نادرا ما ينجح الزواج الفوقي ومصيره الطلاق في اكثر الحالات وخاصة لو كان الطرفين غير متكافئين فالرجل غني جدا والمرأة جميلة وان الجمال لا يمكن ان تراه العين دائما بنفس الهيئة ولا يبهر طيلة فترة الارتباط بل انه يزول بعد فترة فتبقى التفاهمات والتوافقات بين الزوجين...
حين شُرع الزواج كان الغرض هو الابقاء على النسل الانساني وضمان استمراره، وما يتخلل عملية الاقتران من عملية اختيار الشريك المناسب من جميع الاركان والشروط ينبغي ان يكون بحذر، فلابد ان يكون الشريك بنفس المستوى الثقافي والاخلاقي ومستوى التربية والمستوى العقلي وهذا منطقي جداً وضروري للاستمرار في هذه العلاقة المقدسة، ولم اقرأ يوماً غير هذه المعايير الموضوعية التي يضعها الانسان بين عينه وقت الاختيار، لكني لم اسمع من قبل ان زيجات بزواج يحيطه وتسيره المصالح وهذا هو الزواج الذي يعرف بـ(الزواج الفوقي)، فماهي اسس الاختيار وفق هذا الزواج؟، وهل هو نزعة مكتسبة او موروثة، وماهي المكتسبات التي يحققها لمن يطلبه قبالة الاضرار التي تلحق به؟.
يعرف الزواج الفوقي على كونه الرغبة في الارتباط مع شخص يحتل مكانة اقتصادية و اجتماعية بالدرجة الاولى أي ثري او علمية لتنفيذ مخططات يحلم بها الزوج او الزوجة بدلا من المعاناة بطلب الكثير من الاشياء السريعة التي لا يمكن تحقيقها الا بعد سنوات من الزواج.
الزواج الفوقي هو غريزة تتولد عند النساء لسبب او لآخر تنجذب عبره المرأة الى الرجل الذي له الذي يكون على مستوى مادي واجتماعي مرموق، فهي تحاول ان تستقتل في سبيل اظهار الصفات الانثوية للرجل من اجل استمالته وجذبه اليها، وفي الغالب تبحث النساء المحرومات عن هذا النوع من الزواج لتعويض الحرمان الذي تعرضت له في فترات زمنية سابقة.
مثال على هذا الزواج هو رغبة احداهن بالارتباط بشاب غني يمتلك منزل فخم ويتيح له التسوق اسبوعياً بمبلغ كبير والخروج في سفرات واقتناء الاثاث وجميع الكماليات التي تحلم باقتنائها لكنها فشلت في ذلك، وهو الهدف بغض عن مشاعره تجاه هذا الرجل وعمره وسماته الاخرى، فما يهمها ان هذا الزواج سوف يحقق الامنيات ويمكن اعتباره ناجح الى حد كبير بالنسبة لها والعكس صحيح على المدين ربما القريب والبعيد ايضاً.
والمصداق لهذا المثال هو زواج الممثلات والإعلاميات اللاتي يفضلن الاثرياء او ذوي الطبقة السياسية وسرعان ما تنتهي العلاقة او تصل مشاكلها الى ما هو اكبر من الطلاق لأن الغني والمشهور والسياسي لا يمكن توفير كل شيء يحتاجه الشريك سيما في ما يخص الجوانب النفسية.
حسب دراسات عديدة في مجال علم النفس التطوري، فإن المرأة تميل إلى الزواج من رجل كريم، وقادر على إعالتها، لأسباب فيسيولوجية، وليس بيولوجية، بمعنى أنها خليط من الوضع الاجتماعي، واحتياجاتها الأساسية التي تختلف بأختلاف العصر الذي يعيشه الانسان وما ينتج من تعقيد لهذه الحاجات.
في هذا الزواج تقع المرأة في كضحية كبرى للنتائج فقد ينجح بعض الشباب في اغراء النساء المتلهفات للحصول على مكاسب مادية واخرى اجتماعية فيظهرون على انهم يمتلكون هذه الامتيازات والحقيقة انها مجرد مظاهر زائفة وميدان الآخر لهذا للخداع هو الجامعات والمعاهد وجميع الامكان التي توفر تجمعات مختلطة، فهذه السلوكيات تحصل بمداد غياب الوعي وقلة ادارك الحياة بصورة واعية تمكن الفرد من التعامل معها بنجاح.
نادرا ما ينجح الزواج الفوقي ومصيره الطلاق في اكثر الحالات وخاصة لو كان الطرفين غير متكافئين فالرجل غني جدا والمرأة جميلة وان الجمال لا يمكن ان تراه العين دائما بنفس الهيئة ولا يبهر طيلة فترة الارتباط بل انه يزول بعد فترة فتبقى التفاهمات والتوافقات بين الزوجين، ربما يوفر الزوج كل شيء ولكنه خائن او لا وقت له لقضاء الوقت مع عائلته فتنطلق من هذه الافعال شرارة المشاكل وتؤدي الى الانفصال في كثير من الاحيان او يمكن ان يحصل فتور في العلاقة على اقل تقدير.
في الخلاصة نقول: نظراً لما يحققه هذا الزواج من مضار على اصحابه وابتعاده عن تحقيق الاستقرار العاطفي والعائلي نوصي بالابتعاد عن وحتى التفكير به، ولكون الضرر اكثر من المكاسب الانية التي لن يطول اثرها والرجوع الى المعايير الرصينة التي تحقق الغاية من الزواج.
اضف تعليق