب المرجانية على التعافي تتراجع بسرعة"، ويشكل هذا الأمر ضربة قاصمة للسياحة في أستراليا إذ يجتذب الحاجز المرجاني إنفاقا سياحيا يبلغ 3.9 مليار سنويا وفق تقرير لمؤسسة "ديلويت" الاقتصادية.
وقال الأكاديميون إن هذه الاكتشافات تبين الحاجة الماسة إلى معالجة التغير المناخي، وبدت التوقعات متشائمة أكثر للحاجز المرجاني وسط دلائل على ثاني عملية ابيضاض على التوالي يصاب بها هذا العام وفق ما قاله باحثون في جامعة جايمس كوك، ويهدد ارتفاع درجات الحرارة غير المنطقي بالتسبب بابيضاض المنطقة الوسطى من الحاجز المرجاني العظيم التي نجت من الأضرار الواسعة التي حلت بباقي أجزائه عام 2016، وعبرت تيري هيوز مديرة مركز "أرك" عن أملها "في أن تبرد المياه بسرعة خلال الأسبوعين أو الثلاثة المقبلين وألا يكون ابيضاض هذا العام مماثل بأي طريقة للعام الماضي".
الجفاف والتسابق على انتاج الطاقة
ينظر امير اليبيتس بحسرة الى ما تبقى من بحيرة يابلانيتسا التي يتولى مراقبة انشطة الصيد فيها، بعدما تحولت الى واد رمادي فارغ من المياه بسبب جفاف استثنائي تشهده البوسنة يضاف اليه سباق محموم على انتاج الكهرباء.
فعلى بعد بضعة كيلومترات من كونييتش في المكان الذي يتحول فيه نهر نيريتفا منذ اكثر من ستين عاما الى بحيرة اصطناعية، لم يتبق سوى مساحة واسعة من الرمل والطين يعبر فيها جدول مائي هزيل.
ومن المتوقع ان يعود منسوب المياه الى الارتفاع: فبعد فترة جفاف طويلة، ذاب الثلج على الجبال المجاورة ويسجل تساقط كميات كبيرة من الامطار، غير أن الصيادين ومسؤولي المؤسسات البيئية يؤكدون ان الضرر وقع لافتين الى ان محمية لصيد الاسماك تضم "اكثر من مليوني" سمكة تعرضت "للخراب". وأصدرت السلطات 700 تصريح بالصيد في العام 2016 تشمل اسماكا مخصصة للاستهلاك الشخصي خصوصا السلمون المرقط والشبوط والفرخ، ويحمل الصيادون مسؤولية الوضع للشركة الوطنية لانتاج الطاقة الكهربائية "الكتروبريفريدا بي اي اتش" (إي بي بي أي اتش) التي تدير السد ومحطة انتاج الطاقة الكهرمائية في يابلانيتسا على بعد ثلاثين كيلومترا جنوبا، والتي تؤكد انها تلتزم المعايير المرعية الاجراء.
وبحسب هرابرن كابيتش وهو مسؤول عن اتحاد محلي للصيادين فإن "مستوى المياه في البحيرة انخفض فجأة قبل حوالى اربعين يوما"، ويقول "كان يسجل باستمرار خلال الاعوام الماضية تراجع في مستوى المياه في البحيرة، غير ان الوضع لم يصل يوما الى هذا السوء. انها كارثة بيئية".
المحيطات كأنها حوض سباحة للنفايات
قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة إن على العالم أن يكف عن التعامل مع المحيطات وكأنها "حوض سباحة للنفايات" لمنع التلوث وذلك مع انطلاق سفينة أبحاث قيمتها 65 مليون دولار في أوسلو لمساعدة الدول في إدارة ثرواتها السمكية.
وستساعد السفينة التي تحمل اسم (دكتور فريتجوف نانسن) ويبلغ طولها 75 مترا وتمولها النرويج في معرفة مخزونات الأسماك خاصة قبالة أفريقيا لتجنب الصيد الجائر والتلوث اللذين استنفدا الكثير من الثروات السمكية على مستوى العالم.
وستبدأ السفينة أول مهمة لرسم الخرائط قبالة غرب أفريقيا في مايو أيار ضمن برنامج مشترك بين الأمم المتحدة والنرويج، وقال جوزيه جرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "لقد غرسنا هذه الفكرة لفترة طويلة وهي أن المحيط مثل حوض سباحة للنفايات حيث نلقي به بكل ما لا نحتاجه"، وأضاف "هذا المفهوم يجب أن يتغير"، وشاركت رئيسة وزراء النرويج إرنا سولبرج في مراسم تدشين السفينة المزودة بمعدات عالية التقنية من أجهزة الموجات فوق الصوتية إلى المعامل. بحسب رويترز.
وقالت لرويترز "أكبر مشكلة على مستوى العالم هي أننا نمارس الصيد الجائر... لأن الرقابة محدودة جدا". ويزيد التلوث، الذي يتراوح من المخلفات الصناعية إلى الأكياس البلاستيكية التي تستعملها الأسر، بالإضافة إلى التغير المناخي من الضغوط البيئية، وهذه السفينة هي النسخة الأحدث من سفينة أبحاث حملت نفس الاسم وعملت قبالة الساحل من أجل أكثر من 60 دولة في العقود الأخيرة مما ساعد في تحديد مناطق الصيد من نيكاراجوا إلى سريلانكا.
