يبدو ان المجتمعات الافتراضية بدأت تنسخ الظواهر المجتمعية للمجتمعات الواقعية على نحو مثير للجدل والادهاش، ففي الآونة الأخيرة برز في الشبكات الاجتماعية وفضاء الانترنت ما يعرف بظاهرة السحر والشعوذة الالكترونية، اذ يتم الترويج عبر المواقع الالكترونية تويتر وفيس بوك ووتس اب للسحر والشعوذة والدجل تحت غطاء جديد ابتدعوه ولقبوا أنفسهم بـ"المعالجين الروحانيين" أو كما يطلق عليهم الفقهاء مصطلح "المعالجين الشيطانيين"، حتى إن هناك مدارسَ شهيرة في فرنسا وإنجلترا والوطن العربي افتتحت مواقع وخصصت منتديات لتعليم السحر المغربي والطلاسم العبرية عن بُعد وأخرى تسوِّق فيديوهات تعلِّم مشاهديها طرق تنفيذ السحر وخطوات استحضار من تسميه "الجن السفلي"، و"العلوي" وطرق تسخيره والسيطرة على القرين.
فاثناء التصفح في المواقع الالكترونية نرى عبارات هل لديك مشاكل مع زوجك؟ او تودين استعادة حبيبتك او يتزوجك ماعليك يستغلون المسائل او الامنيات التي ترغب بها كل فتاة وتتمنى ان تكون حياتها بها سعيدة رغبة الى جبه من ناحيتهم حتى يتم استغلالها بالصورة التي يرغبون بها التي تشغل تفكير النساء بشكل خاص والرجال على حد سواء. وقد بلغ عددها باللغة العربية 13 موقعاً دون احتساب فروعها، وهو ما سمح لمن يسمون أنفسهم بـ"الأخصائيين الروحانيين" بتطوير "خدماتهم" وتقديم عروض مع فتح فروع لها في الدول العربية بغية استقطاب المهتمين وضعاف النفوس مع خدمة توصيل العمل "السحر" إلى البيوت.
وليس هذا فقط بل يتعدى الامر الى ان هؤلاء المشعوين بدأو ينتشرون بصورة غير طبيعية على مواقع التواصل وبدون خجل او رادع لهم تركوا القنوات التلفزيونية والتجأوا الى مواقع التواصل الاجتماعي حيث تتفاجئ ان ترى كروبات خاصة تحت مسمى السحر الاسود او السحر الصائبي او صفحات خاصة تحت مسمى الطبيب الروحاني لرد الحبيب او تعاني من امراض معينة او تود ان تتزوج وغيرها .. الاتصال على الرقم وتوجد خدمة واتس اب وفايبر ايضا
هذا وبالاضافة الى تقديمها خدمات وعروضا مغرية لاقتناء الخواتم الروحانية المزيَّنة بأحجار سحرية يزعمون أنها تمنح الزبون الهيبة وتساعده على الخلاص من العقبات التي تتخلل الحياة ومنها "العنوسة"، فضلاً عن الادّعاء بتوسيع الرزق، والصلح بين المتخاصمين، تحصينات وأحجبة ضد الحسد والعين وغيرها من أمور الدنيا والغيبيات وايضا الخرز او الشذرات التي تجلب الحبيب وبالتجربة ومصورة على مقاطع في اليوتيوب
ان ظاهرة الشعوذة او السحر الالكتروني اكثر ماتنتشر على الفيس بوك حيث ان هذا الموقع يجمع شريحة كبيرة من المجتمع ممايساعدها على استغلال او الاحتيال على عدد اكبر من الناس واكثر ماتقع ضحيايا هذه الظاهرة
السحر الإلكتروني فتيات يمارسن استحضار الجن عبر "غوغل"
إذا كنت تعانين من مشاكل مهنية، عاطفية، زوجية، أو ترغبين في استعادة حبيبك السابق وجلبه سريعا.. إليكِ هذه الوصفة... هي أمنيات كثيرة قد تخطر ببال حواء وتجدها دوما تبحث عن سبل لتحقيقها، فتتجه إلى الموقع الشهير "غوغل".
