انعكست ازمة الاقتصاد العالمي على ترتيب المدن الأجمل في العالم، وتراجعت مدن اوربية كان لها قصب السبق في هذا المضمار، فيما تقدمت مدن آسيوية وحققت مراتب أفضل من السابق، وكان لانخفاض سعر صرف اليورو دورا في تراجع بعض الدول الاوربية، بالاضافة الى بعض الاحداث الأمنية (التفجيرات) التي حدثت في باريس وبروكسل وغيرهما، حيث أدت مثل هذه الأعمال الارهابية الى تراجع بعض المدن الاوربية بخصوص المدينة الأجمل والأكثر رفاهية وأمنا وسلاما في العالم.
وقد انشغلت الدوائر الاوربية المختصة بمثل هذه النتائج، وحاولت معرفة الاسباب التي تقف وراء ذلك، فقد لفتت دراسة متخصصة حول هذا الأمر إلى تراجع المدن الأوروبية في التصنيف من جراء انخفاض سعر صرف اليورو، شأنها في ذلك شأن بعض المدن الآسيوية مثل طوكيو (المرتبة 11) وأوساكا (المرتبة 14) اللتان تراجعتا إلى أدنى مستوى لهما في التصنيف بسبب التضخم الذي تشهده اليابان وانخفاض قيمة الين. وكانت ثلاث مدن آسيوية هي سنغافورة وهونغ كونغ وسيول من بين أغلى عشر مدن في العالم. وجاء في الدراسة أن المدن الآسيوية هي الأغلى عادة على صعيد السلع الاستهلاكية، في حين أن خدمات الترفيه هي الأغلى في المدن الأوروبية.
من جانب آخر بدأت ملامح الثراء الفردي تطفو على السطح في المدن الكبيرة في العالم، ولأول مرة تحتل مدن صينية (بكين) مركز الصدارة في عدد الأثرياء في العالم، بعد أن كانت مدينة نيويورك الامريكية، وهذا يعد أحد مؤشرات التنافس الاقتصادي بين الدولتين، فقد خطفت بكين من نيويورك لقب "عاصمة أصحاب المليارات" بعد احصاء 100 ملياردير فيها، في مقابل 95 في المدينة الأميركية، على ما كشفت دراسة حديثة. وقد زاد عدد اصحاب المليارات القاطنين في بكين 32 شخصا بالمقارنة مع العام السابق، في حين انضم إليهم أربعة لا غير في نيويورك، بحسب تقرير "هورون ريبورت" الصادر عن مجموعة مقرها الصين والذي يقدم تعدادا سنويا عن أثرى الأثرياء في البلاد. واحتلت موسكو المرتبة الثالثة مع 66 مليارديرا.
وهكذا بات الثراء يمثل مؤشرا على التطور الاقتصادي المتصاعد في دول آسوية كانت في عقود مضت تعد من الدول المتأخرة، لكنها بفضل العقول الاقتصادية والارادة السياسية والتخطيط السليم اصبحت من المدن التي تحتل الصدارة ليس في الثراء فقط، وانما في تقدم انماط العيش وانواع الرفاهية التي تقدمها هذه المدن للمواطن، فضلا عن شروط الامان والسعادة وحسن الخدمات والجانب الفني والثقافي حيث تدخل هذه العوامل ضمن المؤشرات التي تجعل المدن في الصدارة على حساب مدن اخرى باتت تتراجع عن مواقعها كما حدث مع بعض المدن الاوربية.
ولا تزال المنافسة في اوجها بين المدن الاسوية والاوربية، وهناك مقاييس ثابتة يلتزم بها هذا التصنيف من اجل تحديد الأسبقيات فيما يتعلق بالمدن الأفضل في العالم، ويقيس التصنيف المتعلق بالأمن الاستقرار السياسي ومعدل الجريمة وتطبيق القوانين والعلاقات بين الدول المضيفة والدول الأخرى. وفي الإجمال احتلت مدن أوروبية غربية سبعا من المراتب العشر الأولى في التصنيف حول أفضل إطار حياة مع ميونيخ (4) ودوسلدورف (6) وفرانكفورت (7) وجنيف (8) وكوبهاغن (9). وقد هيمنت هذه المدن أيضا على التصنيف المتعلق بالأمن الفردي مع تصدر لوكسمبورغ فيما حلت برن وهلسكني وزيوريخ في المرتبة الثانية مناصفة.
