تعد قيمة العملة مؤشر على قوة اقتصاد الدول واحيانا مؤشر على التضخم واحياناً على ثراء الدول، وهو انتج بما يعر بـ "حروب العملات" التي باتت عاملا رئيسا في تغيير موازين الاقتصاد العالمي، إذ يرى الخبراء الاقتصاديين إن احتكاكات العملة من الممكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى احتكاكات تجارية، ومن الممكن أن تؤدي حروب العملة إلى حروب تجارية،
وبحسب البعض فأن بداية الحرب الاقتصادية بين الدول الكبرى قد بدأت بوادرها من خلال إشعال فتيل حرب العملات التي أسهمت بتدهور القيمة النقدية للعديد من العملات وهو أزعج الكثير من دول العالم.
في اخر تطور في عالم العملات اكتسب اليوان، عملة الصين الوطنية، أهمية متزايدة في النظام النقدي الدولي، تجسدت بإعلان صندوق النقد الدولي ضافة العملة الصينية اليوان (رينمبيني) إلى سلة عملات الاحتياطي النقدي التي يستخدمها الصندوق كمعيار للقيمة، بات المشهد في سوق العملات أكثر توازنا، في الوقت نفسه باتت من أكثر المخاوف انتشارا بين الاقتصاديين أن تسهم تلك الخطوة في تراجع الاقتصاد العالمي في الأجل القصير.
فضم اليوان إلى حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي، والمعروفة اختصارا بـ SDR وأسسـت عـام 1969 ويسمح بمقتضاها للدول الأعضاء بالسحب منها لتحقيق التوازن في المدفوعات، كانت دائما حصرا على أربع عملات دولية هي الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي والجنيه الاسترليني البريطاني والين الياباني.
وبحسب المراقبين الاقتصادين بات اليوان يمتلك فرصة للمنافسة عرش عملات العالم الذي يحتله الدولار الامريكي، على حساب حوالي 300 عملة في العالم. فلايزال الدولار العملة المرجعية للاقتصاد العالمي.
فيما يفترض الخبراء أن اليوان الصيني، الذي يمثل عملة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، قد يزداد أهمية في المستقبل، حتى أنه قد ينتزع العرش من الدولار الأمريكي.
بينما يرى الكثير من المحللين الاقتصاديين ان دخول العملة الصينية يعتبر نجاحا دبلوماسيا كبيرا لبكين التي ستكرس بذلك في مصاف الاقتصاديات العالمية المهيمنة. وتتجه الانظار والانتباه بشكل خاص الى تصويت الولايات المتحدة الممول الاول لصندوق النقد الدولي وكذلك الى ردود الافعال السياسية.
وتتهم واشنطن بانتظام السلطات الصينية بتعمد تخفيض عملتها الى ما دون قيمتها الفعلية لتحفيز الصادرات. وان لم تخفف اللهجة مؤخرا فانه يبقى ان الادارة الاميركية ما زالت تعتبرها "متدنية عن قيمتها الفعلية على المدى المتوسط" بحسب التقرير الاخير الرسمي حول الموضوع، والمفارقة هي ان التخفيض الاخير لقيمة اليوان في اب/اغسطس الماضي استقبل بالترحيب من قبل صندوق النقد الدولي الذي اعتبر ان هذه الخطوة تسمح لقوى السوق بدور اكبر لتحديد سعر الصرف، الى ذلك سمحت بكين مؤخرا بدخول البنوك المركزية الاجنبية في سوق الصرف الصيني ما من شأنه ان يشجع عولمة عملتها في المبادلات العالمية.
على صعيد مختلف، إثر العمليات الإرهابية التي حدثت في باريس عاد الحديث عن عملة البيتكوين إلى الواجهة بعد إشارة عدة مصادر استخباراتية وصحفية إلى إمكانية استخدام تنظيم "الدولة الإسلامية" لهذه العملة الافتراضية لتمويل عملياته.
وعملة "البيتكوين" هي عملة افتراضية إلكترونية تستخدم فقط على الإنترنت بعدة مجالات ولا توجد ماديا، وهي وسيلة مثلى لضمان سلامة المعاملات حيث أنها تعتمد أساسا على التوقيع الإلكتروني والتشفير المباشر بين شخصين.
وتعتمد هذه العملة على نظام الند للند "البير تو بير" وهو نظام يمكن المستخدمين من التعامل علنا ومباشرة بين بعضهم البعض دون الحاجة إلى وسيط بنكي أو نقدي. ولا توجد رسوم تحويل ولا عمولة عند استخدام هذه العملة التي لا تمر بالمصارف أو الجهات الوسيطة. والمستخدم بإمكانه تبديل قطع "بيتكوين" النقدية الموجودة لديه بعملات أخرى حقيقية، ويمكن القيام بذلك بين المستخدمين أنفسهم.
