بعد ايام قلائل سوف يعقد مؤتمر في الدوحة يجمع الدول المنتجة للنفط لوضع سقف محدد للانتاج، في وقت لا تزال توقعات ارتفاع سعر النفط الخام في حالة تذبذب وتأرجح بين الهبوط والصعود تبعا للمحاولات التي تبذلها اوبك وبعض الدول المنتجة للنفط، في محاولات حثيثة لتثبيت اسعار متوازنة للنفط، ولكن حتى في هذا المجال الذي يحقق فائدة للدول المنتجة لا تزال هناك تناقضات في المواقف، فمنها من يسعى بصورة جادة لتحقيق هذا الهدف وهناك من يحاول ان يعرقل التوصل الى سعر متوازن، في هذا السياق قال بنك أوف أمريكا ميريل لينش إن إعادة التوازن إلى سوق النفط العالمية يمضي قدما وإن الأسعار ربما تقفز قريبا فوق 50 دولارا للبرميل إذا اتفق المنتجون على تثبيت الإنتاج في اجتماع الدوحة القادم. وهبطت أسعار النفط وسط قلق بشأن زيادة مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة والشكوك حول إمكانية التوصل إلى اتفاق لتجميد الإنتاج في اجتماع الدوحة.
وهناك من الدول لا ترغب في التجميد او التخفيض، بسبب سياسة التخوف من الدول المنتجة الاخرى، وهذا يجعل التوصل الى موقف موحد من تثبيت الانتاج مهمة صعبة حيث استبعد وزير النفط السعودي علي النعيمي في تصريحات صحافية خفض بلاده انتاجها من النفط، قبل ايام من اجتماع في الدوحة بين دول نفطية لبحث تجميد الانتاج لاعادة الاستقرار الى الاسعار. واوردت صحيفة "الحياة" السعودية، قول النعيمي ردا على سؤال عن خفض المملكة انتاجها من النفط، "انس هذا الموضوع". واضاف "اسعار النفط متقلبة فهناك هبوط واحيانا وارتفاع".
وفي الوقت الذي تسعى فيه اوبك لاتخاذ بعض الاجراءات التي من شانها تساعد في رفع اسعار النفط، لا تزال بعض التصريحات تؤكد ان هذا الهدف بعيد المنال كما نلاحظ في قول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي قال في مقابلة مع وكالة بلومبرج إن السعودية لن توافق على تثبيت إنتاج النفط الخام إلا إذا فعلت ذلك إيران وكبار المنتجين الآخرين. وكانت إيران قالت إنها لن تشارك بقية الأعضاء في منظمة أوبك والمنتجين خارجها في خطة ستجري مناقشتها خلال اجتماع في الدوحة يوم 17 أبريل نيسان لتثبيت إنتاج النفط في مسعى لتعزيز الأسعار. وتسعى إيران لإنعاش قطاعها النفطي عقب رفع العقوبات الدولية عنها في إطار اتفاق دولي بخصوص برنامج طهران النووي. وقال الأمير محمد بن سلمان "إذا قررت جميع الدول بما فيها إيران وروسيا وفنزويلا ودول أوبك وكافة المنتجين الرئيسيين تثبيت الإنتاج فسنكون معهم."
في هذا الوقت لا يزال فائض النفط في الاسواق يشكل تهديدا جديا لإفشال محاولات الدول المنتجة لتجميد الانتاج عند سقف محدد، وقد حذرت من ذلك أوبك، واكدت ان عدم الالتزام بسياسة ثابتة لوقف زيادة الانتاج سيقود الى انهيار الاسعار مجددا حيث حذرت منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" من استمرار الفائض في انتاج النفط، وذلك قبل ايام على اجتماع مهم في الدوحة الاحد بين دول اعضاء في المنظمة ومن الخارج للتباحث في سبل تجميد الانتاج لتحسين الاسعار. واعلنت المنظمة في تقريرها لشهر نيسان/ابريل ان اسعار النفط ارتفعت باكثر من 20% في آذار/مارس، لتواصل بذلك تعافيا بطيئا بعد انهيار الاسعار بين 2014 و2015. وتابعت ان "الشعور الايجابي في الاسواق في تزايد منذ بدء اهم الدول المصدرة للنفط الخام بالنظر في خطة لتجميد الانتاج"، بالاضافة الى تراجع في الانتاج في الولايات المتحدة ودول اخرى. الا ان اوبك حذرت من ان "فائض الانتاج مستمر والمخزونات لا تزال عالية".
