افرزت قبل ايام نتائج الامتحانات النهائية للدراسة المتوسطة نسب نجاح متدنية بالمقارنة مع نسب النجاح العالية لامتحانات المرحلة الابتدائية مما اثار تساؤلات العديد من المعنيين حول هذه النسب واسبابها واختلافها بفارق كبير، المشكلة الابرز ترتبط بزيادة نسب الرسوب في المرحلة المتوسطة بالمقارنة مع نسب النجاح العالية...
افرزت قبل ايام نتائج الامتحانات النهائية للدراسة المتوسطة نسب نجاح متدنية بالمقارنة مع نسب النجاح العالية لأمتحانات المرحلة الأبتدائية مما اثار تساؤلات العديد من المعنيين حول هذه النسب واسبابها واختلافها بفارق كبير.
المشكلة الابرز ترتبط بزيادة نسب الرسوب في المرحلة المتوسطة بالمقارنة مع نسب النجاح العالية في امتحانات الدراسة الابتدائية، فالمدخلات للمرحلة المتوسطة نفسها تاتي من الابتدائية، أي ان الطالب الذي ينجح في الابتدائية يفترض انه مؤهل للنجاح في المتوسطة، وقد تسقط بعض الحالات، لكن ان يصل الفارق الى اكثر من النصف فهذه مشكلة حقيقة، والتساؤل هنا اذا كان هنالك مستوى علمي جيد لبعض الطلبة حسب هذه النسب لماذا تظهر نتائج (البكلوريا) للمرحلة المتوسطة بنسب متدنية تصل إلى 10% في بعض المدارس، فهذا الفارق الكبير في النسب بين المرحلتين يضع العديد من علامات الاستفهام امام المسؤولين في وزارة التربية والمديرية العامة للأمتحانات للإجابة عنها.
وهناك العديد من المشاكل حول تدني نسب النجاح في امتحانات (البكلوريا) للمرحلة المتوسطة والتي تقف عائقا في رفع المستوى العلمي للطالب من ابرزها:
اولاً: المشكلة الاولى تقع على عاتق وزارة التربية بسبب عدم تأهيل المدارس واكتظاظ الصفوف الدراسية بالطلبة لتصل الى اكثر من 60 طالب بالصف الواحد في بعض المدارس وغياب الوسائل التعليمية الحديثة التي تتطلبها بعض المواد العلمية وعدم تحديث المناهج لتلائم التطور العلمي الحاصل في اغلب دول العالم.
ثانياً: بالإضافة إلى عدم وجود مدرسين اختصاص في بعض المدارس لتدريس لبعض المواد والاستعانة بالاختصاصات القريبة مما ينعكس سلبا على المستوى العلمي للطالب ويجعل رسوبه امرا ليس بالبعيد، مما ينتج ان بعض طلبة المرحلة الابتدائية غير مؤهلين للدخول للمرحلة المتوسطة فنجاحهم وعبورهم جاء نتيجة قرارات وزارة التربية بالدخول العام للطلبة.
ثالثاً: طبيعة الاسئلة ونظام المراقبات الذي يمثل اخطر مرحلة من مراحل الامتحانات الوزارية والعمل في بعض المدارس بنظام الاتفاقات بين مراقبيها للحصول على نسب نجاح عالية بغض النظر عن المستوى العلمي للطلبة، أي ان هناك اتفاقا يحصل بين المدارس للسماح للطلبة بالحصول على أجوبة الأسئلة من اجل تحقيق نسب نجاح عالية.
رابعاً: عدم متابعة اولياء الامور لابنائهم ساهم في زيادة اقبال البعض منهم على دخول المقاهي العامة والبقاء فيها طويلا وانشغال البعض الآخر بالالعاب الالكترونية والادمان على مواقع التواصل الاجتماعي لساعات طويلة دون مراقبة.
لهذا يجب ان يعاد النظر في امتحانات (البكلوريا) للسادس الابتدائي فيما يخص الدخول العام للامتحانات والاسئلة ونظام المراقبات نظرا لتزايد اعداد الراسبين في المرحلة المتوسطة وتدني نسب النجاح بفارق كبير عن نتائج المرحلة الابتدائية في الامتحانات الوزارية بسبب ضعف المستوى العلمي لبعض الطلبة وعدم اهليتهم في النجاح من المرحلة الابتدائية والانتقال للمرحلة المتوسطة، ونأمل ان تضع وزارة التربية حلولا ومراجعات سريعة لتلافي هذه المشكلة ووضع النقاط على الحروف ويتطلب هذا الامر وقفة حقيقية من قبل مجلس الوزراء ووزارة التخطيط ايضا لوضع خطط انية ومستقبلية لتدارك خطر مستوى التعليم.
وبما ان المرحلة الابتدائية الذي تمثل مرحلة مهمة واساسية لنظام التعليم وصولا الى التعليم الجامعي فيجب ان تكون مخرجاتها بمستوى علمي جيد من هذه المرحلة الأمر الذي يسهم في تقليل معاناة المدارس في المراحل الدراسية اللاحقة، فالتقليل من نسب الرسوب يكمن في زج المعلمين والمدرسين في دورات تطويرية مستمرة حول المناهج المستحدثة ولاسيما المواد العلمية منها، والاساليب التربوية الحديثة للتعامل الطلبة بحسب مستوياتهم العلمية واستثمار افضل الطرق لوصول المعلومة للطالب بطريقة سلسلة ومفيدة.
ولابد ان تأخذ ادارات المدارس متابعة المرشدين التربويين وممارسة دورهم الحقيقي في توجيه الطلبة وعقد عدة لقاءات لهم مع اولياء الامور للتركيز على متابعتهم للطلبة وتحفيزهم لتقديم الأفضل، ويجب ان تفعل اجراءات الثواب والعقاب للمدارس ومعاقبة المدارس التي تحقق نسب انجاز متدنية في الامتحانات النهائية.
اضف تعليق