المسابقات والألعاب التنافسية حول العالم، تختلف من دولة الى أخرى باختلاف العادات والتقاليد المتبعة وطبيعة التنافس والسباق في تلك الدول، التي تسعى وبحسب بعض الخبراء الى دعم تلك المهرجانات والفعاليات التنافسية المتنوعة والإعلان عنها، لأهداف متعددة فهي قد تقوم بذلك من اجل إحياء تراث خاص او بقصد الترويج للسياحة وجذب الزوار، هذا بالإضافة الى خلق أجواء خاصة من المرح والترفيه وبث روح التنافس والمثابرة والتحدي بين الناس، وفي عصرنا الحاضر الذي يشهد تطور علمي وتقني كبير فان ميدان المنافسة قد أصبح أوسع بكثير، وهو ما فتح الباب أمام مشاركات وتحديات إضافية ومختلفة قد يكون بعضها غريب او غير مقبول قد يتعارض مع القوانين والانظمة او غير ذلك، لكن مع وجود من يهوى المخاطر والمغامرات كنشاط ترفيهي بهدف تغير نمط الحياة التقليدي وتحقيق الشهرة والنجاح العالمي فأن هذه المسابقات والمنافسات وكما يقول البعض ستستمر وتتضاعف كونها نوع من أنواع التحدي التي يهواها الإنسان وتتفاعل في داخله.
وفيما يخص بعض تلك المنافسات المختلفة فقد تمكن طلاب نرويجيون من حل حوالي خمسة ملايين معادلة في علم الجبر في تحد استمر اسبوعا باستخدام تطبيق الكتروني يهدف إلى نشر الرياضيات بين الأطفال. وقال منظمون إن الطلاب كانوا يأملون فقط تحطيم الرقم القياسي السابق وهو 40 الف معادلة الذي سجله طلاب في ولاية واشنطن باستخدام تطبيق دراجون بوكس غير ان الرقم القياسي تهاوى في غضون ثلاث ساعات فقط. بحسب رويترز.
وقال جان بابتست هيونه المؤسس المساعد في تطبيق دراجون بوكس مع انتهاء المنافسة "كان هذا مبهرا لنا." واضاف قوله "ما من احد وصل إلى هذا المستوى من قبل على المستوى الوطني." وقال "نأمل تنظيم منافسة وطنية اخرى في الولايات المتحدة والبرازيل في غضون عام. وربما نجعل هذه المنافسات عالمية." ويهدف تطبيق دراجون بوكس إلى تبسيط الرياضيات في شكل ألعاب للأطفال في مدارس التعليم الأساسي والثانوي.
اطول سباق اوروبي
من جانب اخر وفي مساره المتعرج يجعل منه سباق الزلاجات التي تجرها الكلاب الاصعب في اوروبا ويتواجه في "لا غراند اوديسيه سافوا-مون بلان" سنويا نحو عشرين من اهم سائقي هذه العربات في العالم في قلب جبال الالب. وفي نسخته العاشرة، تتنافس هذه الطواقم على طول 700 كيلومتر وتمر في 22 محطة تزلج ومن بينها 30 الف متر من الانحدار الشديد قبل خط النهاية في لانسلبرغ في منطقة اوت-موريين في جبال الالب قرب الحدود مع ايطاليا.
وكان الثلج قليلا هذه السنة لا سيما عند انطلاق المرحلة الثانية في سيكست فير-آ-شوفال (جنوب شرق فرنسا). وقد اضطر المنظمون الى تعديل مسار السباق في بعض الامكان. وقد سجلت عمليات سقوط وانسحاب ثلاثة فرق. وسائقو الزلاجات المعروفون باسم "ماشرر" وبينهم نحو عشرة فرنسيين، تدربوا طوال السنة للمشاركة في الحدث. وقبل دقائق من الانطلاق تحدث دانييل جياغيه بعينين تلمعان عن شغفه بهذه الرياضة المتطلبة والمكلفة.