ومع ذلك لا تزال هناك خطوات جادة تسعى لاعادة الاسعار الى حالة التصاعد كما نلاحظ ذلك في انعقاد المؤتمر الذي يضم عددا كبيرا من الدول المنتجة للنفط في الدوحة بعد ايام قليلة للاتفاق على تثبيت انتاج النفط من اجل تقليل الفائض في السوق لكي تنتعش الآمال بارتفاع سعر النفط مجددا.
تأثير قليل لتثبيت انتاج الدول النفطية
في هذا السياق اعلنت وكالة الطاقة الدولية في تقرير نشرته مؤخرا ان تثبيتا محتملا للانتاج في الدول المنتجة للبترول قد يكون "اثره محدودا"، مشيرة الى ان استعادة السوق توازنها يرجع اساسا الى انخفاض الانتاج الاميركي من النفط الصخري. وسجلت اسعار النفط بعض الارتفاع في الايام الاخيرة بعد انخفاضها السريع في كانون الثاني/يناير، وبدا ان تفاؤلا ساد الاسواق قبيل اجتماع بين المنتجين الرئيسيين في الدوحة بهدف تحقيق استقرار في العرض الذي يشهد حاليا تضخما في العالم.
واعتبرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري انه "اذا كان يجب ان يكون هناك تثبيت للانتاج، بدلا من خفضه، فان الاثر على امدادات النفط سيكون محدودا". وسيعود التوازن الى السوق من خلال انخفاض انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، وهي احدى الدول المنتجة الرئيسية الغائبة عن اجتماع الدوحة الذي تشارك فيه روسيا ومعظم الدول الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، بما فيها المملكة العربية السعودية. وقالت وكالة الطاقة الدولية "نستبق منذ اشهر عدة نموا مطردا في الطلب على النفط وانخفاضا في العرض من خارج اوبك. وبدأ هذا السيناريو يتحقق على الارض، ويبدو ان سوق النفط تقترب من الاستقرار في النصف الثاني من هذا العام".
ووفقا لاحدث توقعات وكالة الطاقة الدولية حول مجمل العام، يفترض ان ينخفض عرض الدول غير الاعضاء في اوبك الى 710 الاف برميل يوميا - بما في ذلك 480 الفا في الولايات المتحدة فقط - مقارنة بعام 2015، ليصل العروض الى 57 مليون برميل يوميا بحسب فرانس برس.
تثبيت الانتاج قد يرفع النفط فوق 50 دولارا
من جهته قال بنك أوف أمريكا ميريل لينش إن إعادة التوازن إلى سوق النفط العالمية يمضي قدما وإن الأسعار ربما تقفز قريبا فوق 50 دولارا للبرميل إذا اتفق المنتجون على تثبيت الإنتاج في اجتماع الدوحة يوم الأحد القادم. وهبطت أسعار النفط وسط قلق بشأن زيادة مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة والشكوك حول إمكانية التوصل إلى اتفاق لتجميد الإنتاج في اجتماع الدوحة. وتراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 1.14 في المئة لتبلغ عند التسوية 44.18 دولار للبرميل بينما أغلق الخام الأمريكي الخفيف منخفضا 0.97 في المئة عند 41.76 دولار.
وقال البنك الذي عرض عدة احتمالات أخرى في مذكرة إنه إذا زادت السعودية إنتاجها ردا على عودة إيران إلى السوق فإن أسعار خام برنت ربما تتراجع إلى ما بين 30 و35 دولارا للبرميل. وأضاف أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حاسم في الدوحة فإن أسعار برنت ربما تهبط دون 40 دولارا للبرميل في المدى القريب جدا. وأبقى البنك على توقعاته بأن يتجاوز سعر برميل النفط 50 دولارا في المتوسط العام القادم وقال إنه لا يتوقع هبوط الأسعار إلى 30-35 دولارا بحسب رويترز.
