q

علامات تظهر هنا وهناك، عن صناعة سيارات تقود نفسها بنفسها، وسباق بين شركات عالمية معروفة لصناعة هذا النوع من السيارات، وتدخل في ميدان المنافسة شركات كبرى مثل (فولفو) و(روبوت تاكسي اليابنية) وشركة (غوغل) العملاقة، في هذه الاثناء تقوم دراسات ميدانية واستطلاعات بالكشف عن الحوادث التي تتسبب فيها هذه السيارات التي يتم برمجتها قبل الانطلاق، وبعد الشروع في السير يترك السائق المقود وتبقى منظومة المجسات الالكترونية هي المسؤولة عن قيادة السيارة.

وقد كشفت بعض الدراسات عن وقوع حوادث ارتكبتها السيارات الذاتية القيادة، مما قلل ثقة الناس بها، ولكن المفاجأة في هذا المجال، عندما تمت المقارنة بين السيارة ذات القيادة الذاتية والسيارة الاعتيادية، فإن الاولى كانت أقل من الثانية بخصوص الحوادث التي ارتكبتها، وهذا يدل على أنها افضل من السيارة التي يقودها سائق.

في هذا الجانب اقرت شركة "غوغل" العملاقة ان احدى سياراتها الذاتية القيادة مسؤولة جزئيا عن حادث سير وقع اخيرا في ولاية كاليفورنيا الاميركية. فقد اصطدمت سيارة "لكسوس" حولت الى مركبة من دون سائق، وهي تسير بسرعة خفيفة بحافلة في 14 شباط/فبراير. وهي المرة الاولى التي تقر فيها "غوغل" بمسؤولية جزئية للدماغ المعلوماتي للسيارة. واوضحت "غوغل" في تقرير حول اداء سياراتها الذاتية القيادة "في هذه الحالة يقع علينا جزء في المسؤولية اذ انه لو لم تتحرك سيارتنا لما وقع الحادث

وتتيح السيارات الحديثة او المسماة بالسيارات ذاتية القيادة، حرية اكثر للسائق اثناء السير، بحيث يستطيع ان يقوم بأعمال خاصة من دون ان يشغل نفسه بالطريق، ومن دون ان يقلق او يخشى من وقوع حادث في الطريق، حيث لن يحتاج السائق في سيارة جوجل إلى مراقبة الطريق وبوسعه ان يتحدث في الهاتف على راحته وان يشاهد أي محتوى ترفيهي ويشتري سلعا من على الانترنت من ضمن خيارات أخرى كثيرة.

واستغرب اصحاب الشركات التي تنتج السيارات ذاتية القيادة، اصرار سلطات المرور في امريكا مثلا (كاليفورنيا) على حتمية وجود سائق في هذا النوع من السيارات المبرمجة ذاتيا حيث تقول غوغل إن إصرار إدارة السيارات في ولاية كاليفورنيا على وجود سائق برخصة في السيارة ذاتية القيادة أمرا محيرا. وانتقدت شركة غوغل، عملاق صناعة التكنولوجيا الأمريكي، دائرة اجازة المركبات (DMV) في ولاية كاليفورنيا للإصرار على وجود سائق يحمل رخصة كاملة خلف عجلة القيادة في السيارات ذاتية القيادة (بدون سائق). ونشرت الدائرة، مسودة لوائح تحدد كيفية استخدام التكنولوجيا على الطرق وتقول اللوائح السيارات بدون سائق سوف تكون "مستبعدة مبدئيا" من العملية.

وقد بدأت منافسة اقتصادية شيدية بين شركات صناعة السيارات العملاقة الامريكية واليابانية والالمانية وغيرها، حيث بدأت تتسابق في صناعة هذا النوع من السيارات باعتيارها السيارة التي يرغبها الزبون ويفضله، بشرط وجود منظومة امان كاملة تتيح لمن تنقله السيارة الوصول الى جهة السفر من دون أية مشكلة، وبالفعل شرعت شركات كبرى بالتخطيط لهذا النوع من الصناعة في حالة تسابق ومنافسة لم يشهد لها سوق السيارات مثيلا في السابق.