"البيتكوين" بدأت في جلب الانتباه لدى الجهات الاستخباراتية والأمنية الدولية لأن المنظمات الإرهابية قد تعتمد هذه العملة الافتراضية في تعاملاتها لتفادي المراقبة الحكومية كما قد تكون ملائمة لعمليات الجريمة المنظمة.
كما أدى انخفاض قيمة العملة الالكترونية "بيتكوين" المستخدمة على الانترنت إلى تراجع الاهتمام بها من جانب لصوص الانترنت، حسبما أفاد خبير في الأمن الإلكتروني.
وأثار الغموض الذي يحيط بهذه النقود الافتراضية اهتماما خاصا من قبل مجرمي الانترنت الذين يبتزون الضحايا باستخدام الفيروسات.
لكن عصابات الانترنت، التي تستخدم تقنيات متقدمة، بدأت الآن في تحويل هذه الأموال سريعا إلى عملات أخرى، حسبما أفاد خبير الأمن في شركة أي بي إم IBM ايتاي ماور في مقابلة مع موقع "ذا ريجستر" المتخصص في شؤون التكنولوجيا، وتعادل البيتكوين الواحدة حاليا 155 جنيها استرلينيا، وهو أقل بكثير من قيمتها في أواخر 2013 والتي كانت تبلغ 728 جنيها استرلينيا.
وخلال السنوات القليلة الماضية، كانت عصابات الانترنت تقوم بتشفير بيانات الأشخاص او المؤسسات على الانترنت باستخدام برامج خبيثة تعرف باسم فيروسات الفدية. وتقوم هذه الفيروسات بمنع اصحاب البيانات من الدخول إلي بياناتهم، ويعتقد أن تلك العصابة التي استخدمت هذه الفيروسات كانت تحصل على أموال من المستخدمين حتى تقوم بفك الشفرة والسماح لهم بالعودة لاستخدام تلك البيانات.
ويعتقد أن العصابة التي كانت تقوم بذلك تمكنت من الحصول على نحو 2 مليون جنية استرليني من ضحاياهم قبل أن يتم فك شفرة ذلك الفيروس التخلص منه، وكانت عملة بيتكوين هي وسيلة الدفع المفضلة لدى لصوص الانترنت، لكن التقلب السريع لهذه العملة وتراجع قيمتها دفع مجرمي الانترنت إلى تحويلها لأشكال أخرى من النقود في أسرع وقت ممكن.
من جانب، آخر شهدت العملات النقدية تطورات عديدة منذ أن أصبحت الطريقة الرسمية لجميع التعاملات الاقتصادية منذ قديم الأزل، وحتى أن وصلت لشكل العملات الورقية المعروفة في يومنا هذا، ففي بريطانيا يغير بنك انجلترا بشكل دوري صورة الشخصية التي تظهر على الأوراق المالية. ودار جدل في 2013 عندما وقع الاختيار على صورة ونستون تشرشل لتحل بدلا من صورة المصلحة الاجتماعية بالقرن التاسع عشر اليزابيث فراي على الورقة المالية فئة خمسة جنيهات استرلينية وما اذا كان هذا يعني عدم وضع صورة اي امرأة مستقبلا غير صورة ملكة بريطانيا الحالية اليزابيث الثانية.
في حين في امريكا لأول مرة منذ أكثر من قرن من الزمان ستطبع صورة امرأة على ورقة نقد أمريكية، وقال وزير الخزانة جاك ليو إن ورقة نقدية جديدة فئة 10 دولارات ستطرح للتداول في 2020 وستحمل صورة "امرأة ساهمت في ارساء قيم الديمقراطية الأمريكية وتعبر عنها". ولم يكشف عن أي اسم، ويتزامن إطلاق الورقة النقدية الجديدة مع مرور 100 عام على انتزاع المرأة حق التصويت، وعليه مما لا شك فيه أن المال والعملات هي التي تجعل هذا العالم يتحرك، وبالتالي اي تغيرات في عالم العملات سيغير من موازين الاقتصادي العالمي.
