ان المرأة لها دور عظيم في المجتمع وفي نشر الاسلام والعلم والمعرفة وباستطاعتها ان تكون محدثة وراويه وتنير العالم وتبين لنا هذه السيدة الجليلة، ان الركن الأساسي هو الصدق والإيمان فكلما كان الشخص متمسكاً بأحكام الله سبحانه وتعالى يكون أعظم ويصل الى درجات عليا ان المرأة ليست كائناً هامشية...
كانت المرأة ولا تزال في بعض المجتمعات مُهانة، كما نتصفح صفحات التاريخ حيث نشاهد إلحاق الظلم بها وعدم إعطائها المكانة الحقيقية التي تستحقها، ولكن رغم هذا الظلم والتهديدات والرؤية الدونية لها، نجد أن بعض المواقف تبين الرؤية السليمة والتي أمر الله سبحانه وتعالى بها، حيث وجد من اهتم بالمرأة ورفعها الى مكانتها الأصيلة وعظمها كي تسمو وترتقي إلى أعلى الدرجات.
لذلك كلما كانت المرأة معززه عرفت كيف تعتمد إيجاباً على هذا الاحترام وتنمو وتتطور، كي يسمو المجتمع، فمن الجميل أن تعرف المرأة قدراتها وتعرف أنها تستطيع أن تقدم كثيرا من الجمال للمجتمع وتضيف بصمتها في سواد هذا العالم، من تلك المواقف المعززة للمرأة وبيان قدراتها موقف الإمام موسى الكاظم عليه السلام لابنته التي كانت في عقدها الأول حيث نقل عن المرحوم السيّد نصر الله المستنبط عن كتاب كشف اللآلي لابن العرندس الحلّي (المتوفّى حدود سنة 830 هـ)، أنّ جمعاً من الشيعة دخلوا المدينة يحملون بحوزتهم عدّة من الأسئلة المكتوبة قاصدين أحداً من أهل البيت عليهم السلام وصادف أنّ الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام كان في سفر والإمام الرضا عليه السلام كان خارج المدينة.
وحينما عزموا على الرحيل ومغادرة المدينة تأثّروا وأصابهم الغمّ لعدم ملاقاتهم الإمام عليه السلام وعودتهم إلى وطنهم وأيديهم خالية. ولمّا شاهدت السيّدة المعصومة غمّ هؤلاء وتأثّرهم- وهي لم تكن قد وصلت إلى سنّ البلوغ آنذاك- قامت بكتابة الأجوبة على أسئلتهم وقدّمتها لهم. وغادر أولئك الشيعة المدينة فرحين مسرورين والتقوا بالإمام الكاظم عليه السلام خارج المدينة، فقصّوا على الإمام عليه السلام ما جرى معهم وأروه ما كتبته السيّدة المعصومة سلام الله عليها فسرّ الإمام عليه السلام بذلك وقال: "فداها أبوه*1
يبين الإمام الكاظم عليه السلام المكانة الرفيعة لهذه السيدة الجليلة كي يتعلم المجتمع أن الأنثى باستطاعتها ان تكون عظيمة وتصل الى مقامات عليا ويبين إنه رغم مكانته العظيمة وهي الإمامة والعصمة التي لا يصل إليها أحد ولا يعرف كنه قدرها يقول: فداها أبوها.
ولم نلاحظ أن مثل هذا الكلام صدر من عظيم وذو مكانه عظيمة إلا من النبي صلى الله عليه واله ومن ثم الإمام موسى ابن جعفر عليه السلام: إنها كانت من أفضل النساء خَلقاً وخُلُقاً وذات مكانة رفيعة في المجتمع حيث تقول السيّدة حميدة المصفّاة لولدها الإمام الكاظم عليه السلام: "يا بنيّ إنّ تكتم جارية ما رأيت جارية قطّ أفضل منها ولست أشكّ أنّ الله تعالى سيطهّر نسلها إن كان لها نسل وقد وهبتها لك فاستوصِ بها خيراً*2". ولمّا ولَدَتْ الإمام الرضا عليه السلام، سمّاها الإمام الكاظم عليه السلام بالطاهرة، وقد كانت من العابدات القانتات لربّها
فاطمة المعصومة المحدثة والراوية
إن التاريخ يشهد على بعض النساء اللاتي كن راويات للحديث وقد أخذ أرباب الحديث بأقوالهن وهذا يدل على عظمتهن، فذكروا أحاديث هذه السيدة الجليلة في مرتبة الصحاح الجديرة بالقبول والاعتماد.
السيدة فاطمة المعصومة كانت من النساء الفاضلات التي تروي الحديث، فقد روى الحافظ شمس الدّين محمّد بن محمّد الجزريّ الشافعيّ المتوفّى سنة 318 ه، بسنده عن بكر بن أحمد القصريّ، عن فاطمة بنت عليّ بن موسى الرضا، عن فاطمة وزينب وأمّ كلثوم بنات موسى بن جعفر، قلن حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمّد الصادق، حدّثتني فاطمة بنت محمّد بن عليّ، حدّثتني فاطمة بنت عليّ بن الحسين، حدّثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن عليّ، عن أم ّكلثوم بنت فاطمة بنت النبيّ وسلم رضي عنها قالت: "أنسيتم قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم غدير خمّ: من كنت مولاه فعليّ مولاه، وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى عليهما السلام".
ان المرأة لها دور عظيم في المجتمع وفي نشر الاسلام والعلم والمعرفة وباستطاعتها ان تكون محدثة وراويه وتنير العالم وتبين لنا هذه السيدة الجليلة، ان الركن الأساسي هو الصدق والإيمان فكلما كان الشخص متمسكاً بأحكام الله سبحانه وتعالى يكون أعظم ويصل الى درجات عليا ان المرأة ليست كائناً هامشية بل هي تشارك الرجل في مجالات مختلفة وتصل الى العليا بإذن الله، اذن الاسلام لا يغلق يد المرأة ولا يحبسها في مكان مغلق ولا يطلب منها الابتعاد عن التطور بل يفسح لها المجال لتؤدي دورها ورسالتها، ولكن يصونها كي لا تقع في مستنقع الغدر والهلاك وتنسى دورها الصحيح.
اضف تعليق