قبل كل شيء الإغلاق الحكومي لا يعني توقف عمل كافة المؤسسات الفيدرالية التي تمول من قبل الحكومة الأمريكية، ولكنه يقتصر على المؤسسات الحكومية غير الضرورية، وهذا يعني أن العاملين في تلك المؤسسات سيتوقفون عن أداء مهماتهم إلى حين توصل الكونغرس لخطة تمويل، فالجيش على سبيل المثال يعتبر مؤسسة ضرورية، إلا أن الجنود وبما في ذلك هؤلاء المتواجدين والمشاركين بعمليات لن يتقاضوا رواتبهم بشكل مؤقت خلال فترة وقف العمل الحكومي، في الوقت الذي لن يعمل فيه الموظفون المدنيون في وزارة الدفاع الأمريكية بما في ذلك المدربون العسكريون ومتعهدو الصيانة وغيرهم.
وقد توقفت مؤسسات الحكومة الفدرالية الأمريكية عن العمل بشكل جزئي بعد فشل مجلس الشيوخ في إقرار موازنة 2018 رغم من المفاوضات المكثفة بين الجمهوريين والديمقراطيين، ويصعب التكهن بمدة إغلاق هذه المؤسسات فيما يفترض استئناف المناقشات بين الجمهوريين والديمقراطيين للتوصل إلى اتفاق يرضيهما، وكان البيت الأبيض قد أصدر بيانا مع انتهاء أجل تمويل الحكومة الأمريكية عند منتصف الليل، أنحى فيه باللائمة على الديمقراطيين بمجلس الشيوخ في عرقلة إقرار الميزانية، وذكر إنه لن يتفاوض على الهجرة وهو مطلب رئيسي للديمقراطيين، وورد في البيان: "لن نتفاوض على وضع المهاجرين غير القانونيين في الوقت الذي يحتجز فيه الديمقراطيون مواطنينا الشرعيين رهائن لمطالبهم التي تتسم بالرعونة".
كما أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أصدرت توجيهاتها للجيش والمؤسسات التابعة لها ترشدهم فيها إلى الخطوات اللازم اتخاذها حال طالت مدة الإغلاق، كما لفتت نظر العاملين لديها إلى "عدم القدرة على دفع أجور وبدلات العسكرين الذين سيعملون خلال فترة الإغلاق، حتى يخصص الكونغرس أموالا كافية لتعويضهم عن تلك الفترة من الخدمة".
ويعد هذا الإغلاق، السابقة الأولى في عهد يسيطر فيه حزب واحد على البيت الأبيض والكونغرس بمجلسيه، ويطالب الديمقراطيون بأن تتضمن الميزانية حماية مئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين القصّر، لكن الجمهوريين يرفضون ذلك حتى الآن.
الاغلاق والقطاعات الحكومية
1- الميزانية والجيش
وربما يؤثر توقف أنشطة الحكومة في فعالية الجيش الأميركي، لكن وزارة الدفاع بينت، إنه لن يؤثر في حربها في أفغانستان أو عملياتها ضدّ المسلحين المتشدّدين في العراق وسوريا.
وسيبقى جميع الجنود العسكريين العاملين في الخدمة الفعلية، وعددهم 1.3 مليون شخص، في مناصبهم الطبيعية، وصرح وزير الدفاع جيمس ماتيس؛ إن مأزق التمويل المستمر سيتسبّب في عدم صيانة السفن والطائرات الحربية.
2- الميزانية والعدل
حيث أفادت وزارة العدل إن لديها عديداً من العمال الأساسيين. وبموجب خطة الإغلاق الخاصّة بحالات الطوارئ، سيواصل نحو 95 ألف موظف من أفراد الوزارة، وعددهم 115 ألف موظف أعمالهم.
3- الأسواق المالية
ويمكن أن تؤدي عمليات إغلاق الحكومة إلى توتر بالأسواق المالية، لكن هيئة الأوراق المالية والبورصات ذكرت إنها ستموّل نفسها من خلال جمع الرسوم، وكانت هيئة الأسواق المالية قد وضحت سابقاً إنها ستكون قادرة على مواصلة عملياتها مؤقتاً في ظل توقف أنشطة الحكومة.. ولكن يتعيّن على عمالها غير الأساسيين الحصول على إجازة غير مدفوعة الأجر إذا تأخر "الكونغرس" في إقرار الميزانية، وفي الوقت نفسه، سيتعيّن على 95 في المائة من موظفي لجنة تداول السلع الآجلة الحصول على إجازة فوراً، لكن يمكن استدعاؤهم في حالة حدوث طارئ في الأسواق المالية.
4- البيت الأبيض
صرحت إدارة ترامب، إن أكثر من ألف موظف، من أصل 1715، في البيت الأبيض، سيجبرون على إجازة غير مدفوعة الأجر، وأكّد مسؤولون بالإدارة أن ترامب؛ سيزوّد بما يكفي من الدعم للاضطلاع بواجباته الدستورية، بما في ذلك الموظفون اللازمون لسفره لحضور اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.
5- الضمان الاجتماعي
لم يتأثر نظام الضمان الاجتماعي بآخر توقف كبير لأنشطة الحكومة في 2013، إذ استمر صرف شيكات الضمان الاجتماعي والإعاقة دون تغيير في تواريخ الدفع، وظلت المكاتب الميدانية مفتوحة، ولكنها قدمت خدمات محدودة،وبرز التأثير الوحيد في تأخير عملية استعراض المقدمين الجدد لطالبي الإعانة.
6- الطاقة
صرحت وزارة الطاقة، إن موظفيها سيواظبون على واجباتهم كالمعتاد، نظراً لاعتماد الوزارة على خطط طويلة الأجل تمتد لسنوات عديدة، لكن إذا أثر تمديد عدم إقرار الميزانية على حياة "عدد محدود" من العاملين بالوزارة، يمكن حينها إجبارهم على إجازة غير مدفوعة الأجر.
7- التفتيش على الأغذية والرعاية الصحية
سيواظب مفتشو اللحوم التابعون لوزارة الزراعة عملهم الطبيعي، بينما ستوقف الوزارة نشر تقاريرها الإحصائية الزراعية.
في حين وفي آخر توقف كبير لأنشطة الحكومة في 2013، استمر عمل برنامج التأمين الصحي لكبار السن، إلى حد كبير، دون انقطاع، لكن لم يتمكن المئات من المرضى من الانخراط في التجارب السريرية الممولة من المعاهد الوطنية للصحة.. كما توقف، مؤقتاً، برنامج لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها لتتبع تفشي الإنفلونزا، وسيواصل مركز مكافحة الأمراض والوقاية عمله لتتبع تفشي مرض الإنفلونزا، غير متأثر بالإخفاق في إقرار ميزانية 2018.
وكانت أنشطة مؤسسات الحكومة الاتحادية الأمريكية قد توقفت عند منتصف ليل الجمعة، بعد إخفاق مجلس الشيوخ الأمريكي في تمرير مشروع موازنة قصيرة الأجل في أعقاب تصويت إجرائي، وبدأ توقف الأنشطة الحكومية غير الضرورية بعد أن عجز مجلس الشيوخ عن تمرير مشروع قانون الإنفاق الذي يستمر لمدة 30 يوماً، وكان التصويت في مجلس الشيوخ الذى يضم 100 عضو يتطلب أغلبية كبيرة من 60 عضواً لوقف النقاش والسماح بالتصويت الرسمي على التشريع.
اضف تعليق