ففي سن السابعة والاربعين لم سبق لهذا الفرنسي ان فوت اي نسخة من السباق الذي تعتبره اطراف كثيرة في هذه الاوساط على ان سباق الزلاجات التي تجرها كلاب "الاصعب في العالم" تقنيا بسبب الانحدار الكبير في مساره. ويستمر سباق "غراند اوديسيه" اسبوعين على ثماني مراحل من بينها سبع مراحل سرعة.
و70% من مسافة السباق تتم خارج مدرجات التزلج ونصفها خلال الليل. ويخيم المشاركون في اعالي الجبال. ويملك كل فريق 14 كلبا لجر العربات من فصائل مثل الهاسكي والمالاموت والاسكان وغرينلاند. وشأنه في ذلك شأن كثيرين لا يؤمن دانييل جياغيه لقمة العيش من هذه الرياضة "حيث حب الكلاب يسمو فوق كل شيء". وهو ينفق سنويا قرابة 15 الف يورو لصيانة معداته وتقديم الطعام لكلابه ومعالجتها. ويضيف "غالبا ما استفيق في الساعة الرابعة صباحا للتدرب وتدريب كلابي ومن ثم ابدأ يوم العمل".
حتى تأسيس سباق "غراند اوديسيه" العام 2005، كانت اعرق السباقات الجبلية تقام في الاسكا والسويد والنروج على مساحات مسطحة لا تضاريس فيها. وقد تصور السباق هنري كام وهو رئيس شركة سابق قريب من المغامر نيكولا فانيه في العام 2003، واطلقه بعد سنتين على ذلك. وقد اشتهر السباق منذ ذلك الحين بطابعه التقني الكبير وقد جذب جمهورا في ظل وضع اقتصادي مستقر لكنه هش.
وعلى هامش السباق يمكن للمتابعين الذين قد يصل عددهم الى مئة الف شخص المشاركة في اكثر من 50 حدثا مثل تذوق النبيذ الساخن والتدرب على قيادة اللزلاجات التي تجرها الكلاب او بناء اكواخ الاسكيمو. تمول بلديات المناطق التي تستضيف محطات السباق، هذا الحدث فضلا عن حفنة من الشركاء من القطاع الخاص. وتبلغ ميزانية السباق حوالى مليون يورو وهو عليه دائما تجاوز عقبات ادارية اذ انه يمر 20 الى 25 بلدة.
ويوضح انطوني شموير المدير العام للسباق "الحصول على التصاريح امر معقد. ويجب علينا ان نتكيف مع الكثير من العناصر المقيدة مثل مناطق الانهيارات الثلجية او المناطق الطبيعية المحمية". ويقول هنري كام ان من الصعوبات ايضا "ضرورة تكييف الزلاجات لكي تتماشى مع الجبال وتدريب الكلاب بطريقة مختلفة وادخال تعديلات على المعدات". بحسب فرانس برس.
وقد جذب السباق في بداياته متبارين من العالم باسره الا ان الاميركيين تخلوا بعد ذلك عن المشاركة بسبب الصعوبات المالية واللوجيستية الكبيرة لعبور الاطلسي. وشارك في سباق العام 2014 نحو 20 متباريا من عشر جنسيات مختلفة. ويعمل على طول السباق ستة اطباء بيطرييين يسهرون على صحة الكلاب ويتم خلال السباق اجراء فحوصات لكشف تناول المنشطات على الحيوانات والمتبارين على حد سواء. وفاز بسباق العام الماضي التشيكي جيري فوندراك (44 عاما) الذي قطع مسافة الف كيلومتر في 42 ساعة و22 دقيقة.
كبار السن والمسابقات
على صعيد متصل نجح زوجان أستراليان، في الستينيات من العمر، في تحقيق ما قرراه في بداية العام 2013، وهو الركض طول أيام السنة بحيث شاركا في 365 ماراثون، خلال عام واحد. وأفادت صحيفة "سيدني مورننغ هيرالد" الأسترالية ان جانيت موراي واكيلين (64 سنة) وألان موراي (68 سنة) شاركا في ماراثونات في مختلف انحاء أستراليا طوال سنة كاملة، بمعدل ماراثون واحد في اليوم.
