q

هل لديك طفلا يجادلك كثيرًا في كل ما تقولين؟!، هل تربين طفلا يتمسك بآرائه بشدة ويأبى تنفيذ ما تطلبين منه أغلب الوقت؟!، هل تقضين يومك في نقاشات حادة مع طفلك حول كل أمر وكل تفصيلة في اليوم؟!

إذا كانت تلك المواصفات وغيرها هي ما تمرين به مع طفلك، فهنيئًا لكِ أيتها الأم .. فأنتِ تربين طفلا عنيدًا.

تسمينه طفلا عنيدا، ويسميه خبراء التربية وعلم النفس (الطفل ذو الإرادة القوية.(قد تمثل تربية طفل (ذو إرادة قوية) تحدي للآباء، ويكون الأمر صعبا في مراحل الطفولة؛ لكن التعامل السليم الواعي من الأهل مع هذا الطفل يجعل الأمور أسهل كثيرا، كما أنه يُنشئ مراهقًا رائعًا ثم شخصًا ناضجًا ناجحا مميزًا في المستقبل.

كثيرات من الأمهات أو في حياتنا عموماً، تظن أن فلاناً شخص غبي، أو أن ابنها غبي دراسياً.. لماذا هو غبي؟ لأنه لا يجيد بعض المهارات المعينة مثل الرياضيات واللغات. حسناً، هناك أنماط متعددة أكثر من هذين المجالين، فلا يستطيع الجميع التحصيل بالقدر نفسه في الوقت نفسه، هناك من يُحَصِّل كم معلومات كبيراً في وقت قصير (كأنه يجري)، وهناك من يُحصل قدراً معيناً من المعلومات في وقت محدد ثابت، (كمن يمشي بهرولة وتتعدد السرعات لتصل للمشي الهويني ). وهناك من يستوعب بنظام الهضم والقفز، يأكل المعلومة ببطء ليستوعبها ولا تظهر عليه في حينها، ثم فجأة نجده قد أحرز تقدماً هائلاً.

رغم أن الاطمئنان على صحة الأطفال أولاً ومشاهدتهم يضحكون ويلعبون ويكبرون هي تجارب ولحظات لا تقدر بثمن، إلا أن ذلك لا يعني أنها تتم بلا ثمن.

فرعاية الطفل وتأمين حاجياته ومستلزمات تطوره ونموه تتطلب تكاليف مالية كبيرة قد تتسبب باهتزاز الأمن المالي للوالدين، اللذين لا يبخلان على طفلهما وهما مستعدان لحرمان نفسيهما مقابل تأمين ما يحتاجه الأولاد.

هذه التضحية - أو فقدان السيطرة على زمام الأمور المالية - تنعكس مباشرة على صحة الأهل النفسية، بل وتصيبهم بأمراض نفسية كالقلق والتوتر نتيجة الخوف مما تحمله الأيام. فالأطفال الذين يجلبون معهم السعادة وكل مشاعر الحب هم أنفسهم الذين يفرغون الحسابات المصرفية لذويهم.

علماء نفس الطفل وجَدوا مؤخراً أن نِسبة كبيرة من الأطفال الذين يَتمتعون بمواهب مميزة يَكوُنون نِتاج اهتمام مُبكر بتلك الموهبة.

الكل يرغب في مثل هذه الأمور غير أنه لم تثبت أية وسيلة تضمن نجاح مساعيهم، بيد أن علماء النفس يشيرون إلى مجموعة من العوامل التي يتوقع أن تؤدي إلى تلك النتيجة المرجوة، وكما هو متوقع فإن معظمها يعتمد في الأساس على الأبوين،

وهذا يُخبرك بالأهم عَلى الإطلاق: المَوهبة الصافية دون تَنمية قد تصدأ، وتَتلاشى مثلها مثل غيرها من الأشياء. لذلك طوّر عُلماء علم نفس الطفل عدة أفْرُع بحثية لمُلاءمة عملية تنمية مواهب الأطفال وتطويرها، بَجميع أنواعها.

كيف تحدد مواهب طفلك؟

تؤكد الخبيرة إيزابيل أنسيلو، أخصائية في علم النفس المتخصصة في الكشف عن القدرات العقلية العالية، لصحيفة El mundo الإسبانية، أن هؤلاء الأطفال لديهم رغبة وشغف كبير بالمعرفة والإطلاع، ويتعلمون بسرعة، كما يتمتعون بقدرة كبيرة على استيعاب المعلومات، تماما مثل الإسفنجة.