سيارة ذاتية القيادة في اولمبياد ‭2020‬

في هذا السياق تسعى شركة (روبوت تاكسي) اليابانية إلى إبرام شراكة مع شركات صناعة السيارات لتطوير خدمة لسيارات الأجرة ذاتية القيادة قبل حلول دورة الألعاب الاولمبية لعام 2020. وأعلنت شركة التكنولوجيا اليابانية عن النبأ خلال أول اختبار تجريه على الطرق العامة لتنضم بذلك إلى سباق عالمي لتطوير السيارات ذاتية القيادة.

وأعلن المشروع المشترك بين شركة البرمجيات لألعاب الكمبيوتر دي.إي.إن.ايه وشركة صناعة وتطوير الروبوت زد.إم.بي أن الشركتين حددتا عام 2020 كهدف لتطوير البرمجيات الخاصة بالسيارات الذاتية القيادة وخدمة الانترنت لنقل الرياضيين والسياح ما بين المواقع التي تشهد المسابقات الرياضية وشبكة النقل العام. وأطلق مؤخرا المشروع حقل اختبار مبدئيا مدته عشرة أيام لسكان فوجيساوا على بعد 45 كيلومترا إلى الجنوب من العاصمة طوكيو لاستدعاء سيارة روبوت أجرة من خلال الانترنت باستخدام هواتفهم الذكية لنقلهم إلى المتجر والعودة بهم مرة أخرى إلى المنزل بحسب رويترز.

سيارة ذاتية القيادة مسؤولة عن حادث مرور

من جهتها اقرت شركة "غوغل" العملاقة ان احدى سياراتها الذاتية القيادة مسؤولة جزئيا عن حادث سير وقع اخيرا في ولاية كاليفورنيا الاميركية. فقد اصطدمت سيارة "لكسوس" حولت الى مركبة من دون سائق، وهي تسير بسرعة خفيفة بحافلة في 14 شباط/فبراير. وهي المرة الاولى التي تقر فيها "غوغل" بمسؤولية جزئية للدماغ المعلوماتي للسيارة.

واوضحت "غوغل" في تقرير حول اداء سياراتها الذاتية القيادة "في هذه الحالة يقع علينا جزء في المسؤولية اذ انه لو لم تتحرك سيارتنا لما وقع الحادث". وقد فصل ملخص صادر عن هيئة السيارات في كاليفورنيا الحادث موضحا ان سيارة "لكسوس" هذه كانت تسير قرب ماونتن فيو حيث مقر "غوغل" مع سائق طوارئ مستعد لتولي القيادة في حال الضرورة.

وكانت السيارة الراغبة بالانحراف يمينا، توقفت بعدما رصدت اكياسا من الرمل على طريقها. وانتظرت ان تسمح لها حركة المرور ، بالانحراف لتجنب هذا العائق. وبعدما جعلت سيارات عدة تمر، استقلت سيارة "غوغل كار" المسلك الوسطي ظنا منها ان حافلة كانت تقترب، ستتوقف على ما قالت المجموعة. الا ان الحافلة لم تتوقف.. وتابعت "غوغل" في تقريرها ان "سائق الطوارئ في السيارة الذي كان ينظر الى الحافلة في المرآة كان يتوقع ان تبطئ الحافلة سرعتها او حتى تتوقف".

واضافت "ربما ظن سائق الحافلة اننا لن نتحرك. كل هذه الافتراضات وضعتنا في الموقع نفسه والوقت نفسه على الطريق". وعند الاصطدام، كانت السيارة تسير بسرعة ثلاثة كيلومترات في الساعة والحافلة بسرعة 24 كيلومترا. واوضحت "غوغل" ان برمجية السيارة "عدلت لتدرك اكثر" ان الحافلات والاليات الكبيرة تميل الى عدم السماح بمرور السيارات، اما منتقدو السيارات الذاتية القيادة، فلم يفوتوا هذه الفرصة ليجددوا معارضتهم لها.

وقال جون سيمبسون مدير منظمة "كنسيومر واتشدوغ" للدفاع عن حقوق المستهلكين ان "هذا الحادث دليل جديد على ان تكنولوجيا السيارة-الروبوت ليست جاهزة للقيادة المستقلة ومن الضروري تواجد سائق من البشر لتولي القيادة في حال حدوث اي طارئ" بحسب فرانس برس.