وهناك مقاييس اخرى للمدن ومنها الغلاء، حيث تعد بعض المدن الآسوية هي الأكثر غلاء في العالم من سواها، وهذا يعتمد على طبيعة الخدمات التي تقدمها للزبائن، او لمن يسكنها من الناس.
سنغافورة أغلى مدينة في العالم
في هذا السياق لا تزال سنغافورة أغلى مدينة في العالم للسنة الثالثة على التوالي، متقدمة على هونغ كونغ وزيوريخ وجنيف وباريس، على ما جاء في دراسة اعدتها "ذي إيكونوميست إنتليجنس يونيت". وحلت لندن في المرتبة السادسة من التصنيف، متقدمة على نيويورك ولوس أنجليس اللتين عادتا هذه السنة من بين أغلى عشر مدن في العالم نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار. وهذه هي أعلى مرتبة تحتلها نيويورك منذ العام 2002 وهي تقدمت 42 مرتبة في هذا التصنيف منذ العام 2011. واحتلت باريس المرتبة الخامسة وهي المدينة الوحيدة من منطقة اليورو التي تعد من بين أغلى عشر مدن في العالم. واحتلت كوبنهاغن المرتبة الثامنة بالتساوي مع سيول ولوس أنجليس.
ولفتت الدراسة إلى تراجع المدن الأوروبية في هذا التصنيف من جراء انخفاض سعر صرف اليورو، شأنها في ذلك شأن بعض المدن الآسيوية مثل طوكيو (المرتبة 11) وأوساكا (المرتبة 14) اللتان تراجعتا إلى أدنى مستوى لهما في التصنيف بسبب التضخم الذي تشهده اليابان وانخفاض قيمة الين. وكانت ثلاث مدن آسيوية هي سنغافورة وهونغ كونغ وسيول من بين أغلى عشر مدن في العالم. وجاء في الدراسة أن المدن الآسيوية هي الأغلى عادة على صعيد السلع الاستهلاكية، في حين أن خدمات الترفيه هي الأغلى في المدن الأوروبية بحسب فرانس برس.
بكين تتخطى نيويورك في عدد اصحاب المليارات
في سياق آخر خطفت بكين من نيويورك لقب "عاصمة أصحاب المليارات" بعد احصاء 100 ملياردير فيها، في مقابل 95 في المدينة الأميركية، على ما كشفت دراسة حديثة. وقد زاد عدد اصحاب المليارات القاطنين في بكين 32 شخصا بالمقارنة مع العام السابق، في حين انضم إليهم أربعة لا غير في نيويورك، بحسب تقرير "هورون ريبورت" الصادر عن مجموعة مقرها الصين والذي يقدم تعدادا سنويا عن أثرى الأثرياء في البلاد. واحتلت موسكو المرتبة الثالثة مع 66 مليارديرا.
وقال روبيرت هوغيفيرف رئيس الأبحاث في مجموعة "هورون" إنه "بالرغم من التباطؤ الاقتصادي وتراجع البورصات، باتت الصين تضم العام الماضي أكبر عدد من أصحاب المليارات في العالم". ويختلف ترتيب قوائم الثروات العالمية باختلاف المنشورات المتخصصة والأساليب المعتمدة، لا سيما بين "فوربز" و"بلومبرغ" و"هورون". والعام الماضي، تقدمت الصين (مع تايوان وهونغ كونغ وماكاو) على الولايات المتحدة في حيث عدد أصحاب المليارات، بحسب ما جاء في تقرير "هورون" الصادر في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وبحسب آخر الأرقام المنشورة الأربعاء، باتت الصين تضم 568 مليارديرا (أكثر بتسعين شخصا من العام الماضي) يبلغ مجموع ثرواتهم 1400 مليار، أي ما يوازي إجمالي الناتج المحلي في أستراليا. وأكثر من 40 % من أصحاب المليارات الذين لا تتعدى أعمارهم الأربعين، يسكنون في الصين، بحسب "هورون". وعلى سبيل المقارنة، يعيش 535 مليارديرا في الولايات المتحدة.
