الأزواج الذين شعروا باندماج مشاعرهم وأفكارهم لتكوين هوية مشتركة متوازنة بدت علاقتهم أكثر ثقة، وكانوا أقدر على التعامل مع المشاكل الزوجية، اختلافات ليس سلبياً بالمطلق لكون لكل انسان مزاجه المختلف ولو بحثت في الـ (7) مليار انسان الذي يعيشون تحت سماء واحدة لوجدت لكل منه ما يفرقه عن الآخر...
في بداية كل حالة زواج ومنذ الايام الاولى للارتباط والخطوبة تبدو عدة اختلافات بين الطرفين ويقابله توافق وتماثل في سمات واهتمامات اخرى، وهذه الاختلافات والاتفاقات اما ان تقوي العلاقة وتعبر بها صوب الامن الزواجي والديمومة، واما ان تؤدي الى انهيار هذه العلاقات، ومن هنا تأتي اهمية ان تكون هناك اهتمامات مشتركة بين الزوجين، وهل يمكن انشاء اهتمامات مشتركة لتحسين العلاقة الزوجية.
في هذا السياق يؤكد خبراء العلاقات الزوجية ان الكثير من الأنشطة التي يقوم بها كل من الزوج والزوجة تشهد على الاختلافات الفطرية بين الرجل والمرأة، منبهين إلى أنه لا حرج في أن يكون للأزواج والزوجات ما يعجبهم وما يكرهون على اختلاف شخصياتهم ومواهبهم وخبراتهم، ومع ذلك سيكون من الخطأ الفادح أن يفترض أحد الزوجين أن كل لحظة من أوقات الفراغ يجب أن تخصص لمصالحه الفضلى واهتماماته، وألا يلتقي الاثنان أبدا.
كما اكد علماء النفس على اهمية وجود هوية مشتركة تجمع الأزواج وهو ما أطلقوا عليه مصطلح (اندماج الهوية)، ففي دراسة متخصصة بهذا الشأن قالت "الأزواج الذين شعروا باندماج مشاعرهم وأفكارهم لتكوين هوية مشتركة متوازنة بدت علاقتهم أكثر ثقة، وكانوا أقدر على التعامل مع المشاكل الزوجية".
اختلافات ليس سلبياً بالمطلق لكون لكل انسان مزاجه المختلف ولو بحثت في ال(7) مليار انسان الذي يعيشون تحت سماء واحدة لوجدت لكل منه ما يفرقه عن الآخر لكن بالنتيجة تتكامل هذه الامزجة او تقترب من بعضها لتعيش من دون تقاطاعات قد توصل الى طلاقات او علاقات مشوهة من شأنها ان تنعكس على الطرفين علاوة على تأثيرها على الاطفال، اذ انها تدخلهم في مناكفات تؤثر على نفسياتهم وتجعلهم غير امنين ولا مستقرين، ومن هنا يأتي التفضيل لأن تكون هناك مشتركات تطفئ هذه النار في المنازل.
حين تكون بين الزوجين نقاط اتفاق فمن الطبيعي انها تؤسس لاسس متينة في العلاقات الزوجية والعكس هو المنطقي دائماً، اذ ان المرأة التي تريد تقوية اواصر علاقتها بزوجها تبحث عن اهتماماته وهواياته لتمارسها معه سعياً منها لتنجمع مع زوجها فعلا في روح واحدة، على سبيل المثال لو ان الزوج يهوى كرة القدم فتدتهد الزوجة في مشاركة زوجها متابعة مباراة كرة قدم فأن ذلك سيجعل زوجها يشعر بقربها منه وهذه المشاركة البسيطة من شأنها ان تحسن الروابط الإيجابية بينهما، وتزيل الجفاف من العلاقة، ما ينعكس بالطبع إيجابيا على علاقتهما بصورة كاملة.
تشارك الزوجان في الهوايات والاهتمامات يؤدي بالضرورة الى توطيد العلاقة بينهما، فالحياة الزوجية تتطلب قدراً من التكامل والمشاركة والمشاعر ويعتمد نجاحها على رغبة كل طرف في خلق نوع من التوازن في العلاقة، وذلك حتى لا تصبح الحياة الزوجية مجرد نوع من التعايش دون وجود الإحساس بالحب، ولاجل هذا يجب خلق اهتمامات مشتركة تعطي هذا الزخم في العلاقات الزوجية.
كما ان تشارك الهوايات له من العائدات الايجابية الكثير فهو يعطي صورة للابناء بالترابط الروحي والتقارب بين ابويهما ويمنحهم رغبة في البحث عن الشريك المستقبلي القريب منهم ليكونوا كما ابائهم وبالتالي يفتشون جيداً في دهاليز الحياة للبحث عن الشريك اللائق وهذه احدى الفوائد العظيمة في الحياة، ومن اجل كل ذلك ندعوا الزوجين لتكوين اهتمامات مشتركة بينهم.
اضف تعليق