العادات والتقاليد تعني تقليد الأجيال في هذا أو ذاك المجتمع لمن سبقهم من أجيال، وتتمسك الغالبية من المجتمعات وخاصة العربية بعاداتها وتقاليدها وتعتز بها، حتى وان كانت لا تعني شيئا للمجتمعات الأخرى، ويندرج تحت مصطلح \"العادات\" أفعال، وملبس، ومأكل، وكيفية تعامل، ...الخ، فيعيش الشعوب في العالم حياتهم بناءا على مجموعة من هذه العادات والتقاليد، وهي تختلف في كل بلد باختلاف ثقافتها والبيئة المحيطة بها...
العادات والتقاليد تعني تقليد الأجيال في هذا أو ذاك المجتمع لمن سبقهم من أجيال، وتتمسك الغالبية من المجتمعات وخاصة العربية بعاداتها وتقاليدها وتعتز بها، حتى وان كانت لا تعني شيئا للمجتمعات الأخرى، ويندرج تحت مصطلح "العادات" أفعال، وملبس، ومأكل، وكيفية تعامل، ...الخ، فيعيش الشعوب في العالم حياتهم بناءا على مجموعة من هذه العادات والتقاليد، وهي تختلف في كل بلد باختلاف ثقافتها والبيئة المحيطة بها.
فتعد العوامل البيئية والمناخية من العوامل الأساسية لتكوين ثقافة الشعوب وبالتالي أنماط الحياة التي يتبعونها في حياتهم وممارسة طقوسهم، حيث أن لكل دولة ولكل مدينة ولكل قبيلة عادات معينة تميزها عن المدن الأخرى، كما أن البيت الواحد يكون له عادات وتقاليد تميزه عن المنزل المجاور له، وحتى العائلة الواحدة ربما تمتلك عادات تميزها عن باقي العائلات الأخرى.
لذلك تشكل العادات والتقاليد جزءاً مهما في نظام كل دولة حول أنحاء العالم، ومع اختلاف الجنسيات والاهتمامات والأديان بين البشر هناك عادات وتقاليد خاصّة بكل فرد وعائلة وقبيلة ودولة وثقافة وعصر، فجميع الأفراد داخل مجتمعٍ معين يلتزمون بالعادات والتقاليد، ولا يفرطون فيها، ويعتبرونها قوانينا لا يمكن تجاوزها.
وفي بعض الأحيان قد يعاقب الفرد إذا تجاوز العادات والتّقاليد والأعراف للبيئة المحيطة به، فهي بمعتقدهم ترتبط مع التربية وسلوكيات الأفراد، وربما مع الدين، فالعادات والتّقاليد تشمل العديد من الأمور المحيطة بالمجتمع كطقوس العبادة، وآلية التعامل في المناسبات، والتعامل بين الرجل والمرأة، والتنشئة المجتمعية، والكثير من الأمور.
ففي بعض البلدان كالهند مثلا تشتهر بالعديد من العادات والتقاليد والأعراف ومنها من يتوافق مع أفكار البشرية وربما لا تتوافق مع الغير، ولكن أهل الهند متوافقون عليها ويؤمنون بها ولا يمكن الاستغناء عنها، ومنها إيمانهم بوجود السحر الأسود، حيث سجلت في العام 2014 نحو 160 جريمة قتل في 13 ولاية هندية، لاشتباه السكان بأشخاص بأنهم مسؤولون عن إصابة أحد ما بالضرر بواسطة السحر، ويعود انتشار هذه الجرائم إلى الاعتقاد المتفشي في مناطق الريف، أن كل ضرر يصيب شخصا أو شيئا من أملاكه هو من أعمال السحر الأسود.
أما في توغو فيخرج عدد من أتباع ديانة فودو مسرعين من الغابة في توغو، عراة الصدر تلتف حول أعناقهم أوراق شجر، حاملين نصبا "مقدسا"، في طقس سنوي يمارسونه مع حلول سنة جديدة بحسب تقويمهم، كبيرهم رجل ستيني يدعى ني مانتشي يعتني بتلك القطعة الحجرية الزرقاء، ويقول مانتشي وهو كبير كهنة "الغابة المقدسة"، "لقد بدأنا هذه الطقوس قبل ستة أشهر، واليوم نخرج النصب المقدس من الغابة"، ويضيف "أنا الشخص الوحيد المخول إخراج النصب من قلب الغابة".