السعودية تستبعد خفض انتاجها النفطي
من جهته استبعد وزير النفط السعودي علي النعيمي في تصريحات صحافية خفض بلاده انتاجها من النفط، قبل ايام من اجتماع في الدوحة بين دول نفطية لبحث تجميد الانتاج لاعادة الاستقرار الى الاسعار. واوردت صحيفة "الحياة" السعودية، قول النعيمي ردا على سؤال عن خفض المملكة انتاجها من النفط، "انس هذا الموضوع". واضاف "اسعار النفط متقلبة فهناك هبوط واحيانا وارتفاع".
وتأتي تصريحات النعيمي قبل استضافة الدوحة الاحد 17 نيسان/ابريل، اجتماعا بين اعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ودول من خارجها، لبحث تجميد الانتاج عند مستويات كانون الثاني/يناير. ويأتي الاجتماع في اعقاب توصل دول منتجة بينها السعودية وروسيا، الى اتفاق في شباط/فبراير لتجميد انتاج النفط عند مستويات كانون الثاني/يناير، بشرط التزام منتجين كبار آخرين القيام بالامر نفسه.
وكان انتاج السعودية في آذار/مارس مماثلا تقريبا لكانون الثاني/يناير. الا ان اتفاق التجميد لم يلق ترحيب كل المنتجين البارزين، ومنهم ايران التي اكدت انها لن تجمد انتاجها عند مستويات كانون الثاني/يناير، وهو الشهر الذي شهد بدء عودتها الى السوق النفطية بعد رفع العقوبات الاقتصادية الغربية عنها بموجب الاتفاق حول برنامجها النووي. واكد ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مؤخرا ان بلاده، ابرز منتجي النفط الخام عالميا، ستجمد انتاجها فقط في حال اتخاذ ايران ومنتجين رئيسيين آخرين اجراءات مماثلة.
وحذرت اوبك في تقريرها عن نيسان/ابريل من تواصل فائض المعروض من النفط في الاسواق العالمية، مشيرة في الوقت نفسه الى ارتفاع اسعاره باكثر من 20 بالمئة خلال آذار/مارس. وفقد النقط زهاء سبعين بالمئة من قيمته منذ منتصف العام 2014، ما كبد الدول النفطية خسائر ضخمة على مستوى الايرادات. ورفضت اوبك منذ بدء تدهور الاسعار خفض انتاجها، نظرا لمعارضة دول عدة ابرزها السعودية التي تخشى ان يؤدي الخفض بشكل احادي، وبغياب خطوات مماثلة من منتجين خارج اوبك، الى تقليص حصتها من السوق العالمية بحسب رويترز.
السعودية تشترط مشاركة ايران لتثبيت الإنتاج
من جهته قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع وكالة بلومبرج إن السعودية لن توافق على تثبيت إنتاج النفط الخام إلا إذا فعلت ذلك إيران وكبار المنتجين الآخرين. وكانت إيران قالت إنها لن تشارك بقية الأعضاء في منظمة أوبك والمنتجين خارجها في خطة ستجري مناقشتها خلال اجتماع في الدوحة يوم 17 أبريل نيسان لتثبيت إنتاج النفط في مسعى لتعزيز الأسعار. وتسعى إيران لإنعاش قطاعها النفطي عقب رفع العقوبات الدولية عنها في إطار اتفاق دولي بخصوص برنامج طهران النووي. وقال الأمير محمد بن سلمان "إذا قررت جميع الدول بما فيها إيران وروسيا وفنزويلا ودول أوبك وكافة المنتجين الرئيسيين تثبيت الإنتاج فسنكون معهم."
