احتلت الأم مكانة رفيعة لدى حضارات الشعوب منذ قديم الزمان، فقرنوا الأمومة بعقيدتهم الدينية منذ الألف الثالث قبل الميلاد، وأطﻠﻘﻮا عليها اﺳﻢ اﻷم اﻟﻜﺒﺮى، ﻋﺸﺘﺎر، نيروزا، سيدة الزهر والربيع واﻟﺨﺼﻮﺑﺔ، ثم رﺳﻤﻮا لها اعيادا ﺗﺨﻠﺪ عطاءها.. اذن هي التي تهز السرير بيمينها وتهز العالم بيسارها...
لاشك الاسرة تمثل احدى نظم المجتمع المهمة، وترتكز على الرجل والمرأة، وثمرة العلاقة بينهما هم الاطفال، فاستقرار الاسرة وتماسكها الاجتماعي ضرورة هامة لضمان بقائها واستمرارها، حيث الوصول إلى الأهداف والوظائف المكلفة بها من قبل المجتمع، وحينما نبرّز دور المرأة في الاسرة نجد انها تقوم باعمال رائدة في بيتها، تفوق قدرتها الجسدية في الغالب، فهي تقوم بأدوار، كونها أم وزوجة وربة بيت، اضافة الى عملها خارج فضاءات البيت، لتكون مفتاح للتنمية المستدامة للاسرة.
اذن قيام المرأة بالحفاظ على بيتها وتطويره، سيؤدي في النهاية إلى الحفاظ على المجتمع وتطوره، وهذا التطور والتقدم الاسري مرهون باعمال المرأة، حيث تقوم باعمال المنزل وترتيبه يوفر الراحة النفسية لزوجها ولأولادها، وقيامها بإدارة المال بالشكل العقلاني المتزن يبعد الأسرة عن المشاكل المادّية، كما أن وعملية تنظيم الوقت.
وهذا عامل مهم جدا في التربية والحياة بحيث تحقّق جميع أعمالها، فهذا الامر ضمانة مهمة لها وللجو الأسري المستقر والدافئ، ولا ننسى ان دورها كزوجة هو تعزيز دور الزوج من خلال تقديم الاحترام والتقدير له، وتقديم المساعدة له في حل ازماته بالرأي النافع من خلال المشورة والمناقشة، ثم انها تقوم بتقوية موقف زوجها من خلال حفظ ماله وسرّه.
وكل هذا يتم بالمعاملة الصادقة الطيبة والكلام الطيب، فيشعر الزوج بالارتياح والاطمئنان في بيته وبين أفراد أسرته، ومن هنا، فان دور المرأة المثالي هذا لا يمكن الاستغناء عنه في الأسرة، وتعد الأسرة لبنة المجتمع الصغيرة والتي تسهم في بنائه، ومن أهم الأدوار التي تقوم بها المرأة هي رعاية الأبناء وتربيتهم التربية الصالحة، كما اسلفنا، وتقوم بالمحافظة على تماسك الأسرة واستقرارها من خلال إشباع الجو الأسري بالمحبة والود والعاطفة، كما أنها تقوم بتقديم الدعم العاطفي للأسرة بما تمتلكه من عاطفة وحب وحنان تجاه أطفالها وزوجها، وتعمل أيضَا على تعزيز دور زوجها من خلال تقدير دوره واحترام مكانته في الأسرة.
لذا احتلت الأم مكانة رفيعة لدى حضارات الشعوب منذ قديم الزمان، فقرنوا الأمومة بعقيدتهم الدينية منذ الألف الثالث قبل الميلاد، وأطﻠﻘﻮا عليها اﺳﻢ اﻷم اﻟﻜﺒﺮى، ﻋﺸﺘﺎر، نيروزا، سيدة الزهر والربيع واﻟﺨﺼﻮﺑﺔ، ثم رﺳﻤﻮا لها اعيادا ﺗﺨﻠﺪ عطاءها.. اذن هي التي تهز السرير بيمينها وتهز العالم بيسارها، ولها دور كبير في بناء المجتمع وتنشئة جيل واعٍ ومُحِبّ؛ فهي رمز للمحبة، والعطاء، والتضحية، ومهما حاولنا أن نرد جميلها فلن نستطيع.