وأتى أثرى أثرياء الصين صاحب الإمبراطورية العقارية والترفيهية وانغ جيانلين في المرتبة 21 من تصنيف "هورون" لأغنى اغنياء العالم، بعد مؤسس "مايكروسوفت" بيل غيتس والمدير التنفيذي لـ "فيسبوك" مارك زاكربرغ ورجل الأعمال وارن بافيت بحسب فرانس برس.
فيينا تتصدر تصنيف نوعية العيش وبغداد في المرتبة الاخيرة
من جهتها تصدرت العاصمة النمسوية فيينا للسنة السابعة على التوالي التنصيف العالمي لشركة ميرسر الاميركية للمدن التي توفر افضل نوعية عيش للعام 2016 في حين احتلت بغداد المرتبة الاخيرة. وقد تلتها في المرتبة الثانية مدينة زيوريخ السويسرية. وفي الاجمال احتلت مدن اوروبية غربية سبعا من المراتب العشر الاولى في التصنيف حول افضل اطار حياة مع ميونيخ (4) ودوسلدورف (6) وفرانكفورت (7) وجنيف (8) وكوبهاغن (9).
وقد هيمنت هذه المدن ايضا على التصنيف المتعلق بالامن الفردي مع تصدر لوكسمبورغ فيما حلت برن وهلسكني وزيوريخ في المرتبة الثانية مناصفة. ويقيس التصنيف المتعلق بالامن الاستقرار السياسي ومعدل الجريمة وتطبيق القوانين والعلاقات بين الدول المضيفة والدول الاخرى. وقد احتلت فيينا في هذا الاطار المرتبة الخامسة تلتها جنيف وستوكهولم في المرتبة السادسة مناصفة على ما اظهرت هذه الدراسة السنوية التي تترقب الحكومات والشركات الدولية نتائجها لاستخدامها في ادارة شؤون موظفيها في الخارج.
وفي السنوات الاخيرة تراجعت مدن كبيرة عدة في التصنيف المستند الى الامن الفردي مثل باريس (71) ولندن (72) واثينا (124) "بسبب الاعتداءات الارهابية والاضطرابات الاجتماعية" على ما جاء في الدراسة. وفي اميركا الشمالية حيث غالبية المدن "آمنة نسبيا للاجانب" تبقى نوعية العيش مرتفعة مع تصدر المدن الكندية للتصنيف بحسب دراسة ميرسر. وفي المحيط الهادئ تحتل مدن نيوزيلندية واسترالية مراتب جيدة في التصنيف العالمي مع اوكلاند في المرتبة الثالثة وسيدني في العاشرة وويلنغتون في الثانية عشرة وملبورن في الخامسة عشرة.
وفي آسيا تبقى سنغافورة متصدرة ان على صعيد نوعية العيش او الامن الفردي. اما في الشرق الاوسط، فاحتلت بغداد اخر مرتبة في التنصيف العالمي الذي يضم 230 مدينة فيما اتت دمشق في المرتبة ما قبل الاخيرة "اذ انهما تشهدان اعمال عنف متواصلة وهجمات ارهابية تشكل ثقلا على حياة السكان والاجانب اليومية". ويباع تصنيف ميرسر الذي جمع الجزء الاكبر من بياناته في ايلول/سبتمبرو تشرين الثاني/نوفبر 2015 الى شركات عالمية لمساعدتها على تحديد اجور عادلة لموظفيها في الخارج بحسب فرانس برس.
