بضعة لقطات جاءت رد فعل على الأخبار التي تناقلتها وكالات الأنباء العراقية والعربية والعالمية اليوم الأحد 11/1/2015 والتي يبدو التحيز فيها واضحا بشكل ملفت وغريب.!
أنا شارلي
عرضت القنوات الإخبارية الفضائية مثل الجزيرة والعربية والعربية الحدث وغيرها لقطات لمواطنين من جنسيات مختلفة بما فيهم عرب والمسلمون يسيرون في شوارع فرنسا، يحملون بأيديهم لافتات صغيرة، ويرددون كلمة: (أنا شارلي... أنا شارلي)
شارلي اسم الصحيفة الفرنسية التي هاجمها المتطرفون الإسلامويون القتلة، ولكن هناك قبالتها في العراق وسوريا عشرات الآلاف من البيوت، وعشرات الصحفيين القتلى، وعشرات المقرات التابعة لصحف فجرت وأحرقت، وعشرات المشاريع التي خربت ودمرت، وعشرات المزارع والحقول والمعامل والمدارس والحسينيات والمساجد والكنائس ودور العبادة وأضرحة الأنبياء والأئمة، كلها فجرت وأحرقت، ومع ذلك لم نسمع همسة واحدة من صديق أو عدو يدين هذه الأعمال.
ألا يبدو عالمنا الذي نعيش فيه في منتهى الغرابة والتحيز ؟!!
* * *
تقديم فروض الطاعة
انطلقت اليوم في باريس مظاهرة غير مسبوقة للرد على حادث الاعتداء الإرهابي على صحيفة (شارلي إيبدو) بمشاركة أكثر من (50) دولة، وكان الملك الأردني عبد الله وزوجته، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزيران جزائريان، ووفود أخرى من البلدان العربية والإسلامية قد شاركوا في المظاهرة.
فإذا كان مجرد قتل اثنا عشر صحفيا فرنسيا قد أثر كل هذه الضجة، فلماذا لم يثر قتل مئات الألوف من العراقيين والسوريين والليبيين واليمنيين والمصريين مجرد زوبعة في فنجان؟
* * *
محرقة من نوع آخر
خاطب (نتنياهو) يهود فرنسا بعد حادثة صحيفة (شارلي إيبدو) بقوله: " إسرائيل هي وطنكم".!
فهل هي دعوة لهجرة يهود فرنسا إلى إسرائيل بعد أن تراجعت أعداد المهاجرين إلى الأراضي المحتلة؟
أم هي محاولة للحفاظ على يهود العالم لأن المتطرفين الإسلامويين (يحرمون) (الجهاد) في إسرائيل؟
وهل لإسرائيل يد في هجمات باريس لدفع يهود العالم للهجرة؟
* * *
الكيل بمكيالين
تزامن العمل الإرهابي الجبان في باريس؛ والذي راح ضحيته (12) قتيلا و(4) جرحى مع عمل إرهابي جبان آخر وقع في مدينة طرابلس اللبنانية ذهب ضحيته (9) قتلى وأكثر من (40) جريحا.
فلماذا يتعاطف العالم كله مع فرنسا ولا يكاد يذكر مأساة طرابلس؟
هل هي الانتقائية (سيد وعبد) التي يعاملنا بها الغرب برضانا؟
أم أن الموازين العالمية لا يمكن ان تقيس لكل البشر بمقياس واحد، وستبقى إحدى كفتيها دائما في الأعلى والأخرى في الأسفل مهما كان حجم المأساة؟
اضف تعليق