لا يدرك مغزى الزيارة واشعاعاتها الروحية إلا من جربها بنفسه، ولهذا تجد الإنشداد الروحي الكبير لدى الحجاج والمعتمرين الزائرين لقبر الرسول الكريم، والإنجذاب المشهود لدى المصريين وهم يزورون مقام الرأس الشريف للإمام الحسين في القاهرة أو مرقد السيدة زينب الحوراء عليها السلام في القاهرة ومثله في دمشق...

على بعد مائة متر من شارع ما بين الحرمين في كربلاء المقدسة الذي أخذ اسمه من حرم ومرقدي الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي وأخيه العباس الهاشمي عليهما السلام، يقع بيت الجد الأعلى لأسرتنا الحاج علي بن عبد الحميد شاه البغدادي الخزرجي المتوفى سنة 1909م والمدفون عند قبر الشهداء داخل الروضة الحسينية، وهو البيت الذي شهد مولدي ومن قبل مولد أبي وجدي، فهو بيت الجد وذريته، فيه أجنحة وكل جناح يعود لأحد أبنائه المتوزعين ما بين بغداد العاصمة وكربلاء المقدسة.

ومن طبيعة منزل الجد أن يكون محط أقدام الأبناء والأحفاد، فكيف ولكل واحد منهم جناحه في المنزل المتألف من سردابين (بهو) وطابقين مجهزين وسطحين، ولأن مدينة كربلاء المقدسة قبلة المحبين والموالين الذين يفدون إليها مساء كل يوم خميس وفي المناسبات لزيارة سيد شهداء أهل الجنة الإمام الحسين (ع)، فمن الطبيعي أن يشهد منزل الجد في مثل هذه الأيام حركة وكثافة عددية على خلاف الأيام الأخرى، وحيث كان منزل الجد محل سكنانا وإقامتنا بحكم الولادة وقلة ذات يد الوالد، فكنا نأنس بتصفح وجوه الأقرباء الزائرين القادمين من مدن العراق وبعضهم من خارج الوطن.

الآن والمنزل الواقع في زقاق سوق الصفارين داخل المدينة القديمة المهدد بالهدم والردم من أجل التوسعة وزيادة مساحة الحرم العباسي الشريف، قد سقط من داخله ولم يعد آهلاً للسكن وبقي للذكرى نمر عليه مستذكرين ملاعب الصبا كلما حانت لنا رحلة إلى العراق.

واليوم وقد ذرَّفتُ على الستين، فإنَّ من ذكريات الطفولة في منزل العائلة، الهدايا التي كان يحملها الأهل والأقرباء، وعندما أستعرض شاشة حوادث الأيام ووقائعها يتقدم أحدهم من حيث العطاء ويتأخر بعضهم، وبعضهم كان يأتي ويذهب دون أن يمد يده إلى جيبه أو يحمل معه كيس حلوى، فقد تسالمنا منذ الطفولة وفهم غيرنا بالفطرة أن الزائر يأتي ومعه الهدية حتى وإن كان زائراً لبيت جده ما دام في البيت أطفال يتوقعون هدايا الزائرين، فالهدية ملازمة للزائر تدانت قيمتها أو تعاظمت، فهي فرحة لنفس الصغار، وسرور لروح الكبار، وسكينة لأصحاب الدار وزائريه، ورحمة لمن غادر دار الحياة إلى حيث دار الممات.

ولكن هل تصدق هذه المتلازمة على كلِّ زائر أو زورة؟

الإجابة تأتينا على بريد السُّرعة من مشاهداتنا عند زيارة مرقد النبيَّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ومراقد الأئمة عليهم السلام والأولياء الصالحين رضوان الله تعالى عليهم.

