المرأة لغز مفتاحه كلمة واحدة ألا وهي الاهتمام....
الأنثى يالها من رقيقة، انها وان كبرت ستظل طفلة صغيره، تبحث عن الحب والحنان في كل زاوية، ترجو السكون في احضان رجل يحبها ويقدرها، انها وان كانت جاهلة تعرف الحب أحسن من أعلم علماء العاطفة،
ولكن قليل من يهتم بهذا الجانب الحياتي وينسى انها ريحانة، ستخسر جمالها وحيويتها بالإهمال، رفقا بها، يظن الرجل عندما يكد للحصول على لقمة العيش ويجلب معه فاكهة للبيت انه في منتهى الرومانسية وينسى انها بحاجة الى أن تسمع منه ما طاب من الكلام.
تتمنى المرأة ان تحصل على وردة من شريك حياتها، ربما يظنني البعض تافهة، ولكن المرأة بسيطة الى أبعد الحدود، بسيطة للدرجة التي يمكنك فتح عقدها بالاهتمام والكلمات الرقيقة، فهي بمجرد سماع كلمة جميلة تنسى كل آلامها وتنسى انها كانت تشكو قبل لحظات من الأرض ومن عليها، يخمد نار غضبها وتكمل مسيرتها وترجع لتكمل عملها من واجبات أو اعمال البيت.
المرأة لا تنسى بسهولة وتحتفظ بكل شيء كما قال الرسول (ص): قول الرجل للمرأة أني احبك لا يخرج من قلبها ابدا.
طلبتُ منه مرارا أن يرتل هذه الكلمات على مسامعي، ولكن دون جدوى وكم كنت أحزن عندما كان يتكلم مع أصدقائه الرجال ويقول لهم حبيبي، عيني، تدلل، كنت أشعر بالغيرة، قلبي المسكين أصيب بالجفاف، انا من كنت يجب أن يسمع هذه الكلمات، انا من كنت أستحقها حقا !ولكن أحيانا يصبح الزواج حملاً على أكتافنا ونصبح كالسجناء فيه، يجب أن نكمل مسيرتنا لا محالة.
كأنه خُلق ليتألق خارج المنزل، كان يهتم بمظهره، وعند الخروج كان لابد أن يكون أنيقا ويتعطر ويبرز جماله للآخرين، ولكن عند رجوعه من العمل كان يجب عليَّ أن أتحمل رائحته الكريهة.. وكم كنت اكره هذه الحالة التي كنّا فيها. في الأماكن العامة عند خروجي كنت أتلذذ من شم العطور التي كان يستخدمها الرجال خارج المنزل، دائما كنت أسمع ان المرأة يجب عليها أن تحافظ على نظافتها ونظافة البيت، وأن تكون أنيقة، وكنت أهتم بكل الجوانب وأحرص على أن أهتم به حتى لا يتركني، لا يهجرني أو بالأحرى حتى لا يخونني ولكن هناك سؤال كان يدق كناقوس فوق زوايا مخي، هل يُقال للرجال أن يحافظوا على نظافتهم؟ هل هناك أحد ينصح الرجل أن يهتم بنفسه عند تواجده في البيت؟ أم لأنهم رجال خلقوا ليفعلوا ما يريدون!.
هل يجب أن تكون الأنثى خادمة تحت أيديهم؟ وتتحمل كل شيء، أليس نبينا هو من حث الرجال على ان يهتموا بمظهرهم لكي لا تقع النساء في المعاصي وقال (ص):
النِساءُ يُحْبِبْنَ اَنْ يَرينَ الرَّجُلَ فِي مِثْلِ ما يُحبُّ الرَّجُل اَنْ يَري فِيهِ النِّساء مِنَ الزِينَةِ»؛
ولكن كلما كنت أتكلم عن هذا الموضوع، كنت أذل من نفسي اكثر، كان يصرخ ويقول ماذا تريدين هذا انا !
ان لم يعجبك ارجعي من حيث أتيتِ.. الحياة الزوجية كالزجاج، أحيانا تنكسر بسبب افعال وكلمات قاسية. عندما كنت اشعر بالضيق وأضيع في دوامة الحياة، حيث لم اجد من يفهمني، كنت ألتجئ الى عالمي المجازي حيث الحب والكلمات الطيبة، وهناك مئات النماذج مثلي.
كنّا نتبادل الأحاسيس، كنت مسرورة جدا بتواجدي هناك، كأنني أأخذ استراحة وأشحن نفسي بذبذبات إيجابية وأرجع مرة أخرى الى عالمي البائس.. في البداية كنت مسرورة جدا وكنت أشعر انني في القمة، حقيقة عند تصفحي كنت كطير أحلق وراء أمالي، كم كنت بسيطة.. كنت أتفقد الاهتمام فقط، وكم كنت ساذجة حينما كنت أظن إن هناك من يروي جذوري المتعطشة !
ولكن دون جدوى...
في البداية كنت أتكلم مع البنات فقط ولكن بعد مدة شعرت انني لازلت متعطشة، كان الفراغ كأنه وحش قوي يركض خلفي أينما ذهبت وكأنه جالس على صدري ليقضي عليّ.. وكاد يخنقني بيديه القويتين! فراغ لم أتمكن أبدا أن أملأه، في هذه الفترة هناك من كان يرسل لي في البداية صور ثقافية وافلام عن التكنولوجيا، بعد مدة قصيرة تعودت على رسائله، في بعض الأحيان تعتاد عين الإنسان على بعض الألوان، ويفقد القدرة على أن يرى غيرها، ولو أنّه حاول أن يرى ما حوله لاكتشف أنّ اللون الأسود جميل، ولكنّ الأبيض أجمل منه، وأنّ لون السّماء الرّمادي يحرّك المشاعر والخيال، ولكنّ لون السّماء أصفى في زرقته.