وسبق لـ "غوغل" ان اشارت الى حوادث تعرضت لها هذه السيارات لكنها شددت في كل مرة على ان المشكلة عائدة الى تصرفات الانسان وليس الى التكنولوجيا المعتمدة.

تقليص الأعطال التقنية في سيارة ذاتية القيادة

في السياق نفسه قالت شركة جوجل إن معدل الأعطال في برمجيات سيارتها الذاتية القيادة يتقلص مع تعلم التكنولوجيا من أخطائها وهو ما يقرب الشركة العملاقة من هدفها لطرح سيارات ذاتية القيادة بالكامل. وقالت جوجل إنه خلال 424000 ألف ميل من القيادة الذاتية واجهت سياراتها 272 موقفا اضطر فيه السائق إلى قيادة السيارة بنفسه بسبب عطل في تقنية القيادة الذاتية. وذكرت جوجل في تقرير جاء في 33 صفحة قدمته إلى ادارة كاليفورنيا للسيارات في 31 ديسمبر كانون الاول "مع تطويرنا وتشذيبنا لبرمجيات القيادة الذاتية نرى عددا أقل من الأعطال."

وأثار تطوير جوجل للسيارات ذاتية القيادة اهتماما كبيرا على المستوى الدولي لكن الشركة لم تكشف الكثير عن استراتيجيتها وخططها وأهدافها النهائية.

ولن يحتاج السائق في سيارة جوجل إلى مراقبة الطريق وبوسعه ان يتحدث في الهاتف على راحته وان يشاهد أي محتوى ترفيهي ويشتري سلعا من على الانترنت من ضمن خيارات أخرى كثيرة. وغطى التقرير الفترة من 24 سبتمبر ايلول 2014 حين بدأت جوجل تختبر سيارتها على طرق بالو ألتو في كاليفورنيا وحتى 30 نوفمبر تشرين الثاني عام 2015. وخلص الى أن الأعطال كانت تحدث كل نحو 785 ميلا في الربع الأخير من عام 2014 وبعد عام امتد هذا إلى 5318 ميلا بين كل عطل واخر بحسب فرانس برس.

السيارات الذاتية القيادة قريبا على الطرقات

أي سائق لا يحلم بسيارة ذاتية القيادة في المدن الكبيرة التي تشهد زحامات سير خانقة؟ قد يتحول هذا الحلم حقيقة عما قريب. فقد أصبحت السيارات شبه المستقلة على الطرقات، وهي قادرة على تقدير المسافات وزيادة السرعة وتخفيضها تلقائيا، كما في وسعها تصويب الوضع في حال اقترب السائق بسرعة كبيرة من سيارة أخرى أو حاد عن الخط.

وقد قاد إيريك غارسيتي سيارة شبه مستقلة من طراز "فولفو اكس سي 90" لافتتاح معرض "كونيكتد كار" عشية انطلاق فعاليات معرض السيارات في لوس أنجليس. وشرح ماركوس روتهوف المسؤول عن قسم السيارات الذاتية القيادة في "فولفو" لوكالة فرانس برس أن هذا النوع من المركبات "مفيد في المدن، خلال الزحمات اليومية وعندما يوشك السائق أن يفقد أعصابه".

ويطور صانعو السيارات حاليا الجيل الجديد من المركبات التي ستكون مستقلة بالكامل والتي سيتمكن السائق فيها من قراءة مجلة أو مشاهدة فيلم أو إرسال رسائل إلكترونية. وهذا هو حلم سكان المدن الكبيرة، مثل لوس أنجليس التي تشهد أعلى نسبة من زحمات السير في الولايات المتحدة والتي يمضي فيها السائق ساعتين في سيارته عموما. وتوقع إيريكي غارسيتي وهو يقود سيارة "فولفو اكس سي 90" في شريط فيديو بثته محطة "ايه بي سي" أن "تصبح السيارات المستقلة سائدة بعد 20 سنة". فمن شأنها أن "تخفض الحوادث المرورية تخفيضا ملحوظا وأن تسهل حركة السير وتيسر شؤون السائقين"، بحسب بول كادزلسكي الناطق باسم بلدية لوس أنجليس.