في إحدى زياراتي للقاهرة المحروسة كنت جالساً داخل مرقد السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب الهاشمية المتوفاة سنة 62هـ وهي شريكة الإمام الحسين (ع) المقتول ظلماً في واقعة الطف يوم العاشر من المحرم الحرام سنة 61 للهجرة، وقد شاهدت أحد المصريين بلباسه المحلي الصعيدي وهو يتحدث مع صاحبة المرقد الشريف كأنَّه يراها واقفة أمامه ويمد يده نحو الضريح مبسوطة الكف ثم يرجعها إلى جيبه مضمومة وكأنه يلتقط من كفٍّ أخرى مالاً يدسُّه في جيبه، وكرر الحالة مرات ومرات، فأمّنت في سريرتي على ما كان يفعل ورجوت الله أن يعطيه على قدر نيته وأزيد، فهو ينتظر الهدية والعطية من الله بفضل صاحبة القبر وشفاعتها، جاء إليها من مكان بعيد زائراً مؤملاً حلول الخير على يديها، وهنا يدرك المرء أن متلازمة الزيارة والهدية تختلف كلياً كما هي العادة في الزيارات بين بني البشر، فالزائر في حضرة النَّبي والأئمة والأولياء يرجو الهدية ويرغب فيها وهم أهل للهدايا وعلى أيديهم تجري العطايا، وفي هذا المقام روي أن الحاكم العباسي أبا جعفر المنصور سأل الإمام مالكاً: يا أبا عبد الله أأستقبلُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلّم وأدعوه أم أستقبل القبلة وأدعو؟ فقال له مالك: ولِمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله عزَّ وجل يوم القيامة، بل استقبله واستشفع به.

جديد الدائرة قديمها

في هذا المقام صدر مؤخراً عن المركز الحسيني للدراسات في لندن الجزء الأول من كتاب "الزيارات الحسينية" في 550 صفحة من القطع الوزيري للفقيه المحقق آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي، وهو أحد أجزاء دائرة المعارف الحسينية التي فاق المطبوع منها رقم (125) منذ انطلاق المشروع عام 1987م، حيث تناول المؤلف بالتفصيل مفهوم الزيارة وعموم المزاورة بين الأحياء وزيارة الأموات في قبورهم وشرعيتها، وخصوص زيارة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وزيارة الأئمة عليهم السلام وزيارة الأولياء الصالحين رضوان الله تعالى عليهم، وفضل زيارتهم وعلى وجه الخصوص محل بحث الكتاب وهو زيارة المرقد الحسيني الشريف وما للزائر من هدية وأجر، وتوثيق الرواة، ومناقشة سند الروايات، ونظرة أعلام المذاهب الإسلامية الى الزيارة، وإيراد الزيارات العامة والمطلقة والخاصة.

في الطبع لا تتوقف زيارة مراقد الأولياء الصالحين على الحضور الجسدي، فهي تتحق كما يفيدنا المؤلف عبر التوجه نحو المرقد الشريف وإن كان من بعيد، وتلاوة بعض ما ورد في فضلهم، أو التسليم عليهم بعنوان تجديد العهد بهم والاستلهام منهم، لأنّ حياتهم وكلماتهم كلها عِبَر وموعظة، وفي ذلك أجر وثواب، بل: (إنَّ من دواعي فخر الأمم هو الوقوف على قبور عظمائهم وإحياء ذكرهم، وهذا بحد ذاته تجديد للعهد وترسيخ للإيمان، ودلالة على أنهم لا زالوا على المنهج الذي انتهجوه)، كما أنَّ: (الزائر للمراقد المقدسة لا يصلِّي باتجاه القبر ولا يصلى للقبر بل يصلي لله جلَّ وعلا قربة إليه، ويهدي ثوابها إلى المدفون بهذا القبر، كما لا يسجد للقبر، وإن سجد بعض الناس إنما يشكر الله تعالى لتوفيقه إلى زيارة قبور أوليائه سالماً غانماً)، والسجود شكراً أمر فطري، وهذا ما نراه اليوم في عالم الرياضة وكرة القدم على سبيل المثال، فالبعض حينما يسجل في شباك الخصم هدفاً ينزل إلى الأرض ساجداً شكراً لله على ما أنعم عليه.

ومن عظيم نعم الله على العبد تمكينه من الحج وزيارة قبر نبيِّه صلى الله عليه وآله وسلم أو زيارة قبور ذريته في مقبرة البقيع في المدينة المنورة أو المراقد الشريفة المتوزعة في بقاع الأرض في العراق وإيران ومصر والشام وشمال أفريقيا وغيرها، وقد تواتر: (من زار قبري وجبت له شفاعتي)، وتواتر: (من حجَّ فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي)، بل وتواتر: (من زارني ميتاً فكأنما زارني حيًّا، فمن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة، وما من أحدٍ من أمَّتي له سعة ثم لم يزرني فليس له عذر)، كما وتواتر عنه صلى الله عليه وآله وسلَّم: (مَن زار قبري بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي، ومَن لم يزر قبري فقد جفاني)، إذن كما يفيدنا عليه الصلاة والسلام: (لا عذر لمن كان له سعة من أمَّتي ولم يزرني)، وحتى وإن لم تتحق الزيارة الجسدية فإنها تتحق عن بعد فقد ورد عنه عليه الصلاة والسلام: (من زار قبري بعد موتي، كان كمن هاجر إليَّ في حياتي، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إليَّ بالسلام، فإنَّه يبلغني).

ولطالما كانت فاطمة الزهراء عليها السلام رغم قصر حياتها بعد رحيل والدها صلى الله عليه وآله وسلَّم تقف على قبره، وذات يوم أخذت قبضة من تراب القبر فوضعته على عينها وبكت وأنشأت تقول (الكامل):

ماذا على مَنْ شمَّ تربة أحمدٍ .... أنْ لا يشمَّ مدى الزمانِ غواليا

صُبَّت عليَّ مصائبٌ لو أنَّها .... صُبَّت على الأيام صِرنَ لياليا

ومن وحي مجموعة من الروايات المعتبرة أنشد العلامة إبن جبير الإسكندري الشاطبي المتوفى سنة 614هــ قائلاً (المتقارب):

هنيئاً لمن زار خيرَ الورى .... وحطَّ عن النفس أوزارها

فإنَّ السعادة مضمونة .... لمن حلَّ طيبة أو زارها

وأنشد المتصوف المصري الشيخ شعيب الحريفيش المتوفى سنة 801هـ قائلا (مجزوء الكامل):

مَن زار قبرَ محمدٍ .... نالَ الشفاعةَ في غدِ

بالله كرِّرْ ذِكْرَهُ .... وحديثَه يا مُنشدي

 روايات ونظرات

أفرد المحقق الكرباسي في فصل "زيارة القبور" (22) رواية معتبرة في زيارة قبر النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلَّم، وأفرد في فصل "زيارة المرقد الحسيني وفضلها" (21) رواية.

ومن وحي الأحاديث المعتبرة خلص المؤلف في فصل "فضل زيارة مرقد الإمام الحسين عليه السلام" إلى أمور كثيرة أهمها أنها: أحب الأعمال عند الله وأفضلها، والمشتاق آمن يوم القيامة ويعطى كتابه بيمينه ويدخل الجنة تحت لواء الحسين عليه السلام ويسكن في الجنة في درجة الحسين ويقعد على موائد الجنة مع الرسول وآله، كما لا ينتظر الزائر لأجل الحساب مثل غيره، وله فضل على الناس يوم القيامة وهو فيها من المكرَّمين، ومن أوذي في الزيارة يُلبى سؤاله وحاجته دنيوية وأخروية، وتستقبله الملائكة عند الزيارة وتحييه وتودِّعه وتستغفر له وتدعو له وتعوده إذا مرض وتشيعه إذا مات، والزائر يرجع إلى أهله مسرورا.

ولأن فصل الأحاديث يستبطن البحث في الرواة، فقد رتّب المؤلف تراجمهم في فصل "زيارة القبور" فكانوا 123 راوياً توزعوا على حرف الألف (23)، حرف الباء (3)، حرف الثاء (2) ومثلها حرف الهاء والياء، حرف الجيم (4) ومثلها حرف السين، حرف الحاء (14)، حرف الراء (3)، حرف الزاي (1) ومثلها حرف الفاء والقاف واللام، حرف الصاد (5)، حرف العين (28) ومثلها حرف الميم.