ومن المرجح أن تقوض تصريحات الأمير الشاب الآمال بالتوصل إلى اتفاق. وهبط خام برنت القياسي دون 40 دولارا للبرميل مع تنامي شكوك السوق في نجاح أي اتفاق. كانت السعودية وروسيا اتفقتا في فبراير شباط على تجميد مستويات الإنتاج لكنهما قالتا آنذاك إن ذلك الاتفاق معقود على مشاركة المنتجين الآخرين فيه. وقالت قطر إن المبادرة تلقى تأييد نحو 15 دولة من الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك يشكل إنتاجها معا نحو 73 في المئة من إجمالي إنتاج النفط العالمي.
غير أن الأمير محمد بن سلمان قال إن بلاده مستعدة لمواجهة فترة طويلة من تدني أسعار النفط التي سجلت هبوطا حادا منذ منتصف 2014 نتيجة لارتفاع الإنتاج العالمي. وأضاف "لا أعتقد أن هبوط أسعار النفط يشكل خطرا علينا." وكان مدير وكالة الطاقة الدولية قال يوم الأربعاء إن من المتوقع أن تضيف إيران نصف مليون برميل يوميا إلى معروض النفط من حقولها الحالية خلال عام بعد رفع العقوبات لكن تطوير حقول جديدة سيستغرق وقتا. وأوضح ولي ولي العهد ملامح خطط لتأسيس صندوق سيادي سيدير في نهاية المطاف أصولا بقيمة تريليوني دولار ويساعد على إنهاء اعتماد المملكة على النفط. وسيشمل ذلك بيع ما يصل إلى خمسة في المئة من أسهم شركة النفط السعودية الحكومية أرامكو.
وقال الأمير "الطرح العام الأولي لأرامكو وتحويل أسهمها إلى صندوق الاستثمارات العامة سيجعلان الاستثمارات من الناحية الفنية هي مصدر الإيرادات للحكومة السعودية وليس النفط." وأضاف أن طرح الأسهم قد يجري العام المقبل بحسب رويترز.
اوبك تحذر من استمرار الفائض في الانتاج
في السياق نفسه حذرت منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" من استمرار الفائض في انتاج النفط، وذلك قبل ايام على اجتماع مهم في الدوحة الاحد بين دول اعضاء في المنظمة ومن الخارج للتباحث في سبل تجميد الانتاج لتحسين الاسعار. واعلنت المنظمة في تقريرها لشهر نيسان/ابريل ان اسعار النفط ارتفعت باكثر من 20% في آذار/مارس، لتواصل بذلك تعافيا بطيئا بعد انهيار الاسعار بين 2014 و2015.
وتابعت ان "الشعور الايجابي في الاسواق في تزايد منذ بدء اهم الدول المصدرة للنفط الخام بالنظر في خطة لتجميد الانتاج"، بالاضافة الى تراجع في الانتاج في الولايات المتحدة ودول اخرى. الا ان اوبك حذرت من ان "فائض الانتاج مستمر والمخزونات لا تزال عالية". وعانت كل الدول المنتجة للنفط وليس فقط دول المنظمة البالغ عددها 13 دولة، من تراجع اسعار النفط باكثر من 60% منذ اواسط 2014.
ويفترض ان يساعد اتفاق على تجميد الانتاج الاحد في الدوحة ، اقله نظريا، على تعزيز الاسعار، وبعض الدول، على اصلاح ماليتها العامة المتضررة على غرار فنزويلا. الا ان التوصل الى اتفاق بين الدول ال15 المنتجة للنفط والتي تمثل 75% تقريبا من الانتاج العالمي ليس مضمونا. فقد رفضت ايران العضو في المنظمة حتى الان اي محاولات لتجميد الانتاج لانها تسعى الى تعويض خسائرها خلال السنوات الماضية، بعد رفع العقوبات الدولية عنها في 2015 اثر توقيع اتفاق تاريخي مع الدول العظمى حول برنامجها النووي.
واعتبر ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ان المملكة، المنتج الاكبر للنفط في المنظمة، ستجمد انتاجها في حال قامت ايران والدول الاخرى المنتجة الكبرى، بذلك بحسب رويترز.
