الحديث بالوطنية يجعلك محل اتهام لكثيرين، ويربطون وطنيتك وينسبونها الى النظام السابق، الذي ادخل مادة التربية الوطنية في المدارس ولجميع المراحل بغض النظر عن مضمون ما كان يُدرس فيها، لكننا اليوم بحاجة فعلية لإعادة هذه المادة الى جانب المواد الاخرى لتعزيز الانتماء للوطن والشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه البلد...
الحديث بالوطنية يجعلك محل اتهام لكثيرين، ويربطون وطنيتك وينسبونها الى النظام السابق، الذي ادخل مادة التربية الوطنية في المدارس ولجميع المراحل بغض النظر عن مضمون ما كان يُدرس فيها، لكننا اليوم بحاجة فعلية لإعادة هذه المادة الى جانب المواد الاخرى لتعزيز الانتماء للوطن والشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه البلد.
الحديث عن الوطنية والوطن أصبح من الأحاديث المشبوهة في العراق، وليس لعدم وجود وطنيين، لكن اغلب المكثرين بالحديث في هذا الشق، لديهم انتماءات خارجية وعلاقات مع جهات دولية تعمل على بسط نفوذها في الداخل، عبر ما يوجد من موالين ينفذون سياسة هذه الجهات وكيفية التعامل.
هنالك قلة قليلة من السياسيين العراقيين يتحدث بالوطنية والمصلحة العامة، ومن يتحدث بإخلاص حاملا هموم الوطن يوجه اليه سيل من الاتهامات الباطلة، سوى انه ذكّر الآخرين بعدم وطنيتهم وضرورة الرجوع الى الرشد وإنصاف الوطن الذي هو موطن الأجداد والاحفاد.
ولأجل ذلك صارت الوطنية في العراق من الأشياء المخيفة التي لا يمكن الحديث بها بصورة علنية، ومن يجرؤ على ذلك يتلقى العديد من التهم الجاهزة، ومن ذلك يمكن ان تتخيل المرتبة التي احتلتها الوطنية سواء على المستوى الشعبي او السياسي.
وتمكّن الخوف من السياسيين الذين لا يصلحون لتمثيل البلد في المحافل الوطنية والإقليمية، فهم لم يعدو أنفسهم الاعداد الجيد الذي يجعلهم يواجهون الأفكار والاصوات التي تريد النيل من الوطنيين المدانين لهذا البلد الذي اعطاهم من مكتسبات ومتعهم بخيراته.
وفي العودة الى الحديث عن مادة التربية الوطنية فهي ربما تكون من بين المواد الأكثر أهمية في المفردات الدراسية، ولها الكثير من الآثار الإيجابية على شخصية الأطفال في مراحلهم الأولية وصولا الى مراحل متقدمة في العمر.
من الفوائد المتعددة لدخول مادة التربية الوطنية هي تعليم التلاميذ والطلبة ان للوطن حق عليهم، وتعريفهم بان التفوق الدراسي هو الشرط الأساس من شروط الوفاء للوطن، فبالتفوق يكون الفرد عنصرا فعّالا في وطنه يشارك في عملية البناء والتقدم الذي تطمح اليه الجماهير.
تدريس مادة التربية الوطنية يعلم التلاميذ والطلبة أسلوب الحفاظ على الممتلكات العامة، بدء من المقاعد الدراسية وسلامة المواد اللوجستية في المدرسة، وانتهاء بنظافة الطرقات والحدائق العامة.
الامتناع عن رمي قناني المياه الفارغة في الشوارع، يجب ان تؤسس له مادة التربية الوطنية وترسخه في نفوس الأجيال الناشئة، وعدم الكتابة على جدران المباني الحكومية جزء كبير من مظاهر الحرص الوطني، وهذا الامتناع والحرص لن يكون دون وجود الحافز والمشجع على ذلك وتأتي هنا مادة التربية الوطنية لإيقاد الشعلة التشجيعية لدى الجماهير.
حب الوطن والانشغال بكل ما يجعله من بين البلدان الأفضل، ضرورة ان يكون الهاجس الوحيد لجميع النخب وليس النخبة التربوية فحسب، وبتعاضد الكل تتحقق هذه الرؤية التي لا يمكن ان تخرج للوجود بمجرد إدخال مادة التربية وترك المتطلبات الأخرى.
اضف تعليق