من جهتها حلت مدينة بغداد العراقية في المرتبة الأخيرة من التصنيف العالمي للدول التي توفر أفضل نوعية عيش للعام 2016 الذي تعده شركة ميرسر الأمريكية وتترقب الحكومات والشركات الدولية نتائجه لاستخدامها في إدارة شؤون موظفيها في الخارج. واحتفظت العاصمة النمساوية فيينا للعام السابع على التوالي بالصدارة بينما تراجع تصنيف باريس للمرتبة 71 إثر الاعتداءات الإرهابية التي ضربتها في 2015. للعام السابع على التوالي تصدرت العاصمة النمساوية فيينا التنصيف العالمي لشركة ميرسر الأمريكية للمدن التي توفر أفضل نوعية عيش للعام 2016 في حين جاءت العاصمة العراقية بغداد في المرتبة الأخيرة.
ويقيس التصنيف المتعلق بالأمن الاستقرار السياسي ومعدل الجريمة وتطبيق القوانين والعلاقات بين الدول المضيفة والدول الأخرى. وفي الإجمال احتلت مدن أوروبية غربية سبعا من المراتب العشر الأولى في التصنيف حول أفضل إطار حياة مع ميونيخ (4) ودوسلدورف (6) وفرانكفورت (7) وجنيف (8) وكوبهاغن (9). وقد هيمنت هذه المدن أيضا على التصنيف المتعلق بالأمن الفردي مع تصدر لوكسمبورغ فيما حلت برن وهلسكني وزيوريخ في المرتبة الثانية مناصفة.
وقد احتلت فيينا في هذا الإطار المرتبة الخامسة تلتها جنيف وستوكهولم في المرتبة السادسة مناصفة حسب ما أظهرت هذه الدراسة السنوية التي تترقب الحكومات والشركات الدولية نتائجها لاستخدامها في إدارة شؤون موظفيها في الخارج. وفي السنوات الأخيرة تراجعت مدن كبيرة عدة في التصنيف المستند إلى الأمن الفردي مثل باريس (71) ولندن (72) وأثينا (124) "بسبب الاعتداءات الإرهابية والاضطرابات الاجتماعية" حسب الدراسة.
وفي أمريكا الشمالية حيث غالبية المدن "آمنة نسبيا للأجانب" تبقى نوعية العيش مرتفعة مع تصدر المدن الكندية للتصنيف بحسب دراسة ميرسر. وفي المحيط الهادئ تحتل مدن نيوزيلندية وأسترالية مراتب جيدة في التصنيف العالمي مع أوكلاند في المرتبة الثالثة وسيدني في العاشرة وويلنغتون في الثانية عشرة وملبورن في الخامسة عشرة. وفي آسيا تبقى سنغافورة متصدرة على صعيد نوعية العيش أو الأمن الفردي. ويباع تصنيف ميرسر الذي جمع الجزء الأكبر من بياناته في أيلول/سبتمبر وتشرين الثاني/نوفمبر 2015 إلى شركات عالمية لمساعدتها على تحديد أجور عادلة لموظفيها في الخارج بحسب فراس برس.
سان سيبستيان عاصمة للثقافة الاوروبية
في هذا السياق دشنت مدينة سان سيباستيان في شمال اسبانيا السبت سنتها كعاصمة للثقافة الاوروبية بحفلة ضمت 6500 طبل في ساحتها الرئيسية وعرض بصري ضخم على نهرها بعنوان "جسر العيش المشترك". وضمت حفلة "تامبورادا" وهو تقليد يعود الى مطلع القرن التاسع عشر لقرع الطبول في المدينة الواقعة في بلاد الباسك، الاف الرجال والنساء وقد تنكروا بملابس رائعة على شاطئ خليج لا كونتشا. وكانوا يقرعون الطبول والبراميل عازفين لحن سان سيباستيان ومقطوعات كلاسيكية اخرى. وعند المساء، شهدت المدينة الواقعة على بعد 350 كيلومترا شمال مدريد عرضا مركزيا في اسبوعها الافتتاحي بعنوان "جسر العيش المشترك" من تصميم المدير الفني الكاتالوني هانسل سيريسا. فحول جسر ماريا كريستينا وعلى ضفتي نهر اورميا تابع نحو خمسين الف شخص العرض البصري والسمعي هذا. وكان هانسل سيريسا تولى تصميم الحفل الافتتاحي لدورة الالعاب الاولمبية في برشلونة العام 1992 .
