بعد موجات الاختلاس وهدر المال وصفقات العقود المشبوهة، وبعثرة الأموال العراقية في انحاء البلاد وفي انحاء العالم، ضاعت فرصة بناء البلد، والأشد قسوة من ذلك، ضاعت فرصة تعويض فقراء البلد وهم السواد الأعظم من الشعب، وتأتي المصاعب الاقتصادية لتزيد الطين بلّة، حينما هبطت أسعار النفط بطريقة غريبة!، لم يضعها الخبراء في البال كمن يدرس سنوات وعندما تحين لحظة الجد، لا يصل الى الهدف الصحيح.
وهناك رابط مشترك بين اسعار النفط والاقتصاد العراقي، لاسيما أن هذا البلد يعتمد اعتمادا شبه تام على مايصدره من النفط لجلب الايرادات التي تديم نشاطات الدولة المختلفة، وبسبب الهبوط الحاد لاسعار النفط لجأت الحكومة العراقية الى بدائل عديدة لموجهة النقص الكبير في الايرادات ومنها الاجراءات التقشفية المعلنة، مثل قطع نسبة من رواتب الموظفين وحتى المتقاعدين طالهم القطع بنسبة معينة، فيما لجأت الحكومة الى اسلوب آخر من خلال قيام البنك المركزي العراقي باصدار سندات مالية بدلا من الاوراق النقدية.
إذ يمتلك العراق احتياطيات كبيرة من النفط والغاز اللذين يمثلان مصادر واعدة من موارد الهيدروكربونات في العالم التي لا تزال غير مطورة بشكل كبير، وبعد عقود من قلة الاستثمارات بسبب الحروب والعقوبات الاقتصادية، اصبح من الضرورة الاهتمام الملح بهذا الجانب واستغلاله للمساهمة الفعالة لتوفير عائد من شأنه النهوض بواقع العراق المالي والاقتصادي وخصوصا في المناطق المحررة، التي تحتاج الى الكثير من الجهد الحثيث والعمل الدؤب لارجعها كما كانت.
فيما دعا العراق المستثمرين الأجانب لمساعدته في إعادة بنائه بعد هزيمة تنظيم داعش الارهابي وإحراز تقدم في إعادة توحيد البلاد، قائلا إنه سيحتاج ما يصل إلى 100 مليار دولار لإصلاح البنية التحتية المتهالكة والمدن التي مزقتها الحرب،
وواضحت وزارة النفط العراقية في بيان إن شركة الطاقة الجزائرية الحكومية سوناطراك اتفقت على المشاركة في مشاريع لتطوير قطاع الغاز الطبيعي العراقي، والعراق ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بإنتاج قدره 4.4 مليون برميل يوميا. أما الجزائر، العضو في المنظمة أيضا، فيقدر إنتاجها بمليون برميل يوميا.
على صعيد ذي صلة، اتفق العراق مع شركة أوريون الأمريكية على معالجة الغاز المستخرج من حقل نهر بن عمر النفطي العملاق، حيث تتيح مذكرة التفاهم الموقعة في بغداد بين ممثلي وزارة النفط والشركة الأمريكية ببناء منشآت لتجميع الغاز من الحقل الواقع في جنوب العراق وتحويله إلى وقود قابل للاستخدام، وينتج الحقل الذي تديره شركة نفط البصرة أكثر من 40 ألف برميل يوميا من النفط و25 مليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.
خطة إعمار تكلف 100 مليار دولار
قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن بلاده في حاجة إلى المساعدة في عشرات المشاريع، مع استعداد بغداد لمؤتمر مانحين رئيسيين في الكويت، سيعقد بالتنسيق مع البنك الدولي، وأبلغ العبادي المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا “إنها كميات ضخمة من الأموال، نعلم أننا لا نستطيع تدبيرها من خلال ميزانيتنا، وذكر ايضا ”نعلم أننا لا نستطيع تدبيرها من خلال المنح، هذا مستحيل تقريبا، لذا نلجأ الآن إلى الاستثمار وإعادة البناء من خلال الاستثمارات، هذه خطوة إلى الأمام ونستطيع تحقيقها“. بحسب رويترز.
أقر العبادي بصعوبة الموازنة في سعي بغداد للحصول على دعم عسكري أو اقتصادي من واشنطن وطهران، واضاف إن السعودية مهتمة بشكل متزايد ببناء علاقات مع العراق وحذر من تصعيد التوترات مع إيران.
وتابع قائلا ”أي تغيير في العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران هو ضار بنا وضار بالمنطقة، إنه يعني أنه ستكون هناك صراعات، واحتكاكات في مكان ما، ولن يكون العراق بمنأى عن ذلك“.
ومع وصول ترامب إلى دافوس، قال ظريف على تويتر ”إيران هي التي ساعدت مواطني العراق وسوريا على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، لكن الولايات المتحدة والسعودية سلحتا التنظيم“، وقال العبادي إنه طلب من جميع الأطراف النأي بخلافاتهم عن العراق عندما يساعدون بلاده، وأضاف أن العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، سيتمسك باتفاق خفض إنتاج الخام، حيث يحتاج إلى سعر مستقر لإعادة بناء اقتصاده.
