تحتاج الحركات الاسلامية والاسلاميون الناشطون في الشأن العام، كما كل الحركات السياسية والحزبية او الشخصيات العامة، الى اجراء مراجعة عامة لأدائهم السياسي والشعبي والاعلامي، وذلك بهدف تحديد نقاط الفشل او الناجح او معرفة مدى تحقيق الاهداف المطلوبة او التي وضعت على رأس الاولويات.
وتشكل نهاية العام الميلادي فرصة من اجل المراجعة والنقد واستعادة التجارب الاسلامية خلال العام الفائت، وذلك من اجل تقييم المرحلة الماضية ووضع رؤية للمرحلة المقبلة، بغض النظر اذا كان بعض الاسلاميين يوافقون على اعتبار التقويم الميلادي صالح لتحديد الفترة الزمنية من اجل المراجعة والنقد، مع العلم ان هذه العملية مطلوبة بشكل دائم يوميا او اسبوعيا او شهريا او فصليا وفي كل مرحلة من المراحل.
ومن اجل وضع اساس سليم للمراجعة والمحاسبة، قد يكون من المناسب وضع مؤشر معين او عدد من المؤشرات التي على اساسها تتم المراجعة والمساءلة، كما يجري الامر بالنسب لقياس تقدم او تراجع اي بلد من البلدان او لتحديد المستويات الاقتصادية والاجتماعية لبلد ما او مجتمع معين.
وهناك عدد من الاسئلة او المؤشرات يمكن طرحها في هذا المجال:
اولا: ما هو الهدف الاساسي الذي تسعى اليه الحركة الاسلامية في بلد ما: هل الهدف الوصول للسلطة فقط او الهدف نشر الدين وتعميم الايمان واقامة المجتمع الصالح؟
ثانيا: اذا كان هدف اية حركة اسلامية في بلد معين مواجهة الظلم والطغيان والديكتاتورية واقامة العدل ونشر الحريات، فهل طريقة الصراع او الاسلوب الذي اعتمد في مواجهة الظلم والطغيان ساعد في نشر الحريات ومواجهة الديكتاتورية ام ان ما حصل ادى الى نتائج عكسية؟
ثالثا: كيف يمكن للحركات الاسلامية او للإسلاميين التوفيق بين سعيهم لإقامة المجتمع النموذجي او نشر العدل والامان في البيئة التي يتواجدون فيها وبين الصراعات العسكرية او السياسية التي يشاركون فيها مع اطراف سياسية او اسلامية اخرى، ومتى يتم وقف هذه الصراعات اذا كانت توصل البلاد الى الدمار والخراب دون اية نتيجة تذكر؟.
رابعا: ما هي طبيعة الاولويات التي يجب العمل من اجلها في كل مرحلة من المراحل في العمل السياسي او الدعوي وهل يجب التضحية بكل الانجازات التي تحققت من جراء العمل الدعوي لصالح الوصول للسلطة وهل اذا لم تصل الحركة الاسلامية للسلطة تكون فشلت في مشروعها؟.
خامسا: ماذا لو وصل الاسلاميون الى السلطة في بلد ما، سواء حكموا لوحدهم او مع قوى اخرى، هل يكونوا بذلك حققوا الهدف المطلوب، ام ان المهم من بعد ذلك تحديد ماذا تم تحقيقه من انجازات لصالح الناس على صعيد تحسين الوضع المعيشي او توفير الحاجات الاساسية او نشر العدل ومواجهة الفقر وزيادة معدلات التنمية.
سادسا: ما هي القضية المركزية التي تعمل الحركة الاسلامية من اجلها ويمكن التضحية بالقضايا الاخرى من اجل هذه القضية، وهل لا تزال القضية الفلسطينية والصراع مع العدو الصهيوني او مواجهة السيطرة الغربية على العالم العربي والاسلامي هي الاولوية، ام اصبح لدى الاسلاميين اولويات اخرى سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي وماذا قدمت الحركة الاسلامية في كل بلد من اجل القضايا او القضية المركزية.
هذه بعض الاسئلة او الاشكالات التي يمكن ان تطرح من قبل كل حركة اسلامية او من قبل اية مجموعة اسلامية ناشطة في بلد ما او في منطقة معينة، ومن خلال هذه الاسئلة او المؤشرات يمكن اجراء مراجعة شاملة لما تم انجازه او من اجل اعادة النظر بالمشروع الاسلامي المطروح، وعلى ضوء ذلك يمكن لكل حركة اسلامية او للإسلاميين بشكل عام ان يجيبوا على السؤال المركزي: هل نحن نسير بالطريق الصحيح ام علينا ان نعيد النظر بمشروعنا او بأساليبنا او بالأهداف التي نعمل من اجلها في المرحلة المقبلة.
اضف تعليق