ومن المتوقع أن تنتشر هذه السيارات على الطرقات قريبا جدا.

وتنوي فولفو توفير مئة نموذج من السيارات المستقلة "لمستهلكين اعتبارا من نهاية العام 2017 على ما قال ليكس كيرسيمتيكرز مدير الفرع الاميركي الشمالي للمجموعة السويدية في معرض لوس انجليس للسيارات. واضاف ماركوس روتهوف "سيقولون لنا ما هي حاجاتهم لكي يثقوا بنظامنا لانه من دون ثقة لا نفع لها. لا يمكن قراءة مجلة اذا كان علينا مراقبة الطريق طوال الوقت".

والهدف من ذلك التوصل الى تكنولوجيا موثوق بها بحيث يمكن لشركة صناعة السيارات "القول لزبائنها انه عندما يستخدمون نظام القيادة الذاتية لن يكونوا مسؤولين بعد الان في حال وقوع حادث" على ما تابع يقول. وشدد على ان "هذا الامر سيسمح لتخصيص وقت القيادة للقيام باشياء اخرى". ولن يعود امام السائق الا ان يدخل وجهته وسيتولى المهمة نظام الملاحة والمجسات والبرامج المعلوماتية.

وتتسابق شركات صناعة السيارات في العالم لاستقطاب هذه السوق الواعدة جدا. فشركة "نيسان" اليابانية تؤكد انها ستطرح سيارة ذاتية القيادة على طرقات اليابان السريعة اعتبارا من العام 2016. اما شركتا "هوندا" و"تويوتا" فستفعلان ذلك في العام 2020. وقالت شركة "غوغل" العملاقة عبر الانترنت انها تختبر نماذج من سيارات كهذه في مقرها في سيليكون فالي.

وتعمل المجموعتان الاميركيتان "تيسلا" و "جنرال موتوروز" على سيارات كهذه اذ تجهز الاولى سياراتها الجديدة ببرمجيات تسمح بركنها بطريقة اوتوماتيكية. وكشفت شركة "فولفو" في لوس انجليس عن نموذج لداخل سياراتها المستقلة المقبلة: فعند تشغيل نظام القيادة الذاتية يتراجع مقعد السائق وينخفض ظهره فيما تظهر شاشة على مقعد الراكب مع عروض ترفيهية من افلام وانترنت وغيرها.

وبعد وقف نظام القيادة الذاتية يرتفع ظهر المقعد مجددا ويقترب من المقود وتختفي الشاشة. واعتبرت جيسيكا كالدويل المحللة لدى الموقع المتخصص بالسيارات "ادموندز.كوم" ان تكنولوجيا القيادة الذاتية ستنضج "بحلول نهاية العقد الحالي" الا ان مسألة "المسؤولية هي التي ستستغرق وقتا اطول". وتساءلت المحللة "ما الذي سيحصل في حال اصطدمت سيارة ذاتية القيادة بحافلة مدرسية او ادت الى مقتل سائقها؟" الا انها اكدت ان سلامة هذه السيارات اكبر "فقدرتها على التفاعل" في حال قفز طفل على الطريق "اسرع بكثير من البشر" بحسب فرانس برس.

حوادث السيارات ذاتية القيادة أقل من السيارات العادية

في السياق ذاته كشفت دراسة نشرها معهد فرجينيا لوسائل النقل التقنية أن معدل حوادث السيارات ذاتية القيادة أقل من السيارات التقليدية التي يمسك السائق بمقودها. وكلفت وحدة جوجل التابعة لألفابيت التي أعلنت عن عدد من الحوادث بين أسطولها من السيارات الذاتية القيادة المعهد باجراء هذه الدراسة. وتابعت الدراسة اسطول جوجل للسيارات ذاتية القيادة فقط ويضم أكثر من 50 سيارة قطعت 1.3 مليون ميل في ولايتي تكساس وكاليفورنيا.

وقالت جوجل إن السيارات الخاضعة للاختبار سجلت 17 حادثا مروريا خلال الستة أشهر الأخيرة ولم يكن من بينها حادث واحد وقع نتيجة خطأ ارتكبته السيارة ذاتية القيادة. وخلصت الدراسة إلى أن معدل حوادث السيارات العادية التي يقودها سائق بلغ 4.2 حادث لكل مليون ميل مقابل 3.2 حادث للسيارات ذاتية القيادة.