وظهرت ديانة فودو في أواخر القرن السادس عشر في مدينة تادو، على ضفاف نهر مونو الفاصل توغو عن دولة بنين، داعية إلى عبادة إله واحد عن طريق التأمل في تجلياته الإلهية ولا سيما في القطع الصخرية، وتقع توغو في الغرب الإفريقي، وهي دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة، يدين أكثر من نصفهم بهذه الطقوس ولا سيما في الجنوب.
وفي نيويورك أقرت عرافة في السادسة والعشرين من عمرها وأم لثلاثة أطفال بذنبها أمام المحكمة بتهمة ابتزاز بريطاني بمبالغ تفوق 500 ألف دولار بعدما اعتقد بأنها تملك قدرات خارقة طالبا منها إعادة صديقته المتوفاة، ولم تقل بريسيلا ديلمارو الكثير خلال مثولها أمام المحكمة في ولاية نيويورك مرتدية ثياب السجينات، وستتم إدانتها رسميا وسط توقعات بأن يحكم بوضعها تحت الرقابة القضائية لأربع سنوات.
وعليه أصبحت العادات والتقاليد مرتبطة بالشعوب وأعمالها وثقافتها ربما تكون سيئة ام ايجابية، والعديد منها تكون غريبة الأطوار وتدهشنا عند سماعها ونستغرب من فعلها، ولكن ما هو غريب لدينا ليس بالضرورة غريب لدى هذه الشعوب، وفي تقرير (شبكة النبأ المعلوماتية) أدناه نستعرض بعض من أغرب العادات والتقاليد.
أسيا
جسوس (خيسوس)، مولينا، كديرة، طوريس، بركاش ( باركاس)، مورينو، المالقي ( نسبة الى مالقة) والغرناطي ( نسبة الى غرناطة) وغيرها، هي أسماء عائلية لأسر مغربية تحمل حتى اليوم سر قصة تاريخية تزيد عن خمسة قرون، عنوانها مأساة لم يطوها النسيان للموريسكي المسلم الذي طرد من بلاد لم يعرف غيرها، على يد المؤسسة الملكية والكنسية في اسبانيا بعد إنهاء الوجود الاسلامي. بحسب السي ان ان.
يثير الموقف الانتقائي الذي صدر عن الدولة الاسبانية في تدبير الماضي الأليم للموريسكيين الذين طردوا بعد سقوط مملكة غرناطة المسلمة عام 1492، عبر موجات متوالية، استياء وخيبة أمل لدى بعض أحفاد المسلمين الأندلسيين والهيئات الجمعوية التي تحمل جرح هذه الذاكرة المفتوحة، وكان البرلمان الإسباني قد صادق مؤخرا على تعديل للقانون المدني الإسباني، يمكّن أحفاد ضحايا التهجير القسري من اليهود السفارديم من الحصول على الجنسية الاسبانية، دون أن يشمل بهذا الاجراء ملايين الموريسكيين الحاملين لمأساة الأسلاف.
في المغرب، أحد البلدان التي استقبلت أكبر موجات الأندلسيين المهجرين بقرار الملكين فيرديناند وايزابيلا، شنّت مؤسسة ذاكرة الأندلسيين التي تهتم بحفظ تراث المغاربة المنحدرين من سلالات الموريسكيين، هجوما لاذعا على قرار البرلمان الاسباني الذي اعتبرت أنه "تصرف عنصري ينم عن فكر تمييزي مخالف للشرائع الدولية المانعة لكل أشكال التمييز، حتى تلك المبنية على اعتبارات دينية".
وفي بلاغ توصل به موقع CNN بالعربية، رحبت المؤسسة بخطوة البرلمان الاسباني ذات التوجه التصحيحي من أجل "التكفير عن الجرم التاريخي الذي ارتكبته السلطات الاسبانية في حق اليهود السفارديم" لكنها انتقدت تجاهل الإجراء التشريعي الاسباني "لما ارتكبته السلطات الاسبانية نفسها في حق مواطنيها الموريسكيين، والذين طردوا ظلما بشكل جماعي أيضا، بفعل مراسيم ملكية اسبانية مماثلة لتلك التي حكمت على اليهود السفارديم بالطرد".
