يتدخل الاهل في جميع مفاصل الحياة خصوصا في المراحل الأولية من عمر الاولاد، تراهم يختارون الملبس والمأكل واوقات النوم، وكذلك الأصدقاء ووقت الخروج معهم، ولكل هذا نتائج سلبية على شخصية الفرد، ويكتمل مسلسل التدخل الى درجة اختيار الكلية او التخصص الذي سينهي مستقبله الدراسي فيه، دون مراعاة الإمكانات الفردية للابن وقدراته العلمية...
لا تجبروا اولادكم على فعل شيء معين او دخول حقل دراسي بعيدا عن رغبتهم، فان الاجبار ثمنه الفشل ولا يؤدي الى النجاح المطلوب، ولكل قاعدة شواذ.
يتدخل الاهل في جميع مفاصل الحياة خصوصا في المراحل الأولية من عمر الاولاد، تراهم يختارون الملبس والمأكل واوقات النوم، وكذلك الأصدقاء ووقت الخروج معهم، ولكل هذا نتائج سلبية على شخصية الفرد.
ويكتمل مسلسل التدخل الى درجة اختيار الكلية او التخصص الذي سينهي مستقبله الدراسي فيه، دون مراعاة الإمكانات الفردية للابن وقدراته العلمية، الشيء المهم هو ان يتحدث الوالد ان ولده في المرحلة الثانية او الثالثة بكلية الطب او الهندسة او القانون وغيرها من التخصصات الاكاديمية.
إكمال الدراسة في قسم دراسي يعني اختيار المهنة المستقبلية، وهنا تكمن أهمية وخطورة هذا الامر بالتحديد، ولان الامر يتعلق بالمستقبل هنا يتوجب تدخل الاهل بالقدر المحدود، كأن يكون تقديم النصح للابن وشرح مميزات هذه الكلية عن تلك، وما يمكن ان تقدمه له في المستقبل من مكانة علمية واجتماعية مرموقة.
وهنا يؤكد خبراء التربية ان المعرفة السليمة والوعي الكامل للأهل يدفع بالابن نحو جادة الصواب والبناء وتحمل المسؤولية في اختيار الوجهة المستقبلية التي تتماشى ومهارته الفردية واهتماماته التي يعمل على تنميتها في المستقبل ليكون شخصا مبدعا ومتميزا بين اقرانه.
يركن بعض الآباء الى التدخل بقوة وقسوة في حياة أبنائهم وتحديدا فيما يتعلق بالدراسة الجامعية، دون معرفة ما لدى أبنائهم من قدرات وأدوات تمكنه من النجاح في التخصص الذي ذهب اليه مجبرا، ومعرفة المحيط الذي يمكن ان يعمل فيه في السنوات القادمة فيما بعد التخرج.
إعطاء الابن مساحة كافية في تحديد مسار حياته يسهل عليهم الجهل بالمستقبل المتقلب، فمن الممكن بهذا الاختيار لا يمكن ان يتعرض الى الصدمة المستقبلية الناجمة من عدم ملائمة تحصيله الدراسي مع سوق العمل.
وبديل ذلك يمكن تقديم بعض التجارب الناجحة للابن من اجل الاستفادة منها واستقاء ما يفيد تجربته المهنية ومسيرته التي يراد لها النجاح دون المرور بمحطة الإخفاق المتسبب من الانغلاق على الذات دون الاطلاع على ما يمكن ان يكون المحرك تجاه المستقبل المغاير.
والاطلاع وحده لا يفي بالغرض إذا كان مجرد من القدرة العقلية للتمييز بين اخياره العقلي وميوله العاطفي، فكثيرا ما يحدث ان تتحكم العاطفة او الرغبة الوقتية لسلك طريق معين، ومع تقادم الأيام يثبت العكس، ويعلم الابن ان رغبته لم تبنى على أسس علمية صحيحة.
يروي لنا أحد الأصدقاء المقيمين في بلد أجنبي، يقول ان الآباء في تلك البلدان لا يعلقون على انخراط أبنائهم في دراسة ما، بل يتركون لهم حرية الاختيار، وتقتصر وظيفتهم على تقديم الدعم وكل ما يتعلق بتطوير المهارات الفردية وتحقيق التقدم المهني الذي يلقي بظلاله على المجتمع ككل.
التجربة في البلدان المتقدمة على هذا الصعيد تخلق نوع من التكامل الوظيفي مع التحصيلات الدراسية، وليس من الصواب ان تذهب جميع مخرجات المرحلة الثانوية الى اختصاصات علمية بحتة، وتترك غيرها من الأقسام الإنسانية، فضلا عن التخصصات المهنية، ذلك لان سوق العمل يستوعب جميع التخصصات.
لا يوجد احرص من الاهل على مستقبل الأبناء، فهم ربما الوحيدون يرغبون برؤية أولادهم في اعلى المراتب، لكن قد يكون من الأخطاء الفادحة هو التدخل وحشرهم فيما لا يحبون، مع ذلك لا بأس في أن تكون للأهل كلمتهم من منطلق الرأي والمشورة، وترك باقي الامر للأبناء لتحديد ملامح مستقبلهم.
اضف تعليق