أسطول اليابان لصيد الحيتان
عاد أسطول صيد الحيتان الياباني من رحلة صيد استمرت شهورا في القطب الجنوبي باسم البحث العلمي ومعه أكثر من 300 من حيتان المنك الأمر الذي دفع أستراليا لتقديم شكوى، وقضت محكمة العدل الدولية في 2014 بأنه يتعين على اليابان أن توقف صيد الحيتان في القطب الجنوبي وعلقت طوكيو رحلات الصيد لموسم واحد لإجراء تعديلات على برنامج الصيد تشمل إجراءات مثل تقليص عدد الحيتان والفصائل المستهدفة.
واستأنفت اليابان الصيد في موسم 2015-2016، وقالت وكالة المصايد إن الأسطول المؤلف من خمس سفن عاد إلى ميناء شيمونوسيكي في جنوب غرب البلاد بعد أن حقق هدفه بصيد 333 من حيتان المنك.
وأضافت الوكالة في بيان "بما أن معظم الذكور والإناث التي تم صيدها كانت بالغة فإن هذا يشير إلى أن الفصيل يتكاثر بشكل صحي"، وتعتزم اليابان صيد قرابة أربعة آلاف حوت خلال الأعوام الاثنى عشر المقبلة في إطار برنامجها البحثي وقالت مرارا إن هدفها النهائي هو استئناف صيد الحيتان لأغراض تجارية.
وبدأت اليابان، التي لطالما جادلت بأن معظم فصائل الحيتان ليست معرضة لخطر الانقراض وأن تناول لحم الحيتان هو جزء من ثقافتها، ما تسميه بصيد الحيتان لأغراض علمية في 1987 بعد عام من فرض حظر دولي على صيد الحيتان.
وفي يناير كانون الثاني قالت أستراليا إنها تشعر بخيبة أمل شديدة لأن اليابان استأنفت الصيد بعد أيام من مناقشة بشأن القضية بين رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم ترنبول ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ونددت الجمعية الدولية للرفق بالحيوان برحلة الصيد الأخيرة.
وقالت كيتي بلوك نائبة الرئيس التنفيذي للجمعية في بيان قبل عودة الأسطول "لا يوجد سبب علمي قوي لذبح الحيتان. صيد الحيتان لأغراض تجارية بهذا الشكل أو أي شكل آخر لا يلبي أي حاجة إنسانية ملحة وينبغي أن تُطوى صفحته في التاريخ".
إندونيسيا تغرق عشرات من زوارق الصيد
دمرت إندونيسيا 81 زورقا أغلبها زوارق أجنبية في مطلع الأسبوع بعد أن ضبطتها تمارس الصيد بشكل غير قانوني في مياهها الإقليمية ليصل إجمالي عدد الزوارق التي أغرقتها إندونيسيا منذ أن بدأ الرئيس جوكو ويدودو معركته على الصيد غير القانوني في عام 2014 إلى 300 زورق، وتملك إندونيسيا بعضا من أغنى مصائد الأسماك في العالم لكن السلطات تجاهد لمنع سفن صيد أغلبها من دول آسيوية مجاورة من التسلل إلى مياهها.
وقالت سوسي بودجياستوتي وزيرة شؤون البحار والمصائد إنها تأمل أن يكون إغراق هذه الزوارق رادعا لمنفذي عمليات الصيد غير المشروع، وقالت الوزارة في بيان إنه جرى إغراق زوارق في 12 موقعا مختلفا في إندونيسي، وتسببت هذه السياسة المتشددة في مكافحة الصيد غير القانوني في توترات مع دول مجاورة.
ففي العام الماضي تدخلت سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني عندما حاولت إندونيسيا احتجاز سفينة صيد صينية لصيدها بشكل غير قانوني في مياه قريبة من بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وفي عام 2014 أفادت تقديرات إندونيسية أن الصيد غير المشروع يكلف البلاد 101 تريليون روبية (7.58 مليار دولار) سنويا.
شاطئ أيرلندي يعاود الظهور بعد اختفائه
في سياق آخر وبعد أكثر من 30 عاما عاد شاطئ غمرته المياه في جزيرة نائية قبالة الساحل الغربي لأيرلندا للظهور بعد تراكم آلاف الأطنان من الرمال فوق الساحل الصخري، واختفى الشاطئ البالغ طوله 300 متر قرب قرية دو على جزيرة آكل عام 1984 عندما ابتلعت العواصف كل الرمال على الشاطئ تاركة فقط سلسلة من التكوينات الصخرية.
لكن بعد موجات مد وجزر مرتفعة الشهر الماضي اكتشف سكان محليون أن المحيط الأطلسي أعاد الرمال للشاطئ، وقال شون مولوي من مكتب السياحة في آكل لصحيفة أيريش تايمز "هذا حدث بالغ الأهمية". وتذكر كيف كان الشاطئ الشهير مركزا لأربعة فنادق وعدد من منازل الضيوف على الساحل الغربي للجزيرة التي يسكنها 2600 شخص.
وقال "آكل لديها بالفعل خمسة شواطئ حاصلة على العلم الأزرق لذا فنحن نأمل أن تحصل على السادسة". والعلم الأزرق جائزة أوروبية تمنح للشواطئ التي يتحقق فيها عنصرا النظافة والسلامة، وتشكل الجزيرة وهي الأكبر قبالة ساحل أيرلندا جزءا من طريق وايلد أتلانتيك واي وهو ممر سياحي يمتد من جنوب البلاد إلى شمال غربها والذي انتفع من انتعاش السياحة في أسرع الاقتصادات نموا بالاتحاد الأوروبي.
اضف تعليق