بل دفعت المؤسسة الجمعوية المغربية بعدم دستورية التعديل القانوني الذي يفتح أمام اليهود السفارديم إمكانية الحصول على الجنسية الاسبانية بمجرد توثيق انحداره من يهود الأندلس المطرودين منذ 1492، بغض النظر عن إقامته لمدة معينة على التراب الاسباني، وأوضحت أن هذا التوجه " مخالف للدستور الاسباني الذي ينص على أن اسبانيا دولة لا دينية، أي أن الدين لا يعتمد في تقييم المواطنة" مطالبة بتصحيح الآثار التمييزية للتعديل القانوني الجديد.
وكان رئيس مؤسسة ذاكرة الأندلسيين بالمغرب، محمد نجيب لباريس، قد أشار في ندوة بالرباط حول "التأصيل القانوني لقضية الموريسكيين" إلى أنه من الإيجابي أن تقوم اسبانيا بعملية تصحيحية لجرم اقترفته في حق شريحة من مواطنيها لكنها لا يمكن ان تتوقف عند اليهود حصرا، والا كانت في وضع مناف للشرائع الدولية.
وبينما تم تبرير استفادة اليهود السفارديم من التعديل التشريعي بحفاظهم على الرابط اللغوي مع الأندلس من خلال لهجة اللادينو، لفت نجيب لباريس الى قوة الروابط الثقافية التي حافظ عليها الموريسكيون المسلمون على مدى قرون بدءا بأسمائهم العائلية التي تحيل الى أماكن وأسر مازالت شواهدها قائمة حتى اليوم، فضلا عن التراث الموسيقي الأندلسي والنمط المعماري وغيرها، ووصف هذا الناشط المدني والباحث في الذاكرة الأندلسية اعتماد هذا المقوم اللغوي في تبرير حصر الجنسية الاسبانية على اليهود بأنه مجرد تحايل لتغطية التمييز بين فئتين تقاسما معاناة الاضطهاد والتشريد.
وشدد على ضرورة احترام مقتضات الدستور الاسباني لسنة 1978 الذي ينص على ان إسبانيا دولة لا دينية، بمعنى أنه لا يمكن اعتبار الانتماء الديني قاعدة محددة للانتماء الى الوطن الاسباني، وهو ما يلزم المشرعين الاسبان بإعادة النظر في صياغة القانون، مؤكدًا أن على اسبانيا أن تضطلع بواجب الذاكرة تجاه الموريسكيين كما قامت به تجاه ضحايا الحرب الاهلية وسن قانون يتعلق بذاكرة الأندلسيين ومنع الاحتفاليات الرسمية التي تمجد عمليات القمع والطرد التي ذهبت بأكثر من 600 الف موريسكي وتجريم الكتابات والتصريحات التي تعلل الطرد أو تشيد به أو تشكك في حجمه.
وفي تعليق على هذا الجدل الذي أثاره التعديل التشريعي البرلماني، قال الباحث المغربي المختص في الشؤون الاسبانية، نبيل دريوش، إن التمييز يبدو " واضحا في تعامل الدولة الاسبانية مع إرث مرحلة الاسترداد، فرغم أن اليهود السفارديم كانوا أول من لحقته موجة التنكيل والطرد الجماعي عام 1492 على يد الملكة ايزابيل وزوجها فيرديناند و لم يلحق ذلك المسلمين إلا عام 1609 على يد الملك فليبي الثالث حفيد الملكين الكاثوليكيين، إلا أن الإجحاف الذي لحق المسلمين يعدّ أكثر بكثير ممّا لحق اليهود، كما أن أعداد المسلمين كانت أكبر بكثير".