هل تساهم عملة "البيتكوين" الافتراضية في تنامي التهديد الإرهابي؟
في سياق متصل الهجمات التي ضربت باريس مؤخرا أثارت الانتباه حول مسألة التمويل في المنظمات الإرهابية، وزراء المالية في الاتحاد الأوروبي أعلنوا عزمهم على تشديد مراقبة التعاملات المالية التي تستخدم عملة "البيتكوين" الافتراضية، لقطع الطريق أمام المنظمات الخارجة عن القانون والإجرامية، وقد تم الكشف عن الاستخدام المشبوه لـ "البيتكوين" بعد تفكيك خلية "سيلك رود" وهو موقع على الإنترنت يتم المزايدة من خلاله على المخدرات باستعمال "البيتكوين" واتهم القائمون عليه بتنظيم عمليات تبييض أموال والاتجار بالمخدرات. وبعد هجمات باريس الإرهابية بدأت عدة أصوات تنادي بضرورة مراقبة التعاملات بعملة "البيتكوين" لقطع الطريق أمام المنظمات المارقة الخارجة عن القانون والإجرامية.
مجموعة "أنونيموس" كانت قد تحدثت عن استخدام تنظيم "الدولة الإسلامية" لـ "البيتكوين" في جمع التبرعات وتمويل عملياته الإرهابية. ومجموعة "غوستساك"، وهي مجموعة من الناشطين القراصنة المقربة من "أنونيموس"، أكدت أنها اكتشفت حسابا على الإنترنت يعود إلى التنظيم المتطرف لديه رصيد من 3 ملايين دولار من العملة الافتراضية.
وزراء المالية الأوروبيين في هذا الإطار وعلى هامش اجتماع مجموعة السبعة الأسبوع الماضي أعلنوا عزمهم تشديد القوانين المتعلقة باستخدام "البيتكوين" لمنع المنظمات المشبوهة من استغلال هذه العملة في تمويل العمليات الإرهابية، وبحسب صحيفة "دير شبيغل" الألمانية فقد تتم مراجعة كاملة لقواعد التحويلات البنكية بين المؤسسات المالية والأفراد.
وقال ماور لموقع "ذا ريجيستر" في مقابلة على هامش مؤتمر "آر اس ايه" للأمن في سان فرانسيسكو "معظم هؤلاء لن يحتفظوا بعملات بيتكوين، إنهم لا يحبون التقلب في البيتكوين، ولذا فإنهم يستخدمونها كنوع من التشويش، ثم يحولونها إلى شكل آخر من النقود"، ويستعين العديد من اللصوص، الذين يلجأون لفيروسات الفدية، بأشخاص غير مرتبطين بهم بصورة مباشرة، للحصول على الأموال من خلال دفعها في حساب مصرفي شرعي، ويحصل العملاء بشكل عام على نسبة 20 في المئة عمولة.
وحققت قوات الشرطة وشركات أمن الحاسوب بعض النجاحات في مقاومة عصابات انتزاع الفدية، وجرى ضبط أجهزة حاسوب وتفكيك نظام تشفير هذا البرنامج، ولذا فإن الضحايا يمكنهم استعادة بياناتهم دون دفع أي أموال.
وعلاوة على ذلك، فقد تعاونت الشرطة الهولندية مع شركة كاسبرسكي لاب للأمن الإلكتروني، لتحليل أحد الخوادم "server" على الانترنت، جرى ضبطه في عملية استهدفت برنامج انتزاع الفدية "كوينفولت"، وأدى ذلك إلى ابتكار برنامج يمكنه فك البيانات المشفرة، واستطاعت الشركة أيضا استعادة الكثير من مفاتيح التشفير التي يمكن استخدامها في فك التشفير.
اليوان الصيني ينضم إلى عملات الاحتياطي العالمي
أعلن صندوق النقد الدولي أن اليوان الصيني سوف يُضم إلى سلة عملات الاحتياطي العالمي التابعة للصندوق، وتتضمن السلة في الوقت الحالي الدولار الأمريكي، واليورو، والين الياباني، والجنيه الإسترليني، وقال صندوق النقد إن "اليوان تتوافر به كل المعايير القائمة، وينبغي أن يتحول إلى مكون من مكونات سلة عملات الاحتياطي العالمي بحلول أكتوبر 2016"، ووصفت كريستين لاغارد، رئيس صندوق النقد الدولي، تلك الخطوة بأنها علامة مميزة في طريق ما حققه الاقتصاد الصيني من اندماج في النظام المالي العالمي. بحسب البي بي سي.
