ان ميناء الفاو الكبير هو طوق النجاة للعراق والذي‮ ‬يجب أن تعمل بكل جهودها وامكانياتها لإكمال هذا المشروع وأن تستثمر الموقع الجغرافي‮ ‬الاستراتيجي‮ ‬للعراق والعمل على جعله جسراً‮ ‬أرضياً‮ ‬يربط الشرق بالغرب تجارياً‮ ‬ويصبح محط أنظار العالم وسيغير خارطة العالم التجارية وسيحقق للعراق فوائد رائعة لا يمكن احصاؤها علماً‮ ‬أن هذا المشروع لو اكتمل سيكون...

الفاو تلك المدينة التي‮ ‬تقع على الخليج العربي‮ ‬والتي‮ ‬عرفت أهميتها الاقتصادية والجغرافية للعراق منذ‮ ‬غابر الأزمان حيث أطلق عليها الملك الآشوري‮ ‬سنحاريب قبل أربعة آلاف وخمسمائة وعشرون عاماً‮ ‬لقب ريبو سالمو‮ ‬ومعناها باب السلامة وكذلك أطلق عليها الوالي‮ ‬العثماني‮ ‬في‮ ‬العراق مدحت باشا لقب مفتاح العراق وذلك لأهميتها الجغرافية وموقعها المميز‮.‬

هذه الأهمية الجغرافية مع الأسف لم تدركها ولم تستغلها الحكومات العراقية التي‮ ‬تعاقبت على حكم العراق والآن ونحن نمر بظروف اقتصادية مريرة نتيجة التحديات الكبيرة التي‮ ‬تواجه بلدنا‮ ‬يجب أن نتوقف كثيراً‮ ‬ونستغل فرصة ذهبية سنحت لبلدنا وهي‮ ‬طريق الحرير الدولي‮ ‬هذا المشروع العملاق الذي‮ ‬تبنته الصين التي‮ ‬تعد أضخم اقتصاد في‮ ‬العالم والتي‮ ‬اختارت العراق ومدينة الفاو لتكون أحد المفاتيح الرئيسية في‮ ‬هذا الطريق الذي‮ ‬تروم به ربط الشرق بالغرب عبر العراق بما يسمى بالقناة الجافة والتي‮ ‬تتألف من ربط سككي‮ ‬بين العراق وتركيا وسوريا والتي‮ ‬ستنقل بموجبها البضائع الآسيوية الى جميع دول أوروبا بأقل التكاليف وبأرخص الأثمان قياساً‮ ‬بنقلها عبر قناة السويس وطريق رأس الرجاء الصالح, وهذه الفرصة سنحت للعراق واذا ما استمر بالمماطلة والتأخير في‮ ‬تنفيذ مشروع ميناء الفاو الكبير الذي‮ ‬وضع الحجر الأساسي‮ ‬له في‮ ‬5 نيسان‮ ‬2010 ولايزال بعد مرور عشرة سنوات في‮ ‬مراحله الأولية فأن الفرصة ستضيع منا ولن تنتظر الصين لفترة طويلة وانها ستجد البدائل حتماً‮.‬

حال الموانئ

لو أخذت الحكومة بالحسبان‮ ‬حال الموانئ العراقية العديدة لوجدت أنها لا تفي‮ ‬بالغرض المطلوب في‮ ‬تلبية احتياجات العراق في‮ ‬عملية التبادل التجاري‮ ‬بسبب ما تعرضت له من دمار هائل واهمال نتيجة الحروب المتعاقبة التي‮ ‬مرّ‮ ‬بها البلد وكذلك بسبب عرقلة الملاحة البحرية بسبب الإرساب النهري‮ ‬وكثرة الغوارق إضافة لعدم وجود أية مشاريع تنموية لتطوير هذه الموانئ والنهوض بها وكذلك ظهور تحد خطير جداً‮ ‬يهدد أمن العراق الاقتصادي‮ ‬وهو قيام الكويت بانشاء ميناء مبارك في‮ ‬القناة المشتركة بينها وبين العراق والذي‮ ‬لو تم اكماله سيعمل على خنق العراق بحرياً‮ ‬ويكبده خسائر مالية فادحة‮.

‬الحقيقة التي‮ ‬يجب أن تدركها حكومتنا جيداً‮ ‬أن ميناء الفاو الكبير هو طوق النجاة للعراق والذي‮ ‬يجب أن تعمل بكل جهودها وامكانياتها لإكمال هذا المشروع وأن تستثمر الموقع الجغرافي‮ ‬الاستراتيجي‮ ‬للعراق والعمل على جعله جسراً‮ ‬أرضياً‮ ‬يربط الشرق بالغرب تجارياً‮ ‬ويصبح محط أنظار العالم وسيغير خارطة العالم التجارية وسيحقق للعراق فوائد رائعة لايمكن احصاؤها علماً‮ ‬أن هذا المشروع لو اكتمل سيكون أكبر ميناء في‮ ‬الخليج العربي‮ ‬وعاشر أكبر ميناء في‮ ‬العالم ويضم أكبر كاسر أمواج في‮ ‬العالم وستكون طاقته الإنتاجية الابتدائية من‮ ‬20 ‮ ‬الى‮ ‬45 ‬مليون طن سنوياً‮ ‬وتصل بعدها الى‮ ‬99 ‮ ‬مليون طن سنوياً‮ ‬ولو تطرقنا للفوائد التي‮ ‬سيجنيها العراق من انشاء هذا الميناء فهي‮ ‬كثيرة جداً‮ ‬ولا يمكن حصرها في‮ ‬هذه الأسطر القليلة ومن أهما ما يلي‮: ‬