وتفسيرًا لهذه الانتقائية، أوضح نبيل دريوش، في تصريحات خصّ بها موقع CNN بالعربية، في الرباط، أن اسبانيا "قرّرت التعامل مع اليهود من باب المصلحة لا بواجب تصفية التركة التاريخية لحقبة سوداء، فاليهود اليوم هم أقلية وموزعون على دول مثل امريكا واسرائيل وفرنسا وبعضهم يعد لوبيا متحكما في دواليب القرارات الدولية وبعض الشركات العالمية الكبرى، و حملهم للجنسية الاسبانية لن يكون ثقلا على مدريد، عكس الملف الموريسكي، فالموريسكيون يشكلون اليوم أزيد من خمسة ملايين شخص معظمهم موجود في المغرب وبعضهم في الجزائر و ونس، بل حتى أن جزءا منهم بمالي وتركيا، وتصفية هذه التركة يطرح اشكاليات مازالت الدولة الاسبانية غير قادرة على امتلاك الشجاعة إزاءها".
ومضى الباحث والإعلامي المغربي إلى القول إن تعميم التعديل التشريعي على المسلمين سيضرب في الصميم الأسس التي بنيت عليها الدولة/ الأمة باسبانيا بعد سقوط غرناطة عام 1492 كما ستجعلها أمام كتلة بشرية كبيرة يمكن أن تشكل لوبيا قد يضر بمصالحها اليوم، لذلك لم تقدم حتى على خطوة الاعتذار مثلما فعل الملك المتنحي خوان كارلوس مع اليهود عام 1992 بمناسبة مرور 500 عام على سقوط غرناطة، انها "قضية تخضع للعبة الحسابات والمصالح اكثر منها لضرورة تصفية ارث تاريخي"، يقول الباحث.
يذكر أن يقدر عدد أبناء الموريسكيين في المغرب يبلغ حسب بعض التقديرات زهاء 4 ملايين نسمة، يعيش حاليا معظمهم في شمال المملكة، بل إن بعضهم ما زال يسكن في قرى بمحاذاة السواحل المطلة على مضيق جبل طارق، حيث يمكن مشاهدة السواحل الإسبانية من الضفة المغربية، ويتوزع الموريسكيون أيضاً على دول الجزائر وتونس وبلدان أمريكا اللاتينية.
رومانيا
في السياق ذاته يظهر معرض مقام في روما ان الرومان اخترعوا كل شيء حتى في مجال الاغذية من "ستريت فود" (اطعمة الشارع) الى عولمة انماط الاستهلاك والاشراف على الاسعار من قبل السلطة السياسية، فبموازاة معرض "إكسبو ميلانو" الدولي المكرس لمواضيع الزراعة والتغذية، ينظم متحف "ارا باتشيس" في روما معرضا تربويا تعليميا بامتياز بعنوان "تغذية الامبراطورية من روما الى بومبيي". بحسب فرانس برس.
وهو ينطلق من تساؤل بسيط: كيف تمكن الرومان من تأمين الغذاء لإمبراطورية ضمت نحو خمسين مليون نسمة وخصوصا لعاصمتهم التي كان يسكنها مليون شخص؟، وهي كانت كبرى مدن التاريخ الى ان اطاحت بها لندن خلال الثورة الصناعية، وتقول مفوضة المعرض اورييتا روسيني ان "اللوجستية التي اعتمدها الرومان لتوفير الغذاء كانت ملفتة جدا"، فبعد سيطرتهم على مصر وتحويلها الى مقاطعة تابعة لهم، خطط الرومان لجعلها مزود القمح الاول لإمبراطوريتهم.
وبذلك أصبح القمح المكون الاساس في غذاء الرومان الذين سيبذلون جهودا جبارة لنقله الى روما بكلفة متدنية وعلى مدار السنة خصوصا، وكان أصحاب أساطيل خاصة يرسلون سفنا تحمل كل واحدة منها 120 الى 500 طن من هذه الحبوب فيما مدة الرحلة لنقلها بين الاسكندرية ومرفأ اوستيا في روما لا تتجاوز الشهر، وكانت عمليات الشحن هذه تتم بإشراف موظفين رسميين نافذين جدا بقيادة مدير المحاصيل في ما يعتبر "سلف الشراكة بين القطاعين الخاص والعام في ايامنا هذه" على ما تؤكد روسيني وهي مؤرخة.