وأضافت ان الزوجين شاركا في 365 ماراثون، خلال العام 2013، من دون التوقف ولو ليوم واحد هذه السنة، أي انهما قطعا مسافة تزيد عن 15 الف كيلومتر. واشارت إلى انه حتى في يوم عيد رأس السنة، ركض الزوجان في ماراثون مسافة 44 كيلومتر، ليحققا رقماً قياسياً بأكبر عدد مارثونات متعاقبة. يشار إلى ان الزوجين يتناولان يومياً 30 موزة، وبعض الفواكه الطازجة والخضار، ولا يأكلان أية لحوم. ويذكر ان الهدف من إنجاز الزوجين هو جمع المال لـ4 جمعيات خيرية، والترويج للطبيعة والأكل الصحي والرياضة.
من جانب اخر اختتمت مسنة تبلغ من العمر 91 عاما ماراثون سان دييجو في زمن قياسي بالنسبة لسنها وأصبحت أكبر شخص يكمل الماراثون رغم أنها شكت من أنها لم تتمكن من التدريب بشكل جيد بسبب أدوية تتناولها لعلاج السرطان. وسجلت هارييت تومسون التي شاركت في الماراثون لأول مرة عندما كانت تبلغ من العمر 76 عاما زمنا قياسيا أمريكيا في فئة من تزيد أعمارهم عن تسعين عاما في السباق.
وقال منظم ماراثون روك أند رول سان دييجو إن هارييت قطعت 26.2 ميل في سبع ساعات وسبع دقائق و42 ثانية. وقالت هارييت التي تقيم في نورث كارولاينا "أشعر بنشاط رغم أني لم أتدرب بشكل جيد للسباق لأني كنت أتلقى علاجا لسرطان الجلد." وأصبحت هارييت أيضا ثاني أكبر شخص يكمل ماراثون أمريكيا وأكبر من يكمل ماراثون سان دييجو. بحسب رويترز.
وتقول موسوعة جينيس للأرقام القياسية إن الرقم القياسي السابق في فئة هارييت العمرية سجلته جلاديز باريل عام 2010 عندما أنهت ماراثون هونولولو وكانت تبلغ آنذاك من العمر 92 عاما في تسع ساعات و53 دقيقة. وقالت هارييت إنها لا تعتزم التوقف عن العدو. وأضافت "سأعود ثانية العام المقبل إذا كنت على قيد الحياة. ولكني بالتأكيد سأتدرب العام المقبل. هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها في السباق دون تدريب."
الحياة فوز وخسارة
الى جانب ذلك شارك اكثر من اربعة الاف شخص من الشغوفين بصيد الاسماك على بحيرة مجمدة في فيلياندي في جنوب استونيا في مسابقة لاصطياد الجائزة الكبرى اي سمكة مدموغة بسعر خمسين الف يورو. وقال بول ليفويا الناطق باسم هذه المسابقة "لم ينجح احد في اصطياد الجائزة الكبرى الا ان رجلا محظوظا يدعى ميليس براتاماي وهو من سكان بلدة فيلياندي، اصطاد سمكة كتب عليها داسيا داستر ففاز الجائزة الثانية وهي عبارة عن سيارة بقيمة 15 الف يورو. وخلال النسخة الثامنة من مسابقة "السمكة الذهبية" على بحيرة فيلياندي وضعت 200 سمكة دمغت خصيصا في البحيرة قبل اسبوع من المسابقة. وللفوز بالمسابقة كان ينبغي اصطياد ما لا يقل عن عشر سمكات تحمل ثلاث دمغات مختلفة.