اجتماع منتجي النفط بالدوحة ليس مضمون النتائج
من جهته قال بنك جولدمان ساكس في تقرير إن من غير المتوقع أن يتمخض اجتماع منتجي النفط في الدوحة في 17 أبريل نيسان عن مفاجأة تدفع الأسعار للصعود. ويشارك في الاجتماع منتجون من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وآخرون من خارجها. وأضاف البنك أن تجميد الإنتاج عند مستوياته في الآونة الأخيرة لن يعجل بعودة التوازن للسوق إذ أن مستويات إنتاج أوبك وروسيا في العام الحالي تظل عند متوسطها السنوي المتوقع البالغ 40.5 مليون برميل يوميا.
ويقول جولدمان ساكس إن عودة التوازن للسوق ستتطلب بقاء أسعار النفط منخفضة متوقعا أن يبلغ سعر النفط في الربع الثاني من العام 35 دولارا للبرميل. وارتفعت أسعار النفط يوم الاثنين لتواصل الاتجاه الصعودي الحاد الذى شهدته في نهاية الأسبوع الماضي إثر انخفاض المخزونات الأمريكية وعدد منصات الحفر كما لقيت الأسعار دعما من توقفات في الإنتاج وآمال بتثبيت المنتجين لمستويات الإنتاج بحسب رويترز.
سعر النفط عند 45-50 دولارا مقبولا
في سياق مقارب قالت مصادر مطلعة على الخطط الروسية إن روسيا ترى أن تراوح سعر النفط بين 45 و50 دولارا للبرميل مقبول لتحقيق التوازن في سوق النفط العالمية في الوقت الذي تستعد فيه موسكو للاجتماع مع كبار المنتجين في الدوحة في وقت لاحق هذا الشهر. ويعتزم كبار منتجي النفط الاجتماع في الدوحة يوم 17 أبريل نيسان لدعم الاتفاق المبدئي الذي توصلت إليه روسيا وفنزويلا وقطر والسعودية في فبراير شباط لتجميد الإنتاج عند مستويات يناير كانون الثاني بهدف الحد من فائض المعروض في سوق الخام. وقال أحد المصادر "تجري حاليا مناقشات بخصوص فترة تثبيت الإنتاج وسبل مراقبة الاتفاق." وأضاف "مستوى 45-50 دولارا (للبرميل) مقبول من حيث تحقيق التوازن في السوق. إذا ارتفعت الأسعار فإن إنتاج النفط الصخري قد يبدأ في التعافي."
وأكدت متحدثة باسم وزارة الطاقة الروسية صحة المعلومات التي كشفت عنها المصادر. ويعتمد منتجو النفط مثل روسيا وفنزويلا اعتمادا شديدا على إيرادات الطاقة وتعرضت موازناتهم العامة للخطر بعد تهاوي أسعار النفط العالمية إلى أقل من 40 دولارا للبرميل مقارنة مع مستوياتها فوق 115 دولارا في يونيو حزيران 2014. وتتمثل المشكلة الرئيسية في إيران التي تسببت العقوبات في الحد من إنتاجها النفطي لسنوات قبل أن ترفع عنها هذا العام إذ تريد طهران زيادة إنتاجها إلى مستويات ما قبل العقوبات قبل أن تلتزم بأي اتفاق. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك هذا الأسبوع إن طهران تنوي حضور اجتماع الدوحة.
وقالت المصادر التي ناقشت موقف موسكو إنهم يعتقدون أن إيران ستواجه صعوبة في الوصول سريعا إلى المستويات التي أعلنتها. وأضافت أن النمو في الإنتاج الإيراني يأتي حاليا من بيع النفط المخزون وتشغيل الحقول التي يسهل تدشينها. وقال أحد المصادر "تجري مناقشة التجميد (لمستويات الإنتاج) بدون إيران. في الوقت الحالي لا نرى شروطا صعبة (من الآخرين) بخصوص مشاركة إيران." وأضافت المصادر أن 17 بلدا في المجمل قد تشارك في اجتماع الدوحة مشيرة إلى أن روسيا تدرس عددا من الخيارات لتوطيد تعاونها مع أوبك ولكن ليس من بين هذه الخيارات الانضمام إلى المنظمة.