كنت اتلهف لرؤية رسائله واتشوق عندما ارى اسمه يظهر على صفحة شاشتي، وإذا لم يراسلني يوماً كنت اشعر بالضيق كأن هموم الدنيا تنصبّ على ظهري، بعد يوم مرهق عندما كنت التجئ الى زوجي لأسكن واجد لديه الراحة التي كنت ابحث عنها، واتمدد في الفراش، كان يجتاحني التفكير بحياة باردة لا فائدة منها، كنت ابتعد عنه يوما بعد يوم اكثر من قبل.
كان يعاملني بقسوة! أصبح زوجي كأي شيء موجود في البيت مفروض على حياتي، كان يجب أن أتحمله رغما عني، كان يعاملني ببرود قاسي، وفي المقابل هناك حرارة المواقع الاكترونية، كانت تساعدني لئلا اتجمد، كان الموقع الاكتروني يجذبني بشدة، بعد يوم صعب كانت رسائل صديقي الجديد تريحني وتجعلني أثق بنفسي، كان يمدحني ويغازلني وكأنه يعرفني منذ زمن بعيد، يعرف تفاصيلي، ماذا أحب و... كنت متفاجئة منه، ويالتفاهتي لم احتمل في وقتها انه تعلم كيف يخاطب النساء من كثرة علاقاته، اتضح لي فيما بعد انه كان يتكلم مع كثيرات ويصادق الجميع، كم كنت ساذجة.
النساء أكثرهن يحملن صفات متشابهة، يحببن كلمات رقيقة جذابة، يحببن أن يمدحهن أحد ما، طالت الصداقة بيننا وانا كأنني كنت مصابة بالعمى، نسيت كلمة اسمها الحرام وهذه العلاقات محرمة، وكان ما يزيد الأمر حدة أنني كنت متزوجة، كان الأمر بمثابة حرب باردة تقضي بهدوء على فريستها من دون ان تشعر به.
في عالمي المجازي أنت ترسل رسائل فقط! لم تقترف أي خطأ ولكن تتطور العلاقات بمرور الزمان. في كل يوم يقترب الطرفان اكثر من بعضهما البعض!.
فما بالك اذا يكون هناك كلام رومانسي أو رسائل حب واشتياق! أصبحت علاقتنا أقوى بكثير حقا كان يسد حاجتي العاطفية، وكان يهتم بي وكنت اجده جنبي دائما. عندما كنت احزن كان يتكلم إليّ كي أنسى حزني وأرتاح ، وعندما أكون قلقة كان يساعدني لأفعل الأفضل، كان يبعث بي الأمل، كنت أتمنى ان لا يوقظني أحد من حلمي الجميل، هذا الحلم كان حلو المذاق احلى من واقعي المر، ولكن كان حلما في عالم مجازي.
لا حقيقة له، كان كالسراب.. لن يجدي نفعا....
هذه العلاقة أصبحت كالمحيط يغرقني، كلما كنت أتحرك اكثر كنت أغوص في داخله ولكن الحقيقة يجب أن تظهر وسرعان ما تسقط الأقنعة عن وجه الممثل.. طلب مني أن ألتقي به، أصبح يطلب ذلك مرارا عندما عرفت ما هو سبب كلامه الجميل ورسائله، ادركت كم كنت مخطئه، هذه الخطوة منه كانت كالصفعة على وجهي !
ها انا اخيرا ادركت ماذا فعلت! وأي طريق خطير سلكت!
الى أين وصل بي الأمر؟ شعرت كأن روحي الطاهرة تلوثت، وانني أهنت بهذا الأمر المقدس نفسي، ومضيت في هذ الطريق المظلم، نسيت انني احمل على عنقي أمانة مقدسة وهي (الزواج)، يجب أن أحافظ عليها. فمهما كان الأمر لا يحق لي أن ادخل في علاقة مع رجل آخر.. تأسفت على نفسي كم كنت ضعيفة حتى نال مني الشيطان بهذه السهولة.
أخاطبك انت ايها الجبل، يا من تتحمل الحر والبرد لجلب لقمة العيش، يا من تسعى لتجعل حياتك أكثر رفاهية، انتم الرجال كالــجبـال.. ولكن هنا من الجبال تتفجر من حجارتها الانهار، وبعض الجبـال لايؤثر فيها لا عوامل تعـــــريه ولا عوامـل جويـة. المرأة أمانه في رقبتك تضحي بكل شيء لأجلك عاملها بلطف ولا تهملها اروِها بكلامك الجميل لتشق الأرض وتنبت ريحانة.
رفقا بهذه الريحانة.. لا تجعلها تذبل بل اعتني بها لتفوح رائحتها العطرة لتنتعش منها، ترتعش قلوب النساء اذا مرت بها ريح الاهتمام، لا تتجاهلها، فبالتجاهل سوف تقتلع جذورها، رتل على مسامعها كلمات طيبة لأن رسولنا (ص) هو من قال: الكلمة الطيبة صدقة.
لا تدفعها بيديك الى مستنقع الخيانة، فهناك الكثير من ينتظر أن يغتنم الفرصة ويسحق وردتك، فحافظ عليها بكلامك الجميل وليس بالقوة والخشونة، ما أجمل أن تأتي المرأة بقلبها الصادق والرجل بعقله المتفاهم ويجتمعان معا، سيكونان جسدا رائعا، ولكن ليت الرجل يقدر عاطفة المرأة وليت المرأة تقدر عقلانية الرجل واخلاصه لها.
اضف تعليق