لتكتب طلبها ثم تضغط على زر التشغيل لتظهر أمامها مئات الصفحات الإلكترونية المروِّجة للسحر والشعوذة فكل واحدة منها تعرض خدماتها ووصفاتها السحرية المختارة من كل أنحاء العالم محاولة استرضاء زبوناتها. فالسحر انتقل من الشوارع والبيوت ليستقر داخل شاشة الكومبيوتر.
شوافات الفايسبوك
وإذا كان الكثيرون قد وجدوا ضالتهم الشيطانية على موقعي "اليوتيوب" و"غوغل" الشهيرين، حيث تنتشر الطرائق والمذاهب الأساسية في تعليم الشعوذة وتحميلات الكتب الأساسية في الشعوذة المغربية والعبرية، فإن هناك ساحرات وجدن في افتتاحهن حسابات خاصة على موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية "الفايسبوك" فرصة أخرى لتسويق "السحر الإلكتروني"، فتحتَ مسميات مغاربية مثل مليكة الشوافة، الشوافة المغربية، الشوافة مولات المجمّر... وغيرها تدار نقاشات وتتبادل وصفات سحر وشعوذة في الجلب الرهيب وطرق التعذيب. حيث تضع "الشوافة" على حائطها الفايسبوكي رقمها الهاتفي وبياناتها للتواصل معها وأغلبها أرقام لدولة المغرب لاستقبال الاتصالات مباشرة والرد عليها. كما بإمكان المشتركين في صفحاتها ترك رسالة أو كتابة تعليق يحتوي على الانشغال والذي يكون في معظم الأحيان متعلقا بقصص الحب ومشاكله، طرق إبطال السحر، إبطال "العكسة" أو "الثقاف"، طرق للنجاح في العمل والدراسة.. لتقوم بعدها بفترة بالرد عليهم وتزويدهم بالوصفات "الناجحة" على حدّ زعمها.. كما لا تتوانى في منحهم رقم حسابها البنكي ليحولوا لها الأموال مقابل بعض الحروز والحجابات التي ترسل بها إلى المغفلين والمغفلات الذين ضلوا ضلالاً بعيدا.
رسائل "إيمايل" مجهولة
ولأن مرتادات المواقع "الروحانية" المزعومة بحاجة إلى خصوصية، تفضل أغلبهن اللجوء إلى مقاهي الأنترنت التي تمنحهن بعض الحرية النسبية، وهو ما جعل اختيارنا يقع على مقهى أنترنت بحسين داي، فتحدثنا إلى بعض الطالبات الجامعيات اللواتي فضلن كشف خطواتهن الأولى في التنجيم، فمنهن من تلقت "إيمايلات" من ساحرات شهيرات في فرنسا وإنجلترا مثل "إيزابيل"، يعرضن فيها قدراتهن على استحضار الأرواح والتواصل معها. وهو ما جعلهن من مدمنات هذه المواقع. تقول "إيمان"، 21 سنة، تدرس بالسنة الثانية لغة إنجليزية ببوزريعة، تقيم في القبة: "تلقيت رسالة على بريدي الإلكتروني "ياهو" من طرف إحدى صديقاتي في "الفايسبوك"، والتي طلبت مني التواصل مع "الوسيطة الروحانية إيزابيل" لتزويدي ببعض النصائح والحلول.. وبالفعل أرسلت إليها رسالة حول مشكلة عائلية كانت تؤرقني وزودتني ببعض الطرق والوصفات التي ساعدتني في اجتيازها، لكن بعد فترة تلقيت وصفات أخرى للنجاح في الحب تحتوي على مقاطع من "الإنجيل"، فخشيت أن يكون الأمر يتعلق بحملات تبشيرية. ومن يومها قطعت علاقتي بـ"إيزابيل" حتى إنني لم أعد أفتح حسابي إطلاقا.