لكنهم غالباً ما يبدون عدم رغبتهم في الذهاب إلى المدرسة، لأنهم يشعرون بالملل، أو لأنهم يرون أن المحتوى الذي يدرسونه متكرر بشكل كبير وغير متنوع.

غالباً ما ينطق هؤلاء الأطفال كلماتهم الأولى قبل بلوغ منتصف سنة من عمرهم، كما يكونون حساسين للغاية ويتمتعون بقوة عاطفية كبيرة. فمنذ سن مبكرة، يظهر هؤلاء الأطفال قدرة غير عادية على إدراك الأصوات والروائح، كما يتمتعون بعاطفة قوية.

يهتم الأطفال، الذين يتمتعون بقدرات عالية، منذ نعومة أظفارهم بالبرامج التي يتجاوز محتواها النطاق الخاص بالأطفال. وبمرور الوقت، يصبح هؤلاء الأطفال عنيدين أكثر، ومتحدّين للأشخاص الأكبر منهم سناً، خاصة إذا كانت حجج الآخرين تتعارض مع وجهة نظرهم، وحسب دراسة حديثة نشرتها صحيفة The guardian البريطانية، يوجد 30 شكلاً رمزياً للأشخاص المرسومين من طرف أطفال تتراوح أعمارهم بين السابعة والتاسعة. يُطلَق عليها "عناصر استثنائية"، ولا يستطيع إلا الأطفال الموهوبون رسمها عند تخيلهم للبشر، وكانت المحاولات السابقة لتحليل ذكاء الأطفال ركزت على "معدل ذكاء الرسومات"، عبر مراقبة عدد العناصر والسمات المرسومة بواسطة الأطفال، في مقابل متوسط الرقم المرسوم من أطفال آخرين في نفس المرحلة العمرية.

من الصعب أن نكون قادرين على الإحاطة بجميع الخصائص التي تميز الأطفال الموهوبين. لكن يمكن الإشارة إلى أن العديد منهم يتحلون بذاكرة قوية وخارقة في مرحلة مبكرة من عمرهم. ومن بين المهارات الأخرى التي تميز الأطفال الموهوبين، قدرتهم على تعلم القراءة والكتابة بشكل منفرد.

من جهتها، تؤكد المتخصصة في التربية العلاجية، مارتا غارسيا، أنه "لا يجب أن نفكر في أن هؤلاء الأطفال لا يواجهون مشاكل في التعلم، نظراً لأن تثبيط العزيمة التي تولدها البيئة المدرسية، إلى جانب تعرضهم في بعض الأحيان إلى مفاهيم في القسم كانوا قد تطرقوا إليها مسبقاً، يمكن أن يؤدي إلى فشلهم". كما أضافت غارسيا أن "ذلك يمكن أن يولد أطفالاً مشاغبين وغير هادئين، يثيرون كثيراً من الإزعاج في الصف، بما أن محتوى الدروس التي يتلقونها في القسم يعد مصدراً للملل والقلق بالنسبة لهم".

وفقاً لوجهة نظر الخبراء أنسيلو وغارسيا، لا يمكن تحديد تشخيص نهائي لحالة الأطفال ذوي القدرات العالية قبل سن الست أو السبع سنوات، نظراً لأنه يمكنهم أن يشهدوا تطوراً مبكراً فعلاً، علماً بأن ذلك لا يمكن أن يستمر في وقت لاحق.

إلى جانب الأطفال ذوي القدرات العالية، هناك أيضاً بعض الأطفال الذين يتمتعون بموهبة معينة في وقت مبكر جداً، على غرار الرياضيات أو الموسيقى أو الرياضة. وفي هذا الصدد، قالت أنسيلو "غالباً ما أشبّه هذه المواهب بالرياضي رافاييل نادال، الذي يعد موهبة كبيرة في رياضة التنس".

في كلتا الحالتين، يكمن الخيار الأفضل في تحفيز هذه القدرات لدى الأطفال حتى يتمكنوا من تطويرها. وفي الوقت نفسه، من الضروري أن نحاول القضاء على الإحباط الذي يمكن أن ينتجه انعدام تطابق التعليم العادي في المدارس مع مدارك الطفل.

علاوة على ذلك، يحتاج الطفل الموهوب إلى تكوين متميز ومختلف. وعلى الرغم من أن العديد من المدارس تسعى إلى التكيف مع هذه المناهج الدراسية، إلا أن الواقع هو أنه في الكثير من الحالات، يعجز معظم الأشخاص عن كشف هذه الحالات ومعالجتها بشكل كاف.

كيف يبني الأطفال السعادة ويدمّرون الأمان المادي!

وفي دراسة أجرتها شركة Financial Finesse، تبين أن الأشخاص الذين لم ينجبوا بعد أظهروا مؤشرات قلق أقل بكثير من الأشخاص المنجبين، وكان الآباء العاملون (دون سن 45 عاماً) أقل احتمالاً للسيطرة على التدفق المالي، أو امتلاك حساب طوارئ، أو حتى الشعور بالراحة بشأن ديونهم، أو دفع رصيد بطاقاتهم الائتمانية بالكامل. وسجلت الفئة الأكثر شباباً (أقل من 30 سنة) فرقاً كبيراً بين موقف الذين لديهم أطفال والذين لم ينجبوا بعد.

على سبيل المثال، أكد 37% فقط من الآباء الشباب الذين شملهم الاستطلاع، أنهم دفعوا رصيد بطاقاتهم الائتمانية بالكامل، مقابل 63% من الأشخاص الذين لم ينجبوا بعد. وكذلك، فإن أقل من ثلث الآباء الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً كان لديهم مال مخصص للطوارئ، بينما أكثر من نصف العاملين الذين لم ينجبوا بعد –في العشرينات- لديهم حساب توفير للطوارئ، من السهل أن نرى السبب الذي يجعل الآباء -وخاصة الشباب ذوي الرواتب الأقل- أكثر قلقاً على مواردهم المالية. ففي أميركا مثلاً، تنفق الأسرة متوسطة الدخل ما يقرب من 13 ألف دولار سنوياً على أطفالها، بإجمالي أكثر من 230 ألف دولار على مر 17 سنة (بدون تكاليف التعليم الجامعي).

وتسجل هذه الأرقام في دولة تؤمن تعليماً مجانياً، فما بالك بالدول العربية التي تسجل مدارسها ارتفاعاً سنوياً للأقساط المدرسية، ناهيك عن التضخم وتأثيره على قيمة العملة المحلية والقدرة الشرائية لمدخول الوالدين.

وبينما ارتبط إنجاب الأطفال بالإجهاد المالي، وجدت الدراسة أن ملكية المنزل ترتبط بالراحة المالية القوية. فالعمال الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً ويمتلكون منازل أكثر احتمالاً من أقرانهم في أي سن لأن يقولوا إنهم يسيطرون على تدفقاتهم النقدية ويشعرون بأنهم على الطريق الصحيح للتقاعد.

ماذا تعرف عن أنواع الذكاء التي يمتلكها طفلك؟

الناس (وبالتبعية الأطفال) مختلفون، وعلينا تقبل واستيعاب الاختلاف، وأن نديره ونكتشف مكامن قوته، لا أن نكسره ليلائم مقاييسنا نحن، هذا بالنسبة لنمط التعلم، أيضاً الذكاء أصبح ينقسم إلى عدة أنواع وليس نوعاً واحداً فقط، إن فشلنا في إحرازه أصبحنا أغبياء!، فيما مضي، كان هناك تعريف واحد ومحدد للذكاء، ثم جاء د. هوارد غاردنر عام 1983 في كتابه "أطر العقل" ووضع تعريفاً مختلفاً للذكاء:

القدرة على إنتاج منتج أو تقديم خدمة لها قيمة ثقافية.

مهارات تُمَكِّن المرء من التعامل وحل المشاكل التي تواجهه في الحياة.

إمكانية إيجاد حلول واكتساب معارف جديدة.

لدى كل شخص تكوين متفرد من مختلف الذكاءات المتعددة المتنوعة تصنع ذكاءه الخاص.

ومن هذه المحددات، استطاع توصيف عدة أنواع من الذكاءات، وصنفها بـ7 أنواع أساسية، ثم أضاف إليها لاحقاً نوعين ليسا أساسيَّين، ثم أصبحا أخيراً من الأساسيين في آخر تعديل للنظرية.

حتى وقت هوارد غاردنر، كان يعتبر العلماء تلك الأمور مجرد مهارات فردية وليست أنواعاً مستقلة من الذكاءات.