ورغم عودة الهدوء الى سان سيبستيان الا انها لا تزال مطبوعة بعمليات الاغتيال والخطف والاعتداءات التي شهدتها منطقة الباسك على مدى حوالى اربعين عاما حتى تخلي منظمة ايتا الباسكية الانفصالية نهائيا في تشرين الاول/اكتوبر 2011 عن الكفاح المسلح. وتنوي المدينة الباسكية استغلال اعلانها عاصمة للثقافة الاوروبية مع فروتسلاف البولندي،ة للغوص طوال السنة في موضوع "العيش معا بوئام" على ما اوضح رئيس بلديتها اينيكو غويا من الحزب القومي الباسكي (محافظ) لوكالة فرانس برس.
وستستضيف سان سيبستيان خصوصا معرضا مكرسا لمعالجة كبار الرسامين من غويا الى بيكاسو، لموضوعي الحرب والسلم. الا انها ستبرز ايضا مسائل اقل جدية، مثل فن الطبخ المحلي الرائع فسيفتح طهاة كبار ابواب مطابخهم امام زملاء لهم من دول اوروبية اخرى من اجل الدمج بين تقاليد مطبخية مختلفة بحسب فرانس برس.
مبادرة لتصور جديد لباريس
من ناحيتها استبقت بلدية باريس 22 مشروعا من اجل "تصور جديد لباريس" وهي مسابقة دولية تهدف الى "اطلاق العنان للابتكار". وقالت رئيس بلدية العاصمة الفرنسية آن ايدالغو عن كشفها عن المشاريع الاثنين والعشرين "انها مشاريع متنوعة الا انها تتناسب جميعها مع صورة باريس غير الجامدة في الحنين الى الماضي بل النابضة والمشعة والمتفائلة". وقالت ايدالغو "انها مبادرة مجنونة بعض الشيء" مع فرق تضم مهندسين معماريين ومقاولين عقاريين من القطاع الخاص فضلا عن جمعيات وسكان لديهم تحديات مشتركة مثل الابتكار والتحديث والعملية الانتقالية على صعيد البيئة. واوضحت ان هذه المشاريع يجب ان "تنجز في مهلة قياسية" بحلول العام 2020 وهي ستقام في مواقع تراوح مساحتها بين امتار مربعة قليلة وهكتارين تقريبا.
ومن هذه المشاريع تحويل دارة خاصة من القرن السادس عشر الى محضنة مكرسة للاعمال الخيرية واقامة مساكن جماعية مع واجهة حيوية لزراعة طحالب صغيرة تستخدم في البحث الطبي. وتضم هذه المشاريع اكثر من 26 الف متر مربع من المساحات الجديدة المزروعة. ويعتبر مشروع "الف شجرة" اكثر هذه المشاريع طموحا وتبلغ كلفته حوالى نصف مليار يورو ويفترض ان ينجز في العام 2022 على الجادة الالتفافية التي تزنر العاصمة الفرنسية في شمال غربها. وقد صمم المشروع مكتبان للهندسة المعمارية هما الياباني "سو فوجيموتو" والفرنسي "منال راشدي-اوكسو"، وهو يطمح الى ان يكون "نظاما بيئيا طبيعيا مأهولا" يضم 127 مسكنا ومبنيين مخصصين للمكاتب وفندقا من 4 نجوم مؤلفا من 250 غرفة فضلا عن مساحة واسعة مخصصة لالعاب الاطفال وحضانتين. وستكون كل هذه الاماكن "مغلفة بالطبيعة".