وهؤلاء الراوة جاءت ألقابهم كما في "فصل الأنساب" على النحو التالي: الأزدورقاني، الأزدي، الأسدي، الإسكافي، الأشعري، الأعرج، الأنباري، الأنصاري، الأهوازي، البجلي، البُختري، البراوستاني، البرقي، البزاز، البصري، البغدادي، البكري، البنان، البُندار، البوفكي، التمّار، التميمي، الثقفي، الثمالي، الجَزَري، الجُعفي، الجمّال، الجنابي، الجهني، الجوهري، الحذّاء، الحضرمي، الحُضيني، الحَمْيَري، الحنّاط، الخزّاز، الخُزيمي، الخيّاط، الدُّهقان، ذو الشامة، الرزاز، الزَّرّاد، الزَّيّات، الزَّيادي، السابري، السجستاني، السَّرّاج، السعد آبادي، السَّمّان، السِّندي، السَّهمي، الشَّحّام، الشَّيباني، الصَّفّار، الصيرفي، الضَّبِّي، الطَّحّان، العَبدي، العَبسي، العِجلي، العطّار، العُمْركي، الغامدي، الفزاري، القرشي، القَصْباني، القُمِّي، الكلبي، الكوفي، اللؤلؤي، المدائني، المرادي، المسمعي، النَّحوي، النَّخْعي، النَّصْري، النَّهْدي، النيشابوري، الهُذلي، الهَمْداني، الوائلي، الواسطي، الورقاء، اليقطيني، واليونسي.

كما وأورد المؤلف في فصل "أجر الزائر الحسيني" ثلاث عشرة رواية، وقد رتب أسماء الرواة وتراجمهم حسب الحروف الهجائية فكانو (5) في حرف الألف، و(8) في حرف الجيم، و(9) في حرف الحاء ومثله في حرف العين، و(1) في حرف السين ومثله في حرف الصاد وحرف القاف، و(12) في حرف الميم. ورجعوا في الأنساب إلى: بيّاع الزطِّي، الدَّهان، الراسبي، الراشدي، والزاهري.

وفي فصل "نظرة أعلام المذاهب الإسلامية للزيارة" أورد المؤلف ترجمة (41) شخصاً من علماء وفقهاء المذاهب الإسلامية الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية من بلدان مختلفة قالوا في زيارة قبر النبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلَّم، فكانوا على النحو التالي: الحليمي، المحاملي، القاضي الطبري، الماوردي، الصقلي، الفقيه الشافعي، الكلوذاني، عياض المالكي، إبن هبيرة، ابن الجوزي، عطاء الله المالكي، السامري الحنبلي، بن قدامة المقدسي، النووي الشافعي، نجم الدين الحنبلي، القاضي الحسين، السروجي الحنفي، العبدري القيرواني، السبكي، المراغي، السمهودي، القسطلاني المصري، زكريا الأنصاري، ابن حجر الهيثمي، الشربيني، المناوي، الشرنبلالي، الخفاجي الحنفي، شيخ زاده، الحصني الحصكفي، الباقي الزرقاني، السندي الحنفي، الشوكاني، إبن عابدين، الحوت البيروتي، الباجوري الشافعي، الحمزاوي الشافعي، الجرداني الدمياطي، الفاخوري، السَّقّا، والكوثري.

ومن جميل ما يذكر في هذا الإطار، أنَّ الشيخ عبد الحق الصقلي المتوفى سنة 466هـ حكى عن الشيخ أبي عمران المالكي المتوفى سنة 430هــ أنه قال: إنما كره الإمام مالك أن يُقال: "زرنا قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم لأنَّ الزيارة مَن شاء فعلها ومَن شاء تركها، وزيارة قبر النبي واجبة" قال عبد الحق: يعني من السُّنن الواجبة. وأضاف الحافظ أبو العباس القسطلاني المصري المتوفى سنة 923هــ: "إعلم إنَّ زيارة قبره الشريف من أعظم القربات وأرجى الطاعات والسبيل إلى أعلى الدرجات، ومن اعتقد غير هذا فقد انخلع من ربقة الإسلام، وخالف الله ورسوله وجماعة العلماء الأعلام".