وقالت آره كلوستر احدى المشاركات في المسابقة "انه لامر ممتع ان نجلس على الجليد ونصطاد السمك ونستمع الى الموسيقى في الوقت عينه". واضاف كاي-ليس ترينير "اتينا لتمضية وقت ممتع برفقة جيدة انها تسلية جميلة ان نجلس على الجليد مع الاف الاشخاص الذي يصطادون السمك". وصيد السمك هو من وسائل الترفيه المفضلة لدى الاستونيين.
على صعيد متصل فوتت سيارة الإرشاد إحدى محطات ماراتون منظم في الهند، فاضطر العداؤون الثلاثة الذين كانوا يتصدرون السباق إلى سلك طريق طويل جدا قبل الانسحاب من السباق... والصعود إلى حافلة للوصول إلى خط النهاية. وقد قطع هؤلاء العداؤون، الذين فوتوا المنعطف الواقع بعد 16 كيلومترا، أربعة كيلومترات إضافية قبل أن يوقفهم القيمون على هذا الحدث قائلين لهم إنهم سلكوا مسارا خاطئا، على ما ذكرت إحدى الصحف.
فأدركوا أنه لم يعد لديهم أي فرصة للتعويض عن هذا الخطأ واقترضوا المال من المتفرجين ليستقلوا حافلة أوصلتهم إلى خط نهاية السباق الممتد على 42 كيلومترا والذي نظم في مدينة بنغالور الجنوبية. وصرح العداء إندرجيت باتل لصحيفة "تايمز أوف إنديا" "لم نجد مسؤولين عن الحدث أمام المنعطف الذي كان من المفترض أن نسلكه... وكنا نتبع سيارة الإرشاد". وأضاف "كان الأوان قد فات عندما أعلمنا بما حصل وما من جدوى في مواصلة السباق. بحسب فرانس برس.
ولم أتضايق لأنني خسرت المبلغ المالي المقدم كجائزة، بل لأنني تعرضت لهذا الإذلال". واعتذر القيمون على الماراتون عن هذا الخطأ وأخطاء أخرى شابت هذا السباق، مثل تأخر حراس الأمن في إفساح المجال أمام العدائين الذين ارتطم بعضهم بهم عند انطلاق السباق.
من أجل الشرف
من جانب اخر فلا يوجد مصارعو ثيران بأزيائهم المزركشة أو مساعديهم الذين يحاصرون الثور المستهدف بسهامهم لكنها مجرد ثيران تتشابك قرونها في صراع يجتذب جماهير غفيرة إلى مصارعة الثيران في دولة الامارات العربية المتحدة. وعلى بعد ساعة بالسيارة انطلاقا من قلب دبي حيث نوافير المياه المضيئة الراقصة يتجمع المئات في إمارة الفجيرة الشرقية لمشاهدة مصارعة الثيران او بطريقة أدق تناطح الرؤوس في صراع على الشرف لا المال.
وعلى خلاف مصارعة الثيران الأسبانية التقليدية التي تضع رجلا في مواجهة حيوان يقتصر الامر في الامارات على تناطح الثيران في نزال لا يستمر أكثر من ثلاث أو أربع دقائق يشبه كثيرا صراع مقاتلي السومو اليابانيين الشهير بأجسادهم القوية الضخمة الذي ينتهي عادة دون إراقة للدماء. ويقول حمد بن حمدان المطروشي الذي يقتني 15 ثورا "طوال عشرين عاما كنت أتابع مصارعة الثيران.. لم نضطر لقتل سوى ثورين." ويقول إن الصراع لا يدوم عادة لفترة طويلة بما يسمح لثور بإصابة الاخر بجروح خطيرة لكن قرون الثور الحادة تؤدي رغم ذلك إلى إصابات وجروح.
ويقول فهد محمد الذي يملك ستة ثيران "في أحيان تصاب رؤوسها بجروح وتنزف دماء في المصارعة." لكن المشاهدين يحرصون على الفصل بين الثيران إذا اشتد الصراع. ويمكن أن تنطوي مصارعة الثيران على مخاطر بالنسبة للمشاهدين ولذلك يجلس الرجال والصبية على مقاعد من البلاستيك في حلبة المصارعة على أهبة الاستعداد للركض سريعا إلى بر الأمان لأنه لا يوجد ما يحول دون اندفاع الثيران نحو مقاعدهم.
وقال محمد البالغ من العمر 29 عاما "يشعر الناس بالاثارة وهم يجلسون قرب الثيران. لكن اذا سخنت دماء الثور يصعب تهدئته. انها تريد فقط ان تتقاتل ولا يهم من هو الغريم." ويدور الصراع وفقا لأحكام.. فالثور الذي يسحب قرونه من الاشتباك ويبتعد هو الخاسر. لكن اذا لم ينسحب اي منهما فيخرج الاثنان متعادلين ويقوم نحو عشرة رجال بالفصل بينهما وجذب كل منهما في اتجاه وهو مقيد بالحبال.
ويقول المطروشي البالغ من العمر ثمانية وستين عاما وهو من امارة عجمان وشارك ستة من ثيرانه في مصارعة جرت في الآونة الأخير في الفجيرة "في أسبانيا الامر مختلف هم يقتلونه (الثور). "أما هنا فالمسألة مسألة شرف. إذا جرى الثور حينها يصبح الاخر هو الفائز." كما تغيب عن مصارعات الفجيرة اي جوائز مالية. لكن الثيران هي استثمار في حد ذاتها اذ ترتفع قيمتها كلما خرجت منتصرة من الصراع.
وقال المطروشي "أحد الرجال اشترى ثورين بمليون درهم (نحو 272 ألف دولار)." وهناك تجارة نشطة للثيران بين الفجيرة وسلطنة عمان حيث توجد شعبية أكبر للرياضة وتتناثر في أرجاء السلطنة حلبات مصارعة الثيران. ويقول محمد انه كسب 30 الف درهم من وراء ثوره الأحول الذي يسميه الجمر فهو اشتراه بمبلغ 90 ألف درهم وباعه بمئة وعشرين ألف درهم في عمان.
تميل وسائل الترفيه في دولة الامارات الى البذخ والاستهلاك لكن مصارعة الثيران في الفجيرة تتيح الفرصة لنشاط يمكن للاسر الاستمتاع به خلال العطلة الاسبوعية. وينزل نحو 40 ثورا الى حلبة الفجيرة مرة في الأسبوع. يجلس المشاهدون -ومن بينهم نساء وأطفال- على مقاعدهم في حذر في الحلبة او يجلسون في سياراتهم يأكلون البوظة (الايس كريم) او قطعا من المانجو التي تباع خلال المباراة. بحسب رويترز.
ويبدأ تدريب الثيران على المصارعة مبكرا حين لا يتعدى عمرها ستة أشهر. ثم تدخل الثيران الى حلبة المصارعة وعمرها يتراوح بين عامين وخمسة أعوام. ويتم تدريبها في البحر لشحذ طاقتها وقدرتها على التحمل حتى لا تكل سريعا. ويقول أصحاب الثيران ان التدريب في الماء يقوي عضلات الصدر. وهناك خلاف على أصل هذه الرياضة فالبعض يقول انها أخذت عن البرتغاليين الذين احتلوا مناطق من شبه الجزيرة العربية في القرن السادس عشر والبعض يقول إنها أقدم كثيرا من الغزو البرتغالي.
رياضة خطرة
على صعيد متصل أصاب ثور هائج رجلين بعد ان طاردهما في شوارع مدينة بامبلونا الاسبانية في ختام مهرجان سان فرمين لسباق الثيران. وعلى مدى اسبوع شارك مئات المتسابقين الذين يرتدون ملابس بيضاء وأوشحة حمراء في السباق اليومي حيث يركضون أمام الثيران في شوارع المدينة الاسبانية الضيقة وحتى حلبة مصارعة الثيران في المهرجان الذي أصبح من عوامل الجذب السياحي.