أما صديقتها "هند"، فترى في هذه المواقع مضْيعة للوقت، مؤكدة أن السحر حقيقة لكن يستحيل أن يتعلمه المرء عن طريق فيديو أو بتحميل كتاب من أحد الروابط، فلا بد من طقوس معينة ليصبح الإنسان ساحرا والعياذ بالله. مضيفة أن غياب الرقابة الأسرية وسوء استخدام الأنترنت جعل الفتيات فريسات لمواقع النصب والاحتيال التي تستغل سذاجتهن لجني الملايين منهن وأكل أموالهن بالباطل.
ما تبثه المواقع الشيطانية سحر
من جهتهم، يجمع رجال الدين والأئمة على أن زيارة المواقع الروحانية، أو كما يفضلون تسميتها بـ"الشيطانية" حرام، ولا يجوز للمسلم ارتيادها أو التعاطي معها حتى وإن كان الأمر من باب الفضول أو الدعابة، خشية أن توقعه في الفتنة؛ فدخولها حكمه مثل زيارة الساحر أو المشعوذ كونها تشيع الفساد وتدعو إليه، لقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين يوما". وقد حذر المختصون في العلوم الشرعية من استعمال الطلاسم والحروف المقطعة والكلمات المبهَمة والتي تكون في أغلب الأحيان أسماء لشياطين أو عفاريت من الجن لا يجوز استحضارُها أو الاستعانة بها لأنه شرك بالله، وحتى قراءة السور القرآنية المغيرة تحريفٌ للقرآن الكريم.
النساء فريسة سهلة للدجالين
إلى ذلك، كشفت دراسات اجتماعية أن النساء أكثر إقبالا وتصديقا لأمور السحر والشعوذة وسعيا وراء تطبيقها، لكون الجنس الخشن "الرجال" أكثر عقلانية ويتمتعون بمزايا ليس بإمكان المرأة تحصيلها مهما ارتفع مستواها التعليمي وسمت مكانتها الاجتماعية. وبغض النظر عن الأسلوب المعتمد فالسحر سواء وإن المسميات "الروحانية" أو الطرق الحديثة مثل استخدام "الأنترنت" هي مجرد وسائل للتضليل الاجتماعي، فالتطور العلمي والتكنولوجي أفرز عالما افتراضيا يحل محل المنجمين والأولياء الصالحين، حيث أصبح الكل يؤمن بأن الأنترنت لها القدرة على حل جميع مشاكلهم. وهذا ناجم عن تراجع القيم الدينية كالإيمان بالقضاء والقدر والاستعفاف، الأمر الذي شجع الفتيات بالأخص على الانحراف.
الشعوذة والسحر الالكتروني ترعب الآلاف من مستخدمي whatsapp
يتداول مستخدموا نظام الاتصالات "وتساب" على شبكات الهواتف الذكية أخبارا غبية حول قيام بعض المشعوذين باستخدام طرق جديدة في الايقاع بضحاياهم تبدأ باتصال سيدة شقراء بالضحايا عبر الواتساب ومن ثم تبدأ عملية ابتزاز الضحايا أو إدخالهم في دوامة من السحر بعد أخد صورهم الموجودة على هواتفهم. بحسب شمال بوست.
وحذر مروجوا هذه الفرضيات الغير العلمية، مستعملي حسابات whatsapp من التجاوب مع أرقام هاتفية أجنبية مختلفة توجد على ملفاتها صور سيدة “شقراء”، لكون هذه التقنية مجرد خدعة تستعمل لإستقطاب المزيد من الضحايا ومن ثم النصب عليهم بإستعمال طرق “الهاكرز” حيث يتم إستغلال صور من سقطوا في شراك هذه الشبكات في السحر والشعوذة !!.
وكان شريط صوتي قد نشر على موقع اليوتوب، يعود لشاب من شمال المغرب يدعى إبراهيم، أكد سقوطه في شـراك هذه الشبكة، وأوضح أنه وافق على إضـافة رقم ” الشقراء ” على هاتفه وبعده توصل بصوره الشخصية إثـر تعرض هاتفه للإختراق، وأضـاف بأن سحرا مسه مباشرة بعد هذه الواقعة ما أدخله في إضطرابات نفسية لا زال يتلقى العلاجات لتجاوزها.