وقالت الدراسة إن معدلات حوادث السيارات التقليدية على مختلف مستويات شدتها كانت أعلى من معدلات السيارات ذاتية القيادة. وكانت دراسة نشرت في اكتوبر تشرين الأول لمعهد أبحاث النقل في ميشيجان قارنت بين معدلات حوادث السيارات ذاتية القيادة لكل من جوجل ودلفي وأودي عام 2013 ووجدت ان معدلات حوادثها أعلى من السيارات التقليدية بحسب رويترز.

توسيع اختبارات سيارات القيادة الذاتية

من جهتها أعلنت شركة فورد لصناعة السيارات إنها تعتزم زيادة حجم اسطولها من السيارات التجريبية ذاتية القيادة بواقع ثلاثة أمثال إلى ثلاثين سيارة وذلك في اطار جهودها لتسريع وتيرة تطوير هذه النوعية من المركبات. وفي بيان يتزامن مع افتتاح معرض الكترونيات المستهلك الذي يقام في لاس فيجاس قالت فورد إنها ستبدأ في استخدام أجهزة استشعار (ليدار) حديثة أقل تكلفة تصنعها شركة (فيلوداين) ومقرها كاليفورنيا.

ويقول خبراء في صناعة السيارات إن ارتفاع سعر مثل أجهزة الاستشعار هذه -التي تقوم مقام العين للسيارة ذاتية القيادة- كان من أكبر العقبات الفنية التي تحول دون نشر هذه السيارات على النطاق التجاري. وتقول فورد إنها ستكون أول شركة لصناعة السيارات في العالم تستخدم تقنية الاستشعار التي تنتجها شركة (فيلوداين) التي ستحل محل أجهزة المسح الدوارة الموضوعة على أسطح بعض السيارات التجريبية ذاتية القيادة. وقالت فورد إن اثنين من أجهزة الاستشعار الحديثة ستحل محل أربعة من الأنواع المستخدمة حاليا.

وقالت فورد إنها ستضيف 20 من سيارات الهجين الى اسطولها الحالي البالغ عشر سيارات ذاتية القيادة وستجري تجارب عليها على الطرق في كاليفورنيا وأريزونا وميشيجان فيما تقوم شركات منافسة باختبار أساطيلها من السيارات ذاتية القيادة على مختلف الطرق منها شركة الفابيت (جوجل) التي تجري تجاربها في هذا الصدد منذ عام 2009. وتقول شركة فورد إنها تستطلع سبل ادخال أنظمة آلية من ابتكار أمازون وغيرها لمنظومة الاتصالات بالسيارة التجريبية للتحكم في كشافات الاضاءة وتشغيل السيارة واختبار مستوى الوقود من على بعد.

وأضافت الشركة انها تتعاون مع شركات أخرى لتشغيل منظومة اتصالات تربط بين السيارة ذاتية القيادة وطائرات بلا طيار فيما تتسابق عدة شركات لتصميم منظومة يمكن ان يستخدمها العاملون في الأمم المتحدة لمسح مناطق الكوارث. وسيحصل الفائز في هذه المسابقة على 100 ألف دولار.

وبذلك تنضم شركة فورد الأمريكية إلى مجموعة من الشركات منها جوجل التابعة لألفابيت وفولكسفاجن في اختبار تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة الآخذة في النمو بسرعة. ومن بين هذه الشركات هوندا موتور ودايملر ومرسيدس بنز وتيسلا موتورز ونيسان موتور وبي.إم.في. وخلال المعرض الحالي من المتوقع ان تكشف شركتا فولكسفاجن وجنرال موتورز النقاب عن تفاصيل جديدة عن استراتيجيات صناعة السيارات الكهربية بحسب رويترز.

