أكبر قضية كانت تريد حكومة عادل عبد المهدي التخلص منها هي عدم تكرار الأشخاص على رأس وزارات الدولة، لهذا حرص السيد عبد المهدي على الترويج لمسألتين أساسيتين: الأولى انه لم يأتِ بوزير سابق كما قال، والثانية انه لم يرشح أي شخصية من أعضاء البرلمان الحالي...
اكبر قضية كانت تريد حكومة عادل عبد المهدي التخلص منها هي عدم تكرار الأشخاص على رأس وزارات الدولة، لهذا حرص السيد عبد المهدي على الترويج لمسألتين أساسيتين: الأولى انه لم يأتِ بوزير سابق كما قال، والثانية انه لم يرشح أي شخصية من أعضاء البرلمان الحالي.
لا يمكننا الحكم على وزارة عبد المهدي بالنجاح او الفشل، لكن يمكن تدوين بعض الملاحظات على طريقة اختيار الوزراء، اذ كان الشارع العراقي يترقب عودة بعض الشخصيات التي اثبتت كفاءتها في إدارة الوزارات التي أسندت اليها بشهادة الخصم قبل الصديق.
وزارة الشباب والرياضة أعطيت للسيد عبد الحسين عبطان، باعتبارها وزارة هامشية لا يحصل القائم عليها أي شعبية ولا يمكنه تسجيل انجاز ملموس، الا ان السيد عبطان ورغم الحرب على داعش والميزانية التقشفية للدولة خلال الأربع سنوات السابقة، الا انه اثبت ان الوزير الناجح يمكنه القيام بدور متميز يعيد للشعب الكثير من الامل. حصل السيد عبطان على مقبولية واسعة بين اوساط المجتمع العراقي بشكل عام والرياضي على وجه الخصوص لم يحظى بها من اي وزير منذ عام 2003.
عبطان وفي تصريح صحفي بمناسبة توديع منصبه اعلن عن سعيه لرفع الحظر الكروي عن العراق ومواصلة الدعم لأكمال المنشأت الرياضية المختلفة وتوفير جميع المتطلبات الرياضية بالرغم من خروجه من الوزارة ومواصلة العمل في مناقشة التشريعات والقوانين التي تخدم قطاعي الرياضة والشباب في مجلس النواب، موجها الشكر لجميع من ساهم في أنجاح مهمته من العاملين في الوزارة بجميع مستوياتهم وبقية الوزارات التي ساهمت في مساعدة الوزارة بتنفيذ برامجها، وشدد الوزير على مواصلة المسيرة السابقة واتمام المشاريع غير المكتملة من خلال التخطيط الصحيح والمتابعة المستمرة لأنه اساس النجاح لأي شخص اذا اراد النجاح.
خروج عبطان يمثل خسارة لجهد من يعمل بنجاح في خدمة هذا البلد، ومن يقف في مواجهة الكثير من الصعوبات والعراقيل التي تقف في وجه النجاح والتقدم لاي شخص يريد تأديه واجبه الوطني بأمانة وأخلاص، ولعل حديث الناشطين المتداولة في الساعات التي تلت التصويت على اغلبية الكابينة الوزارية في مواقع التواصل الاجتماعي تبدي استغرابها من عدم طرح ترشيح عبطان في التشكيلة الجديدة، وهذا الأمر بحد ذاته بمثابة نجاح آخر يضاف لنجاحه في قيادة الوزارة.
لا ندعو الى إعادة ترشيح عبطان للوزارة فهو قام بدوره على اكمل وجه، ولا نحتاج للترويج له فهو يملك من الأجهزة الإعلامية التي تستطيع التسويق له، لكن الموقف الوطني يفرض على الحكومة الجديدة ان تعيد لنا انتاج عبطان جديد ليس في وزارة الشباب والرياض بحسب انما في الوزارات الأخرى.
السيد عبد المهدي بدأ بخطوات تدل على بزوغ فجر جديد للعراق، فلاول مرة يتم تسليم السلطة بهذه الطريقة السلمية بين السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء السابق، والسيد عادل عبد المهدي، ونتمنى ان يواصل هذا الاخير المسيرة ليضع العراق على سكة الاستقرار السياسي ومن ثم النجاح في إدارة مشاريع الدولة ووزاراتها.
ان نجاح وزارة هامشية وتحولها الى انموذج للتميز يعطي الامل من جديد بان المسؤول العراقي قادر على صناعة التغيير بغض النظر عن انتمائه السياسي، فما يقدمه للوزارة يحسب له ولحزبه ويرفع من شعبيته وهذا اكثر ما تحتاجه الأحزاب في زمن شحت فيه الشعبية وهبطت الى ادنى مستوياتها، واذا ما تظافرت جهود الحكومة الجديدة وإعادة تفعيل الجهات الرقابية يمكن تسجيل أسماء جديدة في لوحة النجاح العراقية.
اضف تعليق