1‮.‬ توفير أكثر من‮ ‬70 ألف فرصة عمل لشبابنا تعمل على تقليل معدلات البطالة‮.‬

2‮.‬ تحقيق إيرادات هائلة من رسوم الترانزيت‮.‬

3‮.‬ تحقيق إيرادات هائلة من أموال النقل البحري‮ ‬والسككي‮.‬

4‮.‬ تمكين العراق من تقليل الاعتماد على النفط كمورد رئيسي‮ ‬في‮ ‬رفد موازنة الدولة‮.‬

5‮.‬ تمكين العراق من خلال العائدات الكبيرة المتحققة من المشروع من انشاء محطات كهربائية عملاقة‮.‬

6‮.‬ تمكين العراق من خلال العائدات الكبيرة المتحققة من المشروع من انشاء معامل البتروكيمياويات‮.‬

7‮.‬ سيمكن العراق من انشاء مطار جوي‮ ‬كبير‮ ‬يكون رديفاً‮ ‬لميناء الفاو الكبير‮.‬

8‮.‬ سيعمل على تنشيط كافة مفاصل الاقتصاد العراقي‮ ‬الذي‮ ‬يعاني‮ ‬من الركود والمشاكل الاقتصادية‮.‬

9‮.‬ انعاش محافظة البصرة اقتصادياً‮ ‬بشكل كبير وجعلها عاصمة العراق الاقتصادية‮.‬

10‮.‬ انعاش القطاع الصناعي‮ ‬والزراعي‮ ‬في‮ ‬العراق‮.‬

11‮.‬ انعاش القطاع الخاص العراقي‮ ‬وزيادة تشغيل الأيدي‮ ‬العاملة في‮ ‬هذا القطاع‮.‬

12‮.‬ النهوض باقتصاد العراق وانعاشه بالكامل واطفاء ديونه وتقليل المعاناة الكبيرة للمواطن العراقي‮ ‬الذي‮ ‬يمر بأسوء حالاته المعيشية والاقتصادية‮.‬

طرح تساؤلات

هنا‮ ‬يجب أن نطرح بعض التساؤلات على طاولة الحكومة والبرلمان أولها لماذا هذا التهاون والإهمال في‮ ‬اكمال المشروع ولماذا التغاضي‮ ‬عن أهمية هذا المشروع الذي‮ ‬سيغير مصير العراق وينهي‮ ‬كل مشاكله، واذا كان العذر هو الوضع المالي‮ ‬الحرج الذي‮ ‬يمر به اقتصادنا وأن كلفة المشروع والبالغة خمسة ونصف مليار دولار لا يمكن تأمينها في‮ ‬ظل الوضع الاقتصادي‮ ‬الحالي‮ ‬فجوابنا بأن هذا العذر‮ ‬غير مقبول لأن كثير من الشركات الاستثمارية مستعدة لتمويل وإنجاز هذا المشروع دون أن‮ ‬يدفع العراق دولاراً‮ ‬واحداً‮ ‬على أن تستحصل أموالها لاحقاً‮ ‬من الأرباح المتحققة للمشروع‮. ‬

ما أريد قوله لحكومتنا وبرلماننا بأن القضية تحتاج الى قرار شجاع ووطنية عالية وموقف حازم بتوحيد الرؤى للجميع وترك كل الخلافات السياسية والمصالح الشخصية والحزبية والنظر لمصلحة البلد ومصلحة المواطن العراقي‮ ‬الذي‮ ‬خسر كل شيء بسبب سوء إدارة الحكومات التي‮ ‬تعاقبت على البلد وبسبب الصراعات الحزبية والكتلوية والطائفية التي‮ ‬أوصلته الى هذا الوضع الحرج, فمن أجل عيون العراق ومن أجل عيون الشعب العراقي‮ ‬أناشدكم‮ ‬العمل على اكمال تنفيذ المشروع وإخراج اقتصاد العراق من الهاوية التي‮ ‬يقف على حافتها ومن مصير مجهول لا أحد‮ ‬يمكنه التكهن بنتائجه الكارثية امسكوا طوق النجاة الذي‮ ‬ساقته الأقدار لنا ولا تضيعوا الفرصة التي‮ ‬لو ضاعت من أيدينا فلن تتكرر مرة أخرى‮.‬

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق