يوصي مرشدو التربية بإعطاء الطفل مبلغاً ضئيلاً من المال كي يتعلم كيف يتصرف به ويشعر بالمسؤولية، حتى وإن ضاع المال وبكى الطفل، فلا بأس في ذلك، يجب أن يذكر الأب أو تذكر الأم أهمية المال والمحافظة عليه كي ينمو لدي الطفل الشعور بالمسؤولية...
عندما يولد الطفل يخضع لبعض التحاليل ويتحمل ألم التطعيم والتلقيح الذي يحفظ حياته، ولكن لماذا هذا العناء؟، ما هي ضرورة اللّقاح؟
اللقاح هو مستحضر بيولوجي، يقدم المناعة الفاعلة المكتسبة تجاه مرض معين. يحوي اللقاح بشكل نموذجي على وسيط يشبه العضوية الدقيقة المسببة للمرض، وغالباً يُصنع من الأشكال المضعِفة أو القاتلة للجراثيم، أو من سمومها، أو أحد بروتيناته السطحية. يحرض هذا الوسيط الجهاز المناعي للجسم ليتعرف على هذا الجرثوم كمهدد له ويدمره، ويبقي لديه نسخة منه كي يستطيع الجهاز المناعي التعرف عليه ويحطمه بسهولة إذا هاجمه، أي من هذه العضويات مرة أخرى. عملية تقديم اللقاح تدعى بعملية التلقيح.
اللّقاح عبارة عن ميكروب ضعيف يدخل في جسد الطفل، يتألم الطفل و يمرض بمرض خفيف كي لا يصاب بالأذى في الكبر، ليصبح لديه المناعة اللازمة التي تقيه من خطر الأمراض الفتاكة أو المستوطنة، بالنسبة لهذا المرض بما إن الأبوين يعرفان ضرورة اللّقاح لذلك فإنهما يتحملان بكاء الطفل والسهر وما يجري على الطفل بعد ذلك حيث يتوجّع من الإبرة ويتحمّل الألم خلال اللّيل، ولكن كل ذلك يمكن أن يتحملاه لمعرفتهما بأن اللّقاح وُجد لفائدة الطفل ولحفظه وحمايته من الأمراض في الكبر، فمثل هذه اللقاحات تبني له الأسس المناعية المهمة في حياته المستقبلية ولهذا يسعى الأبوان للمواظبة على إرسال طفلهما إلى المستشفيات أو العيادات ويتحملان كل ما ينتج عن ذلك من مشقة وتعب.
هذا بالنسبة للحفاظ على سلامة جسد الطفل ولكن ماذا عن الروح؟
الروح أيضا تحتاج إلى لقاح كي يصبح لديها مناعة أيضا، وقد لا يقل لقاح الروح أهمية عن لقاح الجسد، بالنسبة لبعض الأمراض والعاهات الروحية بما أن الوالدين يعرفان ضرورة اللّقاح بالنسبة للجسد، لذلك من الضروري أن يهتما بالجانب الروحي أيضاً ويصونا طفلهما من الإصابة في الكبر بأي مرض روحي لأن الأخير لا يقل في خطورته ومضاعفاته عن المرض العضوي أو الجسدي الذي يصيب بعض أعضاء الجسد الظاهرة أو الخفية.
لقاح التجربة
يجب أن يجرب الطفل بعض الأمور بنفسه كي يصل إلى مرحلة اليقين بأن هذا الشيء غير مفيد بالنسبة له أو مضرّ، لذلك على الوالدين أن يتركا طفلهما ليجرّب بنفسه بعض الأمور ولكن مع مراقبتهم له دون وعيه بعيداً عن الأنظار، "النار تحرق" لا بأس بأن يعرف الطفل أن النار تحرق أصابعه حين يلامسها أو يجرب الاقتراب منها، على أن يتم مثل هذا التجريب في أماكن كبيره بعيدة عن الآخرين تحت إشراف أحد الوالدين وبطريقة مدروسة كي لا يصاب أي أحد بالأذى، ويمكن للأب أو الأم أن تسمح لطفلها أن يقترب نحو النار ليعرف إن النار تحرق يده وتلهب كل شيء في طريقها، هكذا يعرف الطفل بأن اللعب بالنار قد يدفع حياته للخطر، فيبتعد عن النار بعد ذلك من تلقاء ومن دون مراقبة الأب أو الأم، فهو سوف يتعلم أن النار هي مصدر خطر يهدد حياته أو جسده او أشياءه بالأذى...