وأصيب عدد من الرجال بالفعل خلال مهرجان لكن السباق الثامن والأخير كان عنيفا بشكل خاص. فقد انشق احد الثيران على القطيع المكون من ستة ثيران وهاجم عددا من المتسابقين ورفع اثنين منهما على قرنيه وأصابهما بجروح في الساقين. وحاول متسابقون آخرون تشتيت انتباه الثور الهائج ونجحوا في نهاية المطاف في اعادته إلى الحلبة. وتستمر السباقات النهارية عادة ما بين ثلاث وخمس دقائق ويشارك الثيران بعد ذلك في المصارعة التي تقام في المساء وتنتهي بقتلهم. كما أصيب في سباق أيضا خمسة رجال آخرين. بحسب رويترز.
وقالت هيئة المستشفيات في منطقة نابارا ان هناك تسعة رجال يعالجون في المستشفيات من اصابات لحقت بهم. وأحد المصابين هو الامريكي بيل هيلمان الذي شارك في تأليف كتاب بعنوان "مهرجان: كيف تنجو من ثيران بامبلونا." وخلال مهرجان هذا العام نطحه أحد الثيران وأصابه في فخذه بعد أن سقط على الارض. واعتاد معظم المتسابقين على شرب الخمور والرقص طوال الليل قبل المشاركة في السباق الذي يبدأ في تمام الثامنة صباحا (0600 بتوقيت جرينتش) وإن حاولت السلطات الاسبانية الحمل على التصرفات المستهترة في السنوات القليلة الماضية.
بطولة العالم لـ"الشيشة"
في السياق ذاته قررت السلطات المصرية إلغاء بطولة العالم لـ"الشيشة"، التي كان من المقرر أن تقام في القاهرة وملاحقة القائمين على تنظيمها، باعتبار أنها تمثل "خرقاً" لعدد من الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر، وخاصة المتعلقة بمكافحة التبغ. وقال وزير الصحة، عادل عدوي، في تصريحات أوردها التلفزيون الرسمي، إنه "تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد القائمين على مسابقة بطولة العالم للشيشة"، والتي كان من المزمع عقدها بأرض المعارض بالقاهرة، لمدة يومين.
وأكد الوزير المصري أنه تم منع "البطولة"، نظراً لأنها "تُعد خرقاُ واضحاُ لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية، والتي وقعت عليها مصر، بشأن مكافحة التبغ، والتي تشمل مجموعة من الإجراءات الهادفة لحماية الناس من آثار استهلاك التبغ ودخان التبغ غير المباشر." ونشر تقرير مصور حول الاستعدادات بالعاصمة المصرية لتنظيم بطولة العالم في الشيشة، تحت اسم Hookah Battle أي "معركة الشيشة"، على أن يتم تصعيد الفائز بها إلى بطولة "كأس العالم"، المقرر تنظيمها فيما بعد. بحسب CNN.
ونقل موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، عن رئيس "جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر"، عصام المغازي، أن استهلاك التبغ، يأتي في مقدمة أسباب الوفاة التي يمكن تجنبها. وأضاف المصدر نفسه أن تدخين التبع يسبب ما يزيد على ستة ملايين حالة وفاة في مراحل مبكرة من حياتهم سنوياً، منهم أكثر من خمسة ملايين ممّن يتعاطون التبغ، أو سبق لهم تعاطيه، وأكثر من 600 ألف من غير المدخنين، الذي يتعرّضون لدخانه بطريقة غير مباشرة. ولفت التقرير إلى أن اتفاقية مكافحة التبغ دخلت حيز التنفيذ في فبراير/ شباط 2005، وأصبحت تلك الاتفاقية، اعتباراً من ذلك التاريخ، ملزمة بالنسبة للأطراف الموقعة عليها، ومن بينها مصر، ممّا يعني أن تلك الأطراف باتت مجبرة على تنفيذ تدابير مكافحة التبغ، وفق الأحكام المبيّنة في الاتفاقية.
اضف تعليق