وتشكل المشاريع التي اختيرت استثمارا يزيد عن 1,3 مليار ولار يؤمنه القطاع الخاص. وسيدر على بلدية العاصمة 565 مليون يورو من خلال بيع وايجار الاراضي على المدى الطويل. وكانت المسابقة ضمت 815 ملفا من العالم باسره في كانون الثاني/يناير 2015. وسيعلن عن دفعة جديدة من المواقع والكثير منها تحت الارض، في اذار/مارس المقبل بحسب فرانس برس.
في سياق مقارب اطلقت امارة دبي مشروع مدينة لتجارة الجملة بقيمة 8,2 مليارات دولار، قدمت على انها "الاكبر" في العالم، بحسب وكالة انباء الامارات. وافادت وكالة (وام) الرسمية ان نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، اطلق الثلاثاء مشروع "+مدينة دبي لتجارة الجملة+، أكبر مدينة عالمية لتجارة الجملة والتي تمتد على مساحة 550 مليون قدم مربع بتكلفة 30 مليار درهم (8,2 مليارت دولار)".
واوضحت ان المدينة ستكون "الأضخم عالميا لتجارة الجملة"، وهدفها "استحواذ الإمارات على نسبة من قطاع اقتصادي عالمي يبلغ حجمه 4.3 تريليون دولار سينمو خلال السنوات الخمس القادمة ليبلغ 4.9 تريليون دولار". وتتضمن مخططات المدينة "إقامة معارض دولية دائمة على مدار السنة وربطها بميناء جبل علي ومطار آل مكتوم الدولي وتوفير دعم لوجستي لربط أربع قارات عالمية بشكل كامل مع المدينة الجديدة والتي ستكون عاصمة العالم لتجارة الجملة وستضم أهم 15 ألف تاجر جملة دولي". وتضم دبي منطقة حرة في جبل علي، تعد من الاكبر عالميا.
وأكد الشيخ محمد بن راشد خلال اطلاق المدينة الجديدة ان "اهتمامنا بالتجارة ليس وليد اليوم لأن التجارة هي أساس ازدهار دولتنا ورافد لحاضرها الاقتصادي ومفتاح لمستقبلها التنموي". واضاف حاكم دبي "هدفنا كان وسيبقى اقتصادا وطنيا مستداما. نحن لم نراهن سابقا على النفط ولن نرهن مستقبلنا له". واوضحت "وام" ان المشروع ستضخ فيه الاستثمارات على مدى السنوات العشر المقبلة، بأمل ان "يكون عاصمة عالمية لتجارة الجملة ويعمل على تعزيز دور دولة الإمارات ومكانتها كسوق محورية في التجارة العالمية".
ويعد اقتصاد امارة دبي من الاكثر تنوعا في منطقة الخليج التي تعتمد دولها بشكل اساسي على الايرادات النفطية، والتي تراجعت بشكل كبير مع خسارة برميل النفط زهاء 70 بالمئة من قيمته في اقل من عامين. وتعتمد دبي بشكل كبير على مداخيل من السياحة والتجارة والتسوق. كما تستعد لتطوير اقتصاد الخدمات مع استعدادها لاستضافة معرض "اكسبو 2020"، والذي تأمل ان يجذب زهاء 25 مليون زائر بحسب فرانس برس.
لاغوس تهمل ماضيها البرازيلي
من جهتها تعتبر يوانديه اويديران المقيمة في حي كامبوس في قلب لاغوس واحدة من اخر المحافظين على الثقافة البرازيلية التي حملها العبيد المحررون قبل اكثر من قرن الى نيجيريا. وتشير المرأة الثمانينية وهي غارقة في كنبة كبيرة الى جد والدها جاوا ايسان دا روشا وهو من ولاية اوسون في جنوب غرب نيجيريا الذي القي القبض عليه العام 1850 واقتيد الى اميركا الجنوبية كعبد ومن ثم اعتق بعد سنوات.