وتضيف قائلة "هذا الأمر جعل من الامبراطور الموزع الوحيد للخبز اليومي والمسؤول عن التموين"، وكان الإمبراطور أغسطس يعتمد التوزيع المجاني لـ35 كيلوغراما من القمح شهريا على 20 الف مواطن اي الرجال الاحرار ومن هم فوق سن السابعة عشرة، وستحل المقاطعات الإفريقية محل مصر بعد ذلك لان الرحلة بين قرطاج واوستيا كانت تحتاج فقط الى ثلاثة ايام وثلاث ليال.
وأضيف إلى القمح، النبيذ الذي كان يباع بمستويات "دنيا" ومن ثم الزيت واللحم الذي اعتمد نظام لتوزيعه في عهد الامبراطور اوريليانوس (270 الى 275 بعد الميلاد)، وكان الرومان يستهلكون كميات كبيرة من الفاكهة والخضار والقليل من اللحم والسمك، وانطلاقا تشكلت "الحمية المتوسطية" التي يتم التغني بها كثيرا.
وتوضح روسيني إن الإمبراطور "تيبيريوس كان يعشق الخيار واغسطس الهليون" مشيرة الى عينة من اغذية متفحمة وجدت خلال حفريات في هيركولانوم التي دمرت خلال ثوران بركان فيزوفو في العام 79 بعد الميلاد بالتزامن مع بومبيي، وكانت حمية الرومان الغذائية متنوعة وموحدة نسبيا مع حمص ولوبياء وبازلاء وعدس وفاكهة مجففة وبصل ولوز فضلا عن التمور والصنوبر والتين، وتؤكد روسيني إن ذلك شكل "مقدمة لعولمة انماط الاستهلاك" اذ ان الحمية كانت مؤلفة من اغذية "كانت تنتج في اماكن مختلفة من الامبراطورية".
وكان الرومان يشربون نبيذ مقاطعة ألغال الفرنسية وقبرص، اما الأثرياء منهم فكانوا يشربون نبيذ منطقة كامبانيا، وكان مصدر الزيت منطقة الاندلس فيما تزودهم اليونان العسل، اما الغاروم وهو من التوابل المصنوعة من السمك المقدد التي كان الرومان يعشقونها، فكان مصدرها البرتغال، وكان نهارهم يبدأ بفطور "جينتاكولوم" مؤلف من الخبز والجبن والبيض وبعدها وجبة الغذاء "برانديوم" السريعة في مقاه تسمى "بوبينيي" و "ثيرموبوليا" وهي اسلاف مطاعم الوجبات السريعة.
وبعد الاسترخاء في حمامات المياه الساخنة، يحل موعد العشاء او "سينا" الذي يحوله الاثرياء الى مأدبة عامرة تغنى بها الشاعر مارسياليس في قصائده، وكان الغذاء يحتل موقعا اساسيا بحيث اصدر الامبراطور ديكليتانيوس (284-305 بعد الميلاد) فرمانا حول الاشراف على الاسعار الغذائية لمنع ارتفاعها الصاروخي، وفي تلك الفترة كان سعر الدجاجة ثلاثين فلسا و25 حبة تين 25 فلسا و300 غرام من اللحم 12 فلسا بينما كان الخباز يتقاضى اجرا يوميا قدره خمسين فلسا.
الهند
في حين سجلت في العام 2014 نحو 160 جريمة قتل في 13 ولاية هندية، لاشتباه السكان بأشخاص بأنهم مسؤولون عن إصابة أحد ما بالضرر بواسطة السحر، ويعود انتشار هذه الجرائم إلى الاعتقاد المتفشي في مناطق الريف، أن كل ضرر يصيب شخصا أو شيئا من أملاكه هو من أعمال السحر الأسود. بحسب فرانس برس.
يروي شاب بالغ من العمر 17 عاما يدعى غانيتا مودا ما جرى له ولعائلته في ليلة مرعبة قبل أشهر، حين هاجمتهم مجموعة من سكان قريتهم بالسكاكين وأجهزت على معظمهم، في واحدة من الجرائم المتكررة في أرياف الهند بداعي "القضاء على السحرة"، قائلا إن والديه وأربعة من أشقائه قتلوا بالسكاكين، في هجوم شنه سكان من القرية اتهموا والدته بأنها مشعوذة.
ويقيم غانيتا حاليا لدى منظمة غير حكومية تعنى به، وما زال يتلقى العلاج من ضربات السكاكين التي تلقاها في بطنه، ففي المناطق الريفية من الهند ما زالت الخرافات متجذرة في العقول، ويتعرض أشخاص للقتل لاشتباه السكان بهم بأنهم مسؤولون عن إصابة أحد ما بالضرر بواسطة السحر، وتوجه انتقادات إلى السلطات بأنها لا تتحرك كما ينبغي لوقف هذه الجرائم ذات الدوافع الخرافية، ففي العام 2014 سجلت 160 جريمة قتل في 13 ولاية هندية، منها 32 جريمة في أوريسا، ومنذ العام 2000 أودت هذه الجرائم بحياة ألفي شخص.
في آب/أغسطس الماضي أثار سحل خمس نساء وقتلهن ضربا في ولاية جاركند اهتمام الصحافة العالمية، وقد أوقفت السلطات 27 شخصا من المتورطين في هذه الجرائم التي أطلقها شخص يزعم أنه طبيب اتهم نساءا بأنهن ساحرات ألقين الشعوذة على عدد من السكان فسببن وفاتهم، ويغذي تفشي هذه الظاهرة في المناطق الريفية بشكل خاص، الاعتقاد الواسع الانتشار أن كل مرض أو خسارة في الزراعة أو نفوق حيوان هي أضرار تسببها أعمال السحر الأسود، بحسب ما يشرح بيجاي كومار شارما قائد شرطة أوريسا.
وأقرت ولايات هندية عدة قوانين لمكافحة هذه الجرائم، لكن الخبراء يعتقدون أنها غير كافية، وأنه ينبغي تثقيف السكان وتحصينهم ضد الوقوع في الاعتقاد بالشعوذات، ويقول ساشابيرافا بندهاني، وهو ناشط حقوقي مقيم في بهوبانيشوار عاصمة أوريسا "الجهل في مسائل الصحة والقضاء والزراعة وتربية المواشي هو اصل هذه المشكلة"، فسكان هذه المناطق النائية لا يحظون بخدمات عامة، ولا عيادات طبية، ولذلك يلجأون إلى المعالجين التقليديين، حيث يختلط الطب الشعبي بالشعوذات والسحر الأسود.
وإذا كان القضاء على السحرة هو الدافع الأساسي في هذه الجرائم، إلا أنها لا تخلو من أسباب خفية أخرى توارى بقناع صيد المشعوذين، فالبعض يتهمون نساء من أقاربهم زورا بأنهن ساحرات بغية قتلهن والحصول على ميراثهن من الأراضي، دون مساءلة، يقول غانيتا إن الساعات الأربع التي أمضاها مع شقيقه في الغابة وهو يسمع نداءات الاستغاثة من عائلته بعدما فر من المجزرة، كانت الأطول في حياته، في اليوم التالي، مر به أحد السكان، واصطحبه إلى مركز الشرطة التي أوقفت عشرة متهمين، لكن غانيتا لا يرغب في العودة مجددا إلى قريته، بل هو ينتظر أن يبلغ الثمانية عشرة عاما ليرحل مع شقيقه الوحيد الناجي معه إلى مكان بعيد.
توغو
فيما يخرج عدد من اتباع ديانة فودو مسرعين من الغابة في توغو، عراة الصدر تلتف حول اعناقهم اوراق شجر، حاملين نصبا "مقدسا"، في طقس سنوي يمارسونه مع حلول سنة جديدة بحسب تقويمهم، كبيرهم رجل ستيني يدعى ني مانتشي يعتني بتلك القطعة الحجرية الزرقاء، ويقول مانتشي وهو كبير كهنة "الغابة المقدسة"، "لقد بدأنا هذه الطقوس قبل ستة اشهر، واليوم نخرج النصب المقدس من الغابة"، ويضيف "انا الشخص الوحيد المخول اخراج النصب من قلب الغابة". بحسب فرانس برس.
