لدى حمودي رؤية واضحة لمستقبل أعماله الإنسانية. يطمح إلى توسيع نطاق العمل وتطوير مشاريع جديدة، حيث يخطط لفتح المزيد من المشاريع التنموية التي تساعد على تحسين أوضاع العائلات المحتاجة. يؤمن بأن مدينته سامراء ستظل رمزًا للعطاء، وأن الجهود الخيرية ستساهم في تقليل نسبة الفقر بشكل كبير في السنوات القادمة...
في قلب محافظة صلاح الدين، حيث تتناغم الجبال مع نهر دجلة، وُلد محمد فليح رحيم، المعروف باسم "حمودي المختار" في عام 1997. كانت طفولته عادية، لكن روح العطاء والمساعدة كانت تنمو في قلبه منذ نعومة أظفاره. عندما بدأ رحلته بين الدراسة والعمل، كانت التحديات التي واجهها كالأثقال التي لا تفارق كاهله، ولكنه قرر أن يمضي قُدُمًا محققًا أحلامه وطموحاته.
مراحل النشأة والتعلم
تدرج حمودي في دراسته، حيث بدأ من المدرسة الابتدائية ثم الإعدادية، قبل أن ينتقل إلى بغداد لدراسة الإعلام. لم يكن التعليم سهلاً، فقد واجه ضغوطات متعددة، لكن شغفه بالتعلم ومساعدته للآخرين كانا الدافع الأكبر له. الآن يدرس الجامعة ويعمل على اكتساب المهارات والخبرات التي مهدت له الطريق نحو خدمة مجتمعه.
بداية العمل الإنساني
أثناء فترة دراسته، تطور لدى حمودي شعور عميق بالمسؤولية تجاه مجتمعه. ألهمه كبار السن الذين كانوا يترددون عليه في مدينته، مما جعله يدرك قيمة المساعدة والعطاء. بدأ بمساعدتهم بشكل فردي، مما أتاح له الفرصة لتكوين علاقات وثيقة مع المحتاجين. من هنا، ولدت لديه فكرة تأسيس فريق تطوعي يحمل اسم "بصمات مضيئة"، حيث جمع فيه مجموعة من الشباب المتحمسين للعمل الإنساني.
تأسيس مؤسسة القشيب
تحت رعاية هذا الفريق، أسس حمودي "مؤسسة القشيب للتنمية والإغاثة"، والتي كانت تهدف إلى تقديم الدعم الإنساني في كل أنحاء العراق، مع تركيز خاص على الأيتام وذوي الدخل المحدود. ومع مرور الوقت، أطلق عدة مشاريع إنسانية تهدف إلى تلبية احتياجات المجتمع. على الرغم من قلة الدعم الحكومي، استطاع حمودي وفريقه تقديم 11 مشروعًا مجانيًا للعائلات المحتاجة، مما أثار إعجاب المجتمع وأدخل السعادة إلى قلوب الكثيرين.
المشاريع الإنسانية
من بين المشاريع التي قام بها، كان هناك مشروع "دواء"، الذي يختص بتقديم العلاجات والفحوصات الطبية. كما أطلق مشروع "بناء وطن" الذي ساهم في بناء منازل للأيتام. عمل أيضًا على توفير كراسي متحركة لذوي الهمم، وإطلاق فرص عمل للشباب والأرامل من خلال مشروع "رزق". بالإضافة إلى ذلك، كان هناك مشروع "الكسوة" الذي يهدف إلى توفير الملابس، ومشاريع أخرى تتضمن توفير الأجهزة الكهربائية والسلات الغذائية والدعم الدراسي.
التواصل مع المجتمع
لتأمين الدعم اللازم، كان حمودي يعتمد على نشر المناشدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما ساهم في بناء شبكة واسعة من المتبرعين. وقد استطاع التغلب على التحديات المالية من خلال بناء علاقات قوية مع الأفراد الذين آمنوا بعمله. استخدم منصاته الاجتماعية لتوثيق الحالات الإنسانية، مما زاد من ثقة الناس به وبعمله.
العزوبية والالتزام بالعمل
ورغم الضغوط الاجتماعية للزواج، اختار حمودي العزوبية في الوقت الحالي. كان يقول: "ما أتزوج إلا يخلصون الفقراء"، مشيرًا إلى استعداده للتضحية براحته الشخصية من أجل مساعدة الآخرين. كانت لديه عائلة ميسورة الحال، لكن قلبه كان مع الأيتام والمحتاجين الذين يعتبرهم كعائلته.
أثر العمل الخيري على حياته
أثر العمل الخيري على حياة حمودي بشكل إيجابي، حيث زادت ثقة المجتمع فيه. كان يعتقد أن من كان مع الله كان الله معه، وقد شعر بالتوفيق والبركة في حياته، إذ أصبحت علاقاته الاجتماعية أقوى بعد أن رأى الناس صدقه في العمل.
الآمال المستقبلية
لدى حمودي رؤية واضحة لمستقبل أعماله الإنسانية. يطمح إلى توسيع نطاق العمل وتطوير مشاريع جديدة، حيث يخطط لفتح المزيد من المشاريع التنموية التي تساعد على تحسين أوضاع العائلات المحتاجة. يؤمن بأن مدينته سامراء ستظل رمزًا للعطاء، وأن الجهود الخيرية ستساهم في تقليل نسبة الفقر بشكل كبير في السنوات القادمة.
تُعَد قصة محمد فليح رحيم، "حمودي المختار"، مثالًا حيًا للإنسانية والإصرار. من خلال عمله الدؤوب وعطائه اللامحدود، استطاع أن يكون مصدر إلهام للكثيرين، مبرهنًا أن الخير ليس له حدود، وأن الإنسانية تتجاوز كل الفوارق.
اضف تعليق