فتاة أخرى، حذرت صوتيا مستعملي الواتساب من السقوط في هذه الخدعة، واكدت أن شابين من إقليم الناظور تعرضا للسحر بعد تجاوبهما مع أرقام أجنبية لأشخاص مجهولين يضعون على صور ملفاتهم وجه فتاة “شقراء” .
من جانبهم أكد بعض خبراء المعلوميات لشمال بوست، أن هذا الامر لا علاقة له بالسحر أو الشعوذة، ولكن الامر مرتبط بعمليات معقدة تقوم بها مافيات دولية لقرصنة المكالمات وسرقة أرصدة من يقع في شباكها، حيث يتم استدراج الضحايا الذين يتم اختيارهم بطريقة عشوائية عبر الأرقام الهاتفية وتتم مراسلتهم، وإذا ما ربط الضحايا الإتصـال بهذه الخطوط يتعرضون للنصب بعد خصم رصيدهم دون أن يدركوا ذلك.
شعوذة عصرية عبر النت!
مشعوذات مغربيات يعرضن خدماتهن “الروحانية” عبر الإنترنت المشعوذات يلجأن الآن للإنترنت للإعلان عن خدماته حسن الأشرف يلجأ عدد من النساء المشعوذات يسمين أنفسهن “شيخات” مغربيات متخصصات في تقديم خدمات روحانية لزبائنهن، إلى الشبكة العنكبوتية من أجل عرض وصفاتهن وقدراتهن على حل المشاكل الأسرية والعاطفية والمهنية، دون إغفال وضع أرقام هواتفهن للاتصال بهن. وانتقدت خبيرة اجتماعية تهافت من سمّتهن “مشعوذات” الإنترنت بعد أن كُنّ يكتفين بالاشتغال في الغرف المظلمة، مبرزةً أن نمو الوعي لدى العديد من الناس سيُحبط محاولة هؤلاء “الشيخات الروحانيات” الانتشار أكثر باستغلال المساحات الواسعة للتواصل التي يتيحها الفيسبوك واليوتوب.
علاج كل شيء بالهاتف الشيخة أم محمد تحرص على إدراج إعلاناتها في منتديات إلكترونية تهتم بعلاج المشاكل الاجتماعية المختلفة، وتحضر ما تسميه “خواتم المحبة والهيبة، وتهيئ مخطوطات روحانية، مع جلب الحبيب وتسريع الزواج، وتيسير المعاملات والقبول في مجالات العمل والتجارة، وتقريب البعيد، وعلاج الذي يمقت زوجته وأهل بيته..”. أما الشيخة المشهورة باسم “السوسية أم حمزة” فتزعم عبر صفحتها على الـ”فيسبوك” وتسجيلاتها على موقع الـ”يوتوب” التخصص في أعمال إعلاء الشأن والهمة، والحصول على الحظوة والجاه عند الناس وفي المجتمع، وذلك كله عن طريق الاتصال بالهاتف فقط. وتدعي الشيخة “أم هديل” المغربية أنها تملك ناصية علاج المبتلين بالخمور والزنا من الرجال والنساء على السواء، وأنها تستطيع مساعدة القضاة والمسؤولين السياسيين بمختلف رتبهم ودرجاتهم على الحفاظ على مناصبهم والمكوث فيها أطول مدة ممكنة.
وقالت هذه “الشيخة الروحانية”: “إنها لا تمارس الدجل والسحر، كما قد يتراءى للبعض ممن يتهمونها بذلك، فهي لا تتجرأ على حرمات الله – كما تقول – وتستعين بمعرفتها بعوالم الروحانيات والأفلاك بهدف تحديد العلاج الأمثل للمشاكل الاجتماعية والنفسية والأسرية والمهنية، التي تعترض زبائنها “. وعزت المتحدثة اعتمادها على الإنترنت من أجل عرض خدماتها إلى كون “العصر الحالي تهيمن عليه وسائل الاتصال الحديثة، حتى إن الثورات العربية انطلقت من الإنترنت أساساً”، مشيرة إلى أن “العاملات في هذا المجال يتعين عليهن تخطي الأمية الرقمية والانخراط بدورهن في هذه التطورات المتسارعة من أجل توسيع قاعدة زبائنهن وإفادة الناس أكثر فأكثر”، وفق تعبير الشيخة أم هديل.