وأضافت أن تلك الخطوة بمثابة "اعتراف بالتقدم الذي أحرزته السلطات الصينية على مدار السنوات الماضية في إصلاح النظامين النقدي والمالي"، ومن المقرر أن يمثل اليوان الصيني أحد مكونات "وحدة حقوق السحب الخاصة" (SDR)، وهي أصل يعتمد عليه الصندوق في تعاملاته بدلا من العملة، وتستخدم وحدة السحب الخاصة في التعاملات بين البنوك المركزية وصندوق النقد الدولي لتحديد العملات التي تحتاجها دولة مثل اليونان، على سبيل المثال، عندما يوافق الصندوق على منحها مساعدات مالية.
وكان آخر تغيير طرأ على وحدة السحب الخاصة عام 2000 عندما حلت العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) محل المارك الألماني والفرنك الفرنسي، وتحتل الصين المركز الثاني بين أكبر اقتصادات العالم بعد الولايات المتحدة، وهي التي تقدمت العام الماضي بطلب ليكون اليوان عملة احتياطي نقدي.
ويرجح محللون أنه بحلول عام 2030 سوف يحتل اليوان المركز الثالث بين أهم العملات العالمية جنبا إلى جنب مع الدولار الأمريكي واليورو، وكانت مخاوف من تدخل الصين لخفض قيمة اليونان لصالح المصدرين هي السبب الرئيسي وراء فشل العملة الصينية في الوفاء بمعايير عملات الاحتياطي العالمي التي يشترط صندوق النقد الدولي توافرها في تلك الفئة من العملات.
رغم ذلك، بذل المسؤولون في الصين قصارى جهدهم من أجل كسب الدعم لطلبهم ضم اليوان إلى سلة العملات العالمية، وهي الجهود التي صدق عليها المسؤولون بالصندوق.
ومن المقرر أن يكون انضمام العملة الصينية إلى فئة عملات الاحتياطي العالمي رمزيا وفقا لمحللين، وقال خبراء إن استمرار اليوان في سلة عملات الاحتياطي العالمي مرهون بالتقدم الذي تحرزه الصين في الإصلاح المالي والنقدي.
الى ذلك قالت منظمة خدمات التحويلات المالية حول العالم (سويفت) ان اليوان الصيني أصبح في اغسطس اب الرابع بين عملات المدفوعات العالمية الاكثر استخداما متخطيا الين الياباني، وتجاوز اليوان سبع عملات على مدى الاعوام الثلاثة الماضية كعملة للدفع ويأتي الان بعد الدولار الامريكي واليورو الاوروبي والجنيه الاسترليني.
ووفقا لسويفت فان القيمة الاجمالية للمدفوعات العالمية باليوان زادت 9.13 بالمئة في اغسطس اب في حين تراجعت المدفوعات بمختلف العملات الاخرى 8.3 بالمئة، ووصل اليوان الي حصة قياسية مرتفعة في السوق بلغت 2.79 بالمئة في المدفوعات العالمية لذلك الشهر مقارنة مع 1.34 بالمئة في يناير كانون الثاني 2014.
واستخدمت أكثر من 100 دولة اليوان للمدفوعات في اغسطس اب وتركزت اكثر من 90 بالمئة من قيمة التدفقات في عشر دول، ونفذت أكثر من 1700 مؤسسة مالية مدفوعات حول العالم باليوان بزيادة 14 بالمئة عن اغسطس اب من العام الماضي. بحسب رويترز.
وفي قطاع تمويل التجارة بلغت حصة اليوان 9.1 بالمئة من الاصدار العالمي لخطابات الائتمان من حيث القيمة معززا مكانته كثاني أكثر العملات استخداما لهذا الغرض، وقالت سويفت ان تعاملات الصرف الاجنبي باليوان من حيث القيمة زادت ايضا بنسبة 20 بالمئة في اغسطس اب عن الشهر السابق فيما يرجع على الارجح الي قيام بنك الشعب الصيني (البنك المركزي ) بخفض قيمة اليوان.واجريت اكثر من 50 بالمئة من تعاملات الصرف الاجنبي باليوان خارج الصين وهونج كونج مع المملكة المتحدة تليها الولايات المتحدة وسنغافورة وفرنسا.
البريطانيون يختارون الشخصية القادمة على الورقة المالية
من جانب آخر، قال بنك انجلترا (البنك المركزي) إن المواطنين البريطانيين سيشاركون لأول مرة في تحديد الشخصية التاريخية - والتي ستكون هذه المرة شخصية مبدعة - التي توضع صورتها على النسخة القادمة من الورقة المالية فئة 20 جنيها استرلينيا.
وكان أحد القرارات العامة الأولى التي اتخذها محافظ بنك انجلترا مارك كارني بعد توليه المنصب في يوليو تموز 2013 الإعلان عن وضع صورة الروائية جين اوستن على الورقة المالية فئة 10 جنيهات استرلينية اعتبارا من 2017 ووضع من بين أهدافه الأساسية جعل البنك أكثر شفافية، وقال كارني إن بنك انجلترا سيدعو المواطنين إلى ترشيح فنانين وحرفيين ومصممين أو صناع أفلام بريطانيين ممن يودون رؤية صورهم على الورقة المالية فئة 20 جنيها استرلينيا والتي تحمل حاليا صورة رجل الاقتصاد آدم سميث.
وقال كارني في متحف فكتوريا وألبرت للتصميم بالعاصمة لندن "تصميم هذه الأوراق المالية يجب ان يعكس الاحترام والشرعية وأن يكون ملهما"، وبوسع المواطنين ترشيح فنانين بريطانيين ليسوا على قيد الحياة عبر موقع بنك انجلترا على الإنترنت حتى 19 يوليو تموز وسيتخذ القرار بواسطة لجنة من مسؤولي البنك وخبراء الفن مطلع العام القادم.
صورة المرأة تعود لأوراق النقد الأمريكية بعد أكثر من قرن
الى ذلك أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنها ستطبع ورقة نقدية جديدة من فئة 10 دولارات عليها صورة امرأة، في سابقة من نوعها "منذ أكثر من مئة سنة" من هيمنة صور الساسة الرجال على العملة الخضراء، قال وزير الخزانة جاكوب لو إنه لم تتحدد بعد من هي المرأة التي ستتوسط صورتها الورقة النقدية الجديدة التي يتوقع أن توضع في التداول اعتبارا من 2020، مشيرا إلى أن اسم هذه الشخصية سيكشف عنه النقاب "خلال هذا العام" بعد استشارة الجمهور، وأضاف أن المرأة التي ستحل صورتها محل صورة ألكسندر هاميلتون، أول وزير خزانة أمريكي، يفترض أن تكون شخصية "ساهمت في نشر ديموقراطيتنا".
وآخر امرأة كرمتها الولايات المتحدة بأن وضعت صورتها على إحدى فئات عملتها الورقية هي مارثا واشنطن، زوجة أول رئيس أمريكي جورج واشنطن، وذلك في نهاية القرن التاسع عشر، وبحسب وزارة الخزانة فإن بوكاهونتاس، ابنة أحد زعماء قبائل الهنود الحمر التي جسد مغامراتها فيلم كرتوني أنتجته استديوهات ديزني، احتلت صورتها الأوراق النقدية من فئة 20 دولارا لبعض السنوات في منتصف القرن التاسع عشر.
وقال الوزير إن "العملة الأمريكية هي وسيلة لأمتنا كي تقول من نحن وعما ندافع"، مشيرا إلى أن الورقة النقدية الجديد ستوضع في التداول في الذكرى المئوية الأولى لحصول النساء على حق التصويت في الولايات المتحدة.
وقال ليو للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف "أوراقنا النقدية وصور القادة الأمريكيين العظماء والمعالم الشهيرة التي تحملها كانت دائما وسيلة للاحتفاء بماضينا ومناقشة قيمنا"، وأضاف "هذا القرار بوضع صورة امرأة على ورقة فئة 10 دولارات يعكس تطلعلنا للمستقبل بنفس قدر تأملنا للماضي"، وستجمع وزارة الخزانة ما ينتهي له الرأي العام خلال اجتماعات المجالس البلدية وعبر كلمة وسم (هاشتاج) #ذا نيو 10 على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن من يجب ان توضع صورتها على الورقة النقدية. وسيتخذ ليو القرار النهائي بهذا الشأن.
ويأتي هذا الإعلان عقب حملة شعبية على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي اتخذت شعار "المرأة في العشرينات" لوضع صورة هاريت توبمان الناشطة في مجال الغاء الرق والمدافعة عن حقوق الانسان على ورقة النقد فئة 20 دولارا بدلا من أندرو جاكسون.
وكانت إليانور روزفلت وروزا باركس المدافعة عن حقوق الأفارقة من الشخصيات التي دخلت القائمة النهائية لحملة التصويت عبر الإنترنت التي انتهت الشهر الماضي، وكانت اخر امرأة ظهرت صورتها على أوراق نقدية أمريكية هي مارثا واشنطن التي طبعت صورتها على الشهادة الفضية فئة واحد دولار في الفترة من 1891 إلى 1896 وبوكاهونتاس التي ظهرت ضمن مجمموعة صور على ورقة فئة 20 دولارا في الفترة من 1865 إلى 1869.
اضف تعليق