وتكمن أهمية هذا التقسيم في أنه يقول إن لكل فرد تركيبة فريدة من نسب مختلفة من الذكاءات، فلا بد من فهم ذلك ومساعدته على اختيار نمط تعلّم/دراسي يناسب طبيعته الخاصة، بدلاً من قصر الذكاء على نمط واحد فقط، يكون مطلوب من الجميع اللحاق، ويصابون بالإحباط ويوصمون بالغباء إن فشلوا في ذلك، وهذه نبذة سريعة عن أنواع الذكاءات المتعددة وما يميز أصحابها.

هل طفلك عنيد؟ هنيئًا لكِ إذن!

الأطفال العنيدين في صغرهم هم الأكثر نجاحا عندما يكبرون .. هكذا أثبت لنا علم النفس التربوي عام 2015، فحسب دراسة امتدت لأربعين عامًا على أكثر من 700 طفل و نشرت في the Development Psychology journal، قامت الأبحاث بتقييم الجوانب اللا إدراكية لهؤلاء الأطفال منذ الصغر؛ مثل كسر القواعد، وتحدي الأطفال لأهلهم، وغيرها من مظاهر عناد الأطفال لذويهم. واستمرت الدراسة في رصد هؤلاء الأطفال حتى تجاوزت أعمارهم ال 50 عامًا، لتخرج لنا بهذه النتيجة: أنهم الأكثر نجاحا وقوة إرادة وتميزا في سوق العمل مقارنة بأقرانهم، لماذا الطفل العنيد هو الأكثر نجاحًا؟!

ينظر علم النفس -وحسب مقالة نشرت في psychologytoday- لعناد الأطفال على أنه أهم الأسس * الإيجابية لتكوين شخصية الطفل.

* الطفل العنيد هو شخص لديه إصرار قوي، ويستطيع تحدي المشاكل التي تقابله والعمل على حلها.

* تمسكه بما يؤمن به يقوده للتفرد في المراهقة، فلا نجده يخضع لأصدقاء السوء.

* نقاشاته الكثيرة ودفاعه عن آرائه يولّد لديه اعتزاز بالذات، وثقة عالية بالنفس (بشرط أن يتعامل معه الأهل بشكل سليم في الطفولة).

* يتسم الطفل العنيد أيضا بقوة الإرادة. فهو لديه طاقة كبيرة تساعده على تحدي العقبات التي تواجهه للوصول إلى ما يريد. وإذا ما تمت تربيته بشكل واعِ فإن هذا العناد يؤهله للنجاح والتميز وتحقيق أهدافه في المستقبل.

* الطفل ذو الإرادة القوية (العنيد) لديه مهارات التحفيز والتوجيه الذاتي، ويستطيع مقاومة الضغوطات الخارجية التي تُمارَس عليه.

* هذا الطفل من أكثر الأشخاص استجابة لفعل الصواب، حتى وإن اضطر لفعله منفردًا. مما يجعله شخصيا صالحا نزيها في المستقبل.

هل طفلك ليس بحاجة إلى "تابليت"؟

في سعي الأخصائيين الحثيث لتقييم آثار الوسائل التكنولوجيا الحديثة على الأطفال، تبين أن التعليم التفاعلي والتواصل مع البشر ما زال هو الخيار الأفضل، في حين تسارع المدارس إلى إدخال السبل التقنية في التعليم والتربية.

ونشرت الرابطة الكندية لطب الأطفال توصياتها المتعلقة باستخدام الوسائط الرقمية في أعمار مبكرة، لتأتي شبه متطابقة مع ما نشرته مؤخراً الأكاديمية الأميركية.

1. تدور التوصيات حول مجموعة أفكار أساسية:

تقليل وقت التعرض للوسائط الرقمية للأطفال أقل من 5 سنوات.

عدم استخدامها من قبل الأطفال الأصغر من عامين.

استخدامها أقل من ساعة يومياً للأطفال بين عامين و5 أعوام.

الامتناع عن استخدامها قبل النوم بساعة.

عدم الاستخدام السلبي للشاشات في دور الحضانة (أي مشاهدة الأفلام التجارية).

منع استخدامها خلال الطعام والقراءة.

2. التخفيف من المخاطر المتعلقة باستخدام الوسائط الرقمية

مراقبة المحتوى والبقاء - بقدر الإمكان - مع الطفل أثناء استخدام الحاسب اللوحي.

إعطاء أولوية للمحتوى التعليمي على أن يكون مناسباً لعمر الطفل.

اتباع استراتيجية للتعليم الذاتي والتهدئة وإرساء الحدود.

3. الانتباه لاستخدام الأجهزة

أن يكون هناك خطة تتعلق باستخدام اللوح الرقمي في المنزل ( وعدم تركه للارتجال)

مساعدة الطفل على التعرف والتشكيك في الرسائل الإعلامية، والصور الذهنية والمحتويات الإشكالية الأخرى.

تذكر أن قضاء وقت في صحبة اللوح الرقمي يأتي على حساب فرص أخرى للتعلم ( الأطفال لا يتعلمون شيئاً عبر الشاشات في هذا العمر).

تذكر أنه لا توجد أية دراسات تدعم تقديم التكنولوجيا للطفل في هذا العمر المبكر.

4. أنت القدوة

استبدل أوقات استخدام اللوح الرقمي بأنشطة صحية مثل القراءة واللعب في الهواء الطلق.

أطفئ أجهزة المنزل خلال الأوقات التي يقضيها أفراد الأسرة معاً

أطفئ الأجهزة حين لا تستخدمها وتحديداً التلفزيون.

جدير بالذكر أن دراسة حديثة أخرى نشرت محتواها هاف بوست عربي كشفت أن الأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً أمام شاشات الهاتف يعانون من صعوبة النطق والقدرة في التعبير عن أنفسهم بالكلمات.

ويمكن الوصول إلى استنتاج مفاده أن استخدام الشاشات بشكل يتجاوز توصيات الروابط الطبية الرئيسية في العالم قد ينتج عنه مشكلات تعليمية، وفقدان الفرص في تكوين علاقات شخصية والاندفاع وعدم الانتباه وانخفاض الحصيلة اللغوية ومشكلات الإدمان واللغة، وغيرها الكثير.

فانتباه الطفل أمام الشاشات انتباه زائف تُبقي عليه محفزات خارجية متكررة ومتقطعة، يكون المسيطر فيها تطبيقات الجهاز المبرمجة لجذب المستخدم. إلا أن الطفل لا يتعلم من خلال الشاشات، وإنما من خلال التجربة الواقعية من خلال العلاقات الشخصية مع إنسان مدرك. بيد أن الأجهزة تفتقر إلى هذه الحساسية التي تعد شيئا إنسانياً يميز البشر فقط.

ويطرح سؤال نفسه: لو قرر الأهل تطبيق هذه الرقابة على الأطفال، بل وربما منعهم من استخدامها كبقية أطفال جيلهم، فهل يعني هذا أنهم تأخروا عن رَكِب التكنولوجيا؟

هنا لا بد من الإشارة إلى أن التكنولوجيا مصممة على التقادم وفق قانون السوق، لذا لا يجب أن نخدع أنفسنا. وإذا تعلم طفلنا دون مساعدة أن يستخدم الهاتف الذكي في 5 دقائق فهذا ليس لأنه ولد رقمياً بالفطرة ولا لأنه شديد الذكاء، إنه بسبب أن مصممي هذه التكنولوجيا أذكياء. أدرك ستيف جوبز (مؤسس شركة آبل) هذه الحقيقة، وربما لهذا السبب لم يسمح لأبنائه باستخدام الآي باد، وربما لهذا السبب أيضاً أرسل كبار مديري المؤسسات التكنولوجية في وادي السيليكون أبناءهم إلى مدرسة لا تستخدم الشاشات.

ونصحت الدراسة التي نشرتها صحيفة "الباييس" الإسبانية بعدم الانجراف خلف مفهوم " الحل الأفضل هو تأخير عمر التعرض لهذه الوسائل بهدف الاستخدام المسؤول لها"، لأن التحول الرقمي معدٍ وقد يؤدي إلى سوء تقدير الوالدين، بحملهم على إدخال تحول تكنولوجي في حياة أبنائهم لافتنانهم المروع بالتكنولوجيا على أنها الطريق نحو المستقبل.

فالتكنولوجيا أمر واقع وسبيل هام يرفع من جودة حياتنا. هل تتخيل القيادة دون GPS والاستعانة عوضاً بخرائط كبيرة من الورق، أو التخطيط لإجازة دون استخدام الإنترنت، أو العمل يومياً دون استخدام الكمبيوتر؟ إذاً التكنولوجيا مفيدة ورائعة للعقل المستعد لاستخدامها، وليس للعقل غير الناضج الذي لا يملك القدرة على التحكم في الذات والقوة والشعور بالخصوصية.

اضف تعليق