دجل الإنترنت ما قالته هذه “العرافة” العصرية تفنده الاختصاصية الاجتماعية ابتسام العوفير، التي اعتبرت أن “لجوء مثل هؤلاء المشعوذات الجديدات إلى الإنترنت ليس إلا طريقة جديدة لإخفاء تراجع أسهمهن داخل المجتمع، وتناقص عدد الزبائن المتوافدين عليهن في محلات خاصة غالباً ما تكون غرفاً مظلمة لا تدركها أعين الكثيرين في المجتمع”. واستطردت العوفير بأن الحديث عن توسيع قاعدة الزبائن المغاربة المُستهدفين بإعلانات الدجل الجديدة عبر مواقع الإنترنت المختلفة ليس إلا غطاء وهمياً للهدف الحقيقي الذي يتجلى في استقطاب زبائن من جنسيات عربية بالأساس قد تكون لديهم الإمكانات المالية لمنحهن المبالغ المالية التي يطلبنها دون تردد ، على حد تعبير الخبيرة الاجتماعية. واستدلت المتحدثة ذاتها بأن هؤلاء الشيخات الروحانيات لا يتوجهن في الواقع إلى زبائن بلدهن الأصلي، وإنما إلى زبائن عرب أثرياء مفترضين خاصة من بلدان الخليج، وذلك من خلال بث أرقام هواتفهن الدولية، فضلاً عن التوصيف الذي يتضمن في الغالب لهجات خليجية للتقرب من زبائن جدد قد تنطلي عليهم الحيلة بعد أن خفتَ بريقهن داخل مجتمعهن الأم".
دجل وابتزاز عبر الأنترنت
فئة تبحث عن حل لـما تعتبره وفئة أخرى من النساء تريد أن حتى تتزوج. وآخرون يبحثون عن «القبول» حتى يرضى عنها مديرهما في العمل… أسباب مختلفة لكن يوحد بينها اليأس.. فهل أصبحت الشعوذة الإلكترونية طريقة جديدة لإخفاء تراجع أسهم «الشوافات» داخل المجتمع، وتناقص عدد زبنائهن المتوافدين عليهن في محلات خاصة؟ أم أن الحديث عن توسيع قاعدة الزبناء ليس إلا غطاء للهدف الحقيقي الذي يتجلى في استقطاب زبناء من جنسيات مختلفة في الأساس، قد تكون لديهم الإمكانات المادية، لمنح هذه العينة من الشوافات المبالغ المادية التي يطلبنها دون تردد. بحسب المدينة نيوز.
فتحت سكينة بريدها الإلكتروني كما اعتادت كل صباح، وجدت في انتظارها مجموعة من الرسائل، رسالة واحدة أثارت فضولها. مصدر الرسالة المثيرة هي «شوافة» تدعي أنها عرافة قادرة على جلب الحبيب وحل المشاكل العاطفية وعلاج الأمراض وفك السحر، بالإضافة إلى أمور كثيرة لا يمكن حصرها. رسالة «الشوافة» تدعي القدرة على حل جميع المشاكل والأمراض كيفما كانت.. المهم هو التواصل معها إما عبر بريدها الإلكتروني على «الهوتمايل» أو على عنوانها ب «الفايسبوك» أو على رقم هاتفها المحمول.