على الصعيد نفسه، فأن متلازمة الترابط المجتمعي تبدأ من مدى ترابط الأسرة، كونه يلتئم بتكوين أبناء أسرة ذات حياة سعيدة ودافئة، تجعلها قادرة على مواجهة ملمات الأمور وصعوباتها على مدى الأحداث المتعاقبة، ومن ثم ولادة ترابط المجتمع.
من هنا جاءت دعوات الشرائع السماوية في إبرام العقد، أو الرباط المقدس المتمثل في عقد الزواج، الذي يجمع بين الزوجين جمعًا تباركه السماء والأرض، وبغير هذا العقد المبارك، لن تكون للأسرة ديمومة، ولن يكون لها بقاء، حسب تجارب مسيرة الإنسان الحياتية، وفي حالة انحلال هذا العقد المقدس، كما في بعض المجتمعات الغربية، فتكون حصيلة ذلك انحلال المجتمع بكثرة الجرائم والتحلل الأخلاقي، ونحن نبحث في مساحة العكس هذا أي ضمن خيمته وجعله الركيزة، نلاحظ ان هذه المجتمعات وادعة، مستقرة، تقل بين ظهارنيها الجرائم والتفكك.
إذن هذه الأسر، قد نجحت في تقديم أبناء صالحين محافظين على ما بناه آباؤهم، فهم خرجوا للحياة بدالة عقد ملزم للزوجين، كي يقوما بدوريهما تجاه بعضهما، وتجاه أبنائهما بعد ذلك، وليكون الضمانة الأساس للحفاظ على الحقوق الزوجية والمجتمعية، ثم ان هذه الوثيقة الوحيدة، هي التي يعترف بها المجتمع الرشيد في العلاقات الإنسانية، وعلى أساسها يقوم المجتمع بواجبه تجاه الزوجين.
فما هي العوامل التي تحافظ على هذا الرابط، فمثلا عامل الاختيار الذي يكون أول ما يكون عند التفكير الصحيح لارتباط الزوجين، فمن الحكمة البينة والتفكير المنطقي السليم أن يختار كل زوج شريكه على مجموعة من الأسس، التي تعلن التواؤم بينهما وتبشر بالديمومة لهذا الزواج، وأساس التكافؤ في كل شيء؛ في التعليم وفي الوسط الاجتماعي وفي الفكر، وتكافؤ الدين والأخلاق، والمقصود به التقارب بين الزوجين في هذه الأمور، وليس التطابق المطلق، فهذا أمر بعيد الوجود.
فقد خلق الله الناس مختلفين في عاداتهم وطبائعهم وتفكيرهم والتزامهم، ونحن نعول في مقالنا هذا على التكافؤ، لأنه يساعد على استقرار البيوت ويحميها من الاكتواء بنار الخلافات، بعد ذلك يساعد على خلوها من المشكلات، أو على أقل تقدير تقليلها، حتى لا تخرج عن حدود الأسرة، اي المحاكم وما شابه ذلك، وحين خروجها قد يتعدى الأمر لاسامح الله بهما إلى صعوبة الحياة بينهما، والانجرار إلى ويلات القضايا ومأساة الانفصال.
وبالتالي فان الأسرة المثالية في تكوينها تنتج شخصية سوية متزنة نفسياً وصحياً.. ولهذا نجد الشخص الاجتماعي الناتج من الاسرة مقـبلا على الحياة، حاملا سمة ضبط النفس والتحكم في السلوك، وكذا يحمل سمة الشخصية المرنة المتقبلة للآخرين، والمتعاونة الفعالة والمؤثرة، ولها القدرة على تحمل المسؤولية اعتمادا على الذات وبتكوين هكذا اسرة بهذه السمات المثالية، حريّ بها ان تكون مجتمعا قويا ومتماسكا.
اضف تعليق