وهكذا تحول حساء "فريجون" المصنوع من الفول وجوز الهند الذي يقدم في البرازيل خلال اسبوع الالام الذي يسبق عيد الفصح، الى طبق شعبي جدا في عائلتها وفي عائلات كثيرة اخرى من اتنية يوروبا في جنوب البلاد. وتقول "لا انتظر يوم الجمعة العظيمة لاتناول حساء فريجون فانا اعده واكله طوال السنة".
الا ان هذه الثقافة والتقاليد بدأت تتلاشى. فقلة من الناس لا يزالون يتكلمون البرتغالية فيما المنازل القديمة التي تشهد واجهتها على اناقتها الغابرة تحت الطلاء المتقشر، باتت متداعية. ولا يزال مبنى زهري وسكري اللون مع نوافذ مزينة بحديد مطروق منتصبا فضلا عن الكاتدرائية الكاثوليكية القريبة الا ان مسجد شيتا الذي بني العام 1892 في الحي نفسه والمستوحى من الكنائس الملونة في باهيا البرازيلية قد هدم. وحده الكرنفال السنوي في لاغوس وبعض اسماء العائلات تذكر بالرابط التاريخي بين نيجيريا والبرازيل.
ولا تزال ايضا بعض المباني الافريقية-البرازيلية قائمة في مدينة باداغري الساحلية على بعد حوالى ستين كيلومترا من لاغوس التي انطلق منها الاف العبيد النيجيريين باتجاه سلفادور دي باهيا في البرازيل. واعتبارا من العام 1850، بدأ العبيد المحررون الذين اعتنقوا الكاثوليكية بغالبيتهم، بالعودة الى نيجيريا حاملين معهم معتقدات جديدة وميولا ثقافية وهندسية مختلفة.
وقد اصبح الكثير من هؤلاء العبيد السابقين مسؤولين سياسيين ورجال اعمال اثرياء وارادوا ان يظهروا وضعهم الاجتماعي الجديد فشيدوا ابنية ضخمة. وكان جد اويديران اول مليونير في نيجيريا على ما تفيد الرواية. وتحولت لاغوس بعد ذلك على مر العقود لتصبح اكبر مدينة في افريقيا من حيث التعداد السكاني مع نحو 20 مليون نسمة واهمل تراثها المعماري جراء ذلك.
ويقول مسؤول في وزارة السياحة طالبا عدم الكشف عن اسمه ان المحاولات "الضعيفة" للحفاظ على التراث الافريقي-البرازيلي "تعرقلت بسبب النقص في الموادر والفساد". ويضيف "وورثة اصحاب هذه المباني لا يساعدون ايضا. فالكثير منهم لا يدرك القيمة التاريخية لهذه الابنية التي يقيمون فيها". ويأسف الدليل السياحي ابيولو كوسوكو لان غالبية الابنية هذه هدمت لتشييد ابنية شاهقة لا سحر لها مكانها الا انها اكثر مردودية.
ويوضح "قبل عقود قليلة كان ثمة 900 من هذه الابنية في لاغوس ايلاند في ضاحيتي ايبيه وايكورودو وفي باداغري. ولم يبق منها سوى اربعين اليوم". ويقول دايو ميديروس الذي كان اسلافه عبيدا في البرازيل "حتى الكرنفال وعيد فانتي (عيد برازيلي يحتفل بالحياة) اللذين كانا يجذبان الكثير من السياح الاجانب فقدا من رونقهما". وقد انهار احد المنازل القديمة هذه في ضاحية لاغوس قبل فترة قصيرة على ما يوضح كوسوكو وهو من سلاسة ملك لاغوس السابق والذي وضع كتابا عن تاريخ المدينة. ويقول بأسف "لم يحاول احد ان يحافظ عليه. لقد تركوا هذا المنزل المؤلف من طابق واحد ينهار، وهو جوهرة معمارية".
اضف تعليق