على بعد نحو مئة متر، يجتمع الاف اتباع هذه الديانة في ساحة عامة، يغنون ويهتفون "هيلو لو، هيلو لو" اي "اللعنة على الارواح الشريرة" بلغة مينا المحلية، وفي وسط الدائرة تتجه الكاهنات الى الغرب، ويرفعن ايديهن ويهتفن "اوبي ابيبا، اوبي ابيبا" اي "أدركينا ايتها الالهة جميعا"، وتشرح احدى الكاهنات لمراسل وكالة فرانس معاني هذه الطقوس قائلة "نحن نطلب من كل آلهة شعب غوين ان تحمي النصب المقدس الذي اخرج للتو من الغابة".
تجري تلك الطقوس قرب مدينة انيهو ثاني كبرى مدن توغو، على بعد حوالى خمسين كيلومترا شرق العاصمة لومي، وهي تقام مع بدء السنة الجديدة في تقويم هذه الجماعة، وترجع هذه الطقوس الى العام 1633، مع وصول طلائع الوافدين الى انيهو من غولد كوست في ما يعرف اليوم بدولة غانا، ومع حلول رأس السنة في تقويم شعب غوين، تتجه انظارهم الى خروج النصب المقدس الذي يشير تغير لونه بين عام وآخر الى ما تحمله الايام المقبلة من العام الجديد، بحسب معتقداتهم.
وفي شهر ايلول/سبتمبر من كل عام، يتقاطر الاف اتباع ديانة فودو من توغو وبنين وغانا وساحل العاج ونيجيريا للمشاركة في هذه الاحتفالات، والى جانبهم سياح اوروبيون واميركيون، وجالت القطعة الحجرية في الساحة العامة محاطة بعدد من الكهان وتحت انظار العشرات من عناصر الشرطة، في جو غنائي راقص أدخل بعض النساء المؤمنات بهذه المعتقدات في حالة من النشوة.
بعد ذلك، تدخل احد كبار الجماعة لتهدئة الجمع، وقال "لون القطعة الحجرية أزرق فيروزي، الآلهة غاضبة على الكهنة والزعماء التقليديين لشعب غوين، وهي تدعوهم الى الوحدة والمصالحة"، فهذه السنة، وعلى مدى اسابيع طويلة، لم يتوصل الكهنة الى اتفاق حول مسار الاحتفالات، فتطلب الامر وساطة من السلطات الرسمية في توغو، ويقول توغبي كومبيتي احد وجهاء جماعة غوين "الرسالة التي نطق بها النصب المقدس واضحة، لقد آذينا اسلافنا بخلافاتنا الصغيرة علينا ان نجلس جميعا على طاولة وان نتحاور معا كي لا نقع في هذه الخلافات مجددا".
وتقول احدى كبار الكاهنات "ينبغي على اخوتنا واخواتنا ان يلبوا نداء الالهة سنويا، نحن نصلي للآلهة ونتقرب اليها بالقرابين، وانا اشارك منذ 28 عاما في هذه الطقوس ودائما تتحقق امنياتي"، وتقول ايا ايايي فريمان الآتية من نيجيريا للمشاركة في الاحتفالات "انه تقليد آبائنا، ولن اتخلى عنه ابدا، هذا النصب المقدس هو روحي".
بريطانيا
من جانب اخر دعت هيئة التراث الانكليزية "انغليش هيريتدج" البريطانيين الى العودة الى جذور عيد هالوين من خلال استخدام اللفت مكان اليقطين مع ان نحتها أصعب بكثير، وأوضحت الهيئة في بيان "قبل ان تصبح اليقطينة الزينة الرئيسية في عيد هالوين كان سكان الجزر البريطانية ينحتون اوجه مخيفة على اللفت ويضعونها امام أبوابهم لإخافة الأرواح الشريرة". بحسب فرانس برس.
وتابعت الهيئة تقول "هذا التقليد مأخوذ من قصة يحكم فيها على رجل يدعى جاك حاول خداع الشيطان، بان يهيم في الارض وهو يحمل قطعة لفت افرغت من داخلها ووضعت فيها فحمة مضاءة لكي تنير دربه" وهي معروفة باسم "جاك او لينترن"، وخلال القرن التاسع عشر حمل المهاجرون الاوروبيون الى الولايات المتحدة هذا التقليد معهم واكتشفوا سريعا ان اليقطينة واصلها من القارة الاميركية اسهل للنحت.