سكينة مثل جميع الناس تعاني مشاكل عديدة، ومشكلتها كانت عاطفية فزوجها الذي كانت تحبه بشغف خرج ولم يعد بعد أن طلقها وهي مقتنعة أن «السحور» هو السبب، فرأت أنه باتصالها بهذه المرأة الخارقة يمكن أن تعيد زوجها إلى حضنها من جديد. الاتصال الهاتفي بالنسبة لسكينة كان أسرع، لكن «الشوافة» أو «الشيخة أم ولاء» لم تجب على رنات هاتفيها، الشيء الذي جعل سكينة ترسل لها دعوة باستضافتها على صفحتها ب «الفايسبوك». جواب «الشيخة» كان سريعا فقد وافقت على أن تكون سكينة صديقتها أو بالأحرى زبونة جديدة لها. «الشيخة أم ولاء» بعد أن كن يكتفين بالجلوس في الغرف المظلمة، خرجن إلى النور من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. هن مغربيات يسمين أنفسهن «شيخات»، يدعين أنهن متخصصات في تقديم خدمات لزبنائهن، مستغلات تلك المواقع من أجل عرض وصفاتهن وقدراتهن على حل لجميع المشاكل وإعلاء الشأن والهمة دون إغفال وضع أرقام هواتفهن للاتصال بهن في أي زمان وفي أي مكان. يلقبن أنفسهن ب «الشيخات» لاستقطاب زبناء آخرين من الوطن العربي الذين يملكون المال والذين يدفعون من غير حساب وهذا بالطبع ما يحدث عادة. «الشيخة أم ولاء» واحدة من هؤلاء «الشيخات».. تعرف نفسها أنها «خبيرة معالجة بالأعشاب الطبية والقرآن الكريم لعدة أمراض خطيرة». ولا تقتصر شهرتها على المستوى الوطني، بل طالت بلاد الوطن العربي وبعض الدول الغربية. وقد أتت هذه الشهرة العالمية، حسب التعريف الذي اختارته لنفسها، «بعد تمكنها من إعادة الأمل المفقود في نفوس العديد من الأسر داخل المغرب العربي وخارجه، حيث استطاعت علاج مرضاها وإعادتهم إلى حالتهم الطبيعية ليصبحوا عناصر فعالة في المجتمع» (كذا..). «الشيخة أم ولاء» تكتب في صفحتها أنه لديها إلمام واسع ودراية كبيرة بكيفية العلاج بالقرآن الكريم والأعشاب الطبية، وهي تدعي أنها مختصة في علاج سحر الجنون وسحر المحبة والنزيف، بالإضافة إلى سحر تعطيل الزواج والثقاف والتوكال والضعف الجنسي، هذا ناهيك عن حلها لمشكل العقم وعين الحسود وتحصين العروس. وأيضا تعالج «الشيخة أم ولاء» عدة أمراض مختلفة وتساعد في حل أي مشكلة من مشاكل العصر التي تواجه الشخص. سكينة أصبحت بالفعل زبونة لـ«الشيخة أم ولاء»، عن طريق التواصل الإلكتروني مرة وعن طريق الاتصال بها على الهاتف المحمول مرات أخرى.
تقدم لها «الشيخة أم ولاء» وصفات على سكينة تطبيقها حتى تسترجع طليقها من جديد إلى حضنها كما تبتغي والمقابل مبالغ مالية متفق عليها مسبقا تحول إلى «الشيخة» عبر وكالة لتحويل الأموال. «الشيخة سلطانة» التقديم الذي يضعنه في صفحاتهن على الشبكة العنكبوتية يتم بطريقة «قطع».. «لصق»، أي أنه عبارة مستنسخة تجدها في جميع المواقع الخاصة بالمشعوذين والدجالات. لا يمكن أن يرفضن طلبا للعلاج كيفما كان نوع المرض سواء عضويا أو نفسيا. وسواء أكان عاديا أو قاتلا المهم أن يدفع الزبون. «الشيخة سلطانة» تتبع نفس الطريقة في النصب على المواطنين فهي تزعم على تسجيلاتها على موقع الـ«يوتيوب»، تخصصها في أعمال «إعلاء الشأن والهمة»، والحصول على «الحظوة والجاه عند الناس وفي المجتمع»، هذا بالإضافة إلى «جلب الحبيب» وحل المشاكل العاطفية وحل جميع الأسحار والربط وجلب الحبيب والسيطرة الكاملة على هذا الحبيب والعمل على عودة الزوجة إلى زوجها والزوج إلى زوجته وذلك كله يحدث عن طريق الاتصال بالهاتف فقط.