"فورد" ستجرب سيارات ذاتية القيادة

من جهتها أعلنت مجموعة "فورد" الأميركية لتصنيع السيارات أنها ستبدأ في العام 2016 باختبار سيارات من دون سائق على طرقات كاليفورنيا. وجاء في بيان صادر عن المجموعة أن "سيارات فورد فيوجن هجينة ومستقلة بالكامل ستنشر على طرقات كاليفورنيا العام المقبل". وكشفت المجموعة أنها سجلت اسمها في البرنامج الرسمي المعتمد للإشراف على تجارب السيارات الذاتية القيادة في كاليفورنيا حيث لديها مركز أبحاث في بالو ألتو يعمل فيه نحو مئة باحث ومهندس وعالم.

ويركز هؤلاء الخبراء على تطوير سيارات ذاتية القيادة ويتطرقون في أبحاثهم إلى إشكاليات التفاعل مع المشاة وأجهزة الاستشعار التي تسمح للسيارات بمعرفة ما يدور حولها. وكانت "فورد" قد أعلنت في حزيران/يونيو أنها تقترب من مرحلة إنجاز أول سيارة مستقلة من صنعها، من دون تحديد مهل زمنية. وصرح مديرها العام مارك فيلدز في بداية العام أن مجموعته تعتزم طرح سيارات مستقلة بالكامل في السوق الأميركية بحلول 2020. ويطور كبار مصنعي السيارات مركبات من هذا القبيل، مثل "أودي" و"تيسلا" و"مرسيدس"، فضلا عن العملاق "غوغل" بحسب فرانس برس.

انتقاد القيود الجديدة على السيارات ذاتية القيادة

من جهتها قالت غوغل إن إصرار إدارة السيارات في ولاية كاليفورنيا على وجود سائق برخصة في السيارة ذاتية القيادة أمرا محيرا. وانتقدت شركة غوغل، عملاق صناعة التكنولوجيا الأمريكي، دائرة اجازة المركبات (DMV) في ولاية كاليفورنيا للإصرار على وجود سائق يحمل رخصة كاملة خلف عجلة القيادة في السيارات ذاتية القيادة (بدون سائق). ونشرت الدائرة، مسودة لوائح تحدد كيفية استخدام التكنولوجيا على الطرق وتقول اللوائح السيارات بدون سائق سوف تكون "مستبعدة مبدئيا" من العملية.

وقال مدير مشروع سيارات غوغل ذاتية القيادة، كريس يورمسون، إن هذه الخطوة كانت "محير".

وكتب على مدونته "يحافظ هذا على نفس الوضع القديم القائم ويقصر في السماح لهذه التكنولوجيا للوصول إلى كامل إمكاناتها، مع استبعاد أولئك الذين يحتاجون للتنقل ولكن لا يمكنهم القيادة." وأضاف "لقد سمعت قصصا لا تعد ولا تحصى من الناس الذين يحتاجون إلى سيارة ذاتية القيادة بالكامل اليوم، والناس يعانون من ظروف صحية تتراوح من مشاكل في الرؤية لمرض التصلب المتعدد إلى التوحد والصرع وهؤلاء يشعرون بالإحباط مع اعتمادهم على الآخرين حتى للقيام بالمهمات البسيطة."

وحصلت شركة فورد على ترخيص بتجربة سيارتها ذاتية القيادة في كاليفورنيا مع تزويدها بإمكانية التحكم فيها يدويا من خلال سائق وتقول غوغل إن السيارات ذاتية القيادة أكثر أمانا من السيارات الأخرى التي تقاد يدويا، لأنها تقضي على الخطأ البشري الذي يتسبب في معظم حوادث السير وقالت غوغل إن سياراتها كانت طرفا في 16 حادثة طفيفة فقط، خلال ست سنوات من التجارب، وكان اللوم يقع على البشر الذين يقودون السيارات الأخرى.

ومع ذلك، لا يزال يجري تطوير هذه التقنية، وفي نوفمبر/ تشرين ثاني سحبت غوغل واحدة من سياراتها للقيادة بحذر شديد. بعض سيارات غوغل ذاتية القيادة تم اختبارها في كاليفورنيا ولم يكن هناك أي تحكم يدوي سواء في عجلات القيادة أو الدواسات. ومسودة التعليمات الجديدة تمنع الناس من ركوب في تلك المركبات حتى يمكن تقييم سلامتهم في "حزم تنظيمية لاحقة".