وأوضح المؤرخ في الهيئة مايكل كارتر "الكثير من التقاليد المرتبطة بهالوين أكانت اليقطين المنحوت او النكات او السكاكر، مستمدة من الفولكلور الاوروبي وليست فقط اختراعات أميركية"، وأضاف "لا أظن إن اللفت سيحل مكان اليقطين لانها اصعب للنحت لكن امل ان يذكر الناس اللفت خلال عيد هالوين هذه السنة"، ويستمد عيد هالوين جذوره من عيد ساوين السلتي الذي يحيي ذكرى الموتى ليل 31 تشرين الاول/اكتوبر والاول من تشرين الثاني/نوفمبر، وكان السلتيون يحتفلون فيه ايضا ببداية السنة الجديدة وبحلول الشتاء.
نيويورك
بينما اقرت عرافة في السادسة والعشرين من عمرها وأم لثلاثة اطفال بذنبها امام محكمة في نيويورك بتهمة ابتزاز بريطاني بمبالغ تفوق 500 الف دولار بعدما اعتقد بأنها تملك قدرات خارقة طالبا منها اعادة صديقته المتوفاة، ولم تقل بريسيلا ديلمارو الكثير خلال مثولها امام محكمة في ولاية نيويورك مرتدية ثياب السجينات، وستتم ادانتها رسميا وسط توقعات بأن يحكم بوضعها تحت الرقابة القضائية لأربع سنوات. بحسب فرانس برس.
وكانت هذه الشابة تمارس اعمال العرافة من مكتب صغير قرب ساحة تايمز سكوير في نيويورك، أما ضحيتها فهو البريطاني نيال رايس البالغ 33 عاما ويعمل مستشارا تسويقيا، وقد كان مستعدا لأي شيء بهدف إعادة ميشال وهي امرأة التقاها سنة 2013 في مركز للمعالجة من الادمان وأقام معها علاقة عابرة، واستشار رايس بداية عرافة اولى دفع لها الاف الدولارات واشترى لها خاتما بقيمة 40 الف دولار قبل فقدانه الثقة بقدرتها على ارجاع ميشال.
واعتبارا من تشرين الثاني/نوفمبر 2013، بدأ الشاب البريطاني باستشارة بريسيلا ديلمارو التي دفع لها خلال اشهر قليلة 569 الفا و411 دولارا بعدما اقنعته بضرورة عدم تصديق الانباء عن وفاة ميشال في شباط/فبراير 2014 وأكدت قدرتها على جمعه بها مجددا اثر تقمصها، واعترف نيال رايس باقامته علاقات جنسية مع بريسيلا ديلمارو ما يضعف ملفه، وأقرت الاخيرة بذنبها بارتكاب اعمال سرقة موصوفة وتزوير.
وتقبع هذه الشابة في السجن منذ توقيفها في ايار/مايو، وروى بوب نيغارد وهو تحر خاص استعان نيال رايس بخدماته، لوكالة فرانس برس أن الاخير انفق اكثر من 718 الف دولار على العرافتين، وأشار نيغارد الى ان نيال رايس حاول عبثا ملاحقة العرافة الاولى قضائيا.
ليبيريا
من جهتها تعهدت رئيسة ليبيريا إيلين جونسون سيرليف بملاحقة المسؤولين عن تزايد جرائم القتل الشعائري في البلاد التي تسعى للتعافي من أزمة وباء الإيبولا، وفي بعض المناطق في وسط أفريقيا تباع أجزاء من الجسد بمبالغ كبيرة للاعتقاد بقواها غير الطبيعية واستخدامها في طقوس السحر الأسود، وأوردت وسائل الإعلام المحلية تقارير عن عشرة أعمال قتل على الأقل على صلة بهذه الشعائر منذ الصيف. بحسب رويترز.
وقالت جونسون سيرليف "نشهد تزايدا في أعمال القتل الشعائري فيما يبدو وأعمال سطو مسلح في البلاد مما يهدد أمننا"، وأضافت "لقد أعطيت توجيهاتي للقوى الأمنية لفرض القانون بصرامة وبحذافيره والسيطرة الفورية على هذا الوضع البشع"، ولم تتضح أسباب ارتفاع أعداد القتل الشعائري ولم تقدم جونسون سيرليف بدورها أي توضيح.
اضف تعليق