أعمال كثيرة لا حصر لها وتخصصات تجمع بين الطب وعلم النفس وعلم الاجتماعات. منى واحدة من الشابات اللواتي طرقن باب «الشيخة سلطانة». تقول «لقد جاء اليوم الذي تركني فيه بأبشع طريقة، ولم يكلف نفسه حتى عناء توديعي أو إخباري بسبب رحيله. أصبحت كالمجنونة أصرخ ليل نهار وأفراد عائلتي حائرون لا يعرفون ما ألم بي، أخذوني إلى الأولياء وكل من سمعوا أنه يعالج السحر». وتضيف قائلة «شربت كل ماكان يعطيهم الفقهاء والمشعوذون. شربت مياه متسخة وأكلت جلود حيوانات لم أعرف حتى اسمها، وسأتابع الأمر حتى يعود إلي حبيبي وأنا على ثقة أنه سيعود بعد أنجز لي الفقيه «القبول» وكان عبارة عن ورقة حرص «الفقيه» أن يدون عليها بالصمغ عبارات غير معروفة .. والآن أريد أن أطرق باب «الشيخة سلطانة» لصيتها الواسع في الوطن العربي. الشيخة أم حمزة التنجيم، وقراءة الطالع، ظاهرة سيطرت مؤخرا على بعض الشباب والتي تسعى لتغييب الوعي والإيمان بالخرافات، وعلى الرغم من أنها ظاهرة ليست وليدة اليوم إلا أنها احتلت مكانا بارزا في حياة أغلب الشباب الراغبين في الاطلاع على ما يخبؤه لهم المستقبل، فضلا عن هذا الكم الهائل من الكتب التي تهتم بشؤون السحر و«الكارطا» والتي حققت أرقام مبيعات خيالية. «أنا مؤمن تماما بالأبراج وقوة تأثيرها فى الأشخاص الذين ينتمون لها ليس هذا فقط بل أعتقد» يقول فؤاد أربعة وعشرين سنة »أن الأبراج علم له قواعده التى غالبا ما يصدق، فأنا أرى أن الأبراج لا تتنبأ بالأحداث ولكن بالطبيعة الإنسانية الثابتة». زميله في العمل يقول «أقرأ كثيرا الأبراج وأعتقد أن لها تأثيرات على سلوكات الناس بل إنها تساهم بشكل مباشر في وجود تنافر أو تجاذب فيما بينهم». الشيخة أم حمزة تلقفت هذه الرغبة الجامحة وأعلنت نفسها متخصصة في قراءة الطالع، الطعم الذي تعتمد عليه هذه «الشيخة»، بالإضافة إلى «شيخات» أخريات ك «الشيخة أم محمد» هو وضع بعض الآيات القرآنية الكريمة في واجهة صفحتها على «الفايسبوك» أو على «اليوتوب» كقوله تعالى «الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) » سورة الشعراء.