وقالت الإدارة "تم تصميم مسودة التعليمات الجديدة لمعالجة المسائل المعقدة المتعلقة بسلامة المركبات وإصدار الشهادات ومسؤوليات المشغل والترخيص والتسجيل، والخصوصية، والأمن الإلكتروني." وهناك مشاورات عامة سوف تجري حول المشروع في العام الجديد. وأعلنت شركة فورد العملاقة في صناعة السيارات، أنها حصلت على رخصة لبدء اختبار السيارات ذاتية القيادة في ولاية كاليفورنيا. وتحتفظ مركابتها ذاتية القيادة بإمكاينة تولي البشر القيادة يدويا والتحكم بالسيارة، كما هو مطلوب في مسودة التعليمات الجديدة.

من جهتهم أحب الألمان أحدث موجة للتحكم في السيارة دون تدخل يدوي مباشر بمجرد إشارة من اليد أو المعصم لان هذا يعني بالتبعية ان تظل لوحة السيارة الأمامية نظيفة بلا بصمات أصابع وهو ما يحرصون عليه جدا. أما الايطاليون الذين اشتهروا بالمغالاة في استخدام حركات اليد فقد لا يروقهم ذلك تماما.

وقد يكون كل هذا تبسيطا غير محبب للأحكام المسبقة لكنه يعكس في الواقع انقساما بين قائدي السيارات على مستوى العالم بشأن أحدث صيحة في تكنولوجيا السيارات التي تعرض هذا الاسبوع في المعرض الالكتروني للمستهلك بلاس فيجاس. وعرضت شركة بي.ام.دبليو الالمانية للسيارات سيارة تتعرف على خمس اشارات بسيطة. فلفتة بسيطة من الأصبع الى جهة اليمين تعني انك تطلب رفع صوت الموسيقى ومسحة باليد تعني انك ترفض تلقي الاتصال الهاتفي.

بينما قدمت شركة بايونير اليابانية تقنية تطلق رائحة النعناع من اللوح الأمامي للسيارة اذا رصد مجس في مقعد السيارة تراجعا في معدل نبضات القلب وهو مقدمة محتملة لان قائد السيارة على وشك ان يغفو. ونظرا لان قائد السيارة لديه بالفعل الكثير من المهام وهو يمسك بالمقود ويركز عيناه على الطريق كان من المنطقي ابتكار تقنية التحكم دون اللمس بالنسبة لبعض الوظائف غير الضرورية.

لكن ليس من الواضح ما اذا كان كل قائدي السيارات سيرغبون في تلك التكنولوجيات التي تستجيب للاشارة أو حركة العين أو قراءة الشفتين. ويقول جيفري أوينز رئيس قسم التكنولوجيا في شركة دلفي أوتوموتيف المنتجة لبرمجيات الاشارة لسيارات بي.ام.دبليو "هيئة التحكيم بدأت أعمالها."

ويقول روس جونستون رئيس قسم التسويق في شركة بايونير إن اليابنيين وهم عاشقون للتكنولوجيا الحديثة سيحبون على الارجح "نظام المجس الحيوي" الذي ابتكرته الشركة الذي يطلق أريجا. وذكر أن الزوار الذين ترددوا على المنطقة المخصصة لبايونير في المعرض الالكتروني للمستهلك كانوا في شدة الحماس واقترحوا روائح نفاذة أخرى منها الكابوتشينو والنعناع لافاقة قائد السيارة الذي يغلبه النعاس بحسب رويترز.

ويقول جييومي ديفوتشيللي رئيس ادارة الابتكارات في شركة فاليو الفرنسية لقطع السيارات ان اليابانيين كانوا أول من أقبلوا على الانظمة المساعدة التي تساعد في توجيه قائد السيارة وهو يرجع بسيارته الى الخلف لأنهم يحرصون على عدم تعرض سياراتهم لأي خدش، ويقول ديفوتشيللي الذي استعانت شركته بمحلل نفسي لشرح التباين في الأمزجة بين الثقافات المختلفة "لا يوجد حل يصلح للعالم كله" مشيرا الى عدم ارتياح الالمان لتقنية التفعيل بلمس الشاشة والمخاطر الكامنة في مغالاة الايطاليين في استخدام اشارات اليد وولع الصينيين بأي نوع من التكنولوجيا الحديثة.

اضف تعليق