وقالت المصادر الروسية إن من المتوقع أن يؤدي الاتفاق على تثبيت إنتاج النفط إلى تسريع وتيرة استعادة التوازن بين العرض والطلب على الخام ليتحقق التوازن قبل نحو نصف عام من الموعد المتوقع. وسجل إنتاج روسيا الشهر الماضى أعلى مستوى له في 30 عاما إذ بلغ 10.91 مليون برميل يوميا متجاوزا أيضا مستواه القياسي السابق الذي سجله في يناير كانون الثاني. وذكرت المصادر أن اتفاق الدوحة سيغطي الإنتاج وليس الصادرات. وأضافت المصادر أن روسيا لا تنوي تعليق مشروعاتها الجديدة في إطار اتفاق التثبيت وقد تستخدم سبلا أخرى لتنظيم الإنتاج من بينها وسائل فنية. ولم تخض المصادر في تفاصيل بحسب رويترز.
إيران غير ضرورية لإتفاق الدوحة
في السياق نفسه قال ليونيد فيدون أحد أبرز القيادات بقطاع النفط الروسي إن مشاركة إيران غير ضرورية لكي تستعيد سوق النفط توازنها سريعا في حالة توقيع إتفاق لتجميد الإنتاج في الدوحة الشهر القادم. وكان فيدون -الذي يملك نحو عشرة بالمئة من لوك أويل- أول مسؤول نفطي روسي يبدي تأييد للتنسيق مع أوبك وذلك قبل شهر من التوصل إلى اتفاق أولي على تجميد إنتاج الخام في قطر في فبراير شباط.
وفي العام الماضي رفضت روسيا وأوبك التعاون بخصوص خفض الإنتاج مفضلتين إستمرار المنافسة على الحصة السوقية من خلال مزاحمة المنتجين مرتفعي التكلفة مثل شركات النفط الصخري الأمريكية لدفعهم إلى يخرجوا من السوق. وأبلغ فيدون الصحفيين "بوجه عام نرى أن الأهداف التي وضعتها المنظمة (أوبك) لإعادة ترتيب السوق قد تحققت - إنتاج النفط الصخري (الأمريكي) يتراجع... ضرر كبير لحق بمصادر الطاقة المتجددة. "الأهداف تحققت ومن الضروري الآن تنسيق الجهود على نحو ملائم لكي لا نعطي أملا كبيرا للمنتجين مرتفعي التكلفة."
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن الاتفاق سيساعد في جلب التوازن إلى السوق حتى بدون مشاركة إيران. وتريد طهران أولا إعادة انتاجها النفطي الى مستوياته قبل فرض العقوبات الغربية المتعلقة ببرنامجها النووي. وقال فيدون الذي تعمل شركته لوك أويل في العراق وتضخ الخام في حقل غرب القرنة 2 وهو أحد أضخم الحقول النفطية في العالم إن إيران غير ضرورية للتوصل إلى إتفاق عالمي. وأضاف قائلا "لا يصنع هذا أي فرق - بدون أي استثمارات أجنبية كبيرة لا تستطيع إيران زيادة الإنتاج زيادة حادة.. ناهيك عن الطلب المحلي الكبير في إيران." وتبدي لوك أويل اهتماما بالعمل في إيران.
وأضاف أن لوك أويل ثاني -أكبر منتج روسي للخام- تنتظر المزيد من الوضوح من إيران بشأن حقول النفط هناك قبل ان تتخذ قرارا نهائيا بأي إستثمار. وقال فيدون إن من المتوقع إستقرار إنتاج لوك أويل هذا العام. وفي 2015 أنتجت لوك أويل كمجموعة حوالي مليوني برميل يوميا. وتظهر بيانات جمعتها رويترز أن روسيا ستصدر المزيد من النفط إلى أوروبا في ابريل نيسان مقارنة مع أي شهر منذ 2013 رغم الاتفاق المزمع وذلك عن طريق تحويل إتجاه بعض النفط من مصافي التكرير التي ستشهد أعمال صيانة مقررة.