كي يثق المتصفح في قدراتها ومن ثم يقوم بالاتصال بها من خلال أرقامها التليفونية التي تتصدر واجهة الصفحة أو من خلال مراسلتها عبر البريد الإلكتروني أو الاتصال بها عن طريق هاتفها المحمول الذي من خلاله يمكنها أن تحضر الجن الذي يساعدها في حل مشاكل المتصل. رسائل مشبوهة هشام شاب يبلغ من العمر خمسة وعشرين، واحد من مرتادي المواقع والمنتديات الخاصة بادعاء أصحابها قدرتهم على جلب السعادة للشخص. يقول «انتشرت في المنتديات مواقع تدعي معرفة الغيب وحل المشاكل، يكون طعمها استشهاد صاحبها على الموقع بآيات كريمة كي يثق المتصفح للموقع بهم فينبهر ويجعل ثقته ومصيره بمشعوذ الموقع، ومن ثم يطلب منه مباشرة مراسلة صاحب الموقع، ومن هنا يبدأ الابتزاز المادي، كما أن بعض هذه المواقع تطلب من الزائر للموقع في المرة الأولى التسجيل المجاني، وبعد ذلك تأتي مرحلة الأداء». يبقى الجن مدخل لهؤلاء «الشيخات» لاقتحام عقول مرتادي مواقعهن وصفحاتهن تهدف من وراء ذلك ترويج الوهم وتحقيق أرباح مادية مقابل خدمات كاذبة يكون ضحيتها هؤلاء المرتادين. تجربة هند وهي شابة لم تتجاوز بعد الثلاثين سنة ولا تفكر في الزواج حاليا إلا أن مشكلتها التي نغصت عليها حياتها هي أنها عاطلة عن العمل، تقول «لقد وجدت نفسي بين ليلة وضحاها ضحية لإحدى المشعوذات التي ادعت أنها قادرة على إيجاد عمل مناسب لي، فمن خلال تواصلي معها عبر «الفايسبوك» وهاتفها المحمول هذه الدجالة أن تستنزفني ماديا مقابل وهم باعته لي في يوم من الأيام، فقد حولت لها أموالا كنت أطلبها من والدي مرة ومن والدتي مرات عديدة وفي بعض الأحيان من إخوتي، وأبعثها إليها عبر وكالة خاصة بتحويل الأموال.. هذه الأموال لو كنت استثمرتها في مشروع صغير لما كنت عاطلة عن العمل كل هذه السنوات». «الشيخة الشمهروشية» فئات اجتماعية مختلفة، أغلبها من النساء، ترتاد صفحات «الشيخة أم ولاء» و«الشيخة أم محمد» والشيخة وسلطانة والشيخة الشمهروشية.. هدف هذه الفئات حل مشاكلها…. فتجارة الوهم كانت ومازالت مزدهرة بين النساء على وجه الخصوص فتلك التي تبحث عن حل لـ «الثقاف» الذي يعاني منه زوجها وتلك التي تريد أن «تفوسخ من العكوس» حتى تتزوج وهناك من تبحث عن «القبول» حتى ترضي مديرها في العمل… أسباب مختلفة لكن يوحد بينها اليأس.. ويكاد يكون إيمان بعض النساء بالسحر والشعوذة راسخا، فالفقر والأمية المرتفعة، وهبوط نسبة الوعي الاجتماعي، وعوامل أخرى كغياب الثقة في النفس، خاصة في أوساط النساء، تشجع بروز المشعوذين والدجالين، مع العلم أن هناك فئة من النساء المتعلمات تدق أبواب المشعوذين في كل مناسبة. تخصص «الشيخة الشمهروشية» هو عمل «القبول» في العمل أو عند الشريك وإيجاد علاج «للثقاف» (العجز الجنسي)، وكذلك إيجاد حل لسحر «العكوس» الذي يكون السبب في عدم زواج الفتاة على وجه الخصوص . تقول لبنى البالغة من العمر ثلاثين سنة، «شاءت الأقدار أن أنقطع عن الدراسة، وعندما أصبحت في الثامنة عشرة من عمري بدأت أفكر في الزواج وفي إنشاء أسرة، للأسف كل من يطرق بابي لا يعود بعد أن يراني رغم أني أتمتع بجمال ملفت.. بقيت سنوات وأنا أنتظر الذي سيتقدم لخطبتي ولا يسرع هاربا من بيت أهلي..لكن للأسف تجاوزت الثلاثين من عمري ولم أتزوج بعد». صديقتها المتزوجة أقنعتها بفكرة زيارة «فقيه» لمعرفة السبب، فحسب صديقتها هذه فإن هناك شخصا قريبا منها «جرا في عكوس ليها» وبالتالي فـ «العكوس» هو السبب في عدم زواجها، وزيارة سريعة لـ «الفقيه» سيؤكد لها ذلك، وبالتالي سيجد لها حلا. لم تكذب لبنى خبرا ورافقت صديقتها إلى «الفقيه» الذي نصحتها بزيارته، لكن باءت محاولات الفقيه بالفشل فقررت أن تجرب التواصل مع «الشيخة الشمهروشية» المعروفة بين صديقاتها.. هي لم تتصل بها بعد لكنها عازمة على ذلك.
اضف تعليق