واستوحى المؤلف من مجموع الروايات القائلة في أجر الزائر للمرقد الحسيني الشريف بشرطها وشروطها أموراً كثيرة منها: للزائر الجنة، وحقاً على الرسول صلى الله عليه وآله وسلَّم أن يزوره يوم القيامة، وأن يشفع له، ويضمن له الخلاص من أهوال يوم القيامة وشدائدها، ويرفعه إلى درجته، وكتب الله له بكل خطوة حسنة بل ألف حسنة ومحا عنه بكل خطوة سيئة بل ألف سيئة، وكتبه الله في سجل الفائزين وحيّته الملائكة عند انصرافه من الزيارة، ويستجيب الله له طلباته وحاجاته ويحفظه في نفسه وأهله حتى يرد إلى أهله ويكون وليًّا لله تعالى ومن حزبه وحزب رسوله وآله.

رؤية أكاديمية

 وكما عهدناه في الأجزاء السابقة من دائرة المعارف الحسينية ألحق المحقق في هذا المجلد مقدمة أجنبية باللغة الهولندية لأحد أعلام هولندا، وهذه المرة للباحثة في الشؤون الإسلامية الحديثة الدكتورة أنيميك شالتمان (Dr. Annemeik Schlatmann) المقيمة في مدينة اوتريخت (Utrecht)، حيث أوجزت رأيها بالقول: (إنَّ الإمام الحسين عليه السلام ناضل من أجل نشر الرسالة المحمدية ونشر العلم والمعرفة وعارض الظلم والطغيان ورضي بالشهادة خاتمة من أجل الأمة ورسالة السماء، ورغم مقتله قبل أربعة عشر عاماً فإن ذكراه في خلد محبيه والمؤمنين برسالته لا زالت حية إلى يومنا هذا وبشكل كبير فهو أسوة المناضلين في أنحاء العالم ومثال المجاهدين من أجل نيل الحرية والكرامة ومناصرة الفقراء والمضطهدين).

ورأت الأستاذة في جامعة أوتريخت (Utrecht Univesity) المهتمة بدراسة الطقوس والشعائر لدى الشباب المسلم في هولندا: (إنَّ كربلاء صارت قبلة الأحرار وزيارة مرقد الحسين هي مطلب الساعين إلى الحرية، كما واكتسبت الزيارة معنى دينياً وسياسياً واجتماعياً، كما أنَّ الزيارة صار لها وجهة سياحية واقتصادية وجذباً سياحيا)، معبرة عن: (إعجابها بالموسوعة الحسينية ومؤلفها المحقق الكرباسي صاحب النظرة العميقة في التأليف والتحقيق والمتمكن من العلوم الإسلامية والحديثة مما أتاحت له تأليف هذه الموسوعة العلمية الفريدة، وكان لي الشرف أن أقدّم لهذا العمل المعرفي العظيم وكتابة مقدمة لهذا المجلد).

في الواقع لا يدرك مغزى الزيارة واشعاعاتها الروحية إلا من جربها بنفسه، ولهذا تجد الإنشداد الروحي الكبير لدى الحجاج والمعتمرين الزائرين لقبر الرسول الكريم، والإنجذاب المشهود لدى المصريين وهم يزورون مقام الرأس الشريف للإمام الحسين في القاهرة أو مرقد السيدة زينب الحوراء عليها السلام في القاهرة ومثله في دمشق، والتلاحم المنقطع النظير للمسلمين وهو يزورن المرقد الحسيني الشريف في كربلاء المقدسة، عند هذي المراقد والأضرحة والمقامات تتفجر النفحات القدسية.

* باحث عراقي مقيم في لندن-الرأي الآخر للدراسات

اضف تعليق