نيجيريا تتوقع إتفاقا لتجميد إمدادات النفط
من جهته قال وزير البترول النيجيري إن نيجيريا العضو بمنظمة أوبك تتوقع أن يتفق منتجو النفط على تجميد للامدادات أثناء اجتماع في الدوحة الشهر القادم في خطوة من شأنها أن تساعد في استقرار أسعار الخام حتى إذا لم تنضم إيران إلى الاتفاق. ودعت قطر أعضاء اوبك وكبار منتجي النفط خارج المنظمة إلى الاجتماع في 17 أبريل نيسان للاتفاق على تجميد للامدادات في أعقاب إتفاق مبدئي في فبراير شباط بين أعضاء أوبك السعودية وقطر وفنزويلا إضافة إلى روسيا -وهي منتج رئيسي خارج المنظمة- لابقاء الامدادات عند مستويات يناير كانون الثاني.
وقال إيمانويل إيبي كاتشيكو في أبوجا "أتوقع أن نصل إلى نتيجة بشأن ... إستقرار الانتاج الحالي عند مستويات يناير." ولم يتضح هل سيحضر جميع اعضاء أوبك الثلاثة عشر بمن فيهم إيران اجتماع الدوحة رغم أن مسؤولين إيرانيين أوضحوا أن طهران لن تجمد الانتاج لأنها تريد زيادة الصادرات في أعقاب رفع العقوبات الغربية. لكن كاتشيكو قال إن التأثير الايراني محدود على أي حال لأن الجمهورية الاسلامية ستستغرق وقتا لإحداث زيادة كبيرة في الانتاج.
واضاف قائلا "من المرجح ان نرى إيران لا تنضم ... لكننا جميعا قررنا أنه إذا لم يفعلوا فإننا سنمضي قدما لأننا لا نعتقد أن دخولهم إلى السوق في الوقت الحالي سيخلق تهديدا كبيرا في العام القادم. "لهذا فإن توقعاتنا الاساسية هي إستقرار السعر" مشيرا إلى التأثير المنتظر لإتفاق في الدوحة. ونيجيريا هي أكبر منتج للنفط في أفريقيا وتقف في صدارة اولئك الذين يحثون على تجميد للانتاج لأن هبوط أسعار النفط ألحق ضررا شديدا بماليتها العامة وأثار أسوأ أزمة اقتصادية في عقود.
وقال كاتشيكو إن انتاج نيجيريا من النفط حاليا يبلغ 2.2 مليون برميل يوميا وإنها تخطط لرفعه إلى 2.5 مليون برميل يوميا لكن هذا لن يزيد تخمة الامدادات العالمية من الخام. ومضى قائلا "أيا كانت الكمية الاضافية فإنها لن تذهب إلى السوق بل إلى صناعتنا للتكرير." ويحاول البلد الواقع في غرب أفريقيا زيادة الانتاج في مصافيه النفطية العتيقة الاربع لكبح واردات الوقود وإنهاء نقص واسع في البنزين بحسب رويترز.
إيران قد تشارك في تثبيت إنتاج النفط لاحقا
في حين قال الأمين العام لمنظمة أوبك إن إيران قد تنضم لاحقا إلى منتجي النفط الآخرين الذين ينوون تثبيت الإنتاج لدعم الأسعار حيث يسعى البلد لزيادة صادراته أولا. ويجتمع المنتجون من منظمة البلدان المصدرة للبترول ومن خارجها يوم 17 ابريل نيسان في قطر لمناقشة جلب الاستقرار إلى الأسعار عن طريق تجميد مستويات الإنتاج. لكن إيران تصر على أنها ستزيد الصادرات بعد رفع العقوبات الغربية التي كانت مفروضة عليها في يناير كانون الثاني الماضي.