في التقارير التي أُخذت من المصدومين بألعابٍ ناريه، يقول معظم الأطفال: نصيحتنا للآخرين بأن لا يقتربوا من هذه الأشياء ويبتعدوا عن الألعاب النارية كي لا يعرضوا حياتهم للخطر! إنهم تعلموا هذا الأمر بأنفسهم.
تُرى كيف توصلوا إلى هذه القناعة؟، إنهم قد لا يقتنعوا بحدوث الخطر من خلال الكلام وحده على الرغم من أهميته لهم، بل من واجب الأب والأم أن يعلما وينصحا أطفالهما بالكلام دائما، ولكن التجربة الحقيقة من قبل الأطفال هو الشيء الحاسم للقناعة بالخطر.
لذلك يجب أن يتعرفوا عن طريق التجربة ما هي الأخطار التي قد تطولهم قبل أن يتعرضوا لها على أن يتم ذلك تحت رعاية آبائهم وأمهاتهم وهذه الخطوة غاية في الأهمية للأطفال حتى يتجنبون مكامن الخطر بالتجربة الذاتية وليس بالكلام وحده.
لقاح الشعور بالمسؤولية
يوصي مرشدو التربية بإعطاء الطفل مبلغاً ضئيلاً من المال كي يتعلم كيف يتصرف به ويشعر بالمسؤولية، حتى وإن ضاع المال وبكى الطفل، فلا بأس في ذلك، يجب أن يذكر الأب أو تذكر الأم أهمية المال والمحافظة عليه كي ينمو لدي الطفل الشعور بالمسؤولية، ويتقن المحافظة على الأشياء المهمة في حياته، ومن الأفضل أن يتعلم ذلك بنفسه من خلال التجربة التي يقوم بها هو وليس بالنصح أو الكلام وحده.
هنا لا مجال بالتراجع عن الموقف، يجب أن يتصرف الأب والأم بالحزم المطلوب، وأن يكونا صارمين بالموقف والقرار دون أن يحترق قلبهما عليه ولا يصح إعطائه المال بدلاً عن المال المفقود في نفس الوقت لأنه في هذه الحالة لا يتعلم الطفل الدرس من الموقف، ويسوء الأمر أكثر، لذلك يجب أن يتعلم الطفل بأن عليه أن يحافظ على ممتلكاته. ومن الضروري أن يذكر الوالدان إن اللوم يعطي نتيجة عكسية، فعليهما أن يبتعدا عن لوم الطفل بين الحين والآخر.
إن أكثر الناس يهتمون بسلامة الجسد والحفاظ عليه ولكن يغفلون الحفاظ على سلامة الروح، وبما أن حياة الإنسان مرتبطة بالروح وإن انتهت حياة الجسد سوف تبقى الروح حية، لذلك نؤمن بخلود الروح، وأنها لا تموت بموت الجسد، إذاً بما أن على الوالدين أن يهتما بسلامة الجسد فعليهما أيضا أن يهتما بسلامة الروح، لأن حياة الروح أطول من حياة الجسد وهي التي تأخذ بيد الإنسان إلى السعادة الأبدية أو الشقاء الأبدي....
إن الروح تحتاج إلى الدعاء والتسبيح، والتأمّل، ومحاسبة النفس وتعلّم القيم وهذه اللقاحات المهمة تصون الروح من الوقوع في الخطأ وتحافظ عليها من الأضرار المعنوية المدمِّرة.
اضف تعليق