وضعت المؤسسات من كل أنحاء العالم العاملة في النقل والتنقيب والطاقة والبناء وحتى الفندقة رؤيتها حول احتمالات النمو في الفضاء، هذا ما يؤكده تقرير نشره موقع blogthinkbig الإسباني، تناول فيه المجالات التي تتحسس خطاها في الفضاء لتوسع استثماراتها...
وضعت المؤسسات من كل أنحاء العالم العاملة في النقل والتنقيب والطاقة والبناء وحتى الفندقة رؤيتها حول احتمالات النمو في الفضاء، هذا ما يؤكده تقرير نشره موقع blogthinkbig الإسباني، تناول فيه المجالات التي تتحسس خطاها في الفضاء لتوسع استثماراتها.
كما نعرف فالفرص والخيارات المعروضة في العالم لا حدود لها، وقد ركزت المؤسسات الفضائية مثل ناسا -منذ سنوات- على توقعاتها في مجال استكشاف الفضاء اللانهائي وكواكبه، وتتمحور أحد الاهتمامات الرئيسية لأغلب الأبحاث عن الكون حول البحث عن كواكب جديدة مأهولة بالسكان، ورغم أنها نظرة طويلة الأجل، فإن استعمار «الأراضي» الممكنة يبدو الآن أقرب.
في هذه الشبكات كلها ليست ناسا الوحيدة التي تهتم بالفرص اللانهائية التي يقدمها الفضاء، هناك مؤسسات من كل أنحاء العالم تعمل في مجالات النقل والتنقيب والطاقة والبناء والفندقة وضعت رؤيتها التي تركز على فرص النمو في الفضاء، وسريعًا ما تحوّل هذا المجال الجديد إلى بؤرة تركيز للصناعات التي تقود الاقتصاد العالمي، وها هي تُجري حولها صفقات لمستقبل لم يعد بعيدا، بحيث يمكننا أن نعدد القطاعات التي ستستفيد من هذه الفرص الجديدة.
ويبدو ان النقل هي صناعة خارج حدود تأثير الفضاء سيما مع الوضع في الاعتبار النظام الهيدروليكي المؤثر في الكرة الأرضية، فإن المياه ستكون أكثر الموارد التي تُستخرج من الفضاء أهمية، إننا إزاء مصدر جيد للحياة بعيدا عن الأرض، لا يوفر فقط سبل العيش والصحة الجيدة والغذاء؛ ولكن يمكنه أيضًا أن يكون درعًا فعّالًا في مواجهة خطر الإشعاع الحالي في الفضاء، ويواصل التقرير مؤكدًا أنه في ما يتعلق بالنقل، من المهم الوضع في الاعتبار أننا إزاء المادة الخام الأكثر أهمية لمعامل التكرير في الفضاء، والتي ستنتج وقود الصواريخ وتبيعها لمورّدي النقل، سيؤدي صنع المحركات خارج تأثير الجاذبية الأرضية إلى إنشاء أول طريق سريع في الفضاء، وهي سلسلة من مستودعات الوقود المنتشرة في مواقع استراتيجية في جميع أنحاء النظام الشمسي.
وعلى سبيل المثال تتنافس العديد من شركات المحطات الفضائية التجارية، وإحداها أسسها الملياردير روبرت بجلو مؤسس سلسلة الفنادق التي تحمل اسمه أيضا، وتشتد المنافسة الآن للحصول على عقود مربحة تتنوع بين دعم رواد الفضاء، والسياح ذوي القدرة الشرائية العالية لاستئجار مساحة من الكون لتحقيق أغراض بحثية، وإقامة الصناعات وبرامج التنمية. والمتوقع أن تحقق هذه الصناعة الجديدة 37 مليار دولار في العقد القادم وحده.
لن تعود الفنادق والمصانع والمستوطنات الدائمة محدودة، وستظهر أولى مدن الفضاء مع ظهور الأسواق العقارية في المدار. وسيُتاح ذلك كله بسعر معقول، ويحقق في الوقت نفسه ربحًا للمطورين، فلم تعد السماء حداً بالنسبة للبشر إذن، فإن الرؤية الحالمة والرغبة في التطور والنمو ستدفع مؤسسات ورجال أعمال معروفين إلى تحقيق إنجازات عظيمة، لا يوجد حدود لها، فالحد الوحيد للتنمية المستقبلية في الفضاء هو ما نضعه نحن لأنفسنا.
فعلى مستوى صناعة التعدين انخفضت صناعة التعدين في السنوات الأخيرة من قيمة سوق بلغت 1.6 مليار دولار عام 2010، إلى 714 مليون دولار في عام 2016، وبالرغم من ذلك فكل شيء يمكن أن يتغير إذا ما تغير مفهوم التعدين بفضل الصناعة الناشئة في الموارد الفضائية، في الحقيقة تؤمن حكومة لوكسمبرج جدا بهذه الصناعة الناشئة، وخصصت لها 227 مليون دولار مؤخرا من خلال مبادرة Space Resources؛ لتصبح لوكسمبرج المركز الأوروبي للموارد الفضائية الذي يهدف إلى الاستكشاف لأغراض سلمية، والاستخدام المستدام للموارد الفضائية في منفعة البشرية.
وايضاً فأن صناعتي التشييد والطاقة متنافستان اليوم، ويبدو واضحا أن الأمر سيمتد إلى الفضاء أيضا، وستنشأ أول أنظمة النقل المدارية قبل نهاية هذا العقد، وستكون مركبات فضائية آلية يمكنها تجميع هياكل كبيرة في المدار، وإصلاح الأقمار الموجودة واستعادتها. لن يبدو مستقبل البناء في الفضاء مثل البناء على الأرض، سيكون مساويا له في القدر؛ لأن التقنيات وعروض الخدمات تُطبق في سلسلة القيمة كلها بالفضاء.
إن الموجة الرابعة من العلم، المكونة من تكنولوجيا النانو والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية، تنطوي على الوعد بتطورات كبيرة ستكون لها عواقب هائلة على استكشاف الفضاء، وعلى أشياء كثيرة أخرى. أحد الأسباب التي تجعل الجميع متحمساً بشأن بزوع فجر عصر ذهبي جديد للسفر في الفضاء، هو ظهور جيل جديد من أصحاب المشاريع من ذوي الثراء الضخم في مجال غزو الفضاء، أبرزهم إيلون ماسك وجيف بيزوس، الذين تحفزهم الرغبة في الرحلات الكونية. ففي عام 2013 قدمت أكاديمية علوم الفضاء الدولية تقريراً من 350 صفحة تقول فيه إن من الممكن بالتأكيد تحقيق المصعد الفضائي عن طريق ما يكفي من البحوث والتمويل. ورسم التقرير إمكانية بناء كابل عرضه نحو 90 سنتمترا وطوله 48 ألف كيلو متر، يمكن بواسطته نقل حمولات متعددة إلى الفضاء يبلغ وزن الواحدة منها 20 طنا بحلول عام 2035، الأمر الذي يشكل بنية تحتية للاستكشاف العميق للفضاء.
اضف تعليق