وقال عبد الله البدري الأمين العام لأوبك خلال مؤتمر صحفي في فيينا "آمل أن يسفر الاجتماع عن نتائج إيجابية." وقال عن إيران "لا يعارضون الاجتماع لكن لديهم بعض الشروط فيما يتعلق بإنتاجهم.. ربما في المستقبل ينضمون إلى المجموعة." والتصريحات مؤشر جديد على أن موقف إيران لن يحول دون اتفاق أوسع نطاقا على تثبيت إنتاج النفط. كان مصدرو النفط الخليجيون بمن فيهم السعودية قد أصروا من قبل على ضرورة مشاركة كل كبار المنتجين. وقال البدري إنه يأمل أن يكون تراجع أسعار النفط - المتداولة يوم الاثنين فوق 41 دولارا للبرميل مرتفعة من أدنى سعر في 12 عاما قرب 27 دولارا الذي سجلته في يناير كانون الثاني - قد بلغ مداه وتوقع أن ترتفع أكثر إذا أمكن تصفية تخمة المعروض.
وقال "السعر يرتفع وآمل أن يستمر هذا الاتجاه.. لا أتوقع أن يرتفع السعر كثيرا لكن أتوقع مستوى معتدلا. "في الوقت الحالي المشكلة الوحيدة التي أراها هي الكميات الزائدة على متوسط مخزونات خمس سنوات وهي حوالي 300 مليون برميل. "إذا استطعنا التخلص من الثلاثمئة مليون برميل هذه... فإن الأسعار ستعود إلى طبيعتها." وقال بعض مندوبي أوبك إن إجراء إضافيا يشمل خفض المعروض قد يعقب اتفاق التجميد بنهاية السنة. وقال البدري إن من السابق لأوانه الحديث عن خفض الإنتاج عندما سئل في هذا الصدد. وقال "دعونا نقوم بالتجميد وننظر ما سيحدث ثم نتحدث عن أي خطوات أخرى في المستقبل."
منتجو النفط المدعوون لاجتماع أبريل في الدوحة
من جهتها قالت وزارة الطاقة القطرية إن قطر دعت جميع الدول الاعضاء في أوبك وكبار منتجي النفط خارج المنظمة لحضور محادثات في الدوحة في 17 أبريل نيسان من أجل التوصل لإتفاق لتجميد الانتاج عند مستويات يناير كانون الثاني بهدف دعم سوق النفط العالمية. وقالت الوزارة في رسالة الدعوة "إن الحاجة لإستعادة التوازن إلى السوق والانتعاش إلى الاقتصاد العالمي باتت أمرا ملحا." وكانت الوزارة قالت في بيان الاسبوع الماضي إن حوالي 15 منتجا من الدول الاعضاء وغير الاعضاء في أوبك -يساهمون بحوالي 73 بالمئة في الانتاج العالمي من النفط- يدعمون هذه المبادرة.
وفيما يلي جدول بالدول المنتجة للنفط التي قد تحضر إجتماع أبريل نيسان.. (حجم الانتاج بالمليون برميل يوميا) الدولة الانتاج في 16 يناير الانتاج في 16 فبراير
*الجزائر 1.05 1.05 ربما نعم
*أنجولا 1.82 1.83 ربما نعم
*الاكوادور 0.56 0.56 ربما نعم
*اندونيسيا 0.71 0.72 ربما نعم
*إيران 2.85 2.95 غير واضح
*العراق 4.45 4.20 نعم
*الكويت 2.45 2.50 نعم
*ليبيا 0.37 0.36 لا
*نيجيريا 1.80 1.70 نعم
*قطر 0.64 0.66 نعم
*السعودية 9.95 9.90 نعم
*الامارات العربية 2.70 2.65 نعم
*فنزويلا 2.30 2.30 نعم
+روسيا 11.26 11.26 نعم
+المكسيك 2.61 2.60 غير واضح
+قازاخستان 1.74 1.73 غير واضح
+أذربيجان 0.80 0.80 غير واضح
+سلطنة عمان 1.03 1.03 غير واضح
+النرويج 2.05 2.05 غير واضح
اضف تعليق