تنافس الشركات على امتيازات النفط والغاز
قال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي إن الطاقة الإنتاجية لبلاده تقترب من الوصول إلى خمسة ملايين برميل يوميا لكن البلاد ستلتزم تماما بمعدل الإنتاج المستهدف في إطار اتفاق عالمي لخفض الإمدادات، واوضح اللعيبي إن إنتاج النفط من العراق بلغ حاليا نحو 4.3 مليون برميل يوميا، وأضاف أن اتفاقا لخفض إنتاج النفط بين دول منتجة من أوبك وخارجها يجب أن يستمر على الرغم من الارتفاع القوي في أسعار النفط مشيرا إلى أن أسواق النفط لا تزال بحاجة لمزيد من الوقت لتستقر. بحسب رويترز.
من جانب آخر قال اللعيبي خلال مؤتمر لقطاع الطاقة إن وزارته تعتزم إبرام ثلاثة عقود مع شركات غاز دولية بحلول منتصف العام الجاري للانتفاع من الغاز في جنوب البلاد، وبين إن العراق يخطط للقضاء على إحراق الغاز المصاحب لاستخراج النفط دون استغلاله بحلول عام 2021، حيث يضطر العراق إلى إحراق بعض الغاز المتصاعد أثناء عملية استخراج النفط الخام لأنه لا يمتلك منشآت مناسبة لإدخاله في عملية تتيح استخدامه.
فقد ذكرت وزارة النفط العراقية إن 26 شركة تأهلت للمنافسة على امتيازات نفط وغاز في مناطق حدودية، واضافت الوزارة في بيان إن خمس شركات تأهلت في الآونة الأخيرة للمشاركة في جولة تقديم العروض إلى جانب 21 شركة أخرى كان قد وقع عليها الاختيار بالفعل، ودعا العراق في الشركات الأجنبية للمنافسة على عقود للتنقيب عن احتياطيات النفط والغاز الطبيعي في تسعة امتيازات جديدة مع سعي البلد العضو في أوبك إلى زيادة طاقته الإنتاجية. بحسب رويترز.
وواضحت وزارة النفط العراقية في بيان إن شركة الطاقة الجزائرية الحكومية سوناطراك اتفقت على المشاركة في مشاريع لتطوير قطاع الغاز الطبيعي العراقي، وذكر البيان أن وزير الطاقة الجزائري مصطفى قيطوني ووزير النفط العراقي جبار اللعيبي وقعا اتفاقية مبدئية في بغداد لإقامة مشروعات مشتركة بين سوناطراك وشركات عراقية للغاز الطبيعي، ولا يزال العراق يحرق بعض الغاز المصاحب لاستخراج النفط الخام في حقوله لافتقاره إلى المنشآت اللازمة لمعالجته وتحويله إلى وقود للاستهلاك المحلي أو التصدير، والجزائر مورد رئيسي للغاز إلى أوروبا، إذ تصدره عبر خطوط أنابيب إلى القارة وتشحنه أيضا في ناقلات بعد تسييله. بحسب رويترز.
بغداد تدعو الشركات العالمية لبناء أنبوب نفطي جديد
دعت وزارة النفط العراقية الشركات العالمية للاستثمار من خلال تنفيذ مشروع لمد انبوب جديد لصادرات النفط من حقول كركوك الى الحدود التركية، حسب بيان رسمي، ونقل البيان عن المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد، ان "شركة المشاريع النفطية (التابعة لوزارة النفط) دعت الشركات المحلية والعالمية الى المشاركة في تنفيذ مشروع مد انبوب للصادرات النفطة من حقول كركوك الى الحدود العراقية التركية" اقصى شمال العراق، واضاف ان "الانبوب بطول 350 كيلومترا وبقطر 48 عقدة وتزيد طاقته على المليون برميل باليوم"، واوضح ان "المشروع ينفذ بصيغة الاستثمار، الشركة المستثمرة تقوم بالانفاق على المشروع ومن ثم تسترد التكاليف بعد تشغيل الانبوب بحسب الفترة الزمنية التي يتفق عليها" دون مزيد من التفاصيل.
زيادة استثمار الغاز المصاحب بحقول نفط جنوبية 80%
ذكرت وزارة النفط العراقية إن استثمار الغاز المصاحب للعمليات النفطية في مشروع غاز البصرة بجنوب البلاد زاد بنسبة 80 بالمئة مقارنة بالعام السابق، وذكرت وزارة النفط في بيان نقلا عن الوزير جبار اللعيبي أن القدرات الاستثمارية لمشروع غاز البصرة وصلت إلى معدل 900 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا. بحسب رويترز.
كما ذكرت وزارة النفط العراقية في بيان إن العراق سيطلب من شركات النفط الأجنبية العاملة في البلاد بناء المنازل للموظفين العراقيين في مشاريعها، وقال البيان إن وزير النفط جبار اللعيبي ”أصدر تعميما يلزم الشركات النفطية المتعاقدة مع وزارة النفط ببناء المجمعات السكنية العصرية وتوفير الخدمات الأساسية للعاملين“. بحسب رويترز.
اضف تعليق